قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية من أكون للكاتبة أسماء صلاح الفصل السابع

رواية من أكون للكاتبة أسماء صلاح الفصل السابع

رواية من أكون للكاتبة أسماء صلاح الفصل السابع

ابتسمت ميرال و اتجهت اليه قائلة: -اديني هفضل هنا في المستشفى
زفر جاسر بحنق فهو لا يفهم ما الذي تفعله تلك المجنونة و قال: -انتِ مجنونة و بعدين قررتي فجأة كدا انك تيجي هنا؟ هو فندق
-هو انت ليه كدا و بعدين مش انت دكتور
تنهد جاسر و قال بنفاذ صبر: -طب بصي من الاخر كدا انا مبحبش وجع الدماغ و لو عايز تتعالجي بجد اخضعي للفحص و نشوف بعدها غير كدا اتفضلي امشي من هنا لأنك جايه تهزري.

مددت يدها لكي تلمس وجه، اتسعت عيناه بدهشة فهي تعتبر ثالث مرة تراه بها، اللعنة عليها
و قال بغضب: -انا مش فاهم في أي؟ انتِ عايزة اي بظبط؟
-مش عارفه، بس عايزة أقرب منك
زفر جاسر بحنق و ابتعد عنها و اتجه ليخرج، اوقفته ميرال قائلة: -على فكرة انا ممكن ادمر مستقبلك و اوديك في ستين داهية.

نفخ جاسر بضيق فهو لا يفهم ما الذي فعله لها، تبا لتلك النظرات إلى رمقها اياها في أول مرة و قال: -بلاش تخليني اتصرف بطريقة مش هتعجبك
ضحكت ساخرة و قالت: -متعرفش.
-طيب، بصي من الاخر كدا انا مش عايز اشوفك في المستشفى هنا و الا هخليكي تجربي العلاج بجد و اظن انه حوار مش هيعجبك لأنك هتتحجزي في المستشفى لفترة طويلة.
نظرت له بغضب و قالت: -ليه شايفني مجنونة؟

-الأدوية اللي قالت عليها مريم دي تخليني اقولك ان حالتك خطيرة نوعا ما لأنك بتشوفي أوهام و هلاوس و الله اعلم الموضوع بيوصل بيكِ لحد فين ممكن مثلا بتتقمصي شخصيات تاني و كل دا عشان نعرفه هتخضعي لجلسات علاجية و ليها طرق مختلفه على حسب المشكلة عندك نفسية و لا عقلية، تحبي اكمل و لا تسكتي؟
ابتلعت ميرال ريقها و قالت بضيق: -تمام.

قطعهم دخول الممرضة و هي تقول بنفس متقطع دكتور جاسر الحقنا، في واحد هرب من اوضته و المستشفى كلها في حالة رعب
-يعني اي التهريج دا و انتم فين؟ ميت مرة انبه عليكم و اقولك العنبر دا بذات بلاش، بلغي الكل و خلي بالكم ليأذي حد من الدكاترة أو المرضى
خرج جاسر مسرعا، سألت ميرال الممرضة قائلا: -هو في أي؟
-واحد عنده مرض عقلي و ممكن يقتل اي حد، محجوز في المستشفى بقاله سنتين و دي اول مرة يخرج من الحجر.

ذهب جاسر ليبحث عنه بالقرب من العنبر الخاص به فبالتأكيد هو لم يبتعد، كان يدلف إلى الغرف المغلقة بهدوء يرى إذا كان بها ام لا
زفر بحنق و فجأة وجد احد يدفعه، إلى الغرفة التي كان يقف على بابها...
كان إضاءة الغرفة منعدمة و لكن الضوء الخافت الذي كان يتسلل من النافذة جعله يراها و قال بغضب: -انتِ تاني؟
اغلقت ميرال الباب و قالت: -لو قتلتك دلوقتي و في واحد مجنون برا كلهم هيشكوا في و...

قطعها جاسر و قال: -تفتكري انتِ تقدري تعملي كدا، و بعدين لو كانوا عارفين اني مش هقدر عليه اكيد محدش كان بلغني و بعدين اللي يخاف هو انتِ لكنك دلوقتي في اكتر عنبر خطير بالمستشفى كل اللي هنا يعتبروا مجرمين و في واحد برا...
رفعت يدها لتضع تلك أداة الحادة (سكينة) على عنقه و قالت: -المفروض انت اللي تخاف لاني مقلش خطورة عنهم.

تنهد جاسر بغضب و امسك بذراعيها و لكنها بقيت محتفظ بتلك الأداة و اسند ظهرها على الحائط و قال بتحذير: -ابعدي عني و بلاش تظهري قدامي تاني
انحني عليها قليلا و قال بصوت خافض: -و انا مبخافش
ارتبكت ميرال من اقترابه منها، و حاولت التخلص من قبضته عليها و لكنها فشلت و قالت بانفعال: -سيبني...

لم تكمل جملتها بسبب قبلته المفاجأة لها، اتسعت عيناها بدهشة و رغم ذلك لم يرخي قبضته عليها فكان يثبت ذراعيها اعلاها على الحائط و يلتهم شفاها بين شفتيه
ابتعد عنها و نظر إليها بتفشي، ميرال بتعجب: -انت عملت اي؟
وضع يده على فمها و قال: -اسكتي، هو برا انا هخرج و بعدها بشوية امشي عشان اكون اديته المخدر
قام جاسر بتحضير الحقنة و لكنه توقف عندما رأي تحريك المقبض، ارتبكت ميرال و نظرت اليه بقلق.

تنهد جاسر عندما احس بأنه ذهب و قال بشماتة: -خلي بالك من نفسك المرة الجاية يا عسل و بلاش تدخلي أماكن ضلمه
فتح الباب بحذر فهو قد استمع إلى خطواته و قام بحقنه قبل أن يلتف اليه حتى...
تم نقل المريض إلى غرفته و بالطبع جاسر نسي أمرها و تذكرها بعد ذلك و لم يجدها بالغرفة فتوقع بأنها غادرت.

لاحظت أماني دخولها و لكن هيئتها كانت تبدو غريبة فهي كانت مثل التائهة فاتجهت إليها و قال: -ميرال انتِ كويسه و بعدين مال شفايفك انتِ متعورة؟
نظرت إليها ميرال و اكملت طريقها بهدوء، تعجبت اماني و قالت: -و بعدين في الهم دا هي مش ناويه تخف كل يوم حالها يبقى أغرب من اللي قبله.

صعدت ميرال إلى غرفتها و اغلقت الباب من الداخل فهي مازالت تحت تأثير الصدمة، قامت تنظر في المرأة و قالت بسخرية: -يا ترى انا مين دلوقتي!
القت بجميع الأدوية على الأرض و قالت بانفعال: -كل دا ملهوش لأزمة...

كان جاسر يخرج من المصعد و لكنه اندهش عندما اصطدم بها أمامه و قال: -صباح الخير يا فرحة
ابتسمت فرحة و قالت: -صباح النور، انت متأخر يعني؟
-عادي امبارح كان عندي شغل بليل، انتِ جيتي امتى؟
نظرت له فرحة بتعجب و قالت بارتباك: -انهاردة، بعد اذنك.
دلفت إلى المصعد، تنهد جاسر بحيرة و هو يقول بداخله لا مستحيل يكونوا واحد، ممكن يكونوا تؤام مثلا.

ذهب جاسر إلى المستشفى و قام باخد الملف من مريم و التي يحتوي على بيانات ميرال...
دلف فارس اليه و قال: -هتفطر؟، اي دا انت بتعمل اي؟
-هي الرسامة اللي جات دي، تعرف مين أهلها أو تبع مين
-انت مشوفتش الحراسة، واضح انها بنت حد مهم لا بيان عليها الصراحة
زفر جاسر بضيق و قال: -يا فارس انا هتجنن و انت بتهزر، بص انا هحكيلك.

حكي له جاسر عنها منذ رؤيتها عند دلال إلى ما حدث بالأمس و اردف: -حكاية أغرب من الخيال بجد و حقيقي انا مش عارف اتصرف معاها، حتى الملف بتاعها مفهوش حاجه مهمة حتى مفسرتش اسباب المرض أو خطورته يعني كله كلام اهبل
-طب و دلال دي اي دورها
-اهي دلال دي أغرب من ميرال و لا فرحة، انا معرفش هي مين بظبط
فارس باستياء: -بقا البطل دي مجنونة.
-اقسم بالله تافه، اطلع برا يا فارس خليني اشتغل.

-بقولك يا فرحة، روحي عند دكتور جاسر و اديله الحاجه دي جتله الصبح و انا نسيت خالص
تنهدت فرحة بضيق و قالت: -حاضر، مع اني مش عايزه بس حاضر
بعد أن انتهت فرحة من مشاهدة الفيلم، اخذ ذلك الطرد و صعدت اليه، انتظرت ففتح لها و قالت: -الطرد دا ماما دلال استلمته انهاردة
أخذه جاسر منها و قال: -طب ادخلي و لا كل مرة هتكون من على الباب
ابتسمت فرحة و قالت بخجل: -لا مش هينفع، عشان ممكن حد يشوفنا و ماما هتقلق عليا.

نظر جاسر إلى الساعة و قال: -على ما اعتقد انها بتنام دلوقتي و هي اللي قالت كدا
تنحنحت فرحة بتوتر و قالت: -ايوه، انا هنزل بقا
امسك يدها قائلا: -عايز اتكلم معاكِ، انتِ كل مرة بتهربي مني و بعدين بتختفي كتير اوي و بعدين ترجعي تاني، لو قلقانه تدخلي ممكن تستنى اغير هدومي و ننزل نروح اي كافيه
فركت فرحة اصابعها بتوتر و قالت بقلق: -لا مش لازم انا هدخل.

كانت لأول مرة ترى شقته فكانت مرتبة و منظمة فقالت: -واضح انك بتحب النظام اوي
-بقالي كتير عايش لوحدي فتعودت اعمل كل حاجه لنفسي
التفتت فرحة له و قالت: -هو انت ليه عايش لوحدك، يعني مثلا ليه مجوزتش لحد دلوقتي
-عادي محصلش نصيب و بعدين انا مرتاح كدا، صحيح تشربي اي؟
-و لا حاجه
-لا لازم احنا مش بخلة يا ستي.

دلف جاسر إلى المطبخ و بقيت هي تجلس في انتظاره بالخارج و كانت تتجول بنظراتها الحائرة في كل مكان، قامت لتغلق إلى الشرفة عندما لاحظت اشتداد الرياح و لكنها دلفت إلى الداخل عندما لاحظت وجود شخص ينظر إليها في العمارة المقابله فصرخت بصوت عالي لا ارجوك لا،
ذهب إليها جاسر سريعا و قال بقلق: -فرحة مالك؟ اهدي مفيش حد غيرنا
نظرت اليه و قالت: -انا لازم امشي لوسمحت.

رتب على كتفها و قال بهدوء: -طب تعالي ادخلي اقعدي شوية لحد ما تهدي و بعدين انزلي.
حاول جاسر ان يهدئ من روعها و اعطي لها كوب العصير لتستحي منه و بعد أن انتهت من الكأس، قامت قائلة: -انا دماغي وجعتني اوي. انا...
سقطت فرحة على المقعد فاقدة الوعي...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة