قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل السادس

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل السادس

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل السادس

الخوف ضريبه الحب!
هنا في قاموس عالم الظلام الخوف ماهو إلا أبسط الضرائب للعشق، الحب ليس لمثلي والعشق لم يُخلق لي ولكن ماذا إن أحببت؟!
هل أظل خائفا. تائها، ضائعا بين طرقات قلبها ودروب الظلام؟!
معركتي معهم ضاريه لايتحملها ضيائك ولاأستطيع أن أحارب فيها وانتِ بجانبي.
عادت الدقات للفؤاد عنوه وأنا الذي ظننت أن القلب مات ولاحياة فيه.

أحببتي اشتعالي وأحببت ذلك النور الذي يكسر عتمتي عنوه يخبرني أن الأمل هنا، الظلام لن يستمر. تلك الصعاب ستنتهي وتكلل بنهاية سعيدة لبداية أسعد.
علمتيني كيف أحيا ولكن أخاف أن يكون ثمن وجودك معي هو حياتك لأن حينها ستصبحي أنتِ هلاك الوحش.
ياهلاكي كفي عن هذا فإني أخاف عليك هول النيران وأخاف على قلبي من فجعة فقدانك.
ابقِ هنا فقط.

احتضنيني بقوة ولا تنظري خلفك لأن تركك محال وبعدك هلاك ومابينهما جحيم أبدي ولعنة حب لن تنتهي.
أوقف سيارته هنا أمام هذا المكان الذي استعد لمواجهة مابداخله جيدا من أجل الوصول لها.
أخرج حامي سلاحه وأعده مستعدا وهزها بخفه: عائشة
فاقت من نومها هاتفة: ايه. في ايه؟!
أشار لها لتصمت وجذبها من مرفقها، نزل وصارت هي خلفه وقد كان رافعا سلاحه وهو يأمن الطريق حوله
همست له عائشة: هو انت عارف مداخل المكان ده.

لم يحبها فقط تحرك بها وهو يسحب مرفقها متجها نحو إحدى البوابات، كان هي تنظر خلفها خوفا من أن يكون أحدهم يلاحقهم سمعت ارتطام عنيف وشعرت بنفسها تجذب فأصدرت شهقه عاليه.

نتج صوت الارتطام عن زوجها الذي دفع البوابة بجسده، سمع أحد حراس المكان صوتا غريبا فآتى إليهم وبمجرد روئيتهما حاول جذب عائشة، استدار حامي حينما سمع شهقتها وبخفه أدارها خلفه وسدد للحارس ركله عنيفه ضاربا إياه بسلاحه على مؤخرة رأسه، أخذت أنفاس عائشة تتسارع وهي ترى نفسها محاطة بالخطر وهو ثابت جامد، سمعا صوت أحدهم قادم فأخذها ووقفا خلف البوابة من الداخل آتت لتتحدث فهمس لها محذرا بأن لاتتحدث وهو رافع سلاحه منتظرا من سيأتي، لم يخب ظنه فما هي إلا ثوان حتى وجد أحدهم يدلف لليلا مندفعا بعد أن رأى زميله فاقد لوعيه في الخارج، تفحص الرجل المكان بدقه يبحث إن كان أحد هنا وعندما اقترب من البوابة ليبحث خلفها اندفع حامي دافعا إياه وقد أطاحه برأسه وقبل أن يقوم من مكانه اقترب منه حامي ضاغطا على عنقه ضغطه خبيرة جعلته يخر فاقدا لوعيه، كتمت عائشة شهقاتها بصعوبة وارتخت قدمها وشعرت بأنها على وشك السقوط وهي تبتلع ريقها بخوف، هي تعلم أن عالمه مظلم ولكنها الآن ترى الظلام بعينيها تراه وهو مجبر على التعامل هكذا ضرب هذا والفتك بذلك ومن أجل ماذا؟!

من أجل حرية والدته من أجل حق هو في الأساس له، هنا حيث الظلام حامي آخر، أما هو فضحك داخليا بسخرية فهو من كان لايرمش له جفن وهو يصارع الموت الآن تتسارع أنفاسه من الخوف عليها وأن يمسها مكروه هي من سلبت قلبه وحياته.
فاقت من شرودها حين حملها مهرولا فسألته بعينيها لتجده يتجه نحو أحد الغرف فاتحا خزانه واسعه، وضعها في أرضيتها وهو يشير لها بالصمت ووضع بعض الملابس فوقها وهمس لها: خليكي هنا. متتحركيش.

نطقت مسرعه وهي تقبض على كفه بخوف: لا وانت.
طمأنها بزيتونيتيه هاتفا: متخافيش. أنا مظبط كل حاجه.
سمع صوت حركه من الخارج فأغلق الخيانه مسرعا وسار بخطى وئيده رافعا سلاحه نحو الخارج ليهجم على من تقدم، وجد أحدهم يقترب فعركل سيره حين مد قدمه ليسقط الرجل ويندفع هو ضاربا إياه بسلاحه على رأسه.

تحرك بتأني ناحية غرفة مجاورة وهو يراقب الطريق من حوله، وجد اثنين يقفان أمام الغرفه، لمعت عيناه يفكر في طريقه للتخلص منهما وفي نفس الوقت عدم تنبيه الرابضون أمام اليلا والذي تسلل منهم، ضرب بسلاحه على الحائط جواره بضربات ثابته فنظرا الاثنان لبعضهما يبحثا عن اتجاه الصوت حتى نطق أحدهم: روح شوف في ايه.

اتجه أحدهما ناحية الصوت بحذر في حين وقف حامي خلف الجدار وبمجرد قدوم الحارس منه جذبه من عنقه مكمما فمه، سدد له ركلة عنيفة أسقطته أرضا وانتشل سلاح الحارس من جيبه وهو يضربه ضربه آخرى على رأسه أفقدته الوعي.
ارتفع حامي من الأرضية يمسح على وجهه بيده ليجد الحارس الآخر يقف أمامه رافعا سلاحه في وجهه وهو يهتف بسخرية: عندك ياباشا.

استغرب حامي من معرفة هذا الحارس له ولكنه لم يبد أي اندهاش بل ظل يقترب بهدوء فآتى يبادر له الحارس بلكمه فصده بقبضته وأدار رقبته وهو يهتف ساخرا: قلب الباشا.

خر الرجل ساقطا ودفعه حامي على زميله المتكوم أرضا واتجه ناحية الباب بعد أن تخلص منهما، فتح البوابة بحذر ودلف بخطوات مدروسه رافعا سلاحه فوجد علي جالسا في أحد الزوايا، بمجرد أن رآه على لمعت عيناه ببريق الأمل وهتف مسرعا بلهفة: انت وصلت هنا ازاي، أنا كنت بدأت ايأس.
اقترب منه حامي مسرعا وهو يقول: مش مهم أي حاجه دلوقتي، الحاجه اللي تهمني لما جابوك هنا مشوفتش أي حد تاني في اليلا دي؟!

أغمض علي عينيه بتذكر في حين تردد في أذن حامي كلمات عائشة وهي تقول: رضوان أكيد مخبي على بعد ماعرف انه معاك مش هنقول مخبيه بقى هنقول حابسه في مكان، والمكان اللي رضوان هيآمن انه يحبس ابنه فيه أكيد هو نفسه المكان اللي مخبي فيه صوفيا، صحيح نهله قالت انه حطها في مصحه بس رضوان عمره ماهيآمن يخبي حد مهم زي صوفيا في مصحه سهل اوي اي حد يوصلها فاعتقد ان معلومة المصحه دي كانت معلومه غلط رضوان رماها لنهله علشان يضلها بيها.

فاق من شروده على صوت علي يقول بتذكر: مفتكرش حاجه زي كده أصل أكيد لو في حد كان هيطلع اي صوت.
نطق حامي بنبره مصره: طب قوم معايا.
اتجه علي معه وخرجا من هذه الغرفة ليرشده صوب الغرفة التي أخفى بها عائشة، دخلا معا وسط نظرات علي المتسائله في حين فتح حامي الخزانه بهدوء فشهقت عائشة ذعرا أن يكون أحد غيره سرعان ماسمعت نبرته وهو يساعدها في إزالة الملابس التي كومها فوقها: أنا حامي يا عائشة متخافيش.

تنهدت بإطمئنان وقد عادت إليها أنفاسها وقطع إندهاش علي مما يحدث منظر غريب خلفه فمط شفتيه قائلا بإندهاش: غريبة يعني!
كان حامي قابضا على كف عائشة يساعدها على الخروج حتى نجحت وزادت هي من احتضان كفه وهي ترمق المكان من حولها بقلق، التفت حامي ينظر إلى ماينظر إليه علي وهو ينطق: ايه اللي غريبة!
سريعا مالفت نظره هذا الشيء فمنع علي عن التفوه وهو يردد بعين لامعة: تصدق غريبة.

هتفت عائشة بعدم فهم: ايه اللي غريبة ياحامي.
لم يجبها حامي بل ظلت نظراته مثبته على مايره وتفوه علي موضحا لها: بابا عمره ماكان مغرم باللوح، حتى كان شايف لما زينه كانت عندنا ان الرسم والتصوير حاجه عبيطه علشان هي كانت بتحبهم ف غريبة إن واحد بيكره الحجات دي اصلا يحط على حيطه واحده عشر لوح متبروزين.
استدارت عائشة ترمقهم ثم سريعا ماهتفت كمن وجد ضالته: ده ممكن يكون باب.

هنا نظر لها حامي وأولاها كل اهتمامه خاصة وهي تتابع: في ناس بيكون عندهم أوض مش عايزين حد يدخلها فبيعملوا باب سري بيدهنوه بنفس لون الحيطه علشان ميبانش وبيعلقوا عليه لوح كتير علشان يشتتوا النظر وطبيعي طبعا عمر ماحد هيعلق لوح على الباب فمحدش اصلا هيشك انه باب.

كان حامي مدرك جيدا لكل كلمة تفوهت بها فهو يعلم جيدا أن أفكار الأبواب السرية لا تنتهي وشخص كرضوان لن يأمن أن يترك في والدته حتى في غرفة في يلته الواسعه بل لن يهديء له بال حتى يتأكد من أن الغرفه نفسها مخفية.
اتجه حامي بهدوء خارجي واضطراب داخلي، خوف نعم الوحش الآن يمتليء قلبه بالخوف من هذا اللقاء. دفع الحائط المليء باللوحات بقبضته وملامحه الجامده وساعده علي ليجدوه يتحرك من مكانه وقد صدق كلام عائشة.

في المنزل القروي
اندفعن الفتيات نحو النافذة ليعلموا سبب هذا الصراخ المفزع فشاهدوا تجمهر الأهالي حول إحدى السيدات والتي ترتدي جلباب فضفاض وتربط رأسها بأحد الإيشاربات القديمه صارخه بإستنكار: تعاليلي هنا يابت انتي، انتي هتعمليلي فيها خواجاية ياروح امك.

جذبت فتاة تقف أمامها من ملابسها الثمينة بالنسبه لما ترتديه هي، كان ترتدي سروال من الجينز وستره فضيه ورافعه خصلاتها للأعلى، فرق شاسع بين الاثنين ولكن في المظهر لا نعلم هل يمتد الفرق إلى قلوبهم ونواياهم أيضا!
ارتعدت الفتاة بخوف وحاولت إبعاد هذه السيده عنها بقوه هاتفه بشراسة: ابعدي عني ياست انتي انا عملتلك ايه!

ازدادت السيدة تشبثا بل وجذبت خصلاتها تهتف بنبرة عدوانية: ابعد عنك، ده انا هطلع روحك النهارده يادكتورة الهباب انتي.
في نفس التوقيت
شهقت زينة عاليا وهي تهتف بخوف: هما الناس سايبينها تضربها ليه ماحد يلحقها.
تحركت نيرة تقول: أنا هنزلها
منعتها إيمان حين مسكت كفها و هنا التي هتفت بصرامة: انتي اتجننتي، هتعملي ايه انتي في وش الست اللي واقفة تحت دي.
شهقت الصغيرة بخوف وهي تلفت انتباههم بذعر: بصوا.

فتحت السيدة سلاح أبيض ونادت على اثنين بصوت مرتفع: واد يازينهم نادي أخوك وتعالى علشان الأمورة هيترسم على وش اللي جابوها خرايط النهارده.
شحب وجه الفتاة بفزع وانسحبت الدماء منه وهي تصرخ: لا الحقووني.
تحول المكان الهاديء إلى ساحة معركه واقترب أحدهم هاتفا: بلاش ياست كده وهنبلغ الشرطة وهي تاخدلك حقك.
هتفت بشراسة وهي محكمه على خصلاتها: ابعد ياراجل انت من هنا.

ارتدت هنا وشاحها وهرولت للأسفل مردده ومعها إيمان: لا مبدهاش بقى دي البت هتروح في ايدها.
هتف الصغير كريم هذه المره: عمر ويحيي جم.
تسمرت أنظارهم على سيارة عمر والتي نزل منها هو و يحيي كل منهما يعلوا وجهه الاستغراب، سريعا ماهرولا الاثنان نحو هذا التجمهر ونطق عمر: في ايه؟!
شاهد يحيي السيدة التي تقبض على الفتاة فنطق بغضب: في ايه ياست انتي ماسكاها كده ليه؟!

نطقت السيدة بإستنكار: ودول بيتحدفوا امتى دول، ملكش فيه ياحيلتها بدل ماالمطوه تعلم في وشك بدل وشها.
جذب منها عمر السلاح الأبيض على حين غره ودفع يحيي الفتاة مسرعا لتقف خلفهما متشبثه بهما فنطقت المرأة بغل وهي تحاول جذب الفتاة من خلفهما: ده انتوا ليلة اللي جابكم سودا.
أخرج يحيي السلاح من جيبه وأطلق طلقه في الهواء فتقهقرت السيدة سريعا للخلف وتشبثت الفتاة ب عمر أكثر.

رمق يحيي السيدة بنظرات صارمة وهو يهتف: لو ليكي حق هيتجاب بس مش بشغل البلطجة ده.
نطقت السيدة بغل حقيقي من الفتاة: اشهدوا ياخلق ليا حق عند بنت ال دي ولا مليش.
نطقت الفتاة مسرعه وقد استعادت قوتها من جديد بعد أن وجدت الحماية: انتي كدابة ومحدش هيصدقك اصلا.
نطقت السيدة بسخرية: لا هيصدقوكي انتي ياداكتورة الندامة.
جذب يحيي السيدة من يدها هامسا: تعالي معايا وانا هجبلك حقك.

تحركت معه بالفعل في حين نطق يحيي ل عمر مشيرا على الفتاة: خدها واطلع فوق.
التقطت هي كف عمر فرمقها بإستغراب من تصرفها ولكنه نفض ذلك عن تفكيره هاتفا: يلا ياجدعان كل واحد على بيته فضيناها.
في نفس التوقيت
اشتعلت عين نيرة بغضب وهي تهتف: هي البت ماسكه في ايده كده ليه ده ايه ده!
هدأتها زينه وهي تربت على كتفها: معلش تلاقيها خايفة بس من اللي حصل.

ضحكت إيمان التي عادت بعد أن شاهدت عمر و يحيي وقد تدخلوا و هتفت ساخرة: خايفة!، هي اللي زي دي تعرف الخوف حسبي والله ونعم الوكيل الواحد مبيحبش الشماتة علشان حرام بس البت دي تستاهل اللي كان هيجرالها.
استدار لها الجميع يرمقها بإندهاش منتظرا أن تتابع في حين قطع ذلك دقات عمر على البوابة وهمستها له: ممكن اقولك حاجه!
رمقها بإستغراب هاتفا برسمية: خير!

نطقت وعلى وجهها آبتسامة: أنا حقيقي مش عارفة اشكرك ازاي على اللي عملته انا كان زمان الست المتوحشة دي قتلاني.
محصلش حاجة.
تابعت بتردد وعلى وجهها نفس الابتسامه: كمان ريحة البرفييوم بتاعك تجنن.
فتحت نيرة البوابة وقد التقطت أذنها آخر كلماتها فتوسطت يدها خصرها وهي تنطق بإبتسامة صفراء: مش بتاعته لوحده ياحبيبتي
رفعت كفها الأيسر ليظهر خاتمها المرصع وهي تتابع ضاغطة على حروف كلماتها: وبتاعة مراته كمان.
في اليلا.

تحرك ثلاثتهم تجاه الغرفة بعد أن حركوا الجدار، كانت خطوات حامي غير متأهبة كعادته الدائمة، وتسمر قدميه وفتح عينيه على وسعيهما مما شاهد
صرخت الممرضة المجاورة للفراش: انتوا مين؟!
فزعت وقد ظنت أنه رب عملها فلا يدخل سواه إلى هذه الغرفة.
وضع حامي فوهة سلاحه على جانب رأسها هامسا بشراسة: لو مستغنية عن نفسك وعن اللي ليكي طلعي صوت.
ارتعدت الممرضة في حين اقتربت عائشة وجذبتها من يده هامسة: متخافيش.

اقترب حامي من الفراش بعين جامدة، كانت نائمه تتوسط الفراش لم تختلف ملامحها كثيرا عن آخر مره، المرة التي تخلت فيها عن كل شيء حتى عنه، غلبتها أنانيتها فااشترت راحتها ودفع هو الثمن سنوات من الظلام لايعلم حتى الآن متى تنتهي.
امتدت عيناه إلى ملامحها تلتحم بها، كانت ملامحها مرتخية وقد اختلط بخصلاتها بعض الخصلات البيضاء واخترقت بعض التجاعيد وجهها ولكنها لاتضاهي تلك التجاعيد التي ملأت قلبه.

دق قلب عائشة بخوف من جموده وعدم ظهور أي مشاعر على وجهه فقط يتحرك كأنسان آلي.
جلس على الفراش جوارها وابتلع ريقه بخوف وهو يمد يده يتلمس وجهها، فرت دمعة يتيمة منه وهو يتيقن أنها هنا لايتوهم، لن يفقدها بعد بعض ثوان ويقال له أنها تخلت عنه وتخلصت من حياتها.
انكمشت ملامح وجهها بضيق وفتحت عينيها بإنزعاج، ثوان معدودة وأخذت تتطلع إليه وهي تقول بتيه: انت مين!
سأل علي الممرضة سريعا: هي عندها ايه.

أنا معرفش حاجة أنا بديها الأدوية اللي رضوان باشا قالي عليها، هي طول الوقت بتقعد تقول كلام انا عايزة عيالي وتسأل على واحد اسمه محمد.
عندما سمعت صوفيا الممرضة تقول هذه الكلمات رمقتها بغضب وصرخت بإهتياج: انتي كدابة، انتي زيهم. لا مش هتخدوهم مني تاني.
هبت جالسة وهي تصرخ متابعه: لا ابعدوا عني. تعالي ياكاريمان ياحبيبتي متخافيش، اخوكي هيجي دلوقتي يلحقنا منهم.

ساءت حالتها وألقت بالأدوية الموجودة على الطاولة جوارها في حين اقتربت عائشة منها ودموعها لاتتوقف وحاولت احتضانها مهدأة إياها ولكنها لم تسكن بل استعطفتها: ابعديهم عني. قوليله يجبلي ولادي، متخليهوش ياخدها هو كمان، انا ابني هيلحقني.
مسحت عائشة على وجهها هامسة بدموع: متعيطيش ابنك جه يلحقك. قاعد جمبك اهو.
استدارت له سريعا ترمقه بعيون لامعه غير مصدقة وهي تهمس: انت ابني!

أغمض عينيه بألم وقد اشتد ألم قلبه في حين تسللت الممرضة وفرت هاربة من الغرفة وسط انشغالهم، حاول علي أن يلاحقها وخرج خلفها، ونطقت عائشة وهي تربت على كتف حامي باكية: حامي.
رمقها بزيتونتيه وقد لمعت وكأن النيران اشتعلت بها بشعرت بالضياع وهي تحرك رأسها رافضة لكل هذا
دخل علي الغرفة هاتفا بقلق: حامي قوم لازم نمشي من هنا بسرعه، الممرضة خرجت وأكيد هتبلغ الحرس اللي على البوابة.

لم يستجب له فحاولت عائشة إفاقته هي من حالة الضياع هذه فنطقت مجددا: حامي علشان خاطري فوق نخرج بس من هنا.
تكرر الاسم على أذن تلك الضائعة فقبضت على كف ذلك المجاور لها تنطق بأنين: حامي.
ابتلع ريقه مرددا لكلمة افتقدها قلبه كثيرا: أمي.
شهقت عائشة بذعر حينما التقطت أنفها رائحة الأدخنة وخرج على فشاهد تصاعد ألسنة اللهب حول اليلا من أحد النوافذ في غرفته.
فعاد سريعا وصرخ به: حامي قوم معايا.

نطقت عائشة بذعر: حامي البيت بيولع.
سند علي صوفيا ووقف حامي بثبات وقد استعاد وعيه وتوجه ناحية بوابة صغيره لفتت نظره حاول فتحها عدة مرات حتى تم فتحها وامتليء صدر على بالأمل حين وجدها تطل على الشارع الرئيسي فهرول منها حاملا صوفيا، وقبضت عائشة على كف حامي وحثته هامسة وهما يسرعا في خطواتهما تجاه البوابة: حامي. أنا معاك وصوفيا معانا.

لم يجبها فقط هدأت دقات قلبه وسار بها مسرعا وقد ساعدها على الخروج هي اولا ثم خرج بعدها لاحقا بها.
كانت آلاف الأسئلة تدور في رأسه، معنى هذه البوابة المطلة على الشارع ان الغرفة لايعلم بأمرها أحد سوى الممرضة حتى الدخول والخروج يكون من هذا الباب، من أشعل النيران في المنزل وكيف تجرأ وهو يعلم أن ابن رب عمله في الداخل، ومن كاريمان التي تهتف والدته بإسمها، وما والدته!

كادت رأسه أن تنفجر من كل هذه الأسئلة حتى وجد هاتفه وقد علا رنينه فجذبه وجد رقم حسام، لم يجب بل تحرك ناحية والدته وتأكد من وضعها في السيارة وساندتها عائشة فمالت رأس صوفيا على كتفها، ثبت نظراته على والدته التي بين اليقظة والنوم فلمعت عيناها حين التحمت بعين ابنها وهمست بلا وعي: حامي.

ربتت عائشة على خصلاتها وهي تتمتم بآيات قرءانية في حين ابتعد حامي مسرعا وشهق عاليا كاتما صراخته المتألمة وقد أخفاها بنبرته الجامدة حين أعطى على أحد البطاقات ناطقا: هتلاقي في الكارت رقم دكتور اسمه أدهم، اتصل بيه تقولوا انك من طرفي وهتروحله المصحه وهناك هتتصل بيحيي وهو هيجيب الحرس ويجيلك ومعاه عمر.
خرجت عائشة من النافذة هاتفه: انت رايح فين ياحامي.

أنهى الحوار هاتفا بصرامة لاتحمل نقاش: يلا ياعلي اتعامل.
حاولت عائشة أن تخرج من السيارة ولكن أشار حامي لعلي أن يغلق البوابات فأستجاب له مغلقا إياها إلكترونيا فصدح صوت عائشة الخائف: لا ياعلي حامي مش في وعيه.
استجاب على وبدأ في قيادة السيارة مبتعدا عن الطريق في حين صرخت عائشة بخوف: حامي ممكن يقتل حد بالحالة دي، نزلني هنا بقولك.
أجابها علي: آسف يا عائشة. وغير ان الست اللي جمبك دي محتاجاكي جدا دلوقتي.

ضربت على المقعد أمامها ببكاء وهي تتخيل أبشع مايمكن حدوثه.

مطت دنيا شفتيها بقلق فقد حاولت تدارك قلقها ولكنها لاتستطيع تخاف أن يقتحم والدها المكان في أي لحظة، سمعت في الخارج صوت غريب فحاولت تدقيق السمع ولكنها لم تستطع، اقتربت من البوابة وحاولت فتحها فتحه صغيرة دون إصدار أي صوت. كتمت شهقتها المصدومة مما تراه، هل هذا هو من كان يجلس معها من أعجبت بلطافته واحترامه، أي احترام الآن وهي تراه يقف مع فتاه على أعتاب شقته في وضع مخل، يقبلها بأسلوب وضيع، خافت دنيا وامتليء قلبها بالرعب وزادت فتحة الباب وسط اندماجهم فلقد شكت في أمر هذا الشخص وأنه ينتمي لحامي من الأساس.

استغلت انشغالهم وسارت ببطىء مقتربة من الدرج ثم سريعا ماهرولت هاربة، شعر هو بحركه غريبه فدفع الفتاة مستديرا نحو المنزل الذي تجلس به دنيا فوجد بوابته مفتوحه.
سمع الحركه على درجات السلم فهرول خلفها مسرعا.
وقفا في هذا الطريق أمام أمواج البحر المتلاطمه والتي تنحت في الصخور مره وفي قلبه آلاف المرات.
تنهد حسام عاليا وهو يقول: وبعدين ياحامي.

نطق حامي بملل ونبرة كانت حاده: انت جاي هنا علشان تقولي بعدين. معرفش البعدين دي، بقولك ايه يا حسام سيبك من الدنيا أنا هتعامل وفي الآخر هسلمهوملك ومش خسارة فيك الترقية.
صرخ حسام: حامي انت عارف ان انا مش كده ولا عمري هكون كده، انا عايز اخلص على فسادهم لازم تساعدني نقبض عليهم وصدقني مش هيطلعوا منها.
رمقه حامي بعين تلمع بالغضب: ايه الضمان انهم مش هيخرجوا!، ايه الضمان انهم مش هياخدوا تلات اربع سنين.

نطق حسام بصدق: ضماني هو انت ورهاني عليك.
ضحك حامي بسخرية وهو يحرك رأسه غير مصدقا: رهان خسران.
أخرج سلاحه من جيبه في حركه مسرعه ورفعه على جبهة حسام هاتفا بشراسة وعين زيتونية لامعة: ايه رأيك اقتلك دلوقتي ومااخدش فيك ساعه سجن.
فتح حسام عينيه بصدمه في حين بقت نظرات حامي المظلمة مثبته عليه وعلى سلاحه المصوب نحوه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة