قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل السادس والأربعون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل السادس والأربعون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل السادس والأربعون

العالم يتشح بالسواد ولكن هل لسواد قلوبهم مثيل!
قلوب تربت على القسوة فتفننت في العذاب، بشر وأدت المشاعر منذ زمن ليصبحوا أصنام ولكن أصنام شرها طائل تطيح بكل من تقابله حتى الجنين في أحشاء أمه.
وليس أمامنا سوى المحاربة تارة والتجاهل تارة ولكن التجاهل ليس من شيمنا لا يوجد سوى المحاربة حتى نقضي عليهم على عالمنا الصغير يتخلص من القليل من سوادهم.
عل الفراشات تحبنا و ربما النور يعشقنا.

وهبه الله صوت عذب ليستغله هو في عذابها به مُهلك قلبها من يوم لقائهما
أدركت أنه سيستعين بأساليبه الملتوية هذه أتت لتفر هاربة ولكن جذبها من مرفقها محتضننا إياها، حاولت إبعاده فشد من قبضته عليها ناطقا:
اهدي بقى.
رفعت وجهها تواجهه فتاهت بين نظراته وخاصة وهو يختتم غامزا لها:
بقى في لوح تلج صوته حلو كده يا وحش؟
مال على أذنها هامسا بما جعلها تخدرت كليا:
عيونك هي اللي بتسيح التلج يا وحش.

رفعت وجهها وحاولت الثبات على موقفها وهي تتحدث بإصرار:
حامي أنا بجد المرة دي زعلانة، ليه مصمم تكسر كل حاجة، ليه لما عيونك بتبدأ تقرب وتحكي بتعميهم، بتودينا مكان ضيق بتخليني أحس إن الكون كله بيخنقني...
اختتمت بمشاعر صادقة لمعت في عينيها:
ليه بتبعد عني؟
طب اقعدي.

لم يخرج منه سوى هذه الجملة وهو يجلس على الأرضية هنا أمام الغرفة التي بقت بها طوال اليوم، جلست جواره علها تحصل على إجابة لسؤالها وضعت كفها على وجنتها ليطرب هو أذنيها بقوله:
تبقي عبيطة لو فكرتي إني ببعدك عني، كنت بعدتك من الأول بقى، كنت هبعدك من قبل ما أقع فيكي الوقعة دي ومن قبل ما تجيبيلي آمن حتة منك وتعلقيني بيكِ أكتر.
سألته بضجيج حقيقي داخلها:.

طب ليه؟، ليه أوقات بتحتاجني ومبتقولش، بعرض عليك مساعدتي وبترفضها، بمدلك إيدي بتتحرك بعيد عنها.
مط شفتيه بهدوء يستمع لكل ما تتفوه به حتى انتهت تماما فداهمها بقوله:
علشان بحبك، اللي بيحب حد مبيتمنالهوش الأذية وأنا كلي أذي فبختارلك الأقل ضرر فيهم وهو اني ابعدك عن المشاكل اللي عارف انها هتأذيكي.
هو لا يصرح بحبه إلا مرات قلائل ولكنه دائما يظهر في كل شيء خوفه، قلقه، يده القابضة وعيونه اللامعة أيضا.

قبضت على كفه وهي تصارحه بصدق نبع من قلبها:.

أنا أكبر أذى ممكن يكون في حياتي هيبقى بعدي عنك، مش لازم دايما تمشي بمبدأ إن تفكيرك صح، اختياراتك صح، انت ممكن جدا تحسب وتخطط وتدبر وفي الاخر كل ده يتهد مش كل حاجة في الدنيا لازم تحسبلها وبالذات لو الحسابات دي هتأذي اللي بنحبهم أقولك حاجة زمان لما باباك اتوفى وطنط صوفيا خدتكم وراحت بيتها القديم عمر بيحكيلي أد إيه أنا كنت متأثرة ورافضة أصاحب أي حد علشان اقتنعت انه أي حد هصاحبه في الآخر هيمشي زيكم وده بعدني عن عمر كنت ست سنين وقتها العمر اللي الطفل فيه بيكون عصبي وعنيد ومع ذلك عمر حاول يصلح كل ده علشان يعرفني إن أفكاري دي غلط ومش هتأذيني لوحدي هتأذي كل اللي حواليا أنا كمان، بعدها لما كبرت أنا وعمر وبابا جه في فترة خسر كل فلوسه بسبب الحيوان أمير واللي عدنان صدمني انه هو كمان كان معاه يعني المفروض ابن خالتي ويوم ما عض عض ايد أبويا، ساعتها بابا كان مكسور بس مقلناش وقتها أنا وعمر كنا كبار شوية وطلباتنا كتير وأنا كنت مبسوطة أوي إن أمير خرج من حياتنا، ماما وقتها فهمت بابا إن تفكيره غلط وإن أحنا أفراد في الأسرة دي ولازم نعرف الضيقة اللي بابا فيها علشان نكون مقدرين الموقف ونبدأ نطلب في المعقول وفعلا ماما عرفتنا وساعتها منعنا كل حاجة كانت تعتبر رفاهية بالنسبة لينا واستغنينا كمان عن حاجات مهمة تفتكر لو كان فضل مخبي علينا لأنه بتفكيره اتوهم ان كده الأفضل لينا عارف لو كان فضل مخبي كانت الكسرة هتبقى اتنين كسرة انه خسر كل حاجة وكسرة ضغطنا عليه واننا مش مقدرين ظروفه...

جاهدت بشدة أن لا تنزل دموعها وهي تقول:.

بعدها رضوان قتلهم وأنت عارف باقي القصة، عارف يا حامي أنا اعتقد إن بابا حتى بعد ما لقى الفيديو مكانش هيبلغ عن عمي عارف بدليل ايه إن دنيا لما حكت قالت إن بابا لقى الفيديو قبل انتحار طنط صوفيا وبعدها لما لاقاها انتحرت عمر من فترة قريبة قالي انه بابا دور عليكم كتير حتى بعد ما عرف انك سافرت بس مكانوش بيقولوا قدامي علشان عارفين تأثري من زمان بموضوع نيرة، بابا دور على مساعدتكم قبل البلاغ علشان افتكر إن ده الصح مع إن ده غلط ورضوان رغم سكوت بابا الطويل خطط ودبر وقتل أخوه علشان خاف، خاف يجي يوم ويفضحه رغم مرور كل الوقت ده ومين عالم يمكن بابا هدده ساعتها انه رغم سكوته فترة طويلة هيكشف كل حاجة ويبلغ عنه أو رضوان خاف بابا يقابلك، الخوف بيولد كل حاجة وحشة رضوان لما خاف قتل وأنا لما خوفت كنت بشيل سكينة، عمر لما خاف بعد نيرة عنه وانت لما بتخاف بتعمل كل حاجة تبعدنا وبتبقى فاكر انك كده بتعمل لمصلحة الكل.

اختتمت حديثها بتنهيدة عميقة فاحتضنها وقد بادر القلب بالنطق قبل الفم:
لما روحنا بيت أمي القديم افتكرت في أول كام يوم إن يحيي هيعوضني عن العيلة اللي عندها خمس سنين واللي روحي اتعلقت بيها بس مكنتش أعرف إنك هتفضلي محاوطاني حتى بعد ما تنسيني هقولهالك تاني يا عائشه أنا أتجوزتك علشان أنتِ حلم عيل صغير خسر كل حاجة ولما شافك مسك فيكي علشان عارف أنك آخر أمل، علشان عارف أن روحه فيكِ والروح مش هتترد إلا بيكِ.

ارتفعت بنظراتها له وهي تحدثه:
أنا مش هقولك تحكيلي كل حاجة أنا هطلب منك بس متكسرش اللي إحنا بنبنيه.
وأنا هطلب منك تسمعي كلامي الفترة دي بس، ممكن؟
هزت رأسها مؤكدة بإبتسامة أسرته:
ممكن.
تمدد على الأرضية لتصبح رأسه على قدمها فضحكت متابعة تصرفاته وهي تسأل:
هتنام كده يعني!
هز رأسه بتأكيد ضاحكا بعبث أثناء قوله بضجر:.

هو انا بقيت عارف أشوفك، ابنك بقى طالعلي في البخت، نتخانق من هنا وألاقيكي جايباه من سريره حطاه في نصنا مش كده!
تحدثت بغيظ مدافعة عن صغيرها:
هو ابني لوحدي يعني!، وبعدين محمد بيحب ينام ماسك إيدك
تابعت بإشتياق حقيقي:
انت وديتهم فين أنا عايزة أروحله.
احتضن كفها مطمئنا:
الصبح هتروحي، اسكتي بقى عايز أنام.

ضحكت عاليا ودست كفها بين خصلاته وهي ترمقه بحنان أمانها ودوائه، ملجأها وسكنه، حبها وعشقه الممزوج بلعنة الأبدية.
في صباح يوم جديد، توجه عمر إلى وجهة يعرفها جيدا بعد أن ذهب بنيرة أولا إلى المكان الذي أوصاه به شقيقها.
فين الفلوس؟
نطقت بها صابرة بترقب لتسمع منه إجابة لم ترضها أبدا:
مفيش فلوس غير لما أسمع اللي أنا عايز أسمعه.
رمقته باستنكار متحدثة بعنف:
وأنا ايه يضمن ليا إنك مش هتوفي بوعدك؟
مفيش ضمانات.

قالها عمر بيسر شديد وتصنع المغادرة وهو متيقن من ندائها القادم فلم يخب ظنه حين نادت إسمه فأردف ساخرا:
إيه رجعتي في كلامك ولا إيه؟
أشارت له على منزلها كي يدخل فضحك باستهزاء متوجها نحو الداخل، استتبت جلستهما فبدأ هو:
ها بقى يا مدام صابرة احكيلي.
سألت بعيون لامعة بالطمع:
عايز تعرف ايه؟
بدأ الحديث بسؤاله المستفسر:
احكيلي جوزك ساب القضية ازاي وليه؟

عادت بذاكرتها نحو الخلف ذلك الماضي الذي تيقنت منذ حدوثه أن لعنته ستطاردها بدأت في التحدث بصدق:
رضوان باشا كلمني قالي انه لو جوزي كمل في القضية اللي كنت انت وأختك رافعينها عليه هيخسرها ومش هينوبنا حاجة وعرض عليا مبلغ كبير في مقابل إني أخليه يسيبها وبعديها أنتوا تليصوا لأنه كان محامي أبوكم ومفيش محامي تاني هتقدروا على أتعابه، حاولت أقنعه معرفتش...
هنا صمتت عن الحديث فقال عمر بهدوء شديد:.

كل ثانية هتسكتي فيها هتقلل من فلوسك، انجزي أحسنلك.
تابعت مسرعة فهي تود الهرب من الحديث القادم:
اتفقت مع رضوان باشا أنه أول ما جوزي يخرج من البيت هبلغه وهيبعت وراه واحد يخبطه بالعربية بس والله قالي انه مش هيموته.
ابتسم عمر ساخرا وهو يكرر:
صادقة يا ختي صادقة كملي.
تابعت موضحة ما حدث حينها:.

اللي خبطه بالعربية واحد اسمه رياض، هو اللي جه يوم الحادثة اداني فلوس وقالي أبعده لو لسه خايف على روحه بعدها هو حصله شلل واتنازل عن القضية علشان خاف وأنا والله كنت كاتمة بوقي ومش عايزة الموضوع ده يتفتح تاني لحد ما رضوان بيه من فترة قريبة بعتلي واحد...
تابع عمر بدلا عنها مكملا البقية:
وقالك تقوليلها إن حامي هو اللي خبط عربية وطلب من عبد الصبور جوزك انه يتنازل عن القضية صح!

طب نفرض كانت عائشة صدقتك كان هيبقى ايه دليلك؟

الراجل اللي جالي قالي إن العربية اللي خبطت جوزي عربية حامي باشا واللي كان سايقها الليلة اللي حصلت فيها الحادثة رياض وأنا عارفة اختك قلبها هيحن أول ما تشوف حالة جوزي وكده كده عبد الصبور مبيقدرش يتعامل زي الأول فلو كانت جت وشافت حالته مع كلمتين مني قولت انها هتصدق واخد الفلوس اللي رضوان وعدني بيها بس هي زعقت وقفلت ساعتها السكة وقالت أنا واثقة في جوزي وأكيد يا باشا حضرتك عارف باقي الحوار.

سبهم عمر على أفعالهم الشيطانية هذه ومدت هي يدها ناحية الحقيبة فضرب عمر على الطاولة ناطقا:
علي فين؟
أنكرت ما دار في رأسها وقالت بغضب:
احنا اتفقنا.
في ناس مينفعش معاهم لا عهد ولا اتفاق واللي تشارك في قتل جوزها علشان شوية فلوس ملهاش عندي حاجة، الشنطة فاضية.
قال حديثه وهب مغادرا فهرولت خلفه حتى كادت أن تسقط:
يعني ايه الكلام ده.
نطق عمر أثناء سيره ولم يستدر لها بل كانت كلماته سهام مصوبة:.

يعني لو فكرتي تفتحي بوقك اعرفي اني سجلتلك وهبعته للبوليس بقى ومنك ليه.
حركت رأسها بإنكار غير راضية أما هو فتابع الطريق نحو سيارته بذها وقد حصل على مراده الذي أرقه لسنون سبب ترك ذلك الرجل للقضية والآن قد علم أن شياطين الإنس كان دورهم بارز فيما أنهكه.
أنا بجد فرحانة اوي.

نطقتها سارة بفرحة عارمة وهي تحتضن لينا و كريم بسعادة حقيقية، فلقد جلبهم حسام بصعوبة من حامي تنفيذا لرغبتها المتكررة واشتياقها لهم، سلمهم له يحيي أمس واتفق معه أنه سيسلمهم له ظهر اليوم في مقهى قريب.
سألها مسترضيا إياها بعد موقفه الحاد معها:
يعني خلاص صافي يا لبن؟
نطقا الصغيران بحماس:
حليب يا قشطة.
لم تنطق سارة فقال مستنكرا بغيظ:
شوف ظلم الإنسان بقى، يعني جايبك كافيه هادي وجو شاعري وشجر وناقص الليمون.

وضع النادل المشروبات فتابع هو متهكما:
وادي اهو الليمون، وكل شوية عيالي عيالي جبتهملك رغم اعتراض حامي واستلمتهم من يحيي ولا اللي، بيستلم مخدرات وهسلمهم بنفس الطريقة وبعد ده كله مش عايزة تقبلي اعتذاري علشان اتعصبت عليكي بس يا شيخة ده احنا نروح كاس العالم تاني أسهل.
ظهرت ضحكتها أخيرا على حديثه وتحركت صغيرتها نحو الأرجوحة الموجودة بزاوية ما فنادت بحدة:
يا لينا تعالي هنا.

لم تستجب لها الصغيرة فلم ترد أن تمنعها من اللعب ولكن حاوطتها بنظراتها القلقة وهي تتأرجح ببهجة مع الأطفال
ماما هو انتِ وعمو حسام تقربوا ايه لبعض؟
سأل كريم باستفسار فحمحمت سارة منبهة حسام الذي همس بمكر بما استطاعت سماعه:
بحبها، صور الإنستجرام علقت قلبي.
رمقته بحدة خوفا من أن يسمع ابنها وصححت لكريم:
أنت من القعدة دي كده حبيت عمو حسام ولا لا؟
شمله الصغير بنظرة متفحصة حتى نطق أخيرا:
هو لطيف.

ايه ياض التكبر ده، مش هنعمر أنا وأنت كده.
رفعت سارة عيونها تتابع صغيرتها فلم تجدها على الأرجوحة ظنتها وسط الأطفال المتجمعة أمام اللعبة فقامت من مكانها تقول:
أنا هجيب لينا أحسن تروح هنا ولا هنا.
بحثت عنها وسط هذا الحشد ولكن لم يعط الذعر لها أي فرصة فلقد تملك منها كليا حين تيقنت من عدم وجود الصغيرة فصرخت مستغيثة بإسم:
حسام.
هرول ناحيتها وبيده كريم هاتفا بقلق:
في ايه يا سارة لينا فين؟

بدأت دموعها في الانهمار ومطت شفتيها تنطق بعدم معرفة:
مش عارفة، دور معايا عليها مش لاقياها.
سمع رنين هاتفه فعلم أنه يحيي يريد الطفلين فهرول في المحيط يبحث عن الصغيرة من جهة وسارة وكريم من جهة اخرى.
في نفس التوقيت
وصل عمر إلى المشفى الذي أرسل له عمار عنوانه، تحرك ناحية ذلك الجالس على المقعد يخفي وجهه بكفيه وسأله بقلق:
ايه يا عمار اللي حصل؟
رفع وجهه الذي كست الدموع معظمه متحدثا بانهيار:
بتموت.

أدرك أن حالته هذه لن تسمح له بأي شيء فأجلسه وهرول خلف الطبيب مستفسرا بأدب:
لو سمحت
استدار له الطبيب فعرفه عمر بماهيته وسأل عن الحالة فأجابه الطبيب بهدوء:.

المفروض في تحقيقات بس حالة الأستاذ اللي معاها مش سامحة بأي حاجة، الانسة واخدة طلقتين في أماكن حساسة جدا احنا قدرنا نطلعهم بس هي عندها نزيف داخلي حاد وده دخلها في غيبوبة، مش عايز أضحك على حضرتك الأنسة دي لو فاقت مش هتعرف تمشي تاني بسبب الطلقة اللي في رجلها غير بعد مدة ومدة طويلة كمان ووارد جدا يحصل عدم قدرة على الإدراك ده لو فاقت بس احتمالية إنها تفوق موجودة ونسبتها مش قليلة واحنا هنعمل اللي علينا.

شكرا
الكلمة الوحيدة التي خرجت من عمر، تبعها برحيله ناحية المقعد المجاور لعمار، نادى عليه بهدوء فانفجر عمار باكيا احتضنه عمر يربت على كتفه خاصة أمام كلماته المتكررة:
أعمل ايه!
وصل يحيي إلى المقهى وتوجه ناحية حسام يلكمه بعنف صائحا:
أنا مش راجل أصلا إني أدتهوملك.
دفعه حسام مرددا بانفعال:
ايدك دي متتمدش يا يحيي لو عايز تدور عليها معانا دور غير كده أنا مش ناقصك.

استدار يحيي لسارة وحاول جذب كريم من يدها فمنعه حسام الذي لكمه هو الاخر ناطقا بعنف:
ملكش دعوة بيها يا يحيي وإلا والله العظيم ما هعمل حساب لحد.
نطق يحيي بغضب موجها حديثه لها:
البت فين؟
كانت بتلعب هنا والله العظيم.
قالتها بخوف باكية وهي تشير على موقع الفتاة فصاح فيها بشراسة:
يعني ايه؟، اتاخدت وانتوا واقفين!
في نفس التوقيت
كانت لينا تتحدث ببراءة للجالس جوارها يقود السيارة:.

يا عمو فارس أنا عايزة أروح لماما أو عيوش أو نيرو.
أمك ماتت؟
استدار لها قائلا بضحكة ماكرة فتابعت:
مامي اسمها سارة وعايشة أنا وهي كنا بنلعب سوا.
هز رأسه نافيا:
لا ما اسمهاش سارة، وماتت.
نطقت بغضب طفولي شديد وقد تكونت الدموع في عينيها:
أنت كذاب مامي إسمها سارة وعايشة.

استدار لها وعلى حين غرة صفعها صفعة مميتة جعلتها تصرخ عاليا فلم يتحملها وجهها الصغير الذي يزدحم بدموعها ليتبع هو فعلته الشنيعة هذه بصراخه الحاد:
ماتت.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة