قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الثلاثون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الثلاثون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الثلاثون

نقول أننا نحب الورد فنقطفه، ونقول أننا نحب الشجر فنقطعه، نقول أننا نحب الهواء النقي فنلوثه، ثم تسألني لماذا أخاف عندما تقول أنك تحبني؟
(لقائلها )
هدوء الليل زينته نجوم السماء اللامعة، ونسمات الهواء العليلة التي تُطرب الروح، وتُنعش النفس
سمعت هي صوته مجددا، فاستدارت بصدمة وتحركت لتقف قرب الجبل تسأل بنبرة عالية: حامي انت هنا.

لم تجد إجابة فتحركت تذهب للخلف، فتيبثت مكانها حين وجدته جالسا على الأرضية مستندا على الصخور خلفه يتابع الأغنية التي بدأتها ناظرا للسماء: حبِّيت جميل يا ريتني ظلُّه
حاز الجمال والحسن كلُّه
لمَّا رأيت ملك فؤادي
صَبَّرت قلبي وحملت ذله.
ثبتتها الصدمة مما أضحكه عاليا وهو يختتم غامزا: ومن الشباك لأرميلك حالي، ومن الشباك لأرميلك حالي ياعيني، اه ياحلو يا شاغل بالي.

توقف عن دندته وعاد ينظر للسماء من جديد مصدرا صفيرا متناغما، فتنهدت هي عاليا وتبعت تنهيدتها بقولها: أنا داخلة.
لم يستدر لها بل سأل وهو على وضعيته: ليه؟
رفعت حاجبها الأيسر من طريقته هذه ونطقت بغيظ مكتوم: براحتي، أنا حرة.
استدار هنا لها وأردف ضاحكا بمكر: طب كنتِ بتندهِ عليا ليه يا حرة؟
ثم قلد طريقتها في الحديث ساخرا: حامي انت هنا؟

استدارت راحلة بغضب فجذبها من مرفقها وقد رنت ضحكاته والتي ختمها ب: اقعد يا وحش وهنتفاهم.
أجلسها عنوة بجواره، كان تذمرها واضح على وجهها، راقبته وهو يخرج شيء ما من جيبه ولكنها تصنعت التجاهل وسرعان ما زال تجاهلها حين رأت سوارها بين يديه يحركه أمامها ذهابا وإيابا وهو يقول بضحك: ده بتاع واحدة كده بس هي زعلانة دلوقتي فبقول أرجعه.

حاولت انتشاله من يده بلهفة ولكنه قاطع ذلك حين جذب يدها لاففا السوار حولها ليردف وهو يغلق القفل الخاص بها: رجعتهولك اهو علشان تعرفِ بس انك جاية عليا يابنت الزيني.
شعرت بالأمان يكتنفها هذه الأسماء المزينة للسوار ليست مجرد حروف لا معنى لها إنما هي نور يسد خانات الظلام في قلبها.
نطقت بنبرة شابها العتاب: شكرا.
حرك رأسه مستنكرا أثناء قوله: يعني انا اروح واضرب واكسر وارجع اللي ضيعتيه وفي الاخر شكرا.

كانت نظراتها مثبتة على سوارها تتهرب من زيتونيتيه، فقام بصب كأس من الشاي الساخن أمامه لها ووضع الكوب بين كفيها ناطقا: بالنعناع ده، اللي بيحب حد بيسقيه شاي بالنعناع فاكرة كلامك؟
اندفعت تقول بعتاب: واللي بيحب حد برضو مش بيكسفه ويجرحه ويحطه في خانة ضيقة يخليه يحس ان كل الدنيا بتخنقه، انت عارف انا احساسي كان ايه لما المحامي بتاعها كلمني وهي قاعدة تضحك من تحت لتحت كده حسيت إن كل حاجة بقت سواد قدامي...

وضع كفه على فمها مقاطعا حديثها لينطق بصدق بان في عيونه: كنت جايبك علشان اصالحك، انتِ عارفة اني مش مضطر للكذب أو أني أداري حاجة ولما بعمل حاجة بقول أنا عملت.
نطقت بدموع وملامح كساها الحزن: امال ايه اللي حصل هناك ده؟

احتضنها فتشبثت به وأغمضت عينيها الدامعة تنتظر تبريره حتى سمعته يقول: يحيي كان مختفي الفترة اللي فاتت دي علشان نوقع ميرال، كان لازم أفرشلها الأرض ورد علشان أعرف اصطادها، اتصدمت انها جات قبل ماتوصلي انتِ وعمر بدقايق وبتفاتحني في موضوع الشراكة، قولتلها ان الشركة ليكِ النص فيها عرضت عليا البيع قولتلها أنا معنديش مانع بس هبقى اخد رأي عائشة بعدين وقبل ما اقوم اتصل بعمر علشان متجوش لقيتك بتفتحي الباب وداخلة، كنت عايز ابينلها ان علاقتنا متوترة لما قولتلها اني معنديش مانع قبل ما تيجي ومكانش ينفع اغير كلامي ده بعد مجيتك، وعلى فكرة أنا بعد ما اكتشفت انك اتخطفتِ كشفت نفسي قدامها وغيرت كتير في حجات كنت مخطط ليها.

رمقته وهي تنطق معاتبة بعد ان اعتدلت في جلستها: مش مبرر برضو، كنت ممكن تنبهني، تغمزلي مثلا وأنا افهم.
رفع حاجبيه مكررا كلمتها بسخرية: أغمزلك؟، قول بقى يا وحش انك عامل الحوار ده كله علشان الغمزة.
حاولت منع نفسها من الضحك فأشار على وجهها قائلا بمكر: هتضحكي ها؟
رنت ضحكاتها وأتبعتها بقولها المتحسر: الشاي برد.
التقط كوب بلاستيكي اخر ليضع الماء الساخن به وهو يقول لها: نعمل غيره يا وحش مش مشكلة.

التقطت الكوب منه ورفعت رأسها للأعلى تتأمل السماء كفعلته ثم سريعا ما نزلت تقول: حامي.
شعر برغبتها في قول شيء ما فسأل بشك: عملتِ ايه؟
أخرجت الدفتر من جيب ردائها تسأله بإستفسار: هو ده بتاعك؟
انتشله منها سائلا وقد تحولت ملامحه الهادئة لاخرى مشتعلة: جبتيه منين ده؟
أنا لقيته وانا معاك في العربية كان على أرضية العربية يوم ما اتهجم علينا ناس وشلتهولك، المهم بقى هو انت اللي كاتب جوا الدفتر ده؟

انكمشت ملامحه وسأل باديا استغرابه: كاتب ايه، الدفتر ده فاضي.
وضحت له فتركت كوبها جانبا وهي تقول: بص انت ممكن تكون ما أخدتش بالك، القلم ده كان في الدفتر من جوا.
نظر للقلم بيدها وقال بهدوء: طب ما انا عارف ايه المشكلة؟
أضاءت ضوء كشاف القلم في وجهه فانتشله منها سائلا: ده كشاف؟
أخذت منه الدفتر وهي تقول له: هوريك حاجة.

فتحت الدفتر أمامه وأعطاها هو كامل تركيزه فوجهت الضوء على الورقة الفارغة فظهرت الكتابة أمامهما، اسم والده ينتصف أول ورقة في الدفتر (محمد صادق العمري)
قال حامي وهو يتفحصه جيدا: أنا بصيت عليه بسرعه واستغربت انه فاضي وبعدها افتكرته ضاع وكنت بدور عليه، انتِ عارفة الدفتر ده بتاع مين؟
سألته بإهتمام: مين؟
مط شفتيه ناطقا بتفكير: المفروض انه بتاع كريمان بس الظاهر كده الموضوع وراه حاجة تانية.

اتسعت ضحكتها وهي تحثه بحماس: طب يلا نشوف بقية الصفحات، أنا مشوفتش غير صفحة الاسم بس للأمانة، يلا بقى نشوف دلوقتي الباقي.
أغلق الدفتر ووضعه في جيب سترته ناطقا بإستنكار: اهدي يا ماما مش كده.
أبدت ضيقها وخفت حماسها وهي تقول: طب قولي ايه موضوع كريمان ده، قولي بتفكر في ايه؟
صمت تام، لا إجابة مما جعلها تردف بضجر: هتفرقع صدقني، اقولك تاني هتقعد تتنفخ زي البالونة ومرة واحدة هتروح مفرقع.

ضحك على تشبيهها فاستندت على كتفه تسأله بغيظ: هو أنا صابرة عليك ليه؟
مسح على وجنتها مردفا بضحك: علشان ببلعلك الزلط، ابلعيلي بقى.
طلبت منه برجاء: طب قوم بقى ندخل ننام، علشان ساعة كمان ومحمد هيبلعنا الزلط وأنا هسيبك تبلع لوحدك وانام.
قطع حديثهم شعورهم بأحدهم يقترب فتوقفت أنظارهم لثوان حتى ظهرت دنيا أمامهم، كانت الدموع لا تتوقف وهي تحاول شرح ما حدث بكلمات متقطعة: عمار.

هب حامي واقفا وحاولت عائشة تهدئتها وهي تقول: اهدي بس في ايه.
أعطت دنيا الهاتف الذي بيدها لحامي فوجد أحد الأخبار المنشورة على الموقع الشهير (فيس بوك) والذي كان محتواه العثور على ابن رجل الأعمال الشهير ب السيد زيدان في أحد الشوارع في حالة سيئة وقد تم نقله إلى مستشفى (، ) ومرفق بالخبر صورة لعمار ملقى في الطريق بعد أن تم ضربه في جميع أنحاء جسده.

وضعت عائشة يدها على فمها بصدمة من صورة هذا الشاب الذي تبين لها من صورته أن بالتأكيد ما عاشه ليصل إلى هذه الحالة كان سئ للغاية أما دنيا فالتقطت كف حامي ناطقة برجاء من وسط نحيبها: أروحله دلوقتي بالله عليك، ده كان باعتلي مسدج من شوية أنا كنت هروحله.

رمقت عائشة تنطق بصياح مستغيثة: مش عايزاه يموت لا، أنا كل حاجة راحت مني، أنا صحيت الصبح فجأة لقيت كل حياتي متدمرة أمي مش أمي وأبويا واحد معندوش رحمة، أنا مشوفتش حاجة واحدة حلوة غير لما شوفت عمار.
عادت لحامي مجددا مردفة بإستعطاف: هنروحله؟
طمأنها حين قال وهو يتوجه إلى مكان سيارته: تعالي ورايا.

تحركت دنيا مسرعة بلهفة وركبت السيارة بمجرد الوصول إلى مكانها وهي لا تستطيع إيقاف الدموع بعد رؤية حالته هذه، قبل أن يلحقها حامي التقطت عائشة كفه ناطقة بخوف: اجي معاك، انا مش عايزاك تكون لوحدك.

هز رأسه رافضا وقال برجاء: خليكِ مع أمي، أنا دخلت عندها قبل ما تشوفيني وبعد ما عرفت اللي حصل، الدكتورة كمان قالتلي ان نومها هيكون كتير بسبب الأدوية ولما هتصحى هيبقى في صداع هيقل مع الوقت لأنها بدأت يبقى عندها قدرة انها تحكي حجات كتير.
وافقت على مضض هي تهاب رحيله وتخشى بقائه بمفرده، ركب سيارته فمالت عليهم ناطقة: طمني يا حامي متنساش.

هز رأسه وأسرع في قيادة سيارته راحلا من هنا وتاركا خلفه قلب لا تستمر سعادته تطمأن بوجوده وتنعم بعفويته لحظات ثم تشعر أن ثمن هذه اللحظات هو الحرمان عمر كامل.
كانت سارة غافية، تحاول تناسي تلك المكالمة جلستها هنا وحدها تصيبها بالجنون وبسنت لا تعود إلا ليلا.
سمعت دقات على البوابة الخارجية فانكمشت ملامحها لأن بسنت لا تدق على البوابة وحسام لا يأتي إلا في وجود بسنت.

عدلت خصلاتها وتوجهت بريبة نحو الباب ناطقة: مين برا؟
سمعت إحداهن تقول بتهكم: أنا الحاجة افتحِ.
شخصت عيناها وفتحت الباب بحذر لتجد أمامها سيدة ربما في الخمسين من عمرها ترتدي ملابس توحي بهوية المكان الذي أتت منه تلك الملابس المميزة لنساء القرى.
قطع شرودها صوتها الساخر: وياترى بقى ابني بيبات هنا معاكِ؟

هزت سارة رأسها بإنكار وهي تقول مدافعة: ايه يا حاجة اللي بتقوليه ده ميصحش كده، ابنك راجل محترم سايبلي بيته علشان ظروفي صعبة ويشهد ربنا انِ من ساعة ما سكنته وهو لو جه بيقف على العتبة من برا وفي وجود أخته كمان.

جلست والدة حسام على الأريكة وقد لوت فمها بإمتعاض مردفة: ولما انتِ عارفة انه راجل محترم لايفة عليه زي الحية ليه، مش تسيبِ المحترم ياخد اللي شكله عايزه تتلفي أمله وتخليه يلبس في واحدة بعيالها، وبانت من أولها معصياه على أمه وأبوه.
كان الكلام كوخز الإبر بل أشد، سكاكين تطعن في قلبها بلا رحمة ولا يوجد شفقة لقد حُقِنِ السم كاملا في دمها.

مسحت سارة دموعها خفية وأجابت بثبات: أنا يا حاجة ملفيتش على ابنك ولا عصيته عليكم زي ما اتهمتيني بالباطل، أنا لما حسام جالي وقالي انه بيحبني وعايز يتجوزني رفضت ولما أصر قولتله إنِ مش هوافق إلا لو أهلك وافقوا.

استقامة والدته واقفة وربتت على كتف سارة ناطقة بلهجة تحذيرية: وأنا أهله وبقولك اننا مش موافقين ولا هنوافق، وتمشِ من البيت ده بالأدب يابنت الناس علشان الحاج وهدان لو عرف هتبقى وقعة سودا عليكِ وعلى ابني.
رمقتها سارة بعدم تصديق هي لا تصدق أن امرأة مثل هذه أنجبت بسنت و حسام، ما كل هذه القسوة، هتفت بألم: هو انتِ لو بنتك اللي في موقفي وحصلها كده من واحدة زيك هتعملِ ايه؟

ضحكت ساخرة لتجيبها بتنبيه: بس انتِ مش بنتِ علشان أحسس على الكلام معاكِ، اسمعي الأصول ان اللي بتطلق ولا جوزها يموت وهي مخلفة تقعد تربي عيالها أحسن ولو جوزها ليه أخ بتتجوزه علشان يربي ولاد أخوه إنما تبص لواحد لسه ما...

هنا طفح الكيل فصاحت سارة فيها بغضب: تبقى كفرت، تبقى كفرت يا حاجة لو بصت لواحد زي ابنك، يبقى هي اللي لفت عليه زي الحية مش هو اللي راحلها وطلبها، يبقى هي اللي عصيته عليكوا مش قالتلوا اطلب موافقتهم، أنا مش هقولك غير حاجة واحدة بس اتقِ الله في كلامك انتِ عندك بنت وربنا مبيسيبش حق حد أصل الدنيا دي دوارة واسأليني أنا عليها، وأنا مرضاش لبسنت في يوم انها تقف وقفتِ دي وتسمع كلام زي اللي سمعتيهولي.

في هذا التوقيت قطع حديثهم دلوف بسنت والتي استمعت للحديث كاملا فوقفت أمام والدتها تقول بعتاب: هو انتِ ياما لما الحاج وهدان اتجوزك وانتِ مطلقة من ابن عمك وكنتِ أول بخته وخلفتِ منه حسام و أنا كانت ستي وقفت قالتلك الكلام اللي بتسمعيه لسارة ده، ولا اكمن علشان الحاج وهدان كان حبك الأول واتجبرتي على ابن عمك فلما مات وأبويا اتقدملك الحب اللي كان بينكوا صلح كل حاجة، طب ما سارة وحسام بيحبوا بعض ولا هو حلال لينا وحرام للناس، انتِ عارفة يعني ايه تلاقي حد يحبك وتحبيه، طب عارفة بنتك بتتقطع ازاي كل ما تفتكر انها بتحب مروان اللي شارد ولا ليه في جواز ولا غيره.

كسا الغضب ملامح والدتها التي هز الكلام قلبها داخليا ولكنها انفعلت تقول: انتِ قليلة الرباية.
أجابتها بسنت بنفس الانفعال صارخة: وانتوا ظالمين والظلم ده وحش أوي.
خرجت والدتها من البوابة بغضب تلتهم الطريق أمامها وكلمات ابنتها تعصف بها، لم تلحق بها بسنت بل تركتها تعود وهي متيقنة أن كلماتها ستفرق مع والدتها، نطقت سارة وهي تحاول استدعاء الثبات: أنا همشي.

لا ماهو أنا مفضحش نفسي واعمل النمرة دي كلها وفي الآخر تقوليلي همشي، ده انا واكلة بسببك حتة قلم لسه معلم على وشي واتشتمت حالا قدامك.

ضحكت من وسط دموعها فهتفت بسنت بضحك: ايه القمر ده، الواد حسام ده أنا بقول عليه من زمان زوقه مش قد كده بس المرة دي برنس الصراحة، أنا عندي حتة خطة لو نجحت هتتجوزوا حالا بس للأسف حامي طرف فيها وأنا مش عارفة اقابله خمس دقايق بس المرة الأولى اتخطفت مع مراته والتانية قال لحسام يودينا المزرعة بتاعته قولت يا فرج الله كده هاخد فرصتي، في نص الطريق راح متصل بحسام وقاله انه هيقابله هنا ومنروحش على المزرعة، شايفة النحس.

سألتها سارة بوجع نابع من آلامها: أنا وحشة صح؟ أنا مستاهلش فرصة تانية حتى لو بقيت انسانة كويسة.
ابتسمت بسنت بهدوء وربتت على كتفها ناطقة: مفيش حد في الدنيا دي كلها ميستاهلش فرصة تانية طالما سعى أنه يتغير، احنا مش مسئولين عن جلد حد كل اللي نفسه يكون أحسن يستاهل فرصة جديدة وحياة جديدة خليكي واثقة في ده، وسيبيني بقى انام شوية قبل ما انزل تاني احسن انام في المستشفى.

تابعت سارة بعينيها أثرها وهي ترحل وابتسمت بحنان على هذا التعويض الكبير الذي من الله عليها به.
توقفت سيارة حامي أمام المشفى وكان النهار قد شق الأجواء وبدأت أشعة الشمس الذهبية في البزوغ
رأى تجمهر الصحافة أمام البوابة الخارجية تنهد بضيق ونبه دنيا بقوله الصارم: خلي ايدك معايا وتمشي زي ما همشي ما ترديش على حد فيهم.

حركت رأسها موافقة وأخرج هو نظارته وارتداها وحاول عدم تنبيههم حتى يستطيع الدخول دون تدافعهم ولكنه لم ينل ما أراد فلقد حاوطته عدساتهم وتوالت الأسئلة هل له علاقة بالقابع في الداخل ابن السيد زيدان، من هذه الفتاة التي يصحبها معه؟
لم يجب حامي على أي سؤال بل دخل من بينهم بصعوبة وهو يقول بحسم: بعدين يا شباب.

بعد دقائق من دخولهما استطاع معرفة رقم الغرفة القابع بها فهرولت دنيا إلى الأعلى تيبثت قدمها حينما لمحته من اللوح الزجاجي، وقفت أمام اللوح الشفاف واضعة كفها وهمست همسة ميتة خرجت من بين نحيبها: عمار.
وجدت نفسها فجأة يتم دفعها بعيدا عن الزجاج، انكمشت خائفة حين رأت هذا الكبير سنا والذي صرخ فيها بعنف: جاية ليه يا بنت رضوان، جاية تكملي اللي أبوكِ عمله فيه.

بحثت عن حامي حولها حين وجدته يرفع يده ليصفعها فأغمصت عينيها بخوف ولكن لم يحدث شيء، فتحت عينيها لتجد حامي يمسك يده بشراسة ويبعدها ناطقا ببرود: ايدك جمبك، ابقى روح اتشطر على اللي عمل فيه كده ولا مش بعيد يكون انت اللي عملت فيه كده اصلا.
أبعد حامي بكفه صارخا بهياج: ملكش دعوة يابن العمري ده حساب بيني وبين رضوان متدخلش نفسك فيه.

رمق حامي كف السيد زيدان الموضوع على سترته وعلى حين غرة أخذ ذراعه وثناه خلف ظهره مردفا بشر: ابن العمري ميتقالوش ملكش دعوة، دنيا دخلت معايا يبقى تخصني وأنا عند اللي يخصني مبرحمش.
تركه حامي وقد حققت كلماته الهدف ثم توجه مع دنيا نحو إحدى طاقم التمريض والتي خرجت للتو من غرفته فقالت دنيا بأدب: لو سمحتي ينفع ندخله.
لا للأسف الزيارة ممنوعة.
سألها حامي: طيب هو حالته ايه؟

قالت الممرضة بعملية: للأسف الضربات اللي في جسمه مش بسيطة والدكتور قال مش هنعرف هي أثرت ولا لا غير لما يفوق.
ذفر حامي بضيق ثم سريعا ما قال قبل أن ترحل: خمس دقايق بس انتِ شايفة حالتها اعتقد.
أشفقت الممرضة على حالتها فنطقت برجاء: طيب بس أرجوكِ خمس دقايق بس.
أخذتها الممرضة من يد حامي لتدخلها إلى الغرفة وقبل أن يعترض السيد زيدان وقف حامي أمام الغرفة ورفع حاجبه سائلا بتحذير: في حاجة؟

اللي بتعمله ده انا مش هسكت عليه.
ضحك حامي بإستهزاء قائلا بملل: بص أنا عايز أنام وأنا ربنا يكفيك شري لما ابقى عايز انام بتخانق مع دبان وشي، فلو تحب ترد دلوقتي على عمايلي براحتك بس اشرب بقى ياوحش.
جلس السيد زيدان على المقعد بغل بينما استند حامي على البوابة وهو يرمقه بتحدي.
في الداخل.

اقتربت دنيا بخوف من الممدد أمامها على فراش لا حياة فيه، جسده موصل بالأجهزة وملامحه ساكنة تماما، انحنت جوار الفراش ونطقت بدموع: شوفت بقى انك ملكش أمان، تبعتلي مسدج تقولي هتجوزك وبعدها يحصل كده.
نزلت دموعها على وجهه فمسحتها سريعا بكفها وهي تسأله بأمل: انت هتقوم صح؟، مش هتسيبني، وانا راضية وهتجوزك
ثم صمتت ثوان وزاد البكاء وهي تتابع: حتى لو شايفني كريمان.

مسحت دموعها وقالت بضحكة: عارف أنا حكيت عنك لنيرة وطلعت هي كمان بتحب الإندومي، أنا قولتلها انك بتعمله حلو اوي وعائشة قالتلي في العربية انك بتحبني أنا حكتلها هي كمان، قالتلي انك ممكن تكون متأثر بكريمان بس انت حبتني أنا حبيت دنيا.
مسكت كفه وهي تتابع باكية: بس عارف لو روحت وسيبتني هعرف انك بتحبها هي وانك عمرك ما حبتني.
ربتت الممرضة على كتفها قائلة برجاء: يلا أرجوكي كده ما ينفعش.

هزت دنيا رأسها بموافقة ومسحت دموعها لتميل عليه مقبلة جبهته قبل أن ترحل معها وهي تدور كل ثانية وقلبها ينهار حزنا لفراقه.
في منزل عدنان
كان ممدد على الفراش يحاول إعطاء أي راحة لجسده الذي كسته الكدمات، ورأسه الذي يشعر أنها تهشمت لعدة قطع.

سمع رنين هاتفه فتأفف بضجر وأخرج تأوه وهو يحاول مد يده لإغلاق الهاتف، صدمه اتصال من رقم دولي فهب معتدلا بقلق وقد شرد في أن لا يوجد رقم دولي يتصل به سوى ميرال إذا أرادت إخباره بأوامر السيد الكبير حتى يقوم بتوصيل المعلومات لباقي المجموعة والآن ميرال متواجدة بمصر فمن هذا؟
فاق على استمرار الرنين فأجاب بحذر: ألو.
أين ميرال يا عدنان؟
ابتلع عدنان ريقه بقلق وهو يسأل: من المتصل؟
أجابه بخشونة: السيد الكبير.

انتفض عدنان متناسيا الام جسده. هل أصبح يثق به لدرجة أن يحدثه مباشرة هكذا كانت الأوامر تصله عن طريق ميرال هل يتصل به الآن بلا وسيط.
فاق على صوته المحتد فنطق عدنان سريعا بإعتذار: اعتذر فقط صدمني اتصال سيادتك.
سأل الرجل بغضب: أين ميرال؟
انكمشت ملامح عدنان بإستغراب ونطق: لا أدري لقد حدثتني أمس ولم تخبرني أين هي.

حذره بشر: ابنتي تم اختطافها، عليك معرفة أين هي وإبلاغي، لا تقم بأي حماقة، أمامك ساعة واحدة وتبلغني بمكان ميرال وإلا سأعتبرك المسئول أمامي عما حدث وسيتم التخلص منك أولا.
حاول عدنان لحاقه قبل أن يغلق وهو يقول: رجاء انتظر.
وجده قد أغلق فسب ميرال بغضب وهو ينطق بتهكم: هو أنا هشتغل دادة لست الحسن ولا ايه، ما تلاقيها كانت سهرانة في حتة ولسه ما فاقتش لنفسها.

توقف تفكيره فجأة وعادت ذاكرته إلى الأمس حيث مكالمتها له والتي كان صوتها مريب يشوبه البكاء، أخر تواجد لها كان بمقر عمل حامي.
هنا توصل إلى شيء فتمتم بشرود: الموضوع كده شكله مش سهرة خالص، في حاجة حصلت.
ثم بدأ التفكير جليا في طريقة لمعرفة أين هي!
الليل وسماه، ونجومه وقمره
قمره وسهره، وانت وانا
يا حبيبي أنا، يا حياتي أنا
كلنا في الحب سوا.

جلبت نيرة كوب اللبن الساخن وهي ترفع من صوت المذياع وأعطته لوالدتها تقول بمرح: أنا عارفة ان انا وعيوش وليو ضيقنا عليكي الأوضة بس زينة لسه نايمة وبصي احنا هنخنقك يعني هنخنقك.
ضحكت صوفيا قائلة: أحلى خنقة يانيرة.
قالت عائشة بإعجاب: شايفة الرقى في نطق نيرة هو في كده.
هزت عائشة صغيرها بين يديها تداعب وجنته قائلة: في كده يا محمد؟

قبلته بحب وتناولت من لينا اللبن الخاص به والصغيرة تقول: أنا جسيته ومش سخن خالص يا عيوش.
وضعتها عائشة في فم الصغير مردفة بضحك: والله يالينا أنا نفسي حد يهتم بيا زي ما بتهتمي بمحمد كده.
طلبت صوفيا الصغير فأعطته لها عائشة بحذر، فوجدت نيرة تضع كوبين من مشروب اليانسون الساخن فقالت عائشة: ده واحد ليا وواحد لنيرة انتِ لا يا لينا.

أردفت الصغيرة بهدوء ملتقطة الكوب: لا ده ليا أنا ونيرو، متشربيش انتِ هو احنا هنعملك انتِ وابنك هو واحد بس اللي يشرب.
اتت لتهرول خلفها فسمعت دقات ثابتة على الباب، سألت نيرة عن هوية الطارق وعندما علمت أنه يحيي ارتدت حجابها وتبعتها عائشة فتحت نيرة باب الغرفة تنطق بضحكة صفراء: نعم، خير!
تأفف يحيي بغيظ ثم حاول الحفاظ على ثباته وهو يسأل: زينة، م
قاطعته تردف بنفي: زينة نايمة فوق، حاجة تانيه!

نطق بغضب وقد أثارت اشتعاله: نيرة ما تعصبينيش أنا مش فايقلك.
رفعت له سبابتها تحذره: انت متزعقليش كده أنا محدش يزعقلي غير أمي وأخويا وعمر، اتكلمي يا ماما.
نطق يحيي بضجر من الخارج وهي تمنعه عن رؤية والدتها: عاجبك كده يا مدام صوفيا، عائشة اتكلمي.
نطقت نيرة باستنكار: هو انت ليك عين تتكلم، تقدر تقول انت كنت فين وأمك وزينة قلبهم بيتقطع عليك كده.

ضحك ليثير استفزازها قائلا: كنت باكل لب، لقيت نفسي فاضي قولت اختفي شهر اكل فيه لب.
سألته صوفيا بجدية: انت كنت فين طيب يا يحيي.
رفع يحيي يديه راضيا وهو يقول: أنا عايز اتكلم مع حماتي، أي حد ملوش أهمية هنا ياريت ما يتكلمش.

حاولت عائشة وصوفيا فض مشاجرتهم بعد الكثير من القص فقالت نيرة: ادينا سمعناك حضرتك بتقول مظلوم ومش عايز تقول مظلوم ازاي، وعايزنا نصالحك على زينة ايه يضمن بقى انك بعد كام يوم ماترجعش تختفي تاني.
طلب من صوفيا وهو يحاول إبقاء صبره: هدي بنتك علشان أنا خلاص هجيب اخري.
قطعت عائشة حديثهم قائلة بتفكير: أنا هصالحك عليها بس توعدني ما يتكررش تاني.
شكرها بملامح مبتهجة: مشوفتش في طيبتك.

قالت الصغيرة بانزعاج: هاتلها ورد وهاتلي معاها انا كمان زعلانة منك.
نطق بتذمر: سكتوا بس البت دي.
صححت له صوفيا: لا هي مش هتسكت هو ده اللي هيحصل فعلا انت هتجيب ورد ومش ورد بس ده ورد وخاتم كمان.
استنكر حديثهم ونفى قائلا: لا انا مليش في جو الورد ده خاتم ماشي لكن ورد لا.
قالت صوفيا محذرة: مفيش حاجة هتتم من غير الورد.

تأفف بإنزعاج وقال مستسلما: خلاص هجيب ورد، ممكن اعرف بقى هنعمل ايه بالجنينة اللي حضراتكم عاوزينها.
قالت الصغيرة بحماس: أنا هقولك هنعمل ايه.
وقفت سيارة حامي بعد عودتهما وقبل نزوله سألته دنيا بغل: بابا اللي عمل كده؟
هز حامي رأسه نافيا فأردفت بهجوم: غريبة بتدافع عنه.

رفع حامي حاجبه الأيسر مستنكرا ما تفوهت به وقال بهدوء اخترقه التفكير: أنا اخر واحد يفكر يدافع عن رضوان، بس الفرق بيني وبين غيري هو اني بعرف افكر كويس جدا، اللي ضربوا عمار هما نفسهم اللي حاولوا يخطفوكي لما جيتي تهربي من عند عمار، لا أبو عمار ولا رضوان ليهم علاقة بالحاجتين بالعقل كده رضوان عايز علاقته تتحسن بالسيد زيدان علشان الشراكة الجديدة فمش هيبعت حد يضرب ابنه ويخلي الدنيا تولع، وفي نفس الوقت السيد زيدان بيحاول يتقبل وضعية ان رضوان شريكه بأقل الخساير فيبقى عبيط لو بدأ بالشر وبعت ناس يخطفوكي.

بدا كلامه صعب الفهم بالنسبة لها فسألته: طب مين بيعمل كده، وبيعمل كده ليه.
تنهد حامي عاليا وهو ينظر للفراغ أمامه ناطقا: اللي بيعمل كده حد أنا معرفهوش، بيعمل كده ليه بقى انا واثق انه واحد بيحاول يقوم الاتنين على بعض علشان يخلصوا من بعض أو على الأقل الحرب تقوم بينهم يقنع رضوان ان الطرف التاني بيلعب من وراه ويقنع الطرف التاني ان رضوان بيلعب من وراه.

نطقت دنيا باندهاش: هو انت ازاي بتقدر تفكر كده؟، ازاي بتوصل لحجات مفيش غيرك بيقدر يوصلها.
ضحك حامي بسخرية واستدار يقول وقد لمعت زيتونيتاه بماضي نزف دما فيه: أنا مش خارق ولا حاجة، أنا بس عاشرتهم ومن عاشر القوم بقى، بس انا مبقتش منهم الناس دي علشان تفهميهم لازم تبقي سابقاهم بخطوة، وده اللي هيساعدني اني اخلص منهم.
سألته بنبرة خالطها البكاء: طب احنا هنروح لعمار تاني صح؟

هز رأسه موافقا فشكرته بإمتنان حقيقي ونزلت من السيارة متوجهة إلى المنزل فسمع هو رنين هاتفه ضغط على زر الإجابة ليسمع الطرف الآخر يقول: فين ميرال يا حامي.
ضحك حامي قائلا: الصوت ده انا عارفه فاكر اني سمعت اهات كتير منه امبارح ابقى فكرني المره الجاية ازود عيار الضرب شوية علشان نكتم حسك ده خالص، ميرال مين بقى؟

أردف عدنان باشتعال: ميرال اللي كانت عندك في الشركة امبارح، انت كده بتلعب في الخطر ميرال أبوها مش هيسكت.
أردف حامي بمكر وهو يتصنع الشفقة: حبيبة قلب بابا.
صمت ثوان وتابع بشراسة: طب طالما ليك كلام مع أبوها بقى، قوله انِ معرفش حد بالاسم ده وقوله لو ليه بنت ضايعة ينزل يدور عليها بنفسه.

اتى عدنان ليتابع فأغلق حامي الهاتف ونزل من سيارته ليجد عائشة في انتظاره ومعها صغيرها اقتربت منه تسأل بقلق: انت شكلك فاصل خالص، ادخل نام.
جذبها من مرفقها فشعرت من نظراته أن هناك أمر ما فسألته بصدمة: يا حامي في ايه بتجرني كده ليه؟
وصلا إلى منطقة تطل على المياه الصافية فسألت مجددا: ممكن اعرف بقى فيه ايه؟
حثها بهدوء: اقعد بس كده يا وحش.
تطلعت له باستغراب لتسأل مجددا بدهشة: حامي انت حد سقاك حاجة.

كرر ثانيا: اقعدي قولت.
جلست على الأرضية أمام المياه وجلس هو جانبها واخذ الصغير منها معطيا إياها هاتفه وهو يقول: افتحي أي حساب ليكِ من هنا، فيس بوك، او انستجرام.
نطقت باستنكار: فيس وانستجرام، قول والله العظيم أنا حامي العمري، طب قول وحش كده.
اعمل يا وحش اللي هقولك عليه من غير ما تسأل.
مسكت التليفون لتفتح حساب الانستجرام الخاص بها، وهي ترمقه بعدم تصديق أثناء مداعبته للصغير بل وهمسه له.
بعد قليل من الوقت.

وجدت نفسها تفتح بث مباشر من حسابها بناء على طلبه الغريب، بدأت بالترحيب بأصدقائها بإرتباك هي لأول مره ترتبك فلقد اعتادت الحديث معهم قبل ذلك ومناقشة كل ما حولهم.
بدأت الحديث وهي تنظر في هاتفها: وحشتوني جدا، انا عارفة انِ من ساعة ما اتجوزت مظهرتش تقريبا بس قولت اطلع ادردش معاكم شوية.
دقق في تعليقات أصدقائها فقالت بضحك: أنا في دهب اه يا مروان.
وكزها حامي بغضب هامسا: مروان مين وزفت مين.

ابعدت وجهها ورمقته بضجر: في ايه يا حامي وطي صوتك ده، واحد بيتابعني انا مكنتش عايزة اطلع اصلا.
حثها على المتابعة وهو يقول: كملي وانا هشوف مين زفت ده.
عادت لهم من جديد وقالت بتصنع الضحك: اه يا مي معلش اللايف قطع.
دققت في المكتوب لتقول بإبتسامة ودودة: اه يا حبيبتي جوزي اللي قاعد جنبي.

وجهت الكاميرا ناحيته فظهر وهو يداعب صغيره قرأت المكتوب بإبتسامة صفراء: ايه يا علا هتعاكسي جوزي قدامي ولا ايه، فيه كل المواصفات اه تصدقي وبيغني كمان ياحبيبتي.
كانت عائشة تشتعل غضبا وخصوصا بعد التعليق المضاف فقالت لزوجها بغيظ: علا بتقولك غني.
وكزته في ظهره هامسه بغضب: حازم صوته حلو اوي يا انسة غادة.
ضحك سائلا: اغني ايه طيب؟
قالت عائشة بتصنع الهيام: غني الأغنية اللي اعترفتلي بحبك فيها.

دندن وزيتونيتيه محتضنة إياها: يرتسم أمامي محياك، وأسمع صوت صداك.
أرتمي طوعا تحت خطاك. منك الروح منك هلاك
كيف لي ألا أناجي، من ألبس عمرِ سواد
أهواك أهواك، لا تهواني يكفي جفاك.
غمز لها لتغلق البث فتصنعت أنها تقرأ تعليق ما، فوجدت اخر من نفس الفتاة فهمست وهي تغلقه: طب احنا نقفله بقى علشان ما اولعش في علا دلوقتي.
بمجرد اغلاقها صرخت بضجر: انا عايزة افهم حالا ايه اللي خلتني أعمله ده.

التقط الهاتف منها ليتأكد من ان البث محفوظ على صفحتها الخاصة.
ثم سريعا ما أظلمت نظراته وهو يدقق في هاتفه، حاولت فهم ما يفعل وكل ما فهمته قوله الحاد: لما نشوف بقى ايه حكاية مروان ده.
في نفس التوقيت
رسالة واحدة تم إرسالها للجميع رضوان، نادر، عدنان، حتى رياض وصلت له.
كان رضوان في غفوته واستيقظ على صوت هاتفه، فتح ليجدها رسالة صوتية من رقم غريب...

فتح الرسالة باستغراب ليشخص بصره بمجرد سماع الصوت هذا الصوت الذي يحفظه جيدا عن ظهر قلب ولكن هل يقوم الميت؟
انتفض من فراشه وهو يسمع الرسالة بصوت من قتله وهو متيقن من دفن نادر له: صباح الخير على تجمع الشيطان، معاكم محمد صادق العمري، ايه رأيكم نجيب فاتورة الحساب دلوقتي.
ألقى رضوان الهاتف وهو يصرخ بجنون وذعر حقيقي: مستحيل، مستحيل.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة