قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية من أكون للكاتبة أسماء صلاح الفصل الحادي والعشرون

رواية من أكون للكاتبة أسماء صلاح الفصل الحادي والعشرون

رواية من أكون للكاتبة أسماء صلاح الفصل الحادي والعشرون

نظرت له ميرال و هي تضع يدها على خدها بصدمة و قالت: -تبقى بتحلم يا حازم، و ايدك اللي اتمددت عليا دي هدفعك تمنها و هوديك في ستين داهية
غادرت ميرال من أمامه و هبطت الدموع على وجنتها، ركل السيارة بقدمه و قال: -عايز اشوف هتعملي اي؟
ظلت تسير بمفردها إلى أن استقرت امام باب شقته كانت مترددة في طرق الباب و لكنها كانت تحتاج لاحد تتحدث معه، دقت الجرس و فتح لها و سالها بقلق: -ميرال؟
-انا...

سحبها من معصمها ليدخلها و قال: -تعالي، اقعدي و بعدين قولي في أي؟
سالت الدموع من عيناها، اعطي لها مناديل لتجفف دموعها و قال: -في أي؟
-انا اسفه بس...
قطعها قائلا: -في أي يا ميرال، اي اللي حصل؟
-فاكر دنيا طلع ليها علاقه بحازم و معنى كدا ان حوار الاغتصاب و القرف دا هو اللي كان وراه و طبعا محدش هيقدر يعمله حاجه، و دلوقتي قابلني و انا رايحه اشتري حاجه و اتخنقنا و قال انه حدد مع بابا ميعاد الفرح.

نظر لها جاسر و لاحظ احمرار وجهها و قال هو يضع يده على وجهها هو مد ايده عليكي؟
أدمعت عيناها و عادت للبكاء مرة أخرى، سحبها اليه ليضمها إلى صدره و رتب عليها بحنان قائلا: -اللي يشوفك و انتِ بتعيطي كدا مشوفتش اللي بتعملي
ابتعدت ميرال عنه و قالت: -بعمل اي؟
-و لا حاجه، انا ممكن اخلصك من حازم
-ازاي؟
-سهله، هو شاغل اي؟
-ظابط
ابتسم ببرود و قال: -تمام
-جاسر انا مش عايزاك تعمل مشاكل معاه لأنك معرفهوش.

-هنتعرف عادي، قومي اغسلي وشك
قامت ميرال و دلفت إلى المرحاض لتغسل وجهها، و أخذت بعض المناديل الورقية لتجفف وجهها و عندما خرجت اتجهت إلى المطبخ و قالت: -بتعمل اي؟
-قهوة، لو جعانه.
قطعته ميرال و قالت: -لا، عارف بشرب القهوة اي و لا؟
-مظبوطة
ابتسمت ميرال و قالت: -بقيت تعرف عني حاجات كتير
نظر إليها ليشرد في تلك الابتسامة، أشارت له قائلة: -روحت فين؟

فاق من شروده و اعطي لها مج القهوة فقد انتهت الماكينة من اعداده و قال: -هو انتِ رافضة حازم ليه؟
-مبحبوش و مش هحبه بعد اللي بعرفه عنه دا
نظر إليها و قال: -مش يمكن عشان حاطه حد في دماغك
-و قبل ما يظهر الحد دا كان رافضي لي موجود
تنهد جاسر و قال: -ميرال حاولي تشوفي اللي حواليكي بنظرة تاني، يعني عيشي قصة حب اخرجي صحبي ناس جديدة
-انت عايز تبعد؟

نظر لها باستغراب فهو لم يقول ذلك و قال: -انا مجبتش سيرة دا و بعدين احنا مش مرتبطين عشان نبعد
صمتت ميرال و غادرت المطبخ، تابعها هو و قال: -مش كل لما اقولك كلمة تمشي، احنا.
قطعته ميرال و قالت: -عشان انا مجنونة و عشان...
قطعها جاسر و قال بجدية: -مش عشان حاجه يا ميرال، احتمال تكون المشكلة عندي انا و بعدين مش كل اتنين بيتقابلوا لازم يدخلوا في علاقه.

ابتلعت ريقها و قالت: -عندك حق، و انا مش عايزة اشوفك و لا عايزة نبقى صحاب لاني مش عارفه اشوفك صاحب و زي اخويا بس، عارفه انه منطقي جدا انك ترفضني لانه مينفعش، و في الأول و الاخر هفضل في نظرك واحدة شوفتها في الشارع و سلوكها مكنش عاجبك و في اكتشفت انها مريضه فعطفت عليها.
قامت ميرال و اتجهت لتغادر، اوقفها قائلا: -انا مش هقولك حاجه على كلامك بس انا مش رافضك.

التفتت ميرال اليه و اقتربت منه و قالت: -مش فاهمة
-يعني انا فعلا كنت عايز اساعدك عشان تقدري تتعاملي عادي و تبقى انسانه طبيعة لأنك وسط الحالات بتاعتك كنتي هتخسري حاجات كتير منها نفسك، يمكن حالة فرحة مكنش فيها خطورة بس الحالة التانيه كان فيها حتى انا معرفش موضوعها وصل لحد فين؟ بس انا دلوقتي مش شايفك مجرد مريضة و لا اللي انا بعمله عطف زي ما بتقولي
-افهم انا اي؟ جاسر اديني فرصة أقرب منك، انا عايزاك.

تنهد جاسر و قال: -ميرال انا مش هعرف اديكي فرصة لاني مش هعرف احبك، و انا مش عايز اضحك عليك او اقول حاجة تعلقك بحبال دايبه.
-اعتبرني مدخلتش حياتك اصلا
ذهبت ميرال و تركته لتغادر.

مرت ايام و لم تتحدث ميرال معه، و حتى هو لم يحاول
طرق عدي باب غرفتها و دخل قائلا: -ميرال بابا عايزك تحت
نظرت له ميرال و تنهدت بسئم و نزلت معه لتجد والدها يجلس مع حازم فجلست منتظرة حديثهم فقال إكرام: -ميرال احنا حددنا ميعاد الفرح
-ماشي
نظر حازم إلى إكرام باستغراب فهما توقعوا رفضها و قال: -يعني موافقة؟
-ايوه حددوا كل حاجه و بلغوني.
ابتسم حازم و قال: -طب اطلعي البسي عشان هنروح مشوار بعد اذنك يا عمي.

-مفيش مشكلة
صعدت ميرال لترتدي ملابسها على مضض و ذهبت معه و لم تتحدث طوال الطريق، و توقف أسفل البناية قائلا: -شقتنا جهزت بس ناقص كام حاجه، عايزاك تشوفي لو في حاجه ناقصة أو حابه تغيري حاجه
نظرت له ميرال ببرود و لم تنطق بشيء فنزل من السيارة و فتح لها الباب، فترجلت منها و صعدت معه و لكنها شعرت بانقباض قلبها فهو لم يكون مصدر امان بالنسبة لها.

دلفت إلى الشقة و نظرت عليها نظرة سريعة و قالت باقتضاب: -تمام كل حاجة كويسه، عايزة اروح
اقترب حازم منها و حاوط خصرها من الخلف قائلا: -و انا عايز نفضل شوية مع بعض
تخلصت ميرال من قبضته و قالت: -متلمسنيش
رفع حاجبه بتعجب و قال: -أنتِ مش هتبقى مراتي و لا اي؟
-لما ابقى يا حازم غير كدا لا
اقترب منها مرة أخرى ليحاوط وجهها بين كفيه و قال: -براحتك...
قطعته ميرال و هي تبعد يده عنها و قالت بحده: -قولتلك ابعد عني.

اتجهت لتذهب و لكنها سحبها من شعرها بقوة و قال: -انا هخليكي تخرسي...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة