قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل الثاني والثلاثون

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل الثاني والثلاثون

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل الثاني والثلاثون

فتحت شهد الباب لتجد محسن امامها يحمل حقيبته ولكن بمفرده، خرجت منها شهقة بخفوت واضطرب كيانها ثم ظلت تعود للخلف بخطوات بطيئة بينما كان محسن يرمقها بنظرات هادئة، حانية لأول مرة تراها شهد في عيونه، ظلت محدقة به بصدمة وخوف وهي تنظر في عيناه كأنها تبحث عن نيران الغضب التي كانت دائمًا تشع من عيناه ولكن فشلت في إيجادها، بعد لحظات من الصمت وسمع نسمات الهواء فقط، تحدث محسن بهدوء حذر قائلاً..

اية ياخيتي ماهتجوليليش ادخل
كان صدرها يعلو ويهبط من الخوف، وكانت في حيرة شديدة من امرها، تسمح له بالدخول لأنه يظل اخاها، ام تطرده وتشعر بالذنب إتجاهه، تغلبت عليها عاطفة الأخوة والحنان وتمتمت بهدوء يشوبه الخوف قائلة..
أدخل، بس آآ انت عايز مني اية تاني
أبتسم محسن أبتسامة سخرية على حاله الذي اصبح مثير للشفقة، والده بين الحياة والموت وشقيقته الوحيدة تخشاه وترتعد من رؤياه كأنه وحش مفترس سايؤذيها..!

هتف بصوت متحشرج قائلاً بأطمئنان..
ماتخافيش ياخيتي، انا ماجايش أذيكي ولا ارجعك غصب عنك
هدأت شهد قليلاً واختفت نظرات الخوف من عيناها، هي على يقين تام أن محسن ليس بمخادع لهذه الدرجة، وأنه رغم كل شيئ ينفذ ما يقوله مهما كان..
نظرت له بهدوء ثم قالت بتساؤل قائلة..
امال جاى ليه يا محسن؟!

دلف بخطوات هادئة للداخل وأبتعدت شهد لتفسح له الطريق، وأغلقت الباب ثم إتجهت نحوه وجلسوا سويًا على الأريكة، ظلت شهد تنظر للأرضية وهي تفرك اصابعها بتوتر، كانت قلقة من مجيئ محسن المفاجئ، مؤكد أن هذا الموضوع ليس بالهين ليجلبه كل هذه المسافة..
تنهد محسن وهو يقول بحزن..
أبوكي يا شهد
نظرت له شهد بسرعة وبهلع وهي تهتف بتوجس قائلة..
أبويا ماله يا محسن ماتقلقنيش.

مهما يظل هذا أباها الذي جلبها لهذه الدنيا، من الأساس كانت شهد تعشقه برغم كل ما فعله معها، كان كل ما يؤلمها هو ابتعادها عن قطعة من قلبها، شعرت بنغزة مؤلمة في قلبها كأنه يتألم حقًا، ثم نظرت لمحسن الذي كان وجهه خالي من اى مشاعر ثم استطردت بلهفة وقلق قائلة..
ارجوك يا محسن تقولي ابويا ماله، سكوتك دة بيقتلني ويخوفني اكتر.

أخذ محسن نفسًا عميقًا وزفره على مهل، كحركة أستعداد للعاصفة القوية والمؤلمة التي سيهبها على شهد الان ثم تابع بألم قائلاً..
ابوكى عنده القلب يا شهد وف مرحلة متأخرة جدًا والدكتور قال إنه هايعمل العملية هنا و، ونتيجتها مش مضمونة.

كانت شهد تحدج به بصدمة وقد خلت تعابير وجهها من اى مشاعر، كان نظره هو الاخر معلق عليها ليرى مدى تأثيرها ليجدها لم تظهر اى شيئ سوى النظر له بصدمة وفي عيناها بريق لامع ولكن انطفئ الان وهي فاغرًة شفتيها، إبتلعت ريقها برعب حقيقي وهي تتساءل..
ق قصدك، قصدك اية يا محسن
نظر لها محسن بقوة ثم أردف بصوت صلب قائلاً..
قصدى انتي لازم تيجي تشوفي ابوكى يا شهد، هو نفسه يشوفك.

تلقلقت الدموع في أعينها البنية ليعطيها لمعان خافت، وفجأة نظرت له بشك وهي تهمس بخوف..
انت مابتكذبش عليا يا محسن صح؟
تأفف بضيق شديد وهز رأسه مؤكدًا ثم زمجر فيها بغضب قائلاً..
ودة وجت هزار يا شهد او كذب وبعدين انتي تعرفي عن اخوكي انه كدة؟!، انا لما بكون هاعمل حاجة بعملها علني يابت ابوى.

لمست الصدق في نبرة صوته الغاضبة، ولكنها أرادت ان يكون كاذب، لم تريد تصديق ما يحدث، عضت على شفتها السفلية بغلب وقلة حيلة وقد زادت الدموع في عيناها وهي تتمتم بحنو..
لا يا بابا لا ارجوك اوعي تسيبني زى ماما اوعي
عَلَي صوت هاتفه معلنًا عن إتصال، لملم عبائته ليخرج الهاتف من جيبه ثم اجاب ووضعه على اذنه ثم قال بصوت قاتم..
الووو يا عمي خير.

ابوك تعب يا محسن زيادة وجبناله الدكتور وجال ( قال ) إنه لازم يعمل العملية ويسافر القاهرة بسرعة، واحنا بنجهز كل حاجة وهانجله بالأسعاف
ياارب، طب انا اجي ولا اعمل اييية بس ياربي
لا لا خليك ف اى حته لما احنا نيجي احنا كدة كدة هانتحرك بطيارة خاصة النهاردة بعد شوية، وهاتصل بيك اول ما نوصل
طيب طيب ياعمي وطمني الله يخليك
ماشي، سلام
سلام.

نهض وهو يضع هاتفه في جيبه مرة اخرى وينهض ومعالم وجهه لا تَدُل على الخير ابدًا، وحمل حقيبته بسرعة وكاد يتجه للخارج إلا ان اوقفته شهد وهي تسأله بأستنكار قائلة..
اية يامحسن ماشي كدة من غير ماتطمني ولا تقولي قالولك اية
كل إلى اجدر اجولهولك يا شهد إن ابوكي هايبجي هنا بعد كام ساعة وهاتصل بيكي اجولك احنا في اى مستشفي لو حبيتي تيجي تشوفيه
قالت شهد مسرعة بخجل: بس انا مش معايا موبايل يا محسن.

تنحنح بضيق وهو يفرك جبينه كحركة يعبر بها عن التفكير في حل سريع ثم عاود النظر لها مرة اخرى وهو يستأنف حديثه بتفكير..
خلاص هابعتلك اى واحد يجيبك معاه.

اومأت شهد بهدوء يعكس ما بداخلها الذي كان يشتعل ويزداد لهيبه مع كل كلمة يتفوه بها محسن، ولكنها جاهدت إن تظل ثابتة، كان لديها إيمان ان والدها يحبها للغاية ولن يتركها هكذا بسهولة، غادر محسن لتهوى هي على الأريكة وقد شرعت في البكاء الحاد وضميرها يلومها وبشدة على كل لحظة أضاعتها وهي مبتعدة فيها عن والدها، على كل وقت عصت فيه كلامه وإن يكن خاطئًا، على كل فرصة أضاعتها ولم تحتضن والدها فيها بقوة وتتمسك به، ولكن لن يفيد الندم شيئ الان، فلقد فات الأوان...!

كان عمر هو الاخر يسير في الشوراع بسرعة وشرود، حزن، ألم، اشتياق، يسير بسيارته بلا هدف، حتى أنه لم يكن منتبهًا للطريق، كان يتساءل، هل هذا إنتقام لكل ما فعلته في حياتي من قتل وجرائِم، هل هذا العقاب، ولكنه مؤلم، مؤلم للغاية أن تعشق شخص حد الجنون وتتألم على بعده وتكتشف أنه، خائن، اخذ يتساءل بداخله، كيف لم اكتشفها يومًا!، كيف كنت مخدوع وكانت غشاوة على عيني!، يا الله.

تُعد أول مرة يناجي فيها عمر ربه بصدق وحزن، وقد عرفت الدموع الطريق لعينه الان، مسح دموعه وإتجه بسيارته إلى صديقه الصدوق، البحر
نعم، فهو يعد الصديق الوحيد الذي يلجأ له عمر دائمًا ويحمل كل اسراره وهمومه صغيرة وكبيرة، وصل امامه بعد فترة ليست طويلة ثم ترجل من سيارته وأغلق الباب بأهمال وتقدم ووقف امامه ثم أبتسم ابتسامة مكسورة، وقد ظهر الصراع بداخله كأنه بدأ يحدث صديقه..

هي خائنة لا تستاهل الحزن عليها، والاخر يشعره أنه يوجد شيئ اضطرها لفعل ذلك فهذه لم تكن هند التي يعرفها اطلاقًا
ظل يحدث نفسه هكذا وهو مشتت للغاية.

بينما في منزل رضوى،
دلفت رضوى إلى غرفة مها بهدوء بعدما طرقت الباب عدة مرات ولكن لا يوجد مستجيب كأن مها في عالم اخر، نظرت إلى مها بحزن والي الهالات السوداء التي تكونت تحت عيناها ووجهها الذي كان مشرق اصبح ذابل وشاحب منذ مجيئها من مقابل حسن، وكانت تحمل صينية طعام بيدها ثم هتفت بلوم قائلة..
كدة يا مها بقالك يومين مابتاكليش ولا بتخرجي من اوضتك.

هذه هي طبيعة رضوى، تعامل من يسيئ لها بالحسني كما اوصانا رسولنا الكريم سواء كان اى شخص، فماذا عن شقيقتها الوحيدة؟، مؤكد إن خططت لقتلها وندمت وكانت بحاجة لمساعدتها لن تتأخر ابدًا، جلست على الفراش بجوار مها ووضعت الصينية على الكمدين المجاور للفراش ثم نظرت لمها التي كانت تحدق بالفراغ بصمت وهدوء تام، غير عابئة بأى شيئ حولها وإن كان صراخ طفلها وبكاؤه، رسمت رضوى الإبتسامة الطيبة على وجهها الأبيض ثم تابعت بحنان قائلة..

طب قوليلي حتى مالك يا مها، انا مهما كنت اختك الوحيدة، احنا ملناش غير بعض
أنتبهت مها إلى جملتها وكأن رضوى اصابت ما ارداته وسارت جملتها في الطريق الصحيح لقلب مها الذي اصبح مؤخرًا اسود من كثرة ما تفعله ليمس خيط الاخوة الحساس، امتلأت عيناها بالدموع وهي ترى الحنان والحب في اعين شقيقتها التي لطالما كرهتها ثم أرتمت بأحضانها وضغطت عليها بقوة كأنها تحتمي بها وقالت من بين بكاؤها الخافت..
تعبانة اوووى يا رضوى.

ربتت على ظهرها بلهفة حقيقة لتهدأها وهي تقول بتساؤل..
مالك يا حبيبتي احكيلي ماتخافيش
ابتعدت مها عن احضانها ببطئ ونظرت لها بهدوء، وبداخلها صراع بين أخبارها او عدم اخبارها، ولكن ماذا ستخبرها، هل ستقول لها بكل بساطة انا زانية يا شقيقتي والان احمل طفل في احشائى والده غير معترف به..! وها هي تنحدر للطريق الخاطئ وتقول بأرتباك..
مفيش يا رضوى، انا آآ بس يعني نفسيتي تعبانة اليومين دول.

رمقتها رضوى بنظرة شك ولكن حاولت تصديقها فأستطردت بأبتسامة صفراء قائلة..
طب يلا كلي بقا عشان اصدق
مها بتوتر لم تستطع اخفاؤه: ماشي يا رضوى، روحي انتي شوفي وراكي اية عشان ماعطلكيش وانا هاكل
نظرت لها رضوى بنصف عين وتابعت بمزاح كمحاولة لتخرجها من هذا المزاج السيئ قائلة..
طب على الله اجي الاقيكي مخلصتيش كل الاكل دة عشان هاضربك شكلي كدة بالخرطوم زى ماما زمان.

ابتسمت مها ابتسامة مسكورة واومأت برأسها موافقة بينما تنهدت رضوى ونهضت وإتجهت للخارج بهدوء واغلقت الباب خلفها، كانت مها تتعامل معها كالطفل الذي توافقه على اى شيئ حتى يبتعد عنها الان..
نظرت للفراغ بشرود مرة اخرى لتقول بهمس متوعد..
هأقتله، مفيش حل غير دة...!

بعد مايقرب من الثلاث ساعات وصل والد محسن مع شقيقه وبعض الرجال بطائرة خاصة وإسعاف إلى مطار القاهرة وتم نقله إلى مستشفي خاصة تابعة للطبيب المعالج، وتم تحديد ميعاد العملية التي ستصبح بعد ثلاث ساعات، أتصل محمد بمحسن الذي كان يجلس على نار في احدى الفنادق واخبره بمجيئهم وميعاد العملية لينطلق محسن على الفور إلى المستشفي، ورأى والده الذي كان بحالة سيئة للغاية، وقد تناسي امر شهد تمامًا، مرت الثلاث ساعات بسرعة رهيبة كأنهم ثلاث دقائق وحان موعد العملية، طلب والده ان يرى محسن ورفض الطبيب بعدم إجهاده ولكن بعد إلحاح شديد منه وافق على مضض ودلف له محسن بلهفة وجلس على احدى الكراسي الخشبية بجانبه ثم امسك بكفيه يده ونظر له بحزن وخوف وحنان، هتف الأب بصعوبة ووهن قائلاً..

محسن، اسمعني كويس يا ولدى
اومأ محسن برأسه موافقًا بسرعة وقد تكونت الدموع التي جاهد طوال حياته لعدم نزولها ابدًا في عيناه، فعاود والده النطق بصعوبة قائلاً..
خلي بالك من، م من شهد يا ولدى، امك وصتني عليها جبل ماتموت بس انا ماحافظتش ع الامانة، اوعي تعمل زيي يا ولدى وتظلمها او تجسي عليها، انتوا متبجاش ليكوا غير بعض، وانا هاروح لسعاد عشان وحشتني جوى.

هز محسن رأسه نافيًا بسرعة وهو يمسح دموعه ثم استطرد بصوت متحشرج قائلاً..
لا لا يابوى اوعي تجول اكدة، انت هاتعيش ان شاء الله وهاتشوف شهد
صمت لبرهه وقد ادرك مدى الغباء والنسيان الذي اصابه وخبط على رأسه بضيق وهو يحدث نفسه بخنقة قائلاً..
نسييييت ابعت حد لشهد
عَلَي صوته ليقول بتمني: يااارب يابوى تخرجلي صاغ سليم عشان انا مقدرش اكمل من غيرك.

هنا تقدم الطبيب منهم ونظر لمحسن ثم هتف بجدية ليعلن عن انتهاء جلستهم التي من الممكن والمحتوم ان تصبح الاخيرة قائلاً..
يلا يا استاذ محسن عشان العملية
اومأ محسن ونهض وهو يمسح دموعه التي سالت مرة اخرى بطرف اصبعه ليتقدم بعض الممرضات لنقل والده لغرفة العمليات وسط نظرات محسن ووالده الحزينة والتي يملؤها الاشتياق واليأس..

دلف إلى غرفة العمليات وهو يلقي نظرة اخيرة على الجميع كأنه يودعهم ويدعو الله في سره أن يغفر له اى ذنب ارتكبه..
أرسل محسن رجل لمنزل عمر ليجلب شهد وامره بالاسراع ليذهب الاخر بسرعة إلى المنزل الذي اخذ عنوانه من محسن..
طرق الباب لتفتح شهد بعد ثواني بلهفة كأنها منتظرة طرقه، نظرت له بتفحص ومن ملابسه خمنت انه المرسال قائلة..
انت إلى بعتك محسن صح.

اومأ الرجل موافقًا بتعجب وعقد حاجبيه السوداوين وهو ينظر لها، لتدلف شهد مرة اخرى بخطوات مسرعة اشبه للركض وهي تصيح قائلة..
خمس دقايق هألبس وهاكون عندك استني معلش عشان مينفعش تدخل محدش هنا.

زاد تعجب الرجل ولكن لم يعلق، هو عبد المأمور، ظل يتفحص المنزل بعيناه وقد ظهر بريق الانبهار من هذا المنزل الذي لم يراه سوى بالتلفاز، إلى ان اتت شهد وفي يدها المفتاح وخرجت بسرعة ثم اغلقت الباب بأحكام وساروا سويًا متجهين للمستشفي...

بعد ساعة تقريبًا وصلوا إلى المستشفي وتحديدًا إلى الطابق الذي به غرفة العمليات، لتجد شهد محسن وعمهت وهما في قمة توترهما، ازداد قلقها واقتربت منهم ببطئ، في نفس اللحظة خرج الطبيب من غرفة العمليات وقد بدى عليها الأسي والتعب ورفع الكمامة عن وجهه وهو ينظر لهم، فهتف محسن بتوجس قائلاً..
خبار يا دكتور انتوا ملحقتوش طمني
رد الطبيب بأسف: البقاء لله، احنا مكملناش العملية ووالدك توفي.

فجأة وجدوا ارتطام قوى بالأرض فنظروا ليجدوا شهد قد سقطت مغشيًا عليها...!

بعد وقت، في منزل عمر
وصل عمر إلى منزله وفتح الباب ودلف بهدوء ثم رمي المفتاح في المكتبة بأهمال وهو يوزع انظاره في جميع انحاء المنزل ليجد شهد تجلس على الأريكة وهي تنظر للفراغ كأنها جثة هامدة، وقد شحب وجهها الأبيض واصبح اصفر واحمرت عيناها، نظر لها عمر بتفحص وهو يقترب منها ودُهش للغاية ثم اقترب منها وجلس لجوارها ليتنحنح قائلاً بهدوء..
مالك يا شهد.

لم تعيره اهتمام وظلت كما هي ولم تنظر له حتى ثم ردت بأقتضاب قائلة..
مليش خالص
تنهد عمر تنهيدة طويلة حارة تحمل الكثير ثم تابع بهدوء ما قبل العاصفة قائلاً..
احنا في موضوع لازم نتكلم فيه يا شهد
لم تنظر له ايضًا واكتفأت بهز رأسها ليجز هو على اسنانه بغيظ وحدق بها بحدة ثم ادرف بحنق قائلاً..
انتي طالق يا شهد، طالق، طالق.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة