قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الخامس

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الخامس

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الخامس

هل تحلمون بالسعاده يا شياطين الأرض؟!
إنه توهم كبير، هل تظن من يزرع الألم في أراضي غيره يحصد الأمل من أرضه!
اختارتم المال وتسابقتم لتكونوا ذئاب تنهش في الغير بلا شفقه، تتصارع فقط من أجل أن تكون في المقدمة.
دمرتم حياه كامله وخلقتم وحشا ظن أن الكون عتمه ولايوجد للنور مكان به والآن تطلبون رحمته.
كيف تطلبونها والقسوه كانت بذرتكم التي وضعتوها بداخله عنوه.

والآن حان دوره لتتساقطوا أمامه واحدا واحدا لا شفقه، لا رحمه، فقط يوجد قانونه.
ظلام عينيه سيحل عليكم وعتمة قلبه ستقتل قلوبكم وراحته لن تعود إلا بهلاككم.
وتدور الحرب وتتطاحن أفرادها فهل يفوز هو؟!
أم يكون ظلامكم أقوى من الضوء الذي يحارب بإستماته لإصلاح الوحش؟
ياصاحب القلب المظلم بل يامن تحارب لتترك الظلام لا تترك يدي.

عياده طبيبة نسائية مرموقه، المقاعد مرصوصة بعنايه ليجلس عليها المرضى في انتظار دورهم ولكن لا أحد المكان خالي من البشر عدا هما
تجلس هي بتضجر ترمقه بضيق واضح بينما هو يحاول كتم ضحكاته بصعوبة على هيئتها هذه فنطقت هي بملامح مقتضبه: اضحك اضحك!
رفع حاجبه الأيسر وابتسم نصف ابتسامه هاتفا بخبث: اضحك ليه هو في حاجه بتضحك؟!

أردفت بغيظ: يعني خرجتي والبسي ياعائشة وهاخدك معايا، وقولت اول مره يحن عليا اتاري الباشا هيعمل اللي في دماغه برضو وجايبني هنا.
قطع حديثها المتضجر صوت الطبيبة الهاديء: اتفضلوا.
قامت عائشة لتتوجه نحو الغرفه وتبعها هو حتى استقروا في الداخل فأشارت لها الطبيبه هاتفه: اتفضلي ارتاحي مدام عائشة.
رمقتها عائشة بإستغراب فوجهها يبدوا عليه النوم وعينها تكاد تنغلق من الإرهاق فأردفت: هو حضرتك تعبانه؟!

لا أبدا بس أنا مبصحاش بدري كده.
هتفت عائشة بتعجب: طب وايه اللي صحاكي؟!
ودت الطبيبه لو قالت انه ذلك المتجبر الذي يقف أمامها بكل شموخ وأن اللعنه صابتها حين اختارها هي لتتابع زوجته طوال فترة حملها ولكن
قطع شرودها صوته: ايه يافرح هتنحي كتير ولا ايه!
حمحمت بإحراج في حين وكزت عائشة حامي في كفه وهي ترمقه بعتاب.
هتفت فرح بحماس لتلك الجالسه أمامها: حضرتك عرفتي نوع الجنين؟!
مطت عائشة شفتيها ناطقه بأسف: لا لسه.

طيب ايه رأيك اعملك...
قاطعها حامي مردفا بجمود: احنا مش عايزين نعرف نوعه، اطمني عليها بس وشوفي حالتها.
استدارت له عائشة مسرعه ترمق ملامحه الجامده فاانقبض قلبها وعضت الطبيبة على شفتيها من تحوله هذا قطع هو كل هذا حين نطق: هستناكي بره لحد ما تخلصي.
ثم سريعا ماهرول من الغرفه وكأنه يهرب من خوف يلاحقه، تابعت فرح رحيله بهدوء ثم سريعا ما جلست جوار عائشة هاتفه: هو في مشاكل بينكم؟!

مسحت عائشة دمعه فرت من عينها مردفه: لا ولا حاجه.
تنهدت فرح عاليا ثم اعتدلت في جلستها وهي تقول: انا اسفه على تطفلي بس اول مره لما جتيلي المستشفي وعرفت انك حامل جوز حضرتك اتجنن وطلب ننزله بس انا قولتله انك لو نزلتيه مش هتقدري تخلفي تاني علشان أمنعه يعمل ده، بعدها اتصدمت انه بيحجزلك معايا هنا في العياده علشان اتابع حالتك ولما عرفت هو مين وانه حامي العمري استغربت ودلوقتي استغربت اكتر.

حركت عائشة رأسها هاتفه بتعب: استغربتي ليه بقى.
هتفت فرح بتردد: اصل انا اسفه يعني واحد زي حامي العمري بكل ال هيلمان اللي عنده ده وفلوسه اللي ملهاش آخر ايه اللي هيخليه يرفض انه يجيب طفل، ده في ناس بتتمنى نقطه في بحر الفلوس دي علشان تعمل عمليه وتقدر تخلف.

سخرت عائشة ضاحكه وهي ترمقها بنظراتها اللامعه: الفلوس مش حاجه في حجات تانيه اهم من الفلوس بكتير، وهو مش رافض الطفل ولا حاجه شوية مشاكل بس هنحلها سوا ومتشكره جدا على موقفك قبل كده في المستشفي.
ابتسمت فرح بأدب وهي تقول: طيب نبتدي الكشف بقى.

بدأت في ممارسة عملها بعدما ارتخت عائشة لتتيقن من أن كل شيء على مايرام، انتهت مما تفعله وهي تهتف بعمليه: لا كويس جداا، حضرتك صحتك كويسه والجنين كمان كويس بس في شوية حجات هكتبلك عليها تستمري عليهم الفتره دي. وياريت نقلل من الحركه الكتير الفتره دي بالذات
سمعت الصوت المميز لهاتفها فهمست ب: ثواني.

فتحت هاتفها لتجد رساله بها مقطع فيديو فتحته لتجد صغيرتها تجلس في بهو المنزل تشاهد أحد الأفلام الكارتونية، من استطاع دخول منزلها بل وتصوير ابنتها، لاحظت عائشة علامات التغير التي ظهرت على وجه الطبيبه التي حين رن هاتفها أسرعت تجيب دون أن تنظر من المتصل فسمعت: من غير كلام كتير يادكتوره، هتلاقي في الأدوات بتاعتك ازازة صغيره ترشي منها على اللي قدامك دي نقطتين وعلى جوزها زيهم وإلا بنتك الحلوه مش هتشوفيها تاني، أي حركة غدر احنا جمب بنتك، نفذي.

هتفت عائشة بقلق: مالك يادكتوره في ايه؟!
لم تجيبها فقط نظراتها الخائفه تتنقل بين عائشة وبين الزجاجه المدسوسه بعنايه في أدواتها الطبيه.
جلست دنيا بأدب ترمق أثاث المنزل البسيط وجدرانه المتهالكه، حتى الأريكة الباليه التي تجلس عليها ومع ذلك كان الدفيء يشمل المكان الرائحه الطيبه تعم أركانه.

قطع ذلك التفحص خروجه حاملا الأطباق فهبت واقفه تساعده ولكن منعها هو حين وضعهم على الطاوله وجلس أمامها، ارتبك قليلا لم يعلم مايقول ولكن في النهايه تحدث بمرح: أنا جعان الصراحه وأكيد مش هاكل وانتي تقعدي تبصيلي كده بطني هتوجعني.

ضحكت على كلماته في حين مد هو لها طبق الشعريه سريعه التحضير وعبوه معدنيه من المشروبات الغازية هاتفا: اتفضلي انا طبعا مبعرفش اعمل اكل، دي الحاجه الوحيده اللي بعرف اعملها. اندومي...
ده بقى الملك عند الشعب ولا انتي مش من الشعب ولا ايه؟!
نطقت سريعا مدافعه: لا والله من الشعب.
ارتفعت ضحكاته على هيئتها المدافعة وهتف: طب كلي يلا.

تناولت هي من الطبق أمامها بشهيه مفتوحه فهي لم تذق الطعام منذ أمس حتى كادت تفقد وعيها، أبدت استمتاعها الشديد وهي تقول: حلوه اووي.
ضحك هاتفا بمزاح: أنا الآن في طريقي إلى cbc سفره.
ضحكت هي عاليا وهدأت كثيرا بعد ان انكسرت حدة الأجواء فنطقت وهي تتابع طعامها: ده بيتك؟!
هز رأسه وهو يقول: اه بيتي عايش فيه أنا وأمنيه اختي بس هي مسافره حاليا.
رمقته بتساؤل وقد ترددت ولكن حسمت أمرها: انت مين؟!، وطلعتني ليه؟!

فتح عبوته المعدنيه وارتشف منها القليل متبعا إياها بقوله الهاديء: أنا ياستي عمار، كنت بشتغل في واحده من شركات حامي اكيد طبعا عارفاه وبعد ماكنت محاسب محترم روحت القصر عند أبوكي علشان ابقى حارس معاليكي، حامي طبعا محطنيش في القصر بسهوله الموضوع خد وقت علشان اقدر اكون مع الحرس.
سألته بصدمه: طب وايه اللي غصبك على كل ده؟!
ولا حاجه كان نفسي ابقى جاسوس بس بعد ماخدتك ومشينا فشلت ابقى جاسوس.

مالت رأسها تتضحك على كلماته وأتبعت ضحكها هاتفه: بجد ليه تعمل كده؟!
تنهد عاليا وهو يتابع: كل الحكايه ياستي ان حامي ليه جميله في رقبتي وأنا بردها ليه.
أنهت طبقها كاملا فهتفت بإمتنان: ميرسي جدا وبجد الأكل حلو اووي، دي أحسن مره كلت فيها من يوم مانزلت مصر، وميرسي انك هربتني لأن الأوضه كان فيها حشرات غريبه.
نطق بإستنكار: يعني انتي معندكيش مشكله تتحبسي مشكلتك مع الحشرات!

لا طبعا أكيد كنت متضايقه وانا محبوسه، بس هو ايه الوضع دلوقتي ايه هيحصل اكيد بابي بيدور علينا.
ابتسم بسخريه وهو يمسح على لحيته ناطقا: يدور عليكي فين، انتي بابي بتاعك ده لو دخل الحته دي هيتعمل معاه الصح، انتي في العشوائيات ياما.
هتفت بدهشة مردده: عشوئيات!، ايوه انا حسيت برضوا واحنا داخلين.
صمتت قليلا ثم سريعا ما هتفت: استاذ عمار.

ضحك ساخرا وهو يردد: استاذ!، بعد كل الشقلبه اللي عملتها علشانك دي ده انا قولت على ما الطريق يخلص هتغنيلي حبه جنه ونشوف هنسمي ولادنا ايه!
ضحكت عاليا وقد أرجعت رأسها للخلف وأدمعت عيناها وهي تقول برجاء: بجد بقى لو سمحت، هو ايه الوضع يعني اكيد مش هينفع نقعد هنا و...
قاطعها هو ليمنع إحراجها قائلا بإبتسامه مريحه: انا هسيبلك البيت هنا لحد مااعرف من حامي الدنيا هتكون ايه.
وانت؟!

أردف: أنا ياستي هبقى في الشقه اللي قصادك دي لو عوزتي أي حاجه خبطي بس.
هتفت بخجل وهي ترمقه بإمتنان حقيقي: بجد أنا مش عارفه اشكرك ازاي، وانا اتبسطت جدا اني اتعرفت عليك ياعمار.
نطق وضحكته تمليء وجهه: أنا مبسوط أكتر منك والله.

راقبت رحيله الهاديء بعين لامعه وقلب دقاته ممتنه لكل شيء صدر من هذا الشاب، ملابسه البسيطة سترته المصنوعه من الجينز والتي توحي بحيويته، ملامحه المبهجة والجذابه في آن واحد، عيناه اللامعه وكلماته التي أدخلت السرور على قلبها، مشاعر جيده افتقدتها كثيرا ولكن وجدتها ثانيا اليوم
قطع شرودها استدارته لها قبل أن يغلق البوابه وهو يهتف: أنا همشي وشويه هجبلك قهوه ونطلع نشربها فوق.
فعلا انا محتاجه قهوه، بجد شكرا.

ابتسم لها مختتما الحديث وهو يقلدها: بجد العفو.
أغلق الباب خلفه وعلت البسمه وجهها وهي تنظر في أثره.
في العياده الطبيه
شعرت عائشة بخطب ما مع تيبث الطبيبه هكذا وملامحها التي تحاكي الموتى، فهبت واقفه واقتربت منها هاتفه بقلق: انتي كويسه، مالك؟!
مدت فرح يدها نحو الزجاجه تلتقطها وهي تبكي بآسف وترمق عائشة بخوف فشعرت عائشة بكارثة ما فنادت عاليا: حامي.

انفزعت ملامح فرح عند ذكر اسمه وسقطت الزجاجه متهشمه من يدها حين اقتحم الغرفه فصرخت بفزع تقدم حامي منها وقطع المسافه الفاصلة بينهما ناطقا بتفحص لحالتها: اهدي وقوليلي اللي حصل.
نطقت بلا وعي وهي تبكي بعنف: هما قالولي ارشها بالاسبراي ده وإلا هيموتوا بنتي.
شهقت عائشة واضعه يدها على فمها بصدمه في حين اقترب هو من النافذة بثبات ليرى سياره بها ثلاثة رجال، دقق النظر متفحصا ليعلم سريعا هويتهم إنهم هم!

عاد بظهره للخلف بهدوء تام ونطق بثبات: اتصلي بيهم قوليلهم انك نفذتي.
ابتلعت ريقها بخوف وجسدها يرتعد فصرخ هو بها: بقولك اتصلي.
انتفضت هي وعائشة على صوته الجهوري
رمقت هاتفها باكيه ونطقت بترجي: بنتي هيموتوها.
حدثها وعيناه مصوبه ناحيتها: هما تحت، محدش هيلمس بنتك دول اخرهم تهديد بس، اعملي اللي قولت عليه واتصلي بيهم.

هزت رأسها مرتعده وضغطت على الرقم بتردد حتى أجابوا رمقها حامي بنظرات محذره أن لا ترتكب أي خطأ فقالت هي: أنا نفذت، اعمل ايه دلوقتي.
جاءتها الإجابة: متعمليش حاجه، احنا جايين.
نطقت عائشة وهي تنظر حولها ضاربه بكفها على جبهتها: انت هتعمل ايه؟!

جاب بنظره أنحاء الغرفه، ضاقت عيناه وهو يتفحص أدق التفاصيل، اتجه نحو أحد الأبواب الصغيره الموجوده في الغرفه وفتحه ليجد مكان صغير نوعا ما، اتجه ناحية عائشة ساحبا إياها من مرفقها فنطقت بإنزعاج: حامي قولي بتعمل ايه.
لم يجبها فقط دفعها للداخل وسط صيحاتها المعترضة ودفع هذه المذعوره خلفها مغلقا الباب عليهم وهو يضع سبابته أمام فمه كتحذير لهم للصمت.

جلس على المقعد المواجه للبوابه واضعا ساق فوق الآخرى، أخرج هاتفه وأجرى اتصال سريع بكلمات مقتضبه: عشر دقايق وتطلعولي.
أغلق هاتفه وجلس منتظرا نظراته مثبته على البوابه، حراسه أصبحوا بعيدا عنه قليلا حتى لايكتشف أمرهم أحد ويستطيع هو اصتياد هؤلاء وها قد حانت فرصته، من أصابوه غدرا سيقعوا بعد دقائق تحت قبضته متوهمين أنه أعزل ولكنه سبقهم بخطوه.

دقيقه. الثانيه، اقتحم ثلاثتهم الغرفه وتسمروا مكانهم من منظره، يجلس على المقعد بثبات يستدير به يمينا ويسارا، يتلاعب بسلاحه مصدرا صفيرا متناغما أتبعه بغنائه الذي تعلوه ضحكته المنسجمة: الليلادي سيبني أقول وأحب فيك، وانسي كل الدنيا دي وغمض عينيك.
أدار المقعد للجهه الآخرى متابعا ونظراته مثبته على سلاحه: ده انت نور حياتي عمري كل أملي، شوق الدنيا كله مش كتير عليك.

رفع نظره فجأه إليهم، استطاع رؤية خوفهم الجلي من مكانه مما أثار انتشائه وهو يتابع بضحكاته: والله كل حاجه بتناديك، ايوه كل حاجه فيا بتناديك.
استقام واقفا واتجه ناحيتهم بخطوات ثابته هاتفا بنبره مغترة: ايه ياوحوش؟!، مالكوا واقفين كده ليه؟
صمت قليلا ثم تابع بتمثيل الشفقه: معلش أنا عارف الصدمه وحشه، انتوا جايين على أساس انكم هتلاقوا جثث تشيلوها بس دلوقتي ياعيني هتبقوا انتو الجثث.

شحب وجه ثلاثتهم وانسحبت أنفاسهم وخاصة حينما أعاد كرة غنائه بضحكه ساخره: والله كل حاجه فيا بتناديلك.
ثم على حين غره رفع قدمه ليركل بها أوسطهم في معدته ذلك الذي أطلق العيار الناري عليه في تلك الليلة المشئومة، أصدر تأوه عالي انتفض له الاثنان وخاصة حين سقط صديقهم في وسطهم بينما نطق حامي بتهكم: شوفتوا اهي بتناديله اهي.
حاولوا الهروب وبمجرد التفاتهم وجدوا رجال حامي من خلفهم على أهبة الاستعداد للفتك بهم.

هم الآن بين شقي الرحى، الهلاك خلفهم والجحيم أمامهم حتى وإن كان هناك نقطة أمل قضى عليها حامي بقوله الصارم لرجاله: تاخدوهم على المخزن القديم يتروقوا لحد مااجيلهم.
ثم ربت على كتف هذا المرتعد أمامه وسحب هاتفه بخفه من جيب قميصه وهو ينطق ساخرا بضحكه منتصره: لما نشوف الرجاله هتستحمل لحد امتى.
سحبهم رجاله وسط صراخ ثلاثتهم وآسفهم على ما حدث بينما رمقهم هو بنظرات قاسيه حتى اختفوا من أمامه.

رن الهاتف في يده، لم يحتج وقت كبير ليعرف من فعل ذلك وجد المتصل رضوان بالتأكيد سيتأكد من كلابه هل تمت المهمه بنجاح أم لا.
أجاب حامي ووضع الهاتف على أذنه فسمعه يقول بصرامه: اسمع يا زفت انسوا أي حاجه طلبتها منكم دلوقتي وتلفوا مصر كلها تشوفولي بنت ال دي راحت فين هي والزفت اللي اسمه عمار.
أردف حامي بضحكه متسليه: لا لا لا متقولش على نفسك كده بس، ليه نغلط في الحيوانات دلوقتي ونشبهك بيهم؟!

حاول إخفاء صدمته وهو يقول: انت!
صمت لثوان ثم تابع: الماتش مخلصش ياحامي.
أسكته نبرة حامي المتهكمه وهو يقول: لا الكلام ده ميتقالش في التليفونات، انا هجيلك مخصوص علشان عندي مفاجأة محصلش واهو نشوف الماتش واللاعيبه وبالمره اطمن على رجلك.
تقصد ايه؟!
أغلق الهاتف بعين متقده ولم يجيبه ثم أطلق سبه وقد توحشت ملامحه فمجرد ذكر اسم رضوان يشعل نفسه ويجعلها متوقه لقتله بل لإذاقته كل أنواع العذاب.

فاق من شروده على صوت دقات عائشة العنيفة على بوابة الغرفة التي أغلقها عليهما، فا اقترب من البوابه بهدوء وقام بفتحها ليجد فرح تخرج وهي تلتفت حولها هامسه بحذر: مشيوا!
أزاحتها عائشة ووقفت أمامه تهتف بحده: مين دول ياحامي؟!
تجاهلها وسأل فرح بثبات: حالتها عامله ايه؟!
نطقت بإستغراب: هي كويسه والطفل كمان كويس.
ثم بحثت بعينيها على الورقه حتى وجدتها فهتفت بجديه وهي تعطيها له: هتحتاج بس تمشي على دول والراحه.

نطقت عائشة من جديد بغضب: مطلبتش ليهم البوليس ليه ياحامي؟!
فقط رمقها وبقى صامتا فتابعت هي بإهتياج: الدايرة دي آخرتها ايه انا عايزه اعرف.
صرخ بصوت جهوري: يووووووه، اسكتي بقى.
جذبها من مرفقها بعنف وقد انتشل الورقه من يد فرح هاتفا بعمليه: بنتك كويسه وعلشان تطمني هبعتلك اتنين يقفوا تحت بيتك.
انهى كلماته واكمل طريقه مغادرا وهو يسحبها خلفه وسط ضيقها و اعتراضها
في نفس التوقيت.

كان حسام يدور بسيارته في الطريق، لقائه مع حامي الليله، شرد قليلا في مقابلته مع ساره متذكرا حديثها
Flash Back
قدم لهما النادل المشروبات ورحل بأدب لتهتف هي بإرتباك: اقدر اعرف حضرتك طلبت تقابلني ليه؟
مط شفتيه بقلة حيله وهو ينطق: أنا ليه حاسك قلقانه متخافيش أنا مبعضش.
انفعلت هاتفه بحرج: ايه بتعض ومتعضش دي ياحضرة انت لو سمحت تقول اللي نزلتني علشانه لأني خمس دقايق بالظبط وهقوم امشي.

ايه ايه كل ده اهدي ياماما.
تنهدت عاليا بضجر متمتمه: يارب
صمتت لثوان ثم تابعت: انت قولتلي انك طلبت من حامي تقابلني وانك من طرفه وانا اتصلت بيه هو قالي انه ميعرفش حاجه عن الموضوع ده مع ذلك قالي ان حضرتك حد محترم أكيد عايزني بخصوص نادر...
ضحك حسام مقاطعا إياها: بجد قالك اني حد محترم، حبيبي حامي ده.
رأي اشتعال عينيها وغضبها الواضح فنطق بتصنع الخوف: انتي هتتحولي ولا ايه؟!

كتمت ضحكتها في حين تابع هو: بصي ياستي كل الحكايه اني هاخد منك معلومات بسيطه وزي ماشوفتي اهو حامي طمنك من ناحيتي يعني ملهوش لزوم كل القلق ده، انا وحامي هدفنا واحد رضوان ونادر واللي وراهم يقعوا، طبعا كل واحد فينا شغال بطريقه بس حامي هو الطرف الرئيسي لأن دول مش هيقعوا غير لما حامي يوقعهم بس للأسف هو مش عايز يقتنع انه لو سلمهم من غير كل ده احسن.

انسجمت في الحوار فعبرت عن رأيها: اسمحلي اقولك حاجه، طريقة حامي مش غلط بالعكس تقدر حضرتك تقولي هيكون ايه الموقف دلوقتي لو سلم رضوان بالفضايح اللي تدينه؟!

ولا أي حاجه؟!، رضوان رجل أعمال كبير فلوسه المسروقة كلها داخله في مشاريع قايم عليها اقتصاد البلد، يعني يوم ماهتقول ده وقع ألف مين هيمد ايده علشان يطلعه، ونفرض مع بعض انه اتحبس هياخد مؤبد يعني ويسكتوا الدنيا، هيعمل بعدها نقض ويطلع منها، الناس دي علشان تقع لازم يتدبرلهم وقعه مينفعش يقوموا منها وده اللي حامي بيعمله، سايبهم يلعبوا علشان لما يقش يروحوا كلهم في الرجلين ويقعوا واحد واحد. وميبقاش في منفذ واحد لنجاتهم.

تطلع إليها هاتفا بإستغراب: ازاي فهمتي حامي عايز ايه وانتي مش معاشراه اصلا!
أنا صحيح معرفتش حامي بس انا عاشرت الكلاب دول وشوفت اسود سنين عمري معاهم، مبقولش اني مظلومه بس أنا مش ظالمه وفي الآخر محدش دفع تمن غلطي أنا اللي دفعت التمن وانا اللي شيلت الشيله.

لاحظ دموعها التي بدأت في النزول بمجرد تذكر كل هذا فمد كفه بمنديل ورقي هاتفا بأسف: أنا آسف لو فكرتك بحاجه ضايقتك، كلامك صح من جهه بس الدنيا مش كده يادكتورة لو الكل فكر كده هيبقي الدنيا غابه ودور القانون فيها فرعي بعد ماالكل ينهش في بعضه يجي القانون يلم الجثث.
صمت لعدة دقائق ثم تابع مغيرا الموضوع: سيبك من كل ده اشربي العصير احسن.
هزت رأسها وتناولت الكوب هاتفه: أحسن برضو.

بحثت عن هاتفها فجأه فلم تجده أمامها مثلما وضعته فنطقت بخضه: الموبايل راح فين؟!
مثل البحث معها هاتفا: هو انتي جبتيه معاكي؟
كان هنا قدامي حالا.
مد لها كفه بهاتفه قائلا بمكر: طب خدي رني عليه كده.
تناولت الهاتف منه وفعلت الذي قاله لتسمع رنين هاتفها المميز من أسفل الطاوله فمالت مسرعه والتقطته هاتفه بعدم استيعاب: ده وقع ازاي ده.
مدت يدها له سريعا بهاتفه ناطقة بإمتنان: شكرا.

ضحك داخليا فقد انطلت عليها لعبته فهتف: لا على ايه.
Back.

فاق من شروده ضاحكا بتسليه فقد حصل على رقم هاتفها بسهوله وتمتم بضحك: شكلنا كده مش هنطلع من القضية دي على خير.
فجأه شعر بالتخبط فتحدث معنفا ذاته: دي متجوزه وحتى لو هتطلق مستحيل ابويا يوافق ده يطخني فيها، مجرد التفكير فيها حرام اصلا.
أخرج هاتفه ورمقه لثوان بتردد ثم سريعا مامسح رقمها وزفر بضيق جلي وهو يتابع طريقه.
في ذلك المنزل الريفي.

كانت هنا قابعه في زاوية الغرفة تتبادل أطراف الحديث مع إيمان، بينما جلست نيره تجاورها زينه على الفراش وتوسطتهم لينا
التقطت الصغيره قطعه من الطبق الموضوع أمامهم هاتفه بتلذذ: بقالي كتير مكلتش بسكويت مع الشاي باللبن.
وبعدين يا نيره؟!
هتفت بها زينه وقد حدثتها نيره عن ماتم إرساله ليها.

فمطت نيره شفتيها هاتفه بضيق: معرفش ومش فاهمه، وصحيت ملقتش عائشة ولا حامي وعمر ويحيي مبيردوش، انا زهقت ومحدش عايز يفهمنا حاجه، عائشة هي اللي هتعرف تتصرف.
هتفت زينه بإرتياح: خلاص احنا نستني عائشه لما ترجع هي وحامي وناخدها ونعمل قعده ونشوف هنعمل ايه.
أنا برضو قولت كده.
هتفت لينا بضجر: أنا زهقت منكم اتكلموا بقى معايا، يلا نلعب أفلام.
ابتسمت نيره بحماس وقد أعجبت بفكرة الصغيره وقالت: طب يلا أنا هبدأ.

بدأت في رفع اصابعها لتشير لهم فنطقا الإثنان: فيلم
أشارت لهم بالعدد ثلاثه فتابعوا: من تلات كلمات.
بدأت في شرح الكلمه الأولى والضحكه تعلو وجهها في حين تسمر الجميع بعد سماع صوت الصياح الآتي من الخارج وانتفضت هنا تبعتها إيمان وهي تردد بخوف: ياستار يارب ايه اللي حصل؟
في نفس التوقيت.

كان حامي يقود سيارته بهدوء ظاهري ومشاعر مضطربه من صمتها هذا الذي خيم على الأجواء قطع هذا الاضطراب صوتها: ماهو انا لازم اعرف دول مين ومبلغتش ليه، افهم خدني على أد عقلي وفهمني.
ضحك وهو يحرك رأسه بمعنى لافائده هاتفا: ياشيخه ده انا كنت قلقت عليكي.
اتخانق انا ازاي بقى بغمازاتك دي!، اسكت متضحكش.
هنا ارتفعت ضحكاته وقد أوقف سيارته بينما ترمقه هي بغيظ، استدار لها ونطق بتسليه: انتي عايزه ايه؟!

رددت مره آخرى: مين دول اللي سمعتك بتغنيلهم من جوه وقولت لرجالتك خدوهم على المخزن، اقولك يلا نروح على المخزن.
ضمها وهو يضحك من تصرفاتها العفويه والتي تصدر فقط حين يثار غيظها، أراحت هي رأسها على صدره وهمست: حامي.
اممممم
نطقت مجددا: مين دول؟!
رمقها بزيتونيتيه هاتفا: هو انتي هرمونات الحمل عندك طالعه بمين دول؟!
وكزته في صدره بغيظ فأرضى هو فضولها هاتفا: دول اللي عملوا ده.

ثم أشار على جرح وجهها وتابع: كفايه أسئله علشان لو اتنططتي مش هجاوب.
نطقت برجاء: طب طلب.
ارغي.
هتفت بحماس جلي وقد اعتدلت في جلستها: أنا عايزه برقوق، و عايزه حاجه تانيه اهم كتير.
هتف بغيظ: عايزه ساحر قولي متتكسفيش ياعيوش.
نطقت بضحك وهي متحمسه: لا غنيلي الأغنيه اللي كنت بتغنيها فوق.
ضحك غامزا لها وهو يردف بمكر: ده انتي مركزه بقى.
عزت رأسها بسعاده وهي تتطلب ثانيه: يلا غنيها بقى.

رمقها وهو يقول متصنعا السأم: لا مش عايز.
نطقت بغضب: والله!..
انتشلت سلاحه هاتفه بضجر: انت هتغنيها ولا اموتك واموت نفسي دلوقتي.
بدأ في الغناء: الليلادي سيبني أقول وأحب فيك، وانسى كل الدنيا دي وغمض عينيك.
تابع وهو يطالعها بزيتونيتيه وهي تضحك بحب: ده انت نور حياتي عمري كل أملي، شوق الدنيا كله مش كتير عليك.

احتضنها مجددا مرددا: والله كل حاجه فيا بتناديك، ايوه كل حاجه فيا بتناديك، قالوا ياما ان القمر عالي وبعيد والملايكه مستحيل تلمسها ايد، وانا الليله ديا كل ده في ايديا، يمكن في الدنيا دي أكون أنا الوحيد.
اختتم الغناء غامزا لها: والله كل حاجه فيا بتناديك، ايوه كل حاجه فيا بتناديك.
سحب السلاح من يدها بخفه هاتفا: هات ده بقى ياوحش علشان ميعوركش.
احنا هنروح عند صوفيا دلوقتي؟!

جذبها من ملابسها هاتفا بضجر: يابت اتهدي بقى.
صمتت بغيظ وأرخت رأسها على المقعد بينما بدأ هو قيادة سيارته وقد انقبض قلبه مما هو مقبل عليه.
بعد مده من الوقت
أخرج حامي سلاحه وأعده مستعدا وهزها بخفه: عائشة
فاقت من نومها هاتفة: ايه. في ايه؟!
أشار لها لتصمت وجذبها من مرفقها، نزل وصارت هي خلفه وقد كان رافعا سلاحه وهو يأمن الطريق حوله
همست له عائشة: هو انت عارف مداخل المكان ده.

لم يحبها فقط تحرك بها وهو يسحب مرفقها متجها نحو إحدى البوابات، كان هي تنظر خلفها خوفا من أن يكون أحدهم يلاحقهم سمعت ارتطام عنيف وشعرت بنفسها تجذب فأصدرت شهقه عاليه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة