قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية من أكون للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثالث والثلاثون

رواية من أكون للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثالث والثلاثون

رواية من أكون للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثالث والثلاثون

ابتلعت ريقها بصعوبة و حاولت أن تبتعد عنه و لكنه قربها اكثر و قال: -بتبعدي ليه؟
-انت اللي بعيد مش انا
حاوط وجهها بين كفيه فازدادت نبضات قلبها و قبل شفتيها برغبة، كانت قبلاته متفرقة و شغوفة
ابتعد عنها ليأخذ أنفاسه الساخنة، لاحظ حرارة جسدها التي انخفضت فجأة و قال: -مالك يا ميرال مكنتش بوسة، انا معملتش حاجه
ابتسمت ميرال و قالت: -لا انا سقعانة
-ما طبيعي انتي لابسة خفيف اوي.

حاوط خصرها و حملها بين ذراعيه، حاوطت ميرال عنقه و كانت تحدق بعيناه بهيام وضعها على الفراش برفق و قال: -طب نامي يا اختي بما انك كلام و خلاص
ميرال بتوتر: -هروح انام في اوضتي
-لا خليكي هنا
فركت ميرال يداها بتوتر و نظرت له بتردد: -جاسر انا...
جلس بجوارها و تمدد على الفراش و سحبها بجانبه و قال: -بطلي كلام كتير انا عايز انام عشان منمتش امبارح.

ابتلعت ميرال ريقها الذي شعرت بجفافه و اومأت براسها في هدوء، نامت ميرال على جانبها و أعطت ظهرها له، حاوط خصرها من الخلف و قربها إلى صدره و قال: -بتيجي بالعكس
-لا انت اللي غريب و انا مش متعودة منك على كدا و انا معملتش حاجه غلط و انت اللي جاي مش طايق نفسك
قبل جاسر عنقها من الخلف و قال: -طيب يا ستي انا غلطان
التفتت ميرال ليصبح وجهها مقابل له و قالت: -انا مش فاهمة حاجه بجد
-عايز انام.

نظرت له ميرال بحيرة و تمددت على ظهرها و اغمضت عيناها.

استيقظت ميرال قبله و بقيت تتمعن بالنظر اليه و بسطت يدها لتمررها على وجهه، مالت عليه لتقبل جبنه بحب، فاق جاسر و قال: -انتي بتعملي اي؟
ابتعدت ميرال عنه و قالت: -عادي و لا حاجه، انا هقوم اخد شاور و احضر الفطار
قامت ميرال و خرجت من الغرفة، تنهد جاسر و زفر بحنق فهو يشعر بأنه بدا يفشل جميع ما خطط له.

دلف إلى المطبخ و كانت هي في عالم اخر تشرد به، وضع يده على كتفها و قال: -ميرال؟
انتبهت له ميرال و كأنها عادت للحياة مرة أخرى و قالت بتوهان: -انت بتكلمني؟
-انا عارف ان اللي حصلك أثر عليكي بس بلاش تسيبي نفسك و بعدين انتي حالتك اتحسنت كتير من الاول، ممكن بتنسي أو التركيز بتاعتك قليل بس دا كله عادي
-انا كويسه يا جاسر
نظر جاسر إلى الكيك التي اعدتها و قال: -انتي اتعلمتي تعملي كيكة فين؟

تنهدت ميرال و قالت: -كان في حد هو اللي علمني اعملها بس انا مش عارفه أو مش فاكره
-دلال مش فاكرها؟
-مين دلال؟
-كانت أول مرة اشوفك فيها هناك، بس هي كانت بتقول ان اسمك فرحة
ابتسمت ميرال و قالت بدهشة: -فرحة؟
-اها الست دي هي نفسها غريبة اوي و انا بقالي شهر مش يشوفها
-ليه غريبة؟
-كنت عايزة تعمل اي حاجه و انتي تفضلي معاها
-و شخصية فرحة كانت حلوة و لا؟
-ياريتك كنتي فرحة و خلاص بس للأسف بقا الحلو مبيكملش.

عقدت ساعديها و قالت: -اي الفرق؟
-مش فرق لان انا شايفهم واحد في جميع الحالات هتكوني ميرال
قطع حديثهم رنين هاتفه فرد جاسر قائلا: -خير يا عادل
-مش خير يا جاسر، خالك تعب اوي امبارح و اتا نازل البلد
تنهد جاسر و قال: -هظبط كام حاجه و هاجي، انت بس طمني
سألته ميرال باهتمام: -في أي يا جاسر؟
-خالي تعبان و لازم انزل البلد
-والد ليلى
-ايوه بس انا مش عارف هقعد قد اي و مش عايز اسيبك لوحدك
-أنا مش صغيرة يا جاسر عادي.

-هوديكي عند دلال، انتي لما هتروحي هناك هتفتكري، حتى لو مش هتقعدي معاها اطلعي اقعدي في شقتي بس يبقى معاكي حد، و خدي الدوا بتاعك و بلاش تنزل لحد ما ارجع و بعدين هنشوف هنعمل اي؟ و لو حصل اي حاجه كلمي فارس
نظرت له ميرال بدهشة و قالت بجدية: -انا مش هروح عند حد معرفهوش
-بس هي تعرفك، اقعدي في شقتي انا، ما هو انتي انسى اني اسيبك لوحدك هنا، لو مش عايزة تعالي معايا.

تنهدت ميرال و قالت: -لا مش هاجي، تمام هروح هناك بس هقعد عندك
-طب ادخلي البسي و حضري شنطتك يعني خدي الحاجة اللي هتحتاجيها
استجابت ميرال لطلبه بعد أن تناولوا الفطار معا و بعد ذلك ذهبوا إلى منزله، تركها جاسر في الشقة و نزل إلى شقة دلال لكي يخبرها، فتحت له دلال التي كانت في حالة سيئة و قالت: -اتفضل يا دكتور
-مالك؟ حضرتك تعبانة.
-لا يا ابني انا كويسه، تعالى ادخل بلاش نتكلم من على الباب كدا.

تنحنح جاسر و قال: -انا عايز اتكلم معاكي بخصوص فرحة
حكي جاسر لها عن ميرال و طبيعة حالتها، فقالت دلال بحيرة: -انا كنت حاسه بأنها مش طبيعة حتى أول مرة شوفتها كانت قاعدة تايهه في الشارع و مش عارفه اي حاجه و فضلت عندي يومين و بعدها اختفت و فضلت على الحاله دي كتير لحد ما اختفيت
-انا بس عايزك تاخدي بالك منها لاني انا قلقانه يحصلها حاجه
دلال باستغراب: -بس انت اي علاقتك بيها يا ابني و فين أهلها؟

-شوية ظروف كدا و هبقي احكيلك عنها لما ارجع
-و هي ليه مجتش معاك، دي وحشاني اوي
-هي هتاخد وقت عقبال ما تاخد على الوضع لأنها تعتبر متعرفش عنك حاجه، بس انا اقترحت انها تبقى قريبة منك لاني مش هطمن عليها غير و هي معاكي
-متقلقش يا ابني، فرحة في عينا هتوصيني على بنتي.

وصل جاسر إلى البلد و ذهب إلى منزل خاله، و كان هو يرقد على فراشه
-الف سلامه عليك
-الله يسلمك يا ابني كتر خيرك
-مالك يا حج؟
اخذ صبري أنفاسه و قال: -حال الدنيا يا ابني
رتب جاسر على يده و قال: -متقلقش شوية تعب و هترجع لينا زي الاول و احسن
-بناتي امانة قي رقبتك يا جاسر، لو حصلي حاجه
تنهد جاسر و رتب عليه و بعد ذلك خرج من الغرفة و اتجه إلى ودادة التي انفرط قلبها من الحزن على شقيقها و قالت: .

-خالك تعبان اوي يا جاسر
-هيبقى كويس متقلقيش يا أمي
تنهدت ودادة و قالت: -و احنا عايزين راحته بس و انا طلب عندك
نظر اليها و قال: -و انا عمري ما رفضتلك طلب
-تتجوز بنت خالك، هو مش هيطمن عليها غير معاك...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة