قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية من أكون للكاتبة أسماء صلاح الفصل العشرون

رواية من أكون للكاتبة أسماء صلاح الفصل العشرون

رواية من أكون للكاتبة أسماء صلاح الفصل العشرون

داعبت خصلات شعره و قالت: -كان في حوار كدا، مش هتدخل تنام
اومأ براسه و قال: -هدخل و انتِ انزلي و لا اقولك خليكي هنا
قام جاسر فتابعته هي لتسنده و قالت بتعجب: -جاسر هو انت شارب حاجه؟
لم يرد على سؤالها و دخل معها إلى الغرفة و القى بنفسه على الفراش، سألته قائلا: -مش هتغير هدومك.

لم يجيبها فذهبت اليه لتراه قد اغمض عيناه و تفاجأت به يمسك بمعصمها و جذب اليه حتى سقطت عليه، توترت ميرال و شعرت بدقات قلبها تخفق بشده.
نظرت اليه و قالت بارتباك: -جاسر...
وضع سبابته على فمها و قال: -بطلي رغي
اعتدلت لتنام بجواره و بعد ذلك وجدته ذهب في النوم، و فشلت في عدم التخلص من قبضته عليها فاستقرت بين ذراعيه.
استيقظ جاسر في الصباح و شعر بان احد ينام بجواره و قال بصدمة: -نهار اسود.

فاقت ميرال على صوته و حركته فجأة من جوارها، فسألها بجدية: -هو حصل اي؟ و انتي نايمه هنا ليه
-مفيش حاجه حصلت يا جاسر، انت بس كنت تعبان
نفخ جاسر و هو يغادر الفراش وقال بنفاذ صبر: -هو انتي مش هتبطلي حركاتك دي
نظرت له ميرال و أدمعت عيناها قائلة: -حاضر، خلاص انا اصلا مش هخليك تشوفني تاني و شكرا على مساعدتك ليا بس انا مكنش قصدي حاجه كل الفكرة انك كنت تعبان امبارح و درجة حرارتك مرتفعة.

قامت ميرال و اتجهت لتغادر و لكنه اوقفها قائلا: -يعني اي مش هشوفك تاني؟
التفتت ميرال له و قالت: -قررت اني أوقف لحد هنا، انا مش عايزة اعيش كل دا
-ايوه عايزة تعيشي في عالم لوحدك و تشوفي كل حاجه على مزاجك
ابتسمت ميرال بيأس و قالت بحزن: -لا يا جاسر لو مرة هواجه و قررت اروح مصحة عشان اكمل علاجي فيها
اقترب جاسر منها و قال بهدوء: -و ليه القرار دا؟ انتِ ممكن تتعالجي من غيرها...

قطعته ميرال و قالت: -بس اكيد المصحة افضل
-لا انتِ عايزة تهربي بأنك تروحي تقعدي في اوضه معزولة عن كل حاجه، و على دا مش هيعالج بالعكس
تنهدت ميرال و سقطت الدموع من عيناها لتقول: -انا بقالي كتير محستش بأني زعلانه كل المشاعر دي مكنتش عندي، انا كنت عايشه كشخصية تانية كنت معزولة عنهم برضو، عارف اديني بقيت احس انا مش عايزة ادرك كل الحاجات دي.
-لازم تعيشي و تواجهي مشاكلك و بعدين انتِ جيتي هنا ازاي؟

-معرفش افتكرت ان عيشتي الفترة دي و كنت عايزة اعرف مين دلال بس للأسف مجمعتش علاقتي بيها، أنا متلخبطه
امسك بيدها و رتب عليها قائلا: -ميرال انتِ ملكيش علاقة بدلال بس انتِ عيشتي فترة كفرحة، اللي هي انتِ برضو
نظرت له ميرال و قالت: -مبقتش عارفه انا مين؟
تنهد جاسر و قال: -ميرال مكنتش اقصد حاجه بس مكنش تطلعي
-جاسر دي مش اول مرة نكون لوحدينا فعادي و بعدين مكنش هينفع اسيبك تنام.

نفخ جاسر بضيق و قال: -لا ينفع و بعدين هو انا قولت حاجه امبارح أو حصل اي حاجه مش فاكرها
-احتمال بس انا مش هقولك
-عكيت يعني؟
ضحكت ميرال و قالت: -مش اوي بس انت كنت شارب حاجه
-متجيش تاني هنا لأنك مبقتش البنت اللي دلال اتعودت عليها لأنك ليكي حياتك، و بالنسبة ليا فلو عايزة يكون لينا علاقه ببعض فنكون صحاب
ابتسمت ميرال و قالت بتعجب: -صحاب؟!

-ايوه بس هنكون صحاب بس و اوعديني بأنك تنسى اي مشاعر من ناحيتي لو كان في يعني
نظرت له ميرال لتفكر فيما يقول و سألته قصدك اي؟
-قصدي اني هبقي مجرد مرحلة من المراحل اللي بتمري بيها خلال فترة علاجك.
-طب اعرف منين مثلا ان اللي بحس به دا بجد؟
-ميرال عايزاك تعرفي حاجه انا مش الشخص المناسب ليكي من الناحية دي، فعشان كدا بقولك اننا نكون صحاب
-ماشي، انا هروح عشان امبارح خرجت من البيت و محدش من أهلي يعرف.

-استنى هغير و هنزل معاكي.

عادت ميرال إلى البيت بعد أن قضيت وقت معه، و عندما دخلت وجدت اماني تسالها بحدة: -كنتي فين؟ على فكرة انا هبلغ ابوكي
نظرت لها ميرال بعدم اهتمام و اتجهت لتدلف إلى غرفتها و لكنها لاحظت عدي يجلس مع أحدهم فذهبت اليه و قالت: -عندنا ضيوف و لا اي؟
ابتسم عدي و قال: -لا يا ستي دا عادل صاحبي، اتعرفنا على بعض في روسيا
صافحته ميرال و قالت: -اهلا بيك، و على كدا انت بتدرس مع عدي.

قطعها عدي قائلا: -لا عادل اكبر مني بكتير
تعجبت ميرال و قالت: -و ازاي صحاب؟
نظر لها عادل و قال: -و انتي عمرك مصحبتي حد أكبر منك يعني؟
ابتسمت مجاملة و قالت: -لا عادي بس بسأل بس، بعد اذنكم.

قام عادل ليقف بالخارج و يرد على هاتفه قائلا: -اديني دخلت البيت زي ما قولت بس الموضوع مقلق دا بيت لوا و.
قطعه الطرف الآخر و قال: -كلهم هيكونوا تحت رحمتك، انت معاك عدي ناقص الأمورة اخته
تنهد عادل و قال: -اها بس شكلها ناصحة و أسالتها كتير و المشكلة ان عدي مش بيجيب سيرتها كتير
-عادي اتصرف يا عادل، و خلص الموضوع زي ما اتفقنا و مش عايزاك تطول
-تمام.

بدأت الأوضاع تستقر نوعا ما و فك إكرام الحصار عنها و كانت تقضي معظم وقتها و هي تحدث جاسر، و لكنها كانت تلاحظ زيارات عادل المتكرر لهم و نظراته إليها و لكنها كانت تتجاهل ذلك.

فارس بسخرية: -يا عم رد عليا و سيب التليفون ميرال مش هتطير
ترك جاسر الهاتف و قال: -نعم؟
-جاسر أنا ملاحظ انك يعني...
قطعه جاسر بجدية و قال: -لا عادي مفيش حاجه و احنا بقينا صحاب
-ايوه ما انت عملت كدا عشان متعود على وجودها في حياتك و مش عايزاها تبعد و بعدين انا شايف مش هي بس اللي عندها مشاعر
نفخ جاسر بضيق و قال: -انا هروح، عايز حاجه؟
تنهد فارس و قال: -هتوصلني لاني مجتش بعربيتي انهاردة.

كانت ميرال تخرج من المنزل و وجدته أمامه فقالت: -عادل؟ عدي في انتظارك، رايحين فين كدا؟
ابتسم عادل و قال: -خارجين، ما تيجي معانا
-لا انا رايحه اشتري شوية حاجات و هرجع
-براحتك بس مش هيجري حاجه لو لبستي و جيتي معانا هتبسطي اوي و تغيري جو
-مرة تاني بعد اذنك.
ذهبت ميرال في طريقها و لكن بعد سيرها بدقائق وجدت حازم أمامها يقف أمام سيارته و يبدو عليه الغضب و قالت: -انت بتعمل اي هنا؟

-مين الواد اللي كنتي واقفه معاه دا؟
- و انت مالك؟
سحبها حازم من ذراعها و قبض عليها بعنف وقال: -ميرال، حاولي تتكلمي بأدب
ميرال بعصبيه: -ابعد عني يا...
قطعها حازم بصفعة على وجهها و قال بحدة: -انا هيبقى ليا كلام مع ابوكي و عموما احنا حددنا ميعاد الفرح.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة