قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الخامس والثلاثون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الخامس والثلاثون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الخامس والثلاثون

لم يكن ذنب أحد، لم يكن ذنب من الأساس، هلةاعتقدت أن الحب ذنب؟
لا يامن أسرت القلب، انما الحب هو بستان واسع من الأمل تزهر فيه قلوبنا ويرويها تحملنا الصعاب.
الحب هو فعل المستحيل من أجلك، وصدر الذي يضمني كلما صفعتني الحياة، إنه الأمان، والأمان عندي هو أنت، والسكن ما هو إلا قلبك، والحياة ليست حياة إن لم تكن بجوارك يا مالك فؤادِ ومهلكه.

ليل زينته نجوم السماء اللامعة، وأنعشته نسمات الهواء العليلة فصار نعمة الوهاب شفاء لكل علة، نزلت سارة من المنزل بهدوء فلقد تأخرت بسنت وبالتأكيد لن تعود اليوم، وصلت اسفل المنزل وتطلعت إلى تلك الأريكة الخشبية الموضوعة أمام البيت حتى يجلس عليه من أراد التمتع بالأجواء، جلست عليها بهدوء تتأمل السماء شاردة في النهاية، أين سينتهي الأمر بها؟
يا سارة.

تكرار النداء أفاقها من شرودها فانتفضت فزعة ولكنها سكنت حين رأت حسام يقف أمامها فقالت معاتبة: خضتني حرام عليك.
ضحك على هلعها وهو يتمتم معتذرا: طب انا اسف يا ستِ، ممكن بقى اقعد معاكِ ولا اضايقك؟
أفسحت له المكان وقد زين قولها ابتسامتها المرحبة: تقعد طبعا.
جلس على الأريكة بجوارها وقد حافظ على المسافة بينهما، عادت هي إلى حالتها الأولى فأخرجها منها بعد فترة من الصمت بقوله الساخر: ايه طب هنقعد ساكتين كده؟

ضحكت وهي تقول باستفسار: المفروض نعمل ايه؟
أجابها بضحكة مماثلة: ودي عايزة سؤال نتكلم طبعا.
وافقته تقول برضا: خلاص انا موافقة نتكلم.
سألها بمزاح: طيب طالما رضيتِ عني وهتتكلمِ تشربِ ايه؟
سألته باستغراب وقد استدارت له: هتقوم تعمل؟
مسح على عنقه مردفا بغيظ: ليه الاحراج ده بس
ضحكت فتابع هو بحماس: عم حسنين البواب هيعملنا اطلبِ انتِ بس.
تصنعت التفكير ثم أردفت بابتسامة محببة: خلاص هات شاي.

نادى على الرجل فأتى إليه بعد دقائق معدودة فاستأذنه حسام: عم حسنين انا عايز كوبايتين شاي من الشاي بتاعك اللي بيعدل الدماغ ده.
هلل حسنين برضا: بس كده عنينا للباشا وضيوفه، دقايق ويكون عندك.

تابعت سارة علاقته الودية فهي منذ أن رأته وعلاقته مرحة مع الجميع حتى مع ذلك البسيط الذي يساعد على أمن المنزل، بشر لم تعتدهم فلقد اعتادت على السلطة والجبروت، اعتادت على رجال أعمارهم ماثلت عمر والدها وأصبحوا أزواج لها، لا يعرفوا في حياتهم للشفقة معنى والكلمة الوحيدة المتصدرة في قموسهم هي الظلم.

انصرف الرجل فقالت سارة له باعجاب: حلوة علاقتك بالناس حواليك، انك مصاحب الكل وواخد عليهم، في ناس بتعيش سنين وبتفضل فاكرة نفسها في برج عالي والناس دي أقزام على الأرض ميعرفوش ان في الحقيقة محدش أقزام غيرهم.

تنهد عاليا وبرر لها بابتسامة هادئة: هي دي الحياة، مش من المنطقي أبدا انك تفضلِ تتكعبلِ في الحلو بس، لازم كمان تتلسعي من الوحش، زي ما قابلتِ ناس عايشة في أبراج عالية قابلتينِ وهتقابلِ غيري ناس كويسة عايزة بس تسيب أثر حلو في حياة الناس اللي حواليها، عندك واحد زي حامي رغم كل المشاكل اللي وقع فيها لسه صلب عارفة ليه علشان عايز يعمل حياة حلوة للناس اللي ادوه حياتهم، كل واحد عنده فرصة انه يكون انسان كويس ومش فرصة واحدة بس فرص كتير كمان، في اللي بيتغير وبيكون كويس بس لازم طبعا يتعب ما هو الطريق مش مفروش كله ورد لازم رجله تتعب بالشوك علشان يوصل للبر، وفي اللي بيستكبر ان رجله تنغرس في الشوك فبيفضل زي ماهو، المهم في حياة كل واحد فينا يعرف هو عايز يبقى ايه، عايز يسيب اثر حلو علشان لما يموت تلاقي شوية الستات اللي في أي عزا دول قاعدين يقولو الله يرحمه كان ابن ناس ومتربي ومتطلعش العيبة من بوقه.

قال الجملة وهو يقلد النسوة لها بطريقة ساخرة فعلت ضحكاتها ولم تستطع التوقف وهو يتابع: ولا عايز يفتري وده بقى لما يموت بتسمعِ نفس الستات قاعدة تقول متجوزش عليه الا الرحمة بس الله يرحمه كان مفتري و يموت في أذى الناس.
انتهى من حديثه ولم تقطع هي ضحكاتها لتقول من بينها: هما بيتكلموا كده؟
هز رأسه وهو يقول مؤكدا: هضحك عليكِ يعني، اقولك انتِ تنزلي البلد معايا واخلي بسنت تاخدك وتروحوا عزا.

رفعت يدها معترضة بضحك: لا وعلى ايه كفاية تمثيلك ليهم أنا صدقت خلاص.
أتى الرجل بأكواب الشاي الساخنة فقام حسام ليأخذها عنه وهو يردف بامتنان: ألف شكر يا عم حسنين.
قدم لها الكوب الخاص بها فالتقطته منه وعاد هو للجلوس مجددا ليرتشف من كوبه فسمع ندائها والذي توقعه في تود قول شيء ولكنها تشعر بالإحراج: حسام.
همهم لتعلم أنه يسمعها فسألت وهي تنتظر الإجابة على أحر من الجمر: هو بعد ما كل حاجة تخلص، هيحصل ايه؟

أردف ببراءة برعت معالمه في تمثيلها: مش محتاجة سؤال طبعا، هيجي يوم القيامة بقى ونقف نتحاسب.
رفعت حاجبها بغيظ فضحك وهو يقول مسرعا بتصحيح: اه قصدك القضية يعني؟
هزت رأسها بإيجاب فعد لها المميزات وهو يقول بتمني: اول حاجة البلد هتخلص من دايرة الشر دي كلها، الشر مش هينتهي خالص بس هنبقى قضينا على جزء منه.
سألته بلهفة منتظرة الإجابة التي ترضيها: طب وتاني حاجة؟

علت الضحكة وجهه وهو يتحدث بثقة شديدة: ودي عايزة كلام برضو؟
ضحكت حين ظنت أنه سيخبرها بالزواج منها ولكن انقطعت ضحكتها وهي تسمعه يقول: هترقى.
امتعضت ملامحها فأردفت بضجر وقد طال صبرها: وتالت حاجة ايه بقى إن شاء الله؟
مسح على لحيته وهو يتحدث متصنعا الاحراج: لا دي حاجة انا محروج اتكلم فيها بصراحة
ابتسمت بحماس وهي تحثه: لا قول، قول احراج ايه بس.
سألها بشك: يعني متأكدة اقول؟

هزت رأسها تؤكد مشجعة قوله لتتحول تعابيرها إلى الاستنكار وهي تسمع قوله والذي اعتبره متوقعا: هنام بقى كتير اوي، علشان انا طول القضية دي متهنتش على نومة، نطلع من القسم ده على المستشفي دي ومن المستشفى دي على الحادثة دي ومن الحادثة دي على المخطوفة دي، نفسي انام يا بشر.
ضغطت على شفتها بغيظ وهي تقول بابتسامة صفراء: بس كده؟
هز رأسه ناطقا بابتسامة كمن لم يفعل شيء: اه بس كده هبقى حققت أحلامي كلها.

أردفت بغيظ امتلكها: طب قوم من هنا، قوم بدل ما تلاقي كوباية الشاي دي مصبوبة فوقك.
سألها باستنكار: أنا عملتلك ايه يا بنت الناس بس، طب على فكرة بقى في حاجة رابعة بس مش هقولك عليها علشان تهديدك ده.
أردفت بسخرية متهكمة: ايه هتروح دريم بارك علشان ترفه عن نفسك!
هز رأسه نافيا وهو يبادر مصححا وقد باغتها بكلمته: هتجوزك.

استدارت له مسرعة وقد لمع عيناها بالفرحة فتابع هو بما أسعد قلبها: وعلى فكرة دي قبل التلاتة التانين.
ارتسمت بسمة صغيرة على وجهها، وقد ظهرت الدموع في عينيها فصمتت عن الحديث مما جعله يقول مازحا: ايه هو الجواز بعبع اوي كده؟
سألته وقد كساها الخوف من القادم وهي تقول: حسام مش قلقان تندم؟، او حتى اهلك ميوافقوش بيا؟..

حسام أنا ساعات كتير بحس ان ربنا بعتك في الوقت المناسب وساعات تانية بتمني اني مكنتش قابلتك انت تستاهل واحدة تانية حياتها نضيفة وتبدأها معاك، انا واحدة مستهترة وكنت عايشة في بيت ترابيزة القمار اساسي فيه كل يوم، ميعرفوش الحرام ولا الحلال ولا حتى يعرفوا يربوا، تعرف ان انا لحد وقت قريب مكنتش بعرف اصلي ازاي؟، انا لما بشوف بسنت بتصلي بقعد اقول انا ليه ما اتولدتش في وسط ناس زي اهلكم أو اهل عائشة على الأقل كنت هعرف احمي نفسي من شيطانها، حسام انا اتجوزت نادر وانا حامل من رضوان عارف ده معناه ايه؟، ان كل جوازي من نادر ده اصلا حرام بس والله العظيم ما كنت اعرف.

هنا لم يتحمل فسألها بهدوء حتى لا يزيد من الضغط عليها: طيب التلات شهور عدة دول معرفتيش فيهم انك حامل ازاي يا سارة؟
مسحت بكفها على وجهها هي لا تعلم كيف تتحدث في أمر كهذا معه ولكنها ستسرد له حتى يتفهم موقفها، شعر بحرجها فطمأنها بقوله الودود: متخافيش محدش هيعملك حاجة، احكي انا سامعك يا سارة.

تشجيعه منحها الثقة للحديث فبدأت بحرج: لما بيحصل حمل، في نزيف بيحصل لجزء من الستات الحوامل مش كلهم يعني تقدر تقول 30 في المية منهم، بيكون اسمه نزيف الزرع، فستات كتير بتفكر ان النزيف ده هو، هو نزيف الطمث عادي ومبيجيش في بالها انه نزيف بداية الحمل والكلام ده وخصوصا ان النزيف ده بيستمر اكتر من يوم...

وانا النزيف ده جالي اول شهر، أنا اساسا كنت باخد حبوب لمنع الحمل بس للأسف الحبوب دي معملتش أي حاجة غير انها سببتلي التهابات مهبلية، الالتهابات المهبلية دي بيصاحبها نزيف بيكون تقريبا نفس نزيف الطمث في الأعراض، النزيف ده استمر معايا شهرين بس متقطع كان بيجي ويروح فشكيت ان في خلل في الهرمونات وروحت اشوف المشكلة بس ده كان بعد جوازي بقى لحد ما اتصدمت بالحمل، لكن انا اللي خلاني ما اشكش في الحمل ان التلات شهور كان فيهم نزيف وكمان انا كنت باخد برشام في جوازي من رضوان فمخطرش على بالي لحظة انه في حمل اساسا، لما اتقالِ انتِ حامل وسألت زي المجنونة عن النزيف الدكتورة قالتلي على الالتهابات اللي عندي واللي سببت النزيف المشابه لنزيف الطمث، وساعتها انا كنت خلاص اتجوزت نادر لأن التلات شهور عدوا وانا معتقدة انه مفيش حاجة، وبعد ما عرفت حملي مكنتش اعرف ان جوازي منه كده باطل انا عائشة هي اللي عرفتني ده، ازاي هتقدر تعيش مع واحدة بكل ده؟، انا كنت عايزة فرصة ابين فيها اني بقيت كويسة بس لو الفرصة دي هتكون على حساب حياتك وعلاقتك بأهلك مش عايزاها، حسام انا حبيتك، حتى لو مكملناش عايزاك تعرف انك هتفضل الراجل الوحيد اللي حبيته في حياتي.

أضفت دموعها لكلماتها تأثير كبير، هو أحبها يعلم انه سيتحمل ما هو مستحيل ولكنه صرح لها بحبه بعد حسم قراره فلن يتخاذل في الدفاع عن ما اختاره القلب.
حاول اخراجها من هذه الحالة اولا بقوله المازح: طب بصي بطلي عياط بدل ما عم حسنين يفتكر اني عملتلك حاجة ويلبسني تهمة دلوقتي.
نظرت للرجل الجالس في زاوية بعيدة نوعا ما عنهم فوجدته يختلس النظرات إليهم فضحكت من وسط دموعها.

هنا تحدث هو بأريحية وقد اطمأن لبداية خمود نوبة البكاء: سارة، انا مش هكدب عليكِ واقولك ان اول ما عرفت انِ بحبك مفكرتش في الموضوع مرة واتنين وتلاتة، انا فكرت لدرجة ان عقلي كان قرب يشت مني، وانا من النوع اللي لما بيوصل لقرار خلاص بيكون وصله وهو راضي عنه، انا شايف ان اي حد يستاهل يعيش حياة كويسة يستاهل فرصة يثبت فيها انه جواه خير، انا نفسي لو كنت وحش كنت هتمنى الفرصة دي وكنت هشوف انه حقي اخدها وهدور عليها على فكرة، أنا مش مهم عندي مين سارة قبل كده أنا المهم عندي مين اللي قاعد معايا دلوقتي، هتقوليلي مش كل الناس تقدر تعمل كده وتتغاضى عن أخطاء زي دي هقولك اه فعلا ده صح بس انا مش كل الناس انا واحد حطيت نفسي مكان اللي قدامي وشوفت اني لو في موقفه هحتاج ايد تطبطب عليا مش جلاد يعرفني غلطي لأن انا اساسا طالما سعيت للتغيير يبقى طبيعي عارف اني غلطان، اهلي متشيليش همهم هيوافقوا، أنا هعرف اقنعهم بأي طريقة بس هيقتنعوا في الاخر، جوازي منك انا مش عيل علشان لما تقوليلي انت ممكن تبعد وانا مش هزعل اقولك شكرا على الفرصة دي، انا ماخدتش خطوة اني اطلب منك الجواز غير وانا عارف انها خلاص مفيش رجوع، مش عايزك تحطي في دماغك اي حاجة، حتى لو اتجوزنا واهلي مثلا فضلوا شايلين منك شوية مع الوقت والعشرة هيحبوكي زي ما حبيتك، فهمتي ولا نعيد تاني؟

ابتسمت براحة وقد كانت كلماته كإطلاق سراح لفؤادها حتى يحلق عاليا، فأردفت برضا: لا خلاص فهمت، شكرا لحضرتك.
رفع حاجبه وهو يكرر كلمتها مستنكرا: شكرا!، وحضرتك كمان!، هو أنا بديكِ درس يا سارة، قومِ من هنا، قومِ اطلعِ نامِ.
تحركت من مكانها وقامت بضجر مردفة بغيظ: خلاص من غير شكرا، كانت ستغادر ولكن توقفت وعادت إليه مردفة بحرج: هو ممكن طلب؟
رمقها بعيون شبه مغلقة قائلا بسخرية: طلباتك كترت، بس ماشي اطلبِ.

ممكن تجيب كريم ولينا يقضوا معايا يومين او اروح اشوفهم بس وارجع.
قالتها برجاء فطمأنها بقوله: كلميهم video call مؤقتا بس لحد ما اظبط الموضوع مع حامي، وقريب جدا بإذن الله يبقوا معاكي علطول.
هزت رأسها برضا وابتسمت مودعة: طيب سلام.
قبل أن تدخل من البوابة ناداها التفتت له فنطق بضحك: تصبحِ على خير.
بادلته الضحكة وأردفت بارتباك: وانت من أهله.

من قال أن الأمل ليس ضوء العتمة كاذب، الأمل هو كل بداية جديدة ونهاية سعيدة، إنه يكمن في ضحكته التي تخبرها أنها تستحق الحياة، وفي نظراتها التي تخبره أنه مغيثها الوحيد.
في ذلك المخزن
وقف السيد بديع أمام حامي بوجه جامد، لقد أكد له صديقه أن ابنته هاتفته وطلبت العون والآن اتى ليجد الموجود حامي وليس ابنته.
لم يستغرق الأمر ثوان حتى يقول بديع بمكر: يا خبر أبيض بقى حامي باشا يتربط الربطة دي.

ضحك حامي قبل أن يردف ساخرا: شوفت، الواحد يطلع من غير حرس يشم شوية هوا يتخطف كده، الا قولي هو انت جاي تشم هوا برضوا، اوعى تكون انت اللي خاطفني ازعل.
توجه بديع إليه وحل وثاق يده بغل وحقد سيطرا عليه، تمنى لو تخلص منه توا.
بمجرد أن فك قيده وقف حامي عن المقعد وسأله غامزا: مقولتليش جاي ليه برضو؟

سأله بديع بنفس ثباته وهو يقول بتخطيط: انت كنت عايز نلعب على المكشوف صح؟، أنا موافق، انت جبتني هنا دلوقتي علشان توريني انك حتى وانت مربوط قادر تلعب بيا وأنا هكمل معاك واقولك ان رسالتك وصلت، ايه رأيك بقى تسيبك من كل اللعبة دي، انا ليا عندك حاجة وانت عارفها كويس هترجعهالي في مقابل انك تشتري حياتك وحياة اهلك كلهم وكمان يا سيدي مش عاوزك ترجع تشتغل تاني، شوفت بقى عرض مغري اكتر من كده، انا اللي بحسه شارد بجيبه تحت طوعي ولو مجاش بيموت انا بقى هسيبك عايش...

قاطعه حامي رافعا كفه بتحذير: اسمعني انت بقى، أنا مكنتش شغال عندك ولا عند غيرك أنا حامي العمري وبس، شغلي بمزاجي انا مش تحت طوع حد زيك ولا زي عشرة يشبهوك، عرضك ده تخليه لنفسك لأن بقى أنا مش هعرض عليك تخليك في حالك انا عايزك تتفرج على اللي جاي، انا مش بتاع تهديدات انا بتعامل وبس، وبالنسبة للحاجة اللي بتقول انها ليك عندي انت ملكش حاجة عندي.

قال حامي جملته الأخيرة بضحكة صفراء اشعلت غيظ الواقف امامه فأخرج سلاحه ووجهه إلى رأس حامي مردفا بشر: يبقى تموت.
أردف حامي بثقة: حتى دي مش هتقدر تعملها خلاص وقتها فات، وعلى فكرة انا اقدر اجيب سلاح واخلص منك بطلقة من مسدس بس انت فاهم غلط، الموت مش طلقة من مسدس ولا ضربة بسكينة، الموت الحقيقي انك تندم على كل اللي عملته وتتمنى الموت من الوجع ومتلقيهوش.

علي حين غرة تبدل الوضع فجذب حامي السلاح من يده ووضع فوهته بجانب رأسه متابعا بشراسة: موت السلاح مفيش اسهل منه، بس مش بتاعِ، الموت الحقيقي لسه مجاش.
ألقى حامي السلاح وتوجه نحو الخارج بخطوات مدروسة ليسمع بديع يقول من الخلف: لو ده طريقك، يبقى هتحصل ابوك.

اكمل حامي خطواته وبمجرد خروجه استدار له ضاحكا بسخرية اثناء اختتامه: إن شاء الله من غير مقاطعة هتروحله قبلي، وابقى عرفه ان تربيته نفعتني ما ابقاش وسخ زيكم، وانه طلع راجل عاش علشان يجيب حقه.

رحل حامي نهائيا بينما لمعت عيون بديع بحقد دفين بعدما خدعه بابنته كست نفسه ثقة بأنه سيصل لابنته مهما حدث النهاية محتومة، شرد في ذكره لوالد ليرى ردة فعله عله يتوصل ان كان هو خلف ما يحدث ويُرسل لهم باسم محمد العمري أم لا، ولكن إجابته المتيقنة من موت والده تبرهن أنه ليس هو فمن يفعلها إذا.

كان عدنان يقود سيارته مركزا بصره على الطريق أمامه حتى اتاه اتصال فوضع السماعة في أذنه قائلا بضجر: في ايه يا رضوان انا مش فايق وعايز اروح انام.
أتاه الإجابة من رضوان الذي استطاع سماع نبرته المتشفية وهو يقول: افتح كده درج العربية.
رفع عدنان حاجبه باستغراب ولكنه استمع له ففتح درج سيارته ليجد جهاز صغير للغاية فهتف بشراسة: ايه ده يا رضوان.

كنت بتجسس عليك يا بيبي، اصل اللي زيك يا عدنان انا فاهمه عايز يلوش الكل، عايز يكبر على جثثنا مش يكبر بشغله علشان كده كان لازم عيني تبقى عليك.

نطقها رضوان ببرود ليسمع قول عدنان الساخر: دي لعبة، لعبة علشان اعرف رياض معايا ولا عليا، علشان اشوف حامي هيفضل سابقني بخطوة وعارف كل تحركاتي ولا لا، وبعدين حتى يا أخي لو نفترض ان جزء من الكلام اللي قولته صح وهو اني عايز اخلص منك ليا حق انت طولت فيها اوي بصراحة هتاخد زمنك وزمن غيرك، على العموم اطمن الكلام نصه طعم علشان اتأكد من رياض
بس بما انك عرفت بقى وللحق يعني انت موتك راحة.

قالها عدنان وتعالت ضحكاته ليتابع بتهكم: اضحك كده، ومتاخدش الكلام على اعصابك اوي.
بالفعل تعالت ضحكات رضوان وهو يختتم بشر متشفيا: انا اللي هاخده على أعصابي فعلا موتك، اصلك كنت عزيز عليا اوي، عربيتك مفيهاش فرامل يا عدنان.

جحظت عين عدنان وارتعد قلبه ولأول مرة يشعر بأن للظلام رهبة وزاد رهبته قول رضوان الذي زينته ابتسامة متشفية خططت جيدا: أنا مش عايزك تقلق خالص، الموضوع هيمشي قضاء وقدر، عملناها كتير قبل كده، متغلاش عليك يا عدنان.

بدأت السيارة في خذلانه بالفعل فأخذ يصرخ بهياج وهو يسب رضوان بكل قبيح، ضاقت الدائرة حوله هل هذه النهاية؟، هل سيموت توا، هز رأسه بإنكار نافيا أن تكون هذه نهايته حتى ولو انتهت الدائرة عليهم سيبقى هو كما خطط دائما، هز رأسه بإصرار بأن خططه لن تضيع، لن يموت.
دقات القلب كالطبول، والشر ينكر النفوس.

ويتبدل الإنسان ويصبح الحال غير الحال، وكلما زاد الشر وضيع الشخص أمله كلما زاد الألم وكانت النهاية سيئة وربما البداية أسوء.
هي تتصنع النوم ولكنها ليست بنائمة، شغل بالها ما حدث، إن جلستهم لم تكتمل دقائق وقال بأن لديه أشغال هامة وهب منصرفا وأخذ معه شقيقها لتجد يحيي يقوم بتوصيلهم إلى المنزل الجديد.

استطاعت سماع صوت سيارته، فتمددت على الفراش متصنعة النوم، دلف ليجدها نائمة، وصغيره جوارها نائم أيضا، مط شفتيه بضيق وتوجه ناحية الأريكة وجلس عليها ليسمع صوتها المتذمر من خلفه: صاحب خروجة العشر دقايق ما طلعش نام ليه؟

لن ينكر ضيقه. هو أصيب بالخيبة حين ظن أنها نامت، لن تكرر أسئلتها بإلحاح حتى لو انتهى الأمر بمشاجرة فهو اعتاد على هذا، ضحك حين وصل إلى هذه النقطة واستدار مجيبا بضحك: ومراة صاحب خروجة العشر دقايق منامتش ليه؟
كنت فين يا حامي، متقولش شغل أنا مصدقتش ده شغلك انت بتأجله حتى لو مهم طالما معانا، لكن انت مشيت علشان حاجة تانية، قولي مش يمكن أطلع أنفع وأساعدك.

لم تزل ابتسامته فضحكت ظنا أنه سيخبرها ولكن سقط أملها أرضا بقوله: شغل.
أردفت بتذمر وقد انكمشت ملامحها: طب الكنبة عندك بقى نام عليها، طالما هو شغل.
لم يستطع كتم ضحكاته وقام متجها ناحية الفراش مردفا بابتسامة: عيوش اتاخري شوية علشان انام، هنام فوق ابنك كده.
هزت رأسها نافية وأشارت له بعينيها على الأريكة، تنهد هو ينظر للأرضية مردفا بغيظ: طب ما بلاش، انت عارف رأيي في موضوع الكنبه ده يا وحش.

رفعت حاجبها تقول بضحكة ساخرة: وايه رأي سيادتك بقى؟
حملها على حين غرة فنظرت له بصدمة وهي تراه يضعها على الأريكة ويميل عليها غامزا بضحكة متشفية: أحلام سعيدة يا وحش.
توجه هو ناحية الفراش وسط دهشتها ليتمدد عليه بأريحية مبادرا ليثير غيظها: عيوش هدومي بس هاتيهم مش معقول هنام بهدوم الخروج.
أخرجت إليه ملابسه وتوجهت له تقول بحزن: بقى هتنيمني على الكنبة؟

رمقها بعين شبه مفتوحة مردفا بضحك: ما نا قولت من الأول قعدتي تشاوري على الكنبة، على العموم تعالي علشان تعرفي الفرق بس.
ابتسمت وهي تعطيه ملابسه اتى ليأخذها منها فشعر بحركة على كفه من الخلف، استدار للخلف فوجد صغيره قد فتح عينيه ويحتضنه بهما وهو يلاعبه في يده، نظرة منه تكفي، ينعش قلبه باحتضان قطعة منه له، أساسها عائشة من أحبها قلبه.

قطع لحظته شهقتها المصدومة وهي تقول بنبرة باكية: هو صحي، لا حرام بقى أنا بقالي ستين سنة بنيم فيه، حرام عليك يا بني أنا عايزة اعرف انت بتنام امتى، عينيك بتغمض كده زينا ولا لا.
حمله حامي فرأت عائشة حماس الصغير فقالت بغيظ: وهو صغير ومتشعلق فيك كده، امال لما يكبر شوية هتعملوا فيا ايه؟
مال على صغيره مقبلا وجنته وهو يطمئنها ضاحكا: كل خير، انا عايزك تطمني بس.

سمعا دقات على بوابة الغرفة فاتجهت عائشة نحوها، سألت اولا من الطارق فقالت الصغيرة: أنا لينا.
فتحت لها عائشة الباب واضعة يدها في خصرها فسمعتها تقول: عيوش هو ممكن أنام عندكم علشان هما كلهم نايمين وأنا بحب أنام والناس صاحيين وبخاف أنام وهما نايمين.
رمقت لينا حامي يداعب الصغير فأشارت له ضاحكة بحماس وتخطت عائشة قبل أن تأذن لها بالدخول فقالت عائشة بضجر: طبعا ما هو من لقى أحبابه.

تعلقت الصغيرة بذراع حامي مبتسمة فأشار حامي بعينيه لعائشة عليها فابتسمت ناطقة: دي ضرتي دي.
تذكرت لينا فمطت شفتيها بحزن تشتكي لهما بتذمر قائلة: ينفع يا حامي انت وعيوش، ان نيرة عمالة تقولي ان السنة الجاية هروح المدرسة وهيبقى عندي واجبات كتير اوي ومش هتخليني ألعب تاني، وهفضل طول اليوم أعمل واجب وواجب وواجب.

ضحكت عائشة على مزاح صديقتها بينما مسح حامي على خصلات الصغيرة وهو يراضيها: نيرة دي احنا بنعالجها، لما تقولك كده تاني قوليلها حامي قالي ان انتِ هوبا وبنعالجك علشان دماغك المفوتة دي.
صرخت الصغيرة بفرح: بجد، يعني انا مش هروح المدرسة؟
انكمش حاجبي حامي وهو يقول معترضا: لا طبعا هتروحي.

بدأت الصغيرة في نوبة بكاء جديدة فجاورتهم عائشة في الفراش واحتضنت كفها قائلة بمداعبة: مين بس اللي يخلي لينا حياتي تعيط، ياليو المدرسة مش كلها واجب لا في لعب وفي حصة موسيقى وفي رسم وهجبلك اسكتش كبير وألوان كتير، وفي جري ورياضة علشان ليو تبقى نشيطة، وكمان هترجعي من المدرسة بدري وهيبقى في شوية واجب صغيرين عايزة مين يعملهم معاكِ؟

لمعت عين الصغيرة وقد أغراها ما قالته وأشارت على حامي ليفعل معها الواجب فهمس حامي لعائشة: بتلبسيني أنا هوريكِ.
ضحكت عائشة وهي تتابع: وكمان لازم تكونِ في المدرسة علشان لما آمن يدخل يلاقيكِ معاه ولا انتِ بقى مش هتاخدي بالك منه؟
هزت لينا رأسها نافية وهي تقول: لا طبعا أنا هأكله وهلعب معاه وهجبله حجات كتير اوي.
ارتفعت عائشة تنظر لحامي قائلة بضحكة يائسة: شكلها كده مفيش نوم.

بادلها الضحك وهو يحرك رأسه مؤكدا ليهتف بسخرية: بانت من أولها، يلا يلا خلينا نسألها على الحجات كتير اوي اللي هتجبهاله.
ارتفعت ضحكاتهما في جو لطيف افتقداه منذ فترة...
لحظات قليلة كافية لهما ليعيشا عليها تهون في أعينهما كل الصعاب، ويتمسكا بالأمل وحبهما.

دلف بديع إلى مكانه الذي حجزه في الفندق هنا حيث أقام، فوجد زوجته جالسة تحتضن ابنته تربت على كتفها بحنان، هل هذه ميرال!، هرولت ميرال ناحيته واحتضنته مردفة ببكاء: لقد افتقدتك داد.
شعرت بالجفاء منه وخاصة حين أخرجها سائلا: كيف أتيتِ.
أردفت بنبرة حزينة من جفائه: لا أعلم لقد اتى بي أحد الرجال إلى هنا، وأخبرني أن أقوم بتبليغك بأن قائده لا يستخدم النساء في هذه المخططات، وأنك أنت من أقحمتنِ من البداية.

صفعة مميتة نزلت على وجهها فهرولت زوجته نحوه هاتفه بغضب: بتعمل ايه يا بديع، حرام عليك هي مالها.
تخطى السيدة التي تحجزه عن ميرال وجذب ميرال من خصلاتها فصرخت عاليا لينطق هو بعنف وهو يتجه بها ناحية غرفة ما: ماهي لو بتعرف تشتغل كانت وقعته وخلصنا، أكتر من فرصة جاتلها كانت هتخلي صباعه تحت ضرسي وهي ما استغلتهاش، كنت فاكرها هتفلح بس طلعت بنت أمها.

ألقاها في الغرفة بعنف وأغلق الباب عليها فصرخت فيه زوجته برجاء باكية: حرام عليك يا بديع افتحلها الباب، دي ميتة في جلدها.
رمقها بشر وجذبها هي الآخرى لتتأوه حين لف ذراعها خلف ظهرها وسمعته يقول: انتِ مسمعش صوتك، دي مش بنتك علشان تتكلمِ، و انتِ بقى نزلتك مصر قبلي بيوم علشان اعرف انزل لوحدي، تخططِ وتدبري وتروحي تقابلِ المحروسة.

بلعت ريقها بذعر، إذا هو عرف، نطقت بنبرة باكية: دي بنتي أنا كنت عايزة أشوف دنيا بس.
أدارها له ناطقا بعيون مشتعلة: بنتك دي اتنست بالأمر من يوم جوازك مني، سامعة ولا لا، لو عرفت انك حاولتِ تقابليها تاني هتبقى نهايتك في الشارع بس مش حية لا، جثة تاكلها الكلاب.
نزلت دموعها فصرخ بها: سمعتي.
هزت رأسها مسرعة وهي تقول بخضوع: حاضر خلاص أنا اسفة.

تركها لتقع على الأرضية وتوجه هو ناحية إحدى الغرف تاركا إياها خلفه تبكي بقهر وذل.
في صباح اليوم التالي
سمعت نيرة دقات على البوابة الخارجية فاستيقظت بانزعاج، نظرت في شاشة هاتفها لتجد الساعة التاسعة صباحا فأردفت بضيق: ده مين الغتت ده، معقول دكتورة ماما جاية بدري ساعة.
توجهت إلى شقيقتها المجاورة لها وهي تحركها مردفة بنوم: زينة قومي شوفي مين جاي دلوقتي.

لم تجد رد فأعادت الكرة تهتف بتذمر: متمثليش بقى وقومِ افتحي الباب.
رمقتها زينة بضجر وهي تقول باعتراض: هو انتِ نايمة وانا باكل رز باللبن، مليش دعوة قومِ افتحي انتِ.
استيقظت دنيا على تشاجرهم بأردفت بنوم: الصوت.
حثتها نيرة برجاء: دنيا قومِ شوفِ مين على الباب.
وضعت دنيا الوسادة على وجهها فرمقتهما نيرة بغيظ وقامت من الفراش تلتقط حجابها وملابسها بانزعاج: ده انتوا مش عارفة ايه ده، الدم خلاص كده اتعدم.

ارتفعت لها زينة هاتفة بضجر: الباب برا عندك روحي افتحيه، واسكتي بقى عايزين ننام.
ألقتها نيرة بالوسادة ولفت حجابها لتتجه نحو الخارج حتى تفتح البوابة.
لم يستغرق الأمر الكثير حتى كانا
حسام و مروان يجلسا في الصالة بعد أن أدخلتهما نيرة، فردد حسام معتذرا: اسف والله عارف ازعجناكم، بس احنا عايزين حامي ضروري وهو مبيردش على تليفونه، فاتصلت بعمر وقالي ان حامي هنا، هو فين عمر صحيح؟

قالت نيرة بهدوء: عمر ويحيي في الشقة اللي قدامنا دي، الباب في الباب.
فركت عينيها فقال حسام معتذرا: اسف مرة تانية.
لا على ايه احنا اصلا صاحيين.
لم تنته من جملتها إلا وسمعت صوت زينة الصارخ: يا زفتة يا نيرة اطفي النور ده.
مال حسام إلى الأسفل يضحك بإحراج وقال مروان بنبرة أثارت استفزازها: لا واضح انكوا صاحيين.
أخذت نيرة شهيقا وأردفت بحدة: ثانية واحدة.

توجهت إلى غرفة شقيقتها وأخذت الوسادة وأخذت تضرب بها زينة بغل مرددة بغضب: يعني عاجبك كده، عاجبك كده.
أغلقت نيرة الإضاءة مردفة بتهكم: نامي يا اختِ انتِ وهي.
خرجت عائشة من الغرفة وتوجهت إلى غرفة عائشة وقفت تدق الباب، لم تجد إجابة فأردفت بتذمر: ماهو انا الشغالة بقى اصحى اطفِ لدي النور، واخبط الباب محدش يرد.

وجدت الباب يُفتح وأمامها شقيقها وجهه باد عليه علامات النوم ويرمقها بغضب فبررت مدافعة: متبصليش كده، أنا معملتش حاجة، الظابط اللي اسمه حسام ده برا في الصالة وبيقول عايزك ضروري، ومعاه واحد غتت تبص في وشه كده تحمد ربنا انه مش في حياتك اسمه مروان، احنا شوفناه قبل كده انا فاكرة في الفرح ساعة الحاج وهدان.
تأفف حامي بضيق فهو لم ينم سوى ساعة واحدة، قال: روحِ اعملِ حاجة يشربوها وانا هلبس واخرج.

سألته باستفسار: وهو الناس بتشرب ايه الصبح بدري كده، الوقت الوحيد اللي الناس بيروحوا لبعض فيه في الوقت ده بيكون بعد صلاة العيد، وبيسقوهم شاي باللبن وكحك، اعملكوا شاي باللبن.
دخل حامي الغرفة وأغلق الباب في وجهها فأردفت باعتراض: ماله الشاي بلبن بس.
بعد مدة من الوقت
وجدت عائشة من يقوم بقطع نومها، عرفت الصوت فقالت بتعب: في ايه يا نيرة عايزة انام.

قالت نيرة بغيظ: لا اصحي معايا انا عمالة الف من الصبح ولا الفليبينية اللي اشترتوها.
سألت عائشة باستغراب: هو حامي فين؟
أجابتها نيرة وهي تتمدد على الفراش براحة: جاله حسام فخرجله.
طلبت عائشة برجاء: طب معلش يا نيرة ممكن...
قاطعتها نيرة مردفة بغضب: والله ما هتحرك تاني، هو انا الحيطة المايلة، انا بني آدمة وعايزة انام زيكم.
نطقت عائشة بغيظ: نامِ، أنا غلطانة.
في الخارج.

جلس حامي أمامهما وقبل أن يقول حسام أي شيء رمق حامي عيون مروان التي تدور في كل مكان، حامي يعلم عن ماذا يبحث فأردف بحدة حملت التحذير: قول لقريبك يا حسام يحترم البيت اللي هو قاعد فيه ويخلي عينه في وشه بدل ما اعميه.
نظر مروان له بضيق واعتذر حسام بدلا عنه: انا اسف يا حامي، لو عمل حاجة تانية انا مليش علاقة بيه.
قال حسام جملته الأخيرة وهو يرمق مروان بغضب لما يعرضه له.
في نفس التوقيت.

كانت عائشة تقلب في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي، وجدت طلب مراسلة ففتحته قائلة: انا بقلق من الأسماء المستعارة دي.
كانت رسالة صوتية فجذبت سمعاتها ووضعتها في أذنها لتسمع إحداهن تقول: متدخلوش الدكتورة عندكم النهاردة، انا مقدرش اقول اكتر من كده بس لو خايفة على مصلحتكم امنعيها تدخل.
تركت عائشة الهاتف وأيقظت نيرة بقلق: نيرة، قومي فوقِ، هي دكتورة طنط جاية الساعة كام؟

ارتفعت لها نيرة قائلة: قالت جاية الساعة عشرة.
لم تكمل عائشة الجملة حتى سمعت دقات البوابة الخارجية فتسارعت دقات قلبها مع هذه الدقات التي بالتأكيد ورائها صاحبتها كارثة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة