قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لوسيفير للكاتبة إيمان شاهين الفصل الحادي عشر

رواية لوسيفير للكاتبة إيمان شاهين الفصل الحادي عشر

رواية لوسيفير للكاتبة إيمان شاهين الفصل الحادي عشر

كانت ملاك تضرب بيدها حتى تركها الشخص فسقطت على الارض وتراجعت للخلف بخوف، كان امامها رجل طويل تقريبا مثل كينان وعريض الكتفين كان يتسم بالوسامه ولا يبدو عليه انه مجرم او سئ لكن تجربتها هي وسمر جعلتها تخاف من اى رجل غريب عنها
كان ينظر لها بابتسامه خبيثه واقترب منها وهو يقول
- من ماذا انتى خائفه يا جميله انا لن اؤذيك
صرخت ملاك بأعلى صوتها
- كينااااااااان كينااااااااااااان.

دخل كينان بسرعه للمطبخ وجد ملاك مرتعبه على الارض فذهب للرجل ولكمه بقوه بفمه جعلت دمه يسيل من انفه وصرخ به
- ماذا فعلت بها ليث اقسم لاقتلك ان كنت لمستها
وذهب بسرعه ضمها وقامت هي بتخبئه وجهها بصدره كطفله تتحامى بوالدها
- ملاكى هل انتى بخير؟ هل لمسك؟ هل اذاكى؟ تحدثى ملاك ارجوكى
- يا رجل وهل اعطيتها انت فرصه لتتحدث معك اسكت قليلا منذ متى تحول لوسيفير الى قطه
- لييييييييييييث.

رفع ليث يده باستسلام زائف ومسح انفه من الدماء ثم قال بجديه
- اسف كينان اقسم لم اقصد ان اخيفها لم اعرفها واعتقدت انها خادمه هنا
- هي زوجتى ايها اللعين ولولا انك صديق طفولتى لكنت قتلتك
- لا تستطيع فانت لا تستطيع العيش بدون رؤيه وجهى الوسيم، اللعنه عليك كينان كيف سأحضر عرسك وانفى مشوه هكذا
سمع الاثنين ضحكه مكتومه فنظر كينان لملاكه وجدها تبتسم وسط دموعها فذهب غضبه بثوانى وقال بقلق وهو يقف بها.

- انتى بخير ملاكى؟
- نعم هو فقط اخافنى بشده جاء من خلفى ووضع يده على فمى و...
- فعل ماذا؟
قالها كينان بصراخ وهو ينظر لصديقه بشر الذي بسرعه البرق وقف خلف السفره الصغيره الموجوده بالمطبخ للخدم
- ماذا يا رجل قولت لك لم اعرف من هي وقد صرخت وطبله اذنى خرمت بسببها وتركتها بثوانى فأزل نظره الموت التي ترمقنى بها هذه وعرفنا على بعض بطريقه لائقه
اغمض كينان عينه وزفر بغضب ثم ضم ملاك له فرائحتها تهدءه ثم قال.

- انجل هذا الحقير هو ليث عمران صديق طفولتى وعملى الاسود، وانت ايها الحقير هذه زوجتى ملاك فابتعد عنها اذا كنت تقدر حياتك
نظرت له ملاك بصدمه وقالت
- انت ليث عمران صاحب مستشفى عمران الاستثماري
نظر لها الاثنين باستغراب وقال ليث
- نعم لماذا؟
- شكرا لك
- على ماذا؟
- ملاكى هل تعرفى ليث؟

- لا ليس شخصيا ولكن عندما مرضت والدتى ولم يكن معنا اموال لعلاجها اخبرنا الطبيب عن المستشفى الخاص به وان صاحبها يعالج الحالات المستعصيه بدون مقابل، لذلك شكرا لك
- هل والدتك بخير الان؟
قالها ليث بشفقه فقالت ملاك من وسط دموعها
- لا للاسف توفت لان حالتها كانت متأخره والعلاج لم يجد الوقت ليأخذ مفعول
مسح كينان دموعها وقال.

- لا تبكى ملاكى فاليوم يجب ان تكونى سعيده فقط هيا اذهبى واستعدى للحنه وسأراكى بعد انتهاء الحفل
ذهبت ملاك لغرفتها وهو يتابعها حتى سمع صوت خلفه
- اقسم لولا انك غدا عريس لشوهت وجهك الوسيم هذا على لكمتك لى ولكن الصبر جميل
- احمد ربك اننى اكتفيت بلكمه واحده فملاك خط احمر مستعد ان احرق الدنيا من اجلها
- لهذه الدرجه تحبها كينان؟
- واكثر ليث، واكثر، من اجلها انا مستعد ان اضحى بحياتى.

- كيف قابلتها واين يا صديقى؟
حكى كينان لليث كل ما حدث منذ اللحظه التي رائها فيها حتى الان، فليث هو اقرب الاشخاص له اصدقاء منذ سنين عمرهم الاولى حتى الان لم يفترقوا ابدا، والسبب ان ليث لم يظهر حتى الان كان وجوده بجنوب افريقيا لمتابعه مناجم الماس الخاصه به هناك
- اللعنه كينان خالتى رزان تحدثت لماذا لم تخبرنى حتى الان.

- لانك ايها اللعين طوال مده اقامتك بجنوب افريقيا لم تحدثنى الا مره واحده منذ ثلاث اسابيع وبعدها اختفيت لذلك قول لى كيف اخبرك
- حسنا حسنا فهمت وجهت نظرك كنت مشغول مع جميلات كيب تاون
- متى سوف اراك مستقر انت ايضا
كان ليث يشرب الماء عندما سمع ذلك فأرجع الماء سريعا من فمه وقال بذهول
- هل تدعى على يا صديقى اللعنه عليك انا لن استقر ابدا
- سوف تستقر بيوما ما وتقع بالحب وسوف اذكرك بكلامك هذا.

- يا عزيزى انا لا أؤمن بالحب، والنساء بالنسبه لى للمعاشره الجيده فقط، لماذا ألزم نفسى بأمراه واحده وانا استطيع تغييرها يوميا
- انت حقير وانتظر الايام بيننا
- سوف اقتل حالى قبل ان أسلم قلبى لعاهره
- ليست كل النساء عاهرات ليث
- بالنسبه لى انا كلهم هكذا وغير الكلام كينان قبل ان اقتلك
- لا تستطيع قتلى لانك لن تجد احد يصاحبك غيرى
جاءهم صوت من خلفهم
- كما انتم منذ الطفوله تتناقرون كانكم تؤام فوق روؤس بعض.

استدار الاثنين ليجدوا رزان تنظر لهم بحب فهى قد ساعدت في تربيه ليث لانها الصديقه المقربه لأمه وهو يعتبرها خالته
- خالتى رزان
جرى عليها وضمها بقوه ورفعها بحضنه وهو يدور بها
- اشتقت لك يا حلوه، لماذا تصبحين اجمل كلما كبرتى بالعمر
جاءته ضربه على راسه من الخلف
- هذه أمى يا فتى فلا تعاكسها امامى
- اذا اخرج من المطبخ حتى اعاكسها من خلفك
اسكتهم رزان وهي تمسك الاثنين من اذنيهم كما تعودت ان تفعل وهم اطفال لتسكتهم.

- انتم الاثنين يجب ان تغادروا لان الحفله اقتربت على بدايتها، كينان سوف تنام الليله لدى ليث
- ماذا؟ لماذا؟!
- لانه فال سئ ان ترى عروسك قبل الفرح لذلك انت لن تراها حتى غدا
- مااااااااذا؟ لا امى لا تفعلى بى ذلك ارجوك
- ليث خذ صديقك من امامى والا ليس هناك عرس غدا
لعن كينان وسب تحت انفاسه وخرج وليث خلفه منفجر من ضحكه على وجه صديقه وكينان يتوعده
مر اليوم جميل على ملاك وكانت ترتدى ثوب رائع للحنه.

وخرجت للحديقه وكانت معها رزان واسماء التي طلبت منها ملاك ان لا تتركها فهذا اليوم بمفردها ووافقت اسماء من اجلها
كان هناك عدد من المدعوات ليس بالكثير كما طلبت ملاك فقط من جاء النساء من عائله كينان واصدقاء رزان المخلصين الاتى كانوا يزورون رزان دائما بالمستشفى.

كانت ملاك تجلس بالوسط واغانى الحنه الجميله حولها، نزلت دموعها وهي تتمنى ان كانت امها وسمر بجانبها في يوم مثل هذا، وجدت يد رزان تمسح دموعها وتقول بصدق
- اعلم بماذا تفكرين لكن اريدك ان تعلمى ان والدتك وسمر يروكى الان وهم سعداء من اجلك
ثم فتحت العلبه التي بيدها وكان بها طقم رائع من الالماس.

- هذا الطقم كان لجدتى الكبرى التي اعطته لجدتى بحنيتها، وجدتى اعطته لامى يوم الحنه الخاص بها، وامى اعطتنى اياه، والمفروض ان اعطيه لابنتى يوم الحنه
مسحت رزان دموعها واكملت
- لقد اخذ الله منى ابنتى وعوضنى بأخرى، وانتى فقدتى امك وعوضك بأخرى لذلك هذا الطقم لكى الان وفي اليوم المناسب سوف تعطيه لابنتك
قامت ملاك وضمت رزان لها بقوه
- شكرا امى شكرا لقبولك لى كأبنه، وشكرا لوقوفك بجانبى في يوم هكذا.

ضمتها رزان لها بحنان امومى وقالت
- الام لا تُشكر على حبها يا ابنتى والان امسحى دموعك فهذا وقت للفرح وليس الحزن
ضحكت ملاك بسعاده لان الله عوضها عن كل ما مر بها من صعاب، ولم ترى الذي يقف خلف الاشجار يراقبها من بعيد وبسمه بلهاء على وجهه
- انت تراقب زوجتك وانا اقف حارس كالحرامى، اتمنى ان تراك خالتى رزان وتنكد عليك
- الا تستطيع ان تسكت قليلا، كيف تريد منى ان لا اراها في يوم كهذا.

- حسنا لقد رأيتها فهيا معى للقصر وغدا هي كلها ستكون لك ومعك للابد
- للابد
قالها كينان بحب وتركه ليث وخرج من بوابه القصر وهو يلعن الحب الذي حول صديقه من لوسيفير لروميو
جاء يوم الزفاف، اليوم الذي تحلم به اى فتاه ان تزف لحبيبها، كانت ملاك بقمه سعادتها وقمه توترها ايضا بعد ان انهت استعدادها دخلت رزان الغرفه
- ما شاء الله ابنتى قمر الله يحرسك من العين
كانت ترتدى ملاك فستان رقيق احضرته لها رزان من فرنسا.

دخل مراد لأخذها ومسح دمعه نزلت منه حتى لا تراها وهو يتمنى لو كانت سمر هنا الان، احست ملاك به فاقتربت منه وامسكت يده وقالت
- هي ترانا الان وتضحك لانها اطمئنت علينا فلا تحزنها بحزنك
ابتسم مراد وقال
- متى كبرت صغيرتى هكذا
- انا لست صغيره
ضحك مراد فهى دائما تتعصب عندما يدعوها صغيره، ثم امسك يدها ونزل للاسفل وكان كينان ينتظرهم على نار وهو يرتدى بدله التي تبرز وسامته.

وما ان وقع عينه عليها حتى تسمر من جمالها، فهى كانت تشبه حوريات الحكايات الخرافيه، وهي ملك له وحده
وصل مراد له ووضع يدها بيده وقال
- لقد اعطيتك اثمن هديه بالوجود فحافظ عليها جيدا لانه صدقنى ان لم تفعل ستندم لاخر يوم بعمرك
نظر ليث بصدمه لمراد لانه تجرء وتحدث هكذا مع كينان لكن الغريب ان كينان لم يغضب لانه يعلم جيدا انه سيقتل نفسه قبل ان يؤذى ملاكه.

رفع يدها وقبلها بحنيه فنظرت للارض من خجلها، ثم وضع يده بيدها وخرجوا للحديقه
كانت الحديقه مزينه بطريقه رائعه و رقيقه
والاشجار معلق عليها فوانيس جميله المنظر تعطى طابع رومانسى.

والورود والازهار بكل مكان، كان الجميع معظمهم ينظر لكينان وملاك بسعاده ولكن قله منهم كانت تحسد كلا منهما على الاخر، الرجال كانوا يحسدون كينان على الجمال الذي حصل عليه، والنساء تحقد على ملاك لانها استطاعت ايقاع لوسيفير بشباكها كأنهم لا يعلمون ان الله هو الذي يؤلف القلوب على بعضها
مضى الحفل رائع ثم وضع كينان خاتم الزواج بيدها
كما احضر الدبلتين متشابهتين من اجله ومن اجلها.

ثم جاء وقت التورته بعد العشاء والتي كانت رائعه ايضا
كانت ملاك طائره من السعاده ولان كل ما حلمت به بليله عمرها حققه كينان لها بحب، وجاء الوقت لرحيل العروسين للذهاب لشهر العسل الذي رفض كينان ان يخبرها اين سيأخذها
فصعدت ملاك للاعلى وابدلت فستان الزفاف بطقم كلاسيكى
وبعد ان ودعت الجميع بالدموع تحركت السياره للاتجاه للمطار لبدء شهر العسل وبدء حياه جديده لهم.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة