قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الثالث

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الثالث

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الثالث

أنا اللي بيحصل ده مينفعش معايا!
نطق بها الضابط القابع خلف مكتبه والذي يجلس أمامه رضوان و نادر الذي امتليء وجهه بالكدمات اثر ما تلقاه.
هتف رضوان بهدوء ورزانه: ايه اللي بيحصل بس، انا قولت لحضرتك نادر صديقي وكان قاعد عندي، مش كده يا نادر؟!
أومأ نادر مسرعا في حين هتف الضابط: بنتك مقدمه بلاغ رسمي فيك بتتهمك انك خاطفه علشان يفضل حامي العمري متهم بإختفاؤه.

ارتفعت ضحكات رضوان المجلجلة وقد زاد بريق الخبث في عينيه وهو يهتف: وده كلام برضو يافندم، دنيا اصلها بتعاني من حاله نفسيه سيئه للأسف، كل الحكايه ان انا و نادر أصدقاء وانا اول ماعرفت انه مطلوب للتحقيق قولتله لازم نروح طبعا نشوف الموضوع انت طول عمرك راجل صاحب مشاريع وبتخدم البلد، بس انتوا سبقتونا بقى ولقتكوا عندي في القصر بتتهموني اني مخبيه!

رمقهما حسام بغل بين، هو يعلم كذبهم ولكن ماذا يفعل، اختفاء حامي قضي على اخر اماله في الفتك بهم والقبض عليهم.
قطع حديثهم دلوف أحدهم هاتفا بإحترام: حسام باشا في واحد برا.
مشيه يابني انت مش شايفنا في تحقيق.
نطق بتردد: يافندم حامي العمري برا.
انقبضت ملامح رضوان بينما تلاحقت أنفاس نادر المتوتره حينما قال حسام بلهفة: دخله بسرعه.

استجاب له الواقف أمامه فين حين رمقهم حسام بشماته وقد استراح على مقعده هاتفا بسخريه: منورين.
وضعت أمامها كوب من الحليب هاتفه بحنو: اشربي ده واهدي.
تنهدت عائشة مردفه بنفاذ صبر: اشرب ايه بس، هو اتجنن واحد مطلوب من الزفت وعامل عمليه مكملتش اليومين انام واصحى الاقيه خرج و يا عالم هو بيعمل ايه دلوقتي.

قطع حديثهم تلك الدقات على البوابه فهرولت عائشه ناحيتها وبمجرد أن فتحتها سمعت صوت عمر المعترض وهو يدفع نيره نحو الداخل هاتفا: يلا على جوا يامصيبة عمري.
اندفعت نيره تحتضن عائشة هاتفه بلهفه: انتي كويسه، حامي فين؟!، عمر مش عايز يقولنا حاجه.
تبعتها لينا و كريم و هنا، استدارت عائشة نحو شقيقها مردفه بقلق: انت تعرف حامي فين؟!
ضربت هنا على صدرها مردفه بخوف: إلا هو انتي يابنتي ماتعرفيش انتي كمان هو فين؟!

ضرب عمر على مقدمة رأسه هامسا: انا مش هخلص النهارده.
ارتفع سريعا وقد لمعت في ذهنه فكره حينما سمع رنين هاتفه فأخرجه مسرعا مجيبا بنبره متصنعه: ايوه ياحامي؟!
اندفعن جميعا نحوه وحاولت نيره جذب الهاتف قائله: هاته اكلمه.
ابعد يدها متابعا: لا كله تمام متقلقش سلام انت بقى.
أغلق سريعا هاتفا بنفاذ صبر: اطمنتوا!
نطقت نيره بضجر: انا قولت عايزه اكلمه.
هتف بغيظ: نيره انا صبري بدأ ينفذ، هو مش فاضي شويه وهتلاقيه جاي.

رمقته بغضب في حين جذبت كف الصغيره لينا هاتفه بتذمر: عائشة عايزاكي لوحدنا.
اقتربت منهم صاحبة المنزل مرحبه وخاصة ب هنا وهي تقول: أهلا بحبيبتنا.
انتي تعرفي هنا؟!
هتفت بها عائشة في حين أجابتها السيده مسرعه وهي تحتضنها: دي عشرة عمري، يلا بقى تعالوا معايا الأوضه أنا عامله فطير حلو اوي لازم تدقوه.
أجبرتهم على السير معها فسارت نيره مضطره في حين استوقفت عائشة شقيقها بأن جذبته قبل اللحاق بهم.

رفع حاجبه متصنعا الإندهاش وهو يقول: في ايه؟!
ضيقت عينيها وهي تقول: بص بقى يا معلم، انا حوار المكالمه اللي جاتلك دي والو ياحامي. وكله تمام. مدخلش عليا بربع جنيه.
ضحك من زاوية فمه وهو يسألها: يعني ايه بقى إن شاء الله؟!
يعني بلح!
حرك رأسه بمعنى لا فائده وهو ينطق متصنعا التذمر: يابنتي ارتقي شويه بقى، كفايه تدني.
ثبتت نظراتها عليه هاتفه: حامي فين ياعمر وبلاش لف ودوران.

تنهد بنفاذ صبر ناطقا: هحكيلك، علشان بس انتي عارفه الموضوع من اوله، لكن كلمه توصل لنيره ياعائشه هتتعلقي.
وزينه فين؟!
أجابها بهدوء: مع يحيي.
تسألت بإستنكار: اشمعنا بقى؟!
أردف بهدوء: أنا هقولك من الأول.
Flash Back
بعد أن انصرف رضوان بصعوبه قبل الفتك به من أهل هذا الحي، دلفت زينه إلى المطبخ تأتي بالماء من أجل هنا التي فقدت الكثير من طاقتها في ضرب هذا البغيض.

قطع انشغال زينه صوت هاتفها المميز لتجد وصول رساله لها من أحد الأرقام التي لا تعرفها، كانت الضحكه تعلوا وجهها كلما تذكرت منظر رضوان وهو هالك بين أيديهم ولكن توقفت ضحكتها رويدا رويدا حتى تلاشت وانقبض قلبها وهي تقرأ ما تحويه الرساله: ( عارفه دنيا كانت عندكوا ليه؟!، روح حامي في ايدي ومش صح خالص يازينه تزعليني في وقت زي ده، لو باقيه على أخوكي انزليلي حالا).

ثم وجدت اسم البغيض اسفلها وقد شعرت بسخريته وهو يدون: بابا رضوان يا تمارا.
وضعت يدها على فمها تشهق بصدمه، هي منذ الصباح وقلبها منقبض على شقيقها. حامي الأمان والسند اول يد طلبت منها العون ولم تخذلها لدقيقه بل لثانيه واحده، شقيقها وهويتها وذاتها، عندما تخيلت فقدانه تمرد عقلها، توقف قلبها، وأخبرتها أنفاسها أنها هالكه لا محالة.

فاقت من شرودها سريعا واتجهت صوب غرفتها ترتدي سروال من الجينز وستره بيضاء اللون وجدتها أمامها، عقصت خصلاتها بإهمال شديد وهرولت تجاه الباب، حمدت ربها أنهم جميعا في غرفة هنا، فخرجت وتركت البوابه مفتوحه على مصرعيها، لم يأخذ منها الوصول إلى أسفل كثيرا إذا وجدت نفسها تقف هنا تبحث بعينيها عن الشيطان وقلبها يحثها أن تتراجع، اتت لتعود لأعلى مره ثانيه ولكن شعرت بيد تجذبها إلى غرفه مظلمه تقبع بجوار المنزل ماهي إلا إحدى الورش التي تركها صاحبها هكذا ولم يعد فأصبحت بلا قيمه في الحي يدخلها كل من شاء، فتحت عينيها بذعر وهي تجد رضوان يقف أمامها بثباته اللعين وكأنه لم يهاجم منذ قليل، ويستند على عصاه التي أصبحت لاتفارقه منذ عيار حامي الناري له.

هاجمها الفزع ورأت شريط أسود من ماضيها، تذكرت التحرش. الخوف. الظلام، الإدمان حتى الإساءة والذل أذاقهم لها.
عايز ايه يا رضوان؟!
نطقتها وهي تحاول تصنع الثبات في حين كركر هو عاليا: رضوان كده مره واحده، لا بس ليكي حق ماانتي ابن العمري قواكي.
نطقت بفخر مصححه له: قصدك أخويا.
ماتثقيش بس اووي كده، اخوكي دلوقتي ميقدرش يلحق نمله.
هتفت متمسكه بتلك الثقه: أخويا لو حتى في النار عمره ما عينه هتغفل عن واحده فينا.

نطق بضحكه متشفيه: طب ياحلوه أحب اقولك ان اخوكي كان بين الحيا والموت في المستشفي وان كمان مطلوب القبض عليه بس للأسف اختفى ويا عالم حاله ايه دلوقت.
كانت كلماته كافيه لإنهيار الثبات والثقه وسيلان دموعها وهي تصرخ فيه بخوف: كداب، انت كداب حامي كويس، الله ينتقم منك، انت عايز ايه تاني؟!
عاوزك، انتي الحاجه اللي هتكسره وهتكمل سلسلة المفاجآت اللي عاملهاله.
هتفت بخوف: تقصد ايه؟!

ابتسم رضوان بشيطانيه: يعني نجاة أخوكي قصاد ليله في سريري، الحكم ليكي.
حركت رأسها بنفي لكل هذا الهراء وهرولت لتفر من هذه الغرفه المقيته ولكن جذبها من سترتها لتنقطع فصرخت هي عاليا وضربت قدمه المصابه هاتفه بصراخ: حقيير.

في نفس التوقيت كان يحيي قد وصل لهم بعدما أوصل حامي وخصوصا بعد علمهم بمجيء رضوان، حلت الصدمه عليهم عندما لم يجدوها فنزل يبحث عنها وخاصة انه ليس من عادتها الخروج، لم يستغرق كثيرا حتى سمع صوت النقاش المحتدم من هذه الغرفه المقبضه، اتى ليدلف ولكن صدمه خروج رضوان مستندا على عصاه يسرع إلى سيارته، نظر يحيي بإندهاش وهو يراه قد قادها وسار بها قبل حتى أن يلحق به، اندفع نحو الداخل بسرعه جنونيه ليجد زينه تحاول إخفاء ماحدث لملابسها وهي تكاد تموت ذعرا، اندفع نحوها فنظرت له وكأن الله أرسل إليها طوق النجاه، هرولت ناحيته وقد تناست كل شيء فقط تشبثت به وهي تبكي بكاء مرير، خلع يحيي سترته ووضعها عليها مسرعا وقد كادت دموعه أن تنزل ولكن منعها حتى يستطيع المسانده، رفع وجهها وثبت عينيه عليها، هو مدرك أنه لم يفعل شيء معها فااختفائها من المنزل لم يكمل الربع ساعه، ولكن انقطاع ملابسها مزقه فنطق بغضب: عملك ايه؟

بكت مجددا وازداد تشبثها به وهي تقص له كل ما حدث حتى قطع سترتها وفر هاربا حينما سمع خطوات أحدهما، تابعت ببكاء مرير وعدم تصديق: حامي كويس صح؟!، هو كداب يا يحيي مش كده؟!
مسح دموعها وهو يهتف بغضب بين: وحياة أمي لأدفعه تمن كل دمعه من دول دم.
تابع بإصرار: متعيطيش، مش انتي اللي تعيطي حامي كويس وانا موجود، الكلب اللي زي ده آخره يهوش بس لكن الأفعال سيبيهالي أنا بقى.

تنهدت براحه عندما قال انا شقيقها بخير في حين تابع هو وعيناه لاتحيد عنها: أنا ضهرك يازينه زي ما حامي ضهرك، انتي الجناحات اللي فضلت طول عمري ادور عليها بين الشوارع ولما شوفتك بس حسيت اني لقيتها، حسيت اني طاير، خليكي واثقه اني عمري ما اسيبك حتى لو انتي سيبتي.
علت الإبتسامه وجهها بعد هذه الكلمات في حين جذبها هو من كفها هاتفا بحماس: يلا تعالي اطلعي غيري هدومك واخدك ونخرج.
طب وهما؟!

ضحك بتسليه حينما تذكر وهتف: لا هما زمان عمر هياخدهم دلوقتي.
أومأت بهدوء ورمقته بحب صادق هاتفه: شكرا يا يحيي، شكرا انك هنا، شكرا انك يحيي وبس.
ابتسم بحنان وهو يشاهدها تغادر بهدوء ينافي اقتحامها العاصف لقلبه.
Back.

كانت عائشة في حاله من عدم التصديق لكل هذا فنطقت: ازاي كده، الله ياخده، شياطين ماشيه على الأرض، طب وحامي فين.

هنا تحدث عمر مجددا: حامي كان قالنا ناخد دنيا تقدم بلاغ في ابوها رضوان لأنها عارفه انه هو اللي خاطف نادر وبكده كان حامي هيطلع منها، بس رجع قال متقدموش البلاغ كان هيساوم رضوان لحد مايوصل لمكان صوفيا ويلعبها صح وفي نفس الوقت يأمن دنيا، لكن للأسف دنيا راحت من نفسها بلغت ورضوان ونادر في القسم عند الظابط حسام أخو بسنت لو فاكراه.
اه، اه فاكراه.

تابع عمر: حامي لما عرف راح علشان شك ان رضوان هيطبخ الليله ويقول ان محصلش خطف ولا أي حاجه وبكده كان حامي هيبقى هو لوحده اللي في الصوره. بس ياعيني ملحقش.
تسائلت عائشه: ملحقش ليه؟!
علشان حامي في القسم دلوقتي عند حسام.
نطقت عاليا وقد حلت الصدمه على وجهها: بتقول ايه!

يجلس هكذا أمامهم وكأنه لم يصاب ويعرف للضعف طريق، ساق على ساق، و ابتسامه مثيره للغيظ من زاوية فمه، ونظرات ثابته لاتتزحزح عنهم، رفع يده يعدل من خصلاته غامزا لهم بضحكه خبيثه لم تفعل بهم شيء سوى القلق.
نطق حسام مجددا: ها يا حامي، الفيديوهات اللي بتضرب فيها نادر دي ليه؟!
رمقه حامي بهدوء ناطقا بسخريه: تقول ولا أقول أنا؟!

نادر يدرك الآن أنه هالك لا محاله، هل يقول على فعلتهم وأنه كان يضربه بسبب كومات من المصائب فعلها بصحبة رضوان ولولا تغير كل شيء لنال منه حامي ومات على يده.
نطق نادر مسرعا: كانت مشكله عاديه.
هتف حسام: مشكلة ايه دي اللي تخليه يخطفك ويضربك كده.
أشار حامي على نفسه قائلا بنبره ملتويه ولم تفارقه ضحكته: أنا أخطف!، أعوذ بالله احنا مش بتوع الحجات دي ياباشا.

مط حسام شفتيه بضيق فظهور حامي الذي ظنه منقذ له لم يكن سوى حفره وقع بداخلها، نطق مجددا: وانت اختفيت من المستشفي ليه؟!
وانا هختفي ليه!، انا اول ماعرفت اني مطلوب جيت لوحدي، حتى لسه الجرح ملمش.
هتف بجملته الأخيره ضاحكا.
في حين تنهد حسام عاليا وقد ضرب على مكتبه بغضب فااحتدت نظرات حامي وتلاشت ضحكته ورمقه هاتفا بثبات: من الآخر زي ماقالك كانت مجرد خناقه، واظن انا قدامك اهو مش هربان ولا حاجه.

اسرع رضوان يقول: وانا بأكد ان مفيش بيني وبين نادر حاجه هو كان عندي ولما عرفت انه مطلوب اصريت عليه يسلم نفسه لأنه صاحبي وتهمني مصلحته.
همس حامي بنبره ساخره وصلت لهم: لا حنين اووي. وضحك.
نطق حسام منهيا الحوار: طب كده خلاص انا عايز نادر بس، علشان متوجهله مية تهمه منهم طبعا تجارة الأعضاء، انتوا تقدروا تتفضلوا.

وقف حامي استعدادا للرحيل، لم ينكر آلام جرحه وآلام قلبه أنه لم يفتك بهم إلى الآن، وجد هاتفه يعلن عن رساله نصيه فلم تكن إلا من حسام: (حامي عايز اقابلك بالليل ضروري)
رمقه حامي خفيه وحرك رأسه ببطيء بمعنى لا مشكله، وقبل خروجه هو ورضوان نطق نادر: ممكن يافندم اقول لحامي حاجه قبل ما يمشي.

تبادل كل من حسام و حامي النظرات وسرعان ماوافق حسام فاقترب نادر من أذن حامي هامسا: انت عارف اني كده كده هلبسها لأي حد واخرج، خرجني يا حامي، مصلحتك في خروجي. انا لو اتسجنت هتفضل طول عمرك عايش محروم من اللي فاضل من ريحة اختك، وقبل ما تتكلم انا مقصدش اخواتك اللي معاك، فكر كويس كده و خرجني منها زي مادخلتني فيها.

لم ينكر أن هذه الكلمات أضافت الكثير والكثير من الأسئلة إلى رأسه، ماذا يقصد، وماذا تعني الكلمات ولكنه قطع كل هذا حينما مال عليه هامسا بنبره خبيثه: حتى لو خرجتك منها هلبسك في الاسود منها، ده انا حامي العمري.
يعني ايه؟!
ضحك غامزا: يعني سلام يا نادر.
ثم لوح له بكفه.
خرج من المكتب بهدوء ليجد رضوان يجذب دنيا من خصلاتها هاتفا بغل: ورحمة ال أمك لتشوفي أسود أيامك عندي.

بصقت عليه قائله بغضب: لما يتبقى أيام في عمرك أصلا، سيب شعري.
توقف عن جذب خصلاتها حينما لاحظ خروج حامي واحتجزها عنوه محتضننا إياها وهو يقول: دنيا بتحبك أوي يا حامي.
نطق حامي وهو يرمقها بهدوء يبث لها أنه سينجدها: أصلها مش وسخه زي أبوها.
ضحك رضوان هاتفا: مقبوله منك، ابقى تعالى شوفها بقى لما اربيها على ايدي.

ثم جذبها من مرفقها نحو الخارج بينما نظراتها لا تفارق حامي تطلب منه العون من هذا أبيها، كلمه أخيره سمعها منها قبل اختفائهم: سيب شعري بقى حرام عليك.
تمتم حامي هامسا: بوظتي الدنيا يادنيا وانا كنت عايز اطلعك منها الأول بس ملحوقه.

كان الخوف ينهش بها لقد تأخر كثيرا، أخذت تدور ذهابا وإيابا حتى غلبها النوم حينما جلست على هذا المقعد، فجأه وجدت نفسها في عالم مظلم عروس لها أحبال في يديه يتلاعب بها، لاح أمامهم أحد فأظلمت عيناه فصرخت هي: حامي متسبش الحبل لو سبته هقع.
لم يتركه وسط صريخها العالي ولكن أخرج سلاحه ليطلق به الكثير من الأعيره الناريه التي اخترقت الظلام، فصرخت عائشة: لا متعملش كده لا.

ترك الخيط لتقع هي في هذا البئر العميق. لم ينتظر ثانيه بل قفز في اثرها، وقف أمامها ملتقطا يدها ونظراته تحتضنها فنطقت بدموع: بتسبني ليه؟!
أنا أضعف من اني اسيبك.
نطقت هي نافيه ماقاله: لا انت اقوى من اللي بتعمله.
احتضنها هامسا بألم: أنا اقوى من أي حاجه إلا انتي، علشان كده...
رمقته بخوف ودموع وهي تراه يتركها ويسير بعيدا هامسا: لازم ابقى اقوى منك.

لا متسبنيش انا خايفه، الدنيا دي بتاعتك لوحدك الضلمه مش ليا مدخلني فيها و سايبني وماشي.
تابعت صارخه: استنى عندك.
انتفضت على المقعد صارخه ب: لا، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
تلاحقت أنفاسها وهي تتذكر هذا الكابوس المقيت وسرعان ما انتبهت لرنين هاتفها فأسرعت له تجيب عليه: ألو.

(عائشة أنا دنيا، أنا لسه راجعه القصر حالا مع رضوان وربنا يستر لأنه لسه مطلعليش. ارجوكي بلغي حامي رضوان مخبي واحده ست في العنوان ده () وانا من كلامه فهمت انها تهمه، انا سمعت المكالمه بالصدفه كنت عامله نفسي نايمه في العربيه )
نطقت عائشة وقد تلاحقت أنفاسها: ماتعرفيش اسمها؟!
هتفت دنيا بخوف أن يكشف أمرها: اسمها صوفيا!
رددت عائشه بهمس ونظرات زائغه: صوفيا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة