رواية لوسيفير للكاتبة إيمان شاهين الفصل السادس
جلست ملاك لتستمع لحديث اسماء
- لقد كانت والدتى تعمل كمربيه بقصر عائله العابدين، كانوا اغنياء جدا لكنهم لم يكونوا متكبرين، كانوا يفعلون الخير كثيرا، كان السيد سامح العابدين كبير العائله والسيده رزان زوجته وله ولدين السيد كينان وكان بالخامسه عشر و ماهيتاب وكانت بالعاشره.
كانت حياتهم سعيده والناس تذكرهم بالخيار حتى يوم مشئوم كان السيد واخته مع السائق والحراسه عائدين من المدرسه وتعرض لهم بعض المجرمين قتلوا الحراس واختطفوا الاطفال
انقلبت الدنيا عندما حدث ذلك كنت ابلغ الخامسه وقتها واخبرتنى والدتى ان السيده رزان تعرضت لانهيار حاد ادخلوها المستشفى على اثره، الشرطه كانت بكل مكان فالسيد سامح كان من اكبر رجال الاعمال بالشرق الاوسط.
تم طلب فديه عشره ملايين جنيه ووافق السيد على الدفع، ولكن تدخل الشرطه افسد عمليه الدفع فغضب زعيم العصابه واخرج غضبه بان اعتدى على ماهيتاب امام اخيها
شهقت ملاك بصدمه ووضعت يدها على فمها لا تصدق ما مر بكينان وعائلته من صعاب، اكملت اسماء وهي تمسح دموعها
- الطفله لم تتحمل ما حدث لها وماتت وعندما وصلت الشرطه لمكانهم وجدوا الجميع مقتول بطريقه شنيعه والسيد كينان يحتضن جثه اخته.
منذ هذا الوقت والسيد كينان تغير كما تغير الكل، لم يستطيع احد ان يعرف ماذا حدث هذا اليوم فالسيد قال انه لا يتذكر شئ، لكن النتائج كانت مدمره، السيده رزان قضت سته اشهر بالمستشفى بعد ان علمت بوفاه طفلتها وعندما خرجت لم تكن تتحدث حتى الان
السيد سامح اصبح قاسى وجعل جميع الظباط المسئولين عن القضيه يفصلوا من العمل، وعلم السيد كينان جميع الفنون القتاليه حتى لا يصبح فريسه لاحد مره اخرى.
ومع مر السنين اصبح السيد بارد قاسى وعندما يغضب لا يرضيه سوى الدم حتى انهم اطلقوا عليه لقب لوسيفير من قسوته وبعد وفاه السيد سامح ادار هو الشركات بيد من حديد
مسحت ملاك دموعها التي لم تتوقف حزنا عليه، وعلى الرغم من تعاطفها معه الا انها خافت منه وبشده، لاحظت اسماء الخوف في عيونها فامسكت يدها وقالت.
- انا اعلم انكى خائفه من كلامى لكن انا ولدت في هذا القصر ورايت السيد امامى طوال حياتى لقد كنت ابلغ الخامسه عندما حدث كل ذلك وخلال العشرين سنه الماضيه لم ارى السيد يضحك كما اراه معك، لم اراه يهتم بأمراه طوال حياتى ولقد سمعته مره يقسم لصاحبه انه لن يتزوج بحياته ولن يسمح لامراه ان تكون نقطه ضعفه.
انتى مختلفه واعتقد ان الله ارسلك له لتنيري حياته، على الرغم من قسوته وجبروته الا انه دائما يساعد المقربين منه، اعطيه فرصه ملاك فانتى فرصته الوحيد لكى يقتل لوسيفير الذي بداخله للابد.
تركتها اسماء تفكر فيما سمعت وذهبت لتحضير العشاء لها، اما كينان فنزل اولا للقبو ودخل الغرفه على سلين وجدها ملقاه على الارض عاريه وجسمها ملئ بالكدمات وتبكى بشده، بمجرد ان رأته حاولت الرجوع للخلف لكنها لم تستطيع من الالم وقالت بخوف
- اااااارجوووك يييكفى.
- هل علمتى الان من هي العاهره، التي اهنتيها تكون زوجتى، زوجه كينان العابدين ومن يجرؤ ويسبها سيكون وقع على شهاده وفاته، سوف اجعلك تعيشى مثل العاهرات حتى تتعلمى درسك جيدا
ثم خرج لحسن المنتظر بالخارج وقال ببرود
- ارسلها لاحد بيوت الدعاره التابعه لشاهد واخبره اننى لا اريدها ان ترى نور الشمس مره اخرى
- حسنا سيدى.
رحل كينان للمكتب لمتابعه عمله والعوده قبل موعد العشاء، وصل لمكتبه وبدء بمراجعه بعض الاوراق، لكن كل تفكيره بملاكه التي بالقصر، هل هي سعيده، هل سيأتى يوم وستحبه كما يحبها، هو مستعد لان يفعل اى شئ من اجل ان تحبه ولو ربع حبه لها
خرج من تفكيره على صوت تليفونه وكان القصر فرد بسرعه
- الو
جاءه صوتها الملائكى
- مرحبا
- مرحبا ملاكى هل انتى بخير هل تريدى شئ؟
- ااانا، اانا فقط كننت ااريد اااان اطمئن على ادم.
اخرج نفسه الذي كان يكتمه فلقد خاف ان يكون احد ضايقها، ثم قال بحنيه
- اطمئنى حبيبتى لقد تحدثت مع الطبيب وهو بخير لكنه لن يفوق من الادويه الا غدا صباحا وسنكون عنده وقتها
- شكرا لك واسفه اذا كنت ازعجتك
- انتى تؤمرى ملاكى اذا كان هذا هو الازعاج فانا اريده دائما
لم يجد رد وعلم انها تشعر بالخجل فغير الكلام
- هل كل شئ تمام معك قلبى، هل ينقصك شئ فقط اخبرينى وسأحضره لك
- شكرا لك كينان لقد احضرت لى اكثر مما اريد.
- ملاكى لا تقولى هذا انا وما املك ملك لك ارتاحى الان وساعه وساحضر لنتناول العشاء معا
- حسنا سانتظرك
اغلق التليفون وابتسم بسعاده، ثم طلب مديره مكتبه
- مدام بثينه اريدك الان
- حسنا سيد كينان
دخلت مدام بثينه مديره مكتبه والتي كانت تعمل بالشركه منذ ايام والده ومن الشخصيات القليل التي يحترمها كينان ويحترم رأيها وخصوصا انها كانت صديقه لوالدته
- افندم سيد كينان.
- اريد فتح حساب بالبنك باسم ملاك احمد عزالدين بمبلغ عشره مليون جنيه
- حسنا شيئا اخر
- ألن تسالى من هي ملاك؟
- عندما تكون مستعد سوف تخبرنى اذا كنت لا تريد ان تواجه غضبى
ضحك كينان وقال بحب
- ملاك تكون زوجتى
انار وجه بثينه وقالت
- حقا تزوجت؟
- نعم تزوجت اسمها ملاك وهي ملاك صوره عن البراءه والنقاء، لا اعرف حتى الان كيف اصبحت محظوظ للحصول عليها لكنى لا اشتكى ابدا
قالت بثينه بحنيه.
- الف مبروك حبيبى اخيرا ارى سعاده حقيقيه بعيونك لقد انتظرت طويلاً من اجل هذا اليوم، اذا متى ستحضر لى احفاد؟
ضحك كينان بشده وقال
- احفاد مره واحده انتظرى حتى اتم الزواج اولا ثم نفكر بالاحفاد
- ماذا تعنى بتتم الزواج؟
تنهد كينان وحكى لها كل ما حدث فهى الوحيده التي تعرف عنه كل شئ وبعد ان انتهى قال.
- لذلك لن أتم الزواج حتى اطمئن انها تتقبلنى وتحبنى ولو قليلا انا لا اطمع ان تبادلنى نفس مشاعرى ولكن قليلا منها يكفينى
اقتربت بثينه منه ووضعت يدها على خده بلمسه أم وقالت
- سوف تحبك كينان فمن ترى كل هذا الحب بعينك ولا تبادلك فهى عمياء، فقط اصبر قليلا فالواضح ان حياتها كانت صعبه للغايه، انتى ابويها كينان؟
- لا اعلم، لم اسألها عنهم تصورت انهم متوفين
- تأكد كينان وحاول ان تأخذها لمقابله رزان.
- ليس الان ربما قريبا
- حسنا ساذهب الان وانت ايضا اذهب لها وغدا سأبدء فتح الحساب لها
- حسنا سارحل الان
ذهب كينان للقصر وبمجرد دخوله وجد ملاك واقفه بالحديقه ناظره للسحاب وسارحه فاقترب منها من الخلف ولمسها ففزعت قليلا.
- اسف ملاكى لم اقصد ان تفزعى
- لم يحدث شئ فقد سرحت
- في ماذا حبيبتى؟
- هل ترى هذه النجمه بالسماء التي تشع
- نعم!
- هذه امى تعتنى بى من الاعلى
نظر لها باستغراب لما قالت فهى تؤمن بهذه الاشياء كالاطفال التي تؤمن بسانتا كروز ابتسم لها بحب وقال
- مرحبا حماتى انا كينان زوج ابنتك وسوف اعتنى بها جيدا لا تخافى عليها ابدا
ضحكت ملاك بشده فأنارت قلبه بضحكتها
- اذا النجمه التي بجانبها هي ابيك.
فجأه اختفت ضحكتها وانهمرت دموعها، اقترب منها وقال بقلق
- ملاكى ماذا حدث هل قولت شئ خطا انا اسف لم اقصد
ارتمت ملاك بحضنه وهي تبكى بحرقه حتى أرهقها البكاء ونامت بحضنه على ارض الحديقه، حملها كينان لغرفتهم ووضعها على السرير وازاح حذائها ووضع الغطاء عليها وقبل جبينها وهمس
- ماذا حدث لك ملاكى، لماذا انهرتِ هكذا بمجرد ذكر والدك، اقسم ان اقتل كل من سبب الحزن لك ملاكى وهذا وعدى لك بذلك.