قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لوسيفير للكاتبة إيمان شاهين الفصل الثامن

رواية لوسيفير للكاتبة إيمان شاهين الفصل الثامن

رواية لوسيفير للكاتبة إيمان شاهين الفصل الثامن

لم يكن يرى امامه سوى الدم اسرع لهم وانتزع ملاك من يده بقسوه وارجعها للخلف بقوه حتى انها ضربت راسها بالحائط، ثم اخذ يضرب الرجل بقوه وحاول الرجل ان يدافع عن نفسه لكن غضب كينان جعل قوته اكبر بكثير، سمع صوت ملاك تصرخ
- ارجوك كينان اتركه ابتعد عنه انت لا تفهم.

حاولت ان تمسك يده لكنه من شده غضبه ازاح يدها فسقطت على الارض وضربت جبهتها بقوه جعلتها تفقد الوعى، ذهب غضبه بثوانى وحل مكانه خوف شديد عندما رائها على الارض لا تتحرك وجبهتها تنزف
ذهب اليها بسرعه ورفعها بين يده وصرخ بهم
- اريد طبيب حالا
اسرع الطبيب له واخذه لغرفه خاصه وقام بمعاينتها و بتطهير جرحها وتضميده وخرج بعد ان طمئنه انها ستكون بخير، اقترب منها وامسك يدها بيده.

- انا اسف ملاكى اسف اقسم لم اقصد ان اؤذيكى هكذا لكن عندما رايته يلمسك لم ارى امامى من الغضب، لماذا سمحت له بذلك ملاكى من هو هذا الذي تجرأ على لمسك
سمح صوت خارج الغرفه فقام من جانبها و فتح الباب ووجد الرجل يقف امامه بصعوبه ووجهه كله ينزف وحرسه يمنعوه من الدخول ارتعش جسده من الغضب لكنه قبل ان يفعل اى شئ قال الثانى
- اين اختى ايها الحقير اقسم اذا فعلت بها شئ ساقتلك.

وقف كينان مكانه مصدوم وقال ببطء بعد ان خرج من صدمته
- اختك؟!
لم يتحدث الرجل ودخل الغرفه واقترب من ملاك وامسك يدها وقال بحزن
- ملاك انا هنا بجانبك انا اسف صغيرتى، اسف لانى لم ادافع عنكم، اسف لانى لم اكن رجل كفايه لحمايتكم، اسف لانى السبب فيما حدث لكم، استيقظى وسوف احميكى انتى وسمر ملاك لن اجعل احد يقترب منك، ملا...
لم يكمل كلامه لانه فقد الوعى، اقترب منه كينان بسرعه وصرخ على حسن
- حسسسسسن
دخل حسن بسرعه.

- اجعل الطبيب يعاينه بسرعه وتضع حراسه عليه وتأتى لى بعدها
بسرعه حمل حسن وحارس اخر الرجل وخرجوا خارج الغرفه واغلقوا الباب، اخذ كينان يمرر يده بشعره بشده وهو يسب ويلعن
- اللعنه اخيها كيف وهي ليس لها اخت سوى سمر، ما الذي يحدث هنا
سمع تأوهات ملاك فاقترب منها سريعا وامسك يدها
- انجل حبيبتى انا بجانبك افتحى عينك ياقلبى، انا اسف اقسم لم اقصد.

فتحت ملاك عينها وعندما راته بجانبها خافت منه بشده وحاولت ان تبتعد عنه لكنها تألمت من وجع راسها وقالت بصوت ضعيف ودموع منهمره
- ابتعد عنى ارجوك انا لم افعل شئ اين زياد اريد زياد ابتعد انت.

الالم الذي شعر به وقتها لا توجد كلامات تستطيع وصفه، قد يستغرب البعض كيف يتحول من الغضب الشديد للحنيه معها لكن هذا هو الحب الصادق نظره واحده لحبيبك تنسيك كل شئ بالدنيا لذلك هو شعور نادر وان تشعر بان الشخص الوحيد المهم لديك يخاف منك هو شعور لا يوصف
لاول مره تنزل دموعه امام احد، لاول مره منذ سنين يسمح لاحد بان يرى ضعفه.

- ملاك اقسم لم اقصد ان اؤذيك، انا افضل الموت على ان تتألمى بسببى، لم ارى امامى من الغضب عندما رايت رجل غريب يلمسك اردت ان اقتله لكنى لن اؤذيك انتى ابدا، يجب ان تصدقينى
افعلى بى ما تريدى لكن لا تكرهينى انجل لن اتحمل ان تبتعدى عنى او ان تكرهينى
شعرت ملاك بالذنب لانها سبب دموعه، هي تعلم انه يحبها بجنون واعطت العذر له لكنها كانت خائفه منه، مدت يدها المرتعشه ومسحت دموعه ببطء
- لا تبكى.

ضمها كينان لصدره بقوه وهمس
- انتى الشئ الوحيد الجيد بحياتى انجل ارجوك لا تتخلى عنى فانا لن انجو بدونك
- انا هنا، لا تبكى
هى لا تعلم كيف سامحته بهذه السهوله، لكن قلبها تألم وبشده عندما رات دموعه
- هل هو بخير؟ هل اخى بخير؟
- بخير الطبيب يعاينه الان
قالت بخوف ورعشه
- انت لن تؤذيه اليس كذلك؟
- لا ملاكى لن اؤذيه فهو اخيك، ولكن كيف ملاكى وانتى قولتى انكى لا تملكين غير سمر.

سألها وهو ينظر لعيونها فارتمت بحضنه وهي تبكى بحرقه فاخذ يهدئها ويهمس لها بكلمات تطمئنها حتى نامت، وضعها كينان على السرير وخرج من الغرفه ليذهب لرؤيه هذا الذياد وارسل ممرضه لتجلس مع ملاكه
دخل الغرفه فوجد الطبيب معه ومعلق له محاليل، وهو نائم
- كيف حاله؟
- لديه ضلعين مكسورين وارتجاج بالمخ وكسر باليد اليمنى، هو سيكون تحت المهدئات والمسكنات حتى غدا
- اريد افضل عنايه له
- بالطبع سيد كينان.

خرج كينان من الغرفه وقال لحسن
- اريدك ان تذهب لمنزل ملاك القديم وتحضر لى مراد ولا يمسه احد بسوء فهمت اريد التحدث معه
- حسنا سيدى
ذهب كينان لغرفه ملاك وخرجت الممرضه وجلس هو يتأملها جميلته النائمه، لماذا كلما احس بالسعاده يحصل ما يسرق منه سعادته، اصبحت ملاكه تخافه مره اخرى بعد ان بدء يكسب ثقتها وحبها.

هل ستبتعد عنه ام ستسامحه هو لن يسمح لها بالابتعاد فهى ملكه شائت ام ابت ولن يتنازل عنها الا بحاله موته فقط
مر حوالى الساعه وهو يراقبها نائمه فيبدو ان المسكنات جعلتها تنام بهدوء، سمع دقات خفيفه على الباب ففتحه ووجد حسن امامه ومعه مراد الذي كان يبدو انه متوتر
خرج من الغرفه وقال لحسن
- لا تترك المكان حتى اعود واجعل احدى الممرضات تجلس معها
- حسنا سيدى
- تعالى معى مراد اريد التحدث معك.

خرج الاثنين لمكان منعزل قليلا بحديقه المستشفى وقال كينان
- لا تخاف مراد انا لن اؤذيك ابدا لانك مهم لزوجتى
قال مراد بصدمه
- زوجتك
- نعم لقد تزوجت ملاك والان اريدك ان تخبرنى كل شئ عنها، انا اعرف كل ما حدث مع سمر لكنى اريد ان اعرف عن والديها
لاحظ التردد بوجه مراد فقال
- لن تعلم انك اخبرتنى لا تخاف.

- الذي اخبرتنى به سمر ان والدتها كانت تعمل مربيه عند رجل غنى جدا رجل اعمال مشهور يدعى احمد عزالدين، كانت مربيه ابنه الذي كان يبلغ خمس سنوات، كانت زوجته توفت اثناء الولاده وتولت المربيات تربيه الطفل، تزوج احمد من مربيه ابنه زواج عرفى فهو كان يخاف على سمعته اذا انتشر الخبر وانجب منها طفلتين سمر وملاك.

مع مرور السنين وان البنات بدءت تسأل عن والدها واين هو ولماذا لم يأتى لهم كانت السيده سماح تطلب منه اعلان زواجهم وان من الحق البنات ان يدعوه ابى كابنه زياد لكنه رفض بحجج مختلفه.

فى يوم كان عمر سمر خمسه عشر عاما وملاك عشر اعوام وكان زياد يبلغ واحد وعشرون عاما كانوا يلعبون بالحديقه وبدون قصد كسرت سمر الدراجه الرياضيه الخاصه بزياد فقام بأهانتها بشده وقال لها الم يكفى انه يسمح لبنات حرام بالجلوس بقصره حتى تكسر اشيائه
غضبت السيده سماح بشده واخبرته انهم اخوته وانها متزوجه من ابيه، بالطبع لم يصدقها فالجميع كان يفكر انها انجبتهم بالحرام لانهم لم يروا زوجها ابدا.

عندما واجه زياد والده اقر انه فعلا تزوجها لكنه لن يعترف ابدا امام الناس انه انجب من الخادمه، احست السيده سماح بالم شديد مما حدث فاخذت بناتها ورحلت وجاءت سكنت لدينا بالمنطقه
ظلت ثلاث سنوات تعمل بجد من اجل بناتها حتى مرضت بشده وادخلت المستشفى، كانت مصابه بالسرطان وبحاله متاخره، ذهبت سمر تستنجد بابيها لعلاج امها لكنها طردها من القصر امام زياد والخادمين واخبرهم ان لا يدخلوها ابدا من البوابه.

ذهبت وقتها سمر وعملت بقصر الحقير معتز وبعد وفاه والدتها اقسمت ان لا تجعل احد يذل ملاك ابدا ولذاك تحملت اى شئ من اجلها والباقى انت تعلمه
احس كينان بالدماء تغلى بعروقه من الغضب عما حدث لملاكه واقسم ان ينتقم لها من كل من كانوا السبب بحزنها
- شكرا مراد واريد ان اطمئنك ان ملاك بحمايتى وسوف اعتنى بها جيدا وان ادم قام بعمل العمليه وهو بخير الان
انار وجه مراد وقال بسعاده
- حقا ادم سيصبح بخير؟

- نعم هل تريد ان تراه هو هنا بالمستشفى سيظل لمده اسبوع
- بالطبع اريد ان اراه يكفى انه قطعه من سمر
قالها مراد بحزن ولاول مره يشعر كينان بالتعاطف مع احد وهذا لانه جرب الحب ويعرف انه لو حدث شئ لملاكه فسوف يحرق العالم كله
- بعد ان تراه وتطمئن عليك سيعطيك حسن ورقه تذهب غدا للعنوان المذكور بها لتستلم عمل باحد شركاتى وتستطيع ان ترى ادم بأى وقت تريده
- لا اعرف كيف اشكرك سيد كينان.

- لا داعى للشكر يكفى انك اعتنيت بملاكى
قام مراد ليذهب لادم فنادى عليه كينان فنظر له
- لقد انتقمت لسمر مراد، اطمئن اننى اخذت لها حقها معتز لن يقترب من احد مره اخرى
ظهرت ابتسامه على وجه مراد وعرفان بالجميل، اما كينان فذهب لغرفه ملاك ووجد حسن يجلس على الباب فقال له بحقد وشر
- اريد كل المعلومات عن رجل الاعمال احمد عزالدين، اريدها خلال ساعه ياحسن والا اقسم سترى وجهى الاخر
- حسسسنا سيدى.

قالها حسن بخوف ورحل سريعا، دخل كينان وجلس بجانب ملاك على السرير وعدل من وضعها حتى اصبح وجهها على صدره وقال بهدوء مخيف
- اقسم لاجعله يندم على ما فعل معكم ملاكى، سأجعله يقبل التراب تحت رجليكى طلبا للرحمه، سوف يرى لوسيفير ماذا سيفعل به، سوف ادمر كل من كان سبب حزنك بيوم من الايام وهذا وعدى لك حبيبتى
اقسم لاكون ملاكك الحارس لاخر يوم بعمرى
وكانت هذه اخر افكاره قبل ان يغلق عينه وينام بجانبها من الارهاق.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة