قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الحادي عشر

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الحادي عشر

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الحادي عشر

هناك كلمات تحطم، تمزق، تضرب بلا هوادة.
كلمة واحده يمكنها صنع الكثير، كلمه تجعلك تحلق عاليا وآخرى تجعلك تخر باكيا.
ولكن ماذا إن كان التحطم من أحبتنا؟!
ماذا لو أن وجبة الألم هم من قدموها لنا بأيديهم، ماذا عن ضمة انتظرتها كثيرا ولم تأت، اعتذار يخفف حدة ماحدث ولم يصلك، ماذا عن الألم ممن كانوا مصدر الأمل؟
هل العيب فيهم أم في اختياراتنا التي ساءت من البداية؟!

ندور وتسأل قلوبنا وتدور باحثة عن الحب والأمل مهما تألمت، نحب حياتنا ونهرول ولكن يصيبنا الوهن ولكن مازال لدي إيمان بأن هناك من يتقبلنا، هناك من يحبنا، هناك من يحارب من أجلنا، هناك أمل
الأمل لا يموت ونحن نستحق.
كن لي مأوى حتى وإن ملأ الظلام كهفك، واحتضن دفئي حتى ولو كست البرودة معالمك.
ياجميل القلب كن معي ولا ترحل.
اتفقا، ولأول مرة يتفق النقيضان على أمر واحد وهو الانفصال.

عادا إلى المزرعه وخرجت هي مسرعة تهرول ناحية غرفة الفتيات وقلبها يعتصره الألم، دلفت فوجدت الغرفة مظلمة وثلاثتهم يغطن في نوم عميق فجلست في أحد زوايا الغرفة تبكي بصمت وقلب يحترق، سرعان ما تعالت شهقاتها، كانت تنظر للأرضية فاانتفضت حينما وجد كف موضوع على كتفها استدارت لتجدها الصغيرة، فركت لينا عينيها من أثر النوم وجاورتها في جلستها قائلة بحزن: عيوش انتي بتعيطي كده ليه.

لم تجبها بل حاولت الكف عن البكاء فلم تستطع فأعادت الصغيرة ثانية: هو أنتِ زعلانة مني؟!
مسدت على خصلاتها وهتفت بحنان وهي تزيح تلك القطرات: لا ياليو أنا مش زعلانة.
بتعيطي ليه طيب؟!
تنهدت عائشة عاليا بتعب وأردفت بحب: مفيش حاجة ياحبيبتي، قومي يلا نامي وأنا جاية وراكي.
صفقت الصغيرة بحماس: الله انتي هتنامي معانا؟!
هزت رأسها بحزن فهمست الصغيرة وهي تربت على كفها: هو حامي زعلك، علشان كده هتسيبيه ينام لوحده.

لا ياحبيبتي أنا هنام معاكم علشان انتي وحشتيني اووي.
نطقت الصغيرة ببراءة: لا انتي بتعاقبيه صح؟!، أنا هكسر كل النضارات بتاعته علشان زعل عيوش، ومش هكلمه تاني، بس هسيب نضارة واحده بس علشان أنا بحبه.
احتضنتها عائشة بعيونها الدامعة وانخرطت في بكاء جديد هامسة بكلمات الصغيرة: أنا كمان بحبه اووي اووي.
في نفس التوقيت.

تحرك هو بخطوات ثقيلة ناحية غرفة والدته والتي من المفترض أن تكون خالية بعد رحيل الطبيبة، دلفها وهو يبتلع ريقه ويغمض زيتونيتيه بتعب ليصدمه مظهر هنا التي اتخذت مكانا لها أعلى الفراش جوار صوفيا النائمة.
انتفضت في مكانها أما عنه فحاول الثبات قدر الإمكان وهتف بجدية وكأن لا غريب يحدث: عمر جابك؟! مسحت دموعها ونطقت بتعب: لا عمر جاب البنات، ويحيي بعتني أنا وكريم في العربية مع واحد من الحرس.
يحيي قالك حاجة؟!

استقامت واقفة واقتربت منه متحدثة بألم: مقاليش، أنا مستنية انت اللي تقولي، ازاي عايشة كل ده كانت فين ومين بيراعيها وايه اللي وصلها للنومة دي، أنا يحيي رمالي انها عايشة في وشي وسابني ومشي. أنا عايزة افهم.
لم تجد منه جواب فرفعت وجهه ليقابل وجهها ووجدت أثر للدموع في عينيه فهتفت غير مصدقه: انت كنت بتعيط؟!
أبعد وجهه متنهدا عاليا بتعب: مفيش حاجة.
هتخبي على هنا؟

هنا خارت جميع حصونه الواهية فااحتضنها طالبا السكينة وشدت هي من احتضانه قائلة بحنو: ايه اللي تاعبك ياابني؟
همس بألم شديد: هي.
تحرك ناحية فراش والدته ليجلس جوارها من جهة وجلست هنا من الجهة الآخرى، قطع الصمت قوله الذي يحمل الكثير من المرارة: أنا وعائشة هنتطلق.
شهقت بصدمة مرددة: تطلقوا، تتطلقوا ايه. ازاي يعني تتطلقوا.
ساد الصمت من جديد ولم يجب بل شرد في وجه والدته وقطع ذلك صوت هنا: ده كان قرارك صح؟!

هز رأسه ونطق بأحرف جامدة: وهي موافقة.
نبهته مدافعة: ما طبعا لازم توافق، دي ست ومراتك كرامتها غالية عندها عايز تقولها نتطلق وهي تقولك لا الله يخليك ماتطلقنيش.

ألمها قلبها من حالته هذه فبدأت في الحديث: اسمعني ياحامي، أنا قولتهالك قبل كده و هقولهالك تاني، عائشة ادتك فرصة في وقت انت نفسك كنت بتقول انك معندكش قلب ومبتعرفش تحب، عائشة هي اللي خلتك تعرف يعني ايه تعيش كل لحظة من حياتك، تعرف تقول لاختك انك بتحبها، تعرف تثور وتغضب...
اختتمت جملتها مشيرة على قلبه: تعرف تصحي ده.

رفع رأسه ناظرا للأعلى بتعب وهو يقول: تعرفي أنا أوقات كتير بتمنى اني مكنتش قابلتها، جننتني الجنون والتردد والخوف كل ده عرفته على ايديها.
ربتت هنا على كتفه وابتسمت بحنان مرددة: انت خايف عليها منك وهي خايفة عليك منك، لو فضلت طول الوقت شايف نفسك ذى للي حواليك مش هتعيش لحظة واحده سعيد في حياتك.
قطع حديثهم سماع صوت سيارة في الخارج فهب حامي من مكانه قائلا: أكيد يحيي وصل.

اصتنع الثبات وخرج ليجد يحيي يصف السيارة، نزل يحيي منها وتقدم قائلا بمرح: للدرجادي شاكك في قدراتي، واقف مستنيني على الباب!
عملت ايه؟
بادره يحيي بقوله الواثق: كله تمام، أنا سيبت البت تمشي وبعتت وراها واحد.
نبهه محذرا: متأكد ان مفيش غلطه!

سارع يحيي قائلا: والله أبدا، أنا عملت نفسي قلقت لما قعدت تقول انا هبلغ عنكم وهكلم السفارة وانا دكتورة اشكيناز ولا ميريهان مش عارف تعملوا فيا كده، اول ما عمر راح يوصل البنات قولتلها بصي ياحلوة أنا هعمل معاكي اتفاق هسيبك تخرجي وكأنك هربتي مني بس لو بلغتي او فكرتي تبلغي متجيبيش سيرتي وهي وافقت طبعا وكلت الطعم وطلعت تجري.
ربت حامي على كتفه مرددا: وحش يا يحيي.

ضحك يحيي قائلا: تلميذك، المهم قولي عمر وصل صح.
لاحظ صمته فأعاد بقلق: هو موصلش ولا ايه، ده خدهم ومشي من بدري.
متقلقش هما جوا، عمر بس اللي مش هنا.
تحرك حامي مغادرا فسأله يحيي بقلق: حامي في ايه؟
قطع حديثهم خروج عائشة فرمقها يحيي بإستغراب مرددا: هي رايحه فين؟!
انتبه حامي إلى ما ينظر إليه يحيي فوجد زوجته تتجه نحو البوابة فأسرع ناحيتها وجذب مرفقها قائلا بعين متقدة: على فين؟!

هتفت بلهجة محتدة لم تلق بوجهها المتعب: ملكش دعوة.
اقترب يحيي منهم قائلا: في ايه ياجماعه مالكم؟!
حاولت جذب يدها وهي تصرخ بضجر: سيب ايدي بقولك.
اقترب من وجهها هامسا بشراسة: احنا لسه مااتطلقناش على فكره، لأحسن أنا حاسك فاكره نفسك متطلقة ومخلصة العده كمان.
ردد يحيي بصدمة: طلاق ايه ياجدعان!

جذبت يدها على حين غرة وهرولت نحو الخارج فتبعها هو مهرولا وجذبها من خصرها من الخلف دافعا إياها للداخل وهو يصرخ في يحيي: اقفلي بوابات المكان كلها ووقف الحرس عليهم.
أدخلها عنوة وسط دهشة يحيي مما يحدث فنطقت بغيظ: كده مفكر مش هعرف اخرج يعني!

دلف بها إلى غرفته وأغلق بابها ليقف أمامها ناطقا: اه مش هتعرفي تخرجي طول ماانا مش عايزك تخرجي، مصايبك كلها بتعمليها وأنا مش موجود لكن طول ماانا موجود انسي، وبعدين هما مش نيرة وزينة دول بتقولي عليهم اخواتك. ايه عايزة تسيبي اخواتك في ظروف زي دي
صمت ثوان وردد ساخرا: ونعم الأخوة والله.
أجابت سخريته هذه بدفاع قوي: أنا عمري ماهسيبهم، أنا مش زيك، كنت هخرج اروح مشوار وارجع تاني.

قطع شجارهم دقات على الباب تبعها صوت: أنا لينا.
فتح الباب لتهرول الصغيرة هاتفة بفرح: حااامي أنت وحش...
قطعت حديثها عندما وجدت عائشة في الخلف فتذكرت حزنها فتخطته وذهبت لها قائلة: عيوش انا لبست بسرعه ممكن تاخديني معاكي عند مامتك وباباكي زي ماقولتيلي.
مالت على الصغيرة قائلة بلطف: أنا مقولتش هاخدك ياليو.

حركت الصغيرة رأسها قائلة: أنا عارفة انتي قولتيلي بس انك هتروحي ليهم بس انا هاجي معاكي علشان هما نايمين وانا مش عايزة اقعد لوحدي.
هل جرحها إلى هذا الحد، ألمها منه جعل اشتياقها للموتى يدفعها للنزول في هذا التوقيت.
تحدث بثبات وعينه لاتحيد عنها: الصبح هخلي يحيي يوديكي، تقدري تنامي دلوقتي.

نطقت لينا بعناد: لا عيوش مش هتنام هنا، هي قالت هتنام في الأوضة معانا وبعدين انت وحش وانا كسرت كل النضارات بتاعتك ومش بحبك علشان بتخليها تعيط.
تأفف بإنزعاج فهو ليس في حالة تسمح بعناد الصغيرة فقال بهدوء متصنع: لا عائشة هتنام هنا.
عاندته الصغيرة: قولت هتنام عندنا.
أيوه ياليو يلا هنام معاكم
تحرك مغادرا حينما سمع رنين هاتفه وخرج قائلا بسخرية: طب تصبحوا على خير.

حاولوا اللحاق به ولكن قطع محاولتهم سماعهم صوت إغلاق الباب بالمفتاح من الخارج وضحكته الشامتة.
جلس حسام في الهواء الطلق متأملا جمال هذا المكان المليء بالخضرة والأحصنة ومنتظرا خروج حامي، فسأله يحيي الذي أجلسه: هو حامي عارف انك جاي؟!
هز حسام رأسه يشرح: أيوة هو اتصل قال انه عايزني في حاجه وانا قولتله يبعتلي ال location وهجيله، أنا عارف ان الوقت متأخر جدا بس طلب ان لازم نتقابل النهاردة.

شعر يحيي بحرجه فقال بمرح: لا ولا يهمك يا معلم، هقوم اشوفلك حامي.
هو وصل اهو.
قالها حسام حينما وجد حامي يخرج قادما إليهم.
مال حامي على يحيي هامسا: سبني معاه شوية واتأكد يا يحيي ان كل البوابات مقفولة كويس.
استغرب يحيي من قلقه ولكنه قال بهدوء: حاضر هعملك اللي انت عايزه.
تحرك يحيي مغادرا وجذب حامي مقعده جالسا فقال حسام: ايه مش معمر مسدسك المره دي علشان تضرب نار عليا!
لا متعمر متقلقش.

قالها بثقة جعلت حسام يحرك رأسه بمعنى لافائدة حتى قاطعه قول حامي: عايز ايه من سارة.
ابتلع حسام ريقه بتوتر وهو يقول: هعوز منها ايه يعني، لو تقصد بخصوص مقابلتي ليها كان علشان التحقيقات مش أكتر.
ضحك حامي من زواية فمه وهو يقول بمكر: لأ، هي التحقيقات برضو تخلي واحد يلف حوالين بيت واحده كل يوم ويشوف الأماكن اللي بتروحها وميروحش غيرها!
تنهد حسام عاليا بتعب وردد بهرب: حامي انت جايبني هنا ليه؟!
نادر.

ابدى اندهاشه وانكمش حاجبيه قائلا: ماله؟!
نفخ حامي دخان سيجارته ونظر في أثره وهو يقول بتخطيط: يخرج، اعتقد هو لسه مااتعرضش على النيابة.
هب حسام من مقعده وهتف بغير تصديق: انت بتقول ايه يا حامي، عايزني اخرج متهم من قضية لابساه لابساه.

رفع حامي حاجبه وهو يذكره: افتكر كويس ان قضية تجارة الأعضاء دي مكانتش هتلبس نادر من غيري، أنا اللي جبت الدلايل وأنا برضو اللي جبت البنت اللي قالت هما بيستدرجوا الأطفال ازاي وحكتلك على المكان اللي بيعملوا فيه العمليات
ثم صمت ثوان وتبع ذلك بقوله الواثق وهو يرمق قداحته: وأنا برضو اللي لو مطلعتوش هجيب اللي يشيل القضية دي بداله.
ايه الكلام ده ياحامي!

رمقه حامي بتركيز مرددا: يعني رضوان هيطلعه منها، هما الاتنين مصلحتهم مع بعض ده غير ان رضوان ونادر وراهم الأكبر والأكبر ده هو اللي هيمنع وقوعهم مهما كان التمن.
ضرب حسام على رأسه وتحدث: أنا مش فاهم حاجه خالص.
ألقى سيجارته في المطفأة وهو يقول بهدوء: وأنا مش هفهمك أي حاجه، غير لما اجيب الحكاية من اولها، واتأكد ان رضوان ونادر قبل مايقعوا هيكون واقع الأكبر منهم.

حامي بص أنا عارف ان في ناس كبيرة من برا مصر ممكن تكون بتسند رضوان.
صحح له الحديث: قصدك بتشغله ومش عايزاه يقع، وأنا بقى هلعب على ده لازم اعرف مين دول واجيب اصل الحكاية وبعدها ابقى افهمك.
تحدث حسام بتهكم: يعني انا دلوقتي المفروض اني هخرج نادر!
ضحك حامي ساخرا وهو يتابع: مش بس كده، انت كمان هترميله عنوان الشقة اللي انا مقعد فيها ساره.

جحظت عين حسام وأردف بإرتباك: ساره ايه، واقوله عنوانها ليه اصلا، دي هترفع قضية طلاق على فكرة
قام من مقعده وهو يقول بتصنع النوم: طب يا حسام أنا هقوم أنام انا بقى، عايز تبات البيت بيتك وياريت تتعامل في اللي قولتلك عليه بدل ما اتعامل انا.
أوقفه قائلا: طب وسارة انا عايز اعرف انت هتعرفه مكانها ليه؟!
ربت على كتفه وهو يردف: متقلقش.
قالها وغادر في حين بقى حسام في مقعده يفكر في الأمر بحيرة وتردد وخوف!

فتح الغرفة بهدوء ليتحول هذا الهدوء إلى فوضى حينما رأى تلك النائمة ولكن ليس على الفراش، بل اتخذت من الأرضية فراش لها وتجاورها الصغيرة وتركن له الفراش بأكمله.
حركها برفق هامسا: عائشة، عائشة
فتحت عينيها بتعب وهي لا تعي ما حولها: ايه في ايه.
قومي نامي على السرير.
أدركت مايحدث فرمقته بضجر هاتفة: خليهولك
كور قبضته وهو يستدعي صبره حتى لا تنفلت أعصابه وهو يردد: مش هنام عليه، قومي نامي.

لم تستجب له وقالت بغيظ: مش قايمة
وتصنعت العودة للنوم فتمدد هو على الأريكة براحة وسند رأسه ونظراته لاتحيد عنهما، تيقنت من أنه لن ينام عليه فهمست للصغيرة: ليو قومي هننام على السرير.

قفزت الصغيرة وتحركت معها بحماس نحو الفراش الذي سيرحمها من نومة الأرضية، تمددت على الفراش براحه وسط نظراته وفردت الغطاء عليهما، أغمضت عينيها بتعب بينما تحرك هو من مكانه ببطيء شديد متجها نحو الفراش، آتت لتعترض صارخة حينما شعرت بتمدده جوارهم ولكن قطع اعتراضها صوته: نومة الكنبة مش مريحة خالص الصراحة، وانتي قولتي مش هقوم من على الأرض مش مشكلتي انك قومتي.

ثم صمت ثوان وبمجرد أن اتت لتتحدث قاطعها حينما أشار لها بالصمت واضعا سبابته على فمها: وياريت ياعيوش من هنا لحد ما الطلاق يتم بهدوء متعتببش ناحية البوابة، و متجبيش سيرة لنيرة وزينة علشان انتي شايفة الموضوع مش هيستحمل.
تحدثت هي بإندفاع: اولا انا مش هعيش في سجن، ثانيا متقلقش مش هقول لحد، ثالثا ياريت الطلاق يكون في أسرع وقت، رابعا ياريت متتكلمش معايا تاني وتلتزم بحدود مكانك اللي نايم فيه.

وحذرته رافعه سبابتها: ومتقربش.
اختتم لها هو الحديث هامسا بإبتسامه ساخرة أمام وجهها: خامسا تصبح على خير يا وحش.
أغمضت عينيها وتصنع هو الآخر النوم حتى مضت ساعه لم يصادقه النوم فيها فجذب هاتفه يتفحص حساباته وقطع ذلك حينما وجد يدها تحاوطه لتدفن رأسها في صدره نائمة وتبعتها الصغيرة التي ظلت تتحرك حتى توسطتهم فهمست لينا بنوم: انا بحبك اووي.

مسح على خصلاتها وقبض على كف عائشة التي همست هي الآخرى بلا وعي: أنا كمان بحبه اووي.
واحتضناه سويا فضحك من زاوية فمه وهو يغمض عينيه لينام براحة.
في الصباح اليوم التالي
وقف عمار أمام بوابة دنيا يدقها بملل هاتفا بضجر: ياستي اصحي بقى ايه انتي مقتولة جوا.
دقه بعنف عله يستطيع إيقاذها وقطع دقاته سماعه صوت أقدام تلتهم الدرج لتصعد لأعلى فتحت هي البوابة فدفعها نحو الداخل فصرخت هي بذعر: انت بتعمل ايه، بتعمل ايه.

أشار لها ان تصمت ودفعها نحو احد الغرف قائلا: متخرجيش من هنا.
اقتحم أحدهم المنزل، فعرفه عمار على الفور هو أحد المقربين لرضوان من رجاله، نطق بإبتسامه سمجة: فين الهانم ياعمار.
ضحك عمار ساخرا وهو يقول له: لا المكان هنا مفيهوش هوانم.
طب هاتها علشان الموضوع يتم بهدوء ومن غير شوشرة، انت حتى الباشا مش باعتلك رجالة كتير باعتني انا بس علشان عارف انك هتعرف غلطك وهتسمع الكلام.

ثبت عمار على ضحكته وهو يقول للماثل امامه: هو انا مقولتلكش؟!
لا مقولتليش.
أجابه مردفا بسخرية: أنا بحب الشوشرة.
أخرج الرجل سلاحه وصوبه تجاه عمار وقد تحولت نبرته لآخرى عدوانية: البت فين!
لم يجبه فخرجت طلقه غادرة اخترقت قدم عمار وتبعها صراخ دنيا التي ضربت ذلك الرجل بأداة حاده وجدتها في الغرفة على رأسه.

سقط الرجل أرضا بينما رمقته هي بذعر وهرولت ناحية ذلك الساقط رضا وجلست جواره مسرعه: انت كويس، طيب اعملك ايه طيب...
تحدث بألم من قدمه: أنا كويس، متخافيش، تدخلي بس شقتي هتلاقي التليفون في الصالة هتيهولي.

تحركت مسرعة بعدما رأت الألم البادي على وجهه، دلفت للمنزل وبحثت عن الهاتف حتى وجدت ضالتها بمجرد أن التقطته بحثت عن رقم حامي فلم تجده فزاد بكائها حتى لمع في ذهنها رقم يحيي فهي مازالت تتذكره نوع ما، هتفت تطمئن نفسها: ايوة ايوة انا فاكره.
طلبته سريعا وهي تدعوا ربها أن يكون الرقم صحيح حتى اتتها الإجابة فأردفت بلهفة: يحيي معايا.

أجابها بنعم فأسرعت تقول ببكاء: يحيي الحقني، بابا بعت ناس وضرب عمار بالنار، ابعتلي حامي أنا خايفة اووي.
كاد الهاتف أن يقع من يدها حينما سمعت صوته البعيد المتألم: كل ده يادنيا.
جاية اهو
قالتها وهي تغلق الهاتف وتمسح الرقم مهرولة له حتى تعطيه هاتفه ولا يكتشف اتصالها، فهو يمنعها من القيام بأي اتصال منذ قدومها إلى هنا.

استيقظت ميريهان بتعب، فهي قد عانت في أجواء ذلك الحي وأدركت أنها ولدت من جديد حينما أطلق يحيي سراحها، اتجهت نحو خزانتها حتى تخرج منها ملابسها لتنعم بحمام دافيء عله يخلصها من آلام جسدها، فتحت خزانتها لتصرخ متراجعة للخلف حينما وجدته، هو نعم هو يقبع بداخلها وعلى وجهه ضحكة ماكره قائلا: صباح الخير يادكتورة.

خرج لها وظل يقترب منها وسلاحه مصوب عليها وهي تتراجع حتى قال بشراسة: قالولي انك مشيتي فقولت لازم اجي للدكتور بنفسي.
خرجت منها صرخة حينما تعركلت فسقطت على الأرضية بينما مال عليها هو ووضع فوهة سلاحه على جبهتها قائلا بثقة و الضحكة تعلو وجهه: أعرفك بيا، حامي العمري.
رمقته بخوف جلي هي لم تره قط إلا في الصور والنشرات ولكن هيئته هذه وهيبته الطاغية قتلتها من الذعر أكثر من سلاحه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة