قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل السابع والعشرون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل السابع والعشرون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل السابع والعشرون

لا يمكن لأحد إدراك معنى الحياة، إنها عالم معقد ملئ بالخيوط ومن ناحية اخرى عالم وردي تحلق فيه قلوبنا كل صباح، لا تعلم متى التحليق ومتى السقوط الحقيقة الوحيدة في هذه الحياة هي أنه من قال لك أنا أعي معنى الحياة، اعلم جيدا أنه ليس إلا مخادع تائه في بحورها ولا يفقه منها شيء.

قاعة مزينة بكل ما يبهر العيون، الأضواء اللامعة والتي اتخذت شكل النجوم، الأرضية المفروشة بالورود ذات اللون المبهج والبالونات المحاوطة للمكان وجدران القاعة التي اتخذت من اسم الصغير زينة فصار اسم آمن محفور على كل جدار بعناية أُضيف لها لمعة تبهر العيون للإسم، وقد أضفت السماء لهذه الأجواء الصفاء بلونها الأزرق ونسمات العليل التي حلت لتوها.

توقفت السيارت تباعا أمام القاعة وظهر صوت نيرة وهي تسأل: ياعمر احنا جايين هنا ليه؟!
أردف بملل من تكرار السؤال فطغت الآلية على إجابته: حامي هيبقى يقولك.
أردفت الصغيرة بغيظ: هو انت عامل زي الروبوت كده ليه ياعمر.
قطع شجارهم صوت زينة المتأمل حينما أردفت ومعالم وجهها تحمل الحذر والأمل: يحيي جاي صح؟!
هز عمر رأسه بالنفي وقد حزن على حالتها أثناء نطقه: لا مش جاي يا زينة.

بدا الإستنكار على وجه نيرة وهي تردف بتهكم: يعني ايه مش جاي هو مش المفروض امبارح كان أول يوم عيد والست اللي في العربية اللي ورانا دي والدته وكان لازم يجي يشوفها، مجاش امبارح نقول معلش ممكن يجي النهاردة لكن اللي بيحصل ده مينفعش يا عمر هو مش مكسوف كده انه بقاله بتاع شهر مختفي وقافل تليفوناته وهو اللي غلطان اساسا.
نطقت زينة إنهاءا لهذا النقاش: خلاص يا نيرة أنا بس كنت عايزة اتطمن عليه.

انتهت من حديثها وخرجت من السيارة حين رأت خروج هنا ووالدتها و كريم من السيارة الاخرى، نطق عمر بغيظ من الجالسة جواره: تعرفي متدخليش في مشاكل حد.
رددت بإستنكار: حد!، حد ايه دي اختي.
هز رأسه وهو يقول بهدوء منافي لغضبها حزنا على شقيقتها: عارف انها اختك بس انتِ متعرفيش ظروفه علشان تتكلمي كده يا نيرة حطيله عذر ياشيخة.

بدا الرفض على وجهها وهي تردد بإصرار: لا معلش ياعمر انا مش معاك العذر ده لو اختفى يوم ولا اسبوع حتى مش شهر.
تنهد بنفاذ صبر وفتح باب السيارة قائلا: طب يلا انزلوا علشان حامي وعائشة وصلوا.
كانت عائشة خذرة على إخفاء وجه صغيرها حتى لاتضايقه حرارة الشمس وقالت وهي تخرج من السيارة مردفة بضحك: أنا لحد دلوقتي مسألتش على فكرة احنا جايين هنا ليه.
ضحك على جملتها ناطقا: والمفروض انك اتعودتي على فكرة متسأليش.

رفعت إصبعها محذرة ولم تفارق ضحكاتها الشقية وجهها: بمزاجي على فكرة.
وصلوا جميعا أمام القاعة وأشار حامي لأحدهم ليفتح البوابة الحديدية والتي بمجرد فتحها تدافعت البالونات منها ما سقط على الأرضية ومنها ما حلق عاليا، هرول الجميع نحو الداخل يتأمل براعة ما صُمم هنا عدا هي، وقفت مكانها تتأمل المكان واستدارت له ناطقة بعيون دامعة حملت من عدم التصديق الكثير: انت عملت كده بجد؟

مال على صغيره مقبلا رأسه وهو يقول بإبتسامة: احنا مااحتفلناش بالباشا.
ضمت كفه تقول بصدق حقيقي لمع في عيونها الدامعة: الباشا بيحبك اووي.
قطعت الصغيرة وقفتهم وهي تصرخ بفرح وقد زاد حماسها: عيوش تعالي ادخلي في جوة حجات حلوة اووي وفي اسم على الحيطة نيرو قالتلي انه اسم آمن.
أصرت الصغيرة على موقفها وجذبت كف عائشة فتحركت معها وتحرك حامي خلفهم ليدخلوا جميعا إلى الداخل.

مكان شبه خال البشر وعلى الرغم من ضوء النهار فعندما تدخله تشعر وكأن العتمة تكتنفك من كل جانب ينقبض قلبك عندها تطأه قدمك.
مقاعد متراصة حول طاولة ما اتخذ رضوان مقعد و عدنان مقعد وهي مقعد.
ضربت ميرال على الطاولة أمامها بعنف ناطقة بلغتها الإنجليزية: ماذا يحدث؟!، هل قدمت من هناك لنجعل حامي خاضعا لأمر السيد الكبير أم قدمت لأراه يدمركم واحدا تلو الآخر.
أشارت لرضوان مردفة بحدة: انت، لن تفعل اي شيء لنادر.

نطق رضوان بغلظة دعمتها ملامحه الغاضبة: لقد خان نادر حرمني من صغيري وأخفاه عني ثم تخلص منه ملقيا إياه بين الطرقات.

ابتسمت ابتسامة باردة وهي تقول ضاغطة على كل حرف بإصرار: لا يخصني على الإطلاق، لا يخصني زيجاتكم المتعددة، وعثراتكم التي لا تنتهي، كل ما يخصني هو العمل وما أرسلني السيد الكبير لتنفيذه وعندما نحل الأمر يمكنني ان اقص على السيد الكبير ما بدر من نادر وإذا صرح بقتله سوف أقوم بإبلاغك لكن قبل ذلك لن تنال منه، هل سمعتني جيدا رضوان؟!

ألقت جملتها الأخيرة بتحذير واضح وتابعت بإستنكار لأفعالهم: لماذا تتصرفون هكذا، السيد الكبير سيتخلى عنكم إذا استمر الوضع هكذا وإذا تخلى عنكم ستصبحوا لقمة سائغة لحامي، حامي يستطيع إيقاعكم بطرق عدة أولها الميموري، هل تتذكره سيد رضوان ذلك الذي وقع في يد هذه الفتاة الهوجاء بسبب أفعالك انت والسيد نادر.

أخرجت بطاقة الذاكرة من حقيبتها قائلة بإستخفاف وقد طغت السخرية على نبرتها: ها هو لقد استطعت الحصول عليه بسهولة.
اندهش رضوان وأردف بصدمة: كيف استطعتي الحصول عليه؟!
نطقت بحده: لا يخصك. ويجب أن تعلم جيدا أن ما يمنع حامي العمري عنكم هو أنه يعلم أن ورائكم من هو الأكبر منكم مخططه الإيقاع بالجميع ويجب تنفيذ مخططنا وإخضاعه للسيد الكبير قبل أن يتحقق غرضه.
رمقت عدنان قائلة بغيظ من صمته: وماذا عنك ياسيد عدنان؟!

ضحك عدنان رافعا حاجبه الأيسر وهو يقول بسخرية: ماذا عني؟!، الميموري لم يسرق مني أنا ولم أكن متواجد في البلاد حين أخذه حامي، أنا لا غبار على سيدة ميرال، كل الأعمال المطلوبة مني تتم بنجاح وطالما استمر هذا النجاح فلا شأن لأحد بتصرفاتي.

صرخت فيه بغضب: تصرفاتك الهوجاء هذه ستفسد كل شيء، لماذا تلاحق حامي وزوجته هل طلبنا منك ملاحقته؟!، طلبنا منك أن تقوم بإخفاق حمل عائشة وذهبت إلى هناك ولم تفلح فقضيت على أملنا بتدمير علاقتهم بالتخلص من هذا الطفل والآن تتفاخر أمامي وتقول أعمالي ناجحة.

هز رأسه وقد سكن الشر عيونه: نعم أتفاخر، ميرال ضعي الأمور في نصابها الصحيح ولا تعطي لنفسك أهمية زائدة، انتِ مجرد ابنه بالتبني للسيد الكبير ولستِ ابنة حقيقية له، دعيني أتفوه بما هو أسوأ أنتِ مجرد أداة جلبها السيد الكبير من الطريق أو الملجأ لا يهم ولكنه جلبها حتى يعلمها وتصبح وسيلة يستخدمها في أعماله وواجهة تغري الجميع.
دفعت الطاولة وقد ثارت ثورتها وهي تصرخ بإهتياج: ماذا تقول أيها الأحمق.

ضحك بإستفزاز مردفا ببرود: الهدوء عامل مهم جدا ميرال، أحيانا انفعالنا لا يخفي الحقيقة ربما يزينها لنا ولكن لا يخفيها، لهذا لا شأن لكِ بأفعالي لطالما كان عملي ناجح بطريقة مبهرة فأفعالي خاصة بي فقط.

التقطت حقيبتها وهي تقول بعنف: أنا راحلة، ولكن احذر يا عدنان أي فعلة تضر بنا سأتخلص منك بنفسي، ولا يهم جميع ما قلته المهم والمعترف به أمام الجميع هو أنني ابنة السيد الكبير حتى لو كان بالتبني فتظل سلطتي أكبر منك وأظل على رأسك.
قابل حديثها بإستهتار ضاحكا بتهكم أثناء قوله: حسنا يا جميلة.

اختتمت الحديث قائلة ل رضوان: اجعل رجالك يبحثون عن نهلة جيدا، ما قصصته لي يؤكد أنها فقدت عقلها وهروبها هذا ليس في صالح أي شخص، ابحث عنها وتخلص منها منهيا الموضوع في أقرب وقت.
انتهت وخرجت صافعة الباب خلفها بعنف فضحك عدنان عاليا في حين قال رضوان بإعجاب: مش سهل انت.

أشار عدنان لنفسه وتصنع البراءة وهو يقول ضاحكا: أنا، ده انا غلبان وحنين اوي خصوصا مع اللي زي ميرال، هي كل اللي في دماغها ده اوهام انا مبلاحقش حد.
قام رضوان مستندا على عصاه وهو يقول بمكر: ماهو لو انت شيطان يبقى انا الأستاذ، انت عايز مكان حامي العمري عايز السيد الكبير يعتبرك هو وده صعب إن مكنش مستحيل وعلشان عايز تثبت لنفسك انك الأحسن عايز مراة حامي العمري كمان، أنا رضوان برضو.

رحل رضوان بعدما انتهى من كلماته التي قابلها عدنان بنظراته الساخرة ليبرهن له أن ما تفوه به ليس إلا هباء ولكنه في واقعه حقيقة لم يكذب فيها.
وقفت عائشة أمام الحائط المنقوش عليه اسم صغيرها ناطقة بضجر: يعني الليلة دي كلها معمولة علشان ابني وفي الآخر انا اللي واقفة اصور الباشا والهانم، ما شوية احساس بقى وكفاية الاستديو اللي فتحتوه ده.
تصنعت نيرة الدهشة وهي تقول: بتكلمنا ياعموري؟!

ضحك عمر وهو يردد: الظاهر كده وامشي من قدامها بقى بدل ما تنفجر.
في نفس التوقيت
جلست زينة جوار والدتها و هنا على هذه المقاعد المريحة وسألت هنا بأمل: هو يحيي متعرف...
قاطعتها هنا قائلة بيأس: زيك بالظبط يابنتي معرفش عنه حاجه وقافل تليفونه.
زفرت زينة بضيق ثم توجهت لوالدتها بالحديث قائلة: طب ينفع يا ماما تسألي حامي
قطع حديثهم حين سحب مقعد وجلس جوارهم ليسأل شقيقته غامزا: تسألني على ايه؟!

حركت لينا البالونات جوار وجهه وهي تقول: تسألك يحيي فين؟!
ضحك سائلا إياها بمكر: وانتِ عايزة تعرفي هو فين؟!
نطقت الصغيرة بحيرة: بص هو انا بحبه بس انا لو سألتك هتقولي ملكيش دعوة زي عيوش وانا هزعل وهخاصمك وانا مش عايزة اخاصمك علشان بحبك.
طلبت منه الصغيرة: ميل شوية.
انحنى لها قليلا فقبلته على وجنته وسحبت نظارته الموضوعة على الطاولة خفية لتهرول بها مردفة بضحك: أنا هاخد دي.

لاحظ حامي دخول بسنت و حسام و سارة فقام لإستقبالهم وسط صراخ الصغيرة: مامي.
هرولت لينا تحتضن والدتها واقتربت بسنت تسلم على الفتيات وهي تقول ل حامي بتعب ظاهر: ايه يا باشا مكانش في مكان معزول اكتر من كده تحتفل فيه با ابنك، المشوار هد حيلنا ياجدع.
جذبتها نيرة نحو الداخل لتقول بسنت: ما تشوفولي عريس بقى يا جماعة مش معقول كل مرة جاية مع أخويا كده ده حتى اخويا ارتبط.

قاطعتهم زينة حين سحبت عائشة هامسة: تعالي ثانية.
حاولت عائشة معرفة أين سيذهبا فوجدتها تأخذها في مكان منزو عن الأنظار فسألتها بخوف: في ايه يابنتِ حصل حاجة.
اخرجت زينة هاتف حامي فسألت عائشة بريبة: ده تليفون حامي بيعمل ايه معاكي؟!
انتِ تعرفي الباسورد؟!
نطقت بنفاذ صبر: في ايه يازينة؟!
أوشكت على البكاء وهي ترجوها: بليز لو تعرفي الباسورد افتحيه.

امام الحاحها جذبت عائشة الهاتف تفتحه لها لتجدها تنتشله منها فرمقتها بدهشة فوجدتها تتفحص قائمة الاتصال حتى وجدت ضالتها فقالت: يحيي بيكلم حامي من رقم غير رقمه.
حاولت عائشة أخذ الهاتف منها ولكن ضغطت زينة على زر الاتصال لتجده يجاوب قائلا: معاك يا حامي.
نزلت دموعها وهي تسمع صوته لأول مرة منذ فترة ونطقت بسخرية: أنا زينة مش حامي، انت سافرت ولا انت فين؟!

تيبث مكانه عند سماع صوتها وتكمم فمه عن الحديث فلم يجب فقالت صارخة ببكاء: انت عارف انا كرهتك، وكرهت هروبك ده، رد عليا.
استمر صمته فتابعت بنبرة حطمته: متردش. أنا مبقتش عايزاك في حياتي خلاص خليك في المكان اللي انت فيه واغلط بقى واهرب براحتك.
ثم اغلقت الهاتف وجلست على الأرضية تبكي بعنف فجلست عائشة بجوارها محتضنة إياها حتى قطع جلستهم وجود حامي الصادم والذي سأل عن هاتفة بنبرة يكسوها الغضب: تليفوني فين؟!

لم تنظر زينة لعينه بل مدت يدها بالهاتف فعرف بسهولة بإتصالهم ومعالم البكاء التي قد ظهرت على شقيقته فنطق بصرامة: مين اللي خد التليفون فيكم.
وقفت عائشة أمامه ناطقة بإستنكار: هو انت بتتكلم كده ازاي؟!، وشايف انها بقالها كل ده بتتقطع عليه هي وهنا وبتكلمه وساكت.
انفعل وأردف بعيون مشتعلة: انتِ مش هتعرفِ مصلحتها أكتر مني.
نطقت بإنفعال مماثل: أنا اللي خدت التليفون وانا اللي فتحته وانا اللي اتصلت.

دفعها من أمامه بغضب فكادت أن تسقط ولكن استندت على زينة واندفع هو خارجا ليترك المكان بأكمله وينصرف نحو سيارته ليتوجه إلى شركته.
بعد مرور ساعتين
توقفت سيارة عمر أمام شركة حامي وقد ركب معه عائشة وزينة فقالت عائشة بغضب: هو عايزني ليه؟!، هو مش مشي وخلاك روحت الكل.
نطق عمر بنفاذ صبر: معرفش يا عائشة هو كلمني وقالي اجي انا وانتِ الشركة.

نظرت عائشة ل زينة التي انهارت بعد مكالمة يحيي فا اصطحبتها حتى تخفف عنها قليلا قائلة: زينة انتِ احسن؟
هزت زينة رأسها فنزلت عائشة من السيارة وحستها على النزول قائلة: طب يلا.
توجها معا نحو الداخل وقبل أن يتبعهم عمر وجد سيارة بسنت تتوقف أمام الشركة فتوجه ناحيتها وسألها بااستغراب: في حاجة يا بسنت؟
هزت رأسها قائلة: اه كنت عايزة حامي في موضوع بس هو مشي ومشفتهوش، فجتله هنا.

سار معها ناطقا بأدب: طب تمام اطلعِ ونستناه.
في داخل الشركة
توجهت عائشة إلى غرفة مكتب حامي وانتظرت زينة على أحد المقاعد الموجودة في المدخل الرئيسي، كانت زينة ترمق المكان من حولها بتفحص حتى ثبتت عيناها وارتفعت الدقات حين رأته هو يسير هنا، قد طالت لحيته ويرتدي ملابس رسمية قليلا بنطال من الجينز وقميص باللون الأبيض يعلوه سترة طويلة باللون البني هل يتأنق أيضا وهو فاعل كل هذا بها؟

هبت واقفة عن مقعدها وكان هو مكملا طريقه واستدار عند نداء الموظفة: مستر يحيي.
قبل أن يتفوه بحرف تيبثت عيناه عليها وكأنها تحتضنها ليسكن الجميع من حولهم وكأن المتحدث الأول هو لغة العيون.
في نفس التوقيت أخذت المساعدة عائشة لتدخلها إلى غرفة رب عملها، كان قلب عائشة منقبض لماذا آتى بها ليس اعتذار بالتأكيد بل بداخل الغرفة ماهو أسوأ.

تأكدت شكوكها حين وقعت عيناها على ميرال تتوسط أريكة ما وبجانبها رجل يرتدي حلة رسمية وأمامه الكثير من الأوراق وبالتأكيد زوجها الذي يتخذ مقعده الأساسي.
أغلقت المساعدة الباب خلف عائشة فحاولت عائشة استجماع ثباتها وهي تنطق بلا مبالاة: طلبت اجي ليه؟
قبل أن يجيب نطق المحامي الخاص ب ميرال والجالس جوارها: مدام عائشة احنا عايزين من حضرتك حاجة ومتأكد من اللي بيتقال عنك انك مش هتكسفينا.

انكمش حاجبيها ونطقت بإستغراب: حاجة ايه؟!
بدأ المحامي في السرد قائلا: حامي باشا كان كاتب لحضرتك إحدى شركاته.
هزت رأسها مستنكرة مايتفوه به وقالت بإنفعال حينما لاحظت ضحكات ميرال الخافية: شركة ايه وكاتبها لمين؟

كان حاطك شريك أساسي في أحد شركاته معاه، دلوقتي احنا عايزين من حضرتك تبيعي أسهمك دي للآنسة ميرال وتبقى هي الشريك الأساسي لحامي باشا في الشركة دي، وطبعا حضرتك ملكيش في شغل الشركات لكن آنسة ميرال business women كبيرة علشان كده الأفضل تبيعي الأسهم دي ليها.
كانت عائشة تقف مكانها كالصنم واشتعلت حواسها حين سمعت ميرال تسأل محاميها بلغتها الانجليزية: هل عرضت عليها؟!

هز المحامي رأسه مؤكدا فااستدارت ميرال إلى حامي قائلة بضحكة ماكرة: هل لديك مانع سيد حامي؟!
هز حامي رأسه ناطقا ببرود: ليس لدي اعتراض إذا وافقت.
دلفت المساعدة بالمشروبات لتسمع ميرال وهو تقول لعائشة: من الأفضل لكِ يا برنسيس الموافقة، الأمر سيكون في صالح الجميع.

سحبت عائشة كوب العصير المثلج من الحامل المعدني قبل أن تتحرك به المساعدة وقالت بغضب: انتِ شكلك منفعش معاكِ قهوة المرة اللي فاتت فنا بقول نجرب البرتقان.
قذفتها عائشة بكوب العصير فصرخت ميرال عاليا وتحرك المحامي بعيدا ليرتفع صوت ميرال الباكي بتمثيل: هل يصح ما فعلته سيد حامي، هل أفعال زوجتك هذه تليق؟، لقد دمرت ملابسي ووجهي.

رفعت عائشة حاجبها الأيسر واضعة يدها بجانب خصرها وهي تقول بتهكم: لا اتسهوكي كمان لسه مصعبتيش عليا.
توجه حامي ناحية ميرال ولكن سحبته عائشة من مرفقه قائلة بإهتياج: انت رايح فين؟
فقدت السيطرة وأصبحت حركاتها عنيفة فثبتها قائلا بصرامة: ايه اللي بتعمليه ده؟، اثبتي بقى.
تحدثت بألم وإنفعال: انت جايبني هنا علشان تخليها تعمل كده، وكمان بتقولها معنديش مانع.

استدارت له وثبتت قائلة بجمود: أنا مش عايزة منك حاجة شركتك وانت حر، اعمل اللي انت عايزه.
لمحت ضحكتها الماكرة والتي زادها أحمر الشفاه القاتم فأصبحت مقيته لم تتحمل عائشة وشعرت بالدوار كادت أن تسقط فسندها حامي ولكنها بعدت عنه ترمقه بألم وماهي إلا ثوان حتى خرت فاقدة للوعي وأغمضت ميرال عينها هامسة بغيظ: تبًا.
في نفس التوقيت في الخارج.

وقفت زينة أمامه ترمقه بغضب غطى على ملامحها وقلب اشتاق له فنطق هو مبادرا: زينة.
ابتسمت ساخرة وهي تقول له: زينة ايه بالظبط، زينة انا آسف، زينة انتِ متعرفيش ظروفي، زينة انتِ مش فاهمة الموضوع.
رمقته ببريق عينيها اللامع متابعة: ايه هتقول دول ولا هسمع حاجة جديدة المرة دي؟، أنا مش عايزة اسمع منك أي حاجة، مش عايزة اشوف وشك حتى وخلاص يا يحيي خلصت كده لو انت اخر بني آدم على الأرض مش عايزاك.

آتت لتسير راحلة فجذب مرفقها بعنف فحذرته صارخة مما أثار ريبة من حولهم: سيب ايدي وملكش دعوة بيا.
اندفعت موظفة تسأل بقلق: في حاجة يا مستر يحيي.
نطق يحيي بغضب عارم صارخا وهو يحاول تثبيت تلك التي تحاول تخليص نفسها: خليكِ في شغلك.

في نفس التوقيت خرجت عائشة مندفعة تحاول جمع توازنها بعد أن فاقت من إغمائتها وشقيقها وزوجها من خلفها يحاولا ملاحقتها ولكنها كانت تفر من الشجار الحاد الذي حصل بين شقيقها وزوجها الآن ومما رآت اليوم، وجدت بسنت فهرولت قائلة: قومِ يا بسنت معايا وصليني أنا مش عايزة اشوف حد منهم.
اندهشت بسنت وحاولت فهم ما يحدث فلحقت بها سريعا حتى وصلا إلى سيارتها ففتحت لها بسنت الباب قائلة: طيب اهدي بس يا عائشة.

نطقت عائشة بأعصاب تحاول استجماعها: خلصي.
ركبت بسنت وتحركت بسيارتها من أمام المبنى وبعد أن قطعت مسافة قليلة قالت لها: ممكن تهدي بقى وتفهميني حصل ايه في الشركة.
قبل أن تتفوه عائشة بأي كلمة وجدت شيء ما مثبت على رأسها من الخلف ليس إلا فوهة سلاح.

شهقت بسنت عاليا حين شاهدت ذلك الذي ظهر فجأة على المقعد الخلفي فصرخت برعب ولكنه أنزل سلاحه ناطقا بتحذير: اقسم بالله لو سمعت صوتك ما هيروح فيها غيرك يادكتورة، تتطلعي على المكان اللي هقول عليه وتخليكِ مؤدبة كده.
صرخت فيه عائشة بغضب عارم محذرة: هو انت اتجننت؟، انت ازاي حقير كده حامي مش هيسيبك يا عدنان.
ضحك عاليا بسخرية فنظرا الاثنان لبعضهما بقلق وسقط فؤادهم حين سمعاه يقول بمكر:.

متقلقيش ياعيوش احنا بس هنشوف غلاوتك عند الباشا و نفسح الدكتورة شوية.
ثم صرخ بشراسة: اطلعي يابت.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة