قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية من أكون للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثامن والثلاثون

رواية من أكون للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثامن والثلاثون

رواية من أكون للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثامن والثلاثون

-انا عرفت انك مكنتش قصدك تضريني، عدي قالي على كل حاجه بس مش هقدر استحمل دا
-انتي فين؟
-انا هسافر روما و اتصلت بيك عشان اقولك بس و ارجوك خليني براحتي انا تعبانة و مش حمل اي حاجه
تنهد إكرام و قال: -تمام براحتك يا بنتي بس كلميني عشان اطمن عليكي
اغلقت ميرال معه و خرجت لتجد دلال تحضر الفطار فقالت: -انا هسافر
التفتت دلال لها و قالت بحزن: -و انا يا بنتي مفكرتيش فيا.

-لا فكرت انك تيجي بس القرار يرجعلك في الاخر مش هقدر اجبرك
-اديني فرصة يوم اخلص كام حاجه هنا و انتي احجزي التذاكر
و بالفعل ذهبت ميرال إلى منزلها لتأخذ أغراضها و الأوراق الخاصة بها، و كذلك دلال التي ذهبت إلى عملها لتأخذ اجازة و قامت بتحضير أوراقها و بعد ذلك ذهبت إلى المستشفى التي يعمل بها جاسر و قابلته هناك
جاسر بدهشة: -مدام دلال؟
-اسفه اني جيتلك مكان شغلك بس خوفت معرفش اشوفك.

استغرب جاسر من كلامها و طلب منها الجلوس و قال باستفسار: -ميرال حصلها حاجه؟
-ميرال قررت تسافر روما و أنا هروح معاها عشان متكنش لوحدها
-روما؟!
-معرفش كل التفاصيل بس انا جايه أسألك كدكتور هي دلوقتي بقيت كويسه و لا محتاجة علاج تاني
تنهد جاسر و قال: -لازم تتابع مع دكتور و انا هوصلك بواحد هناك كويس أوي، و لو في اي حاجه كلميني
-و دلوقتي هكلمك كجاسر انت موافق انها تمشي، يا ابني الدنيا مبتستناش.

نظر لها جاسر و قال: -ميرال من حقها تعيش حياة كويسه و مفهاش مشاكل، و انا واحد محكوم عليه بالموت من يوم ما بدا يعيش
-انا مش فاهمة كلامك و بعدين الأعمار بأيد ربنا، و لا انت فعلا مبتحبهاش، انا كنت بسمع انك بتحب تساعد و تخدم الناس كلها بس انا شايفه ان اهتمامك دا زيادة اوي.

-مش كل اللي بنشوفه صح بس خلي بالك منها، و ميرال عندها ضعف في عضلة القلب و ليها علاج لازم تاخده و متقلقيش لو أغمي عليها او حسيت بضيق نفس
تنهدت دلال بيأس و قالت: -طيب يا ابني، أشوف وشك بخير
-هتسافروا امتى؟
-لسه معرفش ميعاد الرحلة والله.

كانت ميرال تنظر نزول دلال و كان السائق يضع الحقائب في السيارة
كانت تنظر للمكان فهي قابلته اول مرة في تلك العمارة و مر بينهم الكثير من المواقف، هبط دمعة شاردة من عيناها
مسحتها عندما استمعت له خلفها محتاجة مساعدة
التفتت ميرال و قالت: -لا شكرا يا دكتور انا مستنية ماما بس
حدق ببعض لثواني و كل منهم لديه الكثير من الكلام و لكن الصمت هو من تولي الحضور، فقطعته ميرال قائلة: -اهي نزلت.

اومأ براسه و ابتعد ليفصح لهم الطريق، فركبوا سيارة الأجرة و غادروا، لم تستطيع ميرال التحكم في دموعها، رتبت عليها دلال و قالت: -نصيبك يا بنتي.

بعد مرور شهر عليهم في روما، قررت دلال ان تطلب منها الذهاب للدكتور فهي لم تروق لها حالة الهدوء التي كانت بها فهي اصحبت انسانه أخرى لا تفعل شئ سوي رسم اللوحات و الذهاب إلى المعارض
وضعت كوب العصير أمامها و قالت: -عايزة اتكلم معاكي يا ميرال
-اتفضلي
تركت ميرال فرشتها و أعطت لها اهتمامها، فتنهدت دلال و قالت: -مش ناوي تروحي لدكتور
نظرت لها ميرال و قالت: -انا مش تعبانة.

-يا بنتي عشان يتابع حالتك و بعدين مش عايزاكي ترجعي زي الاول.
تنهدت ميرال و قالت: -حاضر، ممكن تسيبني اكمل الرسمة
-ماشي يا حبيبتي بس اعملي حسابك اني هروح معاك و انا عارفه دكتور كويس هنا.

بدأت ميرال في الذهاب إلى الطيب التي بدأت تشعر بالاطمئنان معه فهو لم يفعل شئ سوي الاستماع إليها
-طب عيشتي قصة حب قبل كدا.

تنهدت ميرال و قالت بحزن: -هو اللي زيي ينفع يحب يا دكتور، بس ايوه اول مرة كانت من سنتين و نص واحد ظاهر في حياتي فجأة عوض كل الفراغ اللي كان موجود فيها، من ناحيه اننا نكون صحاب و بعد كدا قالي بحبك فارتبطنا، انا كنت بحب اهتمامه بيا و خوفه عليا كل حاجه بالنسبالي كانت حلوة لان انا طول عمري لوحدي.
نظر لها إيهاب و قال: -و المرة التانيه
ضحكت ميرال و قالت: -كانت وهم من ضمن اوهامي البس بعيشها من انا صغير.

-احكي بالتفاصيل يا ميرال و بعدين ازاي وهم
ابتسمت ميرال بحزن و قالت: -و انا صغير المرض بدا معايا بأوهام و هلاوس و لما كبرت بقيت اتقمص شخصيات معرفش عنها حاجه بس هفضل مجنونة في نظر كل الناس.
صمت ميرال للحظة و قالت بنبرة مختلفة عن السابقة بس انا مش مجنونة، دي حياتي الحقيقة و لا مش دي انا مش عارفه انا مين؟
ابتلع إيهاب ريقه فجاسر اخبره بانها لم تعود لحالة الانفصام تلك و قال: -اهدي يا ميرال.

نظرت له ميرال و قالت: -انا همشي
قامت ميرال و غادرت بسرعة حتى انها تركت أغراضها عنده، اتصل إيهاب بجاسر قائلا: -جاسر، ميرال حالتها مش طبيعة و لازم تكون تحت الملاحظة، انا حاسس انها بتنفصل عن شخصيتها لدقائق و بعدها بترجع تاني لان حتى والدتها ملحظتش دا
-قصدك اي؟
-انها مازالت بتعاني من الانفصام في الشخصية و حالتها النفسية غير مستقرة.

-أكتب لها على اودية و خلي مدام دلال تاخد بالها منها، و لو الموضوع اتطور بلغها انك لازم تخليها في المستشفى فترة لحد ما تتعالج...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة