رواية من أكون للكاتبة أسماء صلاح الفصل الرابع والثلاثون
نظر لها جاسر بصدمة و قال: -اسف يا أمي بس مش هقدر
-ليه؟ ليلى بنت خالك مفهاش حاجه و أي راجل يتمنها
تنهد جاسر و قال: -عارف بس انا مش عايز اتجوز دلوقتي، ليلى و أخواتها في عيني و هما اخواتي لكن اكتر من كدا لا
وداد بحزن: -انا عايزة اطمن عليك يا ابني، طب لو في حد في حياتك قولي
-مفيش و لا هيبقى في لاني مش جاهز للجواز و دي مسؤولية و انا مش هاخد واحدة ابدلها.
تنهدت وداد بعدم حيلة و قالت: -طب فهمني فين المشكلة و بعدين ليلى مننا و علينا و البنت بتحبك و اهو خالك يطمن عليها زي أخواتها
-انا مش شايف ليلى غير اخت ليا و مش هقدر اشوفها غير كدا
-طب حاول و بعدين انت مستني اي تاني و لا مازالت بتفكر في بنت عمك
ابتسم جاسر بيأس: -لا والله انا مش في دماغي حد
نظرت له و قالت: -و ميرال اللي كنت جايبها معاك
-انا و ميرال في بينا مصالح مش اكتر و لو على ليلى الف واحد يتمناها.
قام جاسر بعد ما انهى حديثه معاها و قابل ليلى قبل أن يخرج من المنزل فقالت بحزن: -جاسر انا عايزة اتكلم معاك شوية
-اتفضلي
خرجت معه و وقفوا أمام سيارته و قالت: -انا عايزة اعرف انت ليه رفضاني هو انا لدرجة دي وحشة دا انت الوحيد اللي انا اتمنيته من وسط البلد كلها
-ليلى المشاعر دي مش بأيدينا و انا من زمان قولتلك اني مش هبقي ليكي
-كنت هتبقى لهدى بنت عمك لولا اللي حصل.
نظر إليها و قال: -هدى كانت صفحة في حياتي و انا عديتها من زمان اوي و بعدين اللي حصل كان خير، شوفي حياتك يا ليلي
-انا بحبك يا جاسر
تنهد جاسر و رتب عليها قائلا: -ليلى دوري على اللي هيحبك مش انتي اللي تحبي و صدقيني انتي مش وحشة بس انا كل حاجة عندي خلصت المشاعر و الحب و كل دا خلاص مبقاش موجود.
هبطت الدموع من عيناها و قالت ببكاء: -ماشي يا جاسر، انا هتكلم مع عمتي و اقولها اني خلاص شيلتك من قلبي بس اتأكد انا مفيش واحدة هتحبك و هتحافظ عليك قدي و انت من انهاردة زي اخويا، بعد اذنك
نظر جاسر إليها و بعد ذلك ركب سيارته و غادر ليذهب إلى منزله ليرتاح من عناء السفر.
دخلت ليلى و اوقفته وداد قائلة: -ادخلي شوفي ابوكي يا بنتي
-حاضر يا عمتي.
صعدت دلال إليها و طرقت الشقة، فتحت لها ميرال و قالت: -اتفضلي
ابتسمت دلال و قالت: -انت عارفني
-اكيد انتي مدام دلال
تنهدت بحزن و قالت: -ايوه يا بنتي، انتي ليه قاعدة هنا و مجتيش تقعدي معايا
-عادي، اعملك حاجه تشربها
تنهدت و قالت: -اقعدي يا فرحة
و بعدين ذلك قالت قصدي يا ميرال حقك عليا يا بنتي
جلست ميرال لتسمع كلامها فهي من داخلها كانت تشعر بأنها تعرفها جيدا.
-يوم ما شوفتك كنتي قاعدة في الشارع و شكلك كان غريب، انا وقتها كلمتك اها منكرش كنت خايفه بس قولت يمكن اقدر اساعد، و وقتها خدتك معايا على البيت، كنتي و لا فاكره اسمك و لا اي حاجه، و بعدها قعدتي معايا يومين و انا اختارتلك اسم فرحة لأنك خليتي لحياتي حس بعد ما كانت اسودت في وشي بعد ما بنتي راحت مني و ماتت، مكنش عندي مانع انك تفضلي معايا و لا حتى كنت عايز اعرف حاجه عن حياتك، و لما جاسر ظهر كان عايز يساعدك خصوصا انه شاف ان حالتك غير طبيعة و بس يا ستي كل الحكاية و انا عارفه انك ممكن تكوني مش فاكره اي حاجه من اللي بقولها بس خلينا نبدأ من جديد.
ابتسمت ميرال و قالت: -طيب انا هقوم احضر الاكل لاني مكلتش حاجه من الصبح، و اكيد هتاكلي معايا.
ذهبت ملك اليه في اليوم التالي و قالت: -معلش معرفتش اجي امبارح كنت مشغولة في البيت و بعدين انت جيت هنا ليه؟
-عادي يا ملك، انتي عارفه اني بحب اقعد لوحدي
-انا عرفت من ماما انك رفضت ليلى
-بالله عليكي اقفلي الموضوع دا يا ميرال
نظرت له بدهشة و قالت: -انا ملك يا جاسر
تنحنح جاسر و قال بتوتر: -معلش يا ملك اتلغبطت، اها رفضت لأنها زي اختي
-عايزة اقولك ان ليلى عمرها ما حبت واحد غيرك و انت كسرت بقلبها.
نظر إليها و قال: -انا مقولتش حاجه يا ملك بس والله انا مش هقدر أشوفها غير بنت خالي و بعدين انا مش فاضي احب
نظرت له باستغراب و قالت: -لا واضح دا انت حتى نسيت اسمي، بس انا عندي خبر ليك معرفش هيبقى حلو و لا وحش
-قولي
-هدى اتطلقت من يومين، انا مش عارفه ليه عمك مقالش ليك، بس كان حوار كبير يعني.
-حاجه متخصنيش يا ملك، هدى زيك بظبط، انا هروح للدكتور عشان افهم حالة خالك بظبط و اشوفه ازاي كان محتاج علاج في المستشفى و لا
-طيب انا هاجي معاك، عشان اطمن عليه.
ابتسمت دلال و قالت: -انا هقوم اصب الشاي و اجي
-ماشي يا دودو
كانت ميرال تجلس و تعبث بهاتفها و اتاها مكالمة من أخيها، لم تصدق عيناها و رددت بحماس
خرجت دلال و هي تنادي عليها قائلة: -ميرال
صرخت دلال فجأة و اتجهت إليها عندما وجدتها مغمي و الهاتف بجوارها، فرددت قائلة: -مين
-فين ميرال انا اخوها
اغلقت دلال المكالمة فهي لا تعلم الكثير من التفاصيل عنها و حدثت جاسر.
استأذن جاسر من الدكتور و خرج ليجيبها و قال: -في أي؟
-الحقني يا ابني، ميرال اغمي عليها فجأة و كان في واحد بيكلمها بيقول انه اخوها بس تقربيا قالها حاجه
-متقلقيش، انا هكلم فارس و الإسعاف هتيجي عشان تنقلها المستشفى
دخل جاسر و قال: -انا همشي يا ملك هنزل القاهرة حالا، و انتي شوفي الدكتور هيقولك اي و كلميني
ملك باستغراب: -في أي يا جاسر؟
-مفيش.
ذهب جاسر دون الانتظار لباقي حديثها و كان يفكر فيما قاله عدي جعلها في تلك الحالة، اتصل بعادل قائلا: -عادل هو عدي خرج؟
-معرفش، من ساعه اخر مرة كلمته معرفش عنه حاجه
-اتصرف و اعرف يا عادل.