قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية من أكون للكاتبة أسماء صلاح الفصل الرابع عشر

رواية من أكون للكاتبة أسماء صلاح الفصل الرابع عشر

رواية من أكون للكاتبة أسماء صلاح الفصل الرابع عشر

استيقظ جاسر وجدها نائمه على صدره، مسح وجه بيده و حاول القيام ببطء لكي لا يوقظها و نزل من على الفراش و اتجه ليخرج من الغرفة و لكن رأته ملك و نظرت له بدهشة، خرجت وداد من الغرفة و هي تقول اخوكي مش في اوضته
-كان في الحمام
تنهدت وداد و قالت: -طيب انا جبتلكم الفطار، و هروح احجز كام حاجه عشان فرح اختك
ذهبت وداد، فنظرت اليه ملك و قالت: -انت كنت بايت عندها؟

تحمم جاسر و قال: -ملك الموضوع مش زي ما انتي مفكرة
-واحد طالع من أوضه نوم و كان بايت مع واحدة المفروض أنا افهم اي؟
تنهد جاسر و حاول تبرير موقفه يا ملك افهمي الأول و بعدين ابقى احكمي
-جاسر ان اللي طول عمرك بتقوله ان الغلط بيفضل غلط حتى لو كلنا بررنا دا و انت دلوقتي بتعمل كدا
-مش برر يا ملك بس حقيقي الموضوع مش زي ما انتِ فاهمة.

-ملهاش حل تاني اتنين نايمين مع بعض اي مفهومها عندك، حقيقي مكنتش اعرف ان حتى أخلاقك اتغيرت يا جاسر
ذهبت ملك و تركته، نفخ جاسر بضيق و مسح وجه، فهو لا يستطيع وصف حالتها لملك و لكنه كان يعلم بأن ذلك خطأ فهو يقوم بتجاوز حدوده.
خرجت ميرال و قطعت شروده قائلة: -صباح الخير.
-صباح النور
-هي فين ملك؟
-مشيت
نظرت له ميرال بتعجب و قالت: -ليه؟
-لأنها فهمت غلط لما شافتني طالع من اوضتك.

عقدت ميرال حاجبها و انزعجت ملامحها قائلة: -و هي مضايقة ليه؟
-ملك تبقى اختي في الرضاعة يا ميرال و بعدين عشان المفروض ان في اختراع اسمه حلال و حرام و لا الموضوع دا موصلش عندك
نظرت له ميرال بحزن و أدمعت عيناها و ذهبت من امامه لتدلف داخل الغرفة مرة أخرى
تنهد جاسر و دلف خلفها قائلا: -ميرال انا مقصدتش حاجه
التفتت ميرال له و قالت: -و لا قصدت عادي، انا هرجع القاهرة انهاردة
-طيب براحتك.

خرج جاسر من الغرفة و تركها، جلست ميرال على طرف الفراش و هبطت دمعه شاردة على وجنتها.

-مالك يا ملك مبوزة ليه؟
قالتها ليلى ابنه خالها بابتسامة: -و لا حاجه مفيش، انتي جيتي امتي؟
-من شوية قولت اشوفكم و اشوف نرمين محتاجه حاجه و لا؟ عروسة بقا و كدا
ابتسمت ملك و قالت: -عقبالك يا لولو
تنهدت ليلى بشرود و قالت: -اها، صحيح هو جاسر مقعدش هنا ليه؟
-هو جاسر كدا متعب و بعدين كل ما بيجي بيروح يقعد في بيتهم
سرحت ليلى قليل و قالت بهيام: -تعرفي انه وحشاني اوي و.

قطعتها ملك بجدية ليلى اظبطي كلامك و متنسيش انه يبقى أبن عمتك الله يرحمها
-أعمل اي يا ملك ما انا بحبه من زمان
تنهدت ملك و تذكرت ميرال قائله بتهكم: -يبقى هتفضلي كدا لحد ما تعنسي و بعدين جاسر ما بيبعد بيتغير
و اكملت بحيرة: -بحسه بيعد اوي عن كل حاجه
ليلى بقلق: -قصدك اي؟ و بعدين ما تيجي نروح نشوفه
نظرت لها ملك و قالت: -في بنت جايه معاه اسمها ميرال
-مين دي يعني؟
قالتها ليلى بغيرة و انفعال.

تنهدت ملك لتجيبها واحدة و لا شبهنا و لا زينا، رسامة
-و دي بتعمل اي مع جاسر؟
-والله انا معرفش، بس ربنا يستر
-تفتكري بيفكر يتجوزها؟
-متوقعش هو قال إنهم صحاب.

أحضرت ميرال حقيبتها و جرتها خلفها و عندما فتحت الباب وجدت فارس
فارس باستغراب: -رايحه فين كدا؟
-انا راجعه القاهرة و جاسر خرج من بدري و معرفش راح فين؟
-طب دخلي بس و صلي على النبي كدا
دلفت ميرال معه و جلست في مقابله، فقال فارس: -في أي؟
-مفيش حاجه انا راجعه عادي و بعدين انا مش عايزة اكمل العلاج انا بقيت كويسه.

-ميرال انتِ علاج مهم جدا بالنسبة ليكي حقيقي حالتك صعبه و انا مش بقولك كدا عشان اعقدك بس مرضك دا هياثر علي مستقبلك حرام تضيعي عمرك كدا، و بعدين فعلا جاسر عايز يساعدك و بأمانه يمكن جاسر الدكتور الوحيد اللي بيمشي مع المريض لحد الاخر، و هو عالج ناس كتير جدا و بقوا كويسين
-و هو ليه بيعمل كدا؟

-هو جاسر كدا، طالما قدامه حد هيقدر يساعده مش بيسكت، في قسم بيكون في مرضي خطيرين الواحد اللي كان بيتعامل معاهم بدون خوف كلهم يعتبروا مجرمين اصلا، اغلب الدكاترة كانت بتعذر عنهم.
نظرت له ميرال بعدم اقتناع و قالت: -عادي مصر مليانه دكاترة
-ميرال هو جاسر ممكن يضايقك بكلامه بس هو هيفضل افضل حد ممكن تقابلي في حياتك.
قامت ميرال و قالت: -ممكن، بس انا عايزة امشي
-براحتك، عارفه الطريق و لا؟

ابتسمت ميرال و قالت: -هعرف أوصل اكيد
لم تحرك ميرال و أمسكت بخصرها و بعد ذلك جلست
فارس بقلق: -مالك؟
ميرال بألم: -بطني وجعاني اوي
قامت ميرال مرة أخرى و قام فارس ليلحقها و لكنها أوقفته قائلة: -عادي انا كويسه.
ذهبت بخطوات بطيئة للغاية و تساقطت الدموع من عيناها فكانت تتألم بقوة، فتحت الباب و وجدت جاسر أمامها
فسالها بقلق: -مالك؟ انتِ رايحه فين؟
ابتلعت ميرال ريقها و قالت بصعوبة: -انا، ما. شية.

حملها جاسر و أغلق الباب، و انزلها على الاريكة و صاح بفارس قائلا: -و انت سيبها تمشي
ميرال بعصبية: -انت
قطعها جاسر قائلا: -اسكتي، الوجع فين بظبط؟
أشارت ميرال على الجانب الأيمن من بطنها، تنهد جاسر و قال: -زايده اكيد، لازم تروحي المستشفى
-انا هبقي كويسه
تنهد جاسر بنفاذ صبر: -اطلع جهز العربية يا فارس عشان هنروح المستشفى.

قامت ميرال تقف بعصوبة و كانت تشعر بالألم يفتك خصرها بقسوة، فجلست مرة أخرى و قالت: -مش قادرة...
حملها جاسر برفق، عقدت ذراعيها حول عنقه، خرج من المنزل و كان فارس ينتظره بداخل السيارة و لكن في تلك اللحظة كانت وداد قادمة مع أخيها و رؤية ذلك لم تروقها كثيرا فكيف له ان يحمل فتاة هكذا...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة