قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لوسيفير للكاتبة إيمان شاهين الفصل الرابع

رواية لوسيفير للكاتبة إيمان شاهين الفصل الرابع

رواية لوسيفير للكاتبة إيمان شاهين الفصل الرابع

استيقظت ملاك وهي تشعر شعور غريب بالدفء لم تشعر به من قبل، استغربت هذا الشعور فهى بعمرها كله لم تشعر بهذه الراحه وبمجرد ان فتحت عينها حتى تجمدت مكانها فهذه ليست غرفتها، بالطبع لن تكون غرفتها فالغرفه وحدها بحجم شقتها كلها
نظرت بخوف بجانبها وجدت كينان نائم ويده على خصرها ورجله على رجلها، وهو لا يرتدى غير شورت فقط، تلون وجهها بجميع درجات الاحمر من الخجل.

حاولت العديد من المرات ان تبتعد عنه ولكنه كالجبل بالنسبه لها وبعد ان فقدت الامل من ان يتحرك رفعت يدها المرتعشه وهزته برفق في كتفه وهي تقول
- يا. يا، ياسيد استيقظ
لم تعرف كيف تخاطبه او ماذا تقول له، اما هو فكان مستيقظ منذ فتره يتأملها وهي نائمه بسلام وعندما لاحظ انها على وشك الاستيقاظ تظاهر بالنوم.

عندما حاولت ان تقوم وفشلت ارد ان يضحك بشده على محاولتها الفاشله من الخروج من تحت قبضته، وعندما لاحظ تلعثمها وهي لا تعرف كيف تناديه اختفت الابتسامه فهىً الوحيده التي لها الحق ان تنطق اسمه بلا خوف
لمست يدها على كتفه اشعلت نار بجسده، فتظاهر انه يستيقظ حتى لا يفعل شئ يجعلها تخاف اكثر مما تخاف الان.

فتح عينيه ليقابل بعيونها التي تشبه السماء وتحمل براءه الدنيا بهم، ولاحظ احمرار وجهها من وضعهم هذا فتركها مجبور فقامت مسرعه ووقفت بجانب السرير
- صباح الخير ملاكى
- ص، صباح الخير
قام من على السرير واخذ يدها لخزنه الثياب
لاحظ انها فتحت فمها واغلقته من صدمتها مما ترى فهى بعمرها لم ترى خزينه ملابس غرفه كامله.

- هذه غرفه تغير الملابس واليوم سيتم وضع جميع ملابسك بها، لقد اتصلت باكبر بيوت الازياء هنا وسوف يأتى مندوبه عنهم لاخذ مقاسك لملء الخزانه بها
ثم فتح دولاب وكان مرصوص بها ثيابها القديمه فتأفف انها سترتدى هذه الثياب ولكنه مجبور حتى يحضر لها مجموعه كامله جديده
- خدى هذا مؤقتا حتى تجهز ملابسك الجديده
ثم اخذها لباب اخر وكان الحمام.

- هذا الحمام، خذى حمام سريع وارتدى ملابسك هنا اذا كنتى ستخجلى ارتدائها بالخارج وسوف انتظرك بالاسفل لنفطر سويا ثم نتوجه للخارج
هزت راسها له فطبع قبله على جبينها وتركها وخرج، قامت باغلاق الباب وازاله ملابسها ووقفت تحت المياه الدافئة واحست براحه غريبه، كانت رائحه الغسول والشامبو رائعه بعمرها لم ترى مثلهم برائحه الزهور.

بعد ان انتهت وجففت نفسها ارتدت ثيابها وخرجت فوجدته مرتدى ملابسه وينتظرها على الكرسى، توجهت ناحيه المرأه وكانت تجفف شعرها فرأته خلفها واخذ منها المنشفه واخذ هو يجفف لها شعرها ويسرحه لها
بعد ان انتهى ساعدها على الوقوف ووضع وجهه بعنقها وهو يستنشق رائحتها الخلابه، ثم ابتعد وامسك يدها ونزل للاسفل لغرفه الطعام.

كانت موجود عليها جميع انواع الطعام واستغربت ملاك هل سيأكل احد معهم، بعد ان جلس وجلست بجانبه قالت بصوت منخفض
- هل سيأكل احد معنا؟
- لا لماذا؟
- لان هذا الطعام يكفى لعشر افراد لذلك سألت
احس كينان بتأنيب الضمير فهى بالطبع ليست معتاده على هذه الفخامه وربما تشعر بالنقص اذا قال انه متعود على هذا فقال لتخفيف الموقف.

- انا لم اعرف ماذا تحبين من الطعام لذلك امرت بعمل اصناف عديده ومن الغد اطلبى انتى منهم تحضير اصناف الطعام المفضله لديك
- انا لا اتكبر على الطعام فأى شئ موجود أكل منه
ابتسم على ملاكه وطيبتها وقام بوضع الطعام في طبقها من كل صنف كميه قليله حتى تتذوق الجميع، بعد ان انتهى من طعامه لاحظ انها لم تأكل نصف طبقها لكنه لم يضغط عليها وقال
- انتى لم تكملى طعامك وهذا غير صحى اريدك ان تزيدى طعامك قليلا كل يوم.

- لكنى لست معتاده على تناول كميات كبيره من الطعام
لاحظ انها خجلت من ذلك وعرف ان ظروفها لم تكن تسمح لها بتناول ما تريد ولانه لم يكن يريد اشعارها بالنقص امسك يدها بحنيه وقال
- اعرف ذلك فانتى تشبعين بسرعه لذلك تتناولين كميه قليله ولكن لو حاولتى ان تزيدى الكميه كل يوم قليلا ستتعودين بعد ذلك
ابتسمت ابتسامه بسيطه وهي تعلم انه قال ذلك حتى لا يحرجها، واسعدها انه يبحث عن سعادتها معنى ذلك انه لن يؤذيها.

اما هو فقد امتلئ قلبه بالفرح عندما راى ابتسامتها الخجوله فقبل يدها وساعدها على الوقوف ثم خرجوا وتوجهوا للسياره
لاحظت هي عربيات الحراسه واحده بالامام وواحده بالخلف وتسألت لماذا يحتاج لكل هذه الحراسه هل هو سياسى ام ماذا
كان طوال الطريق هادئ وهي لم تحاول التحدث حتى وصلوا امام مبنى فنزل وساعدها على النزول ووجدت نفسها امام مكتب مأذون شرعى، احست بجسدها يرتعش من الرهبه هل فعلا سيتزوجها.

لاحظ هو خوفها وارتعاش جسدها وعذرها، بمجرد دخولهم كان كل شئ جاهز ولم يمر دقائق حتى تم الزواج
خرجت للخارج وركبت السياره وهي لا تستوعب انها اصبحت زوجه هذا الشخص الذي لا تعرف عنه سواء اسمه فقط، كانت تائهه في افكارها ولم تخرج منها الا عندما لاحظت يد على كتفها نظرت بسرعه فكانت يد كينان، بالطبع من غيره سيجرء ان يقترب منها
- لقد وصلنا للمستشفى هيا بنا.

نزلت معه بهدوء وعندما دخلت للغرفه ولم تجده احست بالفزع ونظرت لكينان ودموعها مهدده بالنزول فاسرع يطمئنها
- لا تخافى فهو يتجهز للدخول للعمليات ومعه اكبر الاطباء و المتخصصين بحالته
نظرت له ونزلت دموعها وقالت بخوف
هو سيكون بخير اليس كذلك؟
اقترب منها وضمها لصدره وهمس
- لا تخافى سيكون بخير.

مر الوقت بطئ جدا عليها كأنه سنين وهي واقفه امام غرفه العمليات كانت متوتره وخائفه وهو لم يتركها ولو للحظه وكانت ممتنه له لذلك، بعد مرور حوالى ست ساعات خرج الاطباء فجرت لهم وقالت بلهفه
- هل نجحت العمليه؟ هل هو بخير؟
ابتسم الطبيب وقال بحنيه
- اطمئنى انسه هو بخير وسوف يقضى الليله بغرفه العنايه المركزه للملاحظه وبمجرد ان نطمئن سينقل لغرفه عاديه.

كان كينان يغلى من الغضب لان هذا الحقير ابتسم لها فنظر له بشر نظره ارعبت الطبيب فهو يعلم جيدا من كينان عابدين وقال من تحت اسنانه
- الانسه تكون زوجتى فاذا كنت تقدر حياتك ابتعد من امامى الان
وبلحظه اختفى الجميع من امامه، نظر لها وابتسم مما جعلها تستغرب هذا الشخص، فهو مع الجميع وحش كاسر ومعها هي شخص اخر
- حمد الله على سلامته ملاكى، الان سنرحل ونأتى غدا لنراه ونطمئن عليه.

- ولكن كيف ساتركه يجب ان اكون بجانبه
- ملاكى الطبيب قال انه بخير وانتى لن تستطيعى دخول العنايه المركزه سنأتى غدا اوعدك
هو يعلم انه يستطيع ادخالها للعنايه لكنه لم يكن يريدها ان تراه محاط بالعديد من الاجهزه وفضل ان تراه غدا، لم تعترض ملاك لانها تعلم انه محق وغرفه العنايه لا يستطيع احد دخولها.

وصلوا للقصر وبمجرد دخولهم اخبرته الخادمه ان مدام سيلين من دار الازياء بانتظاره، دخلوا لغرفه الجلوس وكانت تجلس هناك امراه في اواخر العشرينات ترتدى فستان قصير يكاد يبرز كل جسدها
بمجرد دخولهم وقفت المراه واقتربت من كينان وهي تمد يدها وتقول بمياعه
- اهلا كينان باشا لم اصدق نفسى عندما علمت اننى سأتى لخدمه شخص عظيم مثلك
فرد كينان ببرود.

- هذه ملاك اريد ان تاخذى مقاساتها واريد خزينه ثياب كامله من ملابس سهره وملابس للنهار وملابس للنوم والاحذيه والشنط والاكسسوارات لكل طقم واريدهم غدا جاهزين
- ولكن كينان باشا غدا وقت قليل جدا
- اذا لم تكونى حمل للمسئوليه فارحلى وسأتى باخرى، والثياب اصلا جاهزه كل ما ستفعلينه هو اختيار المناسب لها
- حسنا سوف ترى ما سأفعل من اجلك سيد كينان.

قالتها وهي تنظر له كانه قطعه حلوى تريد اكله، احس كينان من نظرتها الحقيره ولكنه لم يتحدث من اجل ملاك، لولاها لقتل تلك العاهره الان وبمجرد خروجه من الغرفه وقف بمكانه عندما سمعها تقول لملاكه
- اذا انتى عاهرته الجديد.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة