قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لن يشفى الجرح للكاتبة شاهندة الفصل الثاني والعشرون

رواية لن يشفى الجرح للكاتبة شاهندة الفصل الثاني والعشرون

رواية لن يشفى الجرح للكاتبة شاهندة الفصل الثاني والعشرون

وجدت الأمن الذي كنت أظنه ملاذي في هذه الحرب. كان أنت! لكنك خذلتني بكل قسوة، كسرتني كما لم يفعل أحد من قبل.
هناك نيران بقلبي مستعرة، تولدت من شرارة عشقك، واهتاجت من خيانتك!
راح الأمن. راح الإنتماء. راح الوطن! أصبحت وحيدة، أحارب بمفردي بمعركة لن أنتصر فيها أبدا. لأنني أحارب نفسي!

أمطرت السماء، واشتدت برودة الجو، يبدو أنه سيكون خريفا باردا، ستسقط الأوراق قريبا وستحملها الرياح بعيدا، ستكون هشة، سهلة السحق. ستجوب تائهة في كل مكان الى أن تستقر بعد صراع مرهق.

جلست (إيستاف) على صخرة قرب النهر تصارع خيبة أملها، وقد غمرتها مياه المطر الباردة، لكنها كانت جالسة كأنها جماد من هذه الطبيعة الغاضبة، شعرت بتحجر بكل كيانها، روحها كانت ترتجف بقوة ومع ذلك كانت ثابتة، تهاطلت ألاما عديدة مرهقة بداخلها، كانت بحاجة ماسة إلى والدها. إلى غضبه. إلى عقابه، إلى أحضانه!
نهضت من مكانها وسارت باتجاه التلة إلى أن وصلت إلى قبره، ثم ألقت بجسدها بقربه منهكة.

قالت وهي ترتجف من الألم...
لم أفعل الصواب أبي. أدري ذلك! كنت كما لو أنني أقف بين خطئين ولشدة طمعي إخترت الخطأ الأكبر بينهما، جيوم! العدو! الغريب!
كنت دائما أوصيه بأن لا يجعلني أكبر أطماعه، لكنه فعل وفعلت أيضا. خذلت قومي أبي!
لست غاضبة لأنهم طردوني، في الواقع لا أشعر بشيء. لكن، لكن اللاشيء مؤلم. جدا!
تحررت (ييفيا) ورفع الإسبان أيديهم عنها، حين تصارع الوحشان، كانت الفريسة، أنا!

وقف أمامي!، كما تخيلته تماما، لا يشبه البشر إلا شكلا، بارد. متحجر القلب والروح، كان يبتسم. يالا سذاجتي! ظننته سيبارك زواجي من إبنه. (داميان جلير). القائد الأعلى. السفاح أبي!
نفث دخان سيجاره بوجهي وقال: أمم، جميلة! لا بأس فلتسعدي! لن أفسد عليكما حياتكما، بعد أن أصبح (جيوم) رجلا أفتخر به، لن أقف أمام سعادته، وسعادتك أيضا!

لقد شعرت بسعادة أبي، كنت أظنه برغم إختلافه مع إبنه إلا أنه سيتنازل من أجل سعادته، لقد طالعني باستعلاء وقال:
في الواقع أنا ممتن لك ياغجرية، ما لم يستطع حزمي إقناع (جيوم) به أقنعه حبك، أشعر بالفخر فأخيرا ابني يسير على خطاي،.

حقق نصرا ستحلف الأجيال القادمة به في (سيرجا)! نعم!، الغارة الأخيرة كانت بقيادته، أخلى المدينة كلها ووضع معسكرنا الجديد هناك ورفع رايتنا في وجه الإسبان. الآن سنجبرهم على الخضوع لنظامنا! كم رائع أنت يا(جيوم)!
حسنا!، سنتكلم كثيرا في وقت لاحق عودي إلى زوجك الآن!
زوجي!؟..

من هو زوجي ياأبي؟ أكان ذلك الغريب الذي أحببته لأنه هو، لانه طاهر الروح ونقي القريحة! أم أنه العدو الذي لطخ يديه بدم الأبرياء من أجل أطماعه!، من هو يا أبي؟
كانت مستلقية على ظهرها تنظر إلى السماء المغشاة بالغيوم السوداء التي تنهمر الأمطار منها
دفاقا، أغرقتها كليا وأصبحت مستلقية في بركة من الوحل بقرب قبر والدها، استطردت بمرارة:.

إنني أختنق يا أبي! أختنق لدرجة أن الهواء الذي يدخل رئتاي يمزقهما لا ينعشهما، إنني غاضبة. غاضبة جدا لدرجة أنني لو صرخت سأحرق كل شيء بالنيران المتأججة بداخلي.
أنا مرهقة!
أغمضت عيناها تغرق في سواد عميق بعد أن تصلب جسدها وازرق من البرد والبلل ولكنها لم تكن تشعر، كان (ميغيل و لاتويا و لولان) يبحثون عنها في كل مكان ولم يجدوها، صاحت (لولان) باكية:
أين أنت (إيستاف)؟

اقتربت منها ( لاتويا) وقالت بغضب: لا تجدين سوى البكاء أيتها الغبية! كيف تثقين بالغريب؟ هذا كله بسبك. بسبب حماقتك!
ازداد بكاء (لولان) وقالت بندم: لقد صدقته، كان يحبها، وهي تحبه، ولم أستطع أن أراها تتزوج من الزعيم، لم يكن صائبا!
فقالت بغضب: وما حدث صائبا برأيك؟! هاهي عادت خائبة بعد أن خذلها. هاهي طردت من العشيرة وخسرت إحترامها، ماذا ستفعل وكيف ستستعيد ثقتها بعد الآن؟!

اقترب منهما (ميغيل) وأمرهما بالصمت والكف عن اللوم فقد حدث ماحدث والآن عليهم مساعدتها لتقف على قدميها من جديد، لتقول
(لاتويا): (بارتولوميو)! إنها هناك. لم نبحث عنها هناك!
هرع ثلاثتهم نحو المقبرة التي كانت تبعد أميالا قليلة عن مكانهم ليجدوها نائمة في بركة من المياه الموحلة بجانب والده، ارتعبوا لرؤيتها بتلك الحال، حملها (ميغيل) وركض بها نحو مستوصف البلدة.

في مخيم الروم...
كان (سيرجيو) في خيمته يتآكله الحقد والغضب، جلس على الأرض يحتسي شرابه بعنف وهو عازم على رد كرامته التي هدرتها عروسه الهاربة في ليلة زفافها، قذف كأسه بعيدا وهو يلعن:.

اللعنة عليك إيستاف! كيف تجرؤين على فعل ذلك بالزعيم؟ أقسم أنني سأجعلك تندمين! حتى( بارتولوميو) الخرف قتلته كي لا يمنعني من الوصول إليك! سأذلك وأجعلك تذرفين دما بدل الدموع، أما اللعين الذي دنسك. سيموت كما لم يمت أحد من قبل.
ثم وقع مغشيا عليه يغرق في النوم من فرط احتسائه للشراب.

كان (روبيرتو) يقف خارج الخيمة، مادت به الأرض ما إن سمع إعتراف الزعيم بقتله (بارتولوميو) وقف مذهولا لبعض الوقت لا يصدق ما سمعه للتو، كان يريد أن يواجهه بما سمعه لكنه فضل الصمت إلى أن يجد دليلا قاطعا في حقه.

عاد متجهما أدراجه ليصطدم ب(لولان) التي كانت تركض ناحية خيمة (لويندا) والدموع تغرق وجهها وقبل أن تبتعد أمسك يدها ليسألها ما الخطب فأخبرته عن حالة (إيستاف) ليذهب هو إلى المستوصف بينما هي واصلت طريقها نحو خيمة (لويندا).
قامت (أمادا) بتنظيف (إيستاف) بمساعدة (لاتويا) وممرضة أخرى وغيرن لها ملابسها، ثم أخذنها لغرفة العلاج وقامت (أمادا) بتعليق محلول بذراعها وحقنها لخفض حرارتها الملتهبة،.

كانت ترتعش وجسدها يتفصد عرقا وقد اكتسته حمرة شديدة، حتى مرضها ذاك كان بين العشق والنيران!
بين العشق والنيران! حين يصبح الجليد قابلا للاشتعال. قابلا للإحتراق! يبدأ كل شيء بالذوبان والتبخر إلى أن يختفي كأنه لم يكن. كأنه لم يتواجد!
يصبح الجسد مخدرا...
تصبح الحواس عاجزة.
تتأمل العين دون أن ترى...
ترهف الأذن السمع دون أن تصغي.
يتكلم الوعي دون أن يقول شيء.
يتألم ويحترق الجسد دون أن يصبح رماد.

كأنك تتحول من مرحلة فيزيائية إلى أخرى لكنك تفقد جميع خواصك، تخاف أن تستفيق
لتجدك أنك لست أنت. فمن أنت؟
أنت وهج الأرواح البريئة التي كتب لها أن تزول رغما عنها! ألاف الأرواح تحتشد بجسدك فلا تخافي أنت أقوى مما تظنين، أفيقي (إيستاف)! كوني قوية! الحرب لا تزال قائمة ونحن لازلنا عالقين بين النيران المتعالية، استفيقي وقاومي!
أبي! أهذا أنت.! أتيت لتصطحبني معك؟

عليك البقاء مكانك طفلتي! معركتك لم تنتهي بعد، لا تخذلي من يحتاجونك!
نيران العشق التي تحاولين إخمادها. ونيران الحرب التي تحاولين إطفائها. ونيران الحق التي تحاولين إشعالها. كلها ستحرقك أنت أول الأمر، كالنيران التي أضرمتها يومذاك. أتذكرين؟، لكنها حققت نصرا.
أتذكرين حين قلت لك ماذا لو أصابك مكروه؟
قلت. أن المعارك لا تتوج بالنصر حتى تقوم على خسائر!
استفيقي (إيستاف) ولا تهابي الخسائر. فإنك ستنتصرين!

من أين أبدأ أبي؟
كان طيف (بارتولوميو) يختفي شيئا فشيئا، وحماها كانت ترتفع ورعشتها تقوى، ازرقت شفتها وإشتد وجهها حمرة وشحوبا، بدأت تغمغم وتهلوس ثم ارتفع صوتها كأنها تختنق.

حينذاك دخلت (لويندا) ترفل بفستانها بعنف وأمرتهم بتثبيتها جيدا على السرير واقتربت منها وراحت تحدث خطوطا رفيعة بسكينها على ذراعي إيستاف وصدرها ثم مسحت تلك الدماء بسائل غريب وغمرتها بمرهم دبق ولفتها بقماشة نظيفة، ثم أمرتهم بتجليسها وقامت بسقيها شايا حارا ونزعت عنها الغطاء وقالت:.

ابتعدوا عنها الآن. ستكون بخير! وستستفيق صباحا. أو تنام إلى الأبد، ستختار إما أن تهرب داخل غيبوبتها أو تستفق وتقاوم ضعفها وهوانها...
هيا. ارحلوا من هنا! سأبقى معها الليلة، تعالوا غدا وأحضروا لها بعض الحساء فهي لم تتناول شيء منذ ثلاثة أيام على الأرجح!
كادت(لولان) أن تعترض لكن (لويندا) رمقتها بحزم لتستدير مغادرة مع البقية: قالت (لاتويا).

(روبيرتو)! خذ معك (لولان) وعودا إلى المخيم! هناك شيء علي فعله أنا و(ميغيل)
استجاب لها (روبيرتو) وغادرا بينما وقف (ميغيل) يطالعها بحيرة وقال: ماذا سنفعل (لاتويا)؟
قالت بحزم غاضب: إستفار! لنذهب إلى الغريب! عليه أن يفسر ما فعله ل(إيستاف).
قال (ميغيل): ولكن...
قاطعته قائلة: أرجوك(ميغيل)! بحق روح (بارتولوميو)! فلتأخذني إلى هناك!
اقترب منها وعانقها وهو يدرك أنها لن يهنأ لها بال إن لم تقابل (جيوم).

امتطى حصانه وجعلها أمامه وأخذ يشق الطريق إلى إستفار بينما هي تزداد غضبا كلما إقتربت من هناك، بعد عدة أميال وقد اقترب الفجر على البلوغ وصلا إلى قصر القائد الأعلى...
لكنهما ما إن إقتربا من البوابة حتى طردهما الحراس وهم يشهرون أسلحتهم نحوهم، لكن ( لاتويا) راحت تصرخ بأعلى صوتها على( جيوم) ليخرج على إثره (باسكال و تونيا).

وأمرا الحراس بإدخالهما ما أن قالت (لاتويا) أنها صديقة زوجة (جيوم)، وبعد أن دخلوا البيت قالت (تونيا):
ماذا تريدان من (جيوم)؟ وماذا تريد صديقتكما منه بعد أن فطرت قلبه؟
قالت (لاتويا) بغضب: فطرت قلبه؟ وماذا يعرف الغريب عن فطر القلوب؟ اااه هو الذي يعلم، فهو من فطر قلب (إيستاف). (إيستاف)التي تخلت عن عشيرتها من أجله. تخلت عن إحترامها من أجله. لقد أحبته وخذلها.

أمسك (ميغيل) بيدها بعد أن اشتد غضبها حتى أن كادت تفتك بتلك ال(تونيا). مستطردة:
اسمعي! دعيه ينزل لرؤيتنا هذا الأحمق سأعلمه درسا لن ينساه، إن صديقتي تصارع الموت بسببه. لو أصابها مكروه أقسم أنني سأصبح أسوأ كوابيسه!
انحدرت من عيني (تونيا) دموع أسى وقالت: اتبعاني!
تبعاها بصمت إلى الأعلى وأدخلتهما غرفته، كان (بيير) يمسك بيده وهو ينتفض على فراشه عاري الجذع، يبدو أنه يصارع نيرانه أيضا، قالت (تونيا) بحسرة:.

لم يكن ولدي هكذا حتى بعد وفاة أمه، هذا العشق سيقتله! لا ندري ماذا حدث بينهما، لكنهما كان سعيدين كأنهما يملكان الكون بأسره
الكون الآمن الذي يرفع رايات السلام فقط. الكون الذي يخلوا من الكراهية والدماء.
كون حيث تزرع فيه زهورا برية في شرفات البيوت، لا ندري ماحدث سوى أننا استيقظنا صباحا ولم نجدهما، بحثنا عنهما في كل مكان.

فوجده (بيير) بجانب قبر أمه وقد أغرقه المطر وارتفعت درجة حرارته، فأحضره إلى هنا ومنذ ذلك الوقت ونحن نحاول جعله يهدأ ونحاول تخفيض حرارته لكنه لا يستجيب، سأفقد ولدي! سأفقده.
أجهشت بالبكاء ليقترب منها (باسكال) يواسيها، بينما اقتربت (لاتويا) المصدومة من سريره وجلست بجانبه وهو لا يزال يرتعش وقد أشهبته الحمى، أمسكت بيده وراحت تقول بصوت هاديء حاولت جعله يشبه صوت (إيستاف):.

استفق أيها الغريب! أنني أمسك بيدك وأسحبك بكل قوة إلي، لن أدعك تصارع النيران المتعالية بمفردك. أمسك يدي وأشدد عليها، لأبقى بجانبك إلى الأبد!
الأبد ياجيوم!
الأبد. الذي يحمل هوائه عطرك على بعد أميال.
الأبد. حيث تعود إلي آخر اليوم تحمل شوقا.
الأبد. الذي يكون فيه العشق عادة لا أسطورة.
وأنت أسطورتي التي يكذبها الجميع.
أنت الحلم الذي لا أريده أن ينقلب إلى كابوس.
أنت العشق الذي لن تحرقني نيرانه!

استفق ياجيوم! إنني أنتظرك. بشوق!
هدأت رعشته وغرق في نوم هانيء، مسحت دموعها واستقامت تحدق فيه بشفقة وحيرة معا وهي تتساءل من فطر قلب الآخر منهما؟

ثم وجهت كلامها إلى (تونيا) وقالت: اغمري رجلاه بخل الكحول، وأسقيه شاي بذور الشبت المغلية وأضيفي عليها القليل من القرفة وحبوب الفلفل الحار، إغليها لمدة عشرة دقائق ثم اجعلي حرارته معتدله وأسقيه إياه رغما عنه، سيتعرق ويتبول كثيرا وسيتخلص من مرضه مع منتصف النهار.
وقبل أن تلتف مغادرة قالت (تونيا): كيف حالها؟ لماذا رحلت بدون أن تقول شيء؟
قالت(لاتويا)بحزن: في حالة أسوء من حالته، لكنها قوية وستنجو!

وغادرت دون أن تضيف كلمة، وفي طريق العودة وقد عاد المطر إلى التهاطل قال(ميغيل):
أنت أطيب وأرق مما تظهرين أميرتي!
لتقول ببلاهة.
هاااا!
ابتسم وقال: كنت ستفتكين به، ورغم ذلك جلست بجانبه وتظاهرت أنك (إيستاف) لتنقذيه! أنا أحبك (لاتويا)، كثيرا!
قالت بحزم: لم أفعل ذلك من أجله، فعلت ذلك من أجل صديقتي!
ضحك وقال: وإن يكن! لازلت أحبك كثيرا.
في مخيم الروم.

دخلت (لاتويا و ميغيل) المخيم لتجد القوم كلهم مجتمعين في حضرة الزعيم الذي كان يقول:
استعدوا سنرحل بعد يومان!
ليغادر هو وينفض الجمع في همهمات وتذمر، اقترب منهما كل من ( لولان و روبيرتو) لتقل (لولان ).
أمر الزعيم أن نغادر إلى (إستفار). بعد يومين!
قالت(لاتويا)باستنكار: ماذا؟!
ليقول (روبيرتو )بتردد: هناك أمر علي إخباركم به. لكن تعالوا نبتعد عن هنا. لنذهب لرؤية (إيستاف) وسأخبركما هناك!

قال (ميغيل) بتعب: أنا مرهق جدا (روبيرتو)، لتقل ماعندك الآن!
التفت (روبيرتو) يمبنا ويسارا وقال بهمس بعدما اقترب منهم: الأمر يخص مقتل (بارتولوميو)!
أمسكته كل من (لولان ولاتويا) من يده وساروا و(ميغيل) يتبعهم إلى خارج المخيم وما إن ابتعدوا حتى قالت (لاتويا) بحزم:
ما الأمر؟
قال بحنق: الجنرال لم يقتل (بارتولوميو)! لقد ضربه على رأسه ضربة قوية جعلته يفقد وعيه فحسب، القاتل هو، الزعيم!
ليقول ثلاثتهم بصدمة.

سيرجيو؟!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة