قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل العشرون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل العشرون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل العشرون

العيون تقول الكثير والقلب نزف دمعا حزنا على ما تحطم والنفس آلفت الألم حتى صار جزءا منها، هل أنا الجاحد بما لدي أم المظلوم بما سُلب منه أم الاثنان معا!
تعود القلب على الظلام فلما أخذتيه عنوه إلى النور!
والآن ها أنا اقف بالمنتصف يجذبني الظلام تارة ويحذرني النور الفقد تارة آخرى.
هل يُباع الأمل؟!

لو يباع أقف تحت أعتاب كل من لديه حتى يعطيني منه ألم تقولِ أن الأمل هو الحياة فربما أستطيع به أن استنشق عبق الحياة.
يادائي ودوائي، يا ذلك السم اللعين وهذا الترياق المنجي ابقِ جواري حتى وان شردت...
إن الشرود للمظلمين سبيلا، والحب درب محرم لهم ولكن...
اقترفته.
الطريق يهون بكِ ومعكِ ولكِ ياصاحبة الوشاح...
و آسرة الفؤاد وهلاك الظلم.

تيبثت عائشه مكانها بعدما رأت هذا السكين الذي يتوسطهما، هو يقف أمامها بضحكة ماكرة بثت البغض في نفسها أردفت بثبات وعيون ظهر فيها عدم الخوف بل البغض: شيل السكينة دي يا عدنان.
زاد من غرزها وهو يقول بسخرية: ايه هو حبيب القلب مش هنا تندهي عليه ولا ايه؟!
وعلى حين غرة كانت تنتشل السكين من يده فتقهقر نحو الخلف وانقلبت الأوضاع ليصبح النصل الحاد موجه لمعدته، رمقها بعدم تصديق ليجدها تبصق عليه بغضب.

هرول من المكان ولم يستطع جذب السكين منها فخرج مسرعا بعد أن فلت من توجيه النصل حتى لم تستطع أن تجعل الحراس يمنعوه من سرعته بينما همس: الأيام بيننا ولو استقويتي النهاردة علشان وسط ناسك بكره مش هتلاقي حد منهم.
بمجرد خروجه وجدت عائشة يحيي يأتي مهرولا مع الصغيرة وهو يقول بقلق: عدنان كان هنا؟!، لينا بتقول انه كان هنا، انا لسه عارف من شويه ان هنا فتحتله الباب يمشي واحنا في المستشفى.

لاحظ يحيي السكين بيدها فنطق بهلع: عائشه ايه دي، هو عملك حاجه.
أردفت مطمأنة: متقلقش أنا بخير، يحيي هو ايه حكاية عدنان انتوا تعرفوا عنه حاجه أنا مش عارفاها؟!
أردفت الصغيرة بنبرة عالية: قوليلوا ياعيوش انه كان عايز يلعب معاكي بالسكينة دي.
صرخ فيها يحيي: هو كان عايز يضربك بيها.
قبل أن تجاوبه كان يهرول نحو الخارج ليلحق بهذا الذي دخل المكان بخبث أفعى وتعدى على أهله بمكر ذئب.
في قصر رضوان.

وقف علي أمام والده هاتفا بضجر وهو يشير على سالي: عاجبك اللي حصلها ده!
كانت رأسها محاطه بعدما ضرب أحد الحراس رأسها بالحائط عدة مرات ولحقها علي بصعوبة بعد اكتشافه للأمر
تحرك رضوان نحو سالي وهو يقول: والله الحارس مغلطش الدنيا ضلمه وواحده واقفة بتحوم ورا القصر كان لازم يفتكرها حد من برا، ممكن المدام تقولنا كانت بتعمل ايه الساعه دي ورا القصر.

تصنعت التأوه من رأسها فساعدها علي مردفا بنظرة تحد لوالده: قومي يا سالي خليني اطلعك.
قامت معه ورمقهما رضوان بنظرات متفحصه، وبمجرد دلوفهما الغرفة أخرج علي هاتفه ليضع به شريحة ويجري الاتصال بحامي وبمجرد إجابته أسرع اقائلا: محصلهاش حاجه ياحامي، واحد من الحراس شافها ورا القصر افتكرها حد بيحاول يدخل البيت فخبط دماغها في الحيطه أنا اتصرفت وشوفتهالها.

رددت سالي بتهكم: وبيدرس في طب، ده دكتور الندامة ده أنا مش قادرة أفتح من دماغي.
سمعت باقي حديثه وهو يقول ل حامي: المشكلة دلوقتي اني لازم انزل الكلية علشان امتحاناتي وكده هتتساب لوحدها في البيت كتير.
جحظت عيناها وهبت من مكانها مردفة بهلع: ايه! أنا مليش دعوة انت هتسبني معاه، أنا هخرج معاك رجلي على رجلك مليش دعوة.
توقفت عن الحديث حين رأت تجمد ملامح علي، فسألته بذعر: في حاجه حصلت؟!

استمعت إليه يقول ل حامي وقد انسحبت الأنفاس منه: انت بتقول هتعمل ايه!
في نفس التوقيت
وقف عمر مع حامي أمام قصر رضوان ليردف عمر بقلق: حامي انا قلقان من اللي بنعمله ده.
لم يستمع له حامي بل خلع سترته السوداء ليظهر من أسفلها قميصه الأسود وشمر عن ساعديه وهو يسأل عمر: جهزت كل حاجه.
اه بس مش مقتنع.
هتف بلا مبالة وهو يقترب من قصر رضوان: انشالله عنك ما اقتنعت.

تأفف عمر بنفاذ صبر ليسمع قول حامي: ورا القصر في باب بيدخل على مكتب رضوان وباب تاني بيدخل على القصر علطول، خليك واقف هنا وأول ما ارن عليك تجيلي ورا القصر.

تسلل حامي ووصل إلى المنطقة الخلفية للقصر ليجد حارسين فوقف خلف أحد الجدران رافعا سلاحه، أصدر بسلاحه صوت مزعج في أحد النواحي مما لفت انتباه الحارسين فتحركا للعثور على مصدر الصوت فااقترب أحدهم من الحائط ليخرج حامي من خلفه ضاربا إياه بسلاحه على رأسه فسقط أرضا وقبل رد فعل الآخر ركله في معدته وضربه هو الآخر ليقع بجوار زميله ويجري هو اتصالا ل عمر وهو يتنفس بعنف من فرط المجهود المبذول، أجاب عمر ليقول هو بلهجة قاتمة: تعالى.

كانت ساره تنتظر حسام أسفل المبنى فقد وصلها رسالة نصية بأنه سيأتي إليها ليخرجا إلى مكان قريب من مسكنها، شعرت في نبرته بالضيق هي تعلم السبب جيدا وتعلم أنه لن يخبرها، أجرت اتصال جديد به وهي تسير أمام المبنى متأملة المساحه الخضراء فقالت بمزاح: الباشا هيسبني كام ساعه كمان في الشارع؟
هي تحاول أن تخرجه من حالته منذ الصباح على الرغم من حزنها الواضح فقال هو: لا الباشا خلاص وصل اهو، غمضي وفتحي هتلاقيه.

ضحكت على كلماته حتى اصتدمت اثناء سيرها بأحدهم من خلف أحد الجدران يحاول جذبها فصرخت عاليا وسقط الهاتف من يدها وهي تهرول في محاولة للفرار وتصرخ عاليا: حسام.
ظل الآخر يهرول خلفها وهي تتسارع مع الطريق صارخة ببكاء طلب للمساعدة على الجهة الآخرى أردف حسام بهلع: سارة.

انسحبت الدماء من وجهه أما هي ظلت تهرول ولم تلتفت للطريق واستدارت حتى تجد من يلاحقها قد اقترب منها للغاية فصرخت عاليا بإسم حسام وبمجرد التفاتها وجدت أحد السيارات تقترب منها فسقطت أمامها آثر عركلتها وقد استسلمت لفقدان الوعي وللهرب من كل هذه المعاناة.

خصلات متطايرة، فستان قصير وملامح تحمل من الشراسة ماتحمل من البراءة وطيارة تهبط على الأرض لتنزل منها تلك الحية الناعمة وتشير للحراس خلفها بإتباعها وهي تجري اتصالا متحدثة باللغة الأجنبية: لقد وصلت إلى الأراضي المصرية للتو.
استمعت لسؤال الآخر فقالت بإستمتاع: سأحل عليه ضيفة بعد غد وأعدك لن يفلت، هل تشك في قدرات انثى مثلي!

ارتفعت ضحكاتها بعد ثناء المجيب على جمالها وتبعت ضحكتها بقولها الجاد وعيونها اللامعة: على حسب الخطة الموضوعة سوف أبدأ بالملكة.
صمتت ثوان وهي تتأمل اسم غريميتها التي لم تقابلها من قبل أبدا وتتسائل كيف استطاعت إيقاع فهد ك حامي العمري، ابتسمت بمكر وهي تردد الإسم بنعومة: princess Aisha Elziny.

وقف يحيي يلقي بتعليماته الصارمة للحراس ويوبخهم على دخول غريب رغم تبريرهم بأن عائشة رحبت به، عاد يحيي مجددا ليجد الحطب الذي أشعله في منتصف المزرعة ليجلس أمامه طالبا الدفيء يجلس أمامه نيرة وجاورتها الصغيرة من جهة ووالدتها من الناحية الآخرى وجلست عائشة وجاورها الصغير و زينة واكتملت الدائرة حين اقتربت هنا بأكواب الشاي الساخنة والحامل المعدني وقد وُضع به أطباق أم على، رمقت زينة يحيي الواقف بإندهاش لتقول بسعادة: مامي وافقت تخرج تقعد معانا هنا تشم هوا.

ثم أشارت زينة معرفه به: ده يحيي يامامي.
كانت صوفيا في حالة من الاستغراب والرهبة ولكنها تشعر بالأمان على الأقل وتشعر بالفرحة كلما تذكرت شيء جديد كانت قد نسته ويمزق اليأس أملها حين تتخيل ماعاشه أولادها من غيرها.
خرجت من حالتها هذه على كلمات زينة فسألت هنا بضحكة هادئة: ده ابنك؟!
تحرك يحيي يجلس جوار والدته قائلا بمرح: هو انا حاليا ابنها بس بعد العيون الحلوين دول ابقى ابنك انتِ كمان.

وكزته هنا في كتفه قائلة: بتعاكسها قدامنا عيني عينك كده.
صدح صوت الصغيرة تردد بمكر: وبيعاكس زينة كمان.
ضحك الجميع على كلماتها وحاولت عائشة إخراج صوفيا من حالتها فقدمت لها كوب الشاي الساخن وأحد الأطباق قائلة بضحكة واسعة: حامي قالي انك بتحبي أم على أوووي.
تناولته منها بإبتسامة مماثلة وأخرجت عائشة الأوراق قائلة بحماس: يلا ياجماعة نلعب إنسان حيوان جماد بلد.

تناول كل منهم ورقة وقلم وقالت عائشة بسعادة: صوفيا اللي تختار الحرف.
بدأت في الانسجام وخاصة مع ثرثرة عائشة المستمرة لها فقالت وهي تستعد للتدوين: حرف الميم.
بدأوا جميعا في الكتابة وتسارعوا ليصبح أحدهم الأول، انتهت زينة من التدوين أولا وقبل أن تصرخ بأنها الفائزة انتشل يحيي ورقتها أثناء انشغالهم ووضع خاصته على قدمها ليقول هو بمكر: انا اللي كسبت.
كانت الصغيرة تلعب هي وزينة في نفس الورقة.

وبمجرد قول يحيي أنه الفائز صرخت الصغيرة بغضب: انا عايزة الحكم، يحيي خطف الورقة بتاعتنا بعد ما زينة كتبت كل الصفوف وحط ورقة تانية مكتوب فيها كلمه واحده بس.
أخفت زينة الورقة خلف ظهرها بينما قالت نيرة بتمثيل الحده: هاتي الورقة يا زينة نشوف كاتب ايه.
تقدمت عائشة لتنتشل الورقة ولكن قطع ذلك قول يحيي المتبجح: كاتبلها بحبك.

رفعت عائشة حاجبها الأيسر وهي تردف: بص بقى يابابا لو انت مفكر ان حامي مش هنا وهتعرف تستفرد بالبت في وسطنا تبقى غلطان حامي سايب وحش وراه وطول ما مفيش كتب كتاب زينة كأنك متعرفهاش.
استهتر بكلماتها وأعاد الكرة مجددا ولكنه توجه بنظراته هذه المره نحو زينة يقول: وانا مش هتربى غير لما تجوزوهالي.
دفعته هنا قائلة بغضب: انت لو متربيتش هتاكل بالشبشب وربنا يكفيك شر شبشب امك.

ضحك عاليا وهو يقول لزينة: للأسف مضطر اتربى.
اخذت عائشة زينة لتجعلها تجلس جوار صوفيا ونيرة تقول: خلي بنتك جمبك ياست حلويات بقى.
ضحكت صوفيا وسط قول عائشة المغتاظ من يحيي الذي خل باللعبة: هنبدأ تاني، كريم يختار الحرف.
قال الصبي بفرحه: أنا هختار حرف ال ع على اسم عيوش علشان انا فرحت اوي لما قولتيلي اننا قرايب.

احتضنته عائشة بحنان فهو طفل ليس له علاقة بعداوتها مع رضوان هو حتى لا يعرف رضوان فقالت له بحب: يا حياة عيوش، يلا نبدأ بقى.
في نفس التوقيت
كان رضوان يتحرك في بهو قصره فوجد عمر يجلس على أحد المقاعد، رمقه بصدمة ليجد عمر يقول بإبتسامة مستفزة: مساء الخير ياعمي.
رمقه رضوان بغل هاتفا: انت دخلت هنا ازاي؟!
قام عمر من مكانه وضغط على قبضة رضوان قائلا ببرود: اهدى بس كده وندخل مكتبك نتكلم لمصلحة الكل.

رمقه رضوان بإستغراب ولكنه فتح له بوابة مكتبه ليدفعه عمر على حين غرة نحو الداخل ويغلق الباب عليه من الخارج قائلا بسخرية: بالشفا.
حاول رضوان فتح البوابة بذهول ولكنه لم يستطع ليثبت مكانه على صوت يدندن من خلفه: كان كل حاجة، أغلى حاجة كان الاسم حبيبي.
استدار بصدمه ليجد حامي يجلس على مقعد مكتبه الخاص ويدور به يمينا ويسارا.

فأكمل حامي دندنته بضحكه أظهرت نغزتيه وقد بدا مستمتعا للغاية وهو يحرك يديه: كان بين ايديا نور عينيا وأنا فكرته نصيبي.
تابع وهو يدق على الطاوله بتصنع التأثر: كان روحي فيه بين ايديه قلبي وعمري بحاله.
ترك حامي الدق على الطاولة وارتفع لرضوان لتتواجه الأعين وهو يختتم غنائه بسخرية: كانت دنيتي ياغربتي مطلعش حبيبي حبيبي.
غمز لرضوان هاتفا بمكر: اه والله ماطلع حبيبي.

أردف رضوان بنظرات مظلمة: عايز ايه ياابن العمري.
أردف حامي بسخرية: أنا حاسس ان انا جيت في وقت مش مناسب، بس مش مهم أنا مرحب بيا في كل وقت وأي مكان.
ضرب رضوان بعصاه على الأرضية بنفاذ صبر مرددا: قول عايز ايه!

أشعل حامي سيجارته مرددا بغموض: في ناس عارفة ان اخد الحق حرفة فبتاخده على نار هادية، بس في رأيك لو واحدة زي نهله عرفت ان كان عندها بنت انت خبيتها عنها السنين دي كلها وهي ياعيني كانت بتربيلك بنتك وواخدة على قفاها منك، هتعمل فيك ايه؟

صمت ثوان وتابع بمكر: مع العلم انها كانت بتحاول بكل الفرص تدمرك قبل كده، اعتقد بعد اللي هتعرفه ده هتتصرف بإنفعال، و انفعال يساوي خطوات مش مدروسة وخطوات مش مدروسة يعني موتك.
شحب وجه رضوان وخاصة حين نفث حامي الدخان في وجهه قائلا بشراسة: وأنا مش عايزك تموت موتة هبلة كده، أنا عايزلك حاجه تليق بإسم حامي العمري.
لم يرد رضوان النطق بأي شيء هو يريد التفكير وحسم أموره جيدا ولكنه قال: يعني ايه؟

يعني تحكيلي حكاية كريمان من يوم ما اتولدت لحد النهارده.
جلس رضوان على مقعد مردفا: ولو قولت لا.
ضحك حامي محركا رأسه وهو يقول: بص تحت المكتب كده.
نطق مجددا: ولا خليك هتميل ازاي برجلك دي.
مال حامي ليخرج أحد الأجهزة من أسفل المكتب جحظت عين رضوان مما توقعه وخاصة أنه يعلم أن حامي العمري كلمته حاسمة فقال بهلع حاول أن يخفيه: ايه ده.
رفعها حامي قائلا بلا مبالاة: قنبلة!

صمت ثوان حين وقع رضوان على مقعده فا اقترب منه غامزا وهو يردف بشر: جربت تنفجر قبل كده!
في الخارج
كان عمر يستمع إلى الحوار عن طريق الجهاز الذي أعطاه له حامي وبمجرد سماعه هذه الكلمة انتفض من مكانه مرددا تبعها ذعر من فقدان من يتخلى عن حياته في الداخل فأصابته حالة من اللاوعي وهو يقول: قنبلة!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة