قصص و روايات - نوفيلا :

نوفيلا ختامية آل الجارحي للكاتبة آية محمد رفعت كاملة

نوفيلا ختامية آل الجارحي للكاتبة آية محمد رفعت كاملة

نوفيلا ختامية آل الجارحي للكاتبة آية محمد رفعت كاملة

لم تحتمل ما استمعت إليه للتو، انهمرت دمعاتها على وجنتها دون أن تعي بذلك، مجرد افتراقهما وخز قلبها بقسوةٍ، فهرعت للأعلى راكضة وبالأخص لغرفته المنحازة بالطابق الثالث بعد أن تم انتقال الاولاد لطابق منعزل عن الفتيات، كالعادة حينما يصبح الولد شابًا يافعًا، دفعت رحمة باب غرفته بعنفٍ أفزع ذاك الوسيم الذي يتابع قراءة كتابه باهتمامٍ، فنهض عن الفراش يراقبها بقلبٍ ملتاع، فهم إليها وهو يتساءل بلهفةٍ: رحمة! في أيه؟ !
انفجرت ببكائها وباتت كلماتها غير مفهومة بالمرةٍ: انكل ياسين بيتكلم تحت مع جدو وقاله إنك هتسافر، أنا سمعتهم وهما بيتكلموا عنك من شوية وآ.
طوفها بنظرةٍ متفحصة من بنية عينيه، فأشار لها بحنان: طيب اهدي وفهميني.
وجذب أحد المقاعد إليها، ليحسها على الجلوس، ثم جذب كوبًا من المياه، مرددًا بصوته العذب الرخيم: خدي نفسك واشربي.
إلتقطت منه الكوب وتجرعته على مرتين، فجذبه عنها وجلس على حافة فراشه قبالتها، يقيم حالتها بنظراته الثابتة، فما أن وجد أنفاسها سكنت قليلًا، حتى قال: عظيم، كده نقدر نتكلم.
وقبل أن تتفوه بكلمة قال ببعض الحدة وعينيه متعلقة على شعرها المنفرد من حولها: مش جدو منبه عليكي يا رحمة متظهريش قدام أي حد تاني من غير حجابك.
أزاحت دمعاتها ورددت باستنكارٍ: مكنش في حد تحت.
اعترض قائلًا: بس أنتي قاعدة قدامي دلوقتي!
أخفضت نظراتها للأسفل بحرجٍ، وقالت على استحياءٍ: أنت مش أي حد يا يحيى!
أخفى ابتسامته وقلبه يخفق بعنفٍ داخل صدره، ومع ذلك حافظ على صرامته وهو يخبرها: بردو مينفعش تخرجي من أوضتك كده تاني.
هزت رأسها بهدوءٍ، فعاد يتساءل من جديدٍ: ها بقى كنتِ بتقولي أيه؟
عادت لبكائها من جديدٍ، ولم تستطيع البوح له عما يضايقها دون اتباع عويلها كالمعتاد عليه منها حتى وإن تخطت طفولتها لتصبح شابة فاتنة، فقالت: إنكل ياسين قال لجدي إنه هيقدملك في الجامعة اللي في بريطانيا، وخلال شهرين هتسافر!
انتابه حزنًا اكتسح ملامحه، ليس متفاجئًا من قرار أبيه فقد سبق لهما النقاش بالأمر وكان الاختيار إليه، ولكن ما يحزن قلبه أنه لم يعد حساباته على تلك اللحظة الفارقة، لحظة فراقه عنها، اقترب يحيى بجسده إليها، وقال ببسمة هادئة: مش أنا سبق وقولتلك إن لما نتيجتي هتظهر هكمل تعليمي بره مصر وأنتي عارفة كده صح؟
هزت رأسها بتأكيدٍ، فقال باستياءٍ: يبقى عياطك وزعلك ده مالوش مبرر يا رحمة، إنتي عارفة من البداية إني بسعى وبجتهد عشان أدخل الجامعة دي وكنتي بتشجعيني أحقق حلمي ينفع تيجي دلوقتي وتعملي كده.
عادت تهز رأسها بطفوليةٍ جعلته يبتسم خلسة، فقبض على دمعة كادت بخيانة بنيته، ثم قال بمزحٍ: عمومًا الفون مقصرش معانا في شيء.
واسترسل بمشاكسةٍ: هما كلهم أربع سنين وهتلاقيني في وشك بالحصان الأبيض اللي هخطفك بيه.
اتسعت عينيها بحماسٍ، وخاصة حينما غمز لها وهو يسترسل حديثه: منستش حلمك العبيط، ووعد مني هحققهولك.
وتابع بجدية تامة: بس زي ما أنا وعدتك إنتي كمان لازم توعديني يا رحمة.
أزاحت دموعها عنها، وسألته باهتمامٍ: أوعدك بأيه؟ !
تعمق بتطلعه لحدقتيها، قبل أن يردد ببطءٍ وخوفٍ غريب: إنك تحافظي على قلبك، ميكونش فيه مكان لغيري.
وابتسم وهو يسترسل بخبثٍ: زي سندريلا عاشت تنتظر رجوع أميرها، أنتي كمان هتستني رجوعي!

يتبع في الفصل الأول

فصول نوفيلا ختامية آل الجارحي

- نوفيلا ختامية آل الجارحي للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الأول

- نوفيلا ختامية آل الجارحي للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثاني

- نوفيلا ختامية آل الجارحي للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثالث

- نوفيلا ختامية آل الجارحي للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الرابع

- نوفيلا ختامية آل الجارحي للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الخامس

- نوفيلا ختامية آل الجارحي للكاتبة آية محمد رفعت الفصل السادس

- نوفيلا ختامية آل الجارحي للكاتبة آية محمد رفعت الفصل السابع

- نوفيلا ختامية آل الجارحي للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثامن

- نوفيلا ختامية آل الجارحي للكاتبة آية محمد رفعت الفصل التاسع

- نوفيلا ختامية آل الجارحي للكاتبة آية محمد رفعت الفصل العاشر

- نوفيلا ختامية آل الجارحي للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الحادي عشر

- نوفيلا ختامية آل الجارحي للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثاني عشر والأخير

تمت