قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لن يشفى الجرح للكاتبة شاهندة الفصل السابع

رواية لن يشفى الجرح للكاتبة شاهندة الفصل السابع

رواية لن يشفى الجرح للكاتبة شاهندة الفصل السابع

هناك ما يؤلمني بشدة. بداخلي!
يبلد كل شعور آخر يمكن للمرء أن يشعر به.
ألم لا تكتبه حروف، ألم لا تصفه حالات، ألم يعاش ويعشش داخل الروح، ينهكها حد الإرهاق!
الكدمات التي تغطي جسدي، لا يربطني أي شيء حسي بها! عنفه يخلف بقلبي خرابا لا ينصلح، الأمر الذي يجعلني أشعر دائما بإرتعاشة
مهما كان الطقس قائظ!
أخافه! وأخاف من القسوة التي تتآكل قلبي.

أدرك أنه سيأتي في يوما ما. اليوم ذي يخسر فيه كل شيء، ستكون هناك ضربة قاضية، تختفي على إثرها والدتي إلى الأبد، إنه ذاك اليوم الذي أعيد له تلك الضربة، فيختفي هو إلى الأبد! اليوم الذي أجد فيه نفسي. كتلة!
كتلة لا تشبه إنسان! فينتقم مني الأبد، ويعذبني ببرود إلى نهاية الأبد!

احتضنتها( لولان ) و(إيستاف ) بينما هي كانت ترتعش وتنتفض زائغة العينين، كانت تواجه عذابا لا رحمة فيه، بينما هما تذرفان الدمع خوفا وشفقة عليها.
ابتعدت إيستاف عنها وقالت ل(لولان ) ابقي معها، سأحضر بعض الأعشاب من عرابتي!
مسحت دموعها وتوجهت نحو خيمة الزعيم الذي سمح لها بالدخول ما أن أعلمه خادمه بذلك.

راح يعدل من هندامه وشكله وعلامات السرور تتقافز من محياه، دخلت( إيستاف) بثبات وألقت التحية عليه وبادلها إياها بحفاوة.
كان التجهم يسيطر على ملامحها، دعاها الزعيم للجلوس لكنها فضلت البقاء واقفة متحججة أن الموضوع لن يطول.
قالت: أيها الزعيم! جئتك برجاء!
كانت مترددة جدا بين القول أو الصمت، حتى أنها بدت كما لو كانت تصارع أفكارها مما أقلق
الزعيم فراح يحثها على قول ماتريد قوله.
قالت: (خوسيه )!

عقد حاجبيه قائلا: وما باله؟ أيزعجك؟
أومأت برأسها قائلة: نعم. جدا! أيها الزعيم، لقد تمادى كثيرا، لقد خسر أمواله بالمقامرة، فيعود كل ليلة أطراف الصباح منتشي، فيضرب زوجته ويأخذ منها نقودها من أجل شرابه لليوم الآخر، و (لاتويا) كذلك، لقد أصبحت حياتها جحيما بسببه!
غضب الزعيم واستقام من مجلسه قائلا: كيف يجرؤ هذا الوغد؟ التسلط على زوجته وابنته! سأطرده من القبيلة لنرى إن كان يستطيع أذيتهما بعد ذلك!

هزت رأسها رافضة قائلة بسرعة: لالالا. أرجوك! لا. لا أريد أن تطرده من القبيلة. سيهدد (نوريتا )وتتبعه رغما عنها، لن تتخلص منه حتى وإن أصبح خارج القبيلة.
أيها الزعيم! (خوسيه) لديه الكثير من الوقت يبدده بشكل خاطيء، يأذي نفسه ومن حوله.

لو، لو بإمكانك إرسالة للعمل بالمنجم، وتسليط العمال عليه ليرهقوه، فيعود إلى سكناه متعبا لا تطالبه نفسه إلا بالنوم، سترتاح المسكينتان من جبنه، وهو سيجمع قليلا من المال ليسدد ديونه ويرفع أذاه عن زوجته ويتركها وشأنها.
قال الزعيم بحيرة: برغم الأذية التي ألحقها بعائلته وأخلاقه الدنيئة، تفكرين بمصلحته؟!
ابتسمت إيستاف بخجل قائلة: إنه ضحية تصرفاته وأفكاره الغير سوية! من
السهل أن نحكم على شخص بالسوء، متناسين.

ما أجبره على الإنحراف عن المسار الصحيح!
(خوسيه) ليس سيئا أيها الزعيم! أتفهمه جيدا، لم تكن الحياة منصفة معه البتة، خسر المرأة التي أحبها بجنون حين أجبر على الزواج من( نوريتا )وقبل أن يتقبل الوضع الذي تحتم عليه وجد (لاتويا) بين يديه، ربما حاول تقبلهما السنوات الماضية، لكنه لم يحتمل حينما رأى حبيبته مرة أخرى تعيش حياتها بسعادة كأنه لم يكن جزءا من حياتها يوما ما.

حزنه جعله ينغمس في تعذيب ذاته، وصب غضبه على عائلته كأنه يحملها ماحدث معه،
إنه ضحية فحسب، كحال( نوريتا ولاتويا)!
عليه أن ينشغل بعمل جديد ويختلط بأناس جدد، حتى يبتعد عن أفكاره تلك التي تتعملق كل يوم وتصور له الأذية راحة.
صدقني، إنه يشعر بألم عظيم يهلكه، إنه يجلد
نفسه، مع كل لطمة أو ضربة أو جرحا ينزف قد خلفه على جسدهما يزداد ألما.

كان الزعيم منبهرا بتفكيرها وعقلانيتها (ستكون زوجة لرائعة لزعيم القبيلة)قال بهدوء:
حسنا! سأفعل ذلك، ولكن عليه أن يعاقب، الأمر لا يتعلق بعائلته، بل لأنهما من نساء العشيرة. القانون الأعلى للعشيرة (حماية نسائها)
سيعاقب! عمال المنجم غلاظ الطبع سيلقى على أيديهم مالقته منه زوجته وابنته. اطمأني!
قالت: شكرا لتفهمك أيها الزعيم، طاب مساءك!
التفتت مغادرة دون أن تترك له فرصة لتوسيع الحديث معها...

عادت إلى صديقتيها، كانت( لاتويا ) قد بدأت تستفيق من النوبة التي كانت تعاني منها، قفزت (إيستاف) وفركت يديها وقالت بحماس كأن شيئا لم يكن:
ما رأيكما بمغامرة خطيرة!
قالت (لولان ) بخوف: مغامرة! وخطيرة كذلك! أمر جميل، سنشنق حتما هذه المرة.
أما (لاتويا) فاستقامت متحمسة وهي تقول: لنشنق إذا! هيا( إيستاف) أنا مستعدة للمخاطرة!

طافت (إيستاف) حولهما ووقفت بينهما تحتضنهما قائلة: الغريب! سنخرجه من خيمة (لويندا) إلى طرف الغابة، إنه محبوس هناك منذ أسبوع! هااا، لنفعلها!

تلك الأرض تئن من الألم، تعافر لإنقاذ ما بقي من كرامتها المنهوبة، تتساءل دوما لما عليها أن
تكون منحازة لطرف ما؟ لما عليها أن تكون مملوكة لأحد ما؟ لما تتجرع ما يجعلها مخمورة من الدماء؟
تلك الأرض تصرخ من الألم! لا تستطيع احتواء هذا الكم من الجثث المغدورة! رائحة القتل تفوح في سمائها. رائحة الغدر لوثت ترابها.
(جيوم )!

انتفض (جيوم) على صوت( إيستاف) كان لأول مرة لا يشعر بوجودها، كان غارقا تماما في أحداث هذه الرواية التي بين يديه، نظر إليها
بنصف ابتسامة، كانت لحيته قد نمت فزادته وسامة، كلما شعر بتوتر يقوم بحكها وتحسسها. قال:
(إيستاف )! ها قد أتيت!
قالت: وسنذهب! هيا استعد، ارتدي هذه الملابس.
ناولته ملابس والدها قائلة: بسرعة الفتيات تأمن الطريق الخلفي!

وضع (جيوم) ذاك الكتاب جانبا ونهض بحماس يتفحص الملابس التي لا تبدو على مقاسه قائلا:
حقا! سنخرج من هنا!
هزت رأسها بإيجاب، وتوجهت إلى الجانب الخلفي من الخيمة تفك دعائمها ليستطيعان الخروج منها زحفا دون أن يلاحظهما أحد.
غير (جيوم) ملابسه بسرعة و لحق (بإيستاف) إلى الخارج، نسمة الهواء التي استنشقها، كانت كفيلة بتطبيبه من كل سقم وتسكين كل ألم.

أمسك بيد (إيستاف) ونظر إليها بامتنان قائلا: لقد بدأت أحب هذا المكان! هناك شعور غريب. لكنه قوي، أظنني سأتمسك بهذا المكان بقوة.
رفع يدها قليلا مستطردا: تماما كما أمسك بيدك الآن.
تملكها الإحراج فسحبت يدها، وجمعت يداها خلف ظهرها تفركهما كعادتها حين تشعر بالارتباك
نادت عليهما (لاتويا) واحثتهما على الإسراع، فتوجهوا أربعتهم نحو الشلال في جانب الغابة...

في جرندة...
قالت في رسالتها
أعد إلي طفلي!
أنني أصلي وأتضرع للرب كل يوم أن لا يصيبه
مكروه!
(جيوم) حياتي كلها، والأمانة التي كلفتني بها والدته، أنا أمه! إنه يخصني أكثر منكما.
أخاطبك بصفتك القائد الأعلى لا بصفتك كأب أعلم أن أمره لا يهمك، لكن إكراما لهذه الخادمة التعيسة إبحث عنه، أتوسل إليك!
إنني أتحسس رائحته في وسادته.
أضع له صحنا على الطاولة.
أصنع من أجله الفطائر التي يحبها.

أعد له القهوة، وأختار له كتاب.
أحدث زهور الحديقة عنه.
أراه يبتسم فأبتسم.
أسمع نداءه فاهرع. ولا أجده!
أشعر بلمسة يده على كتفي. فأنتفض.
ارحمني من هذه المرارة! إعتبرها حربا من حروبك تسترجع فيها كنوز قد وقعت في نفسك!
أعد إلي طفلي!
تونيا
أطلق لعنات ساخطة على هذا الإبن العاق، لكنه
شعر ببعض التعاطف مع( تونيا )، طوى رسالتها ووضعها في درج طاولته، استقام وارتدى قبعته وخرج من المعسكر بسيارته الجيب المفتوحة.

وقف على التلة يطالع المدينة بازدراء، كانت تبدو صغيرة تحت قدميه، أخرج سيجاره الغليظ وقطع طرفه وفتش عن الكبريت ليشعله
وقتذاك سمع صوته وهو يقرب نحوه عود الكبريت فأشعل سيجارته ببرود وعاد يطالع أمامه
قال مرافقه: القائد الاعلى ( داميان جيلر)! خرجت من جحرك وأتيت إلى الموت برجليك، لا أظنني سأضطر إلى استخدام السلاح للإطاحة بالعملاق الذي ينظر إلى كل شيء بتقزم، دفعة واحدة وتهوي إلى أحضان الموت...

ابتسم بسخرية وهو يقف إلى جانبه وينظر إلى المدينة التي أرهقها نزاعهما على السلطة.
قال(داميان)ببرود: الجحور للفئران، أيها الجنرال (ألفونسو أرليك)
أنا ملك الغابة، اتواجد حيثما أريد، وآكل ما أريد، أما الإطاحة بي فلا أظنك تقوى على ذلك
أنا الأفعى التي إذا بترت ذيلها سيتجدد ويزداد طولا.
قال (ألفونسوا): تعجبني ثقتك!
قال (داميان): عليك الخوف منها!
قال(ألفونسوا).

دائما ماتثير إهتمامي أيها القائد، هناك شراسة يلفها الألم، كأنك تثأر لشيء ما! لما كل هذا الغضب!
ابتسم ( داميان ) بسخرية قائلا: لحقتني إلى هنا لتحلل شخصيتي أيها الجنرال! لا يهمك ذلك كن على يقين! ما يهمك هو أن تحمي وطنك مني!
التفت مغادرا حين قال الجنرال (الفونسوا): لنعلن هدنة أيها القائد! عد إلى (إستفار)، وستكون بيننا شراكات إقتصادية مثلما تريد!
رمقه ( داميان ) بتحدي قائلا: هدنة!

وأطلق ضحكة عالية وأردف وهو يرتدي نظارته: اختبإ يا (أرليك ) سأسحق كل من يقف بطريقي إلى مدريد.
استقل سيارته وغادر المكان بينما تجمد الجنرال ( ألفونسوا أرليك) يحملق في الغبار الذي خلفته سيارته.
عاد القائد( داميان) إلى المعسكر وأمر جنرالاته وجنوده بمهاجمة أطراف( كاتالونيا) للاستيلاء عليها ووضع معسكر جديد هناك ورفع رايتهم ليراها قادة العدو من ثكناتهم، وقال:.

ارهبوهم واخرجوهم من ديارهم ومن يعترض أقتلوه بأرضه لا ترأفوا بأحد، سيجوا المنطقة كلها حين تستملكونها!
سأغادر الليلة إلى( إستيفار ) لأمر طارئ، ساعود عصر الغد، لأرى إنتصارانا. ولن أقبل بغير الإنتصار!

(ييفيا) كانت دائما مدينة ساحرة، مدينة تعجن الألم فيختمر بالنسيان ويطهى على نار الأمل،
فيقدم على مائدة يلتف حولها الجميع بمحبة...
كانت ألوان الطيف السبعة تتراقص أمام الشلال
بينما أولئك الفتية يتبادلون الأحدايث بإبتسامة
كان (جيوم )ممتنا للفتيات كثيرا، بينما هن يضحكن على ملابسه الواسعة التي يغرق بداخلها، كانت (لولان) قد لاحظت نظراته نحو.

(إيستاف) تنحنحت وبحماس راحت تسأله: زهرتي البرية! كان أول شيء قلته يا(جيوم)
حين وجدناك، ماذا تعني بها!
شعر (جيوم ) ببعض الارتباك وبدأ يهرش ذقنة النامية قائلا: هااا.! الزهرة البرية! لا أذكر أنني قلت ذلك!
أظنني أحب الأزهار! نعم أشعر بذلك، لقد أحببت هذا المكان كثيرا، أشعر كأنني أنتمي إلى هنا!
الأزهار البرية جميلة بذاك القدر الذي يجعلها قوية، تقاوم جفاف الحرارة، وتلف الصقيع.

تبتسم دائما ببتلاتها الغضة الملونة المفعمة بالحياة كأن شيء لم يحاول تدميرها وسحقها.
وعلى حين غرة قالت (لاتويا): هل أحببت!
ابتسم (جيوم) و ووزع نظراته عليهن فوجدهن يطالعنه. قال بإبتسامة: أنا لا أذكر شيء! لكنني على يقين أنني لم أقع في الحب بعد!
قالت(لولان): وكيف تكون بهذا اليقين وأنت لا تتذكر!

أشار إلى قلبه وأشاح بنظره نحو الشلال قائلا: إنه سليم! لا ألم يعتصره، حتى وإن كنت فاقدا للذاكرة، كنت سأشعر بألم الفراق، فلا يهنأ لي مضجع، ولا أطمئن إلى مكان، الألم الذي يخلفه الحب قاس جدا، يثقل القلب وتضيق به الأضلع، فيتخبط كالعصفور المسجون الذي يتوق إلى الحرية...
وأنا لا أشعر بذلك! نعم، هناك ثقل بقلبي لكنه
لا يشبه ثقل الحب، إنه ألم ووحشة تشبه كأنك
بحاجة إلى يدا تربت على كتفك، فيزول ألمك كأنه لم يكن.

أنا لا أتذكر لكنني أشعر!
بدأ الليل يمتص أشعة الشمس ويسدل ستاره
على المدينة، كان الوقت مناسبا لفتح جروح جديدة، لصفعة تسلط جديد. لإفتعال ألم جديد...
زحف الجنود بقيادة الجنرالات إلى حدود (كتالونيا )ثم إلى داخلها قرية تلو أخرى، تعالى القصف والصراخ، أناس يفرون راكضين نحو المجهول هم وأبنائهم، وهناك من أردتهم رصاصات عشوائية لا ترحم!

كان الليل كئيبا هادئا منذ لحظات، والآن أصبح صاخبا يتصارع على ضوئه الموت والحياة.
دخل الجنود إلى البيوت وخربوها، وركضوا في الطرقات ونكلوا بجميع من كان على مرمى رصاصهم، لحظات قليلة كانت كفيلة باخلاء أربعة قرى وبلدات من هذه المدينة التي غرقت في دماء الثأر للكرامة.
كان العساكر قد سيجوا جزءا كبيرا منها، حينذاك داهمهم فيلق لا يستهان به عددا وعتادا من العدو وبدأت المواجهة الحقيقية...
حين يتصارع الوحشان...

يتطاير الوحل حولها.
يلوث كل شيء...
و كلما أنهكهما التعب يزدادان شرا.
لهيب الأحقاد تعلو ألسنته
فتطول كل شيء.
حين يتصارع الوحشان.
تتألم الأرض المغدورة.
تصرخ مستنجدة...
أستطيع احتواءكما. توقفا!
أستطيع إكرامكما. توقفا!
ثملت من الدماء. توقفا!
فيخنقانها بالجثث. فتصمت!
بدأت عزيمة المحتل تخبت بعد أن فقد العديد من جنوده، فاشتدت عزيمة المدافع عن أرضه وراح يقاوم ويحارب بضراوة.

أقل من ساعة واحد بدأ الجنرالات بانسحاب وحمل ما استطاعوا من جثث قتلاهم، وعادوا
إلى معسكرهم (بجرندة )خائبين الرجاء محبطين خائفين مما سينالهم من غضب قائدهم (داميان)...
أما الجنرال ( أرليك ) فكانت أمامه ليلة طويلة لإحصاء القتلى وتأمين المكان وتشديد الحراسة عليه...
ربما ليس حبا! لكن لما يصاحبه هذا الكم من الألم!

شعر الزعيم كأن رصاصة غادرة قد اخترقت صدره حين أخبره العسعس الذين وضعهم لمراقبة( إيستاف )وصديقاتها بأنهن عند النهر مع أحدهم، كانت النار الغضب الذي تتملكه كفيلة بتدمير كل شيء، هرول مسرعا وإياهم إلى المكان الذي أشاروا إليه...
كان الفتية عائدون إلى القبيلة يتمازحون ويضحكون، وفجأة ساد صمت ثقيل على المكان، اقترب الزعيم وخلفه عدة أشخاص تحمل عصي وقال:
ماذا تفعلن هنا بهذا الوقت مع هذا الغريب؟

هيا! عدن إلى القبيلة!
كان حزمه كفيلا بجعلهن يفقدن وعيهن من الخوف فتحركن بسرعة يركضن لكن (إيستاف) استدارت ما أن تلقى الغريب ضربه على رأسه جعلته يسقط مغشيا عليه لتصرخ قائلة:
إنه مصاب ابتعدوا عنه!
هرعت نحوه ليمسكها الزعيم من يدها بعنف قائلا: مصاب!؟ ويرتدي ملابس والدك! كيف تجرؤين على إدخال الغرباء إلى القبيلة؟

أمسكت يده التي تطبق على معصمها برجاء تحاول إستعطافه: أيها الزعيم ثق بي علينا إسعافه وسأخبرك بكل شيء بعدها، وسأكون مستعدة لأي عقاب تريده.
ترك يدها وقال: احملوه! وأنت! تعالي معي، هنالك الكثير لتفسرينه!
بدأ ينتاب (إيستاف) بعض الألم، كانت مشتتة، لم يكن لديها الوقت الكافي لتحاول تحليله ومعرفة مصدره، اكتفت بأن تشعر به وتتحسس موضعه بيدها.

وصلت الفتيات إلى خيمة( لويندا) وأخبرنها بما حدث، أسرعت نحو مدخل المخيم تنتظر وصول الزعيم وحين وصل قالت:
توجهوا به إلى خيمتي!
رمقت الزعيم بنظرات صارمة أطفأت غضبه، كانت الوحيدة التي تعلم نواياه، فيقف أمامها مكبلا لا يستطيع تزييف حقيقته
نظرا للتفاعل الضعيف والغير مرضى بالمرة. قررت انى هنزل فصل واحد يوميا وده إكراما للأعضاء المتفاعلين فقط. بعد أن فكرت في وقف تنزيل الرواية.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة