قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لن يشفى الجرح للكاتبة شاهندة الفصل الرابع عشر

رواية لن يشفى الجرح للكاتبة شاهندة الفصل الرابع عشر

رواية لن يشفى الجرح للكاتبة شاهندة الفصل الرابع عشر

ليس هناك أجمل من أن تصلك كلمات من من تحب...
كلمات تنتظرها بشغف. بشوق.
تمنح لكونك ألوانا، تبعث في القلب الضياء وترسم البسمة على الشفاه.
تجعلك تبحر في فيض من المشاعر. وترغم عيناك على أن تدمع. ولكنها تظل دموع السعادة.

عاد (جيوم)بعد أن إطمأن على صحة أبيه الذي يتعافى بسرعة، قبل( تونيا) ثم أسرع إلى حجرته، وأخرج من جيبه خطابها، أمسكه بين يديه، و رفعه إلى أنفه، يشتم عطرها، ويضمه إلى صدره، لقد إنتظر خطابها كثيرا وأتعبه الفراق الجبري بسبب حظر التجوال الذي فرض على (ييفيا). وعندما تناهى إلى علمه فك الحظر، أسرع بإرسال رسالة إليها، وها هو ردها يأتيه كقطرة ماء عذبة تبلل ريقه الجاف في صحراء الشوق. أسرع يفتح الخطاب تمر عيناه على كلماتها الرقيقة ليبتسم حين رأى أولى كلماتها إليه.

عزيزي (جيوم)...
مازالت ترفض أن تعترف بالعشق جهرا، لكنها تناديه عزيزها، تكفيه الآن حتى حين، عادت عيناه إلى الخطاب يمر بهما على كلماتها...
رآها أمامه تبتسم قائلة...
لا أعلم...
تلك إجابتي على السؤال الذي سألتني إياه في خطابك، تسألنى عن مستقبلنا، عن رؤيتي لخطواتنا القادمة، وتلك إجابتي،
حقا. لا أعلم! فبيننا المستحيل ذاته. بيننا مالن يتفهمه أحد. ولن يقبله مخلوق. فلنتريث قليلا، ولنرى. لعل الرب يحدث أمرا...

سعدت بخبر تعلمك لغتنا، والتي يعلمك إياها صديقك(بيير)كما أخبرتني. ونعم مازلت أحتفظ ببعض الأشياء التي تذكرنى بك. لن أخبرك عنها الآن. ربما في خطابي التالي.
لن أقول وداعا فأنا أعلم أنك لا تحب الوداع. بل إلى لقاء قريب!
إيستاف
ضم الخطاب إلى صدره مجددا. ترتسم على ثغره إبتسامة عشق. ثم عاد ليقرأه مجددا. تمر عيناه على الكلمات. ليحفرها بصميم قلبه.

في مخيم الروم...

كانت (إيستاف) متخذة وضع الجنين، تضم دثارها إليها وتبكي بحرقة، تتذكر ذلها وهوانها والأب(فابيان)يخرج من حقيبتها تلك الوثيقة المسروقة. تتذكر نظرات الذهول في عيني الأب(برنارد)و(امادا). نظرات الاتهام في عيون كل من الاب (موريوس)والأخت(كونتي)وبقية زميلاتها. نظرات الشماتة في عيون الاخت (الدورا)، تصرخ ببرائتها وتقسم أنها لم تسرق، تخبرهم أن وشاحها قد ضاع منها بالأمس، ولكن لا منصف لها من إتهاماتهم، فقد حكموا عليها مسبقا وانتهى الأمر، هي مذنبة في نظرهم. ولن يفيدها النفي والنكران...

إكتفى الأب(فابيان)بصرفها من الدير وعدم إبلاغ الشرطة. تخوفا على سمعة المدرسة. بعد أن قام بإستدعاء زعيم القبيلة وأبيها وإخبارهم بأمرها، وطلبه منهم أن يقوموها ويصلحوا أمرها...
ومنذ ذلك الحين وهي قابعة في مكانها، عازفة عن الاكل والشرب، تبغي الموت ليخلصها من خزي لاذنب لها فيه...

إقترب منها(بارتولوميو)تدمع عيناه على حالها، إبنته. مدللته. هدية زوجته إليه. زهرته الرائعة تذبل وتذوى، إتهموها وأدانوها وهو يثق بأنها مظلومة، يئن قلبها ألما وهو يقف عاجزا عن منحها السلوان...
ربت على يديها المضمومتان قائلا: إبنتى الحبيبة! لا تبكي. قلب والدك يتفطر لبكاءك.
كونى قوية من أجلي، لكل ظالم نهاية ولكل ظلم نهاية، وبراءتك ستظهر آجلا أو عاجلا.

لم تجبه بل إزدادت عبراتها، ليستطرد قائلا: صغيرتي! لا تيأسي، لن تدوم ظلمتك هذه طويلا، قفي و أظهري برائتك، قاومي! لا أحد أكبر من الحقيقة، إنها النور الذي لا يستطيع طمثه ظلام، الحقيقة ترهب الظلم.
ظلت صامتة تجيبه دموعها فقط ليتنهد بقلة حيلة قبل أن ينهض مغادرا الخيمة حيث وجد (لويندا) تهم بالدخول إليها، ما إن رأته حتى باشرته قائلة بقلق:
كيف حالها؟
هز (بارتولوميو) رأسه بأسى قائلا: لا تزال على وضعها!

ضربت (لويندا)بعصاها الأرض قائلة: بل هي أقوى مما تظن، امنحها فقط بعض الوقت وستعود كما أعرفها، (إيستاف) شجرة قبيلتنا الواثبة في وجه الرياح، هي روح العشيرة وبسمتها التي لن تزول أبدا. إفسح لي الطريق حتى أراها. هيا.!
أفسح لها(بارتولوميو)الطريق، اقتربت من (إيستاف)، فرق قلبها لحالتها، نعم هي قوية ولكنها الآن تبدو ضعيفة كزهرة هزتها رياح الظلم...

جلست بجوارها وقالت بحنان: (إيستاف)لم أعهدك بهذا الضعف! ولن أقبل أن تكوني!
كوني قوية! انفضي عنك إنهيارك المقيت هذا إن أردت قهر الظلم فلا تمكثي في مكانك وترثي لحالك، لا ظلم يدوم بل لا شيء على الإطلاق يدوم. إن كنت مع الرب فأنت مع الأغلبية المطلقة.
ظلت (إيستاف )تبكي بصمت، لتزفر (لويندا) وتربت على يدها، قبل أن تنهض مغادرة لتتوقف وتلتفت تلقي نظرة أخيرة على صغيرتها قبل أن تغادر الخيمة وقلبها يتحسر ألما.

تأمل(بيير) (لولان)من بعيد، كانت تبتسم لتلك السيدة وتمنحها شيئا ما، ثم تربت على كتفها إبتسم بدوره، تمنحه رؤيتها شعور غريب بالراحة. بسعادة غير مفهومة، ما إن غادرت تلك السيدة حتى طغى الحزن على ملامحها، إقترب يضم ياقته كعادته يخفي ملامحه حتى توقف أمامها، رفعت إليه عيناها وتجمدت لثوان، ثم نزلت دموعها، عقد حاجبيه بتوتر قائلا:
مابك؟ هل حدث مكره لك!

قالت (لولان)بصوت مختنق: وكأنه حدث لي أنا، ليت ما أصابها أصابني أنا!
إزداد إنعقاد حاجبيه وهو يقول متوجسا: من؟
قالت بحزن: (إيستاف).
لتنزل دموعها تباعا. وهي تسرد عليه ماحدث لحبيبة صديقه. لتتسع عيناه بصدمة.
العشق لا يخفى على أحد، تفصح عنه الأعين وتفضحه الأفعال.
العشق يضعف صاحبه ويقويه بآن واحد.
قال (سيرجيو ) بحدة: هل تمنعني من رؤيتها؟
إنتفخت أوداج (بارتولوميو)بغضب قائلا:
لما تريد رؤيتها؟ وماصلتك بها لتراها!

قال (سيرجيو)بإضطراب: أنا زعيم القبيلة وعندما يصيب أحد أفرادها ضرا، من الطبيعي أن أكون أول من يطمأن على حالته.
رمقه (بارتولوميو)بتوجس دون أن ينطق بحرف ليقول(سيرجيو)بتساؤل: إذا. هل أستطيع أن أراها الآن؟
هز (بارتولوميو)رأسه نافيا وهو يقول:
كلا. حالتها الآن لا تسمح، ربما لاحقا!
رمقه (سيرجيو)بغضب قبل أن يبتعد حانقا وعيني (بارتولوميو)تتبعه، يشعر بشيء ما، يبتهل إلى الرب أن يكون مخطئا.

كانت تسبح بالنهر، تقاوم تيارا قويا، تغوص في الأعماق، تقاوم مجددا لتطفو فوق السطح شعرت بقواها تخور، لتستسلم لمصيرها الحتمي، فجأة أمسكتها يد قوية رفعتها لتطفو فوق السطح، أخذت نفسا عميقا تغمرها الحياة ونظرت إلى منقذها فوجدته، (جيوم)!

أفاقت على لمسة حانية على وجهها، نظرت إلى هذا الوجه القريب منها يتأملها بشغف وشوق إنه هو. من كانت تحلم به توا، إبتسمت تشعر أنها مازالت في حلمها الجميل حيث هي. هو. ولا احد غيرهما.
إنتفضت على صوته وهو يقول: كيف حالك؟
إعتدلت تطالعه بدهشة تتأمل ما حولها، تعود بنظرها إليه. ليبتسم قائلا: إشتقت إليك.
قالت بصدمة: هل جننت؟ عد من حيث أتيت، إن أمسكوك سيقتلونك دون رحمة.
إتسعت إبتسامته قائلا: هل تخشين علي؟

إضطربت لتقول متحاشية سؤاله: ما الذي جاء بك إلى هنا (جيوم)؟
إعتدل قائلا بجدية: ما إن أخبرني (بيير)بما حدث لك، حتى هرعت إلى هنا على الفور لم أستطع الإنتظار للحظة واحدة.
غشيت عيونها دموع الحزن قائلة: لقد أصابني ظلما فادحا يا(جيوم)، أدانوني زورا، وصرفوني بمهانة، بريئة أنا. أقسم لك!
تمزق قلبه كمدا عليها ولكنه تأملها فقط، دون أن ينطق بكلمة، فعقدت(إيستاف)حاجبيها قائلة:.

لماذا انت صامت هكذا؟ ولماذا تحملق بي هكذا؟
قال(جيوم) بهدوء يحاول أن يكون قويا لمؤازرتها: أنا مستغرب فحسب! أين ذهبت زهرتي البرية؟ ملهمتي، صاحبة الشخصية القوية المميزة، تلك التي أرتني مرارا وتكرارا صمودها وقوتها، أ رتنى إياها في قدرتها على التصرف بحنكة في أصعب الظروف، في القدرة على التمييز بين الخير والشر والتفريق بين الصواب والخطأ أين ذهبت تلك الفتاة. أخبريني؟

قالت (إيستاف)بمرارة: قتلها الظلم وأراق دمائها الطغيان، الألم يجتاحني كالإعصار.

أمسك يدها بين يديه قائلا بحزم: كفاك رثاءا لحالك! كوني قوية، وإن أردت التخلص من الألم فعددي ماأصابك من نعم وليس ما أصابك من هم، في الحياة قد نتعثر ولكن القوة في النهوض بعد كل عثرة، صدقيني يازهرتي، الحياة كالمرآة ان إبتسمتي إبتسمت وإن أدمعتي بكت بقوة. هناك لحظات نظن فيها أنها النهاية ثم نكتشف انها فقط البداية نجد أبواب مغلقة ثم ندرك أنها البوابة الخطأ.
ابحثي عن بوابتك التي تقع خلفها الحقيقة!

كانت تستمع له بكل كيانها، تدرك صدق كلماته...
كونى قوية،!
طالبها بها أباها وعرابتها ولكنها زلزلت كيانها منه هو، هو فقط!
نعم لم تنتهي الحياة بعد، ستنهض بعد عثرتها وستجد القوة بداخلها لتكمل مسيرتها، لم تحن النهاية بعد، فذلك الباب المغلق سيكون بوابتها للمستقبل، بوابتها للحقيقة، بوابتها للحقيقة!
لمعت عيناها وهي تتذكر شيئا لتقول بلهفة:
نعم.! كيف غابت عن ذهني؟
عقد (جيوم)حاجبيه قائلا: ماذا تعنين؟

إلتفتت إليه قائلة بسعادة: الحقيقة يا(جيوم). إنها الحقيقة واضحة جلية أمام عيناي.
لتنهض بسرعة مغادرة الخيمة وسط دهشة(جيوم). ثم توقفت تلتفت إليه قائلة: عد إلى (إستفار)وكن مطمئنا سأكون بخير. لا تنسى أن تتسلل من الخلف. وكن حذرا.
إبتسم قائلا: أرى أنك بخير بالفعل، فإلى لقاء قريب.
إبتسمت قائلة: إلى لقاء قريب.
إلتفت مغادرا ليستوقفه ندائها إلتفت متسائلا لتقول بخجل: أحبك(جيوم)!

ثم غادرت الخيمة تنطلق بسعادة تجاه خيمة عرابتها، بينما توقف (جيوم)مصدوما لثوان يحاول أن يدرك أنها إعترفت لتوها بحبه، ليستفيق من نشوته على صوت بالخارج، ليسرع متسللا من الخيمة غافلا عن أذنين سمعتا ما جرى بينهما أغمض صاحبهما عيناه يدرك صدمة إكتشافه، يخشى القادم بقوة ولكن في الوقت ذاته يدرك حتميته.

الظالم قد يجرح، يسرق، ويفعل كل الآفات.
كم من ظالمين ظنوا بجورهم أنهم قد نجوا ولكنهم لم يدركوا أنهم صنعوا فخا لهم لتكون نهايتهم المخزية جزاء لهم على جورهم...
كان الجميع في مدرسة الدير يجتمعون في قاعة الصلاة كما طلب منهم الأب (فابيان) يتعجبون من السبب وراء ذلك، يتوجسون قلقا، فما إجتمعوا يوما إلا وكان وراء إجتماعهم مصيبة ما...

وقف الأساتذة مجتمعين وأمامهم وقفن الطالبات، حتى دلف الأب( فابيان )ووقف على منبره قائلا:
أحبتي. لقد جمعتكم اليوم بطلب من أحدهن تطالبنا بتطبيق تعاليم الرب التي تحثنا على إنصاف المظلوم وتحقيق العدالة، تدعي أن لديها الدليل على برائتها، الدليل على اللص الحقيقي كما تقول، والذي أوقع الظلم عليها بهتانا وزورا، لذا نحن هنا اليوم من أجل التحقيق في إدعاءاتها. إدخلى (إيستاف)!

سرت الهمهمات في القاعة مع دلوف (إيستاف) بخطوات قوية ثابتة، تطالع الجميع بثقة، حتى إستقرت عيناها على (امادا)التي إبتسمت لها، ثم تقدمت بإتجاه الأب (فابيان)الذي قال بهدوء:
هيا(إيستاف). قولي مالديك. نحن بالإصغاء!

توقفت (إيستاف) في مقدمة القاعة تطوف عيناها على الجميع وهي تقول: لقد إتهمت زورا منذ يومان ظلمني أحدهم، هذا الظالم يجلس هنا، معنا بالقاعة، يناظرني بتشف لايدرك اني قد كشفت أمره، وأنني على وشك كشف هويته...
قاطعتها (إلدورا)قائلة بسخرية: فلتنهي هذه المسرحية السخيفة، لقد مللت حقا.
نظرت إليها (إيستاف) قائلة: لا تتعجلي، ففي نهاية تلك المسرحية سيسقط رمزا من رموز المدرسة. وبقوة.

ثم أشاحت بوجهها عنها، موجهة حديثها إلى الأب (فابيان)قائلة: أتذكر في صباح ذاك اليوم البغيض أيها الأب، حين كنت في مكتبك أستأذنك لأدخل بعض وصفات عرابتي في دروسنا مع الأب(برنارد)؟

أومأ (فابيان)برأسه لتقول مستطردة: أتذكر أيضا حين كنت تضع ذاك الحبر الخاص في الخزانة فإنسكب عليها وحين سارعت بمنديلي لأمسحه أخبرتني أن لا أفعل، فهذا الحبر شفاف لا يرى، وقد تتسخ ملابسي؟ وأنه يتحول بعد فترة إلى لون أزرق لا يمحى سوى بهذا الحبر السري الآخر الذي تحمله في خزانة منزلك؟ أليس كذلك؟
اومأ (فابيان)برأسه مجددا. بينما قالت (إلدورا) بحنق: إلام تسعين يافتاة؟

قالت (إيستاف): سأصل لمسعاي! فإنتظري قليلا!
ثم قالت: في ذاك اليوم إن كنت حقا تلك اللصة لظهر هذا الحبر الأزرق على يدي وأنا أحاول السرقة فقد غمر الحبر أرجاء الخزانة ولا مجال لتجنبه أليس كذلك؟
عقد الأب(فابيان)حاجبيه قائلا: بالطبع.
رفعت يداها الإثنتان تظهرهما للجمع قائلة: ها آنا ذا أمامكم لا حبر أزرق، على الإطلاق.

سرت الهمهمات مجددا لتنزل يداها قائلة: بينما هذا الظالم الذي يبغضني وفعل فعلته ليسيء إلى سمعتي يجلس هنا بيننا بأيادي ملوثة بالحبر. ملوثة بالظلم. ملوثة بدليل قاطع على جرمه. لذا أطالب بتفتيش الجميع.
سرت الهمهمات مجددا ليقطعها الأب (فابيان) قائلا بصرامة: الآن وقد أثبتت (إيستاف)برائتها بالدليل، فعلينا تفتيش الجميع للوصول إلى الفاعل. وسنبدأ بهيئة التدريس، سأقوم بنفسي بتفتيش الجميع.

هبط من منبره يمر بين الأساتذة يكشفون عن أيديهم واحدا تلو الآخر تتابع (إيستاف)وجه (إلدورا)التي غامت ملامحها، وتصبب العرق من جبينها حتى توقف الأب(فابيان)أمامها، كانت تخبىء يديها خلفها عاقدة إياهما بقوة، طالعها الأب(فابيان)بحدة قائلا:
أظهري يديك، الأخت(إلدورا).
قالت بإضطراب: أنا، أنا...
ظهر إرتباكها للجميع، ليهدر الأب (فابيان)قائلا: آمرك أن تظهري يديك الآن!

رفعت يديها الملطخة بالحبر الأزرق، تطرق بخزي، صدم البعض بصمت وشهق البعض الآخر بينما قال الأب (فابيان)بصرامة:.

الآن عرفنا من هو اللص الحقيقي! هذا الظالم الجائر الذي سيعاقبه الرب عقابا يليق بجريمته فأكثر ما يبغضه الرب هو الظلم والإفتراء، يعاقب عليه في الآخرة عقابا شديدا، كلنا نعلم بغضك ل(إيستاف)ولكننا لم نتصور أن ترتكبي جريمة في سبيل تحقيق أهدافك المشينة، لذا أطلبي الغفران لخطيئتك أيها الأخت(الدورا)وإتبعيني.

ثم غادر القاعة تتبعه( إلدورا ) مطرقة الرأس بخزي، لتسرع الفتيات نحو (إيستاف)يهنئنها على ظهور براءتها، يمدحن فطنتها التي أوقعت باللص الحقيقي، لتتقبل (إيستاف) تهانيهم قالت(امادا)بسعادة: ما أروعك يافتاة. مازلت تبهريننا بفطنتك وحنكتك.!
إبتسمت (إيستاف) وهي تنظر إلى السماء بإمتنان تهمس بداخلها: شكرا للرب، وشكرا لك(جيوم)!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة