قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الثاني عشر

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الثاني عشر

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الثاني عشر

حرب دامية وضحاياها لا ذنب لهم، هل أصبحت البراءة خطيئة أم أن نقاء القلوب لم يعد من فطرة البشر؟!، هل العيش بألف وجه صار هو السائد أم أن وجهنا هذا لا يكفي لمواجهة كل هذا؟!
عشقتك في الحرب، دمرت حصونك ببرائتي وزعزعت ثباتك بضحكاتي وأنت أقحمتني في حربك عنوة فقط بنظرتك!
هل هذا عدل؟!، أم أنها أقدارنا التي تشابكت؟!

لو لم أصرخ تلك الصرخة في أول لقاء ماكنت سمعتني وعرفتني ولو لم أر في عينيك الطفل الصغير ماكنت احتضنتك، درب الهوى صعب والحب مهالك، ونحن من اخترنا السير في هذا الدرب، حتى لو هلكنا فقلبي مازال يحلق فقط...
لأنه معك.

استيقظت ميريهان بتعب، فهي قد عانت في أجواء ذلك الحي وأدركت أنها ولدت من جديد حينما أطلق يحيي سراحها، اتجهت نحو خزانتها حتى تخرج منها ملابسها لتنعم بحمام دافيء عله يخلصها من آلام جسدها، فتحت خزانتها لتصرخ متراجعة للخلف حينما وجدته، هو نعم هو يقبع بداخلها وعلى وجهه ضحكة ماكره قائلا: صباح الخير يادكتورة.

خرج لها وظل يقترب منها وسلاحه مصوب عليها وهي تتراجع حتى قال بشراسة: قالولي انك مشيتي فقولت لازم اجي للدكتور بنفسي.
خرجت منها صرخة حينما تعركلت فسقطت على الأرضية بينما مال عليها هو ووضع فوهة سلاحه على جبهتها قائلا بثقة و الضحكة تعلو وجهه: أعرفك بيا، حامي العمري.
انسرقت الأنفاس وشحب وجهها خاصة أنها أدركت وقوعها في قبضة من لايرحم فأردفت بذعر: اللي انت بتعمله ده غلط، أنا ممكن أطلبل...

قاطعها بضحكة مرتفعة وملامح قاتمة وهو يقول: هتطلبيلي البوليس؟!، اطلبيه يلا اتصلي قوليلهم حامي العمري اتهجم عليا، وهما هيجوا فعلا بس مش علشاني...
صمت ثوان واقترب متابعا بفحيح: علشان يدوروا على جثتك.
تابعت نظراته بقلب مضطرب أوشك على الإنفجار وهو تقول بترجي: ابعد بس المسدس عني وأنا هحكي كل اللي انت عايز تعرفه.
هبعده لو أي حركة غدر حصلت منك هيكون متفرغ كله فيكي.

حركت رأسها سريعا بموافقة وأبعد هو سلاحه عن رأسها تدريجيا حتى اعتدلت على الأرضية فقال: كريمان، الإسم ده عايزك تحكيلي كل اللي تعرفيه عنه من يوم ماودنك سمعته.

ابتلعت ريقها وبدأت الحديث بتردد: أنا معملتش حاجة، أنا بس كنت براقبها كنت صغيرة وقتها ومحتاجه لفلوس وكل الأبواب اتقفلت لحد ما قابلت مدام نهلة وهي عرضت عليا فلوس مقابل اني اراقبها، كريمان كانت متجوزة واحد اسمه نادر كان في فرق كبير بينهم في السن هي كانت صغيرة جدا حوالي 18 سنة وهو كبير علشان اعرف اراقبها حاولت استغل فرص غياب نادر من البيت واتصاحب عليها عرفت ان امها اسمها صوفيا وقالتلي انها كانت بتحب واحد في مصر بس سابته، كانت بتتكلم عليه بحرقه اووي وفي نفس الوقت مكانتش بتحكي أي تفاصيل، وبعدها ولدت وشوفت نادر وهو واخد البنت وبيهرب بيها واشترى سكوتي واني اقنعها بأن بنتها ماتت دخلت كانت لسه مافاقتش وكان معاها سلسلة و كتاب صغير خدتهم وجريت على شقتي.

استطاعت أن تسمع سبه لهم، وجوه ملائكية لشياطين فقط يدبروا ويخططوا من أجل فلاح شرهم.
رمقها بنظرات شرسة هاتفا: فين الحجات دي؟!
ابتلعت ريقها بتوتر قائلة بكذب: ضاعوا مني.
هز رأسه مبتسما وهو يكرر كلمتها: ضاعوا منك!، جميل جدا.
صدمها بدفعه لها فسقطت متأوهه بصراخ وقال هو من موضعه: الحجات فين علشان ميبقاش اخر لحظة في عمرك اللحظة دي.

حاولت الاعتدال وهي تقول ببكاء محاولة منع ضرره: السلسله لما كنت محبوسة في البيت هناك واحده اسمها عائشة خدتها مني.
تذكر ذلك اليوم حينما أصابت عائشة حالة من الهياج واقتحمت غرفة كريمان وخرجت لتجده في الخارج.
سألها وهو يعلم الإجابة جيدا: وساعتها مقولتيش ليه انها خدتها.
علشان سمعت حد بيزعقلها وبعدها سمعت اسمك بيتقال فقولت هتنشغل بيها عني ومش هقابلك ودي كانت بالنسبالي طوق نجاة وخصوصا لما خدتها فعلا وخرجتم.

ابتسم ساخرا وهو يقول: فاكره نفسك بتلعبي بيا وبتفكري وتخططي بس اللي متعرفيهوش ان انا اللي دبرت موضوع الخناقه اللي قصاد باب الأوضة علشان اخدها وانزل وانتي تطمني خالص وتفتكري انك خلصتي مني، محبتش مقابلتنا تبقى هناك معاهم علشان محدش يلحقك من ايدي.
صرخت صرخة مدوية وهو يقبض على عنقها ناطقا بشر: الكتاب فين؟
حاولت التحدث وحروفها تخذلها: الكتاب. ف. في شنطتي.

أبعد كفه عنها وهو يشير لها أن تأتي به فأسرعت ناحية حقيبتها خوفا من بطشه وأخرجت منها ذلك الكتيب الصغير فاانتشله منها قائلا: كملي.
أردفت باكية: قولتلها بعدها انها خلفت بنت ميته بس مصدقتنيش وحصلها انهيار وخصوصا ان نادر مرجعش تاني فا اتأكدت ان بنتها اتاخدت، بعدها دخلت اشوفها لقيتها انتحرت و جمبها التليفون اللي كان عليه الفيديو اللي سايباه.
نطق بثبات ظاهري وقلب عرف التزعزع: انتحرت ازاي؟!

نطقت بخوف من هيئته: برشام.
صرخة عالية خرجت منها حين جذبها من خصلاتها هامسا بشر: ماتت ولا عايشة وانتي بتشتغليني.
حلفت مسرعه وهو تحاول الخلاص: والله العظيم لما دخلت كانت قاطعة النفس وبعدها خدت التليفون وجريت ومرجعتش هناك تاني.
زاد من شد خصلاتها وهو ينطق بشراسة وقلب متألم: يعني حتى يا مكلفتيش نفسك تطلبيلها الإسعاف ولا أنا بقول لمين ما انتوا الوساخة طبع فيكم.

دفعها بعنف فسقطت متألمة في حين استعد هو للخروج فلحقته بصراخ وهي تراه يغلق البوابة بالمفتاح وأخذت تضرب على الباب بجنون: لا الله يخليك لا، انت هتعمل فيا ايه تاني.
غادر وكأنه لم يسمع شيء في حين اختتمت هي متوسلة ببكاء: أنا مليش دعوه، كان يوم اسود.
جلست ترثي حظها العثر الذي أوقعها بين براثنه وهي تبكي خوفا من قبضته.

كانت نيرة غافية على فراشها، كانت تنام كعادتها على أحد الجوانب، ضايقها نور الغرفة فهتفت بغضب: مين بقى اللي منور النور ده فيكوا انتي وهي.
كانت تقصد زينة و لينا ولكن جحظت عيناها بقلق وزادت دقات قلبها حين شعرت بأنفاس منتظمة من خلفها ويد تعبث بخصلاتها الغير مهندمة.
هبت من فراشها واستدارت لتجده عمر فصرخت: انت بتعمل ايه هنا ياعمر، انت بقيت قليل الأدب كده امتى وفين البنات كانوا نايمين هنا.

أعطاها كوب المياه ضاحكا وهو يقول: اهدي ياامي انا كاتب كتابي عليكي مش ماشي معاكي.
كانت تبحث عن حجابها بجنون وهي تردد: لا لا أنا هخلي عائشة تتصرف معاك، فين الزفت.
نطقت بالأخيرة بتوتر بسبب كفه الذي يتلاعب بخصلاتها فهتفت بملامح متوردة وتوتر جلي: عمر أرجوك مينفعش كده.
احتضن عينيها بخاصته قائلا: شعرك حلو اووي يانيرو.

قبضت على كفها بحرج ونظرت للأسفل وفي ثانية تحول كل هذا وكأن دلو ماء بارد سقط عليها وهو يقول: بس ابقي سرحيه.
ارتفعت له ترمقه بغيظ هاتفة: شيل ايدك دي علشان مااصوتش وافضحك دلوقتي، و بعدين ايه سرحيه دي. الإنسان لما بيصحى المفروض يكون عامل ازاي يعني ما أكيد منكوش.
قطع حديثهم سماع دقات الصغيرة على الباب وهي تهتف بعناد: افتحي يانيرو انتي قافلة الباب ليه.

شهقت نيرة بصدمة ورمقت عمر بتوتر: عاجبك كده، اقولهم الباشا كان بيعمل ايه في اوضتي بقى.
احتضنها من الخلف متشبثا بها وهو يقول بلامبالاة: عادي مراتي.
هربت الدماء منها وحاولت الهرب قائلة بحرج: ياعمر مينفعش كده.
دفن رأسه في خصلاتها هامسا لها: نيرة انتي عارفة اني بحبك اووي صح، ومش من قريب لا من زمان يامغلباني.
هزت رأسها بخجل قائلة: أنا كمان بحبك ياعمر.
واللي بيحب بيتمنى انه يكون موجود علطول صح يانيرو؟!

هزت رأسها مسرعه تقول: صح.
واجه عينيها واحتضن كفها مردفا: أوقات كتير بتمنى لحظة تجمعنا بحبايبنا اللي فارقونا نحضنهم فيها ونقولهم أد ايه احنا بنحبهم.
نطقت بدموع: أنا فعلا أوقات كتير بتمنى اشوف بابا وماما حتى لو في الحلم بس.
مسح دموعها بكفه سائلا إياها: طب ولو ربنا حققلنا الأمنية دي وأكتر منها كمان بكرمه.
رمقته بعدم فهم مرددة بفرح: تقصد نشوفهم في الحلم؟!

ابتسم على طفولتها ومسح على وجهها قائلا: لا نشوفهم في الحقيقة يانيرو.
مينفعش طبعا.
سألها بضحكة تعلو وجهه متأملا: أنا مثلا لو ماما او بابا طلعوا عايشين هرجع عيل صغير تاني يملى الدنيا صريخ من الفرح، وانتي لو مامتك طلعت عايشة تعملي ايه؟!
احمر وجهها وهي تقول بعدم قدرة على التخيل: ده انا اموت من الفرح.
ضربها بخفة على جبهتها قائلا: ولما الهانم تموت انا اعمل ايه بقى من غيرها.

أوقفته عن المزاح وهي تسأله: عمر انت تقصد ايه بكل الكلام ده، انا قلبي بيدق اووي الكلام خلاني طايرة، دي لو ماما عايشة كان يبقى أجمل حلم في الدنيا.
احتضنها ومسح على خصلاتها مردفا بحنان: بس هو مش حلم يانيرو.
جحظت عيناها ورفعته له متسائلة وهي تتشبث بملابسه: تقصد ايه.
ابتسم لها بفرح هامسا امام وجهها: اقصد ان ماما عايشة.
في نفس التوقيت.

احتضنت عائشة الغطاء قائلة للقابعة أمامها بحماس: الجو سقعة اووي يازينة، تشربي سحلب؟
قالتها وهي تمد يدها لها بالكوب فااحتضنته زينة منها هاتفة بغيظ: انتي مصحياني وشداني من الأوضة على ملا وشي علشان اشرب سحلب!، ماكنت نايمة ومتغطية ياستي.
قربت عائشة طبق به بعض الفطائر الساخنة قائلة بنهم: نوم ايه بس، كلي دي فطاير سخنة هنا اللي عاملاها أنا كلت 100 منهم.

ارتفعت ضحكات زينة على منظرها قائلة: الحمل عامل عمايله معاكي، اتفجعتي.
تصنعت عائشة الحزن مردفة: بقى كده يازينة وأنا اللي قولت اصحي مين يسليني اصحي مين يسليني واختارتك دون عن الكل تعملي فيا كده.
قطع حديثهم دلوف لينا المتضجرة، جلست على الفراش جوار عائشة وجذبت الغطاء قائلة بغضب: أنا مبحبش نيرة.
مسحت زينة على خصلاتها مردفة بإبتسامة: ليه ياحبيبتي؟!
هتفت بغضب طفولي: نيرة قافلة على نفسها ومعاها...

قطعت حديثها عائشة حين كممت فمها وابتسمت بإرتباك قائلة: معاها، معاها سحلب، بعتلها سحلب.
يادي السحلب.
همست عائشة ل لينا: ليو انا جايبة شوكولاته ومخبياها، لو عرفتي مكانها تبقي كلها ليكي.
هرولت الصغيرة بفرح وهي تصرخ بحماس: هييييه.
سألت زينة بإستغراب: في ايه يا عائشة؟
فتحت عائشة هاتفها على أحد الصور قائلة بحنان: تعالي يازينة اتفرجي.

اقتربت منها زينة بحماس تشاهد ما تشاهده لتجدها صورة لصغيرة فسألت: مين المتشردة دي؟!
وكزتها عائشة في كتفها قائلة بتأفف: بقى كده، دي انا يااختي.
قهقهت زينة عاليا وهي تتدقق النظر في الطفلة الموجودة بالصورة حتى تخطتها عائشة وهي تريها صورها وسط ضحكاتهم حتى آتت صورة فأوقفتها زينة مسرعة: استني استني مامي اهي.

علت ابتسامة زينة وجهها وهي تقوم بتكبير الصورة قائلة بفرح: بصي يا عائشة كانت جميلة اووي، زمان كنت بكره عيني وعلطول لابسة لينسزز علشان أخبيها، اول ما قابلت حامي قالي ان عيني زي عين ماما فرحت اووي، أنا مكنتش احلم بحد بس بيحبني، فجأة لقيت نفسي وسطكم وكلكم بتحبوني اووي من غير أي حاجه بس عارفة رغم كل الحب ده كان نفسي أوي أحضن بابا بس برضو ربنا عوضني بحضن حامي علطول بيحسسني اني مميزة، وكان نفسي اشوف ماما بس لقيت حنانها فيكي وفي نيرة ولقيت ان حد يخاف عليا مع حامي ويحي حتى عمر ببقى طايرة لما احس انه بيعاملني زيك ومعتبرني اخته، انا كل يوم بحمد ربنا اني وسط ناس زيكم بس نفسي جدا ازور قبر ماما وبابا.

لمعت عين عائشة بفرح على الحماس الذي تتحدث به زينة وقالت لها: طيب لو ماما بنفسها جت علشان تزورك.
ضحكت زينة وهي تعبث بخصلاتها ساخرة: الهرمونات عندك مبوظة الدنيا.
تحدثت بعين لامعة بصدق: زينة أنا مش بضحك.
انكمش حاجبي زينة هاتفة بإستغراب: يعني ايه مش بتضحكي، مامي هتيجي تزورني ازاي بس، هي واحشاني اوي واحشاني من غير حتى ما اشوفها.
قبضت عائشة على كفها هامسة بحنان: زينة مامتك عايشة.

شهقت بصدمة وجحظت عينيها لتتابع عائشة مشجعة: ومحتاجاكي جدا.
تمدد عمار على الفراش وجلست دنيا على مقعد مجاور للفراش ترمقه بقلق، هم الآن في منزله وهو يغط في نوم عميق بل وأصابته حالة جعلته يتحدث نائما وهو يهمس: مش هسيبك.
دققت في كلماته فسمعته يعيدها: مش هسيبك ياكريمان.
كان غارقا في أحد أحلامه بل ذكرياته القديمة
Flash Back.

كانت تسير في الطريق بلا هوية، ذلك الهواء البارد لم يرحم خصلاتها فتطايرت حول وجهها، لاحظت قدوم أحد الدرجات البخارية فرفعت حاحبها الأيسر بإستغراب حتى توقف أمامها قائلا بمكر: قولتيلي اسمك ايه؟!
ضحكت محركة رأسها بمعنى لا فائدة فبادر هو: هو الصغنن مش عنده مدرسة الصبح ولا ايه؟!، مش 17 سنة برضو؟!
لم تسمع لأي كلمة آخرى بل صعدت خلفه قائلة بضحك: اطلع.
رفع حاجبيه مرددا: عادي كده!

هزت رأسها وهي تقول: وسوق بسرعه جداااا.
فعل طلبها فصرخت هي بفرح مستمتعة ونطق هو: يابنت المجانين.
Back.

فاقت دنيا من شرودها على دقات ثابتة على البوابة فتوجهت نحو الباب ووقفت خلفه ناطقة بذعر: مين بره.
افتحي أنا حامي.
أسرعت في فتح البوابة وبمجرد دلوفه التقطت أنفاسها قائلة ببكاء: حامي انا كنت هموت، أنا معرفش عملت كده ازاي.
سألها بهدوء: ايه اللي حصل؟!
بدأت في السرد وعبراتها تسبقها: انا من يوم ما جيت هنا وفي حجات غريبة بتحصل، عمار ده جاله واحد تقريبا كده أبوه وسمعته بيكلم حد علشان يقتلوا ابن واحد.

كانت لاتجمع الكلمات فهدأها مطمئنا: أنا هنا متخافيش.

حركت رأسها بموافقة وأسرعت تقول: بص هو عمار ده طلبت منه مرتين اني اكلمك بس مكانش بيوافق، لحد ما حد تقريبا من رجالة بابا جه وكان عايز ياخدني بالعافية بس هو دافع عني فالراجل كان هيقتله فانا ضربته على دماغه وجريت اجيب التليفون بس طلبت يحيي من وراه علشان خفت يرفض، طبعا كنت خايفة حد تاني يجي بعد ما عرفوا مكاني بس مكنش ينفع اسيبه وامشي وهو تقريبا جاله حمى ونايم بيخترف جوه ومش واعي لأي حاجه أنا نقلته من الشقة اللي الراجل اتهجم علينا فيها للشقة اللي قصادها بالعافية، بعد شوية يحيي بعت الدكتور علشان الرصاصة اللي عمار خدها، والدكتور طمني ان الحرس واقفين على الباب لحد ماانت تيجي هنا.

تحدث بثقة حتى يضفي بعض الاطمئنان: متقلقيش، رضوان مش هيبعت حد تاني، الواحد اللي بعته ده كان كارت بيهوش بيه هو لو عاوز يرجعك هيرجعك بطريقة تانية خالص.
توقف عن الحديث حينما لمح أحد الصور فااقترب ملتقطا البرواز فقالت مسرعة: ده الموضوع التاني.
تسارعت دقات قلبه وهو يرى كريمان في هذه الصوره خلف عمار على دراجة بخارية.
استدار لها حامي وقد أظلمت عيناه: هو يعرفها؟!

هزت رأسها مسرعة: ايوة يعرفها، اسمها كريمان ده نايم جوه بينادي عليها.
كانت نظرات حامي الثاقبة لا تفارق الصورة وهو يقول: قولتيلي بقى حد جاله، وعمل مكالمة أمر شخص انه يقتل ابن واحد.
أردفت مؤكدة: ايوة بالظبط.
سألها من جديد: المكالمة دي عملها قدام عمار؟
دافعت عنه نافية: لا مش قدامه عمار كان دخل شقته والتاني كان على الباب.
نظر في ساعته قائلا: انتي هتستني هنا، عشر دقايق ويحيي هيجيلك.

تشبثت في ذراعه مرددة بخوف: متسبنيش هنا أنا حاسه ان في اي لحظة هموت.
طمأنها مردفا: متخافيش يادنيا الحرس على الباب ويحيي هيجيلك وهيتعامل.
طب واللي حكيتهولك؟!
ردد وهو يرتدي نظارته السوداء راحلا: أنا دلوقتي عندي مشوار هخلصه وأبدأ في اللي حكتيهولي.
رمقته بعدم فهم تسأله: يعني ايه؟!
يعني سلام يادنيا.
قالها وخرج مغلقا الباب خلفه وهو يأمر حراسه بحزم ويلقي تعليماته الهامة عليهم.

كان رضوان جالسا في غرفته يفكر مليا فيما عرض عليه، فكبيره يعرض عليه الثقة من جديد ولكن في المقابل أن يتم تنفيذ العملية على يد حامي العمري، الأمر صعب للغاية ولكن لمعت في عقله فكرة جيدة سيرد بها على كل ماحدث بل ويستعيد الثقة من جديد، قطع أفكاره هذه رسالة وصلت لهاتفه ففتحها ليجد ماجعله يوجه سهامه ناحية هاتفة صورة لوثيقة زواج، الصدمه في ان الوثيقة بين ابنه و اخر شخص توقع وجوده ردد بصدمة جلية: سالي!

فهب من مكانه صائحا بصوت جهوري: علييييي.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة