رواية من أكون للكاتبة أسماء صلاح الفصل السابع والعشرون
عندما راي أكرام الرسالة و غلت الدماء في عروقه قائلا: -الهانم عندي و مش هتاخدها غير لما تقول هو فين؟
اتصل إكرام على الرقم فرد عليه الاخر و قال: -انت عارف اني ممكن ابعتها ليك محروقة زيي الباقي
-انت مين و بتعمل ليه كدا؟
-انا عارف انك عايز تعرف منه الحقيقة بس اوعدك مش هتلحق لاني هقتله قبل ما ينطق
أغلق الخط، انفعل إكرام بشدة و القي الهاتف علي الارض و قال بتوعد والله لاجيبك.
استعادت ميرال وعيها و قالت مفزوعة و شعرت بالمحاليل الموضوعة بيدها و تذكرت ما حدث، فقامت و نزعتها على الفور و لكنها توقفت إمام المرآه لتري ضماد رأسها فتنهدت بضيق و خرجت وجدته يجلس فقالت بغضب: -انت خاطفني؟
قام جاسر و اتجه إليها و قال: -لا هخطفك ليه؟ كل المطلوب منك انك تفضلي هنا يومين مش اكتر و بعدين ارجعي بيتك
تنهدت ميرال و قالت بضيق: -قولي ليه؟
-من غير ليه؟ ميرال انا مش وحش لدرجة اني ممكن اذيكي.
ميرال بعدم تصديق: -انت وراك حاجه كبيرة اوي و مش عايز تتكلم بس انا...
قطعها جاسر و قال: -اعملي اللي انتِ عايزاها أحنا وصلنا للنهاية بس اعرفي اني لحد دلوقتي مفكترش في اذيتك
ضحكت ميرال بسخرية: -جاسر انت حتى لو بتفكر فمش هتلاقي حاجه، دا اصلا انا ممكن اكون عامله بلاوي و معرفش
-اسمع الكلام بس و بعد كدا اتصرفي براحتك
نظرت له ميرال و نفخت بضيق و قالت: -طيب.
أمر اكرام قواته بمحاصرة المجاني عليه جيدا، و انتظار قدوم القاتل فهو بالتأكيد قادم و كان هو في ذلك الوقت يجلس مع عدي و قال: -مين اللي جرك للسكة دي؟
-محدش و انا مش صغير
اكرام بعصبيه: -ماشي يا كبير خليك مرمى في المستشفى زي الكلب كدا.
شعرت ميرال به يفتح باب غرفتها، فأوصدت عيناها، اقترب منها ليراها رفع الغطاء عليها و خرج من الغرفة، قامت ميرال و تحسبت على أطرافها لتجده يحضر حقيبة ظهر سوداء و يضع كاب على شعره و بعد ذلك غادر.
تابعته ميرال بعد أن ابدلت ملابسها سريعا و أوقفت تاكسي لنذهب خلفه، توقفت عند المستشفى مثله و تعجبت من قدومه، و لكنها اندهشت عندما رأت خاطفها و بعد ذلك دخل جاسر و تابعه هو بدقائق معدودة و كانت ميرال تراقب الموقف.
-خير يا انسه هنفضل كدا
-معلش يا اسطا انا بس عايزة اعرف جوزي بيعمل اي هنا و متقلقش هحسبك.
و بعد مرور حوالى نص ساعه، جاءت الشرطة و بدأت بمحاصرة المكان، اندهشت ميرال و شعرت بالقلق عليه، أعطت للسائق أجرته و نزلت من السيارة و دلفت إلى المستشفى، اوقفها الأمن و قال: -حالة طواري و مينفعش تدخلي
-اختي ماتت و لازم أدخل انا مالي بالحالة، ونبي خلوني ادخل أشوفها
-من غير مشاكل، الشرطة مبهدلة المكان.
صعدت ميرال لتبحث عنه و لكنها توقفت عندما رأت والدها يقف معاهم و هو يقول بعصبيه: -الواد دا ميخرجش من المستشفى فاهمين
شهقت ميرال بخوف و ذهبت لتبحث عنه في الغرف و لكنها تفاجأت به عندما سحبها من يدها و اغلق الباب و قال: -اي اللي جابك ورايا
-انت القاتل؟
-انتي مالك انا القاتل و لا لا؟، امشي يا ميرال بالله عليكي ابعدي عني.
نظرت له ميرال بعدم تصديق و قالت بصدمة: -دي أوهام اكيد كل دا مش حقيقي، طب انت هتخرج من هنا ازاي؟ الشرطة في المستشفى كلها
-انتي مالك فكري في نفسك و ملكيش دعوة بيا انا هخرج من هنا؟
نظرت له ميرال و أدمعت عيناها و قالت بحزن: -ماشي يا جاسر...
خرجت ميرال و أكملت سيرها و هي تشعر بالتوهان و الرهبة و لكنها وقفت عندما رأته أمامها.
ابتلعت ريقها فبالتأكيد هو سيفعل اي شئ لكي ينقذ حياته و أقترب منها و قال: -لو عايزة تنقذي دكتور جاسر نفذي كلامي
نظرت له و امتلأت الدموع بعيناها و قالت: -هعمل اي؟
وضع سلاحه في رأسها و قال: -قدامي
تجمعوا في نقطة واحدة و بذلك خلي قليل و تمكن جاسر من الخروج و انتظره بالسيارة، صاح هو قائلا: -لو مخرجتش يا أكرام هقسم رأسها نصين، أمرهم بأنهم ينزلوا سلاحهم.
نظر أكرام اليه فهو حتى لم يتمكن من رايته فهو يقف ملثم و ابنته تحت يده فأمرهم بتركه و قال: -سيبها
-لما اخرج من هنا بأمان غير كدا يبقى الله يرحمها
همس له المقدم أكرم باشا هتسيبه ازاي؟
-هنتصرف.