قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الخامس عشر

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الخامس عشر

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الخامس عشر

اعطيني جناحا علني أحلق مثلِك وأتوه في فضاء عالم أرهق قلبي وأدمى روحي.
= بلا أعلمك التحليق من دون جناح، فجناحك ربما ينجح أحدهما في قصه ولكن نبتتي التي سأزرعها في قلبك لن يستطيع الزمان حصادها ولو على مر السنين، حلق بروحك اخلق من قلبك جناحين ومن عينك عالم مليء بالأمل ومن سمائك أمنيات ترى تحقيقها، فقط اقبض على كفي ونطير سويا
يا أمير حكايتي.
حسنا يا تميمة قلب الوحش.
في أحد المشافي الخاصة.

دلف بها حامي مسرعا وهو يضمها وسط صرخاتها العالية فصرخ بتلك الواقفة أمامه بتبجح: ما تخلصي توعي من طريقي.
تحدثت المشرفة بتصنع الأسف: اسفة يافندم.
بس احنا مش هندخل الحالة قبل مايتدفع جزء من الحساب دي قواعدنا هنا.
هو لم يحضر اي شيء خرج بها مسرعا، أمواله هناك وبطاقة ائتمانه كل شيء بالمنزل.

حاول الحفاظ على ثباته حتى يبثها الأمان هذه التي تعاني بين يديه ولكن المشرفة قضت على كل ثباته فنطق بنبرة مغتاظة: دخليها الأول وهجبلك الزفت.
نطقت بتصنع السف: اسفة مينفعش.
ارتفعت صرخات عائشة فصرخ هو بالواقفة أمامه بصوت جهوري: هاتيلي صاحب الزريبة دي حالا، أنا هقفالهالكوا واخرجكوا منها بفضيحة.

انتبهت رئيستها للصوت فرفعت رأسها عن الأوراق لترى هذا الذي تحول إلى ثور هائج فعرفته فنطقت بذعر: يانهار ابيض حامي العمري.
هبت من مكانها مسرعه وتحدثت متأسفة للثائر أمامها: احنا اسفين جدا حالا هتتنقل...
ثم وبخت الآخرى: اتفضلي على مكانك دلوقتي وحسابي معاكي بعدين.
تحرك الممرضون بآلة ناقله أسرع حامي في وضعها فوقها وتحرك معها وهو قابضا على كفها يردف بعيون احتلها الصدق فمنحتها الأمان: متخافيش، أنا جمبك.

بمجرد رحيله من أمامهم توجهت رئيسة الإداريين نحو الموظفة تقول بقلق: ادعي ربنا ان يكتفي بطردك بس.
نطقت الموظفة بإستنكار: وانا اعمل ايه هي مش دي قواعد المستشفي هنا، اشمعنى ده بقى!
عنفتها بحده: انتي مش عارفة ده مين؟!
حركت رأسها نافية فحدثتها رئيستها ساخرة: ده حامي العمري صاحب شركات العمري جروب، ده يحتكم على ثروة تشتري المستشفى دي باللي فيها.
ش.

هقت الإدارية بعنف وضربت على صدرها قائلة بخوف: أنا اخويا شغال في الشركة دي، أنا مكنتش اعرف والله.
لمحته قادم مجددا فأردفت بخوف: يالهوي هو ايه اللي مرجعه تاني.
لم يستطع دخول الغرفة معها ولا حتى الاستمرار أمامها لأنه سيجن جنونه ويدلف لها، قرر الانتظار في الأسفل وقلبه يتآكل خوفا عليها.

جلس على أحد المقاعد بثقة ووقعت عينه على الإدارية فرمقها بشراسة بينما ابتلعت هي ريقها بذعر وتوجهت نحو عملها تستقبل الحالات وهي تدعى الله ان يخلصها من هذا الضغط النفسي الذي يمارسه عليها بنظراته.
أخرج هاتفه ليجري اتصالا ب عمر فلم يجد إجابة فنفخ بضيق وهو يضع يده في خصلاته، حاول مره ثانية مع يحيي الذي أجابه بعد فترة فعنفه حامي بغضب: انتوا مبتردوش على الزفت ليه.
نطق يحيي بضيق: حامي احنا في القسم.

فتح فمه بصدمة وهو يعيد كلمته: قسم!، بتعملوا ايه في القسم.
تنهد يحيي عاليا وهو يقول بحذر: بص احنا كنا بنتخانق ودلوقتي انا وعمر وعمار في القسم، انا ممكن اطلع بس اعتقد عمر لازم انت تيجي تطلعه احسن الظابط اللي قاعد دمه يلطش وشكله عايز يبيتنا في الحجز.
أردف حامي بتهكم وقد كست السخرية ملامحه: لا ملهوش حق، ده انتوا مش المفروض تباتوا في الحجز انتوا المفروض يتولع فيكوا.

آتى يحيي ليتحدث فصمته حامي بغضب: انا مش فايقلك ومش عارف اتلم على اعصابي اصلا عائشة في المستشفى، اتصرف وتعالالي.
أغلق حامي الهاتف بضجر وهو يكور يده فلقد فقد كل ثباته وهو يتصور هيئتها الآن.
قطع شروده صوت نفس الفتاة تقول لأحدهم: قولت مينفعش اتفضل اخرج بقى وخد الحالة معاك، شوفلك اي مستشفى حكومي.

وقف الشاب أمامها يطلب منها برجاء أن تأخذ والدته: أرجوكي انتوا اقرب مستشفى لينا، الطريق حتى مش هيعيني اوديها مستشفى تانيه، دخليها بس وهتصرف.
نطقت ببرود: اسفة دي القواعد هنا.
اقترب منها حامي وقال بغضب: القواعد دي هتتكسر على دماغك ودماغ اللي مشغلينك.
انتفضت مكانها وهتفت بذعر: هو تبعك يافندم والله ماكنت اعرف.

صدح صوته في المكان وهو يقول: وحتى لو مش تبعي، المستشفيات اتعملت علشان تعالجوا الناس فيها مش علشان تفرجوهم على وساختكوا.
انصرف عنها وساعد الشاب في إدخال والدته حتى وصل بها إلى أحد الغرف، فوقف الشاب أمامه يشكره بدموع ملأت عينيه: أنا مش عارف اشكرك ازاي.
أوقفه حامي عن حديثه بإشارة من يده وهو يقول: أنا معملتش حاجه، ده حقك اي حد حقه العلاج.

انصرف عنه ورحل حيث خارج غرفة زوجته فسند رأسه على الحائط وأغمض عينيه وقلبه يبكي خوفا عليها.
دقات متواصلة على باب منزلها جعلتها تصرخ بإنهيار: امشي ياحسام من هنا.
نطق من الخارج برجاء: طب افتحي وننزل نتكلم في أي مكان.
ردت برفض قاطع: قولت لا، انا هعتبر نفسي مسمعتش اللي طلبته مني.
انتي هتفتحي ولا اكسر الباب ده على دماغك.
أردفت بتهديد: انت متقدرش تكسره علشان لو عملت كده هحبسك، واتفضل امشي بقى من هنا.

حاول إقناعها وهو يقول بهدوء: طيب بالراحه بس ممكن اعرف انتي رفضتي ليه قبل ما تفكري حتى.
صرخت به من خلف البوابة: علشان مينفعش وعلشان انت تستحق حد افضل تبدأ معاه حياتك، حسام احنا مااتعملناش كتير بس انت حد كويس وتستاهل انك تبقى بعيد عن الكلكعة اللي في حياتي.
نطق بصدق وعيونه لا تفارق البوابة: سارة انا بحبك.

ساد الصمت بينهما تهاوت هي على الأرضية ونطق هو: من اول مرة جتلك فيها وانا مش عارف ابطل افكر فيكي، بقيت عامل زي العيل باجي كل يوم تحت البيت علشان اشوفك بس طول الوقت بدور عن اللي يخصك، انا بقعد في الانستجرام بتاعك اكتر ما بقعد في بيتنا.
استطاع سماع ضحكاتها المكتومة فنطق مجددا: طب افتحي بس ولو بعد الكلام موافقتيش همشي.

تنهدت عاليا بتعب وأغمضت عينيها وهي تتحدث بألم: افرض انا وافقت، عيلتك مش هتوافق بلاش تبدأ حياة مليانة صراعات.
استنكر حديثها وهو يردد كلمتها: صراعات!، على فكره ياسارة انا مش عيل، حتى لو اهلي موافقوش هنتجوز برضو.
وانا مش هوافق إلا لو وافقوا.
نطقت بهذه الكلمات وهي متيقنة من عدم موافقتهم فأي أم سترضى بها، هذا الطلب المستحيل سيجعله يبتعد.

ضرب على البوابة بقبضته فهي تطلب المستحيل، ربما ليس بمستحيل، ظهر شعاع أمل أخبره أن والده من يأم الناس للصلاة لن يكون فكره هكذا فأردف بحماس أشعله الأمل: حاضر ياسارة وانا موافق.
وجدت اتصال هاتفي ولم تكن تعلم من صاحب الرقم فأجابت بقلق: ألو.
نطق بلهجته التي تنجح في بث الرعب داخل قلبها: وحشتيني اوي يا بيبي.
ابتلعت ريقها بذعر ونطقت بملامح باهته: مين معايا؟
معقولة مش عارفة صوتي، هو رضوان باشا صوته يتنسي.

سقط الهاتف منها على الأرضية ونادت بخوف: حسام انت لسه برا.
لم تأتها إجابة فاانقبض قلبها وزاد ذعرها وبدأت الأنفاس في الانسحاب، هذا اللعين الذي عاشت معه أسوء أيامها ماذا يريد منها.
مدت يدها المرتعشة نحو الهاتف تلتقطه بخوف فوجدت رسالة منه محتواها: يوم الخميس الساعه 10 بالليل على اليخت، هستناكي يابيبي.

استطاعت سماع ضحكاتها اللعينة عقب تلك الرسالة فتعالت شهقاتها وجذبت خصلاتها بعنف ويأست من حياة تفننت في شقائها، دلفت غرفتها بتهور وبحثت بعينيها عن أي شيء يخلصها من هذا العذاب، وقعت عيناها على السكين المتربع فوق أحد الأطباق فجذبته وقربته من يدها بضياع وهي تبكي بإنهيار ولكن لمع في عينيها التصميم لإكمال ما بدأت فعله وهو...
إنهاء حياتها.

هو في الخارج وهي في الداخل، ذعر، قلق، خوف على قلب يفقد هويته إذا رحلت.
خرجت إحدى الممرضات من الغرفة فهرول ناحيتها مردفا بقلق: مراتي جوا، هي ولدت؟!
خرجت الطبيبة لتقطع كلماته وهي تحمل بين يديها أحد الأطفال فقد قلبه وعينه تطالع مابيدها، شعور احتله للمره الأولى وكأن السماء احتضنته وأعطته الحرية ليحلق عاليا دون خوف.

تحدثت الطبيبة بمهنية حتى تطمأنه: الحمد لله الولادة كانت صعبة جدا وخصوصا انها في التامن، والولادة في الشهر ده بالذات بتكون صعبة جدا سواء على الطفل أو الأم...
تابعت بإبتسامة هادئة: الحمد لله ابن حضرتك وصل بخير بس طبعا هنضطر نحطه في الحضانة وهيحتاج رعاية كاملة علشان التنفس و بإذن الله يقوم بالسلامة ويخرج معاك انت و مامته.
سألها بعين تكسوها القلق: ومراتي حالتها ايه؟!

لا هي كويسة شوية وحضرتك تقدر تدخل تشوفها.

مدت له يدها بالطفل ليحمله قبل أن تذهب به إلى الحضانة، فا التقطه منها بتردد بخوف أن يدنس ملاك مثله بظلام مثله، تطلع إلى وجهه بزيتونيتيه وقد رأى في وجهه كل ما مر عليه رأي شقاؤه ورأى النور الذي آتى بعد الشقاء، رأى ملامحه التي تدل على عدم راحتها في النوم وكفه الذي يتحرك مرفوعا، فرت دمعة هاربة من عينيه فمسحها مسرعا وابتسم بحب وهو يهمس له: تفتكر أنا استاهل أبقى أب لحتة من عائشة، انت علشان من ريحتها قلبي دقلك من اول ماعيني جت عليك، يارب أقدر أخليك متدوقش أي حاجه من اللي دوقتها يا...

ثم صمت ثوان وتابع بغمزة: ياوحش.
قربه منه وكبر في أذنه بنبره صافية خالية من الشوائب من القيود، من الخوف والدمار.
قطع خلوته بصغيره صوت الممرضة تقول: ياريت تجيبه بقى لو سمحت.
حرك رأسه وأعطاه لها بحذر وسلط عينيه عليه ولم تفارقه حتى رحل من أمامه.
دخل إلى غرفة زوجته التي بدأت تستعيد وعيها، اقترب من الفراش وجلس على مقعد مجاور له واحتضن كفها مغمضا عينيه بتعب، فتحت هي عينيها ببطيء لتقع عليه فهمست بوهن: حامي.

فتح عيونه وأردف بإبتسامة حانية: حمد لله على السلامة ياوحش، دايما مستعجلة كده من يوم ماشوفتك وانتي مبتصبريش.
نظرت حولها وفي عينها سؤال عن مكان وليدها فمسح على كفها بلطف وهو يقول: والله أنا كنت عايز بنت بس الحمد لله انه جه ولد علشان ميطلعش عيني زيك.
لمعت عيناها بفرح وهتفت بحماس: هو فين؟

حاول إيصال المعلومة لها بهدوء حتى يطمئن قلبها: انتي عارفة ان الولادة جت بدري شوية، هو هيتحط في الحضانة بس فترة، ارتاحي دلوقتي وشوية واخدك تشوفيه.
سألته وهي تمسح دموع فرحتها: حلو؟!
رفع كتفيه لأعلى وهو يقول: مش عارف الصراحه.
وكزته في كتفه بغيظ فضحك عاليا وهو يعلق بإستنكار: مبانلوش ملامح لسه، هنحكم عليه حلو ولا لا من دلوقتي.

تحدثت بصدق: الحلاوة مش بالملامح، الحلاوة في الدفا اللي بتحسه وانت حاضن حتة منك، الحلاوة في ريحته اللي بيبقى نفسك تغرق فيها، في الرهبة والخوف وانت بتشيله وخايف عليه زي أول لعبة جتلك وانت عيل لتتكسر منك، الحلاوة بنحسها في الدفا ياحامي، فأنا بسألك انت حلو؟!، حسيت بدفاه ولا لسه خايف منه.
مسح على وجهها قائلا بعين صادقة: حسيت، النهاردة انتي ادتيني تاني اعظم هدية بعد قلبك.

احتضنته بحب وتنهد هو عاليا بتعب فلقد أضيف إليه مشقة جديدة، قلب جديد عليه رعايته ولكنها أفضل رعاية بالنسبة له.
وجد اتصال هاتفي فقطع صمتهما، أخرج الهاتف بهدوء وأجاب فنطقت سالي مسرعه: أنا سالي ياباشا، ده خط من اللي ادتهوملي علشان اكلمك منه.
نطق بجمود وقد استعاد لهجته الجافة: في ايه؟!

كانت تلتفت حولها بخوف من أن يتم كشف أمرها: رضوان طلب مني كعربون سلام بيننا اني اخطف العيل اول ما عائشة تولد، أنا قولتله موافقة بس لازم ابلغك علشان تتصرف ده غير انه ممكن يكون طلب من حد تاني.
كور قبضته فعلمت انه هناك شيء ما، فسألته: حامي في حاجه؟!
تحدث مع سالي مرددا بعيون مظلمة: طب اقفلي دلوقتي.
كررت عائشة سؤالها فقال بهدوء: مفيش حاجه متقلقيش، مشكلة في الشغل وهتتحل.

قام من مقعده واجرى اتصال هاتفي وهو يتوجه خارج الغرفة، سريعا ماآتته الإجابة فقال بتروي: أكلم دكتورة بسنت؟!
أجابت بسنت بإستغراب: أيوا انا دكتورة بسنت.
معاكي حامي العمري.
علت نبرتها المرحبة وهي تقول بفرح: يا أهلا يا أهلا ده التليفون بيزغرط من الفرحة.
أردف بتخطيط قد أعد له جيدا في السابق: في حضانات فاضية في المستشفي اللي بتشتغلي فيها؟!

سألته بإستغراب: هشوفلك أنا في المستشفى اساسا، بس حضانات ليه هي عائشة ولدت؟!، ولا انت ماشي مع حد كده ولا كده قولي سرك في بير.

تنهد عاليا بضجر وصرخ فيها مغتاظا: اسمعي يابت انتي انا مفيش دماغ للكلام ده، أنا هبعتلك ابني مع واحد تخليه في الحضانة عندكوا بس في حاجه اهم، مش عايز مخلوق في المستشفى يعرف انه ابني، انتي هتقولي انه ابن اي حد من عيلتك ولا ابن واحد معرفة وانتي اللي جايباه، وعينك متنزلش من عليه لحظة يا بسنت سامعاني، لو وصلت حتى انك تجيبي كرسي وتقعدي بيه قدام باب الأوضة اعملي كده، لو عرفتي تبقي جزء من الأوضة نفسها يبقى احسن.

انكمش حاجبيها وهي تنطق بإستنكار: ايه ده كله، طب ماتقول انه ابنك عادي مخبي ليه قولي بس أنا زي اختك.
اقفلي انا مش عايز حاجه.
هدأته بضحك مردفة: طب خلاص هعمل اللي انت عايزه، ابعته بس وانا هحطهولك في عيني.
حذرها مرة اخيره: لو مش هتقدري تعملي اللي قولتلك عليه قوليلي، علشان ده ابني يعني لو حصله حاجه هخليكي تحصليه.

كررت كلمته بتصنع الذعر: احصله!، يا ساتر يارب ياعم بلاش الأسلوب ده بخاف والله ده انا مبخافش من الحاج وهدان كده، بس قولي...
قاطع حديثها وهو يقول: نص ساعه وهتلاقيه عندك.
أغلق الهاتف في وجهها، لم يخف على عائشة أنه يفعل شيء سري مكالمته هذه التي خرج مخصوص ليفعلها أقلقتها.
قابل الممرضة فأوقفها قبل دخول الغرفة وهو يسألها: أنا كنت عايز انقل ابني من الحضانة هنا، لمستشفي تانية.

سألته سريعا بتوتر: ليه يافندم بس حد ضايق حضرتك، امكانيات المستشفى هنا على أعلى مستوى.
أعاد سؤاله مجددا بملل: اقدر اخده دلوقتي؟!
رددت وهي تمط شفتيها بقلة حيلة: اه تقدر تاخده.
نطق مجددا بمكر: طب بقولك ايه، انتي عارفة طبعا ان اللي جوا دي مراتي، بس أنا متجوز واحده تانية
تصنع الأسف وهو يتابع: للأسف مبتخلفش وهي واللي جوا دي مبيطيقوش بعض انتي عارفة بقى شغل الستات ده.

بادلته الحديث وهي تقول بأسف: عارفة، ده انا اخويا متجوز واحده بعيد عنك ياباشا جبارة ومش قادرين عليها.

نطق بنبرة ملتوية متابعا مكره: أخوكي ده وحش، المهم بقى أنا عايز منك طلب، لو اي حد جه هنا يستفسر عن مراتي ولا ابنها قوليلهم انها سقطت علشان اكيد اي حد هييجي هيبقى تبع مراتي التانية وانا خاف تتجنن تخش تعمل للواد ولا أمه حاجه وأنا للأسف عندي شغل مهم دلوقتي ولازم امشي ومش هعرف اتصرف لو حد جه، بس اسمعي مش عايز المجنونة اللي جوا دي تعرف حاجه خالص عن الكلام ده.

وتبع كلامه بحفنة من المال أخرجها من جيبه قائلا: وخلي دول معاكي.
التمعت عينها بفرح وهي تقول: حاضر ياباشا، طالما خير انا هعمله علطول
ثم صمتت وعادت تقول بضحك: بس قولي ياباشا هو انت مبتفكرش تتجوز التالتة؟!
رفع حاجبه الأيسر وقد عادت ملامحه الجامدة وهو يرمقها ببوادر غضبه مشيرا لها على الغرفة: ادخلي شوفي شغلك.
تحركت من أمامه مسرعه وهي تتمتم: حلو اه.

بس لو قلب عليا قلبه من اللي قلبها برا دي هموت فيها صحيح الحلو ميكملش، بس لا حلاوته تغفرله كل ده. نطقت عائشة بآستغراب وهي ترى الممرضة تحدث نفسها: انتي بتكلمي نفسك!
نطقت الفتاة بإبتسامة مرتبكة: لا أبدا حضرتك.
في نفس التوقيت
نزل حامي لأسفل بعد أن علم أن أحدهم ينتظره، تفاجأ بطاقم حراسته بالكامل يقف أمام باب المشفى فسألهم بإستفسار: انتوا يحيي اللي بعتكم؟!

تقدم أحدهم منه بإحترام قائلا: أيوا يحيي باشا اللي بعتنا، بس
لم يكمل كلمته لينصدم حامي بنيرة تخرج من أحد سيارات حرسه وهي تردف بتذمر ل زينة: ابقى تفي عليا لو ركبت معاكي عربية تاني.
خرجت لينا تقول بغضب طفولي: كفاية بقى يانيرة وانتي كنتي حاشراني في العربية ومعرفتش اقعد.
تبعتها زينة التي أردفت بغضب: اه على فكرة بقى انتي تخنتي.
أردف حامي بصدمة: ايه اللي جاب دول هنا؟!

أردف الحارس بحذر: ماهو ده اللي كنت عاوز ابلغه لحضرتك، انا والله العظيم حاولت امنعهم بس معرفتش احنا اتفاجئنا انهم في واحده من عربيات الحرس بعد ماكنا قطعنا نص الطريق.
أعاد حامي كلمته ساخرا: قطعتوا ايه يابابا!
كرر الحارس بندم: نص الطريق والله العظيم.
نطق بشراسة وقد كسى الغضب ملامحه: ده انتوا ليلة أبوكوا سودا كلكوا.
لمحهم ثلاثتهم وهم يتجهوا إلى بوابة المشفي فأبعد نيرة عنوة وهو يقول بغضب: انتي رايحة فين.

نطقت ببراءة: أنا جاية لعائشة.
فعلت زينة مثلها: وانا جاية لعائشة.
نطقت لينا بفخر: وانا جاية معاهم.
أردف بحده: أنا مش قولت وانا خارج متتحركوش من البيت.
لم يجيبوا فصرخ في ثلاثتهم: قولت ولا مقولتش.
انتفضن ثلاثتهن وقالت زينة بدفاع: احنا اسفين.
تأفف بإنزعاج وهو يكور قبضته، لمح هاتفه يضيء فرفعه مسرعا ربما يكون يحيي، فهو بحاول الاتصال به ولا يستطيع، وجدها رسالة من يحيي ولكن ما أثار دهشته أن بها أحد المواقع.

تحدث داخليا: لا كده في حاجه اكيد.
تحدثت نيرة لتلفت انتباهه: حامي انت معانا.
انتبه لها، فعاد إليهم مجددا يقول: اسمعي انتي وهي اللي هقوله ده وتنفذوه بالحرف الواحد علشان انا لازم امشي حالا.
انصتن له ليملي عليهن كلماته ويرتب كل ما سيحدث قبل رحيله إلى من علم أنهم في ورطة الآن.
بعد مرور ساعه.

اقترب حامي من المكان المقصود تبعا للموقع الذي أرسله يحيي، تأمل حامي الطريق من حوله فوجده طريق مظلم وربما مقطوع أيضا، دق بيده على عجلة القيادة بتفكير بعد أن أوقف سيارته فقرر تركها والنزول.
ركن سيارته ونزل منها بهدوء واثق، فوجد أحد الشباب يسير في الطريق فااستوقفه: استنى.
وقف الشاب وعاد إليه مجددا فقال حامي: قولي هو المكان هنا تبع مين.

سأله الشاب وهو يرمق هيئته التي تدل على ثرائه: هو انت جاي تشتري صنف من هنا ياباشا.
مط حامي شفتيه بضيق مكررا سؤاله: الغرزة دي تبع مين، اخلص.
أخرج الشاب سلاح أبيض وفتحه قائلا: لا كده انت بتغلط ياباشا.
حرك حامي رأسه مبتسما وعلى حين غره سحب السلاح بشراسة من يد الواقف أمامه ووضعه على عنقه قائلا بشراسة: لو عايز تشوف الغلط هوريهولك. مش أنا يالا اللي يتفتح عليا مطوة، انطق الزفت ده بتاع مين؟!

هتف الشاب بذعر وهو ينتفض بين يديه: ده تبع واحد اسمه الشيخ سعد كل اللي جوا بلطجية وبتوع برشام من الآخر ياباشا المكان كله عوأ، و محدش ليه كلمه غير الكبير هنا الشيخ سعد ودراعه اليمين جلال.
أبعد حامي السكين عن عنقه ودفعه فكاد يسقط و حامي يقول: اقلع.
رأى الحيرة و الصدمه في عينه فتحدث حامي وهو يخلع سترته: اقلع هديك هدومي.
نطق الشاب بعدم تصديق: بجد ياباشا هتديني الهدوم دي.

ألقاه حامي بسترته السوداء قائلا بغضب: اخلص.
بعد مرور وقت قليل
تأكد حامي من أن كل شيء على مايرام وأن ملابس الشاب جعلته أشبه بسكان المكان، اقترب من البوابة ليجد اثنين يمنعان الدخول وأردف أحدهم بغلظة: تبع مين ولا عايز مين جوا.
مسح حامي على لحيته وهو يقول: لا انا مش تبع حد.
نطق الآخر: انت جاي تستخف هنا ياروح امك.
مال حامي برأسه لأسفل وهو يقول بشراسة: وليه امي بس، كده هتخليني ازعل منك.

ورفع رأسه على حين غرة وأطاح بها الواقف أمامه ليسقط على الأرضية، وشعر بالحركة من خلفه فااستدار بسلاحه الأبيض ليطعن الآخر في قدمه بإحترافية.
تجمع كل المتواجدين بالمكان ليشاهدوا هذه المعركة الدامية وسط صراخ النساء، سمع حامي همسة إحداهن: ده الشيخ سعد نازله وهيربيه.

اقترب سعد من حامي ووقف أمامه قائلا بنبرة مرتفعه ليسمع كل المتواجدين: هو مش قبل ماتدخل حته المفروض تستأذن كبيرها الأول، ولا انت مااتربتش ياحيلتها.
ضحك حامي بسخرية وهو يقول بثقة: اه انا مااتربتش. وفاجر كمان بس اللي متعرفوش عني بقى اني اعرف اربي مكانك ده بيك.
رفع سعد أحد العصي الغليظة وهو يقول: والشبح بقى يبقى مين؟!

كادت الضربة أن تصيب حامي ولكنه تفاداها وقفز للجهة الآخرى راكلا بقدمه من يقف أمامه، شهق الجميع بصدمه وقبل أن يقوم سعد من على الأرضية دفعه حامي مجددا فاارتطمت رأسه بالأرضية وحامي يميل عليه ناطقا بشر: حامي العمري، بس ده كده مش تعارف لو عايز تعرفني بجد أنا مستعد.
أنهى كلمته ليشعر بأحدهم يقف في ظهره وسلاح مثبت عليه وهو يقول بغل دفين: يا مرحب بالباشا، جتلي برجليك ياابن العمري.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة