قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الحادي والعشرون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الحادي والعشرون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الحادي والعشرون

حياة مرهقه، كلما ظنناها أصلحت أخطائها معنا ومهدت لنا طرقا منثورة بالورود تصفعنا مره آخرى لتخبرنا انه مازال هناك التواءات بعد، وأن الطريق لم يخلوا من الصعاب. بل مامر ليس إلا قدر بسيط فقط وآن ما آتي يحمل المزيد والمزيد، هل تستمر الحكاية؟!، هل يغلب الحب؟!، أم يزداد توحش الوحش ويضرب بكل تقاليد الحب عرض الحائط.
أنا هنا وأنت هناك وحقا لن أترك كفك حتى لو ذهبنا إلى الجحيم سويا ياصاحب القلب المظلم.

في قصر رضوان
انسحبت الأنفاس وكأن الزمن توقف هنا في غرفة مكتب البغيض، اتكأ رضوان على عصاه فخذلته الوضع ليس بهين من يقف أمامه يعلم أنه لن يتراجع إذا نوى ولكنه يعلم ذكائه أيضا صدح صوت رضوان يقول وهو يبتلع ريقه بثبات حاول اصتناعه: وياترى بقى هتفجر نفسك معايا.

ضحك حامي عاليا وهو يحرك له مابيده ليرتعد رضوان داخليا وحامي يقول: حامي العمري وعدك ياخد عزاك يبقى مش هيخلف وعده، مين قال ان القنبلة اللي في ايدي دي هي اللي هتنفجر؟
حاول رضوان أن ينفي ما أدركه عقله وهو يقول: تقصد ايه؟
استدار حامي ينظر للبوابة خلفه هذه التي دلف منها إلى هنا ليردف متأملا: حلو اووي الباب ده.
تصبب رضوان عرقا فأخرج منديل يمسح قطرات العرق وهو يردف بنفاذ صبر: اللعب بالأعصاب ده مش عليا.

تناول حامي قلم موضوع على الطاولة ليقول بضحك ونبرة بارده وهو يحفر اسمه بالقلم على البوابة: ومين قال بس اني بلعب بأعصابك هو انا صحيح لاعيب بس اللي بعملوا دلوقتي ده مش لعب.
ألقى القلم على الأرضية بإهمال بعد أن انتهى من حفر اسمه ليردف بغمزة من عينيه: ده تسخين، أنا لسه بسخن للعب.

جذب حامي أحد المقاعد ووضعه على مقربة من الباب وجلس عليه واضعا الساق فوق الآخرى مردفا بتصنع الجدية ولكن الشراسة احتلته: نتكلم جد بقى، الباب اللي ورايا ده متثبت عليه من برا قنبلة زي اللي في ايدي دي، لو معرفتش اللي انا عايز اعرفه دلوقتي هخرج من هنا صاغ سليم بس انت بقى بضغطة زرار مني هتتفحم بكل اللي ليك، وفي الآخر برضو القرار قرارك.

أدرك جدية حديثه من شراسته فتهاوى على مقعده ليردف حامي بخبث: ايوه اقعد واستريح كده، ولو مش موافق قول. أنا مبحبش حاجه تيجي بالغصب أبدا كله بالحنية هيلين.
نطق رضوان بغل: عايز تعرف ايه؟!
أردف حامي بغل مماثل بل تفوق: صوفيا خدتها ازاي؟!
قبل أن يردف أوقفه حامي بإشارة من يده قائلا: لو كذبت هعرف، اللي شامم ريحة الهلاك بيبان عليه اووي وانت في الهلاك نفسه يعني متفكرش تعملها.

رضوان متيقن من كل كلمة تفوه بها، لقد خطط جيدا وينفذ الآن بإحترافية كما عهده دائما، صمت ثوان وأردف بعدها: بعد محمد ما اتدفن، صوفيا راحت بيتها القديم لأن كل حاجه راحت حتى الفيلا اللي كنتوا فيها اتاخدت، اليوم اللي انتحرت فيه كنت أنا جايلها علشان عرفت انها راحت لجأت ل عليا (نهلة)
وهي مشتها ومساعدتهاش.

كان حامي يرمقه بسهام حارقة يكاد يفتك به الآن، تعاد أمامه كل المشاهد، تابع رضوان: جيت وخبطت محدش فتح، كسرت الباب ودخلت لقتها مرمية على الأرض كانت قاطعة النفس افتكرتها ماتت بس نقلتها على المستشفى ولحقوها، ساعتها فكرت انها لو رجعت وعاشت مية حاجه هتتفتح وخصوصا ان الخوف من مقهور لازم يكون كبير لأنه هيسعى للانتقام مهما كان التمن، قررت ابدل الأدوار وبدل ماهي تكبر ابنها على الانتقام مني وتخليه ينام ويقوم يحلم بموتي اعكس انا الآية اخليها بالنسبة للناس كلها ميتة واخلي ابنها صباعه تحت ضرسي علشان يفضل طول عمره فاكر ان خيري عليه وميعضش الايد اللي اتمدتله، خدتها وكل حاجه اتكتمت وحبايبنا عملولي شهادة الوفاة وكله مشي رسمي، رجعت تاني يوم للبيت بتاعها لقيت الست جارتها بتدور عليها في كل حته.

أدرك حامي أنه يتحدث عن هنا ليتابع رضوان: قولتلها اني كنت جاي ازورها واني صديق قديم لجوزها وصوفيا من كسرتها مكانتش حاكية لأي حد غير بس نهلة لما راحت تطلب منها المساعدة فده سهل عليا الطريق لأن الست صدقت اني جيت و لقيتها تعبانة ونقلتها المستشفى واول ما قالتلي انها عايزة تروحلها طلعتلها شهادة الوفاة وقولتلها انها انتحرت وانا استلمتها من المستشفى بما ان مفيش حد يستلمها من قرايبها وعلشان اعجل بإكرامها دفنتها واتدفنت جمب جوزها، وبعدها عرفت من الرجل اللي في المقابر انها راحت وسألت وانا كنت مظبط معاه انه يقولها ان في واحده جم دفنوها هنا زي مافهمته بالظبط.

اقترب حامي منه وقبض على عنقه فتراجع رضوان على المقعد وخفق قلبه حقا بذعر وهو يرى توهج البريق في عيون حامي وهو يسأله: وسبتها عايشة ليه؟، ماكان ممكن تموتها وتخلص من ده كله نهائي.

شحب وجه رضوان من شدة الضغط حتى تركه حامي وهو يبصق عليه فتسارعت الأنفاس وهو يقول: كانت دي خطتي فعلا بس بعد ماخدتك وبقيت ايدي ورجلي اللي بمشي عليهم كان لازم صوفيا تفضل وخصوصا انك اتنمردت كنت مخليها كارت لوقت عوزة، كارت ادمرك بيه بس للأسف كل اللي برا مأجلين قرار دمارك ده، وانت عمال تتنمرد ولو رقبتك مااتاخدتش دلوقتي وسمعوا كلامي نارك هتطول الكبير قبل الصغير.

ركل حامي المقعد بشراسة فخر رضوان ساقطا ليردف حامي بعيون حملت من النار ماحملت: عارف يا رضوان انت صعبان عليا، قعدت طول عمرك تخطط وتنفذ وفاكر ان محدش هيعدي من تحت ايدك مع انك اكتر واحد واخد على قفاه.
حاول رضوان الاعتدال على الأرضية بألم وهو يردف بثقة رغم ألمه: محدش يقدر يلعب من ورايا، لو انا فعلا كده مكنتش عملت اسم رضوان عبدالحي.

دفعه حامي بقدمه ليتمدد ثانيا على الأرضية ومال عليه يردف بشراسة امتهنها جيدا: لولايا مكانش بقى في رضوان عبد الحي وكان الصغير قبل الكبير هياكل فيك، حامي العمري هو اللي عمل كل حاجه فوق يارضوان، وهو برضو اللي بجرة قلم واحده خلاك خسرت كل حاجه وفلست، بس عجبتني اووي ياتري بقى نادر ساومك على ايه علشان يرضى يخليك شريك في نص أملاكه.

أردف رضوان بغل: أنا مش عيل ياابن العمري، الفلوس اللي انت خدتها مني بجرة قلم عندي أدها برا مصر أضعاف، ونادر مشاركنيش الا عشان ضامن اني عندي اللي يضمنله حقه، واديك شايف اهو رجعت كل حاجه بكام شهر شغل والقصر جبت أحسن منه.

ضحك حامي وهو يردف بصراخ: انت عملت فلوس في كام شهر من الشغل الوسخ يارضوان، انما الشركات وكل اللي شاركت نادر فيه بيفلس، انا عارف انك بتتحسر دلوقتي شركاتك ايامي كان اسمها بيرن في كل حته ودلوقتي بقيت هفأ اي حد معدي يدوسك ولولا اللي انت مسنود عليهم واللي انا هجيبهم كان زمانك عضم في أوفة بطلقه من مسدس واحد من كلابهم، بس حتى هما سايبينك عايش عشاني أنا، فاكرين ان ليك تأثير عليا وممكن تقدر تتعامل، أنا يارضوان كل حاجه، اللعبة كلها خيوطها مع حامي العمري ووقت ما هيقول stop الكل هيتحرق حتى لو حرقكم هيكون بموتي.

كان عين حامي مثبتة على عيون رضوان الذي نطق بتعب ليثير استفزازه: النظرة دي شوفتها في عين مراتك صح؟!، اصل السنيورة وارثاها مني، تخيل كانت هي اللي اتخطفت وهي صغيرة بدل اختك او كانت بنتي فعلا وانت حبيتها كنت هتفضل طول عمرك رقبتك تحت رجلي ومكنتش هطولك ضفرها، كانت هتبقى كارت حلو اووي استخدمه والعب بيك.

رفع حامي رأسه وأطاح برأس رضوان ليتأوه الأخير عاليا بينما نطق حامي: عمري ماشوفت نظرة زي اللي بشوفها في عينيها ويوم ما هشوفها عندك هعميك علشان مااشوفهاش تاني، واه صحيح لو كانت بنتك وانا عوزتها كنت هاخدها غصب عنك عارف ليه يا رضوان؟!
رمقه رضوان بمقت ليتابع حامي بشر: علشان أنا حامي العمري وزي ماخدت رجلك وخليتك عاجز اقدر اخد عينك واخد روحك كمان.
تابع حامي حديثه: نيجي بقى لتاني نقطة.

جابر ابراهيم الراجل اللي مدلك ايده وساعدك تكبر شغلك ومش بس كده اتفق مع المحامي بتاعه انه لو مات تبقى انت الواصي على بنته بس المحامي عشان وسخ زيك قالك تقوم انت تعض الايد اللي اتمدتلك وتدبر حادثة تموته وتقول انه مات هو وبنته وتكوش على كل حاجه ده انت الشيطان بيصحى كل يوم يتف على نفسه في المراية ويسقفلك، مموتش البت ليه؟

أردف رضوان برأس متألمة بسبب الضربة التي تلقاها: خدت البت علشان جابر ده كان متجوز نهله عرفي وخلف منها البنت وعلشان عرف انها شمال وليها علاقات خد بنته وقطع الورقتين وهي معرفتش تاخد منه لاحق ولا باطل، بعد مادبرتله الحادثة والعالم كله اقتنع انه هو والبنت ماتوا حتى هي نفسها، قولت اخلي البت وتبقى حاجه للزمن علشان لو نهلة فكرت تلعب بديلها معايا في يوم يبقى معايا حاجه، خدت البت ورمتها في السجن اللي كنت حابس فيه صوفيا كانت مرمية ومش راضية ترضع وبتعيط بس، صوفيا رضعتها ورضيت ويعتبر هي اللي ربيتها عاشت معاها سبع سنين محبوسين سوا، لحد مافي يوم صوفيا حاولت تهرب ومعاها البنت والممرضة هي اللي لحقتهم كانوا مستخبيين في عربية من بتوع الحرس، عرفت ان البت دي هتجدد الأمل عند صوفيا في انها تهرب فخدت البت منها وسفرتها برا مصر خالص تتعلم هناك، قعدت برا بتاع 8 سنين كل الاثباتات الشخصية ليها مزورة حتى هي نفسها كانت مفكرة ان صوفيا امها لحد مارجعت مصر بعد ما بقى عندها 17 سنة، كانت راجعة تتنطط ومفكرة نفسها كبرت ومبقاليش سلطه عليها وعمالة تقول حقي هاخده منك وهفضحك وهخرج امي واخويا هيلحقني، علقة محترمة من رجالتي وبعدها رمتها في مدرسة داخلية بس هنا في مصر، لكن مااتعظتش وبقت بتهرب من المدرسة بالليل وتروح تسهر في حتت عرفتها عليها واحده من صحابها، اتعرفت هناك على عمار ابن السيد زيدان وعلقت في دماغ الواد ويوم ورا التاني اتعلق بيها وجابلها شغل وهي رجعت تدور ورايا تاني وتحاول توصل لمكان صوفيا اللي هي مفكراها امها لحد ما السيد زيدان وصله معلومة ان ابنه مقضيها مع واحده ملهاش اهل وده طبعا كان عن طريق واحد من رجالتي وساعتها كان داخل انتخابات وده هينزله الأرض، أول ما ابنه قاله انه هيتجوزها ابوه خيره بينها وبين انه يطرده وياخد منه كل حاجه والواد اختارها هي في الوقت ده أنا اضطريت اسافر علشان المشاكل اللي حصلت في شغلي برا مصر اظن انت فاكر في الوقت ده كان الشغل 24 ساعه ومكناش فايقين لأي حاجه، فا السيد زيدان لما لقى مفيش نتيجه وابنه متراجعش سلط نادر على البت انه يبعدها عن ابنه واتفقوا على اللي هيحصل بعت رجالة ولعوا في الكافيه اللي هي شغالة فيه ونادر خطفها والواد ابن الراجل اتضرب علقة من رجالة ابوه والموضوع اتقفل على كده، السيد زيدان اصلا انا وهو اعداء من زمان مكانش ناقصني عداوة ابنه كمان، الواد دخل القصر على انه واحد من الحرس و هيشتغل ومفيش منه وانا صدقته ودخلته ومكنتش فاضي ادور وراه واعرف هو ابن مين لانه اتبعت من الشركة اللي متفق معاها على تأمين القصر، بعد ماخد بنتي وهرب عرفت اصله.

وسايب بنتك معاه ليه؟!
ضحك رضوان بخبث وهو يردف: علشان يحبها، هي تفتكره الأمير اللي هيحميها وهو يطب، وعلشان مش عارف اوصلها بس هوصل وساعتها يكونوا وقعوا في بعض والعب انا لعبتي بقى.

بصق عليه حامي وهو يردف بإشمئزاز: المادة الخام للوساخة، ابقى قابلني لو عرفت تلمس شعرة من دنيا، الرخيص اللي يدخل عرضه في دايرة وساخته يبقى ميستاهلش انه يكون أب ولا حتى يستاهل انه يعيش، وهتموت بس لما تدفع فاتورة كل اللي طالهم أذاك أنا بقى موجود علشان أخدلهم حقهم، نهايتك انت واللي وراك هتبقى على ايدي.

علي الرغم من الذعر الذي تمكن من رضوان وهو يرى الشيطان يتلبث في من أمامه ولكنه أردف: أنت مش قدهم ياابن العمري.
ضحك حامي بسخرية وهو يردف بعيون لامعة: يبقى انت متعرفش أنا مين.
تملك الخوف من رضوان وهو يسمع نبرته المليئة بالكثير والتي دعمتها ضحكته الواثقة وهو يخرج سلاح أبيض ويقترب به منه قائلا: علشان أنا شايف أن رجلك مش قايمة بالواجب فبقول أسيبلك تذكار كمان في وشك.

صرخ فيه رضوان بااضطراب محاولا الدفاع عن نفسه ولكنه قطع صرخته لتتبدل بآخرى أقوى حين جرح حامي وجهه بتلك السكين فسال الدم منه
و ابتسم بثقه وهو يقول لها غامزا: مش قولتلك انت متعرفنيش يا رضوان، أنا لو اتعاشرت 100 سنة عمرك ماهتعرفني ولا تتوقعني ودلوقتي بقى
ثم صمت ثوان وتابع بشر: أعرفك بيا، حامي العمري.

أنهى جملته وألقى هذه الأداة المتفجرة من يده فأحدثت صوت انفجار عالي صم أسماع كل المتواجدين وتبعها ذلك الغبار الذي منع الرؤية عن العيون ولكن هل سم قلب البغيض الذي اسقم أرواح الأبرياء يمكن منعه!

لم يستطع رضوان رؤية حامي ولكنه سمع نبرته التي اخترقت اذنه فزادت من الألم: القنبلة دي بيستخدموها في الحروب علشان يرهبوا بيها العدو ويشتتوه من بعيد مبتدمرش هي مجرد الصوت والدخنة اللي احنا فيها دي وبس، يعني انت خدت على قفاك للمرة المليون مني يا رضوان.

استطاعت يد حامي أن تصل للباب من خلفه بسبب وقوفه بالقرب منه مما ساعده على الرغم من تشويش الرؤية، ففتح البوابة واتجه نحو الخارج وهو يقول قبل أن يغلقها بسخرية: see you later يا بيبي، وصحيح ابقى حرس من صاحبك علشان الضربة الجاية هجبهالك منه يا وحش.
بمجرد خروجه واتجاهه نحو الحديقة، تحرك حتى وصل إلى الخارج فوجد عمر يحثه على الدلوف للسيارة قائلا: اركب بسرعه.

ركب السيارة بجوار عمر الذي أردف بغضب: مش تقولي حكاية الزفت القنبلة دي، أنا قلبي كان هيقف من الخوف انك تعمل حاجه زي دي لولا علي قالي انها قنبلة صوت بس وانك قايله، فخرجت استناك في العربية علشان اول ماتخرج اخدك ونمشي قبل ماحرس رضوان يتصلوا بحد.

أردف حامي بوجع وهو ينظر للطريق من النافذة المجاورة وقد ملئت مقابلته ب رضوان نفسه بالكثير من الألم والحسرة على ماضي أفناه في حماية من تفننوا في ضياعه: كانت هتفرق يعني لو قنبلة بجد.
أردف عمر بصدمه وهو يرمقه بغير تصديق: حامي انت بتقول ايه، انت اخويا يعني انت لو كان جرالك حاجه في الأوضة دي أنا...
قاطعه حامي مردفا بهدوء: متكملش ياعمر، أنت مش محتاج تتكلم أنا لما وقعت مبخلتش عليا حتى بدمك.

ربت عمر على كتفه بألم فهو مثله قد عانى من فقدان وتحمل، أردف حامي بضحك: بلاش جو أمينة رزق ده بقى سوق بسرعه عايز انام.
ضحك عمر وهو يحرك رأسه بمعنى لافائدة من الجالس جواره وزاد من سرعته متوجها نحو المأوى الذي يعلم أن حامي يحتاجه الآن جيدا ليس مأوى السكن بل مأوى القلوب والتحامهم معا.

في منزل حسام، وقف بجوار الطبيب الذي أحضره ينظر لتلك النائمة بخوف وقلق حتى ارتفع الطبيب قائلا: متقلقش ياحسام، حالة اغماء عادية مفيش أي مشكلة.
شكر حسام صديقه وهو يصرفه خارج الغرفة ولكن وقف صديقه هاتفا بحذر: حسام واحده اغمى عليها قدام عربيتك كان ممكن تجيبها العيادة وتجيلي أو بالكتير تفضل معاها لحد ماتبقى كويسة لكن جايبها شقتك ليه وانت عارف انك معظم الوقت قاعد لوحدك وبسنت مبتبقاش موجودة.

صحح حسام لصديقه بإنفعال: أنا عارف الأصول كويس، مش واخدها ساقيها حاجه واستفرد بيها ماتخافش.
أردف صديقه بإنفعال مماثل: حسام انت جرالك ايه، وايه كمان حكاية الست اللي انت عايز تتجوزها دي أبوك كلمني علشان اعقلك.
ضحك حسام بتهكم وهو يردد: أنا عاقل المفروض الحاج وهدان اللي بيقف ويأم الناس في صلاة الجمعة هو اللي يعرف ان ابنه مبيعملش حاجة غلط.

لمعت عين حسام بأمل وتشبث بملابس صديقه مردفا برجاء: بقولك ايه ماتقنعه انت.
اردف صديقه بضجر: ياحسام بقولك ابوك مش طايقكوا وماشي في طلاق امك واحتمال يولع فيا انا شخصيا واتصل بيا بهدلني ومصمم ان انا اللي عرفتك على الست اللي انت عايز تتجوزها دي وانا عمال اقنعه انِ معرفهاش اصلا مش مصدقني، وانت جاي تقولي اقنعه ده انا اقتله اسهل.
دفعه حسام بغضب خارج المنزل وهو يقول: طب امشي بقى من وشي دلوقتي.

أغلق الباب بتأفف خلف صديقه وتحرك بهدوء نحو الغرفة ليجد ساره جالسة على الفراش فجلس على مقعد مجاور للفراش مردفا بإبتسامة مطمئنة: حد يخض حد كده!، جاية يغم عليكِ قدام عربيتي.
نطقت بخوف وهي تنظر حولها: حسام انت مشفتوش ده كان بيجري ورايا وعايز ياخدني أنا روحي كانت بتتسحب لما تخيلت انه ممكن يخطفني.
أعطاها كأس الماء وطلب منها الهدوء والاطمئنان مردفا: انتِ شوفتيه قبل كده؟!

هزت رأسها نافية وهي تقول بتأكيد: لا معرفهوش، أول مره اشوفه هو مش كبير ده شاب شكله يقول انه في التلاتينات.
شعر حسام بذعرها فقال بنبرة دافئة: طب خلاص متخافيش انتِ هنا في أمان وأنا هتصرف.
دموعها آبت النزول وهي تسأله بحذر: حسام انت اهلك رفضوا صح؟!
مط شفتيه وهو يشد خصلاته هامسا: يبقى سمعتِ كلامي مع الزفت.
بتقول حاجه؟
رفع رأسه يقول ضاحكا: بقولك لو المصريين كلهم رفضوا الجوازة دي هتجوزك برضو.

ضحكت بهدوء وشعر هو بحرجها فقال: البيت هنا بقعد فيه انا وبسنت وهي غالبا بتبات في المستشفى وقليل لما بتبات هنا، انتِ خدي راحتك خالص
وأخرج المفتاح من جيبه ووضعه في كفها قائلا: وادي المفتاح كمان.
سألته مسرعة: طب وانت هتروح فين؟!
أنا قليل لما برجع انام، انا بشتغل للصبح متقلقيش ده بيتك ياساره.
قام من مقعده واختتم حديثه: همشي أنا بقى علشان عندي شغل، عندك كل حاجة هنا عيشي بقى.

أردفت بشكر حقيقي قبل رحيله: حسام أنا حقيقي متشكرة اووي.
استدار لها مردفا بضحكة واسعة: عيب ياحبيبتي تشكري جوزك.
رفعت حاجبها الأيسر ضاحكة فتابع هو: و بعدين هي مش الشرطة في خدمة الشعب؟، هنا بقى الشرطة مش في خدمته بس ده الشرطة بتعشق الشعب كمان و الانستجرام يشهد.
أردفت بغيظ: امشي ياحسام روح شغلك واطفي النور عايزة انام.

غادر حسام ضاحكا ورفع صوت ذلك المذياع حتى يؤنسها في أثناء غيابه بينما هي كانت ممتنة لكل دقيقة جمعتها به.

آلام مبرحة، الأمر ليس بالهين سماع ماعاشته والدته وإعادته لمشهد مقتل والده مزق القلب إربا، كان يجلس مستندا على أحد الجدران خلف المزرعة تتأمل عيناه الأشجار وحركتها الحره ولكن قلبه يتأمل ماهو أبعد أغمض عينه بتعب وهو يستند برأسه على الشجرة خلفه هامسا: أنا عارف انهم خدوك غدر، وان كل ذنبك انك كنت نضيف في وسط عالم كلهم زبالة، بس أنا مكنتش عايزك تمشي بدري اووي كده أنا كنت محتاجك، بس وعد من ابنك انه مش هيسيب حقك.

غيمة من الدموع غطت عينيه وهو يرفع رأسه للسماء ناطقا بوجع وكأن الفقد كان منذ ثوان: بابا انت وحشتني اووي.
شعر بحركة غريبة فا استدار ليجدها تقترب فقال بنبرة جامدة: ارجعي أنا مش عايز حد معايا.
أكملت اقتراب ومع كل خطوة كان قلبه يتزعزع ثباته حتى فقده كليا وهي تقول بنبرتها الدافئة: بس أنا مش حد ياحامي، أنا عائشة.

جلست جواره فصرف نظره عنها فمدت يدها تلتقط كفه محتضنة إياه وهي تقول: مش هقولك احكيلي بس لو انت زعلان عيط، صرخ خرج اللي جواك.
لم يستجب لها بل ظلت نظراته معانقة للسماء فرمقته هي بتألم وهي تقول بنبرة باكية: طب خدني في حضنك طيب أنا خايفة.

لم يستجب لها مجددا فمطت شفتيها بحزن وقامت تجر أذيال الخيبة وقبل أن تخطوا خطوة اخرى جذب كفها فوقعت على الأرضية فتشبث بها محتضنا إياها كطفل صغير يهب ضياع أمه، لم تهتم لألمها بسبب تشبثه الزائد بها فقط احتوته، نزلت دموعها على حالته هذه وخاصة حين سمعته يردف بتملك: حتى لو مفضلش غير الضلمة مش هسيبك ومش مسموحلك تمشي.

وضعت أصابعها في خصلاته ومسدت عليها هامسة بآيات قرآنية حتى استكان تماما وغفا الاثنان على الأرضية وكل منهم متشبث بالآخر وكأنه آخر سبيل للنجاة في حياته.
في الصباح
ارتفع صوت زقزقة العصافير لتحث النائم على اليقظة.

وارتفع صوت الغناء من هاتف عائشة ليفتح هو عينيه بإنزعاج فيصل أذنه هذه النغمة التي وضعتها حبيبته كمنبه لتنبيهها فعرفت الضحكة الطريق لوجهه وهو يسمع: (مع كل نور نهار بيبقى في حلم مصدقاه، وأنا كل حتة جوا مني بتحب الحياة.
واللي يحب الدنيا عمره ما يبقى عنده خوف، معرفش كلمة صعب عمري مابشكي من الظروف )
استيقظت على الصوت المرتفع ففركت عينيها وهي تردف بنوم: احنا نمنا هنا؟!

دلك عنقه مردفا بمزاح: انتِ شايفة ايه؟!، كان ممكن تدخلي ومكنتش هزعل.
احتضنته قائلة بضحكة دافئة: مش مهم المهم ابقى جمبك حتى لو في الشارع، مش حبيبك يبلعلك الزلط؟!
هز رأسه ومال على وجنتها مقبلا إياها وهو يقول: طب ابلع بقى ياوحش.
أردف بجدية: قومي البسي هاخدك معايا الشركة وبعدين نروح نشوف آمن.
صرخت بفرح: بجد.
قامت من مكانها وأسرعت في خطواتها نحو الداخل وهي تهتف بسعادة: أنا بلبس، أنا لبست خلاص اهو.

ارتفعت ضحكاته عليها وقام من مكانه استعددا ليومه الطويل.
وصلا إلى مقر عمله الذي تدلفه عائشة للمرة الأولى كانت منبهرة بكل شيء وترمق المكان بضحكة بلهاء حتى قال لها وهو يتحرك بها وسط موظفيه والذين أبدوا استغرابهم من حضور زوجة رب عملهم بل وضحكتها الواسعة هذه: خفي الضحكة شوية مش كده.

وصلا إلى غرفة مكتبه فرحبت مساعدته بعائشة والتي رأت صورها معه على وسائل التواصل فقالت عائشة له: خلاص ادخل شوف شغلك وانا هقعد مع أميرة شوية.
حرك رأسه بموافقة ودلف بضحكة ماكرة فهو يعلم سبب إصرارها على البقاء مع المساعدة أما عنها فا التقطت كوب القهوة الخاص بالمساعدة وهي تقول لها بمكر: قوليلي هو ايه اللي مكتوب على المج ده؟!
ضحكت المساعدة عاليا وهي تقول بإستغراب: انتِ بجد مش عارفة ايه اللي مكتوب ده؟!

هزت عائشة رأسها تؤكد عدم معرفتها فأخبرتها الفتاة بحب: كل حجات الشركة هنا سواء نوت أو المجات أو حتى الاقلام بتاعتنا مكتوب عليها بالسرياني.
رفعت عائشة حاجبيها تقول بإنبهار: اللغة السريانية الله، طب ايه اللي مكتوب بقى.
ابتسمت المساعدة مردفة: مكتوب عائشة، اسمك.
ضحكت عائشة عاليا بغير تصديق واحتضنت الكوب وهي تتفحصه بغير تصديق، انصرفت المساعدة قائلة: الباشا بيتصل أكيد عايز قهوته.

أردفت عائشة برجاء: قوليلي بتعمليها فين هعملها أنا.
رغبت في الامتناع ولكن مع اصرارها وصفت لها الطريق وبمجرد انصراف عائشة وجدت المساعدة أمامها هذه الشابة التي تظهر ملابسها أكثر مما تخفي وهي تطالب بموعدها مع صاحب الصرح.
دلفت الموظفة إلى حامي وبعد أن سمح لها
أردفت الموظفة بأدب: كان في ميعاد مع حضرتك لمندوبة شركة miral، وهي برا دلوقتي.
مط شفتيه بسأم ثم قال بهدوء: دخليها و اعمليلي قهوة.

أومأت برأسها موافقة وخرجت لتقترب بالضيفة من غرفة رئيسها، كان نظرات حامي ثابتة لا يصل منها أي معنى وهو يرى أن من تقف أمامه ليست إلا فتاة في مقتبل العمر حضرتك بثياب سهرة ليلية وليست ملابس رسمية تناسب العمل حتى المساحيق التجميلية كانت مثيرة للجدل، هو اعتاد على ذلك فلم تكن دهشته مؤثرة ولكن ما أثاره حقا كيف دخلت هكذا أمام زوجته فهمس لنفسه بضحك: دي عدت من تحت ايد عائشة ازاي؟!

اقتربت الفتاة قبل الجلوس وقالت باللغة الأجنبية وهي تضع أحد الملفات على مكتبه: تفضل هذا.
انصرفت الموظفة ورمق هو الملف بنظرة عادية وهو يقول بنبرة باردة: ما هذا؟
جلست الفتاة على المقعد وهي تعيد خصلاتها للخلف قائلة بإبتسامة صغيرة: هذا ملف تعريفي لشركتي.
سألها ونظراته تحاوط حركاتها وانفعالاتها حتى يستطيع معرفة كل شيء فأصغر تحرك ربما يخفي ورائه مصيبة عظمى هو تعلم ذلك.

سألها بجدية: هل أنتِ مندوبة شركة miral.
مدت كفها بإبتسامة واسعة تردف: أنا Miral مالكة الشركة بالتأكيد شخص مثلك لن أرسل له مندوب قدمت بنفسي لأنني تشوقت كثيرا لمقابلة الأسطورة.

ثم بدأت تسرد له قائلة بسرعة أجادتها والضحكة لاتفارقها: حامي محمد صادق العمري، مالك مؤسسة العمري، يعمل في كل شيء يستطيع أن يصنع من اللاشيء ثروة عظيمة، اكتسب خبرته في سنوات معدودة وطبقها ليكتسح الأسواق، لديه الكثير من العقارات داخل مصر وخارجها وامتد عمله لأكثر من دولة، يحب عمله كثيرا، دقيق في مواعيده لذلك قدمت قبل موعدي بخمس دقائق، واثق في ذاته كثيرا، مشاركة شخص مثله ليست بالأمر الهين.

بمجرد قولها آخر الكلمات أخذت نفس عميق بسبب فرط سرعتها في التحدث ثم استدارت له بضحكة واسعة تردف: هل نسيت شيء؟!
ضحك وهو يرمق سطح مكتبه قائلا بسخرية: أهم شيء.
ارتفع بنظراته وثبتها على نظراتها مردفا بثبات زعزعها قليلا: يكره المغالاة في المدح، يكره التملق.
وضعت يدها على رأسها تردف مصححة: أنت تعلم جيدا أن ما تفوهت به ليست مدح أو تملق، هذه حقائق لا تتواضع.

فتح الملف الذي وضعته أمامه يقرأ العرض المقدم منها بتفحص سريعا ماأغلقه وارتفع لها متحدثا بجدية: تواصلتِ معي على الايميل قبل مجيئك وطلبتِ فرصة للمقابلة، لن أقل لكِ يا ميرال أن شركتك مازالت في البداية وأن الشراكة معي ستكون صعبة للغاية.
تصنعت الحزن ومطت شفتيها ليتابع هو: ليس هذا بأمر محزن أنتِ في بداية الطريق، في بداية أي شخص يتعرض لهذا قبول أو رفض.

أردفت مسرعة: لكنِ قدمت عرض جيد للغاية من أجل العمل معك.
مط شفتيه وهو يقول بتصنع الأسف: قُدم الأفضل منه.
أردفت بإصرار جلي: لن أتنازل عن موافقتك استبدل العرض وأقدم الأفضل منهم جميعا، لن أتنازل عن هذه الشراكة تفهم رغبتي رجاء أنا أريد التعلم.
أردف مختتما: تم قبول عرضك لأن مؤسسة العمري لاتقبل العرض الأفضل بل تقبل من يتوق نفسه شوقا للعمل، إذا عملتي بجد يحالفكِ النجاح، أما من يهمل أو يخون يقابل حظه التعيس.

سألته بملامح قلقة من كلماته الأخيرة: يقابل من؟!
أردف بنبرة جعلتها تبتلع ريقها بإرتباك: أنا، حامي العمري، من يفعل شيء خارج في هذه المؤسسة لا أنهي تعاملي معه فقط بل أنهي حياته المهنية كاملة، هل مازالتي عند رأيك للعمل معي ميرال؟
مدت كفها وهي تقول بإبتسامة ثابتة: نعم، شرف لي.
صافحها كدليل على بداية العمل، ثم قامت هي كي تنصرف قائلة بفرح: سررت لمقابلتك.

قام من مقعده وتوجه معها نحو الخارج لأخذ زوجته والذهاب للصغير، فتح هو الباب وكانت عائشة تلتقط كوب القهوة وستدلف له فتيبثت مكانها حين رأت هذه الأفعى الناعمة تلقي بنفسها في أحضانه قائلة بلغتها الانجليزية: ياله من حظ عسر، لقد تلف الحذاء.
رأت المساعدة النار التي تكاد تشتعل فقالت مهدأة بحذر: معلش يا مدام الكعب اتكسر.

مدت عائشة كفها وجذبتها قائلة بإبتسامة صفراء: يمكنكِ الاستناد علي، لدي كتف مريح مثله أيضا.
رحبت بها ميرال بتصنع الأسف: الأميرة عائشة الزيني، صاحب الذوق الرفيع يجب أن يختار جميلة مثلك.
أسندتها عائشة على المساعدة وهي تصحح لها: هو لم يختر الجمال، هو اختار من سرقت قلبه وملكت عقله، أليس كذلك عشقي؟!
استدارت له ترمقه بإشتعال منتظرة الإجابة فقال هو بضحك: بالتأكيد.

ابتسمت عائشة ووضعت القهوة على الطاولة وهو تقول: كانت هذه القهوة لزوجي ولكنه لن يتمكن من شرابها، يمكنكِ شرابها عزيزتي.
كانت ميرال ترمقها بحقد داخلي وهي تحدث ذاتها بأن من أمامها تبدو أصعب كثيرا مما تصورت.
أما عائشة فتشبثت بحامي كطفلة صغيرة وهي تقول لتزيد من غيظ هذه: هيا ياحبي ألن ننصرف، ألم تعدني بتناول الإفطار سويا في مكاننا المفضل؟!

ضحك حامي ودفعها أمامه قائلا بسخرية: يلا ياحبيبتي على حضانة ابنك يلا، بلا مكاننا المفضل احنا نايمين تحت شجرة امبارح يعني انتِ اقصى مكان مفضل بالنسبالك هيبقى الشجرة دي ياوحش.
وصلا إلى سيارته فقالت عائشة بإنفعال: مين الملزقة اللي فوق دي، وازاي تسمحلها اصلا تترمي عليك كده.
بدأ في القيادة مردفا بغمزة: اهدى ياوحش كعبها اتكسر واحنا لازم نساعد.

رمقته بإستنكار هاتفة بتهكم: وانت حنين اووي وفي المساعدة معندكش يااما ارحميني.
لاحظت نظراته التي أظلمت فأردفت بقلق: حامي في حاجه؟!
نظرت حولها فوجدته ينحرف عن الطريق إلى آخر شبه خالي من كل شيء فتسارعت الأنفاس وهي ترى السيارات من خلفهم تلاحقهم، وصرخت عاليا حين دفعها للأسفل حتى لايطالها شيء وارتفع هو لتسمع صوت اندلاع الرصاص من حولهم وهو يخرج سلاحه بمهارة وقد تحول تماما إلى آخر سينهى على الأخضر واليابس.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة