قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية كبرياء أنثى (نساء متمردات ج2) للكاتبة منى لطفي الفصل السادس عشر

رواية كبرياء أنثى (نساء متمردات ج2) للكاتبة منى لطفي الفصل السادس عشر

رواية كبرياء أنثى (نساء متمردات ج2) للكاتبة منى لطفي الفصل السادس عشر

بالرفاء والبنين ان شاء الله .

تعالت الزغاريد في فيلا ادهم شمس الدين احتفالا بعقد قرآن ابنه مراد على ابنة عمته همس وسط حضور افراد العائلة والاصدقاء المقربين فقط وذلك لظروف العريس الصحية، بعد ان تم عقد القرآن وكان مراد يجلس امام نزار واضعا يده في يد الاخير بينما يجلس ادهم بجوار ولده وجلس محمود بجوار نزار، بعد انتهاء المأذون الشرعي من عقد القرآن ومباركته لهم نظر مراد الى عروسه الجالسة بجوار والدتها ووالدته فوق مقعد مدهب في جلسة خاصة بالعروسين، نظر اليها وحرك شفتيه هامسا بابتسامة:.

- مبروك.

ليتخضب وجهها خجلا مما زاد من فتنتها في نظره فهو لا يصدق انها اخيرا اصبحت امرأته. زوجته التي لن يستطيع أي شيء على التفريق بينهما. وهو في سبيل الحفاظ عليها على أتم الاستعداد لحرق الاخضر واليابس، ألم يقم بالفعل بالمستحيل للحصول على موافقتها على الاقتران به؟ لقد فتنته بطلتها في فستانها الرائع وتسريحة شعرها على هيئة شنيون تاركة بعض الخصلات تحوم حول وجهها وزينتها الى خلبت عقله قبل قلبه بعينيها المكحلتين وشفتيها الملونتين بلون كرزي جذاب، افاق من شروده ووالدته تقف بجواره ثم تميل عليه مقبلة اياه على وجنته وهي تقول بسعادة:.

- مبروك يا حبيبي ألف ألف مبروك. انا لغاية دلوقتي مش مصدقة انت ازاي قدرت تقنع الكل ان كتب الكتاب يبقى انهرده بس الحمد لله كل حاجه تمت على خير.

ثم أردفت بهمس وهي تغمز له: - مش هتبارك للعروسة ولا ايه؟
نظر اليها مراد بلهفة وقال: - نفسي يا ماما بس ازاي انت شايفاها قاعده كاشّة في نفسها وعمي نزار من ساعه ما خلصنا كتب الكتاب وهو واقف جنبها زي ما يكون بيحميها مني!

ضحكت ريتاج ثم قامت واقفة وقالت بمكر: - ولا يهمك، همس بئت مراتك ولا حد هيقدر يقف بينكم ابدا، ايه رايك. تيجي معايا تبارك لها؟

نظر مراد الى والدته مليا وما لبث ان هز رأسه بالايجاب بحماس فسارا حيث تجلس همس ووقف امامها بكرسيه الكهربائي وقال بحب:
- مبروك يا عروسة.
ثم مد يديه واحاط بكفيه وجهها وقربها منه طابعا قبلة خفيفة فوق جبينها، صدح صوت صباح بالزغاريد وتلقى مراد التهنئة من عمته راندا وزوجها نزار وعينيه تنصبان فوق همس لا يشيح بنظره عنها ابدا...

تركهما والد همس ووالدته بعد ان تمنيا لهما التوفيق في حياتهما، التفتت الى مراد الذي جلس على كرسيه المتحرك الكهربائي بجوار مقعدها المذهب وقد مد يده ممسكا بيدها معتصرا اصابعه وهو يقول بشجن:
- اخيرا يا همسي، اخيرا بئيتي مراتي، يااااه، ماتتصوريش فرحتي ما تتقدرش أد ايه انهرده يا همس.

نظرت اليه ثم هربت بعينيها منه ما ان شاهدت عينيه تلتهمان صحيفة وجهها وقالت بخجل:
- انا كمان يا مراد.
مال عليها هامسا وقال بابتسامة: - انت كمان ايه يا روح مراد؟
ضحكت ضحكة صغيرة وقالت وقد أضحى وجهها كثمرة الطماطم الناضجة: - انا كمان فرحانه اوي يا مرادي!
اغمض مراد عينيه وتنفس عاليا ثم فتح عينيه ناظرا اليها بقوة وقال بصوت متهدج: - طيب اعمل ايه انا دلوقتي؟

قطبت وقالت حائرة بابتسامة صغيرة تلون شفتيها الكرزتين: - تعمل ايه في ايه؟
قال لها بصوت أثخنه الشوق والحنين: - يعني مش عارفة يا همس؟
قالت بحيرة ودهشة: - عارفة ايه؟
مراد وقد فاض به الشوق: - مرادي! عارفة انا عاوز اعمل ايه دلوقتي اول ما سمعت منك كلمة مرادي؟

هزت كتفيها علامة الجهل ولم تستطع النطق لشدة خجلها فقال بصوت متهدج: - عاوز اخدك في مكان ما حدش فيه غير انا وانت بس، مش عاوز حد يشوفك فيه غيري، همس أنا...

مبروك يا عرسان ربنا يتمم بخير .
صوت ذكوري قاطعهما فالتفت مراد بنزق غير مسرور لمقاطعتهما ففوجأ بصديقه رامز وهو يبتسم مهنئا اياهما فابتسم مراد ومد يده للسلام عليه وما ان هم رامز بالسلام على همس حتى تناول مراد يد همس التي كادت ان تمدها لتصافح رامز وقال بنصف عين لرامز:
- معلهش يا أبو الرومز ما بتسلمش الا عليا انا بس!

تعالت ضحكات رامز الذي قال بمرح: - ماشي عموما انا عاذرك يا عم ما هو انا لو كنت مكانك كنت هعمل كدا بردو. بجد يا بختك بيها!

قطب مراد وقال باستهجان: - رامز اولا انت مش مكاني ولا حد ابدا هيكون مكاني تاني حاجه بأه، ممكن تلم الدور بدل ما انت عارفني مجنون وممكن اعمل أي حاجه، فا. لم نفسك كدا وخليك حلو.

ابتسمت همس وقالت بهدوء: - معلهش يا رامز انت عارف مراد دايما هزاره جد كدا.
قال رامز في حين نظر مراد الى همس بدهشة مختلطة بالغضب: - انا مش ممكن ازعل من مراد دا أخويا. انا بس بحب أرخم عليه. عموما ألف ألف مبرووك وربنا يتمم بخير يارب.

ثم استأذن رامز وتركهما وما ان غاب عن الانظار حتى التفت مراد الى همس يقول بحدة طفيفة:
- انت تعرفيه منين علشان تناديه بإسمه كدا؟ وبعدين انا مش محتاج وسيط بيني وبين صاحبي!

أجابت همس محاولة امتصاص غضبه: - مراد، انا مش قصدي حاجه. انت ناسي ان رامز دا صديق عمرك وياما شوفته معاك؟ وبعدين هو حب يجامل ما كانش ليها لازمه الكلمتين اللى انت قولتهم له دول. عموما يا سيدي ولا يهمك بس عاوزة اقولك حاجه. مالهاش لزومة غيرتك دي. انت عارف انا اخترتك انت. فا. ليه الغيرة؟

همس وهو يعتصر يديها بين يديه: - بتجنن يا همس. بتجنن لو حسيت ان حد بيبص لك ولو بطرف عين حتى...
ابتسمت همس وقالت: - ربنا يخليك ليا، وما يحرمني من خوفك عليا دا ابدا!
نظر اليها مراد مليا قبل ان يزدرد بريقه ليقول بصوت اجش: - لالالا مش هينفع كدا!
قطبت همس قائلة بحب: - هو ايه دا اللي مش هينفع يا حبيبي؟!

هز مراد رأسه يمينا ويسارا اكثر من مرة ثم رفع راسه ناظرا اليها بقوة وقال: - لا ما هو انا مش هقدر افضل كدا!
ثم تلفت حوله يمينا ويسارا حتى وقع نظره على ريتاج التي ابتسمت واستئذنت ممن معها وتوجهت اليهما وهي تقول بابتسامة واسعه:
- ايه يا مراد يا حبيبي. شكلك عاوز تقول حاجه؟!
مال عليها مراد هامسا في اذنها قليلا قبل ان ترفع ريتاج رأسها حيث ابتسمت ابتسامة ماكرة ثم نظرت اليهما وقالت وهي تشير بيدها جانبا:.

- بقول لكم ايه. انتم هتفضلوا قاعدين كدا؟
نظرت اليها همس بحيرة وقالت: - اومال هنعمل ايه يا طنط؟
ابتسمت ريتاج وقالت: - قوموا تعالوا معايا.
سارت همس بجوار مراد بينما تتقدمهما ريتاج التي دخلت الى داخل الفيلا من باب جانبي وذهبت الى غرفة مكتب أدهم وأدخلتهما ثم التفتت اليهما قائلة:
- هسيبكم مع بعض شوية علشان تاخدوا راحتكم وهقول للشغالين يحضروا العشا.

ثم خرجت وأغلقت الباب وراءها بينما تكلمت همس بلهفة: - استني يا طنط هتسيبينا فين انا، و...
ولكن ريتاج خرجت قبل ان تتم كلامها، نظرت الى مراد فوجدته يناظرها وابتسامة ماكرة تلوح على وجهه ومد يده اليها قائلا:
- تعالي يا همس. هنقعد مع بعض شوية براحتنا. انا ما صدقت كتبنا الكتاب علشان اعرف اقعد معاكي براحتي.

نظرت اليه همس بريبة ثم سارت حتى وصلت الى الاريكة العريضة الموضوعه في وسط الغرفة وجلست قائلة وهي تفرك يديها بعصبية:
- ما احنا كنا قاعدين بره كويس. وبعدين بابا وماما هيقولوا ايه؟
تقدم مراد منها حتى وصل اليها وقال وهو يميل عليها مادا يده ممسكا بيديها: - حبيبتي عمي نزار وطنط راندا مش هيقولوا حاجه، مراتي وفرحان بيها عادي يعني. ممكن بأه تقربي مني شوية انا مش قادر اقرب.

ابتلعت همس ريقها بخوف ثم اقتربت في جلستها منه وفجأة باغتها بأن حملها من أسفل إبطيها واضعا اياها فوق ركبتيه وسط شهقاتها ودهشتها وهي تهتف بذهول:
- مراد مراد انت بتعمل ايه؟
مراد وهو يمسكها من خصرها جيدا كي لا تفلت من بين يديه: - عاوز مراتي تقعد في حضني. أظن حقي؟!
حاولت الافلات من قبضته دون جدوى وهي تقول باعتراض: - كدا غلط يا مراد ما ينفعش!

ادارها ناحيته ونظر الى عينيها مليا وهو يجيب: - دا هو دا الصح، وصح الصح كمان!
ما ان همت بالكلام حتى أسكتها بطريقة جعلت نبضات قلبها تصل عنان السماء وقد اعتصرها بين ذراعيه وكأنه يرغب في إدخالها بداخله بينما ضعفت مقاومتها رويدا رويدا حتى استسلمت اليه تماما وسط ذهولها مما يحدث لها ومن المشاعر التي اكتسحتها اكتساحاً!..

تركها مراد ليستطيعا التنفس وقد أسند جبهته فوق جبينها وقال بصوت متهدج محمل بشوق دفين:
- مش عارف هبعد عنك ازاي؟ انا شكلي كدا هطلب من عمي نزار ان دُخلتنا تبقى الليلة دي!

قالت همس بخفوت بينما شفتيها لا تزال متورمتين تحمل آثار اجتياحه لها: - ما تتجننش يا مراد، عموما ان شاء الله اول ما نرجع من ألمانيا بالسلامة نحدد معاد الفرح.

اكتنفت عيناه الغموض وهو يقول: - ألمانيا! طيب ايه رأيك نسافر مع بعض منها علاج ومنها سفرية شهر العسل؟ يعني بعد ما اعمل العملية وربنا يكتب لي الشفا ننتهز الفرصة ونقضي شهر العسل هناك. وبالمرة نروح النمسا اوديكي فيينا مدينة العشاق. ايه رأيك؟

ابتعدت برأسها عنه وقالت بابتسامة صغيرة: - لا يا سيدي، نبقى نسافر بعدين. انت عارف انى مش هكون لوحدى معاك هيكون معانا خالو ادهم وطنط ريتاج، وبعدين المهم دلوقتي انك تقف على رجليك من تاني دي اهم حاجه عندي دلوقتي.

احتضنها مراد بين ذراعيه ساندا وجنته الى شعرها وقال بصوت خافت: - وانتي اهم من حياتي يا همس عاوزك تعرفي كدا. ولازم تتأكدي ان أي حاجه عملتها علشان تكونى معايا كانت نابعه من خوفي انى اخسرك واصراري انك تكونى جنبي ومستعد اعمل أي حاجه يا همس أي حاجه بس ما تبعديش عني ولو خطوة واحده!

ابعدت راسها قليلا عنه ونظرت اليه بتساؤل قائلة بابتسامة رقيقة: - ايه اللي يخليك تقول كدا يا مراد؟ انا عارفة ومتأكده انت أد ايه متمسك بيا، مش محتاج تبرر لي!

نظر اليها مراد بقوة وقال باصرار: - عاوزك تفتكري كلامك دا يا همس وتوعديني انه مهما حصل اوعي تسيبيني ولا تتخلي عني!

فسرت همس حديثه بخوفه من فشل العملية الجراحية وألا يستطيع المشي ثانية فاحتضنته محيطة رقبته بذراعيها البضتين وهي تقول بحب:
- مهما حصل يا مراد. همس لمراد ومراد لهمس.
بادلها مراد العناق مشددا عليها بين احضانه وكأنه يعلم ما هو آت في المستقبل القريب!..

لبنى يا ريت تجيبي لي فايل الشركة النمساوية .
قطب مهدي عندما شاهد مكتب سكرتيرته الخاصة خال وقطب جبينه محدث نفسه حيث قال: - غريبة! دي كانت بتبقى أول واحده بتيجي المكتب، مش عادتها تتأخر!
ليفاجأ بلهاث خلفه وصوت يقول بلهفة وتلعثم: - صباح، صباح الخير يا، يا مه مهدي بي. بيه. مع، معلهش اتأخرت شوية انهرده غص. غصب عني.

التفت اليها مهدي وقال وهو يشير اليها بيده لتبطأ من سرعتها في الكلام قائلا: - بالراحه بالراحه خدي نفسك الأول. انت بتنهجي كدا ليه؟
قالت لبنى وهي تتنفس نفس عميق: - معلهش اصلي ما استنيتش الاسانسير وطلعت ع السلم!

نظر اليها مهدي رافعا حاجبيه بدهشة وهو يقول: - ايه؟ طلعت 6 ادوار ع السلم! انت جرالك حاجه يا لبنى؟! ما كنت استنيتي الاسانسير عادي خمس دقايق زيادة تأخير ما كانتش هتفرق ولا انك كنت جيتي بتلقفي و...

وقطب ناظرا اليها مشيرا باصبعه ناحيتها وهو يقول بتساؤل: - ايه دا؟
قطبت قائلة: - ايه دا اللي هو ايه؟
اقترب منها قليلا وقال وهو عاقدا حاجبيه: - انت مسكت سلك عريان كهربك ع الصبح؟
هتفت بذهول: افندم؟
فكرر جملته وهو يشير الى رأسها قائلا: - شعرك عامل زي ما تكون الكهربا ضربت فيكي فشعرك وقف لا وكهربا 220 فولت مش أي حاجه!

وضعت لبنى يدها على شعرها لتفاجأ به مشعثا فشتمت في سرها لابد انها من عجلتها للمغادرة نسيت ان تعقده كالمعتاد وبدلا من ذلك تركت شعرها المجعد حرا طليقا فابتلعت ريقها ثم فتحت حقيبتها المعلقة في كتفها تبحث عن ربطة شعر فهي معتادة على حمل ربطة اضافية حيث كثيرا ما تنسى او تنقطع ربطة شعرها، اخرجت ربطة شعرها وعقدته على هيئة ذيل حصان ثم وقفت امامه وقالت بثقة:
- اظن كدا كويس؟!

قال مهدي وقد استشعر الحرج من سخريته منها وقال محاولا تلطيف الجو بينهما: لبنى انا ما كانش قصدي حاجه كل الموضوع انى اتخضيت لما شوفتك كدا. اول مرة اشوفك مش رابطة شعرك و...

قاطعته بلهجة عملية وهي تنشغل عنه بوضع حقيبتها في احدى جوارير المكتب ثم ترتب بعض الاوراق فوق سطح مكتبها ولم تنظر اليها بتاتا وهي تحدثه قائلة:
- لا ابدا يا مهدي بيه. انت عندك حق السكرتيرة عنوان للمدير بتاعها. اتفضل على مكتبك وانا هجيب لك البوستة حالا!

قطب مهدي ساخطا من برودها ورفع يديه عاليا ثم انزلهما الى جنبيه وزفر بقوة قائلا:
- انا في مكتبي وما تنسيش تطلبي لي القهوة بتاعتي...
ثم اتجه الى مكتبه داخلا بينما تمتمت هي بينها وبين نفسها قائلة بسخط: - قال كهربا 220 فولت قال. طبعا ضروري ما اتكونش حتى ليك أي علاقات عاطفية. انت حتى الكلام بتحدف دبش مش طوب بس. على رأي المثل سيِّبوا الطور!

طرق سمع مهدي همهماتها فالتفت اليها قبل ان يدخل وقال مقطبا: - انت بتقولي حاجه يا لبنى؟
هزت برأسها نفيا واستعادت واجهتها الباردة وقالت: - لالالا ابدا اتفضل حضرتك وانا هطلب لحضرتك القهوة وهجيب البوستة وآجي...

شمس انت مصحياني من النجمة فتحت عيني لاقيتك فوق دماغي وبئالك ساعه عماله تلفي وتدوري في الكلام ولسه ما فهمتش انت عاوزة ايه؟ .

هتفت شمس بحنق: - عاوزة افهم اسلام ما بيتحركش ليه؟ بعد الحادثة بتاعته هو ومراد انا كنت صريحه معاه ووضحت مشاعري وقلت له انى مقدرش اتخيل حياتي من غيره، كنت فاكره انه ما هيصدق ويطلع على بابا ويخطبني منه لكن ولا كأني قلت حاجه، لدرجه اني، اني اضطريت انى.

قطبت همس الجالسة في منتصف فراشها واضعة الوسادة فوق ساقيها وقد استندت عليها بذراعيها وهي تقول لشمس الجالسة امامها فوق الفراش:
- ايوة. انك ايه بأه؟
ازدرت شمس ريقها بصعوبة وقالت: - لا مخك ما يروحش لبعيد كل الموضوع انى حسيت ان رامز بيستلطفني فأنا كنت بتعمد انى اتكلم معاه واطول معاه في الوقفة شوية علشان اخينا يتحرك. بس كل اللي كان بيعمله انه يبص لي ببرود وخلاص لما خلاص يا همس انا زهئت.

قالت همس وهي تتذكر لمحات من الليلة السابقة حيث سلب مراد كامل انتباهها فلم تكن تفارقه ابدا اثناء سهرتهما فأينما ذهبت يكن هو بجوارها وذلك بعد عودتهما من غرفة المكتب وانخراطهما مع الباقيين وتناول العشاء:.

- آه. علشان كدا اسلام كان مش على طبيعته حتى لما بارك لي انا ومراد ما قاعدش معانا لدرجة ان مراد استغرب وقال له يقعد بس التاني استئذن ومشي بحجة انه مش عاوز يكون عزول بس اظاهر ما كانش عاوز يقعد معانا علشان مراد كان هياخد باله.

ثم توجهت اليها بالحديث مردفة بلوْم: - ما كانش ينفع تعملي كدا يا شمس رامز دلوقتي هياخد عنك فكرة انك بنت فري بزيادة ودي مش طبيعتك وممكن يحاول يعمق علاقته بيكي.

صاحت شمس بعصبية: - رامز طلع فاهمني اكتر من اسلام وقال لي بابتسامة كدا انه فاهم انا بعمل كدا ليه ومستعد يساعدني بس اضمن له انه اسلام ما يضربوش تاني لأنه المرة دي مش هيسكت له زي المرة اللي فاتت!

قطبت همس وقالت: - ايه؟ ليه هو اسلام ضرب رامز قبل كدا؟
فتحت شمس عينيها على وسعهما: - ايه دا. انا غبية اووي! ازاي لما قال لي كدا ما سألتوش اذا كانو اتخانقوا قبل كدا؟

ثم خبطت بيدها فوق جبهتها قائلة: - ياااااه على مخي التخين!
قالت همس: - ما تزعليش نفسك. لو انا منك سيبيه خالص انت بينتي له مشاعرك الدور عليه هو بأه.

قالت شمس وهي تنهض: - طيب يا همس معلهش انا غلست عليكي وصحيتك بدري. انا عندي رحلة انهرده هنطلع القلعه والحُسين والهرم عندنا فوج سياحي من اليابان يدوب الحق اروح الشركة علشان اتوبيس الشركة تلاقيه مستني لسه هنفوت ع الفوج في الاوتيل الاول.

قفزت همس من مكانها وهي تهتف بلهفة: - ياااه انت عارفة انا بئالي اد ايه ما روحتش رحلة زي دي؟ من ثانوي تقريبا. بقولك ايه ينفع آجي معاكي وهدفع مصاريف الرحلة طبعا؟

قالت شمس مشيحة بيدها: - يا بنتي مصاريف ايه وبتاع ايه. الحقي اجهزي انت بس...
قفزت همس من فوق الفراش الى ارض الغرفة واسرعت متجهة الى الحمام وهي تقول: - حالا. فركيكو!

بدلت همس ثيابها ببنطال قماشي ابيض اللون وبلوزة قطنية طويلة نسبيا بدون اكمام صفراء اللون وفوقها سترة قصيرة من الجينز بيضاء اللون وانتعلت حذاءا رياضي وحقيبة يدوية بيضاء وجمعت شعرها على هيئة ذيل حصان واكتفت بكحل خفيف وملمع للشفاه بلون خوخي وبضع قطرات من عطرها الصباحي المفضل برائحة الورود، اتجهت مع شمس الى الاسفل واستأذنت من والدتها للذهاب مع شمس فأذنت لها ولكنها قبل ان تخرج من الباب نادت عليها ضاحكة وهي تقول:.

- هموسة. المفروض تسألي جوزك حبيبتي، سألتيه؟
نظرت همس الى والدتها وخبطت على جبهتها قائلة: - يوووه نسيت.
حثتها شمس على الاسراع بالمغادرة فقالت لوالدتها وهي تغادر: - خلاص يا ماما هبقى اكلمه ع الموبايل سلام بأه لحسن شمس هتتأخر.
وغادرت مع شمس متجهتين للقيام برحلتهما...

هذا ومن المنتظر وصول انباء عن هوية الاشخاص الذين قاموا بالهجوم على قافلة السياح بعد عودتها من جولتها السياحية وقد تصدت لهم الاجهزة الامنية ولا يزال التعامل معهم ساريا،.

شهقت راندا التي كانت تجلس برفقة ريتاج في منزل الاخيرة بينما كان مراد مارا من امام الغرفة حيث عمته ووالدته مندهشا من همس ومحمولها المغلق منذ الصباح فقد خابرته لتبلغه شيئا ولكنه لم يسمعها جيدا لسوء الاتصال وعندما حاول الاتصال بها ثانية سمع الرسالة المسجلة ان المحمول مغلقا او خارج نطاق الخدمة فعلم ان همس كعادتها قد نسيت شحن هاتفها المحمول، ولكنها حادثته في الصباح الباكر ومن وقتها لا يعلم عنها شيئا وما ان سمع صوت عمته حتى غير مسار طريقه بدلا من الذهاب الى غرفته اتجه اليها في غرفة الجلوس مع والدته وجدته للترحيب بها والاطمئنان على همس حينما سمع شهقتها التي تدل على صدمتها فاتجه مسرعا اليهما وسمع والدته وهي تسأل راندا قائلة بقلق:.

- راندا مالك حبيبتي. فيكي ايه؟
تطلعت راندا بنظرات زائغة الى ريتاج وقالت باستفهام وقلق: - انتي ما تعرفيش شمس فين انهرده؟
اجابت ريتاج بتلقائية: - شمس في شغلها. فيه جروب ياباني هتخرج معاه انهرده في جولة هنا في القاهرة ليه بتسألي ليه؟

ثم نظرت اليها باستفهام لم يلبث ان تبدل الى قلق وهي تردف غير مصدقة لما فهمته من سؤال راندا:
- انت، انت قصدك تقولي ان شمس، شمس بنتي، مع الاتوبيس بتاع السياح اللي اتهاجم انهرده؟!

راندا وقد بدأ صوتها بالتحشرج ودموعها تنذر بالهطول: - ايوة يا تاج. شمس و، همس يا تاج!
صاحت ريتاج صارخة: - ايه؟ شمس وهمس؟
قالت سعاد الجدة ودموعها تهطل انهارا: - يا رب سترك. يا رب استر يا رب.
لتطرق آذانهم صوت صرخة قوية تصدر من امام باب الغرفة فاتجهوا بأنظارهم هناك ليبصروا مراد وهو يصرخ باسم همس هادرا:
- همس. همس. لا يا همس، لا يا همس، لااااااااااا!..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة