قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل العاشر

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل العاشر

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل العاشر

الوقت ليس منصف بالمرة، ليس من الإنصاف أن تكرهني كل الدقائق كل الثوان حتى كل اللحظات.
سعت الحقيقة إلى ولم أسع لها لأني أعلم كم ستحطمني، أحببت الحياة، تذكرت الورود ونسيت الأشواك فوخزتني الأشواك حتى تذكرني.
إلا أنت فشوكك وخزه مؤلم ولكنه محبب. مقرب أشد القرب إلى فؤادي.
لن أتخاذل مهما حدث، قلت آلاف المرات أنا أحيا بالأمل سنغلب، أنا واثقة من ذلك.

الهزيمة ليست من شيمنا والجبال ثابته لتذكيرنا أن الوقوع ليس لمثلنا.
عشق الفؤاد الوحش وضرب بتحكمات العقل عرض الحائط.
حسم الأمر واجتمع المتضادان ولا مفر...
الألم ينهش بمعدتها وهو يحفر الرعب كنحات متمرس في قلبها
جلس على المقعد قبالتها بثبات قائلا بعين لامعة: يلا احكي.
امتعضت ملامحها مع ازدياد الألم وصرخت: أنا معملتش حاجة والله، صدقني.
هب مقعده وهو يصرخ فيها بإهتياج: كداابة...

أخرج سلاحه من جيبه متابعا بغل: لو منطقتيش، هطعملك وجع السم بالرصاص في جسمك يا مدام.
رمقته بغير تصديق في حين نطق هو بشراسة: طلبتي مسدس رضوان من الرجالة اللي دستيهم عنده ليه.
ابتلعت ريقها بخوف وهي تحاول التقاط أنفاسها هامسة: أنا هحكيلك بس ابعد المسدس عني علشان خاطري.

قربه أكثر هاتفا بإبتسامه شرسة: وهو اللي زيك هيبقاله خاطر عندي، انتوا القتل حلال فيكوا بس حتى كل رصاصة تخرج من مسدسي خسارة في انها هتتوسخ باللي زيكم، انطقي.
بدأت السرد بدموع: أنا معرفش حاجة أنا عملت كده بس علشان ترجعلي وترجع ابني زي ماكنت معتبراك، أنا هحكيلك اللي اعرفه
شردت بذاكرتها لذكريات قديمة وهي تتلوي ألما
Flash Back
في باريس.

جلست نهلة بإرتياح على مقعدها في إحدى شركاتها المتواجدة بالخارج، ورد لها اتصال فأجابت قائلة: دخليها.
دلفت السكرتيرة مصطحبة فتاة ما، صرفت نهلة المساعدة وأجلست الضيفة قائلة بود: ازيك ياميريهان.
بخير، أنا استغربت جدا الصراحه من اتصال حضرتك.
مطت نهلة شفتيها وهي تدق على مكتبها مبتدأة الحديث: بصي ياميريهان، أنا عارفة انك بنت طموحة وشاطرة، انتي في خامسة طب صح؟!

هزت الفتاة رأسها في حين تابعت نهلة: سمعت ان المصاريف زادت عليكي جدا.
ظنت الفتاة أنها وجدت طوق نجاة فأسرعت قائلة: أنا معايا كورسات في أكتر من مجال، هيبقى حضرتك ساعدتيني جدا لو شغلتيني هنا بجانب الدراسة.
ضحكت نهلة ضحكات مرتفعة وهي تلتقط قلمها تدون به شيء ما، استغربت ميريهان من فعلتها وزاد اندهاشها حين مدت لها يدها بورقة قائلة: خدي ياميري
ايه ده.

نطقت نهلة بنبرة مغرية: ده شيك بنص مليون جنيه، اظن تقدري تدفعي مصاريف كليتك كاملة وهيتبقى كمان.
تنهدت ميريهان بعمق وحاولت التأكد من حقيقة الأمر قائلة: ده كله ليه، ايه المقابل اقصد؟
جارك الجديد اسمه ايه؟!
انكمش حاجبيها مردده بإستغراب: جاري!، قصدك نادر باشا ومدام كريمان.
سألتها نهلة بإستغراب: مدام مين!
رددت ميريهان مجددا: مراته مدام كريمان.
طيب تشربي ايه ياميري علشان القعدة شكلها هتطول، هطلبلنا قهوة اوكي؟

=اوكي.
Back.

انحنت من ألم معدتها وهي تتابع: كنت في فرع الشركة اللي في باريس اول فرع اتعمل يعتبر كنت لسه بادئة اقوم الشغل، جاتلي أخبار ان نادر هناك خفت يكون جاي يأذيني في شغلي، انا اصلا كان هدفي ادمره هو ورضوان زي مادمروني وخلوني عملت حجات مكنتش عايزة اعملها، عرفت ان نادر ساكن قصاده بنت مصرية اسمها ميريهان حالتها على أدها ومش قادرة تكمل مصاريف كليتها وحتى إيجار المكان اللي عايشة فيه مش قادره تدفعه، قولت دي فرصتي هخليها تنقلي أي معلومة عن اللي نادر بيعمله...

صمتت صارخة من ألم معدتها فأطلق هو طلقة هادرة جعلت صراخها وفزعها يزداد وهي تردد بزعر: هكمل. هكمل، لما البنت جاتلي المكتب صدمتني وهي بتقول ان نادر معاه واحده اسمها كريمان مراته والمفروض الوقت ده نادر كان متجوز سارة، قولت دي حاجة مش هتتعوض لو طلع فعلا متجوز على ساره هفضحه عندها، دفعت ل ميريهان وقولتلها تتصاحب على كريمان دي وتحاول تعرف أي معلومات منها، بعدها بفترة اتصدمت من ميريهان انها عرفت معلومة واحده بس هي ان كريمان دي بتقول ان والدتها اسمها صوفيا، وانها تقريبا متجوزة نادر غصب وعلطول بيضربها وهي بتسمع صوتهم...

اعتصر قلبه وابتلع ريقه مغمضا عينيه بشده في حين تابعت هي: ساعتها بعدت عن الموضوع خالص بعد ماعرفت اسم أمها، خفت تكون فعلا بنت صوفيا ومعناها هتبقى اختك والموضوع ده لو كان اتعرف كنت هتقلب على الكل وانا مكنش عندي اي استعداد اخسرك لأني فعلا اعتبرتك ابني...
سقطت على الأرضية وتلوت صارخة: أنا مش قادرة أكمل والله...

غضبه أعماه فأطلق العيار الثاني دون أن يرمش فتابعت هي بصعوبة باكية: بعدها عرفت من ميريهان دي ان في ليلة كريمان تعبت وكان لازم تولد لأنها كانت حامل، ميريهان اللي ولدتها واول ما ولدتها مكانتش لسه فاقت نادر خد البنت وقال لميريهان ان لما كريمان تفوق تقنعها ان بنتها ماتت ودفعلها طبعا، لما كريمان فاقت مصدقتش أي حاجه وانا كنت نسيت الموضوع اصلا بعدها بفترة جالي خبر انتحارها والفيديو اللي بعتهولك كان على تليفونها اللي لقيوه في البيت، والله العظيم مااعرفش اي حاجة عنها تاني بقية الحكاية كلها عند نادر وأكيد رضوان، أنا بس لما لقيتك قلبت عليا وحاولت ارجعك بمية طريقة معرفتش، فكرت في موضوع كريمان تاني قولت الفت انتباهك ليه عن طريق مسدج الصوره والفيديو...

هتف بغضب أعمى: صورة ايه؟!

تابعت بألم: صورة كنت بعتها على تليفون اختك فيها تركيب لتلات صور صوفيا و كريمان ولينا، البنت الصغيرة اللي معاكم شبه كريمان جدا علشان كده شكيت في الموضوع، عرفت انك بتتردد على البيت الريفي بتاع عطية كتير، نزلت ميريهان مصر وقعدتها هناك في المنطقة تحسبا لأي ظرف، وفعلا احتاجتها لأنها بلغتني انكوا قاعدين هناك وساعتها خلتها تبعت رسايل الفيديو والصور بتوع كريمان علشان افتح عينك على الموضوع، وقولتلها لو اتكشفت في أي وقت تلبس الموضوع لرضوان وتقول ان هو اللي باعتها ووعدتها اني هطلعها لو حاجة زي دي حصلت، وخليت الرجالة حطوا صورة كريمان في يلا رضوان علشان يبقى الموضوع لابسه وكنت عايزة السلاح بتاعه علشان اقنعك اني عرفت عن موضوع كريمان واول ما جيت ابلغك رضوان اتهجم عليا وكان هيقتلني وأكبر دليل كان هيبقى مسدسه وكنت هتصرف واعطل كاميرات المراقبة وساعتها انت كنت هتسامحني لأني كنت هموت وانا بحاول اعرفك الحقيقة وفي نفس الوقت كنت هتقتل رضوان.

مال عليها ولمعت زيتونيتاه هامسا بشراسة: وتبقى ضربتي عصفورين بحجر واحد مش كده.
همست بتعب: انا مكنتش هظلم رضوان، هو ونادر خيوط الحكاية اصلا، انا بس كنت هستخدمه أداه علشان تسامحني.

ابتسم بشراسة وجذب عنقها هامسا بفحيح: وانا بقى اصل الحكاية هعرفه، اما بقى عن اسامحك دي فمتقلقيش انا مش هطمن غير لما اتأكد انك دفعتي تمن كل لحظة، الألم اللي فيكي دلوقتي ده مش ألم الموت، ده مجرد تركيبة عاملها صيدلي بس انتي عارفة رجالة حامي العمري مبتخيبش، وجع التركيبة دي أقوى من وجع أي سم، والله خسارة الفلوس اللي اتدفعت فيها علشان واحده زيك.

بكت نادمة على قصها كل شيء في حين اقترب هو منها: الوجع الحقيقي هخلي طعمه في بوقك لحد ماربنا يرحمك من اللي هعمله فيكي.
تلوت صارخة وقد فقدت كل قدرتها على التحمل حتى استكانت كليا بعد أن خارت قواها، وأغمضت عينيها بألم داخلي اختلط براحة اعترافه ان ما كان في طعامها ليس سما بل مجرد مسحوقا سبب لها الألم فقط.

كان يسير في هذه الغرفة المظلمة بغرور اعتلاه يفكر مليا في كل ما يحدث، وفي أن المهمة القادمة ستكون الفاصلة حقا ويجب أن تتم على الوجه الأكمل.
أصدر اتصاله فآتته الإجابة سريعا، هتف بنبرة حازمة لا تراجع فيها: بلغ رضوان اني مستعد ارجع ثقتي فيه تاني، واسلمه العملية الجاية بشرط...
صمت ثوان ثم تابع بنبرة قاتلة: حامي العمري هو اللي ينفذ العملية حتى لو اضطريتوا تخيروه بين العملية دي وبين أهله كلهم.

أغلق الهاتف بعد أن ألقى أوامره وجلس على مقعده يدبر للأمور القادمة.
أنزل عمر شقيقته من السياره أمام بوابة المطعم وهتف بحنق: المطعم مقفول اهو يا عائشة يارب تكوني ارتاحتي.
تحركت عائشة ناحية الحراس ونطقت: انتوا تبع حامي صح!
آتاها رد أحدهم الآلي: اتفضلي امشي من هنا يا مدام لو سمحتي.

اقترب عمر ليحاول منع تهور شقيقته، هو الآخر لايعرف ما يحدث في الداخل، في حين حاولت عائشة دفع أحد الحرس فأخرج هاتفه حتى يبلغ رب عمله بما يحدث، انتشلت منه الهاتف وصرخت فيه: خليهم يا حامي يفتحوا الباب ده.

سحب منها عمر الهاتف وقبل فعل أي شيء وجدوا البوابه تفتح من الداخل، لمحت بعينيها تلك الملقية على الأرضية فشهقت مصدومة وتخطته إلى الداخل ترى إن كانت على قيد الحياة أم لا، لم تقل صدمة شقيقها عنها فوقف أمامه هامسا: ايه اللي بيحصل هنا يا حامي!
حتى النبرة صارت مظلمة وهو ينطق: خدها ارميها في أي مستشفى ومتتحركش من جمبها.
أنا عايز اعرف في ايه.

لم يجبه بل صرخ في حراسه بأن يدلفوا وأمرهم بقتامة: شيلوها ودوها عربية عمر باشا.
كانت عائشة في حالة يرثي لها بجوار نهلة، تحسست نبضها واطمئن قلبها قليلا حينما علمت انها حيه ولكنها ساكنة كالموتي.
اتى حراسه وحملوها وكانت عائشة تنظر لما يحدث بصدمة جلية، بمجرد خروج حراسه، حث عمر شقيقته قائلا: قومي معايا يا عائشة.
وقفت بمساعدة شقيقها واقتربت من ذلك الجامد هامسة بدموع: مش انت اللي عملت فيها كده صح!

كل شيء ذكرها بقصة وفاة والديها المروية لها، طاوله بها طعام، أطباق مهشمة على الأرضية علقت بها بقايا الطعام حتى صرخات الألم استطاعت سماعها.
جذب عمر شقيقته وهو يرى ذلك التغير الذي يصيبها وربت بحنان: امشي معايا ياحبيبتي علشان خاطري من هنا.
احتدت عيناها اللامعة بالدموع وهي تنطق: امشي انت ياعمر أنا ليا حساب معاه وزي ماهو بيحب يصفي حساباته أنا كمان هصفي حسابي.

هز أخوها رأسه رافضا ولكن تركت كفه فسمع نبرته الحاده: سبها ياعمر.
صرخ فيه: لا مش هسبها معاك وانت في الحالة دي، وانا ليا معاك كلام تاني.
ربتت على كتف شقيقها طالبة برجاء: اسمع الكلام علشان خاطري.
ترجاه البريق في عينيها فهز رأسه موافقا وتحرك نحو الخارج وهو يرمقه بنظرات معاتبة.
تأكد من خلو المكان فهتف: ايه اللي جابك.

خارت قواها وصرخت فيه بإهتياج: انت ايه، ها قولي رد عليا، الجمود اللي في عينك ده جايبه منين!، طول ماانت بتجري كده الضلمة مش هتسيبك، عرفني دلوقتي انت مين انا سامعاك اهو
أجابها بثبات خارجي ودمار داخلي: حامي العمري.

هزت رأسها رافضة وهي ترمقه بعدم تصديق: لا انت مش هو، انت الوحش اللي مش عايز يدي نفسه فرصه، حامي النظرة في عينه بتحضني أما اللي واقف قدامي ده واحد جامد مش حاسس حتى بيا، قبل كده قولتلك انتي اكتر حاجه بخاف منها الماية صح اللي قدامي ده بقى أنا بقيت اخاف منه أكتر منها.

كور كفه قابضا عليه وهو يجذ على أسنانه بألم بينما تابعت هي: عارف أنا دلوقتي شايفاك ايه؟!، شايفاك رضوان ونادر وهما بيقتلوا أبويا وامي، أكيد نظرتهم مكانتش تختلف عن نظرتك كتير، عين متعرفش يعني ايه دفا.
نطق بضحكة ساخرة: اللي كانت على الأرض دي هي اللي حطتلهم السم
اقترب منها وتابع بشراسة: اللي بتعاتبيني عليها دي هي اللي ساعدت في موتهم.

مطت شفتيها غير مصدقة وهدرت ب: عارف انا حقيقي بعاتبك على ايه، بعاتبك على نفسك، أنا لو قدامي بحر دلوقتي وانت واقف جمبه هختار اني انط في البحر ولا اني ابقى مع اللي واقف قدامي ده.
كلماتها تحرقه ولا يوجد من يطفأها، هو يحترق داخليا الآن أمامها، أمامها فقط.
صرخت فيه ببكاء: رد عليا، اتكلم. انا مش هقبل ان الطفل اللي جاي ده يشوف النظرة دي لو أنا استحملتها مش هقبل لحتة مني انه يتكوي بنارها.

تصنع الثبات مع أن عينه تصرخ بالدموع وهتف بنبرة ثابته: نتطلق.
صرخ قلبها ياليتك لم تنطق، كان سكونك أهون كثير من هذه الكلمة.

أعطاها ظهره وتابع بجمود ظاهري وقلب يضج بالعراك: أنا مش هينفع أتخلى عن قوانين الغابة، وانتي زهقتي أو نقدر نقول التحدي اللي كنتي واخداه مع نفسك خسرتيه فيأستي، علشان كده نتطلق، هتفضلي في البيت علشان ظروف نيرة وزينة الفترة دي لما يعرفوا بوجود صوفيا ده لو حبيتي، مش حابة براحتك تقدري تمشي.

كان قلبه يصرخ به أن يكف عن حديثه، كان يبكي على أعتابها يترجاها أن ترفض الرحيل ولكنها تحركت لتقف أمام وجهه حتى تريه أنها الأشجع ولن تعطي ظهرها له: موافقة.
بينما فؤادها يهدر بعكس الكلمة التي نطقت بها لتوها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة