قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الثاني

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الثاني

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الثاني

هل البكاء يجدي؟!، بربك قل لي إن كان يجدي لأنزف دموعي كلها على حياة ظننتها لي من البداية ولكني استيقظت على صفعه أنني لست سوى كره في ملعبها الفسيح، قطعة لحم يتصارع عليها ذئاب لم يعرفوا للشفقه معنى ولاصادفوا للفضيلة طريق.
توكأت على عصا لم تكن لي من البدايه. فلما أستنكر الآن الخذلان؟!
أنا تلك التي اتخذت من الوحده مأوى ومن البكاء جليس، اسمي دنيا ولكن عنواني ليس فيها.
هل يتغير الحال؟!

هل ستحبني الدنيا يوما ما؟!
أم ستظل تسدد لي صفاعاتها ويبقى الحال كما هو عليه
سيارة مجهزة بكافة الإعدادات الطبية لنقله من هنا، يقبع هو بداخلها في حين هرول يحيي نحو مقعد القيادة، و عمر يجذب عائشة التي صرخت بإنفعال: في ايه ياعمر؟، بتشدني كده ليه؟، وايه العربيه اللي واقفة دي!
اركبي بسرعه يا عائشة مفيش وقت.
شهقت هي عاليا حينما شاهدت حامي ممدد في الداخل وأسرعت تدلف جواره في حين.

فر يحيي بالسيارة سريعا من هنا، مسحت عائشة على خصلات حامي هاتفه: انتوا عملتوا ايه!، ازاي تخرجوه من المستشفي ده لسه تعبان.
نطق عمر بقلق: البوليس جاي وعايز يتحفظ عليه متهمينه بإختفاء نادر.
هتفت بخوف: وايه الدليل!
بيقولوا في يديوهات اتبعتت تثبت ان حامي هو اللي ورا اختفائه.
انقطع عن الحديث حينما لاحظ تململ حامي في نومه فهتف عمر بلهفة: انت سامعني؟!

حاول حامي القيام ولكنه تمدد مجددا وقد ظهر الألم على وجهه بسبب جرحه وتلك العملية التي أجراها، اندفعت عائشة ناحيته هاتفة بدموع: تعبت قلبي حرام عليك.
اكتفى بأن انتشل كفها يقبض عليه بتملك وهو ينطق بتعب: في ايه ياعمر؟!
نطق عمر بقلق: البوليس جه وكان عايز يقبض عليك، بيقولوا بقى معاهم دليل انك السبب ورا اختفاء نادر، اضطريت انا ويحيي نهربك من المستشفى.
يحيي فين؟!

في نفس التوقيت كان يحيي يقود السياره وقد اجتمع في عقله آلاف الاسئله قطع ذلك رنين هاتفه المتواصل فأخرجه متأففا بضجر، انكمش حاجبيه حينما لاحظ أن الرقم غريب وأجاب سريعا ليجد الطرف الآخر يهتف بلهفة: معايا يحيي؟!
أيوه.
كانت حالة دنيا يرثى لها ولكنها هتفت سريعا: أنا دنيا، دنيا بنت رضوان، بابا بعت ناس ياخدوا نادر من المخزن اللي كان فيه.
نطق يحيي مسرعا: اهدي يادنيا، و فهميني بالراحه.

نادر كان في مخزن من بتوع حامي، بابا عرف وبعت ناس جابوا نادر ولقى هناك فيديوهات حامي كان بيضرب نادر فيها وبيهدده بالقتل.
هتف يحيي بإستنكار: ورضوان عرف منين ان نادر في مخزن تبع حامي؟!
آتته الإجابة: رياض كان عارف وهو اللي بلغ بابا، الكلب افتكر ان بعد ما حامي اتضرب بالنار كده خلاص ورجع لصف بابا تاني عشان ميخسرش.
Flash Back.

كان المكان معتم للغاية في هذا السجن اللعين بل هو مقبرة ولكن الفرق ان يسكنها حي، الحشرات هنا وهناك، هو مكبل يجلس ذليلا على الأرضية يبكي وينوح، قطع نواحه تسلل بعض الضوء الذي تبعه صوت: لا لا لا مكنتش مفكر ان عضمك طري او كده يا نادر.
عرفه من بحة صوته، من نبرته الحازمه، من حروفه التي تقطر سخريه وابتسامته الساخره التي لم يراها ولكنه استطاع تخيلها من نبرته جيدا.

هتف نادر بغضب وهو يحاول استعادة جزء من ثباته: عايز ايه يا حامي؟!
هتف حامي بنبرته الخبيثة: بيننا حساب قديم وانا عايز اصفيه.
اقترب منه بخطوات وئيده كان نادر يراقبها متصنعا اللامبالاة ولكن قلبه يرتجف خوفا، أخرج حامي من جيبه شيء ما متابعا: بس انا عايز كل حاجه تكون صوت وصورة علشان وقت مااحس اني زهقان استمتع وانا بتفرج ع اللي عملته فيك.

ابتلع نادر ريقه بذعر جلي وخاصة حينما ثبت حامي هاتفه على الحامل المعدني وفتح تلك الخاصية حتى يصبح التسجيل صوت وصورة، التفت له قائلا بنبرة شرسه: مبيفكركش بحاجه الكلام ده!
صوفيا كيف اعتدي عليها رضوان وقتل زوجها امامها وهو وقف يصور مايحدث بدم بارد، كان هذا التصوير كارت حتى يضغطوا به على المسكينه بعد ذلك حتى تصمت، ثم احتفظ نادر بنسخه منه لأن كل منهما لا يثق في الآخر البته.

قطع شرود رضوان هذا لكمه قويه في وجهه أطاحت به للجهة للجانب و حامي يقول بغل: انا هخرجك من هنا مش نافع لحاجه تاني، علشان تعرف مين حامي العمري.
هتف نادر بصعوبة: رضوان هيلحقني.
ارتفعت ضحكات حامي الساخره ثم سريعا ما جذب نادر من خصلاته بعنف فصرخ الآخر عاليا وحامي يهتف: رضوان فعلا بيدور عليك دلوقتي، بس مش علشان يلحقك، علشان يقتلك.

نطق بالأخيرة ليطيح به برأسه، تلوي أرضا فضغط حامي بحذائه على معدته، والآخر يصرخ: هموت، ارحمني حرام عليك.
قهقه حامي عاليا وهو يقول بسخرية: رحمه!، ربنا يرحمك بقى ولو اني اشك انك هتشوف رحمه سواء دنيا او آخره.
ركله عنيفه بقدمه أطاحت بنادر تبعها بلكمات متعدده في أنحاء متفرقه من جسده فتكوم على نفسه في حين لمعت عين حامي وهو ينظر هاتفا: ده كله حساب اللي صور بس، تخيل بقى معايا كده حساب الو التاني.

أخرج سلاحه لتخرج منه طلقه هادره أصابت كف نادر الذي فقد حتى القدره على الصراخ بينما نطق حامي: دي علشان ايدك القذرة اللي صورت بيها اللي حصل.
طلقه آخرى أصابت كفه الآخر وحينها صرخ عاليا في حين اقترب حامي منه هاتفا: ودي علشان خاطر امي اللي استنجدت بواحد و زيك وانت وقفت تصور.
آخرى أصابت قدمه ونظرات الشر تلتمع في عين حامي وهو يتابع: ودي علشان حق عائشة اللي موتوا اهلها علشان سعوا يقولوا كلمة حق.

عيار ناري آخر يخترق قدمه الآخرى وحامي يهتف بعروق بارز وعين اختلطت بوعاء من الدم فصارت جزء منه: ودي حق سارة اللي حرقت قلبها على ابنها.
هنا فقط وقف حامي بشموخ يهدر بعنف: كل اللي فاتوا دول كان مسامحين في حقهم، بس علشان هما مني انا مسبتش حقهم ده، اما حقي انا فمش مسامح فيه، هخلي كل علامه في جسمك تسمعلك اسمي كل يوم.

كان نادر يصرخ ببكاء يترجاه ويستعطفه ويهاب ان يكون العيار القادم في صدره، في حين أخرج حامي من هذا رنين هاتفه المستمر، فااتجه نحو الخارج هاتفا بشر: متطمنش اوي لسه ليلتنا طويلة مع بعض.
Back.

استطاع سماع نحيبها وشهقاتها المتتالية وهي تقول: رضوان عرف اني ضحكت عليه لما اتهمت نادر انه اعتدى عليا، هو شك مش عرف. بعد ماجاب نادر من المخزن ع القصر لا حظ ان نادر مااندهشش لما شافني فشك، بس هو سايبه عنده لحد ما يخف من الجروح اللي فيه.
هتف يحيي بتركيز: انتي عرفتي كل ده منين؟!

أنا سمعت بابا بيكلم واحد في التليفون بيقوله انه يقدم الفيديوهات دي للبوليس، وان طول ما نادر مختفي حامي هيفضل مقبوض عليه.
لما سمعت اتجننت وهددته اني هقول كل حاجه ليك. كان هيحبسني بس انا طلعت اجري من اليلا وروحتلك المغربلين علي أخويا كان قالي على المكان هناك بس...
نطق يحيي بغضب: ما تخلصي تكملي سكتي ليه.
انتفضت متابعه بتردد: بس بابا جه ورايا.
هتف بصدمه: يانهار أبوكي أسود!

وصلت السيارة بهم إلى أحد المنازل القروية البسيطه، حيث كانت الخضره تحيط بالمكان من كل جانب وزرقة السماء كافيه لإبهار العيون، حركت عائشة الكرسي الذي يجلس عليه زوجها نحو المنزل الذي يقتادها نحوه يحيي و عمر، فتحت لهم سيده كبيره في السن نوعا ما تستقبلهم بترحاب شديد: أهلا وسهلا ده احنا عندنا عيد النهارده.
رمقت عائشة هيئة السيدة البسيطه بحب فلقد شعرت بالدفيء من الوهلة الآولى.

دلفوا إلى المنزل في وسط ترحيبها في حين هتفت هي: عقبال ما الحاج يرجع من الصلاه هعملكم الشاي.
كان سيمنعها يحيي ولكن أسكته نبرة حامي الحازمه: اتفضلي.
شعرت عائشة أنه يصرفها وسوف يتحدث في أمر ما فأسرعت تجاه المقعد ولكن استوقفتها إشارته على أحد الغرف
الأوضه اللي هناك دي.
انكمش حاجبيها وهي تهتف: مالها؟!
ابتسم بغيظ مردفا: بتنده عليكي، على جوا.
تصنعت الدوار واضعه كفها على رأسها وهي تقول: اه مش قادره، صداع.

آتت لتجلس على الأريكة ولكنها سمعت نبرته الساخره: لا ألف سلامه.
نده بنبرة عالية: يا هويدا.
خرجت السيدة من المطبخ وهي تنطق بإستغراب: في حاجه يابني؟!
اه، ياريت تاخدي عائشة تريح في الأوضه واعمليلها كوباية لبن.
أسرعت السيده نحو عائشة تجذبها للداخل في حين رمقته الأخيرة بغيظ فاستدار للجهة الآخرى وضحك.
كان منزل ساره هاديء نوع ما، ذلك المنزل الذي استأجره حامي لها تحتمي به منذ هروبها من نادر.

وقفت أمام ماكينة القهوة ولكن تركت الكوب مكانه بخوف حينما سمعت صوت ما، اقتربت من الباب بحذر لترى من العين مايحدث في الخارج فاارتعدت حينما وجدت أحدهم يحاول فتح البوابة، هرولت سريعا ناحية الغرفه وأغلقت الباب عليها وهي تحاول التنفس ولكن اشتد الخوف فصعب النفس، أخرجت هاتفها سريعا ووضعت أحد الشرائح وأجرت مكالمه بالرقم الوحيد الذي تحفظه عن ظهر قلب، لم تمر ثوان حتى سمعت صوت سالي فنطقت بلهفة باكيه: سالي الحقيني، في حد بيحاول يفتح الباب عندي. أنا خايفه.

هتفت سالي بإرتباك: اهدي بس الله يباركلك، أنا بحاول اتصل بحامي من ساعة خبر انه اختفى مش عارفه.
هتفت ساره ببكاء: اعمل ايه دلوقتي.
نطقت سالي مسرعه: بصي شوفي جمبك أي حاجه وعوري نفسك واول ما يدخل صوتي لمي عليه الناس وقولي انه حاول يعتدي عليكي.
انتي بتقولي ايه، انتي اتجننتي!
هتفت سالي: اسمعي الكلام بس بسرعه.
نظرت ساره حولها بخوف هاتفه: اصوت دلوقتي يعني؟!

لمعت عين سالي وقد راقت لها الفكره فهتفت: ايوه صوتي قولي يالهوي يلا، هو هيخاف ويمشي.
صرخت ساره بتصنع فنبهتها سالي: لا لهوي بتاعتك دي محدش هيسمعها غيرك، صوتي عدل واخلصي.
صرخت ساره عاليا وفتحت نافذة عرفتها متابعة: الحقووووني!
كانت الأجواء متوترة وخاصة بعدما سرد يحيي ل حامي ما قالته دنيا له، تنهد حامي ومدد ظهره على المقعد ولكن قطع شروده صوت عمر: حامي هو ايه اللي حصل بالظبط ساعة الحادثه؟!

أغمض عينيه بتعب و
Flash Back
عارضها واتجه نحو الظلام مجددا، كان يقود سيارته ونيته واحده هو القضاء على هذا اللعين قطع شروده رنين هاتفه فأجاب بغضب أعمى: ايه ياعلي؟!
حامي انزل من العربية بسرعه، العربيه فيها قنبلة.
تجمد وجه حامي وثبتت ملامحه على الطريق في حين هتف على مجددا: حامي انت معايا، لو راكب العربية انزل منها بقولك بسرعه باقي دقيقة واحده بس.

أوقف حامي سيارته وخرج منها مبتعدا عنها وهو يهرول سريعا بعيدا، وقف في منطقه نائية يرمق سيارته بترقب حتى صدق الحديث وتحولت إلى كتله من النيران أمامه وقد دوى صوت الانفجار في المكان.
انعكست النيران على عينيه فلمعت بضوي مرعب وهو ينطق: مين اللي حطها؟!
لم يكمل إتصاله معه فقد وصله أن عائشة تحاول التواصل معه فأغلق سريعا وأجاب على مكالمتها هي بجمود: عايزه ايه؟!

كانت تلتقط أنفاسها بصعوبه وهي تهرول منهم هامسه بخوف: حامي الحقني، هيموتوني.
صرخ فيها وقد زال ثباته وقرعت الطبول في فؤاده: انتي فين، انتي كويسه؟
همست بخوف: بيجروا ورايا، متسبنيش.
لم تستكمل حديثها حيث صرخت صرخه مدويه وسقط الهاتف من يدها بعد أن كاد يلحقها أحدهم.
علت أنفاسه وأخذ يحرك رأسه مرددا بنفي: لا. مش هسيبك. لا.

ركز بصره على هاتفه حتى يحدد موقعها فوجد أنه لم يبعد كثيرا عن المكان المتواجده به هي مسافه قصيره للغايه، فهرول بأقصى سرعته نحو الدليل الذي أرشده هاتفه له، وأجرى مسرعا اتصال بيحيي حتى يلحق به هناك.
Back.

فاق من شروده على صوت عمر وهو يقول: حامي انت معايا!
انتبه حامي لهما فهتف: مش عايز اي كلام في الموضوع دلوقتي معلش ياعمر، انت هتسمعوا اللي هيحصل دلوقتي بالظبط.
بدأ يملي عليهم ما سيحدث بالتفصيل فبدأ قائلا: يحيي انت هتاخد دنيا وتطلع بيها على القسم تخليها تبلغ عن ابوها وتقول انها سمعته بيتفق مع واحد يبعت التسجيلات وان نادر يفضل مختفي علشان انا افضل مطلوب.

عمر انت تستنى اول مايقبضوا على نادر تروح القصر عند رضوان انا هسهلك الدخول، هيكون معاك دنيا هتساعدك تفتح خزنته انا عايز كل الورق اللي فيها سواء ليه لزمه أو ملوش لزمه.
رياض عايزه عندي اتصرفوا، ده بالذات لازم يكون موجود.
قاطعه يحيي هاتفا: طب ونادر؟!
انت هتجبولي رياض قبل ماتبلغوا عن رضوان، علشان نادر يبقى معانا احنا وساعتها رضوان لو اتقبض عليه هيحتاج نادر يظهر وقتها ألاعبه انا بقى.

نطق عمر بقلق: بس انت اكيد البوليس قالب عليك الدنيا دلوقتي.
هتف بهدوء: مش مهم محدش يعرف المكان هنا ولا في المغربلين غير انتوا و علي يعني كلكم في أمان
قاطعه يحيي بتردد: لا ماهو أصل...
أصل ايه؟!
تابع يحيي بحذر: رضوان كان في المغربلين من شويه.
ضرب حامي بقبضته على المقعد فنطق يحيي مسرعا: متقلقش انا بعتت حرس حاوطوا البيت هناك، ورضوان كل علقه ومش هيهوب هناك تاني.

انسوا أي حاجه قولتها، روح جبهم وتعالى على هنا وهات معاهم دنيا، ولاقيلي رياض ومفيش اي حاجه تتم قبل ما رياض يكون هنا، واتصرف بحذر لأن أكيد كلكوا مطلوبين دلوقتي، محدش ياخد أي خطوه من نفسه انا نبهت اهو!
نطق عمر بقلق: طب قوم ارتاح شويه لحد مع الدكتور يجي ويقول ايه اللي لازم نمشي عليه.
أسنده يحيي ليساعده على الدخول لغرفته بينما نظر عمر في الفراغ واضعا رأسه بين كفيه وهو يتنهد بتعب.

دلفت إلى القسم بكل برود وملامح جامده، دنيا التي كانت تشع الحياة منها بهتت وأصبحت ذابله، وقفت أمام الضابط هاتفه بشحوب: لو سمحت أنا عايزه اقدم بلاغ.
نظر الضابط لهيئتها بقلق هاتفا: انتي مين وعايزة تقدمي بلاغ في مين؟!
نطقت بعين لامعه: أنا دنيا رضوان عبد الحي وعايزه اقدم بلاغ في رضوان عبد الحي. صمتت لثوان ثم تابعت بجمود: أبويا!

أنا كده غيرتلك على الجرح، خد بالك ياحامي، علشان انت مكنش المفروض تخرج من المستشفي دلوقتي خالص.
نطق بها صديقه الطبيب في حين هز هو رأسه بهدوء، فتابع الآخر: طيب انا هجيلك كل يوم علشان اتابع معاك وعلشان الجرح اللي واخده في بطنك ده كمان.
هتفت عائشة الوقفه جوار الطبيب: انا واخده كورس اسعافات لو اقدر اساعد حضرتك.
أكيد طبعا تقدري، كده انا مش هضطر اجي كل يوم وتقدري انتي تغيريله على الجرح.

نطق أخيرا: سلامتك ياصاحبي.
ابتسم حامي هاتفا: الله يسلمك. أنا لولا واثق فيك مكنتش دخلتك هنا.
ضحك بخفه: وأنا أد ثقة الباشا.
همشي أنا بقى
قالت عائشة بود وهي تتحرك معه للخارج: اتفضل.
أخرجته وهي تشكره على فعلته معهم ثم عادت الغرفه مره ثانيه وهي تحمل الحامل المعدني الحاوي للطعام، وضعته أمامه وقبل أن تتحدث قاطعها: مش عايز اكل. اطفي النور هنام.
لازم تشرب الشوربه دي.
نطق بضجر: قولت خديها واخرجي.

نطقت بغضب مماثل: اسمع بقى يابن الناس انت لو مشربتش البتاعه دي انا هدلقها فوقك.
منع ضحكته بصعوبه رافعا حاجبه الأيسر وهو يرمقها بينما اقتربت هي تجلس على الفراش هاتفه: اتفضل.
امتدت يده نحو جرح وجهها يتلمسه بألم فأبعدت كفه ترمقه بعتاب في حين مثل هو طريقه حديثها هاتفا: دلوقتي كده، امال فين الحقني ياحامي. هموت ياحامي!

نطقت بشجاعه: علشان انا لما بهرب منك بلاقيني جيالك، شوف رغم ان كل اللي حصلنا ده مصايب بس فيها خير كبير وهو انك مكملتش طريقك وروحت لرضوان تقتله، اختارت القتل وقولتلي انه ابقى عندك مننا ياحامي.

عند هذه النقطه سقطت دموعها فتحدث هو: انتي لو عرفتي انتي لما أمير أذى أبوكي اتمنيتي كام مره تموتيه؟!، بتحاسبيني على ايه. زعلانه عشان قولت ان من يوم ماشوفتك وحياتي اتشقلبت، طب ماهي اتشقلبت فعلا رجعتيني عيل صغير بيجري يمسك فيكي ويعيط بدل الدموع دم لو مشيتي، ايوه كرهت ان قلبي دقلك. ندمت مية مره اني حطيتك في دايرتي وانا فاكر ان لعنتك عمرها ماتطولني، بس هنعمل ايه خلاص بقى أمر محتوم انتي معايا وبس.

طب ولو حبيت امشي عشان تعبت؟!
ابتسم من زاوية فمه متابعا: الباب مفتوح بس مش هتقدري تمشي علشان زي ماقولتلك قبل كده قدرك مربوط فيا بحديد يا عائشة.
هتفت ببكاء: وأنا كنت هموت لما شوفتك سايح في دمك.
وأنا مفوقتش غير لما سمعتك بتناديني.
نظرت للأسفل وقد أغمضت عينيها بسبب دموعها في حين مد يده يزيل دموعها هامسا: وحشتيني.
ارتفعت عيناها ترمق زيتونيتيه هاتفه ببلاهه: ها؟!

ضحك على موقفها محركا رأسه بغير تصديق ثم نطق مجددا وقد التصقت جبهاهما: وحشتني يا وحش.
منورين ياوحوش والله.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة