قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لن يشفى الجرح للكاتبة شاهندة الفصل السادس

رواية لن يشفى الجرح للكاتبة شاهندة الفصل السادس

رواية لن يشفى الجرح للكاتبة شاهندة الفصل السادس

الأب هو الهوية! هو الذي إذا واجهك العالم بأسره، تؤمن أنه الوحيد الذي سيآزرك ويدعمك.
الأب هو عالمك الرائع، ذاك العالم الخرافي المليء الذي يحملك إلى السعادة الأبدية لا قبل لها ولا بعد...
الأب هو قدوتك و نبراسك الذي ينير دربك.
الأب هو من يمنحك هويتك وإيمانك، حيث تتبع خطواته دون تردد.
أغلق (جيوم) كتابه، وقد أثارت تلك الكلمات الأعاصير في عقله، الأب هو من يمنحك هويتك وإيمانك. أي هوية يحمل وأي إيمان؟

صور عديدة تتداخل في ذاكرته، تزعزع ثباته، صراخ من رجل حاد القسمات والنظرات ينهره ويعنفه و شعور قاتل بخيبة الأمل و وحدة...
وصور أخرى تخترق ذاكرته لرجل عجوز تشع قسماته بالطيبة يربت على ظهره بحنان، ويشاركه الضحكات.
ترى أي منهم هو هذا الأب الذي يحمل هويته، لا يعلم لما أراد بكل قوة إستبعاد الإحتمال الأول، فالأول لا يشعر تجاهه بشيء، أما الآخر فيشعر تجاهه بكل شيء.

أغمض عينه يرغب بكل قوة أن يتذكر حياته الماضية فقد مل الغموض الذي يحاوطه وأنهكته التساؤلات...

فتح عينه فجأة حين تسللت إلى أنفه رائحة تخصها وحدها، زهرته البرية! إنها رائحة الياسمين تمتزج برائحة نسيم البحر وأصالة الأرض، مزيج عجيب من الأحاسيس تحدثه رائحتها بداخله، كانت تكبله جبيرته وإختباؤه داخل تلك الخيمة التي أصبحت سجنه، خشية قوم لا يدري عنهم شيئا سوى أنهم يكرهون بني جنسه، ليتجول بحرية ويستمتع بالحديث مع هذه الزهرة البرية...

أطلت بوجهها المبتسم الذي يحمل بشاشة مفعمة بالحماس، ليبادلها الابتسامة كأنه يقول أخيرا أتت من تنتشلني من وحدتي قالت:
مساء الخير! كيف حالك أيها الغريب؟
قال بهدوء: لم أعد غريب تماما. أليس كذلك؟
إبتسمت برقة ليقول بعفوية: افتقدتك.!
أصابها الإرتباك على الفور ليلعن بلاهته ولسانه الذي سبق تفكيره، ليقول بسرعة محاولا أن يصحح خطأه:.

أقصد أنني افتقدت الحديث معك، لقد إنتابني بعض الفضول وأنا أقرأ هذا الكتاب الذي أحضرته من أجلي، فأردت أن توضحي لي بعض النقاط التي لم أفهمها...
جلست بجواره وهي تطالع الكتاب الذي يقلبه بين يديه قائلة: حسنا أخبرني! كلي آذان صاغية...

إبتلع ريقه بصعوبة وصمت للحظة يحاول كبح إرتباكه من قربها منه. ثم قال: في هذا الكتاب يقول المؤلف إن فرنسا تغزو البلدان من أجل أن تحمي مصالحها التي لم تستطع حمايتها بالماضي، لذا فهي تبذل قصارى جهدها لحماية الحاضر والسعي لمستقبل أفضل، يقول أيضا أن فرنسا ليست أما تحتضن أبنائها فقط، بل هي كالأب أيضا، يدعم أبنائه، يمنحهم الهوية والإيمان. فيتبعون خطواته بلا تردد!

ثم صمت لتقول (إيستاف) وهي تلاحظ تردده تستحثه على المواصلة: وما رأيك أنت؟
نظر مباشرة إلى عينيها قائلا: أرى بالفعل أنها كالأب، ولكن الأب قادر على إفسادنا إن جنح، وفرنسا تجنح بالفعل إن ظن قادتها أن الغزو هو السبيل لضمان المستقبل، لا التحالف.

إبتسمت قائلة: هذا بالضبط ما أحضرت الكتاب من أجله! أردت أن أتأكد من سدادة رأيك واستقامة تفكيرك، ومفهومك عن التقدم بتلك الطريقة التي يتبعها قادة بلادك، التي إعتنقوها منذ زمن بعيد، لكنني شعرت أنك تحمل من الإنسانية ما يقاطع هذه السياسات، لم تخيب أملي.!

نظر إليها بحيرة لتتسع إبتسامتها وهي تتناول الكتاب وتضعه أمامهما، ثم تأخذ بعض الأحجار الملونة الموضوعة على الطاولة، لتضع حجرا أحمر في منتصف الكتاب قائلة:
لنرى! هذه فرنسا. قد أعمتها أطماعها فتريد أن تكون اكبر سلطة بالعالم، تحاول أن تبني إمبراطورية لها بأن تهزم الامبراطورية الإسبانية والبرتغالية والبريطانية وتستملك أراضيهم، كللت بعض غزواتها بالنجاح وبعضها باءت بالفشل.

لتضع حجرا باللون الأخضر في جانب آخر قائلة: قد استماتت لتسيطر على أمريكا الشمالية والهند ولكن بريطانيا كانت لها بالمرصاد، فلم تستطع الوصول إلى هدفها المنشود.
ثم وضعت حجرا أصفرا على جانب آخر مستطردة: ثم حاولت الإتجاه لغزو أفريقيا وجنوب شرق آسيا. فأنهكتها الثورات وأضعفتها الحروب.

لتضع حجرا برتقاليا أخيرا في الخلف قائلة: وها هي تعود بأطماع قادتها تضع نصاب عينيها الأسبان عدوها اللدودتحاول كليث جريح أن يثبت للعالم أجمع أنه مازال ملك الغابة، فيزداد شراسة وتوحش.
لتجمع الأحجار وتهز كتفيها مستطردة: ولكن في أول الأمر وآخره، هي دولة أعمتها أطماعها عن رؤية الحق وإتباعه.

الحروب التي تقيمها على سبيل التوسع والعظمة، ذاك النصر الذي يزيد شرارة التجبر بداخلها، هناك من يدفع ثمنه! بين المنتصر والمهزوم هناك دائما طرف ثالث، دم الضعفاء!
كان يطالعها بنظرات إعجاب كبيرة، شعرت ببعض الإحراج الذي جعلها تشيح ببصرها على الفور وقد عادت إليها من جديد تلك الذبذبات في قلبها، وأصابتها الحيرة، لما تؤثر بها نظراته بهذا الشكل؟ فلطالما أحاطتها نظرات الإعجاب أينما ذهبت، تنحنحت في خجل قائلة:.

إحم. هل هناك شيء آخر لم تفهمه؟
إبتسم وهو يرى خجلها الذي ظهر جليا في حمرة وجنتيها. ثم قال: هناك العديد من الأسئلة التي تدور بعقلي، لكن ربما في وقت آخر، قد آن أوان رحيلك على مايبدو، (لويندا) تناديك!
أدركت بالفعل أن(لويندا) تستدعيها، اللعنة! كيف لم تسمع ندائها؟ إن الحديث مع هذا الغريب يجعلها لا تشعر بالوقت، لتنهض بسرعة قائلة:
نعم. نعم. سأذهب الآن، وداعا!
إستوقفها صوته يناديها: (إيستاف)!

إلتفتت تنظر نحوه بتساؤل، ليقول بتردد: لقد مللت الجلوس ساكنا هنا! هل أستطيع
الخروج لأستنشق بعض الهواء؟
قالت بحيرة: لا تستطيع، ماذا لو رآك أحد؟ ماذا لو...
توقفت عن الكلام وهي ترى نظرة الرجاء بعينيه، فلم تستطع أن تخيب رجاءه. لتقول بإستسلام:
حسنا! سأرى ما يمكنني أن أفعله، لكنني لا أعدك بشيء!
شعت عيناه بالسعادة ليقول بإمتنان: شكرا لك!
إبتسمت بدورها قائلة: على الرحب والسعة!

سمعت نداء عرابتها مجددا، لتسرع بالخروج تتبعها عيناه، قبل أن يتنهد قائلا بهمس: (جيوم) أيها التعس.! إنك تجعلها كذكرى حية، ربما الضربة على رأسك لم تفقدك ذاكرتك فحسب، بل أفقدتك رشدك أيضا.
ليبتسم مغمغما: لا يهم.!
الأب هو السند!
الأب هو الرجل الوحيد في أعطاف هذا الكون الذي يحب أنثاه بلا مقابل. بلا غاية! يحبها كما هي، لأنها هي! يتحمل جميع إنفعلاتها.
طيبة. شريرة. مجنونة. حزينة. مرحة.

وفي جل أوقاتها يحبها. حاضرة. غائبة. حية
ميتة، وهذا هو صمام الأمان الذي يحاوطها إلى أبدية الموت.
الأب هو قارب نجاة الذي يجعل صغاره يصمدون أمام أمواج الحياة العاتية.
الأب هو شاطيء الذي ترسو السفن التائهة و المعطوبة و الوهنة، فيحتويها بهذا الإنتماء
ويصبح لها الموطن حين لا يكون لها، ويعود الدفء، ويتجدد السند، ويتبدد الصقيع من الكيان.

كانت تجلس خارج الخيمة، تضع يديها على أذنيها كي لا يصل إليهما صوت والدتها المنكسر، تتساقط دموعها كنهرين جاريين من مرارة الأسى، ترق لحال تلك الغجرية التي أضاعت هموم الحياة ملامحها وأنهكتها معاملة القطيع من قبل رجل يراها تماما كغنمة من أغنامه، لم تعد تقوى على الصمت والتجاهل، فقد ارتفع صوت السوط على صوت والدتها وإخترق مسامعها، لتنهض ثائرة، ثم تتوقف متجمدة وهي ترى أبيها (خوسيه )يجذب والدتها من شعرها بقوة، ثم يلقي بها على الأرض بقسوة لتنفض جمودها على الفور وهي تسرع إليها تتفقدها، جذبها (خوسيه)من يدها بعنف قائلا بصرامة: إبتعدي عنها يافتاة! وإلا سينالك ما نالها!

نفضت ذراعه عنها قائلة بكره: كفى! لقد ضقت ذرعا! لما تصب غضبك عليها إنها تعمل بالتطريز وتسعى جاهدة لكسب قوتها في ظل أنك تقضي يومك في تكاسل، ومسائك في تسل، وتأتي أيها السكير آخر الليل لتجلدها من أعطاك الحق بذلك!
تهددني! حسنا! إنني أمامك، إفعلها! وسأشكوك إلى زعيم العشيرة وكبار القوم، هم من يستطيعون إنصافنا منك!

هدرت بها والدتها (نوريتا) بمرارة وألم: لا تتدخلي (لاتويا)! إنه شأني، وإذهبي إلى الخارج. أرجوك صغيرتي!
قالت (لاتويا)بإصرار: لن أذهب ولن ادعه يضربك، لن أدع هذا السكير التعس يقسو عليك مرة أخرى.
إقترب منها(خوسيه)وقد إنتفخت اوداجه غضبا وإحمرت عيناه، وبصق على يمينه وهو يلهث ويقترب منها ببطيء:
أتهدديني يافتاة؟ تقولين أنك ستخبرين الزعيم(سيرجيو). أليس كذلك؟

شعرت (لاتويا)ببعض الرهبة من لهجته الممطوطة تلك، ولكنها إستجمعت عزيمتها وقوة إرادتها وهي تقول بثبات: نعم. سأفعل! سيطردونك ونرتاح من شرك!
ليقترب من وجهها يقول بصوت كالفحيح: وتنعتيني بالسكير التعس أيضا؟
إرتعش كيانها ولكنها ظلت على ثباتها وهي تقول بقوة: أنت! أنت...

قاطعتها لطمة قوية على وجنتها نالتها منه وألقتها أرضا، لتنظر إليه بصدمة بينما شهقت والدتها رعبا وهو يثني ذاك سوطه على يده و ينهال على إبنته به، لتكتم (لاتويا)صرخاتها المتألمة، بينما حاولت (نوريتا) تخليصها دون جدوى!

الأب هو زعيم عشيرته...
يرشدهم إلى طريق النجاة.
يوجههم في فوضى الحياة.
الأب هو ملك على عرشه...
لا يبغي فقط سوى أن يعم الرخاء بمملكته...
إقترب(كوريو)من الزعيم(سيرجيو). يقول له بغل:
لقد تفاقم الأمر! لم نصبح بمأمن بعد، الفرنسيون قد ضربوا (كتالونيا)بقنابلهم و إحتلو ( جرندة)، وهي قريبة منا للغاية. ربما علينا أن نرحل إلى مكان أبعد من ذلك، الأسبان يضعفون، ونحن اضعف من الجميع.

قال (سيرجيو) بهدوء: لن نرحل ولن نهتم بهم، هم الآن يحتفلون بنصرهم بعيدا عنا، أعينهم الآن على (كتالونيا) أما(ييفيا)فصغيرة على أطماع ذوات الدم البارد نحن في أمان. إلى الآن.! لقد أخبرتني العجوز (لويندا)بذلك.
قال (كوريو): ولكن...
قاطعه (سيرجيو)قائلا بصرامة: قلت كلمتي وإنتهى الأمر.!

يرمقه ببرود ويردف: أم هناك شيء آخر غير الفرنسيين يدفعك لحثي على ترك (ييفيا). ربما لإن عملك في هذا النوع الغريب من الخمور لا يلقى رواجا هنا، لذا تود الرحيل لمكان آخر قد تزدهر فيه تجارتك؟
قال(كوريو)مرتبكا: هااا! لا. بالطبع لا.! لا قول بعد قولك يازعيم سنظل ب(ييفيا). ولنسأل الآلهة أن تساعدنا!
بعد إذنك!
ثم غادر بسرعة تتبعه عينا (سيرجيو)الحادتين، يلعن هذا الرجل الذي يشبه الفرنسيين في طمعهم وجشعهم.

بينما قال (كوريو)ما إن غادر الخيمة: تتحاذق ياإبن (موراتا) حسنا. لنرى من سينتصر في نهاية الأمر! ولنرى إلى متى سنظل في هذا المكان اللعين؟

الأب هو القنديل في ظلمات الحياة.
هو أمل الفتاة الذي لا يخيب ابدا.
الأب هو ذاك اليقين الكامل الدسم، صحي، خال من مغبنة التملك، ولهاث الهجران وأهات التيه،
توليفة سحرية ذات قدرات عاطفية خارقة، تحاوطك دون توان.
إقترب منها قائلا بحنان: تشردين اليوم كثيرا يافتاة! ترى فيم الشرود؟
تأملته قائلة بإبتسامة: بك ياسمو الملك (بارتولوميو)!

إبتسم قائلا: أو ربما بأمير ما يريد الإطاحة بمكانة هذا الملك ياأميرتي المدللة!

أصابها بعض الإرتباك، فقد كانت بالفعل تفكر في (جيوم)، ربما هو أميرها بالفعل، أمير الأحلام الوسيم. ولكنه في الحقيقة بالكاد يكون صديقها وقريبا سيخرج من حياتها للأبد، أصابتها تلك الفكرة بالإحباط، عقد (بارتولوميو)حاجبيه، يشعر بأن طفلته تخفي عنه شيئا، ربما هو حب حقا، ظهر بعالمها حديثا، حب لا يعلم عنه شيئا، ليتساءل متوجسا، ترى لم تخفيه عنه إذا؟

حاول أن يهدئ من روعه وهو يقول بهدوء: أهناك أمير بالأجواء ياأميرتي؟
أفاقت من شرودها لتقول بإرتباك: هااا! لا. بالطبع لا ياأبي! أنا مشغولة بالدراسة كما تعلم، ثم من أين لي أن أقابل هذا الأمير؟ هنا بالعشيرة! بالطبع لا! فلا أرى أحد بها يصلح لأن يحكم إمارة مملكتي، أما في مدرسة الدير. فلا يوجد سوى القساوسة والرهبان!
تربت على يده وهي تبتسم بحنو.

كن مطمئنا! عندما أجد هذا الأمير الذي يستحق انشغالي بالتفكير فيه، ستكون اول من يعلم!
نظر إليها بعينان مشككة ثم ربت على يدها بدوره قائلا: أتمنى أن أكون بالفعل أول من يعلم وليس الأخير، ليس، الأخير!
ثم نهض يتجه إلى خارج الخيمة تتبعه عينا (إيستاف)، تشعر بالذنب يسرى في أوصالها فلأول مرة تكذب على أبيها دون ان يطرف لها جفن، هناك فعلا أميرا في الأرجاء، لكنها لا تدري بعد إن كان يعنيها أمره أو لا.

الأب هو الدفء...
الأب هو هبة الرب...
الأب هو الراعي، والحارس اليقظ، الذي يطوي الليل بالنهار والنهار بالليل، من أجل سلامة صغاره.
زفر (بيير) بتعب قائلا: ترى إلى أين ذهب هذا المجنون؟ لقد قلبنا الأرض رأسا على عقب. و لم نعثر له على أثر.

قال (باسكال) بمرارة: لقد جنت(تونيا)وهي تتساءل عن مكانه، وسط ما يحدث من أمور تفوق الإدراك، لقد غاب طويلا هذه المرة، وأخشى أن يكون قد أصابه مكروه ما، ينتفض قلبي كلما جاء أحدهم برسالة إلى المنزل، فأجدها رسالة من الجنرال(داميان)يتابع أموره المالية وينسى بالكامل إبنه الوحيد.

قال( بيير) بحنق: هكذا هو الجنرال العظيم(داميان جلير) ينشغل بفرنسا العظمى ويدير شئون البلاد ولا يستطيع أن يتفرغ قليلا ل(جيوم)، لولاك أيها العجوز الطيب أنت والحبيبة (تونيا)لضاع منذ زمن وخبت نجمه.
قال (باسكال)بحزن: أدفع نصف عمري لا. بل عمري كله. لأعرف فقط مكان ولدي، ترى أين أنت الآن يا (جيوم)؟

الأب هو من يحمل على عاتقه هموم أبناءه
هو من يمهد الطريق لهم كي لا يتعثروا...
الأب هو من يجعل سعادتهم أول، وآخر همه!
قال (ليو )بإحترام: لقد سيطرنا بالكامل على (جرندة) أيها القائد الآن الجميع يرهب دولة فرنسا العظمى ويخشى ثورتها.
قال (داميان)بعيون تلمع بالرضى: إذا! نستغل تلك الفرصة ونهاجم (كتالونيا)، أطلبوا الدعم من العاصمة، سنتوسع ونزحف إلى كتالونيا ونضع رايتنا هناك أيضا!

قال (ليو)بدهشة: بهذه السرعة؟
نظر (داميان)إلى الخريطة التي أمامه، يشير بعصاه إلى مدينة (كتالونيا)قائلا بعيون تلمع جشعا:
سنأخذهم مجددا بعنصر المفاجأة، لن يعرفوا ما الذي أصابهم.
ليضحك ضحكة شيطانية شاركه فيها (ليو) الرائد المخلص في أبغض حروب الإستعمار.
الأب هو كينونة المرء...
هو الكيان الذي يضم الوجدان...
الأب هو كل شيء حين لا يكون لك شيء!
قالت (إيستاف)بغضب: سأريه هذا البائس! سأشتكيه للزعيم و...

أمسكت(لاتويا)بيد (إيستاف)تمنعها:
لا تجعليني أندم على إخبارك يا(إيستاف)! لن تخبري الزعيم بشيء، هيا عدينى بذلك!
عقدت (إيستاف)حاجبيها قائلة: ولكن،!
قاطعتها(لولان)وهي تكفكف دموعها بوشاحها قائلة: (لاتويا)محقة يا(إيستاف)! إن أخبرتي الزعيم سيطرد والدها من العشيرة وستتبعه(نوريتا)، لاشك في ذلك؟

أيقنت (إيستاف) صحة كلام(لولان)فعندما يعلم (سيرجيو)بأفعال( خوسيه). سيطرده من العشيرة وستتبع (نوريتا) هذا المأفون، ليس حبا ولكن خشية منه. لتقول بأسى:
وما العمل إذا؟
قالت (لاتويا)وهي تتأوه من جراحها التي تواريها بملابسها: لا شيء لنفعله! فقط علينا الصبر! والصلوات إلى الآلهة لرفع أذاه عنا.
قالت (إيستاف)بشفقة: حسنا. دعينا أولا نضع بعض المراهم على جراحك، هيا إلى خيمتنا، فأبي الآن في العمل وسنكون لوحدنا.

أومأت صديقتيها برأسيهما، لتنهض (لاتويا) تساعدها(لولان) لتتقدمهما(إيستاف)تنظر حولها في حذر.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة