قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الثاني والعشرون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الثاني والعشرون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الثاني والعشرون

هل هجز الزمان أقوى أم فراق الأحبة أشد؟!
هل وحشة الظلام أقوى أم برودة هجرك أشد؟!
هل هذه لعنة أبدية أم حب تخللنا حتى صرنا واحدا وياويلتي إن كان عذاب على ذنب اقترفته وضاع في طيات النسيان.
يا مالك الظلام ومالك قلب الضياء قل لي متى النهاية والبداية.
دل أسيرتك فلقد شتتها الطرق ومزقتها الحياة وصار دوائها الوحيد هو...
أنت.

انقبض فؤادها مع وابل الرصاص هذا وكأنه اخترق روحها، وخصوصا وهي تراه قد أخرج سلاحه يطلق الرصاص بمهارة من النافذة المجاورة له ويحاوطها بيده الآخرى ضامنا أمانها.
أدرك من حركات المهاجمين له أنها ليست سوى حركات عشوائية، أحدهم يريد إيصال رسالة مغزاها أنا قادر على إلحاق الأذى حتى في وجودك.

لاحظت هي أن الصوت يقل تدريجيا فا ارتفعت قليلا لتجدهم يهرولون بسياراتهم بعد أن أتموا مهمتهم ولكنه لم يترك هذا بل بتصويبة ماهرة اخترقت الرصاصة إحدى العجلات لسيارة تابعة لهم فتوقفت السيارة ولم تستطع إكمال هروبها مثلما فعل البقية، وجد صاحبها ينزل منها ويهرول فنزل من السيارة وأغلق الباب خلفه وجرى بمهارة حتى يلحق بذلك الهارب، أصبح على بعد خطوة منه فسرع خطواته ليتمكن منه جاذبا إياه من خصلاته بعنف صارخا به: مين اللي باعتكوا ياروح امك.

كانت عائشة تتابع كل ما يحدث حمدت ربها أنه تمكن من الرجل ولحق به قبل أن يلحق الأذى بأحد.
لفت نظرها ذلك الكتيب الصغير الواقع في أرضية السيارة شكت أنه وقع سهوا من حامي فاالتقطته ووضعته في حقيبتها لحين عودته لتكمل متابعة ما يحدث
ارتعد من بين يديه ذعرا من الفتك به فمن أمامه ليس سوى نار مدمرة ولكنه امتلك بعض الشجاعة الوهمية وهو يجيب: أنا معرفش حاجه أنا بنفذ أوامر بس.

جذبه حامي وتوجه به ناحية هذا الجسر ودفع رأسه يريه منظر المياه ناطقا: شايف الماية دي هتبقى قبرك كمان دقيقتين لو منطقتش مين باعتك.
ابتلع الرجل ريقه ورمق المياه بفزع فزاد حامي وأردف: هرميك هنا ومحدش هيقولي انت بتعمل ايه.
ركله في ظهره تبعها نبرته الغاضبة: انطق.
رفع الرجل يديه مستسلما وهو يترجاه: خلاص هتكلم بس ابوس ايدك سيبني.

لم يترك خصلاته بل ظل قابضا عليها وكأنه لم يسمع رجائه حتى أردف الرجل بألم: واحد اللي بعتنا وقال نهوش بس، نضرب كام طلقة ونطلع نجري استنينا لحد مالقيناك من غير الحرس وعملنا اللي طلبه.
أردف حامي بنظرات مظلمة: اسمه ايه؟
نطق بصعوبة: والله ما اعرف اسمه انا شوفته من بعيد وهو بيتفق مع كبيرنا، علشان مكانش مخلي حد فينا يدخل.
أخرج حامي هاتفه وفتحه على أحد الصور قائلا: هو ده؟!

هز الرجل رأسه مسرعا وهو يؤكد: اه هو والله هو ياباشا.
ترك حامي خصلاته ودفعه فتقهقر الرجل للخلف وهرول وهو يسمع كلمات حامي المشتعلة: لو شوفتك تاني هيبقى بموتك.
كان قد اختفى من الأنحاء فتحرك حامي عائدا إلى سيارته وبمجرد ركوبه ذفر عاليا بمشاعر مضطربة هو لا يهاب السلاح ولكن معها يهاب كل شيء يفعل المستحيل حتى لا تصاب، حدث نفسه بأنه لم يكن على خطأ حين قال عنها هلاكه.

حركت يدها أم عينيه مرددة: حامي انت روحت فين؟!
فاق من شروده ورمقها بهدوء قائلا: ايه؟!
سألته مجددا: بقولك مين دول وكانوا بيضربوا نار علينا ليه وايه اللي خلاهم جريوا فجأة.
أنا جالي مشوار مهم ومش هينفع نروح الحضانة دلوقتي، يلا هروحك.
أهذه هي إجابته، يخبرها بكل يسر ودون حتى جملة تأسف واحده أنه لغى ذهابهم، انتظرت فقط كلمة لاتحزني ولكنه لم يتفوه بها أخبرها وعليها تقبل ماقاله ولكن هي ليست بالذي يتقبل هكذا.

رفعت حاجبيها وسألته مستفسرة: ليه؟، وفين الحرس ماشي من غيرهم ليه؟!
أردف ببرود: الحرس أغلب الوقت مبيبقوش معايا.
أرفت بنفس طريقته: بقية السؤال بقى، مشوارك مش هينفع يتأجل ربع ساعة نشوف الولد ونرجع.
كان ينظر للطريق أمامه موليا اهتمامه للقيادة والتعبير المسيطر على وجهه هو اللامبالاة أثناء قوله: لا مش هينفع.
نفذ صبرها فأردفت بضجر: أحسن، أنا مش عايزة اشوفه معاك اصلا.
هز رأسه ناطقا: كويس برضو.

حدثت نفسها بأنه لو شخص غيره لصفعته الآن على هذا البرود هي لاتكره في حياتها شيء أكثر من الردود الناقصة.
نظرت من النافذة جوارها تتأمل الشوارع ومن فيها حتى وقع نظرها على صغير شاردة يتأمل بائع الحلوى القطنية، أردفت بسرعة: وقف العربية.
رمقها بإستغراب ومع إصرارها أوقفها لها فنزلت مهرولة وتوجهت نحو الصغير قائلة بحنو: اسمك ايه ياعيوني؟
قلق الصغير منها ولكن نظراتها الحانية لا تنتوي شرا لأحد فقال: اسمي زيد.

ضحكت مشيرة على بائع الحلوى قائلة: زيد عايز غزل بنات؟!
حرك رأسه مؤكدا: أنا بحبه اووي وبابا وعدني هيجبلي بس هو مش هنا.
أوقفته ماسحة على خصلاته بحنان: طب استناني هنا.
ذهبت إلى البائع واشترت كل مالديه بسعادة طفلة في الخامسة وعادت تهرول للصغير الذي نطق بفرح: ده كتير اووي، مين هياكل كل ده؟
التقطت كفه الصغير ووضعت الحلوى بيده قائلة: انت، خدهم كلهم.

طلب منها الصغير أن تميل فمالت له، قبلها بسعادة مردفا بمشاعر صادقة: انتِ جميلة اووي، شكرا ليكِ.
بادلته بإبتسامة دافئة: عفوا يا أستاذ زيد، يلا بقى روح علشان ميقلقوش عليك في البيت.
هز رأسه بمرح وهرول بسعادة يقبض على الحلوى ويرمقها كمعجزة تارة ويستدير لمحققة الأمنية ويرمقها بحب تارة آخرى حتى اختفى كليا، ذهبت مجددا وركبت السيارة قائلة بنبرة مماثلة لخاصته الجافة: تقدر تتحرك.

أكمل قيادته بتأنيب هي ليس لها ذنب هو يشعر وكأنه مسلوب من قوته في وجودها فبعد المأزق يضطر للهروب، هروب هل قال هروب؟!، هو الذي اعتاد المواجهة هل يتعلم الهروب، هي تريد الكثير من الكلمات وهو طفل لم يتعلم الكلام فشب على عدمه.
توقفت السيارة في مزرعته فلاحظ دموع هاربة مسحتها خفية وهي تتصنع النظر إلى النافذة واهمة أنه لم يراها.

مد كفه ليمسح على كفها فسحبت كفها سريعا وفتحت الباب بجوارها تفر هاربة إلى أعلى قبل أن يلحق بها.
كان تسرع ظنا منها أنه نزل خلفها ولكن صدمت بشيء ُأُلقى على وجهها من الخلف فشهقت بعنف واستدارت لتجده مازال في سيارته يهتف عاليا بضحكة ماكرة: شنطتك يا وحش.
لم ينتظر حديثها بل قاد سيارته مغادرا بسرعة زادت من غيظها منه.
دلفت عائشة إلى غرفة الفتيات.

وجدت زينة نائمة تحتضن الصغيرة ف الساعة لم تتخطى العاشرة صباحا بعد، و نيرة تجلس في زاوية من الفراش مستندة بظهرها وتنظر من النافذة المجاورة له على الخيل، اقتربت عائشة منها لتجلس جوارها واضعة كفها أسفل وجنتها وهي تقول: مالك انتِ كمان؟!
أنا زعلانة
=وانا هطق.
سألتها عائشة وهي تستند على كتفها بملامح حزينة: زعلانة من ايه؟!
مطت نيرة شفتيها وهي تردف بحزن: أنا وعمر اتخانقنا.

قبل أن تسألها عن السبب وجدت اتصال هاتفي فأوقفتها تنطق بقلق: دي بسنت.
أجابت مسرعة بتوتر: في حاجة يابسنت، الولد كويس؟!
أردفت بسنت بمرح: متقلقيش ياستي المعلم زي الفل وهتقدروا تاخدوه كمان كام يوم، أنا اتصلت اطمنك عليه.
أردفت بفرحة حقيقية: بجد خلاص هينفع ناخده.
أجابتها بسنت: اه بجد، وهبعتلك صوره كمان على الواتساب أنا صورتهولك سرقة كده، الواد قمر زي أبوه.
ضحكت عائشة قائلة بمزاح: بقى كده؟!

انخفض صوت بسنت وهي تنطق: بصراحة وعلشان أنا فتانة حامي هو اللي قالي اتصل بيكي واطمنك على محمد وابعتلك صور ليه وقالي برضو مقولكيش انه هو اللي طلب بس أنا مقدرتش الصراحة مقولش حساكوا متخانقين ولازم اعرفك الراجل بيعمل ايه علشانك.
لمعت عين عائشة بفرح وهي تسألها: بجد هو اللي طلب؟!
اه والله العظيم.
أردفت بضحكة واسعة: خدي قلبي يابسنت، يلا اقفلي و ابعتيلي صور ابني.

أغلقت بسنت وهي تختتم: الله على الندالة خلصت مصلحتك هوب تطيري.
أرسلت الصور فجذبت عائشة نيرة التي أخذت تتفحص صور الصغير بضحكة بلهاء قائلة بإعجاب: الله، عينه زي حامي.
ودت عائشة لو احتضنت الهاتف الحاوي لصور صغيرها ولكنها فاقت على دموع نيرة فااحتضنتها بحب وهي تسأل: عملك ايه؟!
Flash Back
كانت تشرح له ما يدور ببالها وسألته للمرة الألف بضجر: ياعمر معايا!
هز رأسه وعينه لا تفارق هاتفه: معاكي معاكي.

طب كنت بقول ايه؟!
ارتفع لها وخلل يده في خصلاته مردفا بملامح مرهقة: معلش يانيرة أنا أعصابي تعبانة شوية، سيبيني دلوقتي.
أردفت بغضب: وهي تعبانة معايا انا ومش تعبانة من اللي التليفون اللي باصصله حتى وانا بتكلم.
قام من مكانه وتوجه ناحية غرفته وهو يقول: نتكلم بعدين يانيرة.
قامت خلفه وهي تقول بضيق: طب قولي في ايه مضايقك؟
استدار لها صارخا بإنزعاج: يوه دي بقت حاجة تقرف، قولتلك زفت مفيش حاجة.

كانت تنظر له بغير تصديق حتى قطع شجارهم رنين هاتفه فأجاب: ألو
أردفت الممرضة بأدب: حضرتك ياأستاذ عمر حجزت معاد علشان كشف مدام نيرة، الميعاد كان النهاردة وأنا اكدت عليها امبارح قالت انكوا هتيجوا النهاردة.
ضرب على جبهته بتذكر واعتذر بأدب طالبا منها حجز ميعاد آخر، بعد أن أغلق هاتفه سألها: مفكرتنيش ليه بالميعاد؟
وانت نسيت ليه؟

خلعت خاتمها ووضعته بكفه قائلة بعتاب: لما تبقى العيشة اللي تقرف تعجبك ابقى هاته وتعالى.
تحركت مغادرة فأغمض عينيه بغضب من نفسه وهو يقول: نيرة استني.
لم تستمع له بل توجهت إلى غرفتها وأغلقت الباب خلفها بعنف لتكمل الليلة باكية غير مبالية بكل اتصالته أو رسائله
Back.

تناولت عائشة هاتف نيرة بعد ما قصته لها لتشهق بصدمة: كل دي مكالمات ياجبارة مردتيش عليه!
تأففت بإنزعاج قائلة: وفي رسايل كمان!
ضربتها عائشة بالوسادة معنفة: كمان ليكِ عين، يابت ده أنا أخوكي ماشي معايا بمبدأ لو زعلتي اتفلقي عادي وأنا أخويا الغلبان عمال يصالح في الهانم من امبارح وهي منفضاله.
قالت نيرة بحزن: عمر مخبي حاجة يا عائشة وأنا مش عارفة هي ايه؟!
انتِ هتقلقيني ليه عليه مخبي ايه يعني؟!

قطعت الصغيرة حديثهم حين قامت من نومتها منتفضة تقول بنوم: صباح الخير.
ذهبت ناحيتهم فااحتضنتها عائشة تقول بسعادة: صباح الفل ياليو.
وكزتها نيرة قائلة بتخطيط: أنا جاتلي فكرة.
هي ايه؟!
قالت بإصرار: احنا نراقبه.
نطقت عائشة برجاء: نيرة احنا مبنتلمش على بعض إلا و مصيبة تحصل، أنا لو حامي عرف اني عملت حاجة تاني هيطلقني وهيبقى عنده حق.
أردفت نيرة مؤكدة: اسمعيني بس وبعدها ابقي قولي رأيك.

جلست دنيا تتفحص حسابها على تويتر لتسمع دق على الباب من جديد فأردفت معنفة: بقولك ايه ياعمار انت، امشي من هنا.
أردف بغيظ: هي بقت كده طب هاتي الشوكولاته بتاعتي يادنيا.
كانت ستجيب ولكنها لاحظت وصول رسالة خاصة على الحساب فاانكمش حاجبيها بإستغراب وهي تقرأ: أنا آسفة بس ملقتش طريقة اوصلك بيها غير حساب تويتر انتِ تقريبا قافلة كل حاجة.

تفحصت الحساب فوجدته مجهول حتى الصورة الشخصية ليست متواجدة، قلقت من الرسالة وكتبت بحذر: مين حضرتك؟!
قولي ل حامي آخر الحدوتة عند شريكتك الجديدة.
وقفت وهي تكتب بإنفعال: حدوتة ايه وانتِ مين اصلا؟
حذري حامي وقوليله اني هستناه هو هيعرف يوصل، قوليه بديع الصياد.
كتبت دنيا بغضب: لآخر مرة هسألك انتِ مين؟!
مش قادرة تقولك اني أمك علشان عارفة انه صعب عليكِ تصدقي، أنا امك يادنيا.

وقع الهاتف من يدها على الأرضية وارتفع صوت الدقات على البوابة فوضعت يديها على أذنيها ومسكت رأسها من الصداع والخوف وكل شيء تبع كل ذلك سقوط جسدها على الأرضية فاقدة للوعي وانفتاح الباب على مصرعيه.
في المساء.

نزل يحيي من الشركة بعض أن أنهى بعض الأعمال المعطلة، اتجه إلى سيارته وهو يعدل من وضع سماعة الأذن قائلا: معاكي يازينة، بتقولي اتخانقوا ليه بقى؟!، طب اقولك الاحسن ماتسيبك من مشاكلهم وخلينا فينا احنا ايه موحشتكيش؟!
قبل أن يركب سيارته سمع من تقول بلغة انجليزية: عذرا ياسيد أتمنى ألا أزعجك.
استأذن يحيي من زينة وتوجه لتلك الغريبة قائلا: هل يمكنني المساعدة؟!
لقد تعطلت سيارتي في مكان قريب هل يمكنك مساعدتي.

سألها بهدوء: أين توقفت.
قالت بتصنع الحرج: لقد تعطلت في الشارع الخلفي.
حسنا اركبي السيارة سنذهب إليها.
ابتسمت بمكر وهو يفتح لها باب السيارة وعاد هو إلى مقعد القيادة ووضع سماعته قائلا: سيبتك نص ساعة اهو، يلا قولي بقى اني وحشتك.
قالت زينة بضحك: انت هتتلم امتى؟!، مفيش ربع ساعة أدب عدوا عليك.
كل ده على وحشتني انتِ لو شوفتي يحيي الصايع هتحمدي ربنا على اللي بيكلمك دلوقتي.
في نفس التوقيت.

نزلت نيرة و عائشة من سيارة الأجرة، ونيرة تسحب الصغيرة، أسرعن في الوقوف خلف أحد الحوائط لتقول نيرة بهمس: صدقتيني بقى تقدري تقوليلي متشيك كده وداخل الحفلة دي يقابل مين.
عنفتها عائشة: لا مصدقتكيش، هو داخل لوحده مش معاه حد وبعدين الحفلات التنكرية دي بتتعمل كتير من أصحاب شركات كبيرة أكيد عمر معزوم فيها ولا حاجة.
هتفت الصغيرة بفرح: أنا مبسوطة اووي علشان كلنا لابسين فساتين.

ضحكت نيرة وهي تستعرض فستانها قائلة: شكلي حلو صح؟!
صرخت بها عائشة: هو احنا في فرح!، يا نيرة اتلمي ويلا نرجع أنا متأكدة ان كلها تخاريف في دماغك، حامي لو رجع البيت ملقناش هيطين عيشتنا.
بقولك ايه أنا هدخل وراه يعني هدخل وراه مش بعد مالبسنا الفساتين واشترتلك ماسك الفراشة واشترتلي القطة وللبت دي سندريلا تقوليلي مش هندخل.
آتت عائشة لتتحدث فقالت نيرة: من غير ولا كلمة البسي الماسك يلا هندخل.

في نفس التوقيت في الداخل
جلس عدنان أمام السيد زيدان قائلا بسخرية: بقى حتة بت تعمل فيك كده وتهرب؟!
بدا أثر الجرح على رأس السيد زيدان الذي أخفى وجهه بأحد الماسكات وقال: بنت ال ملحقتهاش كل اللي هيجنني مين الاتنين اللي شوفتهم في الشقة قبل ماتضربني بالفاظة ومين وداني المستشفى، مش عارف افتكر شكلهم خالص كل اللي فاكره منهم خيالات.

طب اعدل الماسك بتاعك علشان هيطفوا النور كمان شوية لما نشوف مين الشريك الجديد اللي جابهولنا الباشا.
سأله السيد زيدان بإستغراب: هو عامل الحفلة دي كلها على شرف الشريك الجديد!
ضحكة جانبية ارتسمت على فم الجالس في الطاولة المجاورة لهم والذي يسمع كل كلمة يتفوهوا بها منذ بداية الجلسة.
وجد من يجذب مقعد ويجلس جواره فسأله بجمود: جهزت الحاجة؟!

أردف عمر وهو يعدل من الماسك على وجهه: يحيي جهز كل حاجة وانا ظبطت الدنيا.
ضحك هامسا بتخطيط: عظيم جدا.
توقفن الفتيات فبمجرد دخولهم قاعة الحفلات تم إطفاء الأنوار فأردفت عائشة: هما قفشوا حرامي ولا ايه، طفوا النور ليه دول؟!

سمعن صوت من يقول في مكبر الصوت من على المسرح: طبعا احنا عاملين الحفلة دي النهاردة علشان اعرف الكل على شريكي الجديد، دلوقتي طفينا النور، بعد الرقصة دي هنولع النور ونرمي الماسكات والكل يعرفه.
قالت عائشة وهي ترمق كل ما تراه عينها بتفحص متحركة بحذر: بيقولك هيرقصوا يا نيرة الحقي، الله يسامحك على ماسك الزفت اللي انا لابساه ده جايبلنا حجات لعيال في كيجي.

لم تجد رد فااستدارت لتعنفها فلم تجد لها أو للصغيرة أثر، قبل أن تبحث عنهم وجدت نفسها بين يدي أحدهم يسحبها لساحة الرقص، لايوجد ضوء فقط العتمة، الكل يرقص في العتمة وجوههم تخفي آثمهم ولكن قلوبهم نثرت رائحتها السامة فا اقشعرت الأبدان منها، قبل أن تصرخ على من سحبها هكذا دون إرادة منها توقفت الحروف وهي ترمق هذه العيون التي تظهر من خلف ما يرتديه على وجهه بارزة، زيتونيتان حفظتهما عن ظهر قلب، كفه القابض على خصرها والآخر الملتصق بكفها أخبراها بأنها وقعت من جديد، دار بها مطولا وعادت من جديد عيناها تواجه خاصته، اشتعل الغيظ في قلبها هي علمت هويته انه حامي ولكن هل علم هو أم اختار أي واحدة ليتمم رقصته بها.

أثناء رقصتهما مال على أذنها هامسا: هو في كده؟!
اشتعلت حدة عينيها فلقد تيقنت أنه لم يعلم هويتها ولكن نزل تيقنها الأرض حين قبلها من وجنتها وهو يدور بها قائلا: ده انت ليلتك سودة ياوحش.
جحظت عينيها وخصوصا حين اخترق بريق عينية اللامعة الحدة فعلمت أنها وقعت بين يديه.
مسحت عينيه الماسك الخاص بها وهو يقول: الفراشة لابسة فراشة.
ثم غمز لها مختتما بجوار أذنها: بس كمان شوية هقصقصلك جناحاتك ياوحش.
في نفس التوقيت.

كان يحيي يقود سيارته بإنزعاج من هذه الدخيلة والتي لا يرتاح لها بالمرة، وقعت مفاتيحه فمال سريعا يلتقطها لتخرج هي أحد الإبر الطبية المملؤة بشيء تعلمه جيدا وترفعها خفية بشر مع ابتسامة ناعمة فااتخذت طريقها نحو عنق ذلك المائل والذي يعد أول خطوة في القضاء على الوحش.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة