قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية مساعدي للكاتبة هبة شاهين الفصل الأول

رواية مساعدي للكاتبة هبة شاهين الفصل الأول

رواية مساعدي للكاتبة هبة شاهين الفصل الأول

Australia - Sydney
مياا!
وضعت يدي على اذني عندما نادتني صديقتي هيلين في الوقت نفسه الذي سمعت فيه صوت الجرس المزعج
اجل؟
سألت و انا التفت اليها و لاحظت شيء ما غريب بها. اوه لحظه! لقد صبغت شعرها مجددا
اذا ما رأيك؟
قالت و هي تمرر اصابعها في شعرها الاحمر الداكن. حسنا على الاقل هي لم تصبغه إلى البنفسجي كما فعلت منذ شهرين تقريبا
رائع!
قلت لانه بالفعل اعجبني لونه.

لقد صبغته بالامس و منذ ذلك الوقت لا استطيع التوقف عن النظر اليه في المرآه
قالت و هي تخرج مرآه صغيره من حقيبتها و وضعتها امام وجهها. هززت رأسي و انا ارسم ابتسامه صغيره على وجهي و بدأنا بالمشي في طريقنا إلى الصف
هل تبحثين عنه. مجددا؟
سألتني هيلين بعد ان لاحظتي احدق في وجوه الماره
اجل. اعترفت
انا اعلم اين هو
قالت مما جعلني ابعد عيناي لانظر اليها
اين؟
سألت فأظهرت ابتسامه شريره قبل ان تجيبني
في صفك.

قالت مما جعل قلبي ينبض بسرعه قبل ان يترك مكانه و كأنه قد سقط في معدتي
ص. صفي؟
اجل. ص. صفك الذي قد تأخريتي عليه و سيوبخك الأستاذ
سخرت مني و لكنني ادركت حينها انها محقه لقد تأخرت بالفعل لذلك تركتها وحدها في الممر و سرت بخطوات سريعه إلى الصف و لحسن الحظ ان الأستاذ لم يصل بعد.

فور دخولي ادرت عيناي على كل من هو موجود في الصف و لكنه لم يكن هناك. بالتأكيد كانت هيلين تسخر مني، هي تعرف كم اتوتر فقط من سماع اسمه. تنهدت و انا اتوجه إلى الداخل و جلست بالخلف قليلا حتى وصل الاستاذ
صباح الخير يا طلاب
قالها الاستاذ و هو على وشك اغلاق الباب خلفه و لكن شخص ما فتحه من الجهه الاخرى. لقد كان هو! ياألهي اجل انه بالفعل هو!

هو نفسه بشعره الاسود و عيناه العسليه و ملابسه السوداء و ملامح وجهه الرائعه و جسده المذهل
انه زين مالك!
اعتقد انني لم اتأخر. صحيح؟
قالها للأستاذ و هناك ابتسامه كبيره على وجهه. تبا تلك الابتسامه!
اومئ له الاستاذ مما سمح له بالدخول فأقترب اكثر إلى الصف الخلفي مما جعلني التقت انفاسي بصعوبه و انا اراه يجلس بجانبي
محظوظه.

همست لي صديقتي آنا التي كانت تجلس في الجهه الاخرى. اعترف ان خمسون بالمئه من طلاب هذه المدرسه يعرفون انني معجبه به و لكن اعتقد ان زين من الخمسون الاخرين. لمحت زين و هو يمرر اصابعه بين شعره الاسود و نظر حوله قليلا
هاي
تحدث شخص ما و بالكاد عقد لساني عندما علمت ان زين كان يتحدث الي
هاي
قلت و انا احاول ان ابدو هادئه
هل لديك قلم؟
سأل مما جعلني اخرج قلم احتياطي كنت قد جلبته معي و ناولته ل زين
شكرا.

ابتسم و هو يأخذ القلم و ابعد عينيه عني على الفور. على الاقل انا الان اعرف على ماذا و من بالتحديد سأركز طوال الوقت حتى ينتهي الصف.

صدر صوت الجرس الذي جعل جميع ينهض إلى خارج الصف، اغلقت كتبي و جمعت اغراضي و نهضت و سرت نحو الباب
هاي انتظري!
صوته جعلني اتجمد في مكاني و من الجيد انه من تقدم ليقف امامي لانني لم اكن قادره على الالتفات
قلمك. و شكرا مجددا
ابتسم و هو يعيد القلم إلى فأومئت له و انا احاول تحريك قدماي اخيرا
اذا ما هو اسمك؟
سمعته يقول هذا و هو يلحق بي ليسير بجانبي
ميا ميتشل. يمكنك مناداتي ب أم
قلت مما جعل ابتسامته تتسع اكثر.

انا زين مالك. يمكنك مناداتي فقط ب زين
قال و بدأنا ضحكنا و للحظه التقت عيناه العسليه مع عيناي البنيه
انا لم ارك في الصف من قبل هل قمت بتغير صفوفك ام ماذا؟
اجل قمت بتغير بعضهم
اومئت و انا اضع ابتسامه صغيره على شفتاي
يجب ان اذهب الان سررت بالتعرف اليك حقا. اراك لاحقا ميا!
قالها و هو يسرع بخطواته اكثر
و انا ايضا
قلت و انا اشاهده يبتعد حتى خرج من الباب الرئيسي.

يمكنني القول بأنه مغرم بك بل يمكنني ان اقسم بهذا حتى
قالتها هيلين و هي تأتي من الخلف و تضع يدها على كتفي
حقا؟ كيف؟
انا فقط اعرف
تحدثت بفخر و بعدها توجهنا في طريقنا إلى خارج المدرسه و ركبنا سيارتي
مازلت ارى ان حصولك على سياره قبلي ليس عدلا
تذمرت هيلين و هي تركب بجانبي فضحكت.

اخيرا وصلت إلى المنزل بعد اوصلت هيلين، وقفت امام الباب و اخذت نفسا عميقا قبل ان افتح الباب و ادخل
امي لقد عدت!
صرخت مما جعلها تخرج من المطبخ و هي تبتسم و قبلت خدي. امي هي افضل شخص على هذا الكوكب انا فقط لا شيء بدونها
لابد انك جائعه. صحيح؟
سألتني
جدا
سيكون الغداء جاهز بعد قليل
قالت و هي على وشك العوده إلى المطبخ و لكنني امسكت بذراعها و همست
هل ابي هنا؟
سألت بخوف فأومئت لي
انه بالاعلى.

همست و هي تشير بتلك الملعقه الكبيره بيدها. اخخ لماذا عاد مبكرا اليوم؟ ادرت عيناي و انا اصعد السلم و دخلت غرفتي.

ارسلت ورقه اخرى إلى سله القمامه بعد محاوله فاشله في رسم شيء ما جيد. لا اقصد القول انني رسامه فاشله، انا فقط اجد احيانا صعوبه في ماذا ارسم؟ قد يقول اي شخص ان الفنان الموهوب يرسم اي شيء يراه امامه و لكن اعتقد انني لم اصل لهذه المرحله بعد! مع ان الجميع يخبرني ان رسوماتي تبدو رائعه و لكن من الصعب حقا ايجاد شيء ما يستحق اهتمامك لتحدق به لساعات و تقوم برسمه.

صوت قرع على باب غرفتي جعلني انتفض خارج افكاري و اترك القلم و الورق
ادخل!
قلت لتفتح امي الباب و تنظر الي
ميا، عزيزتي الغداء جاهز
قالت بأبتسامه واسعه
انا قادمه
قلت و نهضت عن السرير و انا ابعد شعري البني الداكن عن وجهي. سرت إلى خارج الغرفه و كنت على وشك نزول السلم و لكنني تلقيت ضربه قويه من كره اخي على وجهي
تبا!
تمتمت و انا اتحقق من ان كل شيء في وجهي بخير
اوه لا!
سمعت صوته و اعتقد ان يحاول الهرب الان.

تااايلر! لن تنجو بفعلتك!
صرخت و اخذت الكره و ركضت بسرعه خلفه حتى استطعت الامساك به و سقطنا على الارض
اقسم اقسم اقسم انني لم اقصد فعل هذا
قال و هو يدافع عن نفسه
لا اهتم المهم انك فعلت
كنت على وشك ان انتقم و لكنه بطريقه ما قلب الامر ليصبح هو فوقي
يجب عليك احترام اخيك الاكبر
ياألهي انهض انت تقتلني!
قلت و نهض اخيرا من فوقي و ساعدني على النهوض كذلك حتى استطعت التسلل و اخذ الكره و ضربت بها رأسه
اوتش!

لم اقصد فعل هذا
قلدت صوته ساخره منه و خرجت من الغرفه
الغداء جاهز اذا كنتم تهتمون
صرخت امي مجددا من الاسفل مما جعلنا نسرع قليلا نحو السلم
انا اهتم
قالها اخي الثاني. جيف و هو يسبقنا لنزول السلم
ارجوك توقف عن تمثيل دور الفتى المؤدب
تمتمت من خلفه حتى يستطيع سماعي
انا بالفعل الفتى المؤدب هنا.

قال و جلسنا جميعا على طاوله الطعام و ساد الصمت لحظه و هذا لان والدي كان يجلس على الطرف الاخر من الطاوله. هو لا يحب المزاح احيانا لذا نحن نتجنب الحديث امامه
ميا، هل انتهيت من واجباتك؟
سألتني امي و هي تضع الطبق امامي
اجل
اخذت ملعقتي و بدأت بتناول الطعام
و انت جيف؟
سألته
هاي هاي انتهيت منه منذ ساعات
قال بمزاح و اعتقد انه ارتكب خطأ للتو
الا يمكنك التحدث مع والدتك بشكل افضل
قالها و هو يترك الملعقه من يده.

لقد كنت امزح انا لم.
لا تجادلني يا فتى!
قاطعه بغضب
اسف
قالها اخي بسرعه و هو ينظر إلى طبقه. اكره رؤيته هكذا! اكره ان يقف ابي في وجه كل من يحاول المزاح او التحدث بحريه قليلا هنا، لماذا لا يمكنه التعامل مع الامر ببساطه؟ اعني لا احد يستطيع العيش بجديه طوال حياته، صحيح؟

انا فقط اكره عندما يغضب ابي، اكره فكره انه لا يمكن ان يقف اي منا في وجهه، هو دائما يعتقد ان رأيه هو الصحيح و انه غير قابل للنقاش حتى هو دائما يريد ان ينفذ كلامه دون تفكير
نظرت إلى والدي مطولا و هناك نيران اشتعلت بداخلي فجأه و لكنني حاولت كبتها هذه المره و عدت لتناول الطعام. قد يحتمل اخي تايلر و جيف و ايضا امي الامر و ليس انا!

سرعان ما مضى وقت الغداء و عاد كل منا إلى غرفته. تدحرجت إلى سريري و بدأت بالعبث في هاتفي حتى سمعت صوت شخص
هاي، ميا
ابعدت عيناي عن الهاتف و رفعت رأسي لاجد اخي تايلر يقف عند الباب
نعم؟
سألت و انا اغلق هاتفي و تركته جانبا
انا فقط اردت التحدث معك
قال و دخل الغرفه و اغلق الباب خلفه
ما الامر؟
سألت مجددا و انا افسح له المجال ليجلس بجانبي على السرير
لقد رأيت اليوم و انت تنظرين إلى ابي بعد ان وبخ جيف على الغداء
و؟

اعلم انك تكرهين ان يتحدث ابي مع اي منا بهذه الطريقه
قال و هو يمرر اصابعه بين شعره الاسود
و؟
لم اصل إلى ما يقصده بعد
و اعلم جيدا انا اختي الصغيره الشقيه ستأتي في يوم من الايام و. بووم ستنفجر و ستخرج كل ما بداخلها امامه بكل غضب
قال و هو ينهض عن السرير و اخذ يعبث بأقلامي و اوراق الرسم خاصتي على المكتب
تايلر؟ لماذا لا تخبرني فقط ما تقصده و توقف عن الحديث بهذه الطريقه.

قلت و استلقيت على السرير و نظرت إلى و هو يحمل احد الاقلام بين اصابعه
حسنا حسنا! انا فقط اريد ان اخبرك ان عائلتنا الان مثل هذا القلم و اذا فكرتي ايتها الصغيره الشقيه بالتحدث معه بطريقه تزعجه فسوف. تك!
قال و قام بكسر القلم
لقد كنت على وشك رسم لوحه جديده بهذا القلم
سخرت متجاهله كلامه، هو دائما يذكرني بهذا و اعترف انني احيانا اشعر بالخوف منه، اعني انا لا اريد ان تتفكك هذه العائله.

تذكري هذا الكلام جيدا ايتها الشقيه
قال و هو يضرب رأسي بالقلم و قام برميه في سله القمامه اثناء توجهه نحو الباب
يمكنك فقط مناداتي بأسمي و توقف عن هذه الالقاب
قلت فضحك و استدار
نحن نناديك ب ميا و أم، و لكن لا احد منا يناديك بأسمك الحقيقي. لا احد.

ادرت عيناي و انا اشاهده يخرج من الغرفه و اغلق الباب خلفه. هو محق من الجيد انه لا احد يناديني بأسمي الكامل. نهضت عن السرير و جلست امام مكتبي و اضئت المصباح الصغير و امسكت بالقلم و للحظه فكرت ماذا يمكنني ان ارسم. ابي.

اجل سأرسم وجهه عندما يكون غاضبا او بالاحرى هو دائما غاضب. تلك الطريقه التي يقعد بها حاجبيه لتظهر تلك التجاعيد الصغيره على جبينه و عندما تضيق عينيه لدرجه انك يمكنك رؤية الغضب بوضوح بداخلها، بعدها يقوم برفع انفه الكبير إلى الاعلى ثم تأخذ شفتيه بالنزول قليلا لتظهر تجاعيد اخرى صغيره حول فمه
ابعدت يدي عن الورقه لاجد انني قد فعلتها حقا، انا فقط قمت برسمه للتو تماما كما كان على الغداء اليوم
ميا!

صرخ ابي بأسمي من خارج الغرفه و استطيع سماع صوت خطواته و هي تقترب مما جعلني اقوم بطوي الورقه بسرعه في يدي و وضعتها خلف ظهري بعدها قام بفتح البال فجأه، ماذا؟ لا قرع على الباب اولا؟
اجل؟
حاولت بقدر المستطاع ان ابقى هادئه، لا يمكنه رؤية تلك الورقه
هل رأيتي اين نظارتي؟
لا
قلت و بالرغم من ذلك بدأ بالعبث في اغراضي
اعتقد انني تركتها
و لما قد تتركها هنا؟ هذه غرفتي هي ليست.

هل ستساعديني في العثور عليها ام ستثرثرين كثيرا
قال فأخذت نفسا عميقا و حاولت التظاهر على الاقل بأنني ابحث معه و تسللت إلى سله القمامه لارمي بها الورقه. هذا لم يكن الشيء الذي كنت اريد رسمه على اي حال.

بعد ان عثر ابي على نظارته التي كان قد تركها في غرفه المعيشه قررت ان اذهب إلى النوم، ليس لدي شيء لفعله على اي حال عادة ما يكون يومي هذا ممل جدا في المنزل و مثيرا للغايه في المدرسه
مازالت اجد صعوبه في تصديق الامر فلقد تحدثت اليوم معه تذكر الامر يجعلني اشعر بشيء غريب في معدتي و لكنني متأكده انني سأوجه صعوبات في التحدث و التعامل معه احيانا. اعتقد انني سأكون في حاجه إلى مساعده من احدهم.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة