قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية مساعدي للكاتبة هبة شاهين الفصل الخامس والستون

رواية مساعدي للكاتبة هبة شاهين الفصل الخامس والستون

رواية مساعدي للكاتبة هبة شاهين الفصل الخامس والستون

Luke s POV
تمكن رجال الاطفاء من السيطره على حريق اندلع في احد المنازل في سيدني في وقت متأخر من الليل مما اسرف عن وجود ضحيه واحده و لكن لم يتم التعرف على هويتها بعد و مازال رجال الشرطه يبحثون عن السبب الرئيسي وراء الحريق
ياإلهي
همس مايكل الذي كان يجلس بجانبي على الاريكه في منزل ماتيا.

تنهدت و انا اصل إلى جهاز التحكم و اغلقت التلفاز ليسود بعدها الصمت بيننا نحن الاربعه حتى قررت ماتيا النهوض و التوجه إلى غرفتها
اذا ماذا سنفعل؟
سأل اشتون ليقطع الصمت
ليس هناك اي شيء لفعله، ما كنا سنفعله قامت به ستيلا لتوفر علينا الامر
ماذا تقصد؟ سأل مايكل
اعني اننا كنا نخطط لقتل ستيلا بالتعويذه و لكن ها هي قد سبقتنا لتنتحر.

قلت و انا حقا لازلت لا اصدق ما حدث. ستيلا انتحرت بسببنا، لانها كانت تعرف جديا اننا سوف نستعمل التعويذه ضدها و كأنها لم ترد الموت على يد احد منا و لا على يد الاشباح فقررت الانتحار و بتلك الطريقه البشعه و بعد ان تأكدت انه لايوجد احد في المنزل سواها و كأنها لا تريد ان يحمل شخص اخر ذنبها و ذنب انني طلبت مساعدتها منذ البدايه.

احيانا افكر ماذا كان ليحدث لو لم اطلب منها المساعده؟ ماذا كان ليحدث لو كنت لجأت لشخص اخر و استيقظت من الغيبوبه دون ان تعرف ستيلا اي شيء عن الامر؟ من المؤكد ان كل شيء سيكون مختلفا عن وضعه الحالي
من المؤكد من انني لم اكن لاقابل ماتيا اصلا.

و لا انكر انني الان اتمنى لو ان ستيلا لم تعرف عن الامر. هي لم تفعل اي شيء خاطئ، هي لم تخونني كما قد يفعل البعض، هي لم تعاملني بسوء، هي لم تقلل من قيمتي ابدا، لطالما كانت الحبيبه المثاليه التي يتمناها اي احد، سواء كان بالجوهر او بالشكل الخارجي فإن عيناها الخضراء الامعه و شعرها الاشقر الجميل و بشرتها البيضاء الصافيه تجعل اي احد يقع في حبها من اول مره.

صوتها لايزال يتردد في عقلي حتى الان، صوتها في بعض تلك الايام، صوت ضحكتها و نظرتها البريئه و تصرفتها الطفوليه بعض الاحيان
كل شيء عنها لازال يدور في عقلي الان
انا راحل
قلتها بسرعه و انا اسير إلى الخارج و لكنني اعلم جيدا انه لازال لدي بعض الامور التي لم تنتهي بعد في هذا المنزل
هناك وعد يجب ان انفذه.

ستيلا موريتز
قلت لذلك الشخص الذي يقف عند باب الغرفه التي وضعوا بها جثه ستيلا بعد ان عثروا عليها في المنزل المحترق و بعد ان تعرفوا على هويتها
اومئ بهدوء و هو يفتح الباب و يسمح لي بالدخول. سرت إلى داخل الغرفه البيضاء و التي يتوسطها سرير حيث وضعت عليه الجثه المغطاه ب غطاء ابيض
اقتربت اكثر بتردد و خوف لست واثقا ما اذا كنت اريد رؤية هذا حقا.

وقفت بجانب السرير و رفعت الغطاء ليظهر لي وجهها المشوه تماما فأغلقت عيناي بسرعه من قوه الالم الذي دب بداخلي غير قادر على النظر اليها لذا اسرعت بتغطيه وجهها و لكن عندما فتحت عيناي كانت الرؤية غير واضحه لادرك ان الدموع قد امتلأت في عيناي
كل هذا بسببي
كم اتمنى الان لو انني لم اخبر احد بأي شيء
كم اتمنى لو كنت انا من قضت عليه الاشباح
كم اتمنى لو كنت انا الان مكانها.

خرجت من الغرفه و سرت في ممر المستشفى الطويل و انا لا استطيع التوقف عن التفكير و عن الشعور بالندم و عدم القدره على ايقاف هذا الالم في صدري
لوك!
تجمدت في مكاني فور سماعي لهذا الصوت الصغير و انا اعرف تماما لمن هو فألتفت لارها تقف هناك في الممر وحدها
سيلين
همست و هناك ابتسامه صغيره شقت طريقها وسط دموعي
سيلين النسخه المصغره من ستيلا
سيلين اخت ستيلا الصغرى و الوحيده.

انحنيت على ركبتاي و فتحت ذراعاي لها لتبدأ هي بالركض بسرعه نحوي و تلقي بجسدها على بقوه و كأنها تحاول اخراج كل ألمها بهذه الطريقه
اشتقت اليك كثيرا ايتها الصغيره
قلت و انا احتضنها بقوه محاولا تخفيف معاناتها
لقد رحلت لوك، ستيلا رحلت
قالت بصوتها الحزين فنظرت إلى وجهها لارى انها مثلي تماما، الدموع تغطي خديها مثلي تماما
و لكن انا لازلت هنا عزيزتي
مسحت دموعها بيداي و لا انكر ان التوقف عن البكاء امامها صعب جدا.

هي احبتك كثيرا لوك
قالت مما جعل الالم يتضاعف بداخلي
فقط لو تعرف ما حدث
فقط لو تعرف انني السبب لكانت سوف تكرهني إلى الابد
و انا ايضا
قلت و انا اضمها إلى فأنا لا استطيع النظر اليها و انا اكذب
اخبريني سيلين، هل والديك هنا؟
سألتها و انا اضم وجهها الصغير بين يداي محاولا بأقصى جهدي ان اتوقف عن البكاء امامها
اجل و لكنها ذهبا مع الشرطي و اخبراني ان انتظر هنا حتى عودتهما
و ماذا ستفعلون بشأن المنزل؟

سمعت امي و ابي يتحدثان بشأن الانتقال من سيدني
ماذا؟ عقدت حاجباي
قالا انهما يريدان الانتقال بعيدا عن ما حدث ل ستيلا
قالت مما اكد لي ان هذه الطفله الصغيره تعرف جيدا ان اختها انتحرت
الا تعرفين إلى اين يريدون الذهاب؟
لا، لا اعرف
قالت و هي تهز رأسها ثم اكملت
لوك؟ انا لا اريد ان ارحل، اريد ان ابقى معك
حبيبتي يجب ان تستمعي إلى والديك و اعدك انني سأعرف مكانكم الجديد و سوف ازورك هناك
حقا؟
اجل بالطبع.

ابتسمت قليلا من اجلها و انا امرر يدي على شعرها الاشقر الطويل و نظرت إلى عيناها الخضراء الداكنه بعدها وصل صوت خطوات إلى اذناي لتظهر والده ستيلا امامي
لوك
قالت و هي تضع يدها على فمها بينما كانت عيناها غارقه في الدموع
سيده تيري. انا اسف
نهضت و انا احدثها و فجأه قامت بمعانقتي
انا حقا اسف
قلت مجددا و انا ابتعد عنها فأنا لا استحق هذا منهم ابدا
لوك لطالما كنت تعني الكثير ل ستيلا
تبا يجب ان يتوقفوا عن هذا.

هي ايضا كانت تعني لي الكثير و، ولازالت
قلت محاولا عدم اظهار الاهتزاز في صوتي
انا فقط اريد ان افهم لماذا فعلت هذا؟
ماذا حدث بالتحديد؟
سألتها فقامت هي بمسح دموعها اولا ثم بدأت بالحديث
كنا ذاهبين لزياره عمها و قررنا ان نبقى هناك حتى الصباح و لكن ستيلا رفضت القدوم معنا و قالت انها متعبه و تريد البقاء في المنزل و بعدها تلقينا الخبر
اومئت لها و لكنها لم تستطع كبح دموعها لذا عادت للبكاء مجددا.

سيلين تحتاجك كثيرا لوك
سأكون دائما بجانبها، انا فقط اريد ان اعرف إلى اين ستنتقلون؟
سننتقل إلى العاصمه، كانبرا
اوه
همست و انا افكر في المسافه التي تفصل بينها و بين سيدني
ماذا قالت الشرطه عن الامر؟
البعض يقول انه حادث و البعض يقول انه كان عن طريق القصد، لا احد يعرف بعد
اومئت مجددا بينما شعرت بيد سيلين الصغيره تلتف حول يدي فنظرت اليها
انا احبك لوك ارجوك لا ترحل
قالت بحزن فأنحنيت لها مجددا.

لن ارحل، لقد وعدك، سأكون دائما بجانبك
قلت و تركت قبله صغيره على خدها الناعم
يجب ان نذهب الان
تحدث والدتها ثم اكملت
لوك. شكرا جزيلا، على كل شيء، انت جعلت ابنتي سعيده للغايه، اعطيتها كل شيء تستحقه، انت حقا شخصا رائع. شكرا لك
كان هذا اخر شيء قبل ان تسحب يد سيلين و تسير بعيدا
فليطعني احدا بسكين لاتخلص من هذا العذاب
سرت خارج المستشفى بسرعه و كأنني احاول الابتعاد عن كل شيء هنا و لكن الامر مستحيل.

اخذت نفسا عميقا و انا اركب دراجتي و فجأه بدأ هاتفي بالرنين فأخرجه و كان اشتون و لكنني لست في مزاج للتحدث معه فأعدته إلى جيبي و ادرت المحرك متوجها إلى المنزل
بعد ان وصلت اخيرا إلى هناك دخلت و انا احاول الوصول إلى غرفتي بسرعه قبل ان يراني احد
لوك؟
و لكنني دائما ما افشل
اجل امي
استدرت اليها محاولا عدم اخراج المزيد من الدموع
عزيزي لقد. لقد سمعت بما حدث ل ستيلا
ماذا؟ كيف عرفتي؟
لقد اتصلت بي والدتها و اخبرتني.

اقتربت مني و هي تحتضنني و حينها لم استطع تمالك نفسي
انا اسفه لخسارتك بني
حاولت جاهدا ان ارحل بسرعه قبل ان ابدأ بالبكاء مجددا
دخلت غرفتي و استلقيت على السرير ليبدأ هاتفي بالرنين و كان اشتون مجددا
ياإلهي
تمتمت و انا اضع رأسي تحت الوساده
توقف اشتون
و لكن الهاتف لم يتوقف ابدا فأففت و انا ارفع رأسي و اجبت
ما،
اين انت ايها المغفل اللعين؟
صرخ مما جعلني ابعد الهاتف عن اذني قليلا ثم اعدته مجددا
ما الامر؟

انا احاول الاتصال بك منذ نصف ساعه لماذا لم تجب؟
ما الامر اشتون؟
كررت سؤالي لست جاهزا لشرح اي شيء له
لقد فقدت ميا الوعي و هي في المستشفى الان
اللعنه!

اين هي؟ اين هي؟
سألت بهلع و انا ابطأ من خطواتي
اهدأ اهدأ
قال مايكل و هو يضغ يده على صدري محاولا ايقاف اي اندافع قد اقوم به
ماذا حدث؟
لقد خرج الطبيب منذ قليل و اخبرنا انه كان مجرد هبوط حاد في الدوره الدمويه
اجاب اشتون فأتسعت عيناي
ماذا؟
هي تعاني من فقر الدم
اغلقت عيناي بتعب فقد اكتفيت من هذا اليوم المشؤوم اعني كيف له ان يسوء اكثر؟
نظرت إلى والدتها و اخيها جيف الجالسين هناك ثم نظرت إلى اشتون مجددا.

هل يمكنني رؤيتها؟
اومئ و تبعته إلى الداخل حتى تمكنت من رؤيتها ممده على السرير. هي كانت مستيقظه و لم تكن فاقده الوعي كما توقعتها
نظرت الينا قليلا قبل ان يرحل اشتون ليتركنا وحدها
ماتيا
همست و انا اقترب منها اكثر و لكنها لم تنظر لي حتى بل ان وجهها لم يكن يحمل اي ملامح
هل انتي بخير؟
اعلم انه سؤال سخيف بعض الشيء و لكنني فقط احاول جعلها تتحدث بأي طريقه
قهقهت بطريقه سخيفه و هي تحرك رأسها
هل ابدو لك انني بخير؟

سخرت و لكن في الوقت نفسه يمكنني سماع تردد الالم في صوتها
انا لست بخير على الاطلاق!
قالت و هي تستسلم و تترك دموعها تتساقط
تبا لهذا اليوم
جلست بجانبها على السرير و اخذت رأسها و وضعتها على صدري و اخذت قبضه يدها تشتد على قميصي بقوه محاوله عدم اخراج اي صوت يدل على بكائها، فقط بعض الدموع الصامته
الان يمكنني القول انها تشعر بالندم، تشعر انها السبب لما حدث ل ستيلا، تماما كما اشعر انا.

و لكم لا اعرف ما اذا كان يحق لها ان تشعر بهذا ام لا
مرت دقائق و انا امرر يدي على شعرها البني حتى شعرت بقبضه يدها تضعف فنظرت اليها لاجد ان عيناها مغلقه و انها غارقه في نوم عميق تاركه تلك الدموع لتجف على وجهها
ربما هي نائمه الان و لكنها سوف تستيقظ قريبا و ستذكرني بوعدي لها
تنهدت و انا اغلقت عيناي لثوانٍ قليله
انا احبك ماتيا
همست دون التوقف عن مداعبه شعرها
ارجوك لا تتركيني فأنتي كل شيء لدي الان.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة