قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لوسيفير للكاتبة إيمان شاهين الفصل الأول

رواية لوسيفير للكاتبة إيمان شاهين الفصل الأول

رواية لوسيفير للكاتبة إيمان شاهين الفصل الأول

كان يجلس في الملهى في قاعه الشخصيات المهمه والعاهرات حوله يرقصون ويتمايلون لعل احدهم تكون سعيده الحظ ويختارها لقضاء ليلته معها
كان يشرب كأسه وهو ينظر حوله بوجه خالى من التعبير، الرجال مرعوبين منه، والنساء ترتمى تحت قدمه، لماذا يشعر دائما ان هناك شئ ناقص
فى نفس المكان وعلى المدخل كانت تقف ووجهها مبلل بالدموع لان الحارس لا يسمح لها بالدخول.

- أرجوك اتوسل اليك يجب ان اقابل مالك المكان فهذه مسأله حياه او موت
نظر الحارس لها بشفقه وهو يقول
- يابنتى استمعى لى انت لست شكل هذا المكان فأنتى نقيه فلا تلوثى نفسك بالدخول لهنا فلا يبدو انك اكبر من الثامنه عشر من العمر، انا افعل ذلك لحمايتك فالموجودين بالداخل شياطين في صوره بشر ولن يدعوكى وشأنك
مسحت دموعها بكف يدها وقالت بحزن
- حسنا لن ادخل ولكنى اريد مقابله معتز صاحب المكان اخبرنى انت كيف اقابله.

مسح الحارس وجهه بيده وهو لا يعلم ماذا يفعل، فهو لا يريد لهذه الملاك ان تدمر اذا دخلت هذا الجحيم ولكنها مصره على مقابله معتز ويبدو الامر هام والا ما كانت جاءت لهنا، بعد تفكير لدقائق لم يجد الا حل واحد
- حسنا يا بنتى سأدخل معكى واوصلك حتى مكتب معتز ولكن لا تنظرى باتجاه اى احد حتى لا تلفتى الانتباه لك واذا قولت لك ارحلى فلتخرجى من هذا المكان باسرع ما يمكنك وتختفى نهائيا فهذا معناه انكى بخطر.

احست الفتاه بالرعب من تحذيره وهزت راسها موافقه وشكرت الله ان رزقها بهذا الحارس الطيب حتى يدخلها لمعتز
قام الحارس بادخالها من مكان المخصص للعمال حتى لا يراها احد من هؤلاء الاوغاد، اوصلها للمكتب وحمد الله انها لم تلفت الانتباه وهمس لها
- ادخلى له واخرجى بسرعه وسوف انتظرك هنا اذا حدث شئ
نظرت له بامتنان وقالت
- شكرا لك لن انسى معروفك ابدا
- انتى صغيره يابنتى وتذكرينى بابنتى رحمها الله لذلك اريد حمايتك.

لم تعرف ماذا تقول له فضمته لها حضن ابوى ونظرت له بامتنان ودقت على الباب فسمعت صوت خشن يقول بحده
- ادخل
فتحت الباب ودخلت وهي ترتعب من المواجهه، نظر معتز للباب وعندما راى من الواقف امامه برقت عينه بغضب وصرخ بها
- اللعنه ما الذي تفعلينه هنا ايتها اللعينه الن اتخلص منكم ابدا
نزلت دموعها وقالت بخوف
- ااا. اسفه لم يكن امامى خيار اخر، فأدم مريض وبحاجه لعمليه للقلب
- وانا ما عملى، فليمت لعلى استريح منه ومنك.

صرخت به بقهر
- كيف تقول ذلك على ابنك
فاقترب منها بسرعه وصفعها بقوه فسقطت على الارض وصرخ
- ليس ابنى، ابدا لن اعترف به فاختك العاهره لها عشاق كثيرون فلتبحثى اى واحد منهم اباه فهو ليس لى
قامت من على الارض ومسحت الدماء التي نزلت من شفتها جراء ضربته وقالت بقهر وألم
- انه ابنك فاختى حملت به بعد اغتصابك لها، لم تكن عاهره بل انت العاهر.

رفع يده ليضربها لكن وجد من يمسك يده بقوه، نظر بجانبه وتحولت ملامحه من الغضب للرعب الشديد مما اثار تعجبها
نظرت الفتاه للرجل الذي دافع عنها، لا تنكر انه وسيم لكن حوله هاله مرعبه، احست ان جسمها يرتعش خوفا منه ولا تعرف السبب، نظرت باتجاه الباب ووجدت اربع رجال ضخام الجثه مثل الحائط يقفون مما زاد هلعها
حاول معتز ان يخرج صوته فقال بصوت مهزوز
- سس سيد كينان.

نظر له نظره اسقطت قلبه من صدره وعلم انه ميت لا محال ولكن السؤال هو لماذا، فهو لم يقترب منه ومن يتجرء ويقترب من كينان عابدين الملقب بلوسيفير لانه يحمل الموت لكل من اقترب منه.

اما كينان فكان ينظر لمن ترتجف امامه بخوف كانها حمل محاط بالذئاب، لقد كان في طريقه للمغادره عندما لمحها امام باب الملهى مع الحارس، ملاك برئ لم يرى في حياته مثلها بعيونها الزرقاء وجمالها الذي يحمل البراءه والنقاء، لقد عاشر ملكات جمال لكن لم يكن احداهن تحمل هذا الوجه المشع بالبراءه وتسأل ماذا تفعل بهذا المكان.

لم يدرى ماذا حدث له لكنه تبعها عندما دخلت مع الحارس وسمع كلامها معه، لم يعلم لماذا احس بنار بداخله عندما حضنت الحارس واراد في هذه اللحظه ان يفرغ مسدسه في صدره حتى لا يقترب منها مره اخرى
اقترب من الباب ونظر الحارس له بفزع عندما راه فأشار له بالرحيل وانتظر يسمع ما يحدث، وعندما راى معتز يضربها ظهر الشيطان بداخله، ودخل عليهم لكن معتز لم يشعر به واراد ان يضربها مره اخرى.

نظر لرجاله وقال بصوت كالجليد يفزع اعتى الرجال
- خذوه للمخزن وافعلوا الواجب حتى أتى له
صرخ معتز بفزع
- سيد كينان انا لم افعل شئ اتوسل اليك ارحمنى
لكن صرخاته لم تسمع فاقترب منه اثنين من الحرس واخذوه للخارج وبقى هو واثنين اخرين، اقترب منها ورفع يده ليمسح الدماء على شفتها لكنها خافت انه سيضربها ورجعت للوراء بسرعه، عقد حاجبيه وقال
- انا لن اضربك
نظرت له بعدم تصديق وقالت بصوت يكاد يكون مسموع.

- هل استطيع الرحيل
فكره مغادرتها اغضبته، اللعنه ما الذي يحدث معه لماذا يشعر انه يريد ان يخفيها عن العالم كله تجاهل سؤالها وقال
- من انتى و ماذا تفعلين هنا وكيف تعرفين معتز؟
علمت من حده صوته انه لن يقبل بأقل من الحقيقه، وهي فزعت اصلا من ان تكذب عليه فقالت بتوترممزوج بخوف
- اسمى ملاك، كان لى اخت اكبر منى بعامين تدعى سمر، كانت تعمل خادمه بفيلاته لكى تعتنى بى، لكنه، لكنه اعتدى عليها ودمرها وحملت منه.

نزلت دموعها مره اخرى وهي تتذكر، ثم اكملت
- بالطبع لم يعترف بالطفل وانجبت اختى صبى ادم لكنها توفيت منذ عامين واصبحت انا المسئوله عن ادم فهو اخر ذكرى لى منها، لكنى سافقده ايضا فلقد مرض بشده واخبرنى الطبيب انه بحاجه لعمليه خطيره بالقلب وانا لا املك المال
شهقت من بكائها الشديد واحس هو بألم لا يعرف مصدره من بكائها لكنها اكملت
- جئت استنجد به ليعطينى مال للعمليه لكنه لا يريد ولا يعترف بادم.

مسحت دموعها بكف يدها واراد هو ان يضمها لصدره ويهون عليها، اللعنه منذ متى يهتم هو بالتهوين عن احد
- شكرا لانك دافعت عنى لكنى يجب ان اعود لادم بسرعه
جائت لترحل فأمسك يدها بسرعه لن ترحل، كيف سيجعلها ترحل لاحظ الرعب بنظرتها فترك يدها وفكر قليلا وقال بصوت قوى وحاد
- سوف ادفع انا تكاليف عمليه الطفل حتى يشفى.

نظرت له بعدم تصديق وذهول لماذا سيفعل ذلك فهو لا يبدو عليه انه فاعل خير، اخرجها من تفكيرها صوته الذي كان بارد ويحمل في طياته التهديد
- ولكن اريد مقابل ما سافعله
قالت بخوف وعدم فهم
- اااا، انا لاااا افهم ماذا تريد
- اريدك ان تكونى عشيقتى.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة