قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية من أكون للكاتبة أسماء صلاح الفصل السادس عشر

رواية من أكون للكاتبة أسماء صلاح الفصل السادس عشر

رواية من أكون للكاتبة أسماء صلاح الفصل السادس عشر

تابعتها ملك و قالت: -طيب استنى هاجي معاكي و ربنا يستر
وصلت ملك بعد أن سألت إحدى المارين، و عندما وصلوا شهقت ميرال بصدمة و قالت: -البيت بيولع يا ملك؟
وضعت ملك يداها على فمها و قالت بدهشة: -نهار اسود
تقدمت ميرال عده خطوات و لكن منعها فارس قائلا: -بغضب انتِ بتعملي هنا؟
صاحت بصوت عالي جاسر؟

خرج جاسر و معه الطفل و اقترب من والده و قال: -تكاليف البيت عليا و عم سيد هيوصلكم في مكان تقعدوا في لحد ما البيت يرجع زي ما كان، و ابنك اهو كويس مفهوش حاجه
-ربنا يكرمك يا دكتور جاسر، انا معرفش هما كانوا عايزين اي اللي منهم لله
-راجع نفسك عشان في حد مسلطهم عليك و متقلقش محدش هيقرب من بيتك و عيالك تاني.

جاءت الشرطة و أخذوا اقوال الموجودين و لاحظ جاسر وجود ميرال و ملك الذي زاد استفزازه فلم يكن موجود نساء غيرهم، اتجهت اليه ميرال و قالت بقلق: -جاسر انت اتعورت...
قطعها جاسر بحده: -فارس خدهم و روحوا على البيت
ملك بقلق: -جاسر انا...
صاح بها بغضب مش عايز اسمع حاجه روحوا
بعد ذهابهم، تحدث الضابط معه قائلا: -ازاي كلهم هربوا؟
-واحد خبطني بالسكين و ولع في البيت و هرب و انا اللي كان يهمني حياه الطفل.

بعد أن اخبره بأقواله و دلف إلى المنزل و من ثم إلى غرفته، خلع قميصه ليري الجرح الموجود بذراعه
دلفت ميرال إلى غرفته بهدوء بعد ان طرقت الباب بخفة، و قبل أن يلتف شعر بها خلفه، و قد لفت ذراعها حول خصره العاري و أسندت رأسها على صدره، شعر بأنفاسها الساخنة و المضطربة و كذلك نبضاتها، ابعد يداها ليلتف إليها و قال: -انا عايز افهم حاجه انتِ مين قالك تخرجي؟
نظرت له و قالت: -كنت قلقانه عليك فخرجت.

-و تقلقي عليا ليه؟ مفيش بينا حاجه عشان تقلقي، و لآخر مرة هقولهالك اظبطي تصرفاتك و متنسيش انك مريضة عندي
ابتلعت ميرال ريقها و قالت بنبرة مهزوزة: -عندك حق انا غلطانه التفتت لتذهب و لكنه امسك بذراعه بعد لاحظ تلك البقع على ثيابها و قال بغضب: -وانتِ مش واخده بالك ان الحرج اتفتح و لا؟
رمشت بعيناها و وضعت يدها على خصرها لتجد يدها ابتلت بالدماء و قالت: -لا مكنتش اعرف.

نظر لها بعدم تصديق و اتجه ليغلق باب الغرفة بالمفتاح، كانت ميرال تراقبه باستغراب اقترب منها و قال: -كنت عامل حسابي علي كدا، ممكن تقعدي عشان اخيط جرحك تاني
جلس على طرف الفراش و اخرج الأغراض الطبية و قال: -تعالي
اتجهت ميرال اليه و قالت: -انا هروح لدكتور اللي عاملي العملية
سحبها من معصمها و قال: -مش محتاجة تروحي
نظر إليها فهي كانت على غير عادتها و قال بتعجب: -و بعدين مش هتقلعي الفستان.

نظرت له بدهشة و قالت بتوتر: -اي دا ليه؟
-عشان اخيط الجرح و أوقف النزيف اللي هيعملك هبوط كمان شوية
بدأت ميرال بفتح ازرار فستانها العلوية و لكنها كانت تشعر بالتوتر حتى اصابعها كانت تهتز، لاحظ ذلك و امسك بيداها المرتعشة و قال: -مالك؟
-مفيش
اكمل هو فتحه و انزله عند وسطها و قال و هو يتفحص الجرح انا مش فاهم انتي عملتي اي؟ عشان الخيط يتفك كدا.

نظف حول الجرح و بعد ذلك وضع المطهر فانتفض جسدها من الألم التي شعرت به و تأوهت بخفوت، تنهد جاسر قائلا: -بلاش تعملي صوت لان وضعنا هيتفهم غلط.
احضر حقنه و حقن وريدها قائلا: -فيها نسبة مخدر عشان الوجع يخف شوية، نامي
بدا بخياطة جرحها و حاولت هي كتم الألم التي تشعر به و هبطت دموعها على وجنتها
انتهى جاسر قائلا: -خلاص
قامت ميرال تجلس و مسحت دموعها بأناملها قائلة: -شكرا
عدلت ملابسها و همت لتذهب خليكي هنا.

قالها و هو يقوم من جوارها، و اتجه ليقف أمام المرآه و قام بتضميد جرحه كانت ميرال تنظر له بهدوء، فعاد اليه قائلا: -تعبانة؟
هزت رأسها رافضة و قالت: -هو انت روحت معاهم ليه؟
-ناس محتاجه مساعدة
ميرال باستغراب: -ايوه بس كان في خطر عليك
-منصور دا راجل مش عنده غير ابن واحد و بنتين، و ابنه التاني اتقتل بسبب حوارات حصلت مع ناس، فتخيلي كان دا كمان مات، و انا كنت عارف اني هقدر انقذه
-و لو كان حصلك حاجه؟

تنهد جاسر و قال: -انا لو حصلي حاجه مش هضر حد لكن هو هياثر في امه و ابوه و اخواته فإنقاذ حياة فرد و لا مجموعة أفراد
زفرت ميرال بضيق و قالت: -غريب
قامت ميرال و خرجت من غرفته و اتجهت لتنام بغرفتها.

في نهار اليوم التالي جاءت وداد و نيرمين و ليلى لرؤيته بعد سامعهم الخبر من اهل المركز
كان فارس و ملك يجلسون معاهم و ميرال تجلس بالداخل، عاد جاسر إلى المنزل و تعجب من وجودهم و قال: -خير يا جماعه
وداد بعصبيه: -انا نفسي افهم انت بتعمل معانا أكده ليه عاد؟ داخل وسط مطاردين الجبل اللي متأجرين عشان يقتلوه الراجل
-لا اسيبهم يموتهم و أقف اتفرج زي باقي الناس.

تذمرت وداد اكثر و زاد من عصبيتها و قالت: -و احنا مالنا نساعد مقولناش حاجه، لكن تروح ترمي نفسك في النار و تقول مساعدة يا ابني متوجعش قلبي عليك
-انا كويس يا امي مفيش حاجه، و اللي حصل لو حصل تاني موقفي مش هيتغير
صاحت به بغضب: -يا ابني فكر فينا و لا خلاص بقيت ملكش اهل.
نظر لها جاسر ببرود و تركها و ذهب من المنزل، جلست وداد و قالت بحسرة: -ربنا يرحمك يا نجوى فينك تشوفي ابنك بيعمل فينا اي؟

رتبت ملك عليها و قالت: -معلش يا ماما، جاسر ميقصدش
نظرت لها وداد و قالت: -جاسر اي علاقته بالمطاردين يا ملك، خالك من الصبح و هو قاعد هيتجنن
ملك بتساؤل: -مش فاهمة قصدك؟
تنهدت وداد و قالت بيأس: -عليه العوض انا هقوم اروح
ذهبت نيرمين خلفها، و بعد ذلك تركهم فارس و ذهب ليبحث عنه
تنهدت ملك بحيرة و قالت: -جاسر لازم يتجوز و يحس ان في ناس مسؤولة منه
ليلى بتعجب: -والله؟ طب ما هو طول عمره معتبركم اهله.

-الوضع هيختلف لما ربنا يكرمه بعيل، ما تعملي حاجة يا ليلي، حولي تقربي منه
رددت عليها بيأس: -هو كان مديني فرصة أقرب منه يا اختي، و بعدين الغندورة اللي هنا دي تبقي مين؟
-مفيش بينهم حاجه و بعدين هي كويسه والله
لوت ليلى فمها في استنكار و قالت: -طيب يا اختي تعالي نروح نشتري حاجات، امي مش فاضية و لا هتفضلي قاعده هنا.
تنهدت ملك و قالت: -لا هاجي معاكي و هعدي على ماما، و كنت عايزة اشتري كام حاجه عشان الحنه.

خرجت ميرال بعد أن شعرت بذهابهم، عادت ملك و قالت: -ميرال نسيت أسألك محتاجة حاجه من برا
-لا شكرا يا ملك
-انتِ خرجتي ليه؟
-عادي زهقت من النوم.

مر يومين و كانت ميرال تتجنب فيهم رؤية جاسر و أصبح تعاملها هادي و كأنها لم تكن موجودة بالمنزل من الأساس
في ذلك اليوم لحقها قبل أن تدلف إلى النوم و عندما راته لم تقول اي شئ و دلفت إلى الغرفة، اتجه جاسر ناحية ملك و قال: -هي بقيت تنام بدري ليه؟ و بعدين هو انتي مش هتروحي.

رفعت ملك حاجبها باستغراب و قالت: -عادي عشان بتصحي بدري و بعدين هي قالت إنها عايزة تمشي بس انا قولتها تحضر فرح نرمين، تعرف انها ساعدتنا انهاردة في فرش الشقة و طلعت بتفهم جدا في التنظيم و الترتيب، و حتى نرمين قالتها لازم تحضر الفرح الأول و بعدين تبقى تمشي
جاسر باقتضاب: -ايوه و هي بتنام بدري ليه؟
-اصلنا كل يوم الصبح بعد الشروق على طول بنطلع نتمشي و هي بتقعد ترسم وسط الزرع و كدا.
-اممم لطيف.

استيقظت ميرال في الصباح و لكن لم تجد ملك في انتظارها كالعادة، فذهبت بمفردها لكي لا توقظها
اتجهت إلى نفس المكان و جلست وسط الزرع و أمسكت بالاسكتش لكي تكمل رسمتها...
توقفت عندما استمعت لخطوات تقترب منها و ظنت انها ملك و لكنها تعجبت عندما وجدته هو و قامت تقف قائلة: -جاسر؟ انت بتعمل حاجه هنا!
نظر لها جاسر بتعجب و قال: -لا، بس بما اني مش عارف اتكلم معاكي في البيت فقولت اشوفك هنا.

قطبت حاجبها في اندهاش و قالت: -متقلقش انا مفتحتش الجرح تاني زي ما قولت و باخد الأدوية بانتظام، انا همشي عشان خلصت
جمعت أغراضها سريعا و همت لتذهب و لكنه امسك بمعصمها قائلا: -.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة