قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل السابع

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل السابع

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل السابع

الألم، صراع وحشي مع الذات. معركة شرسة تخوضها نفسك ومابين الثبات والانهيار خيط رفيع إذا انقطع انقلبت حياتك رأسا على عقب.
من منا لم يبك على حبيب وارى جسده التراب؟!
ولكن هل يكون البكاء بعد الفراق فقط أم يستمر معنا يترك ندبة في روحنا تجعلنا كلما مرت الذكرى نموت وجعا، نبكي قهرا، نحترق شوقا.
اااه وألف اااه على ألم ظن الناس أنه غادرنا وهو لم يفارق الروح ثانية.

لقد عانى الوحش حتى صار الألم جزء منه، ليس مجرد شعور يؤلمه عند الذكرى بل كيان يحاوطه ويغرز أنيابه في جسده وهو واقفا يقاوم ويقاوم ولكن يتألم.
يبكي بلا دموع ويصرخ بلا صوت ويسقط وقدماه ثابتتان على الأرضية يقف راسخا.
جسد هنا وروح هناك وما بينهما جبل شامخ يعج بالضجيج ولكن يحسده الخلق على ثباته.

هي فقط من سمعت الضجيج سمعته بقلبها قبل أن يصل لأذنيها، حاولت الوصول للإنسان فقط الإنسان بعيدا عن الجبال والوحوش والألم. بعيدا عن الظلام
أخشى فقدانك وأهاب قربك الذي أصبح يشكل خطورة على ثباتي، فإما أن تقتربي وحينها سيكون الألم اختيارك أو ترحلي.
وحينها سأرحل خلفك وألحق بكِ من جديد ياصديقة الأمير ومحتضنة الوحش ومالكة الفؤاد و...
وصاحبة الوشاح.

كانت تهرول بأقصى سرعه لها بعد هذه الحالة المشينة التي شاهدته بها، خاب ظنها به، صرخه عاليه خرجت منها حينما وجدته يلتقط يدها وهي قد وصلت للشارع.
نطقت بغضب وإرتباك: ابعد ايدك عني يا أستاذ انت.
راحه فين يعني؟
رمقته دنيا بغيظ وهي تتابع بإنزعاج: أما انت بجح صحيح انت عايزني اقعد فوق تاني بعد المنظر اللي شوفته ده، أنا أهون عليا اقعد مع الحشرات ولا اقعد في حته واحده معاك يا بتاع البيبان المفتوحة.

تنهد بسأم وهو يردف بنفاذ صبر: انت مالك ياستي هو انا كنت ببوسك انتي.
شهقت شهقة عالية وجحظت عيناها وهي ترمقه بعدم تصديق هاتفه: أنا حقيقي مش مصدقة، أنا ازاي اتخدعت فيك كده، بس انا اللي غلطانه مش لازم ارفع سقف التوقعات بعد كده.
حاول جذبها وهو يردف: طب تعالي بس وهنتفاهم فوق.
منعته من ذلك وهي تهتف بإعتراض: انسى.
قاطعهما أحد الشباب وهو يهتف بسخرية: الله يسهلك ياعمار.
هتف عمار بضجر: ياعم امشي الله يكرمك.

استدار لها ومسح على خصلاته مردفا بغضب: عاجبك منظرنا كده يعني!
صرخت منهية الحديث: أنا مش هطلع معاك يعني مش هطلع معاك، لو عايز تقول حاجه تقولها هنا، انت واحد مش مضمون.
رفع حاجبه الأيسر رامقا إياها بإستنكار وهو ينطق: يعني انتي خايفة مني انا فوق ومش خايفة وانتي واقفة هنا في وسط الصيع دي كلها.

نبهها لشيء فااستدارت تتفحص المكان من حولها، عضت على شفتيها بضيق فكلامه صحيح بالتأكيد منطقة كهذه خاليه من المرافق ومن كل شيء مأوى جيد للمجرمين.
أدرك أنه وصل لمبتغاه فضغط عليها قائلا برفق: اطلعي يادنيا متخافيش مش هعملك حاجه، و ياستي سيبي الباب مفتوح لو خايفة اووي.
رمقته بضجر وهي تهتف بسخرية: أل يعني بتقفل معاك مفتوح ولا مقفول، قليل الأدب وبجح كمان.
أغمض عينيه وهو يقول بصبر وشك على النفاذ: ياصبر أيوب.

رمقته بتردد وهي تقول: فين مفتاح الشقة اللي انا فيها.
أخرجه من جيبه قائلا بإبتسامه واسعه: اتفضلي.
قلقت من ابتسامته فهتفت بحذر: احلف ان مش معاك غيره.
مط شفتيه وهو يهتف متصنعا الحزن: كده برضو مخوناني. مكنتش أتوقع كده أبدا.
نطقت بغضب: ماتلفش. احلف ان مش معاك غيره.
والله العظيم يابنت الناس ما معايا غيره.

رمقته مره ثانية وهي تهتف بعدم تصديق: أنا مش قادره اصدق. وانا اللي عمالة اقول محترم وشهم طلعت واحد مش مظبوط.
رمقها بإستنكار مرددا: مش مظبوط ايه يابت انتي. ماتتلمي بقى أنا ساكتلك من الصبح.

دخلت مجددا حتى تعود إلى المنزل وهي تردد بضجر: ليه عين يتكلم كمان، على الباب من غير لا أدب ولا أخلاق. انا مسمعتش كلام رضوى الشربيني من الأول هي قالت انزلي بسقف التوقعات واطلعي بورق الحائط بس انا زي الهبلة بنيت السقف علطول.
هتف بصدمه: سقف وورق حائط!، ادخلي نامي يادنيا.
وقفت على باب مسكنها هاتفه بتحذير: اسمع ياللي اسمك عمار انت. اياك شوف اياك تخبط عليا لأي سبب مهما كان.

راقبها ضاحكا على غضبها بإستمتاع وهو يقول: وايه كمان!
أغلقت الباب في وجهه بعنف وهي تلقي عليه بشرارات غضبها في حين دلف هو إلى الشقة المقابلة لها وعلى وجهه ضحكة متسليه.
ظل سلاح حامي مصوب على جبهة حسام وهو يتابع: قانون قانون قانون، بايخه اووي الكلمه دي، وعلشان اثبتلك هقتلك ومش هتسجن، عارف مش هتسجن ليه بص البيت اللي وراك ده كده.

صمت قليلا وتابع بشراسة: هرمي شوية فلوس لأهله واشتريه بعقد قديم يعني هتبقى اتهجمت عليا في بيتي وانا خلصت عليك دفاع عن النفس وكله بالقانون بتاعك ياحضرة الظابط.
نطق حسام بحذر من هذا الذي تحول أمامه لشيطان أعمى: انت مش في حالتك الطبيعية.

طلقة غادرة خرجت من سلاح حامي لتمر بجوار رأس حاسم مباشرة في حين جحظت عين الأخير وهو يرى ثباته وهو على وشك الفتك به، كانت نظرات حامي مظلمه مثبته على الفراغ خلف حسام، استدار هاتفا بنبرة حازمة: روح يا حسام، انا مش هينفع اتكلم دلوقتي روح لو خايف على نفسك.
رمقه حسام غير مصدقا وانتوى الرحيل الآن و الإبتعاد عن حالة هياجه هذه فأردف: أنا همشي بس هنتقابل تاني.

قالها ورحل في حين استند حامي بظهره على الحائط وأغمض عينيه شاردا
Flash Back
هرول الصغير يلتقط سجادة الصلاة الخاصة بوالدته ويفرشها على الأرضية هاتفا بإلحاح: يلا ياماما بقى علشان نصلي.
اقتربت والدته منه هاتفه بحب: حاضر ياحبيبي، أنا مبسوطة بيك اووي ان انت مواظب على الصلاه.
ابتسم لها بفخر هاتفا: انا بحب اصلي اووي زيك انتي وبابا.
لمعت عيناها وهي تقول: بس عايزاك توعدني.
بإيه؟!

رددت وهي تمسح على خصلاته: توعدني تفضل تصلي على طول ولو لقيت في وقت انك مبتصليش اعرف ان ده من شيطانك وانت طبعا اقوى منه صح ياحبيبي، مش احنا قولنا ان كيده ضعيف؟
هز رأسه موافقا على كلماتها وهتف بصدق: اوعدك هفضل اصلي علطول ياماما.
قبلته على وجنته واحتضنته محتويه إياه بعطف جم.
Back.

نزلت دموعه دون إرادته فمسحها بعنف وقطع كل هذا سماعه صوت المؤذن يصدح صوته في الأجواء، صرخ صرخه عاليه يتأوه فيها من كل مافي قلبه، يبث فيها شكواه، نظر للسماء هاتفا بعين لامعة: أنا عارف اني بعدت، بس هي مفضلتش.

ابتلع ريقه متابعا: هي قالتلي اوعدني انك هتصلي طول عمرك، ووعدتها بس هي منفذتش ولا وعد من اللي وعدت بيه، ادخل بيتك ازاي وانا حياتي كلها سواد وضلمة، حسيت انك بتبعتلي رسالة لما عائشة ظهرت، خفت لما قلبي دقلها وخفت أكتر لما بدأت تكشفلي كل الحقايق دي، أنا مش هقول اني تعبت علشان التعب حرام على اللي زيي متعودتش اتعب او اخد وقت ارتاح فيه أنا بس هقولك اني بحبك علشان بالرغم من كل القرف اللي كنت عايش فيه، بالرغم من اني بعدت بعتلي رسايل كتير تقربني، لأول مره بقولها في حياتي من كتير.

صمت ثوان قليلا ثم تابع بنبرة حانية: أنا آسف.
تنهد عاليا وتحرك من المكان راحلا بخطى ثابته ونفس تخللتها الطمأنينة والصفاء.
اقتحمت نيرة الغرفة وتبعها زينة و لينا
هتفت نيرة للجالسة أمامها بوجه شاحب: في ايه يا عائشة.

هزت عائشة رأسها بنفي لوجود أي مشكله في حين هتفت زينه بتعجب: يعني تختفي انتي وحامي من امبارح وهنعديها، انما ترجعي لوحدك في عربية يحيي ومكنتيش عايزة تدخلي البيت أصلا وعماله تقولي أنا عايزة اروح لحامي كده في حاجه غلط.
تحججت عائشة بالصغيرة وهي ترمقها ففهمت لينا وهتفت: لا ياعيوش متخافيش أنا كبيرة وهفهم كلام الكبار عادي.
هزتها نيره هاتفه بمكر: ليو هاتيلي اشرب اجري.

تأففت الصغيرة واتجهت للخارج قائله: يوووه.
بعد أن تأكدت نيرة من رحيل الفتاة هتفت عائشة بإستفسار: مين اللي قاعده بره دي؟!
توسطت نيرة الفراش وهي تقول بغيظ: اسمعي بقى، انتي هتقوليلنا في ايه ولا انتوا اعتبرتونا ملناش لزمه في الحياة وبعدين هلاقيها منكم ولا من الهانم اللي بره دي.

سألت عائشة مجددا عن هويتها ففسرت زينة بضحك: دي دكتورة كان في واحده ماسكاها في الشارع هتفترسها، عمر ويحيي لحقوها يحيي راح مع الست وعمر جاب الهانم تطلع هنا لحد ما الدنيا تهدى، حظها العثر بقى ان نيرة قفشتها وهي بتقول لعمر ان ريحة البرفيوم بتاعته حلوه.
ضحكت عائشة هاتفه: وانتي يا نيرة عملتي ايه؟!

رفعت نيرة رأسها بفخر هاتفه: عيب عليكي ياماما. فضلت ماسكه في عمر طول ماهو قاعد هنا وحبيبي وحياتي وعمري وشغل من اللي بيموع النفس ده، وكل شوية ارفع الدبله احطها في عينيها، انهت كلماتها ضاحكه بشر.
فكركر ثلاثتهم بمزاح وهتفت زينه بحذر: عائشة كنا عايزين نقولك حاجه.
أخرجت نيرة هاتفها وهي تقول بشرح: بصي ياستي انا اتبعتلي مسدج على الواتساب من رقم غريب فيها صورة متركب فيها تلات بنات.

سألتها عائشة بإنتباه وقد استيقظت حواسها: بنات مين؟!
قالت زينه وهي تجعل عائشة تشاهد مافي الهاتف: اللي على اليمين صورة ماما الله يرحمها.
ابتلعت عائشة ريقها بتوتر والتقطت نفسها بصعوبة وهي ترمقهم بخوف وخصوصا عند معرفتهم في حين تابعت نيرة: واللي على الشمال صورة لينا واللي في النص دي بنت منعرفهاش بس شكلها يقول انها بتاع 18، 19 سنة.
دققت عائشة النظر وفي نفس التوقيت.

تربصت إيمان في الخارج لتلك الفتاة ترمقها بغل واضح لم يغفل عليها، في حين مطت الفتاة شفتيها بإمتعاض وهي تتلاعب بخصلاتها.
وقفت هنا هاتفه: قومي يا إيمان عايزاكي في موضوع.
تحركت معها إيمان نحو أحد الغرف واغتصبت هنا إبتسامة وهي تقول للفتاة: البيت بيتك طبعا يابنتي.
هزت رأسها هاتفة ببرود: اوك.

اظلمت نظرات الفتاة وهي تشاهدهم يرحلون وجذب انتباهها لينا وهي تضرب على البوابة بضجر وبيدها كوب من الماء: افتحي الباب يا نيرة والله هقول لعمر عليكي ياوحشة.
التمعت عين الفتاة وابتسمت بمكر وهي تتحرك نحو الصغيرة ناطقة بمكر: بتعيطي ليه ياروحي.
هتفت الصغيرة بدموع: انا عايزة ادخل وهما قفلوا الباب.
جذبتها الفتاة قائله بتمثيل الحماس: طب ايه رأيك نلعب سوا.

كانت تبتسم بمكر وهي تخفي ذلك السكين خلف ظهرها قائلة: يلا غمضي عينك وانا هستخبي
استدارت الصغيرة بحماس واغمضت عيناها في حين اقتربت منها الفتاة وهي تقرب السكين من عنقها بحذر.
انتي بتعملي ايه!
صرخ رضوان بهياج وهو يرمي بكل ما يقابله بشراسة: يعني ايه اليلا اتحرقت.

جذب الحارس الواقف أمامه من تلابيبه فنطق بذعر: ياباشا انا قولتلك من الأول بلاش تغير الحراسة على اليلا، انت اصريت ان جلال ورجالته هما اللي يحرسوها.
نطق رضوان بغضب أعمى: ايه اللي حصل بالظبط.

حاول الحارس التقاط انفاسه وهو يردف بسرد: انا كنت واقف على باب اوضة علي أنا طبعا عارف حامي العمري لأنك كنت مكلفني أراقبه قبل كده، معرفش دخل القصر ازاي حاولت امنعه انه ميدخلش الأوضة ضربني بمسدسه، صحيت والممرضة بتحاول تفوقني ونزلت قالت لجلال ورجالته ان في واحد اسمه حامي فوق ومعاه ست، ملحقتش اقوم حتى لقيت اليلا كلها بتولع، حتى الممرضة محدش يعرف عنها غيري ماعرفش هو وصلها ازاي.

شعر رضوان بالدوار فااستند على مكتبه وهو يقول بدقات متسارعة: يعني اليلا ولعت وهما فيها على جوا.
نطق الحارس بحذر: معرفش ياباشا حتى جلال ورجالته بعد عملتهم هربوا.
في نفس التوقيت
في أحد المخازن التابعه لشركات العمري
واحد طعن بسكينه، والتاني ضرب رصاصة، والتالت خدهم وجريوا.
رمقوه بذعر وحل التعجب عليهم منه، كيف هذا.

هيبة، سطوة، جبروت وكأن العيار الناري الذي أصابه أزاد من عتمته بل سارع في القضاء على أي بقعة نور هنا، كان ماكرا وأصبح أكثر مكرا، كان وحشا قاتلا ولكن كانت هناك طريقة لترويضه أما الآن فتاهت كل الطرق ولم يبق سوى سطوته!
قميص أسود يضم عضلاته البارزة وسترة سوداء طويلة زادت من أناقته وهيبته، وسروال بنفس اللون، وكأن العتمه جزء لا يتجزأ منه.

رفع رأسه عاليا بثقه وهو يراهم الثلاث مكبلين أمامه، من ظنوا أنهم نجوا من هلاكه ولكن الهلاك صدمهم بقبضته.
ابتسم ابتسامه جانبيه واثقه واقترب بخطوات هادئه بثت الرعب في قلوبهم، ولما لا لقد ذاقوا عذابه من قبل. يوم أن حاولوا قتله صارعهم بكل بسالة كوحش ضاري ولولا لحظة غفل فيها لقضي عليهم لامحال يومها.
ها، تحبوا نبدأ بمين الأول ياوحوش؟!

نطق بها وقد بزغت ابتسامته ولكن الشراسه التي غلفت نبرته أماتتهم نظر كل منهم للآخر بذعر
في حين رفع هو يداه الاثنان هاتفا بإلتواء: أنا جايلكم فاضي اهو من غير رجالة ولا سلاح، عايز اوريكم ان بصمات حامي العمري وجعها أكبر بكتير من وجع أي سلاح يخطر على بالكم.
نطق أحدهم أخيرا بخوف: ياباشا اقسم بالله احنا...

قطع كلماته ركلة قويه أطاحت بجسده المكبل فخر على الأرضية الباردة يصرخ بألم في حين هتف حامي بشراسة: الكلام هنا بإذن، وأنا مأذنتش ليك تتكلم ياروح امك.
لهجته السوقية هذه لا تتناسب تماما مع هيئته المنمقه ووسامته الطاغيه، مال عليهم ناطقا بشر: فاكرني لما تعيطوا ولا تتحايلوا شوية هصدقكم!، والله دموع الدنيا كلها ماهتنجيكوا مني، وانا مش ظالم انتوا اللي اختارتوا.

خلع سترته وألقاها أرضا ثم شمر عن ساعديه وعروقه البارزة تخبر عن كتلة الحقد الكامنه داخله تجاههم، قبض على حين غره عنق الأول فلم يستطع حتى الصراخ بينما اقترب وجه حامي من وجهه يقول بزيتونيتيه اللامعه بالشر: انت بقى اللي ضربتني بالمطوه مش كده، أخرج حامي سلاح أبيض من جيبه وطعنه في قدمه ملوحا بها وهو يهتف: المطوه بتتمسك كده ياحيلتها، وبيضرب بيها كده.

تمعن في طعنه في قدمه وترك عنقه فصرخ عاليا في حين نطق حامي بضحك: لا لا لا اجمد كده انا لسه معملتش حاجه خالص.
قبض على خصلات المجاور له هامسا بغل: انت بقى اللي ضربت بالمسدس، انا مش هوسخ مسدسي بإن أطلع طلقه منه في واحد وسخ زيك، أنا هخليك تتمني الموت ومتلقيهوش من اللي هعمله فيك.
استقام واقفا أمامهم بشموخ وهو ينطق بثقه: وقبل ما ابدأ حفلتي عليكم، احب تتعرفوا بيا...

نطق بنبرة تحمل الوعيد جعلت نواحهم يرتج له جدران المكان بسبب الذعر الذي أصاب قلوبهم: حامي العمري.
وقفت عائشة في المرحاض تبدل ثيابها لقد كان يوم متعب للغاية، تركت نيرة وزينة حتى يفتحوا للصغيرة البوابة وأسرعت هي نحو المرحاض.
ارتفع صوت نغمة هاتفها المميزة فهتفت بقلق: والله انا بقيت اخاف من كل التليفونات.

فتحت هاتفها لتجد أحد الفيديوهات المرسلة، لم تنظر للرقم فقط دققت في الفيديو، شغلته بحذر وهي تستند على الحائط، ليبدأ على فتاة هي نفسها من ضُمت في الصوره مع لينا و صوفيا
كانت الفتاة جالسه على مقعد وخصلاتها حولها وملامحها شاحبة بدرجة كبيرة بدأت الفتاة في التحدث: l am kariman
تابعت وهي تهز رأسها بمرارة هاتفة بقلة حيلة: When you hear this video, I don t know whether I will be alive or dead.

(عندما تسمع هذا الفيديو لا أعلم هل سأكون حية أم ميته)
مطت شفتيها وهي تتابع بحسره: But the sure thing is that I died much earlier
(ولكن الشيء المؤكد أنني مت قبل هذا بكثير)
صمتت لثوان ثم تابعت بنبرة يبكي لها الحجر: where are you my brother
(أين أنت ياأخي؟! ).

شهقت عائشة وفرت منها دموعها وهي تحاول الثبات لتسمع الباقي ولكن نزفت الدموع أكثر وهي تسمعها تقول بإبتسامة بائسة: My mom told me that one day the lion will come and save us، I wait day no no two to say eighteen years and you did not come
(أخبرتني أمي أنه في يوم من الأيام سيأتي الأسد ويخلصنا، وانتظرت يوم لا لا اثنان لنقول ثمانية عشر عامًا ولم تحضر).

تابعت بألم: I recorded this for you before I got rid of my life، life is so cruel my brother.
(سجلت هذا لك قبل أن أتخلص من حياتي، الحياة قاسية جدا يا أخي. )
اختل توازن عائشة فهوت على الأرضية البارده وهي تتابع بعين حمراء مشتعلة كلمات الفتاة بخوف شديد وهي تهز رأسها غير مصدقه وقطع هذا سماعها صرخات مرتفعه من الخارج وقد علا صوت الشجار.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة