نوفيلا الحب لا يعرف عمرا للكاتبة سدرة أمونة الفصل الثامن
فتحت عيناها ببطئ اصبحت تنظر بذهول ما هذا المكان؟
كانت الغرفة صغيرة نوعاً ما يوجد بها كنباية و تخت خزانة و بالجانب يوجد مغسلة و فوقها رفان للإناء
و بنصف الغرفة يوجد مدفئة مشتغلة
نهضت قليلاً وهي تتذكر ماذا حدث: لك شو صاير وين انا؟ انا بتذكر اخر مرة كنت بقلب المي(تكلمت بصوت عالي)في حدا هون، لو سمحتو حدا يرد.
ولكن لم تجد الرد نهضت و خرجت الى الخارج و كانت الاشجار تحاوطها بكل مكان سمعت نباح الكلاب قويً نظرت بجانبها شاهدت كلبان كبيران جداً
تراجعت الى الوراء و اصبحت تصرخ بهسترية: يااااااااااااااااا
و الكلبان يقتربان منها اغمضت عيناها وهي تردد الشهادة
ولكن فجأة هدءان و تراجعان الى الوراء فتحت عيناها ببطئ و خوف شاهدت رجل بالستون عامً واقفً مقابلها
وضعت يدها ع قلبها الذي يخفق بسرعة من الخوف.
اتى و ثيابهُ مبتله من ماء المطر اقتربت منهُ بلهفة: شو صلاح
صلاح بيئس: ما شفتها ولا حتى لاقيت الها اثر
هنادي بدموع: لك وين بدا تكون
صلاح: اتصلتي برفقاتها؟
هنادي: ما عندها الا رفيقة وحدة و ما الها بالعادة تروح لعندها بدون ما تقول
صلاح: اتصلي انشالله منشوفا هنيك
هنادي امسكت هاتفها و اجرت اتصال ل ديمة اتاها صوتها: كيفك ديمة
ديمة بابتسامة: اهلا خالتو الحمدلله
هنادي: شو بدي قلك جوى عندك
ديمة: لا.
هنادي: طب ما شفتيها اليوم؟ و قالتلك بدا تروح ل محل
ديمة: اي شفتها كنا بالمدرسة و بعدها قالتلي بدا تروح ع البيت، ليش خالتو هي ما اجت
هنادي بدموع: لا والله يا ديمة
ديمة بصدمة: وين بدا تروح
هنادي: ما بعرف قلبنا الدنيا عليها ما شفناها
ديمة بخوف: يالله طب خالتو ما تصلتو برقمها؟
هنادي: تليفونها هون
ديمة: اي صح كانت بالمدرسة، اي خالتو انا كمان رح دور عليها و انشالله منشوفها
هنادي: يارب.
جوى بترقب: انا شو جابني لهون؟
اتى و بيدهِ كأسان من الشاي و جلس مقابلها: كنت عم اتمشى شفتك عم تنزلي بقلب المي صرت احكي معك بصوت عالي بس انتي ما سامعتيني و وقت شفت المي طمرتك وانتي ما بقى تتحركي نزلت و انقذتك ع اخر لحظة
جوى بحزن: شكراً عمو
العم احمد: ولو يا بنتي هاد واجبي، بس انتي ليش بدك تنتحري، لاني هاد اسمو انتحار
جوى بصوت مهزوز: ولشو هالعيشي اذا ما حدا بيحبك.
العم احمد بهدوء: انا ما بعرف شو صاير معك، بس بدي قلك هالكلمتين و حطيهن حلقة بأذنك، مهمى كانت الدنيا قاسية عليكي خليكي انتي اقوى منها لسه انتي بأول عمرك و مطبات كتيره قدامك ما من اول مطب بدك تنتحري، ربنا حرم الانتحار بتعرفي ليش
جوى: لا ليش؟
العم احمد: لاني ربنا خلقنا بهي الدنيا كامتحان ل النا لحتى ننجح بدنا نصبر اذا ما صبرنا رح نخسر و نضل زعلانين طول العمر، والفرحة ما بتجيكي طبق من ذهب بدها اصرار و اجتهاد الصبر لحتى تحسي فعلاً طعم الفرحة حلوة كتير و ربنا رح يحققلك يلي بتتمني بس روءي ع رزقك
جوى بابتسامة: والله يا عمو كلامك بيرد الروح
العم احمد بادلها الابتسامة: شكرا يا بنتي وهلئ التليفون قدامك اتصلي بأهلك مشان ما ينشغل بالن عليكي.
جوى بحزن: معليش عمو ما بدي احكي معن هلئ
العم احمد: يا عمو هلئ بيكونو اهلك قالبين الدنيا عليكي و ما بتعرفي شو صاير معن اتصلي و قوليلن انك بخير بتبردي قلبن نتفه
جوى: ماشي.
رن جرس المنزل ذهبت هنادي بلهفة وهي تقول: يمكن جوى
فتحت الباب شاهدت ديمة: مرحبا
هنادي: اهلين بنتي تفضلي
دلفت الى الداخل و القت السلام ع صلاح جلست ع الكنبة: شو ما عرفتو عنا شي؟
صلاح بحزن: لا والله
هنا رن هاتف ديمة برقم مجهول ردت ع الفور: الو
جوى: ديمة انا جوى ليكي سمعي لا تشلقي حدا انو انا
ديمة: ليش؟
جوى: هيك هلئ المهم كيف الوضع عندك؟
ابتعدت ديمة عنهم قليلاً: قالبين الدنيا عليكي
جوى: كلن؟
ديمة: اي كلن، وين انتي
جوى: مابعرف بس اذا بدك تجي لعندي ما بتخبري حدا نهائياً
ديمة: ماشي عطيني العنوان
جوى: هلئ بعطيكي هي، و مجدي عنا؟
ديمة: لا بس سمعت عم يدور عليكي
جوى بسخرية: يكتر خيرو طلع خايف عليي
ديمة: ليكي انا بكرا الصبح جاية لعندك عطيني العنوان
انهت المكالمة معها جلست ع الكنبة بهدوء: خالتو وين تليفون جوى
هنادي: بغرفتها قايمة جيبو
صلاح بترقب: ليش بدك هو؟
ديمة: بدي شوف اذا فيه شي يدلنا عليها.
هنادي اتت و بيدها الهاتف: تفضلي هاد هو
اخذت الهاتف و فتحتهُ اصبحت تبحث ع اسمهُ حتى وجدتهُ
امسكت هاتفها و نقلت الرقم دون ان يلاحظ احد عليها.
جالس ع الرمال وهو ينظر الى البحر بصدمة لماذا فعلت بنفسها هذا؟هل يعقل انا سبب فعلتها؟و الف سؤال اصبح يدور في ذهنه
رن هاتفهُ و قطع هذه الافكار رد دون ان ينظر من المتصل: مين
ديمة: سيد مجدي؟
مجدي: اي
ديمة: انا ديمة رفيقة جوى
مجدي بصوت مهزوز: اهلا
ديمة: رح قلك شغلة بخصوص جوى بس وعدني ما حدا يعرف
مجدي بترقب: شو هو
ديمة: الاول وعدني
مجدي بنفاذ الصبر: خلص وعد، بس شو هو
ديمة بابتسامة: جوى مختفية.
مجدي بصوت كاد ان يسمع: ما مختفية جوى نتحرت
ديمة بصدمة: شو؟ ايمت لحقت
مجدي: ما بعرف وانا عم دور عليها شفت للفاحتها يلي لابستها اليوم ع الرمل
ديمة: وايمت شفتها؟
مجدي: من ساعة
ديمة بابتسامة: معناتا انت غلطان لاني حكتني من خمس دقائق
مجدي نهض بلهفة: بربك، وينها
ديمة بمكر: لا مافيني قول لاني وعدتها
مجدي بصوت عالي: هلئ بدينك اتصلتي فيني بس مشان تقولي هيك
ديمة بضحكة خفيفة: روء حنيش خليني كمل حديثي
مجدي: تفضلي.
ديمة: لا ما بيصير ع التليفون انا رح قابلك بالكافيه بكرا الساعة ٩
مجدي وضع يدهُ ع وجههِ بضيق: مع اني ما عندي صبر اتحمل لبكرا بس رح جيبو و اتحمل لل٩
ديمة: ماشي جيبو و الكافية(، )
مجدي: تمام.
جوى بترقب: عمو انت عايش لحالك هون؟
العم احمد: اي
جوى: ما تزوجت؟
العم احمد: لا
جوى بربع ابتسامة: اذا ما كان فيه احراج ليش؟
العم احمد بهدوء: لاني كنت بحب وحدة رحت و طلبتها من اهلى ما وافقو لاني فقير قررت اطلع برا البلد و اشتغل مشانها و سنة وراها سنة مرت عشر سنين وانا بالغربة ما نزلت ع البلد ابداً، صار معي مصرات كتيرة نزلت ع البلد و انا مبسوط بدي اتزوج البنت يلي بحبها و افتح مشروع حلو بهالمصرات.
نزلت و ياريتني ما نزلت،.
جوى: ليش؟
العم احمد بحزن: لاني ماتت كانت مرضانة بمرض خبيث كتير و ماتت منو، زعلت عليها كتير، و مصراتي نسرقو، و صفيت ع الحديدة، من بعد ما صار هيك تركت العالم كلو و اجيت لهون ع هاد البيت يلي معزول عنن
جوى بحزن: الله يرحمها
العم احمد: لهيك يا بنتي لا تضيعي حالك و تمسكي بيلي بتحبيهن لاني ما بتعرفي ايمت بيروحو، حتى لو كنتي مجروحة منن
جوى: وحتى لو هالجرح كان غميق كتير و بيكرهوك.
العم احمد: مافي شي اسمو بقانون الحب كره بيجوز انتي تشوفي هالشغلة كويسي و مرتاحة فيها و هني متاكدين رح تكون سيئة عليكي لاني هني شايفنها من كل اطرافها و انتي شايفتيها من طرف واحد، الواحد وقت يعصب بيجرح بالكلام و وقت بدو يأثبت انو هاد الصح و الشخص يلي قدامو ما عم يفهمو فبيطلع معو كلام بيجرح مشان يبعد مو لاني بيكرهو
جوى نظرت الى الخارج عبرة النافذة و اصبحت تكبت دموعها و كلامته ترن في اذنيها.
في صباح يوم التالي
كانَ واقفً مقابل سيارته و يشرب السيجارة بشراهة ينظر بأعينه الذي لا تعرف النوم طيلة الليل ع الطريق الذي بمتل بماء المطر
وصلت اليه و ابتسمت بخفوت: صباح الخير
مجدي بإرهاق: صباح النور
ديمة: تأخرت عليك اسفة
مجدي: عادي انا هون من مبارح
ديمة بذهول: و ما نمت؟
مجدي: من وين النوم بدو يجي وانا ما بعرف وينها
ديمة نظرت الى المقهى: شكلن لسه ما فتحوها، بس مو مشكلة رح قلك وينها هون.
مجدي فتح باب السيارة: تفضلي قعدي هون
جلست ديمة بداخل السيارة وهو جلس بجانبها بكرسي القيادة: تفضلي احكي
ديمة: جوى هي بخير مبارح حكيت معها قبل ما احكي معك و قالتلي وين هي ب(، )
مجدي بصدمة: شو اخدها لهنيك
ديمة: مابعرف لاني قالتلي تعي لعندي و بتعرفي كلشي، وعدتها روح لعندها اليوم الصبح
مجدي بذهول: ياربي شو صايرلها ليش هيك عم تعمل
ديمة: مجروحة
مجدي: من مين؟
ديمة: منك انت، لاني رفضت حبها النقي.
مجدي: لك انا ما رفضتو، انا كمان بحبها و من زمان يعني تخيلي ربيتها ع ايدي و صرت متل خيالها تعلقت فيها كتير و قلبي عشقها مو بس حبها ما بعرف كيف يمكن الله كاتب لحتى اتعذب بحب بنت ما عم اغضر قلها
وانا قررت شيل هي الافكار،
ديمة: ليش؟
مجدي: فرق العمر يلي بيني و بينها، ولأني بحبها ما بدي اخرب حياتها كرمال انانيتي و كرمال مراهقتها
ديمة: بس جوى بتحبك مو حب مراهقة لا حب متل مجنون ليلى و فينك تسميها مجنونة مجدي.
مجدي بصوت مهزوز: خلص بكرا الله يبعتلا ابن الحلال ينسيها حبها
ديمة: ليش فكرك جوى رح تقبل تتزوح حدا غيرك
مجدي: وانا ما بدي كون اناني
ديمة: هاد مو اسمو انانية هاد اسمو حب
مجدي مسح وجههُ بيديهِ ليهدء قليلاً: بدك تروحي لعندها؟
ديمة: اي، وانا اجيت قلك مشان كمان انت تروح
مجدي: ليش هي قالت هيك؟
ديمة: لا هي ما بتعرف
مجدي: معناتا ما بدي عكرلا مزاجها.
ديمة: روح و شوفها قلا انك بتحبها لا تتركها من ايدك اذا فعلا بتعشقها، لا تخلي اليئس يبني جدار بينك و بينها كرمال فرق العمر، حاول الدنيا مارح تعطيك الفرص ممكن بكرا وقت تستعد قوتك مشان تواجهها هي تكون متزوجة، و الدنيا مارح توقف و العمر عم يمشي بسرعة، فكر منيح.
مجدي اخذ نفس عميق و اخرجهُ بهدوء و قرر ان يواجهها، اشغل السيارة و سار الى المكان الموجودة بها.