قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الثامن

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الثامن

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الثامن

عروس بخيوط، كنت أظن أن خيوط هذا النوع واهية يحركها الجميع كيفما شاء حتى آتى هو.
فعلمت أنها خيوط من حديد و قبضته من نار فلا هجر ولا فراق حتى يقول هو!
لم يبلني شوكه ولن يقهرني ظلامه ولكن يقتلني عذابه.
أنا التي ظننت أني أبقى أنا، وجدت نفسي تنصهر داخله وذاته تنصر داخلي حتى صرنا كيان واحد بقلب واحد بدقات واحده.

هو محارب ماهر وقناص لامثيل له اقترب من أميرة يقف على أعتابها الكثير والكثير يحاولون فقط مجرد لفت أنظارها وهي لا تبالي لهم، وقف هو ثابتا لم يفعل أي شيء فقط اخترق الأميرة بنظراته الثاقبة فهرولت نحوه محتضنة إياه وكأنه الملجأ والحياة.
سأظل هنا اقبض على كفك حتى لو صار جمرا وتحتضنني حتى لو كنت مرا ونحاول معا استعادتك.
يا وحش الظلام وأمير النور لن أتخلى أبدا.
في المنزل القروي.

فتحت نيرة الباب الصغيرة التي تصرخ في الخارج فجأة لتجد لينا مغمضة العين وتلك الفتاة تقف من خلفها وبيدها سكين حاد جذبت نيرة الصغيرة مسرعه وأوقفتها خلفها صارخة بالواقفة أمامها بحدة: انتي بتعملي ايه؟!
نطقت بلا مبالاة: مبعملش حاجه.
هتفت نيره بغضب: امال ايه السكينه اللي في ايدك دي؟!
هتفت متصنعة البراءة: البنت طلبت مني اقطعلها تفاحة وأشارت على طبق الفاكهة.

ظنت أن الصغيرة ستسايرها في كذبتها ولكن هتفت بإعتراض: لا انتي بتكذبي ليه. عيب كده. أنا مطلبتش تفاح احنا كنا بنلعب.
خرجت زينة من الغرفة لتقول بإستغراب: في ايه يا نيره؟
حركتها نيره تبعدها ودفعت الصغيرة ناحيتها ناطقة: خلي لينا معاكي يازينة.
ثم وجهت أنظارها نحو تلك التي تحاول الثبات حتى لايفتضح أمرها هاتفه بغل وهي تجذبها من مرفقها: وانتي تعالي بقى.

هتفت الفتاة بصراخ وملامح الإعتراض بادية على وجهها: وسعي كده سيبي ايدي، انتي بتعملي ايه يا مجنونة انتي!
خرجت هنا وتبعتها إيمان على صوتهما في حين رفعت نيرة جاجبها الأيسر وهي تقول ساخرة: ايوة انا مجنونة وبنت مجانين وهطلعهم عليكي دلوقتي بقى...
انا بقى مش هجبلك عمر ولا هجبلك يحيي انتي هتستني حامي وهو يتصرف معاكي.

انقبض قلبها وبان الذعر على ملامحها وحاولت التخلص من نيرة هاتفه بتمثيل: حامي مين انا مش فاهمة منك حاجه انا عملتلك ايه اصلا!
حاولت الاستنجاد ب هنا متابعه: ياطنط انا كنت بقطع تفاحه للبنت خرجت الزفتة دي عليا وانا ماسكة السكينة ومن ساعتها وهي عمالة تقول كلام غريب.
تقدمت الصغيرة من جانب زينة هاتفة بتذمر: متكذبيش قولي الحقيقة، احنا كنا بنلعب مش بنقطع تفاح.

نطقت نيرة موجهة حديثها للجميع وهي مازالت قابضة عليها: الهانم خرجت لقيتها جاية من ورا لينا وفي ايدها سكينة بتقربها من البنت
ثم تابعت بسخرية: هي لينا بقت تطرح تفاح ولا ايه!، امشي معايا يابت انتي.
جاهدت الفتاة لدفعها ولكن لم تستطع فصرخت ب زينة: انقذيني من المتوحشة دي ارجوكي. فين جوزها راح فين هو ازاي سايباها على الناس كده.
هتفت زينة بتذمر غاضب: ايه سايباها على الناس دي! هو انتِ شايفاها كلب!

ثم صمتت لثوان وتابعت بنبرة ماكرة: وبعدين انتي خايفة ليه، احنا نستنى حامي او عمر او يحيي ولما حد فيهم يوصل احكيله موقفك ولو صادقة هما هيتصرفوا مع نيرة بس الصراحة انا مصدقة نيرة هي مش هتتبلى عليكي.
ردت الفتاة بعناد: لا هتتبلى علشان هي من ساعة ماطلعت ومش طايقاني.

تدخلت إيمان في الحديث لتردف بدفاع: اسمعي يابت انتي، محدش هنا هيقول عليكي كلمة مش فيكي، ايه يااختي الناس كلها بتظلمك نيرة ظلماكي والست اللي تحت كانت ظلماكي وكل اللي اشتكوا منك من ساعة ما رجلك خطت الحته هنا كانوا ظالمينك!
صرخت بهم جميعا: لا بقى انا مش هسكت وهبلغ عنكم حالا ويجي البوليس يلم كل الزبالة اللي هنا.
قطع كل هذا نبرة يحيي الحازمة: ايه اللي بيحصل هنا.

سردت له نيرة ما حدث بانفعال في حين دافعت الفتاة عن نفسها وهي تدفع نيرة عنها: دي كذابة صدقني.
جذبها يحيي قائلا بإبتسامة ساخرة: طب تعالي معايا بقى ونعرف هي كذابة ولا لا؟!
أخذت تصرخ بعنف رافضة حتى قال يحيي: هتصوتي وتعملي الشويتين دول هتدفني هنا ولا حد هيعرفلك طريق جره.
صمتت وهي تنظر له بإرتعاد وخافت زينة فهتفت مهدأة: براحه شوية يا يحيي.
اسكتي انتي.

رمقته زينة بغضب وجذب هو الفتاة إلى إحدى الغرف وانتشل هاتفها ملقيا إياها بداخل الغرفة وهو يقول بسخرية: اتمنى الضيافة عندنا تعجبك
ثم صمت قليلا وتابع ساخرا: يادكتورة، واظن انتي عارفة كويس اوي لو صوتك طلع هيحصل ايه، انتي هتستني هنا لحد ما حامي باشا يرحب بيكي بنفسه.
بمجرد إغلاقه للباب ضغطت الفتاة على شفتها السفلية بخوف واضح هامسة: أنا ايه اللي جابني هنا بس!
<><><><><><><><><><><><><><><><><><>.

مسحت عائشة دموعها مسرعة وأغلقت الفيديو حتى تستطيع القيام بعدما سقطت على أرضية المرحاض الباردة وبعد أصوات الشجار المحتدة هذه، خرجت منها شهقة مميتة وهي تحرك رأسها نافية وأسرعت نحو صنبور المياه تغسل وجهها وتستعد للخروج حتى ترى مايحدث، سمعت دقات على بوابة المرحاض فهتفت بنبرة حاولت جعلها ثابتة: خارجة اهو.
فتحت الباب فوجدت الصغيرة أمامها تقول بحماس: تعالي بسرعة ياعيوش شوفي اللي بيحصل.

سارت معها عائشة نحو الخارج فوجدت تجمعهم هذا قطعته بقولها: في ايه ياجماعة؟!
قصت لها نيرة ما حدث فهتفت بصدمة: يانهار ابيض!، وحضرتك ياطنط ايه اللي تعرفيه عنها كلام نيرة بيقول انك مش مرتحالها من الأول.

مطت إيمان شفتيها بضيق هاتفة: انا مش عايزة اتكلم يابنتي، بس البت دي من ساعة ما رجلها خطت هنا وهي معملتش خير، من كام يوم واحده كانت بتموت وزي ماشايفة مفيش هنا حد يلحقها وهي دكتورة راحوا يستنجدوا بيها والهانم فتحت طردتهم علشان قلوا راحتها وهي نايمة، والست اللي كانت عايزة تضربها دي اختها راحت عندها امبارح طلبت منها تلحقها علشان بتولد والهانم كانت خارجة ومشيت ومارضيتش تولدها والبنت اصلا كانت حالتها صعبة على ما وصلت المستشفي ماتت.

هتفت نيرة بعدم تصديق: معقولة في ناس كده.
ضحكت هنا بسخرية هامسة: وفي اسوء من كده يابنتي كمان.
لم تكن عائشة معهم بل كانت عينها مثبتة على الأرض، مالت بجسدها نحو تلك القلادة الملقاه والتقطتها وقد اخذت تتحقق مما تراه حتى قاطعتها زينة: دي كانت في رقبتها اكيد وقعت منها ونيرة بتشدها.
رقبة مين؟
استغربت زينة فهتفت: ايه ياعيوش في ايه؟! رقبة البنت اللي يحيي حبسها.

تحركت عائشة من وسطهم وكأن لا أحد يحدثها وخرجت لتجلس في تلك الزاوية التي صنعها عطية خصيصا للسهر مساءا، أخذت نفس عميق وفتحت الفيديو من جديد لتتابع محتواه وتثبت نظراتها على الفتاة.
أول شيء لفت انتباهها ان القلادة في عنق كريمان بالفيديو هي نفسها التي وجدتها على الأرضية هل مجرد تشابه أن ترتدي الطبية و كريمان نفس الشيء
نفضت كل هذا عن رأسها حتى تستكمل محتوى الفيديو، شغلته منذ اللقطة التي توقفت عندها.

كانت تقول بإبتسامة بائسة: My mom told me that one day the lion will come and save us، I wait day no no two to say eighteen years and you did not come
(أخبرتني أمي أنه في يوم من الأيام سيأتي الأسد ويخلصنا، وانتظرت يوم لا لا اثنان لنقول ثمانية عشر عامًا ولم تحضر)
تابعت بألم: I recorded this for you before I got rid of my life، life is so cruel my brother.

(سجلت هذا لك قبل أن أتخلص من حياتي، الحياة قاسية جدا يا أخي. )
تنهدت كريمان عاليا وهي تستكمل بسخرية: I don t know who I am، even my name I don t know who chose it
(أنا لا أعلم من أنا، حتى اسمي لا أعرف من اختاره)
ضحكت فصاب بشرتها المرهقة بعض الإشراق: Do you think your sister does not speak Arabic، I learned it for you.
(هل تظن أختك لا تتحدث العربية، لقد تعلمتها من أجلك. ).

بدأت التحدث باللغة العربية وهي تقول بدموع متسارعة: اتعلمتها علشان لما تيجي، بس انت مجيتش.
تابعت بمرارة: حاجة صعبة جدا ان الإنسان يتولد ميلاقيش اي حاجة حتى ميلاقيش حد يفسرله ايه بيحصل، أم تايهة بتهمس هيلحقنا اخوكي هيلحقنا، حتى الأم دي مسابونيش ليها.
نظرت للسماء وأغمضت عيناها بعنف وهي تقول بضحكة: مش عايزة نقلب الموضوع دراما، أنا حتى مش هحكي أي حاجة تاني. بس عايزة طلب واحد بس.

ابتلعت ريقها متابعة: بنتي، انا عارفة انك هتستغرب، انا عندي 18 سنة بس كان غصب عني مش هشغلك بأي حاجه، المهم عندي تلاقيها وتاخدها انا حتى ملحقتش ابص في عينيها
صمتت لتمسع دموعها وهي تقول اخر كلماتها: معرفش الفيديو ده هيوصلك امتى، المهم لما يوصلك تعرف اني كنت بحبك اووي، انا مبقتش قادرة استحمل فهخلص نفسي المهم عندي تلاقيها أرجوك.

اختتمت الفيديو هاتفة بإبتسامة لامعة مختلطة بدموع عينها ونزيف قلبها: بحبك اووي، كريمان.
انتهى اليديو ودققت عائشة التاريخ المدون أسفل الفيديو لتجده أنه مسجل منذ خمس سنوات، هي الآن ربما تستطيع أن تربط الخيوط تلك الصورة، كريمان ابنة صوفيا، ولدى كريمان طفلة بالتأكيد الآن في عمر الخامسة وهي التي ظهرت معهم في الصورة همست عائشة بعدم تصديق: لينا!

هبت عائشة من مكانها وهي تحتضن القلادة بكفها ودخلت متوجهة نحو زينة هاتفة: البنت في انهي أوضة.
وجدت يحيي يخرج لها من غرفة هنا مانعا إياها وهو يقول: عايزة ايه يا عائشة؟!
عايزة ادخلها.
جذبها من يدها قائلا بإصرار: بلاش يا عائشة ادخلي ارتاحي تعبتي النهاردة.
صرخت به كمن فقد صوابه: وسع يايحيي من سكتي.

حاولت هنا إخماد ثورتها هذه وخصوصا مع تجمعهم حولها والقلق البادي على نيرة وهي تقول: مالك يا عائشة، طيب قوليلي هي عملتلك ايه؟!
أحتضنتها هنا ولكن على حين غره فرت منها واتجهت نحو الغرفة ولم يستطع يحيي اللحاق بها، فتحت البوابة ودلفت بهجوم وأغلقتها خلفها بعنف وهي تقترب من تلك الجالسة بتوتر هاتفة بغضب: السلسلة دي بتاعتك؟!
رفعت القلادة أمامها فأخذتها منها الفتاة مسرعة وهي تقول بغضب: كمان عايزين تسرقوني؟!

وليه متكونيش انتي اللي سارقاها؟!
بان التوتر الجلي على ملامحها وهتفت بإرتباك: سارقاها، هسرقها من مين يعني!
همست لها عائشة بضحكة ساخرة: كريمان مثلا.
لم يخف على عائشة شحوب وجهها ولا أنفاسها الغير منتظمة فاانتشلت منها القلادة مسرعة وهي تقول: كده انا اتأكدت.
توجهت لتغادر الغرفة واندفعت الفتاة خلفها في نفس اللحظة صارخة: استني هنا، انتوا عايزين مني ايه. انا هوديكم كلكم في داهية.

لم تأبه لكلماتها بل خرجت بكل ثبات على عكس دلوفها الشرس، وجدته أمامها فتنهدت هامسة بصدمة: انت جيت!
جذبها من مرفقها هاتفا بغضب أعمى لاح في زيتونيتيه: انتي مش يحيي قالك متدخليش هنا لحد مااوصل.
أيوه بس أنا...
قاطعها بشراسة ناطقا بحسم: انتِ مبتحترميش حد حتى انا.
نطقت بغير تصديق: انت بتقول ايه، حامي انت في وعيك؟
اشتعلت عيناه و جذبها خلفه هاتفا: امشي، أنا هعرفك أنا في وعيي ولا لا.

حاولوا اللحاق به وسط صرخات زينة: حامي استني.
وماثلتها نيرة وهي تحاول منعه من الخروج بها ولكنه لم يستجب لأحد منهم بل أخذها ورحل كسهم منطلق يعرف تماما مكان تصويبه.
لا بقى كده كتير، مش معنى اني قولتله ميخبطش عليا يسبني من غير أكل كده.
فتحت البوابة بحزم وخرجت. اشتعلت عيناها حينما وجدت البوابة مفتوحة فهتفت بغيظ: تاني بيبان مفتوحة!
نادت بهدوء متردد: أستاذ عمار، انت ياعمار انت.

لم تجد إجابة فدلفت إلى شقته بهدوء، لم تجد أحد تتطلعت حولها لتجد صورة موضوعة في أحد البراويز، رفعتها لتجدها صورة ل عمار ولكن يبدوا فيها أن عمره صغير وخلفه فتاة يبدوا على ملامحها أنها ربما في السابعة عشر من عمرها، كانا يضحكان ببهجة، وجدت صورة آخرى فاالتقطتها تتفحصها وجدتها أيضا لهذه الفتاة.
انتي بتعملي ايه؟!
صوت آتى من خلفها فاانتفضت ووقع البرواز من يدها ليتحول إلى أجزاء صغيرة.

صرخ بها عمار بوحشية وهو يصفعها: انتي اتجننتي.
صرخت بصدمه وشهقت واضعة يدها على فمها تتراجع للخلف وانحنى هو نحو البرواز يحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه، خرجت من شقته مهروله ولحق هو بها قبل أن تتحرك و جذبها هاتفا بإرتباك: أنا اسف.
رفعت نظراتها الحاده له ودفعته قائلة بغضب: انا دلوقتي حالا عايزة الطشك قلم زي بتاعك بالظبط بس انا للأسف معملش حاجة زي دي.

همس بألم: كنت بحبها اوي، قولتلها هحميكي بس هي مصدقتنيش، خمس سنين بشوف صورتها كل يوم.
تعالت أنفاس دنيا وهي تسمع كلماته هذه وربطت أنه ربما يتحدث على التي في الصورة، لم تغفر له كلماته أي شيء تحركت نحو منزلها تاركة إياه فجذبها هو ثانيا هامسا: متمشيش.

شعرت بخطوات أحدهم على الدرج فتخلصت من قبضته ودخلت إلى شقتها دافعة الباب خلفها، استرقت السمع حتى تعرف مايحدث، فسمعت أحدهم يقول: أهلا بالباشا اللي سايب قصر أبوه وقاعد هنا وسط الزبالة.
نطق عمار بلامبالاة: عايز ايه!
صرخ فيه من يقف أمامه كانت ملابسه لاتتغني سوى بالثراء وكأنه لم ير يوم مقيت في حياته ولكن هل يشتري المال نقاء القلوب؟!
كمان بتكلم أبوك بالطريقة القذرة دي، اقول ايه ماانت تربية الشارع.

تركه عمار ودلف إلى شقته تاركا له البوابة مفتوحة في حين انصدمت دنيا مما يقال، حاولت فتح الباب فتحة صغيرة ترى منها هيئة ذلك الرجل، تأففت فلو معها هاتف الآن لاستطاعت التقاط صورة له، وقف هو في الخارج ولم يتبع عمار إلى الداخل بل آتت له مكالمة فأجاب قائلا بحسم: خلصوا على ابنه الليلة.
جحظت عين دنيا وابتلعت ريقها بخوف وهي تطالع هذا الرجل بهيئته المخيفة.

طوال الطريق وهي لم تتحدث. لم تقل أي شيء فقط صامته كالصنم، توقف بسيارته أمام أحد الأماكن فتطلعت لتجدها بوابة المزرعة ذلك المكان الذي احتجزها به للمرة الأولى. ومضت به على ورقة أسرها، هنا تزوجها بالإجبار.
نزلت من السيارة بهدوء شديد وبمجرد نزولها انفجر بركانها: انت ملكش أي حق تقول عني مش محترمة.

أدمعت عيونها وهي تتابع بثبات: انت متعرفش ايه اللي حصل فمتجيش تحكم أحكام مسبقة قبل ماتعرف وده كان درسك الأول ليا على فكرة بس الظاهر انك نسيت الدرس.
تحركت مغادرة فجذبها من الخلف محتضنا إياها، ارتفع صوت نحيبها قائلة: أنا بستحمل وبقول هغيره حتى لو غصب عنه، روحنا عند الدكتورة واول ما جابت سيرة الطفل اتجننت وطلعت بره الأوضة وسكتت ومعاتبتش، واقفة جمبك وماسكة ايدك بس انت اصلا سايبها ياحامي.

أدار وجهها له وهتف ونظراته مسلطه على عينيها: من امتى سيبتها؟!، بقيتي ظالمة اووي ياعيوش.
صمت لثوان وتابع وهو يغمز لها: أو يمكن هرمونات النكد عاليه شويه النهاردة ياوحش.
رمقته بعتاب تكرر عليه كلمته: أنا مش محترمة!
هز رأسه رافضا وهو يصحح لها: أنا مقولتش انك مش محترمة، انا قولت انك مبتحترمنيش وبعدين كانت لعبة.
رفعت حاجبها هاتفة: لعبة!
هز رأسه رافضا: لا مش هفهمك لا
اه انت تهزقني بس مش كده؟!

مال عليها مقبلا وجنتها واحتضنها هامسا: متزعلش ياوحش.
ابتسمت هامسة: مش هزعل بس قولي في ايه علشان انا كمان عندي حاجه عايزة اقولهالك.
جذبها منهيا هذا الحوار: تعالى أفرجك على زين.
تحركت معه وهي تسأله بإستفسار: احنا هنا ليه؟!
امي هنا ومعاها دكتورة هتفهمك كل حاجه هتقعدي معاها وعلى بكره هجبلك باقي الجيش هنقعد هنا فترة.
سألته: طيب انت هتقولهم ازاي؟!، انا ممكن اساعدك حاجة زي دي مش هيستوعبوها.

طمأنها حينما دلفا ناحية الخيل هاتفا بنبرة رخيمة: متقلقيش انا هتصرف.
وقفت بجانبه وهي تشاهد الخيل يصدر صهيلا عاليا وكأنه يرحب به، فمسح هو على رأس أحدهم هاتفا بحب: زين.
كانت خائفة من التعامل فقربها منه والتقط كفها واضعا إياه على زين وهو يهتف محمسا إياها: متخافيش أنا معاكي.
اعتادت سريعا على ملمس الخيل فأخذت راحتها وأشار هو ناحية فرس آخر ناطقا: دي عنود أو عيوش.

لمعت عيناها واستدارت له مسرعة قائلة بعدم تصديق: بجد!
هز رأسه وهو يمسح على من أسماها عنود هاتفا بمكر: كانت علطول عنيدة ومبتسمعش الكلام كنت هبيعها علشان مبحبش كده بس وقعت فيها بمزاجي.
رفعت حاجبها الأيسر ناطقة بإستنكار: لا والله!
احتضنها هامسا: وقعت فيها بقلبي ياوحش.
تطلعت إليه بحب ففاجأها هو بدندنته وعيناه مثبته على خاصتها: عيناه والروح سواء، عهد حب فيه وفاء
قلب أصم عن الهوى، والوعد شاء.

شد من احتضانها وهو يطالعها بحب متابعا: عشقت هواك فااعلمي، كفاك هجرا ياظالمي.
تباريح ثغرك في دمي، لأنك وحدك قاتلي.
فرت دموعها فمسحها وهو يتابع: وطني لجرحك ينتمي، لأنك قاتلي.
صمت لتنطق هي: ده انت اللي قاتلي والله.
تابعت بتنهيدة حاره: عارف لما بتكون جمبي بحس ان كل حاجة كويسة واننا هنخلص من كل ده.
رمقها بصدق قائلا: اوعدك اني هحاول ان كل ده يخلص مش هحاول حتى هحارب.
هزت رسها هاتفة بحب: وأنا مصدقاك.

عايزة احكيلك حاجه مهمة.
حرك رأسه موافقا ولكنه أخرجها هاتفا: هنشوف اللي انتي عايزاه، بس لازم نتطلع الأول.
أدركت أنه بالرغم من اخباء مشاعره إلا أنه يتلوى شوقا لرؤية والدته، فأجلت حديثها وتحركت معه إلى الداخل حيث تقبع الطبيبة.
بمجرد دخولهما توجهت الطبيبة قائلة: كانت بتاخد أدوية هي اللي بتتسببلها في النسيان التام، بس من الواضح ان الأدوية بتتاخد من فترة قريبة.
سألتها عائشة: طيب هو ممكن تشرحيلنا أكتر.

رحبت قائله: أكيد طبعا، مدام صوفيا اتعرضت لصدمه طبعا مع الأدوية حصلها تشويش، الأدوية بمجرد ماوقفناها هنقدر نتصرف، علاج الصدمة اننا نحاول نخليها تحكي، ذكريات قديمه، لقطات مميزة في حياتها، حجات تستفز المكبوت عندها فتحكي.
استفسر حامي هذه المره: والعلاج ده بيكون في فترة أد ايه؟!
لو الحالة ساعدتنا، مش كتير، انا مستعدة أبدأ معاها من بكرا الصبح لو حبيت.
هتف بنبرة حازمة: انتي تبدأي معاها من دلوقتي لو ينفع.

هزت الطبية رأسها قائله: لا مينفعش أنا دلوقتي سبتها تنام، هترتاح للصبح واوعد حضرتك هكون عندها من بدري.
رمقها بتحذير هاتفا: انا مش عايز غلطة.
هتفت بإمتنان وعيون لامعة: أنا مش هنسى لحضرتك أبدا المساعدة اللي قدمتهالي، انت رجعتلي أغلى حاجه في حياتي وأنا مش هتأخر ثانية عنها.
هز رأسه برضا وحدثها بهدوء: تقدري تمشي السواق مستنيكي برا.

تحركت مغادرة ونطقت عائشة مسرعة: ايه بقى أغلى حاجه في حياتها اللي الباشا رجعها؟!، اه انت ترجع اغلى حاجة في حياة الناس وتيجي عند عائشة تزعق وتشدها من ايدها لما كسرتها.
ضحك على هيئتها وتحرك إلى الداخل متمتما: هتخفي متقلقيش أنا شفت حالات كتير كده.

ثوان واستوعبت مقصده وهرولت خلفه، صمتت عن الحديث حينما وجدته متمددا بجوار والدته يمسح على خصلاتها بيديه وعيناه تلتهم ملامحها، شعرت بما يحدث من معارك في قلبه الآن فربتت على كتفه وهي تهمس له: هعمل قهوة واجيلك نقعد سوا معاها.
احتضن كفها وكأنه يبعث لها رسالة آخرى بأن محاولتها للتخفيف عنه قد نجحت كثيرا.
ابتسمت وغادرت إلى المطبخ وبقى هو جالسا بجانب والدته من كانت سببا في خسارته الأكبر، وفوزه الأعظم.

كان رضوان يجرى اتصالاته فهو ربما شبه متأكد أن ابنه ليس بالداخل، شعوره يقول ذلك ولكنه يحاول بكل الطرق الوصول إليه، اقتحم خلوته صوت أعيره نارية متتاليه.

رفع عيناه بصدمه ليجد ابنه واقفا أمامه رافعا السلاح وهو يقول صارخا: تعالى ياباشا، احكى لابنك على فضايحك ولا اقولك احنا هنوفر الحكي واللت أنا أخلصهم من شرك أحسن، أكبر مصيبة في حياتي انك ابويا وأنا هصلحها دلوقتي حالا، حبستني وعرفت عنك بلاوي واستحملت لكن توصل بيك ان اعرف انك في فترة غيابي روحت لأهل الوحيدة اللي حبيتها وخليت أهلها يجوزوها لكلب من رجالتك.

ضحك رضوان ساخرا وهو يهتف: نزل اللي في ايدك ده يا شاطر ولا هما الكام دقيقة اللي قعدتهم مع حامي العمري خلوا قلبك قوي، اه عملت كده بنت متليقلكش واديك شوفت باعتك اول ما عرضت عليها 200 ألف جنية، طلعت رخيص عندها اووي.
اتبع جملته الأخيرة بضحكة ساخرة أصمتها تلك الطلقة الغادرة التي انطلقت من سلاح أحدهم.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة