قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الثالث والعشرون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الثالث والعشرون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الثالث والعشرون

حياة مرهقه، كلما ظنناها أصلحت أخطائها معنا ومهدت لنا طرقا منثورة بالورود تصفعنا مره آخرى هناك التواءات بعد، وأن الطريق لم يخلوا من الصعاب. بل مامر ليس إلا قدر بسيط فقط وآن ما آتي يحمل المزيد والمزيد، هل تستمر الحكاية؟!، هل يغلب الحب؟!، أم يزداد توحش الوحش ويضرب بكل تقاليد الحب عرض الحائط.
أنا هنا وأنت هناك وحقا لن أترك كفك حتى لو ذهبنا إلى الجحيم سويا ياصاحب القلب المظلم.

هذه العيون خُلقت لأجله فقط، من يراه الآن يقسم أن بريق عينيه ماهو إلا نار التحمت مع المياه فكونا مزيجا خاصا به، مزيج له وحده حامي العمري.

ثبت سلاحه جيدا وكانت نظراته ثاقبة وهو يستند بمرفقه على هذا السور العالي، لم يهتم بوزن السلاح الروسي الثقيل فهو اعتاد على إمساكه جيدا ولكن ما أهمه حقا هو رؤية ضحيته، أغمض عين وترك الآخرى ينظر منها بواسطة سلاحه ليرى أمامه ساحة الحفل هو في الأعلى على السور وهم في الأسفل أمامه ولكن الفرق هو يراهم وهم لا.

ثبت الضوء على شخص يعلمه جيدا وآتى هنا خصيصا ليعطيه درسه الأول، وبمهارة صياد شب على اصطياد الفريسة حتى صار الهجوم جزءا منه ضغط على الزناد
فعرفت رصاصته مكانها ليتحول الاحتفال الحار إلى صرخات عالية وتفحص بحذر عمن أصيب.
أنزل هو السلاح ضاحكا بسخرية بعد أن أنهى كل شيء وهو يقول بمزاج جيد: حلو اووي كده.

عدل من وضعية سترته ورفع يده إلى خصلاته يعدل من وضعيتها وتحرك مغادرا من هذا السطح العالي ليذهب إلى قاعة الاحتفال مرة ثانية.
في نفس التوقيت
أجلس عمر الصغيرة وشقيقته في سيارة حامي وتحرك مغادرا وهو يقول: متتحركيش من هنا حامي هيخلص الحفلة ويجيلك.
خرجت من النافذة تستوقفه قائلة: ياعمر انت زعلت بتكلمني زي الانسان الآلي كده، ياحبيبي تعالى بس أنا واثقة فيك، افتحلي الباب بس وأنا هفهمك.
لا مش هفتحه.

امتعضت ملامحها وهي تقول بغيظ: أنت أخ مش جدع على فكرة، طب وديت نيرة فين طيب.
رمقها بضجر هاتفا: ملكيش دعوة.
خرجت أكثر من النافذة وهي تصرخ بإستغاثة: انتوا هتخرجوا وهتتصالحوا أنا عارفة، خدني معاك ياعمر الهي تنستر حامي قالي ليلتك سودة يا وحش عارف ده معناه ايه؟!
سألها ساخرا بتشفي: معناه ايه بقى؟

أردت بنبرة باكية: انه هيعمل مني بطاطس محمرة، يا أخي اتلم بقى وخدني معاك انت مش اخويا على فكرة انت لقيناك تحت الجاموسة علشان كده انت مش حنين عليا.
عاد لها مجددا فضحكت بأمل ليخسف بتوقعاتها الأرض وهو يقول: الجاموسة دي اللي جوزك هيربطك جمبها والمرة دي مش هلومه علشان عمايلكوا السودة لزقت فيا أنا، ماشيين ورايا تراقبوني وياترى دي المرة الأولى ولا حصلت قبل كده؟!

نطقت الصغيرة من الداخل وهي تلعب على الحاسوب الصغير: لا دي مش أول مرة علشان نيرو كانت بتقول انتِ خايفة من ايه هي دي أول مرة.
استدارت لها عائشة تقول بغيظ: حسبي الله ونعم الوكيل.
عادت إلى النافذة لتشاهد رحيل شقيقها وهي لم تستطع فتح الباب بسبب غلقه له فصرخت منادية: ياعمر استنى بس هفهمك والله المرة اللي قبل كده كنت عايزة اخلصك من سالي ام 2 مليون جنيه مهر دي ولا مش فاكرة الرقم.

استدار لها ضاحكا بتشفي وهو يقول: have fun بقى مع حامي ياعيوش.
قالها وأرسل لها قبلة مغادرا ولم يستجب لندائها المستفز واتجه نحو مكان يعلمه جيدا.
عودة إلى ساحة الحفل
تجمع الكل حول المصاب والذي لم يكن سوى عدنان
هدأت الأوضاع قليلا حينما تيقن الجميع أن الرصاصة لم تصب إلا كتفه ولكن النظرات بين السيد زيدان وعدنان لم تحتوي على أي من الراحة بل حل محلها الذعر.

قال صاحب الحفل بأسف وسرعة للحماية من الأخطار: احنا اسفين ياجماعة الحفلة هتتفض فورا.
لم ينتظر أحد باقي الكلمات بل غادر الجميع مهرولا خوفا من أن يصبهم أي شر.
بقى عدنان على الأرضية يجاوره السيد زيدان الذي يحاول مساعدته وصاحب الحفل، أبدى عدنان تألمه ولكن قطع هذا نبرة من اقتحم المكان فجأة قائلا بسخرية: لا حول ولا قوة إلا بالله بقى أخرج أشم هوا برا دقيقتين أرجع ألاقي الحفلة بقت فيلم أكشن!

رحب به صاحب المكان قائلا بإعتذار: أنا آسف جدا على اللي حصل.
اتضحت الصورة أمام عدنان الآن هو أرسل رجاله في الصباح ليطلقوا أسلحتهم على حامي العمري كرسالة مباشرة بأنه يستطيع إيذائه ولكن انقلب السحر على الساحر وآتى له غريمه الآن ليجعله يتيقن أن المعلم الأول حامي العمري.
أردف عدنان بعيون امتهنت الشر وهو يضع يده السليمة على كتفه المصاب: أنا مش هسكت وهعرف اللي عمل كده ومش هرحمه.

ابتسم حامي وهز رأسه موافقا على الحديث ليردف: أكيد طبعا بس الحق اعرفه بقى المرة دي جت في الكتف مين عالم المرة الجاية هتبقى فين.
تبادل صاحب الحفل والسيد زيدان النظرات ليقطع السيد زيدان الحديث ماددا كفه إلى حامي: أهلا ياباشا كان نفسي نتعرف في ظروف أحسن من كده.
أردف حامي بجمود وهو يضغط على كفه: هيحصل وهعرفك بيا قريب.
ظن السيد زيدان بأنه يقصد أنه سيشاركه في عمل قريب فقال: شرف ليا طبعا.

أردف عدنان بغضب للسيد زيدان: انت هتوديني للدكتور بعربيتك ولا هتقف ترحب لسه.
نظرات حامي الثاقبة اخترقته فهزت ثباته الواهي وخصوصا حين ربت حامي على كتفه أثناء مغادرته وهمس في أذنه: متقلقش المرة دي ملحوقة لكن المرة الجاية ما اعتقدش.
غادر المكان بأكمله بثقة في خطواته وهيبة خصته والتصقت به فجعلت كل من حوله يرمقه بإعجاب حتى وإن كنّ له الشر.
في منزل دنيا.

حملها عمار من على الأرضية ووضعها على الأريكة بخفة وأخذ يضرب على وجنتها ناطقا: دنيا، دنيا.
لم يجد استجابة فهرول إلى المطبخ عله يجد ما يساعده فلا يوجد عطور هنا، التقط بصلة وقطعها مهرولا نحو الخارج، وضعها على أنفها مجددا وهو يضرب على وجنتها قائلا بإضطراب: فوقي بقى الله يسامحك.
فتحت عينيها ببطيء تحاول استيعاب مايحدث وهي تقول بضياع: أنا فين؟
أردف بغيظ: انتِ فقدتي الذاكرة ولا ايه فوقي يادنيا.

رأى أنها بدأت في استعادة وعيها كليا فقال: هو ايه اللي حصل؟!
هبت من مكانها فأصاب رأسها الألم فتأوهت بخفوت وهي تصرخ به: انت مالك انت ايه اللي حصل، ودخلت هنا ازاي اصلا من غير استئذان، بتكلم مع مين أنا أصلا ده انت تخصص يا بتاع الأبواب المفتوحة.
دفعها فسقطت على الأريكة وقام هو قائلا: تصدقي أنا غلطان اصلا اني دخلت أشوف اتقتلتي ولا حصلك ايه جوا.

وضع هاتفها جوارها متابعا بنزق: تليفونك اهو احسن خمس دقايق كمان وهتقولي عليا حرامي أنا عارف.
آتى ليغادر منزلها فقالت بخجل: أنا آسفة.
ظنت أنه سيقبل اعتذارها ويرحل ولكنه عاد ليجلس أمامها على الأريكة قائلا: أيوة كده اعترفي بجمايل الآخرين شوية.
شاورت له على الباب بمعنى الخروج فنظر هو للباب وقال بتصنع عدم الفهم: ماله الباب مكسور؟
قوم ياعمار اطلع بره لو سمحت.

سألها بمزاح: ما تحكيلي يادنيا ايه اللي حصل ولا اللي انتِ بقى مش واثقة فيا؟!
ضحكت ساخرة وهي تجيبه: المفروض بقى أقولك لا طبعا أنا واثقة فيك، فوق ياعمار انت اخر واحد هثق فيه أساسا بعد اللي عملته معايا.
تنهد عاليا بغيظ ثم أردف: طب أنا جايب كشري تاكلي معايا؟
لا
أصر عليها وهو يغريها مرددا: ده بالدقة والشطة ومش هتندمي أبدا.
لاتنكر جوعها ولكن لن تسمح له فردت مجددا: قولت لا.

أعاد بضحك: والصلصة بقى مرشوشة على الطبق من فوق و...
قاطعته بغيظ: عمار كفاية قولت مش هاكل معاك.
قام من مكانه بتكاسل مرددا بمكر: انتِ الخسرانة، أصلك مشوفتيش شكل المكرونة على الطبق من فوق كده.
هي الدقة دي اللي بيبقى عليها خل؟
استدار لها ضاحكا وهو يردد: خل بس!، دي روح الكشري، ها غيرتي رأيك؟
قبل أن تقول شيء قال هو: وهسقيكي شاي بعدها وتبقى اتعشت كده.

فكرت قليلا ثم قالت بتردد: أنا موافقة بس مفيش باب يتقفل علشان لو شغل الجنان بتاعك ده اشتغل هصوت ألم عليك العمارة دي كلها.
اتجه إلى الشقة المقابلة ليحضر الطعام منها وهو يقول: يعني اقولك كشري وعازمك وتقوليلي اصوت وألم عليك العمارة مش أسلوب خالص ياكيوي.

استغربت الاسم ولكنها لم تعلق بل تركته يرحل ليحضر الطعام وابتسمت بحسرة حينما أدركت أنه ربما يقصد كريمان حتى عندما دق قلبها دق لشخص سلبت قلبه آخرى ورحلت وتلك التي ظهرت الآن وتدعي أنها والدتها، كل شيء فوضوي وتيقنت أنها لن تتخلص من هذه الفوضى إلا حينما تتواصل مع حامي فأمسكت هاتفها وقامت بتركيب شريحة لترسل له رسالة نصية كتبت فيها: حامي عايزة أقابلك ضروري أرجوك، لازم أقابلك انت لو سمحت.

عاد مجددا حاملا الأطباق في يده وهو يقول بفخر: هتدوقي بقى كشري يخليكي تحرمي بقية عمرك تاكلي الأكلة دي تاني.
ضحكت بهدوء فأعاد هو الكرة وهو يعدل من وضعية الأطباق: مش هتقوليلي برضو ايه اللي خلاكي تقعي كده؟!
لا مش هقولك.
ضحك رافعا حاجبه وهو يقول بسخرية: وش كده؟
هزت رأسها بتأكيد: اه وش كده.
تناولت ملعقة ودستها في الطبق الموجود أمامها قائلة بشهية مفتوحة: اقعد بقى خلينا نشوف انت عاملنا ايه؟!

أخذ زجاجة الحاوية للمادة الحارة وأخذ يضع لها وسط اعتراضها: بس كفاية مبحبش كتير.
أكمل وضعها وهو يردد بإصرار: أنا اللي عامل يبقى الأكل على مزاجي أنا ياهانم.
بدأت في التهام طبقها وبعد أن ابتلعت الملعقة الأولى رمقها هو هاتفا بحماس: ايه رأيك؟
تناولت كوب المياه وحاولت كتم امتعاضها وهي تقول بضحكة صفراء: جميل طبعا ياعمار، بس هو انا حاسة ان في مكون من المكونات محروق.

دافع قائلا: بس ياماما انتِ مبتفهميش في الأكل أساسا محروق ازاي يعني.
تناول ملعقته ودسها في فمه ليتذوق صنعه، رمقته هي بترقب تنتظر ردة فعله لتجده يقول بإمتعاض: يع، ايه ده!
قالت بغيظ: قول لنفسك يابابا وعمال بس طالعلي فيها وأنا الكشري ده لعبتي وفي الآخر حارق الأكل.
ألقاها بزجاجة المياه الغازية مرددا بحسرة: اشربي ياهانم اشربي كله من وشك.
ضحكت عاليا مردفة بسخرية: حجة البليد مسح السبورة.

لاحظت تركيزه المفاجيء في هاتفه فسألته بإستغراب: في حاجة؟!
كانت عيناه ترمق تلك الرسالة النصية الواصلة من والده ومحتواها: هستناك كمان ساعة في (، ) عايز أشوفك، لو مجتش هعرف طريقك واجيلك بنفسي.
سخر من الرسالة داخليا حتى مكالمة الهاتف لم يفعلها والده بل طلب المقابلة في رسالة نصية بل ويهدده بالوصول فحتى إن وصل هل سيستطيع تخطي طاقم الحرس المحاوط للمكان فحامي جعل العمارة قلعة محصنة.

فاق من شروده على صوت دنيا: عمار، روحت فين؟!
ابتسم بإرتباك قائلا بهدوء: لا ولا حاجة يادنيا.
قام من مقعده والتقط مفاتيحه مردفا بإعتذار: معلش لازم انزل وانا راجع هجيب أكل بدل البايظ ده.

لم ينتظر إجابتها بل رحل مسرعا لتجد هي هاتفه فأسرعت تهرول خلفه ولكن استوقفتها صورة هاتفه كريمان تتشبث بعنقه فا ابتسمت بحزن هامسة: حاطط صورتها هنا كمان، اصحي يادنيا ومتعلقيش قلبك تاني كفاية الوجع اللي جاي مش هتزودي عليه كمان وجع قلبك عليه.
نزلت دموعها وهي تنفي مرددة داخلها: أنا أكيد محبتهوش هو مجرد تعلق بس مش أكتر.
انتفضت حين سمعت صوته يهتف من الخارج: دنيا نسيت تليفوني عندك؟!

مسحت دموعها ومسرعة واتجهت نحو الباب وهي تقول: اه ياعمار ثواني.
فتحت الباب لتجده أمامها فناولته هاتفه قائلة بهدوء: اتفضل.
آتى ليرحل فسمعها تقول بنبرة باكية من خلفه: حلوة اوي صورتكم مع بعض شكلها بيقول انها كانت تستاهل الحب ده كله فعلا.
في نفس التوقيت.

شعرت بالضجر من الانتظار في سيارة زوجها المغلقة عليها وعلى الصغيرة فتأففت بإنزعاج هي تريد أن تفهم مايحدث بداية الأمر يجذبها لساحة الرقص في العتمة وينتهي الأمر وهي تجد شقيقها يسحبها من هذه الساحة نحو الخارج ويختفي حامي من الأجواء وكأنه لم يكن متواجد من قبل، لتجد نفسها هنا في سيارته ومعها الصغيرة فأدركت أن وراء اختفاء لينا و نيرة هو شقيقها ولكن أين حامي الآن.

فاقت من شرودها على الصغيرة التي اتخذت من قدمها مقعدا وهي تقول: يلا ننام ياعيوش.
أراحت عائشة رأسها على المقعد وضمت الصغيرة بين يديها مرددة بتعب: أنا فعلا عايزة انام.
سألت الصغيرة ببراءة: هي مامي فين ومش بترد عليا أنا وكريم ليه؟!
مسحت عائشة على خصلاتها مردفة بحنان: معلش ياليو أنا هتصلك بيها أكيد تليفونها فيه مشكلة.
لمحت الصغيرة حامي قادم من بعيد فصرخت: نامي بسرعة بسرعة حامي جاي.

تصنعت عائشة النوم مسرعا وفعلت الصغيرة مثلها وبمجرد اقترابه من السيارة ضرب عليها بقبضته فاانتفضت الصغيرة صارخة ولكن استمرت عائشة في تصنع النوم، ركب سيارته وقبل أن يبدأ في القيادة نطقت الصغيرة: هات النضارة اللي انت لابساها دي.
أشار لها حامي بحاجبه على النائمة فتصنعت الصغيرة عدم الفهم ومطت شفتيها، غمز لها بعينه فعلت الضحكة البلهاء وجهها وقالت وهي تختطف نظارته: عيوش صاحية مش نايمة.

انتفضت عائشة تقول بهجوم مشيرة بسبابتها أمام زيتونيتيه المترقبتين: اسمع بقى أنت مش هتزعقلي على أي حاجة، أنا مليش دعوة اساسا نيرة كانت شاكة في حاجة وجت تتأكد فمكانش ينفع أسيبها، وبعدين أنا ليلتي مش سودا لا تقصد ايه بيها دي يعني ها وأنا أصلا...
قاطعها مشيرا لها بالصمت فصمتت ترمقه بتحدي لتجده يقول ساخرا: لا ولابسة فستان ومكلفة جامد انتِ وهي وأنا اللي كنت قربت أنسى انك بنت أساسا.

شهقت عاليا قائلة بعنف: تقصد ايه، تقصد اني ولد يعني ولا ايه بالظبط.
ضرب بقبضته على عجلة القيادة فتراجعت للخلف والتحمت عيناها بعينه الحادة وهو يقول بحدة: لومي أفعالك ومتلومينيش بعد كده على أي حاجة هعملها، زي ماانتي بيجيلك لحظات تفكيرك بيقف فيها أنا كمان بيجيلي نفس اللحظات دي بس شوفي الفرق بيننا.
تنهدت عاليا وحركت رأسها قائلة بأسف: أنا عارفة اني غلطت.

وضع يده على فمها يكتم باقي كلماتها قائلا بنبرة جمدتها: وأنا ميهمنيش تعرفي غلطك أد مايهمني تعرفي انك جزء من دايرتي وانتِ اللي دخلتي الدايرة دي بمزاجك يعني تمشي بقواعدي وبقانوني يا مدام العمري.
شعرت الصغيرة بالخوف فقالت لعائشة بهمس: هو زعلان؟
مسحت عائشة على ظهرها بلطف مرددة: لا ياحبيبتي مش زعلان.

ارتفعت له ترمقه بحدة هاتفة: أنا غلطت وبعتذر عن غلطي لكن مش هقبل أبدا أني أكون عروسة خيوطها في ايدك وانت اللي بتحركها ياحامي، النظرة اللي أنا شايفاها في عينك دلوقتي دي بتخوفني عارف ليه علشان كلها جفا والأمان معدوم فيها، الأمان اللي أنا بحسه معاك و بيديني شوية الأمل اللي بعيش بيهم وانت في كل فرصة بتقولي بعيونك دي موتي الأمل ده وابعدي، أنت بتحرق نفسك وتحرقنا وفاكر بكده أنك بتحمينا.

نزلت دموعها وتابعت بعتاب: مبتشاركنيش مفيش مشكلة واحدة بتيجي تقولي حصل كذا وتعبان انت حتى مبتقولش انك تعبان وانك متضايق، نظرة الحب في عينك يوم ما روحنا نشوف محمد كنت بتداريها وتخبيها وكأن الحب شيء عيب وكأن الخوف مش شعور طبيعي وليه حق في الظهور، الحب مش عيب ياحامي العيب الحقيقي في القلب اللي قافل على نفسه بعيد عن الحب، انك تخاف مش مشكلة المشكلة الحقيقية هي كتم المشاعر وتحويلها لطاقة غضب تحرق كل اللي حواليك وتبعدهم عنك، انت حبتني لما في كل مرة كنت بتواجهني بطاقة غضبك دي مكنتش بجري منك لا كنت بقرب أكتر لكن اللي انت مش فاهمة ان ده مش عاجبني أنا بقرب علشان أخليك زيي علشان نخرج سوا من الضلمة ونبني حياة جديدة لينا كلنا، بس أنا تعبت وانت مشاعرك ومشاكلك وكل حاجة أنا معرفش عنها ويوم مابعرف واتصرف ترجع تغلطني طب ما انت محكتليش من الأول أصلا.

رمق دموعها بجمود ظاهري وألم يعتصره داخليا وهو يقول: أنا مش البطل اللي بيجي في أخر الحدوتة علشان ينقذ بس، أنا حامي العمري أصل الحدوتة كلها ظهوري مبيكونش في أخر مشهد بس.
قاطعته ناطقة بجمود مماثل: أنت لو محاولتش حتى علشاننا أخر مشهد هتشوفه هيبقى النهاية وأنا بالنسبالي مفيش نهاية أي نهاية بتبقى بداية لحدوتة جديدة وانت لازم تقتنع بده علشان نقدر نعدي ونوصل للبر.

صمتت حين سمعت الأغنية التي ارتفع صوتها من المذياع فلمعت عيناها ببريق غريب وهي تنصت السمع:
صيف السنه انتهى بسرعة. واحمرت أحراش الغار
والمرا اللي شعرا أحمر. متلن شعلانه بالنار
لا بداية ولا نهاية. والوقت مارق غريب
متل مروري بأفكارك. لحظة بتلمع وبتغيب
استدارت له لتجابه عيونها زيتونيتاه وكأن العالم أصبح خالي ولا يوجد به سواهم وهذه الكلمات ليتتابع الغناء:
ياعصافير السهل الجايه. تبشر بشتي تشرين.

وجوه وأسامي ببالي. حدا يذكرني لمين!
الدنيا حلقة وعم بتدور. والقمر بالسما يدور
صيف السنة انطرنا القمر. ع سطوح السهر ليطل
وهدينا عقارب الساعة. خايفين الوقت ليفل
مافي قوة بهالدنيي. بتأخر هبوب الريح
شعرك والكرز واللوز. بأول الموسم تلويح
ياعصافير السهل الجايي. تبشر بشتي تشرين
وجوه وأسامي ببالي. حدا يذكرني لمين!
الدنيي حلقة وعم بتدور. والقمر بالسما يدور
إنت حولي وأنا حولك. في شي جاذبنا وبندور.

غفت الصغيرة وعلى حين غرة احتضنها هو لتتشبث به وجه كل منهما في مكان لكن قلبهما تلاقا وصارا واحدا.
الصيف إنتهى ماقلتلك. شي بيزعل ليش زعلان
العشاق بتبقى أساميهن. على الموج وع الشطئان
سامع متلي صوت الجرس. مدري بأيا وديان
ارتفع صوت عائشة هنا لتكمل هي بدموع ورأسها مازالت تستند على كتفه:
عم ينده لحدا ضايع. بدّو يدلّو عالإيمان
مطرح صبيعك ع كتفي. عم يحرقني من إيام
يمكن لو تبسلي المطرح. بتهدا أوجاعي وبتنام.

صمتت لتسمعه يهمس بكلمات بالكاد سمعتها: الضايع ده انتِ ادتيله أمل أنه لسه قادر يكون أمير مش وحش
اخْتُتِمت كلمات الأغنية:
صيف السنة انتهى بسرعة. واحمرت احراش الغار
والمرا اللي شعرا احمر. متلن شعلانة بالنار
لابداية ولانهاية. والوقت مارق غريب
وانا بتذكرني وبتغيب. بمرق ببقالك وبروح
مين بدو يداوي لجروووح.

جلست نيرة في هذه العيادة الخاصة بطبيبة القلب تنظر لكل شيء حولها بتفحص وآتت لتتحدث فرمقها عمر مشيرا بالصمت: اخرسي خالص مسمعش صوتك.
نطقت بضجر: متزعقليش ياعمر، و بعدين جايبني العيادة اكشف بفستان سواريه.
الفستان اللي لبستيه علشان تراقبيني مش كده.
قالت بغيظ: اسأل نفسك الأول يا أستاذ انت اللي بقى مشكوك في تصرفاتك أساسا وبعدين متخرحناش برا الموضوع الأساسي انت كنت لابس ومتشيك كده وداخل تعمل ايه جوا؟!

ضرب على رأسه غير مصدق وهو يردف بإستنكار: ما شاء الله عليكي ياحبيبتي جمعتي حاجتين محدش في الكون يقدر يجمعهم.
سألته ضاحكة بفخر: ايه علشان جميلة واتعميت وحبيتك؟!
أردف بغيظ: لا علشان غلطانة وبجحة كمان ما شاء الله عليكي.

ثم انتشل منها الماسك الذي ترتديه كل ثانية وتخلعه مما أبدى استغراب الجالسين في انتظار أدوارهم فقال بإنزعاج: وايه ده أنا عايز أعرف ايه ده اللي عمالة تقلعيه وتلبسيه وفرحانة بيه أووي ولا كأني جايب بنت أختي من حديقة الحيوانات.
جاوبته ببراءة: ده ماسك القطة. حلو؟!
قذفه في وجهها ناطقا بغيظ: زي الزفت على دماغك يانيرة.

ضحكت وهي تقول: يبقى لازم تشوف ماسك الفراشة بتاع عيوش أو سندريلا بتاع ليو. يانهار أبيض على جمالي مش معقولة كده كل ماسك أحلى من التاني.
سمعت رنين هاتفها فحمدت ربها وهي تجيب على شقيقتها قبل أن يصب غضبه عليها
قالت زينة بغضب داخلي: ايه يانيرة انتوا فين ويحيي فين وسبتوني نايمة وخرجتوا كلكم.

مطت نيرة شفتيها بأسى مرددة: معلش ياحبيبتي والله كنا هناخدك بس انتِ نومك تقيل اوي يازينة، بصي خلي هنا تعملنا صينية أم على واقعدي استنينا مع ماما واحنا قربنا نوصل.
ماما وهنا وكريم في الأوضة تحت.
صمتت ثوان ثم أسرعت تردف: طب اقفلي يانيرة كده شكل حد جه وبيفتح الباب.

أغلقت الهاتف وذهبت مسرعة لترى من يفتح فوجدته يحيي، شعرت بأنه غير متوازن ملامحه باهتة مطفأة ووجهه يشع منه اللون الأحمر وارتعادة يده فأسرعت تقترب منه وتقف أمامه قائلة بقلق: مالك يا يحيي في ايه؟!
كان ينظر للأرضية وزاد احمرار وجهه لحد مفزع فأردفت بلهفة: يحيي انت كويس، اتصلك بدكتور؟!

مدت كفها لتستشعر حرارة وجهه وياليتها ما فعلت فلقد تحول إلى آخر، وحش كاسر قبض على عنقها بيداه وكأنه قد فقد عقله ولا يرى من تقف أمامه جحظت عيناها ووقعت على الأريكة خلفها ترمقه بعدم تصديق ويده مازالت تقبض على عنقها بعنف حتى بدأت بشرتها في الشحوب وشعرت بأن الأنفاس تهرب!
توقفت سيارة حامي أمام منزل لم تعرف عائشة هويته فسألت بهدوء: احنا فين؟

فتح الباب المجاور له ونزل من السيارة وكأنه لم يسمعها قائلا: انزلي.
حملت الصغيرة النائمة ونزلت بتأفف من السيارة ليسحبها من مرفقها إلى داخل هذا المجمع السكني استطاع الإحساس بضجرها من خلفه فأردف ببرود: متنفخيش.
أنا حرة.
هز رأسه نافيا وهو يقول بغضب: لا مش حرة واسمعي الكلام خلي ليلتك دي تعدي بقى.
رمقته بغيظ وهو يدق على أحد الأبواب وهي تقول: ياصبر أيوب.

فُتِح الباب لتجد سارة تقف أمامها فصرخت عائشة بإشتياق: سارة
أعطت عائشة الصغيرة لحامي واحتضنت الواقفة أمامها بحب قائلة بلهفة حقيقية: وحشتيني اووي.
قالت سارة بحب: انتِ كمان والله.
لاحظت الصغيرة فأخذتها قائلة بنبرة عالية حتى تستيقظ: ياليو، ياروحي.
فتحت الصغيرة عيونها على هذا الصوت المألوف لتصرخ منتفضة وتحضنها قائلة بفرح: مامي.
ابتلعت سارة غصة مريرة وقالت بألم: ياروح مامي.

قالت سارة لعائشة: ادخلي يا عائشة متقفيش على الباب.
استدارت عائشة ل حامي فأشار لها بالدخول قائلا: ادخلي مفيش مشكلة.
دلفت إلى الداخل وأنزلت سارة الصغيرة التي هرولت هي الآخرى للداخل فقال حامي وهو يراها تتبع أثرها: انتِ امها، الأم مش هي اللي بتولد وبس لا انتِ حميتيها من شر نادر وربتيها في حضنك علشان كده انتِ انها غصب عن أي حد.
ابتسمت لكلماته هذه وقالت بحذر: هي أمها تبقى أختك صح؟!

ابتسم قائلا: أمي زيك بالظبط ماولدتش كريمان لكن رضعتها وعاشت في حضنها سنين علشان كده هي كمان أم ليها ولينا بنت أختي واللي مقدرتش أقدمه لأمها هقدمه ليها، لينا تخصني من أول يوم رجلها دخلت قصري.
ابتسمت سارة عاجزة عن الرد فمن أمامها ليس إلا أسطورة كما قالت عنه يحمي الجميع ويتولى أمرهم.
قالت بشكر: بجد مش عارفة أقولك ايه، شكرا.
لا أنا مش عايز شكرا أنا عايز حاجة تانية.
سألته بإستغراب: ايه؟!

قال بدهاء: في التلاجة هتلاقي حاسم حاطط موز باللبن، صبي منه لعائشة واعملي نفسك انك عملتيه وتعبتي فيه وهي لازم تشرب واسقيها بقى على أد ماتقدري.
ضحكت وهي تقول بإستغراب: عائشة مبتحبش الموز باللبن صح؟
مبتحبهوش بس لو قولتلها انك عملتيه علشانها ولازم تشربه هتشربه كله، هنزل أنا اقعد مع حسام تحت متنسيش.

دلفت سارة بضحك بعد مغادرته وهي لا تستطيع كبت ضحكاتها على ما سيفعله بها فقالت عائشة بإستغراب: هو بيضحك اووي كده، اه مع دي بيضحك ودي بيسند ومعايا انا الزعيق والعصبية بيشتغلوا.
وجدت سارة تتجه نحو غرفة ما فقالت بنبرة عالية: ياساره رايحة فين؟!
هجيب حاجة نشربها استني.
بعد مرور وقت.

ارتشفت عائشة من الكوب بإنهيار وقد بدى الامتعاض على وجهها وبمجرد أن نظرت سارة لها رسمت الضحكة المزيفة قائلة: جميل جميل اووي ياحبيبتي، بس متسألينيش عن رأيي تاني دي المرة العاشرة اللي اقولك انه حلو.
صبت لها المزيد في الكوب قائلة برجاء: طب اشربي دول علشان اصدق.
صرخت عائشة: حراااام.
رمقتها سارة متصنعة الإستغراب: ايه اللي حرام؟!
قالت عائشة بنبرة باكية وهي تلتقط الكوب: حرام الحلاوة دي والله، في كده!

وجدت عائشة رسالة نصية على هاتفها ففتحتها مسرعة متصنعة الإنشغال بالهاتف عله ينجدها من هذه الكارثة فجحظت عيناها وهي تقرأ محتواها: يارب الموز باللبن يكون عجبك يا وحش.
شعرت وكأن دلو ماء بارد سُكِب فوقها وقالت بغيظ: سارة حامي هو اللي ورا الموز باللبن ده صح؟!
هرولت من أمامها صارخة: أنا اسفة والله.

رمقت عائشة الكوب بغيظ وكادت تبكي فهو حقا عاقبها فأكثر ما تبغضه في حياتها هذا المشروب والآن جعلها تتجرع منه الكوب وراء الآخر وبكامل إرادتها.
جلبت سارة لها المياه قائلة بضحكات عالية متزعليش.
انتشلت عائشة الماء رامقة إياها بعتاب لتقول سارة مغيرة الحديث: أنا هحكيلك بقى على كل حاجة بما ان لينا بتلعب جوا.

قصت لها سارة كل شيء من البداية حتى هذه اللحظة فنطقت عائشة بدهشة: يعني لينا مش بنتك؟!، وحامي كمان عارف؟!
قالت سارة: بصي انتِ ممكن تخليه يفهمك لأني معرفش أي حاجة كل ده انا سمعت منه حجات الموضوع كله حامي يقدر يفهمهولك.
سألتها عائشة بجدية: طب ياسارة أنا مش شايفة أي سبب انك ترفضي حسام بعد كل اللي عمله معاكي ده.
أنا خايفة يحصله مشاكل بسببي مع اهلي وكمان عدتي من نادر بعد ما كسبت قضية الطلاق لسه مخلصتش.

أردفت عائشة بإستنكار: عدة ايه؟!، انتي لو كلامك مظبوط ان كريم ابن نادر على الورق بس وانه في الأصل ابن رضوان يبقى انتِ ملكيش كدة اصلا.
سألتها سارة: يعني ايه؟!
استفسرت عائشة: انتِ لما اتجوزتي نادر كنتي تعرفي انك حامل من رضوان ولا لا؟!

قالت بضيق: لا مكنتش اعرف ولما عرفت اني حامل كنت متجوزة نادر وساعتها الموضوع مشي ان الولد ابن نادر ونادر ساعتها مقاليش عن شكوكه علشان كانت هتبقى فضيحة كبيرة ليه وتوقع اسمه في السوق.

سارة متزعليش مني بس أنا مش عارفة انتِ ازاي ماتعرفيش، انتِ كده جوازك من نادر اصلا باطل يعني ملكيش عدة، انتي كده اتجوزتي نادر في شهور عدتك لأن عدة الحامل تنقضي بوضعها لحملها وانتِ اتجوزتي اصلا قبل ماتولدي يعني جوازك منه باطل بس طبعا طبقا للقانون مش هتقدري تتجوزي دلوقتي لأن كريم قدام الدنيا كلها ابن نادر مش رضوان فا بالنسبة ليهم جوازك منه صح ولازم تستني عدة.

قالت سارة ببكاء: أنا مكنتش اعرف ان الحمل ده من رضوان وحتى لما عرفت بعد كده مجاش في بالي خالص ان جوازي من نادر يبقى باطل.
صرخت بقهر: أنا حياتي كلها عك وأنا اللي حطيت نفسي فيه أنا مااستاهلش اتجوز واحد زي حسام.
ربتت عائشة على كتفها هامسة: اهدي علشان البنت جوا، اهدي وكل حاجة هتتحل بإذن الله، أنا معاكي وجمبك اهو.
في نفس التوقيت.

جلس حسام مقابل حامي في هذه الغرفة فقال حامي بتأفف: ملقتش حتة أعفن من دي شوية تقعدنا فيها.
انت مش قادر تقعد فيها نص ساعة أنا ببات بقى فيها علشان سايب شقتي لسارة.
رفع حامي حاجبه ونطق بمكر ضاحكا: سارة قولتلي بقى.
قدم حسام له كوب الشاي الساخن المنكه بأوراق النعناع قائلا بضحك مرتبك: اشرب الشاي ياحامي.

قال حامي بجدية: خلينا في المهم دلوقتي، عدنان والسيد زيدان شركاء مع واحد في شركة أغذية طبعا الشركة دي ستارة على الشغل الوسخ بتاعهم.
هز حسام رأسه فتابع حامي: صاحب الشركة كان عامل حفلة بمناسبة انضمام شريك جديد ليهم.
سأله حسام: مين الشريك ده؟!
قال حامي بتخطيط: رضوان، بس رضوان مجاش الحفلة علشان كان معمول عليه حفلة تانية في مكتبه.
قال حسام ضاحكا: وطبعا عدنان والسيد زيدان عرفوا الشريك الجديد؟!

لا ميعرفوش، عدنان لو عرف مش هيبقى عنده مشاكل لكن السيد زيدان مستحيل يوافق على الشراكة دي بسبب عداوته مع رضوان من زمان ولو وافق هتبقى لعبة وعرف رضوان يلعبها صح؟!، أنا عارف اللعبة دي بس محتاج أتأكد ان السيناريو اللي رسمته هو اللي هيحصل وبعدها هتعامل.
سأل حسام مجددا: طب وبالنسبة ل أشواق البنت اللي قالت عن اللي شافته عند عدنان، البنت دي هتكون خيط مهم جدا في توقيع اللي وراهم.

هز حامي رأسه هاتفا: بالظبط كده، ورضوان حاليا مش مآمن لنادر كل واحد فيهم مستني الضربة من التاني ومع ذلك بيشتغلوا مع بعض بس اللي انا متأكد منه ان رضوان بيأمن نفسه من ناحية نادر وده اللي مخليني شاكك ان الشخص اللي سارة قالت انه جري وراها هو واحد تبع رجالة رضوان بس المشكلة اني مفيش معايا ولا حاجة تدلني.

قال حسام فجأة بتذكر: انا افتكرت حاجة كده حصلت لما كنت في البيت عند سارة انا استغربت منها بس دلوقتي جت على بالي وشاكك انها ممكن تساعدنا.
انتبهت كافة حواس حامي له ليسمع منه مايمكن أن يكون خطوة لمساعدته في طريقه.
بذلت عائشة قصارى جهدها لتجعل سارة تهدأ وفي النهاية صرخت بيأس: يا سارة بطلي عياط بقى أبوس رجل اللي جابوكي أنا جالي اكتئاب حاد في حياتي.
رمقتها ببكاء قائلة: ده بدل ماتواسيني؟!

وأنا بعمل ايه يا سارة دلوقتي ما انا متنيلة بواسيكي اهو.
قطع حديثهم اتصال هاتفي من رقم مجهول فقالت عائشة: اهو شكلي أنا اللي هحتاج اللي يواسيني، الأرقام الغريبة دي بترعبني.
أجابت بهدوء: ألو سلام عليكم
أجاب الطرف الآخر وقد كان صوت انثوي: عليكم السلام، اكلم مدام عائشة؟!
أنا عائشة، خير مين حضرتك؟!
قالت المتصلة بحذر: أنا صابرة عيد مراة الأستاذ عبد الصبور اللي كان ماسك قضية موت والدك ووالدتك.

احتدت نظرات عائشة وبدا الاشمئزاز جليا على وجهها فتابعت المتصلة: قبل ماتقفلي في وشي، مش عايزة تعرفي ايه السبب اللي خلى جوزي يسيب القضية
؟!
قالت عائشة بغضب: لا مش عايزة اعرف ولا حتى عايزة اعرف سبب اني جتله لحد البيت ورمتيني برا، حسابكوا عند ربنا، والموضوع فات عليه سنين وانا مش عايزة افتحه ومش مسموح لأي حد يفتح حاجة تخصني من غير إرادتي.

اختتمت المتصلة لتلقي قنبلتها: حتى لو عرفتِ أن السبب هو جوزك حامي باشا العمري.
جحظت عين عائشة وهزت رأسها بعدم تصديق ورفض واستنكار لهذه السموم التي لا تترك فرصة إلا وتدخل لحياتها لتسلب أملها وتبدله بألمها والآن لتصفع حبها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة