قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية كبرياء أنثى (نساء متمردات ج2) للكاتبة منى لطفي الفصل الرابع عشر

رواية كبرياء أنثى (نساء متمردات ج2) للكاتبة منى لطفي الفصل الرابع عشر

رواية كبرياء أنثى (نساء متمردات ج2) للكاتبة منى لطفي الفصل الرابع عشر

محمود بيه الوفد الالماني بعت فاكس بيأكد معاد وصوله
التفت محمود الى سماح سكرتيرته الخاصة وكان واقفا امام نافذة غرفة مكتبه العريضة. نظر اليها قليلا ثم قال بهدوء:
- تمام. بلغيهم ان مندوبنا هيكون في انتظارهم.
قطبت سماح قليلا ثم اقتربت منه بضع خطوات ووقفت قائلة: - لو سمحت لي حضرتك، شكلك تعبان يا ترى أ. اسلام فيه حاجه؟ مش بأه كويس الحمد لله ومراد بيه خرج من المستشفى؟

زفر محمود قائلا: - الحمد لله يا سماح، الحمد لله.
قالت سماح متسائلة: - اومال حضرتك مالك؟ فيه حاجه تانية؟
ثم اردفت بارتباك طفيف: - انا. انا آسفة لو كنت بتدخل بس انا يعز عليّا انى اشوف حضرتك تعبان كدا وما احاولش انى اساعد.

وقف امامها محمود وقال مقطبا: - صحيح يا سماح؟ يعني انا شكلي باين عليا اووي انى تعبان؟
سارعت سماح بالموافقة: - طبعا، شكلك واضح جدا.
قال محمود في نفسه: - اومال مها مش حاسة بيا ليه؟
ثم انتبه الى سماح الواقفة تنظر اليه بحيرة وقال مبتسما: - اتغديتي؟
فتحت فمها دهشة وقالت: - ها؟
ضحك محمود قليلا ثم قال: - هو ايه اللي ها؟ اتغديتي؟
قالت سماح وقد احمر وجهها خجلا من تحديقها به: - لا، لسه حضرتك.

قال محمود بهدوء: - تمام يبقى ياللا علشان نتغدى، اظن ساعة الغدا هتبتدي خلاص. انا عازمك، لاني انا كمان عاوز اخرج شوية بره الشركة يمكن مودي يتحسن ايه رايك تقبلي عزومتي؟

اشرق وجه سماح وقالت بابتسامة: - اكيد، ثوان اجهز نفسي...

انا عاوز اعرف دلوقتي فين الملف اللي انا طلبته؟ ، تلعثمت الفتاة ذات العشرين ربيعا امام مهدي وقالت له باضطراب:
- حضرتك انا لسه منقولة جديد هنا والسكرتيرة اللي كانت قبلي هنا معرفش هيا كانت مرتبة الفايلات ازاي خصوصا انى ما شوفتهاش انا تالت واحده آجي بعدها.

زفر مهدي بضيق واغمض عينيه قليلا ثم فتحهما ناظرا الى الفتاة المنتفضة خوفا امامه وقال:
- جيهان، مش دا اسمك؟
اومأت سريعا بالايجاب فقال: - ممكن بالراحه تدوري ع الفايل. هتلاقيه اكيد. ابتدي من المكتبه اللي هناك دي، واشار الى خزانة لحفظ الملفات وتابع: ودوري عليه ابجدى بأسم الشركة. المتحدة. الشركة المتحدة للصناعة، وانت هتلاقيه ان شاء الله، شوفيه وانا في مكتبي هاتيهولي.

ثم استدار داخلا الى مكتبه وهو يزفر بضيق...
وجد اسلام جالسا في انتظاره بمكتبه، تقدم وجلس الى كرسي مكتبه بينما اسلام يكتم ضحكته بصعوبة نظر اليه مهدي بطرف عينه وقال:
- آه، ما انت مرتاح واجازة ومراد ربنا يشفيه هو كمان وسايبني انا لايص وياريت فيه سكرتيرة عدلة معايا الا من يوم مدام ألفت ما مشيت ومافيش واحده بس جات فاهمه الشغل الكل يبئى واقف متلبش زي اللي بره كدا.

قال اسلام: - معلهش انا عاذرك عموما يا سيدى انا كلها فترة بسيطة وافك الجبس ادعي لمراد انت بس ربنا يهديه ويرضى يسافر المانيا همس غلبت معاه كل عذره قال ايه مش عاوز يسيبها وايه مُصر يكتب في نفس يوم الخطوبة وهي مصرة لأ. خطوبة وكتب الكتاب والفرح مع بعض لما يقوم بالسلامة وحواديت توم وجيري رجعت تاني.

نظر اليه مهدي بطرف عين وقال: - خلي بالك اللي انت بتتكلم عليها دي تبقى اختي وبصراحه معاها حق! كلنا عارفين مراد عنيد أد ايه ولازم حاجه تحفزه انه يخف بسرعه ولو ضمن انه همس خلاص بئيت معاه هتلاقيه يتوّه في موضوع السفر لآنه من الاساس رافض. على كلامه هو مش فار تجارب، لكن لو همس اصرت ان كتب الكتاب بعد ما يرجع من السفر هيوافق، انا متأكد لانه مش هيكرر غلطته تاني وهيخاف همس تروح من ايده تاني دا مصدق!

قال اسلام شاردا: - آه ما صدق، دا مجنون!
نظر اليه مهدي وقال متفكها: - وانت اخبار شموسة ايه؟
نظر اليه اسلام بحدة وقال ساخرا: - طيب قول شموسة دي تاني وانت تعرف شغلك!
صفق مهدي بيديه وقال مرحا: - يا سلام ع الغيرة، طيب يا بني ما انت واقع لشوشتك اهو ما تتقدم لها رسمي ولا تكون انت كمان مستني لما حد يخطبها فعلا وساعتها تقول لا فيها لا اخفيها ما اتعلمتش من مراد؟

اعتدل اسلام جالسا وقال مستفهما بقلق: - انت سمعت حاجه؟ فيه حد عاوز يتقدم لشمس؟
زفر مهدي بضيق: - هو يعني لازم يكون فيه حد بعينه؟ لكن انا عندي عقل. واحده زي شمس من عيلة كبيرة وبتشتغل وحلوة وصغيرة يعني مواصفات عروسة ع الفرازة زي ما بيقولوا ايه بأه اللي يخليها ما يجيلهاش عرسان مش عريس كمان!

قال اسلام بقلق: - مش عارف يا مهدي خايف تغييرها معايا دا يكون رد فعل على زعلنا مع بعض قبل الحادثة، وتكون حاسة بالذنب. انا مش عاوزها توافق على ارتباطنا علشان احساس بالذنب لا انا عاوز اتأكد انها عاوزاني بجد زي انا ما عاوزها.

قال مهدي ساخرا: - ودي هتتأكد منها ازاي دي يا روميو عصرك انت؟
قال اسلام: - ما تشغلش بالك هتأكد، وساعتها مش هسيبها دقيقة واحده.
سمعا صوت طرقات مترددة على الباب فنادى مهدي للطارق بالدخول فدخلت جيهان بخطوات بطيئة خائفة وسارعت تمد اليه يدها بملف قائلة:
- ملف شركة الاتحادية.
نظر اليها مهدي مغتاظا بينما كتم اسلام ضحكه بصعوبة، تنفس مهدي بعمق ونظر اليها وقال محاولا تمالك اعصابه:.

- جيهان، انا قلت الاتحادية ولا المتحدة؟ وشدد على لفظة المتحدة!
سكتت قليلا ثم قالت ببلاهة: - ايه يعني ما المعنى واحد!
لم يستطع اسلام كتمان ضحكته وانفجر ضاحكا بينما نظر اليه مهدي شزرا فأشار له بيده معتذرا بينما قال مهدي محاولا الهدوء:
- هو ايه دا اللي المعنى واحد يا جيهان؟
قالت جيهان بتلقائية: - الاتحادية والمتحدة نفس المعنى!
قال مهدي ساخرا: - انما مش نفس الشركة!

زفر بحدة وقال: - الشركة المتحده للصناعة غير شركة الاتحادية للاسمنت، عرفت الفرق يا جيهان؟! اتفضلي 5 دقايق والفايل اللي طلبته يبقى على مكتبي.

تناولت منه الملف وخرجت وهي تزفر بضيق بينما نظر الى اسلام المتورد من كثرة الضحك وقال:
- عجبك كدا؟!..
قال اسلام وهو يقف: - لالالا انت حالتك صعب، بص انا هبعت لك حد على ضمانتي انا بأه. بس يا ريت تصمد معاك علشان لو دي بالذات ما صمدتش يبقى العيب منك انت بأه.

وخرج ضاحكا تاركا مهدي وراؤه يرغي ويزبد...
انا عايزة اعرف دلوقتي انت متنرفز ليه؟ .
قالت همس محاولة امتصاص غضب مراد الذي اجابها محتدا فحمدت الله أنها تحادثه هاتفيا وليست امامه حيث قال:
- يا سلام انت بتستعبطي يا همس؟ بأه انا نفسي اغمض عين وافتح عين الاقينا في بيت واحد وعمي نزار يوافق وانت اللي ترفضي!

قالت همس بهدوء: - استنى بس بالراحه. اولا انا ما رافضتش، انا قلت كتب الكتاب يبقى مع الفرح وبابا ما وافقش بابا قال اللي نتفق عليه!

قال مراد بسخرية: - واحنا ما اتفقناش اننا نأجل يا ست همس!
قالت همس برجاء: - اسمعني بس يا مراد يا حبيبي، انا مش عاوزة حاجه تشغلك خالص عن انك تخف بسرعه، عارف لو انا متأكده اننا لو كتبنا الكتاب هتصدق معايا وتواظب على العلاج وتوافق على سفرية المانيا انا كنت وافقت لكن انا عارفة اننا لو كتبنا الكتاب هتنام في الخط واللي في دماغك هتنفذه و...

قاطعها مراد قائلا بحزم: - همس الكلام في التليفون مش هينفع، انا جايلك انهرده بالليل، قالت همس باندفاع: ايه؟ لالالا مافيش جايلك دي...

قال بمكر: - ليه؟ علشان عارفة ومتأكده اني هخليكي تغيري رأيك صح؟
قالت بغرور: - ايه؟ مين دا؟ لالا لا طبعا مش انا اللي اغير رأيي بس انت عارف انا رافضة ليه علشان انت بتعمل حاجات كدا و...

احمر وجه همس خجلا وغيظا واطلق مراد ضحكات عالية وقال بخبث: - حاجات! حاجات ايه دي اللي بعملها؟ لالا انت ظالماني يا همس، اللي يسمعك كدا يقول بجري وراكي مايعرفش انى غلبان لا بجري ولا بروح ولا بآجي!

قالت همس بغيظ: - يا سلام والصاروخ اللي انت راكبه دا اسمه ايه ان شاء الله! انت ناسي آخر مرة عملت فيّا ايه؟

قال مراد متصنعا البراءة: - انا؟!
ثم تابع باستفزاز: - لا لا يا همس ما كنتش اظن انك تشكي فيا ابدا.
قالت باستخفاف: - والله؟ طيب. علشان تكون عارف بأه مش هشوفك الا يوم الخطوبة يعني بعد اسبوعين، ايه رايك بأه؟

قال بحدة: - ومين اللي قال كدا ان شاء الله؟
قالت بثقة: - أنا!
هز رأسه وقال بغرور: - عيبك انك لسه بردو مش عاوزة تعترفي انى مابجيش بالعِند. بصي يا همس علشان تكونى عارفة كتب الكتاب مع الخطوبة يوم الخميس الجاي، ايه رايك؟

قالت بحنق: - يا سلام ومين اللي قال كدا ان شاء الله؟
ضحك وقال نفس اجابتها: - أنا!
قالت همس بعناد: - مراد انت عارف ان الحالة الوحيدة اللي تخليني اوافق على كلامك دا انك تكون مسافر ألمانيا علشان تكمل علاجك علشان اعرف اسافر معاك وبما ان سيادتك رافض انى اسافر معاك يبقى مالوش لزوم كتب كتابنا دلوقتي لما ترجع بالسلامة وربنا يكمل شفاك على خير كدا يبقى كتب الكتاب والفرح مع بعض.

قال مراد مبتسما ابتسامة عابثة: - طيب ما هو علشان كدا انا مصمم اننا نكتب الكتاب الاول ولّا شكلك رجعت في كلامك ومش عاوزة تسافري معايا؟

قالت همس بدهشة: - اسافر معاك؟ رجعت في كلامي؟ مراد انت بتقول ايه بالظبط؟
نفخ مراد قائلا: - ياربي ع البنت اللي مخها بأه تخين دي. انت مخك بأه تخين كدا ليه، اقول تاني، حضرتك لازم نكتب الكتاب الاول قبل ما نسافر ألمانيا اول الشهر اللى هو بعد اسبوعين دا لو لسه عاوزة انك تسافري معايا. انا فاتحت عمي نزار وهو موافق بس قالي اقولك الاول وانا اهو عمال اقول واعيد وازيد. الو. همس. همس انت معايا؟!

قالت همس وقد ضاع صوتها فجأة: - انت. انت بتتكلم بجد يا مراد؟ يعني انت اقتنعت انك تسافر فعلا؟ وعاوزني اسافر معاك؟

قال ساخرا: - اومال انا كنت بقول ايه من الصبح، ايوة يا ستي اقتنعت بس يا ترى انت بأه وافقت ولا.

قاطعته بلهفة لم تستطع مداراتها: - موافقة طبعا. طبعا يا روح همس وان شاء الله نرجع من ألمانيا وانت واقف على رجليك من تاني.

اغمض مراد عينيه وهو يستمع لنبرة الاخلاص والحب في صوتها وقال بخفوت: - ان شاء الله يا همس. ان شاء الله يا حبيبتي.
قالت بفرحة: - بُص يا مراد انا مش عاوزة كتب كتاب ولا خطوبة كبيرة على أدنا احنا بس العيلة بس ومش هنعزم حد خالص في الفرح هعزم مصر كلها علشان يفرحوا معانا، ايه رايك يا حبيبي؟ مراد. مراد انت معايا؟

قال مراد منتبها من شروده: - انت فرحانه اووي كدا يا همس علشان قررت اني اسافر؟ أد كدا سفري يهمك؟
قالت همس بلوم: - دا اسمه سؤال يا مراد، انت لسه مش عارف انت ايه بالنسبة لي؟

قال وهو يسند رأسه الى مسند السرير حيث كان جالسا فوق فراشه: - انا عارف ومتأكد انت ايه بالنسبة لي. انت الهوا نفسه يا همس. الهوا اللي كنت حاسس انى مخنووء من غيره الفترة اللي فاتت دي كلها وصدقيني هعمل أي حاجه علشان يفضل حواليا مالي عليا دنيتي، وانت بأه انا هواكي بردو؟

ضحكت همس وقالت بخجل: - لا هو مش الهوا بالظبط لكن انت الحياة نفسها يا مراد. يمكن دي اول مرة افتح سيرة الموضوع اللي فات. انا عارفة انك بتتنرفز مش بتحب انى اتكلم فيه بس لازم تعرف انى لما وافقت كنت زي المخبوطة على دماغي مافوئتش الا يوم الحادثة بتاعتك حاسيت ان همس من غير مراد ولا حاجه ولا فيه حياة اصلا ممكن اعيشها من غيرك. هبقى عامله زي اللي بتقضي ايامها لكن عايشة فعلا ايامها لا، هو دا انت بالنسبة لي يا مراد. انت الحياة اللي انا عاوزة اعيشها وهعيشها ان شاء الله.

سكت مراد قليلا ثم تحدث قائلا: - وانا المفروض اعمل فيكي ايه دلوقتي؟ يعني انت يوم ما ربنا يفرجها عليكي وتتكلمي كلمتين حلوين يكون في التليفون؟ بصي يا همس نصيحة مني بلاش اشوفك اليومين الجايين دول خالص لغاية كتب الكتاب لاني بصراحه ما اضمنش نفسي بعد ما سمعت كلامك دا ممكن اعمل فيكي ايه بصراحه!

ضحكت همس برقة عاليا بينما سكت مراد قليلا ثم تكلم قائلا: - صوت زيادة وهتلاقيني قودامك في لحظة واحده!
قالت همس بثقة: - مش هينفع الدنيا ليل وعم حمزة ما بيسوقش بالليل.
قال مراد بغموض: - هو ما فيش غير عم حمزة بس يقدر يجيبني انا لو عاوز اجيلك حالا هاجي فما تخليهاش تطلع في دماغي. المهم قوليلي بأه، هتنزلي تجيبي فستان كتب الكتاب امتى؟..

ادهم انت سمعتني؟ .
نظر ادهم الى ريتاج الجالسة بجواره فوق فراشهما وقال بهدوء: - سمعتك يا تاج سمعتك.

قالت ريتاج بحدة: - دي مصيبة، انا ما صدقتش عينيا انهرده لما شوفتهم سوا. تخيل أي حد تاني شافهم وراح قال لمها انا شوفت جوزك محمود بيه وهو بيتغدى مع السكرتيرة بتاعته في مطعم ومش بس كدا لا ضحك وكلام. انا ما صدقتش عينيا انهرده وحمدت ربنا ان شمس ما خادتش بالها وخدتها بسرعه وخرجنا من المطعم بعد ما اعتذرت لها انى عندي اجتماع وهتأخر عليه. هنعمل ايه يا ادهم. الموضوع ما يتسكتش عليه؟

قال ادهم بغموض: - الظروف اللي مرينا بيها الفترة اللي فاتت دي هي اللي شغلتني لكن صدقيني هشوف لها حل. بس ياريت انت كمان تقعدي مع مها وتشوفي فيه ايه بينهم بالظبط. هي مها اللي بترميه ليها، والتانية مش سهلة ولو على اخويا انا عارف محمود استحالة يخون مها بس لازم يحس ان مها اتغيرت. محمود تعبان يا تاج من حقه يحس انه بالنسبة لمراته حبيب قبل ما يكون زوج. مها نسيت كدا، انا معاكي علشان ظروفها بس هي ما اتصرفتش بذكاء...

مها اعتمدت العصبية والانفعال وكانت النتيجة انه معظم الوقت برا البيت، قالت ريتاج وهو تتنهد بعمق:
- انا هكلمها اكيد بس شوف لنا حل في اللي اسمها سماح دي.
قال ادهم ونظرة التصميم تعتلي وجهه: - ما تخافيش يا تاج مش ادهم شمس الدين اللي يسيب حتة بت مفعوصة زي دي تدخل العيلة وتفرق بينها. وقريب اووي هلاقي لها حل...

دخل مهدي حاملا حقيبة حاسوبه الخاص في يده الى غرفة مكتبه بالمجموعه مارا بغرفة سكرتيرته الخاصة فتفاجيء بعدم وجودها، زفر براحه فهي قد أثقلت عليه بعدم استيعابها بعد لمهام وظيفتها وكم الاخطاء التي تقع فيها، انتبه الى صوت صادر من اسفل المكتب فقطب وسار الى هناك حيث ابصر جسد انثوي منحني تحت المكتب يفتش عن شيئ ما وسمع صوت يقول بحنق:
- هيكون راح فين يعني، اختفى مرة واحده؟ ايه فص ملح وداب؟

قال مهدي بمرح: - ما هو انت لو بطلت تتكلمي مع نفسك وركزت شوية اكيد هتلاقيه انما هو ايه دا صحيح؟

شهقت انثوية ثم رفعت راسها بقوة فارتطم بحافة المكتب مما جعلها تتاوه حنقا واضعة يدها على رأسها ثم التفتت لتنظر الى المتكلم نظرة زاجرة ثم اعتدلت واقفة فاضطر مهدي للتراجع الى الخلف قليلا كي لا ترتطم به بينما وقفت هي امامه تطالعه من قمة رأسه الى اخمص قدميه بنظرة تنم عن عدم رضاها عما شاهدته وقالت بنزق:
- افندم. انت مين؟ ومين اللي سمح لك تدخل لغاية هنا؟، قطب مهدي وكادت ضحكته ان تفلت وقال:.

- افندم؟ انا مين؟ انت اللي مين؟
قالت بحنق: - انا السكرتيرة الجديدة وانهرده على حظى اول يوم ليا هنا، الباشمهندس اسلام هو اللي نقلني من طقم السكرتارية عنده قال ايه هرتاح هنا والشغل عند أ. مهدي مريح ما هو واضح انه مريح اووي كمان اذا كان سعادته لسه ما شرفش!

نظر اليها مهدي مليا وكأنه يرى امامه كائنا خرافي وقال: - انت ماتعرفيش مهدي بيه قبل كدا؟
قالت وهي تشيح بيدها: - لا. ما حصليش الشرف انما اعمل ايه بأه اسلام بيه اللي صمم انى اجي هنا قالي هرتاح. فين دا؟ المفروض الدوام بيبتدي من 9 والساعة داخله على تسعه الا ربع والبيه لسه ما شرف فينك يا اسلام بيه من 8 ونص على مكتبه انضباط ونظام مش مهلبية!

صُعق مهدي وفتح عينيه على وسعهما وقال بصوت اشبه بالصراخ: - انت بتقولي ايه بالظبط؟ مهلبية ايه وبتاع ايه؟ فين اسلام ييجي يشوف التهمة اللي هو بلاني بيها وقال ايه ههديك بهدية.

ازدرت لعابها برهبة وقالت بتردد خائف: - ايه؟ يهديك بهدية؟ ليه هو حض. حضرتك تبقى مين بالظبط؟
زفر مهدي بحنق قائلا: - انا بتاع المهلبية!
قالت بدهشة: - نعم؟
قال بحنق: - اه مستغربة ليه انا مهدي بيه اللي المفروض الساعه 9 الاربع ولسه ما جيتش وانا اساسا بئالي اكتر من ربع ساعه واقف عاوز اعرف ايه اللي بيجرى في مكتبي بالظبط؟

وضعت القلم الذي كانت تحمله بيدها فوق المكتب وتقدمت من مهدي واقفة امامه ثم شدت من أزرها ورفعت راسها وتكلمت بجدية قائلة:
- دلوقتي ولا آخر النهار؟
قطب مهدي وقال مستهجنا: - هو ايه دا اللي دلوقتي ولا آخر النهار؟
قالت بوضوح: - أمشي! امشي دلوقتي ولا آخر النهار تكون شوفت لك سكرتيرة تانية!

زفر مهدي بضيق وقال وهو يلتفت للدخول الى مكتبه: - بقول ايه انت كل يوم الصبح بتكونى متوّهة كدا؟ نهايته هاتي البوستة وتعالي ورايا.

دخل مهدي تاركا اياها وراؤه وهي تحدث نفسها قائلة: - هاتي البوستة وتعالي ورايا! يعني لسه ما طردنيش!
نظر اليها مهدي من خلف باب مكتبه وقال: - لا لسه ما طردكيش. بسرعه احسن ارجع في كلامي!..
بعد ان راجع مهدي البريد نظر اليها قائلا وهو يستغرب دقتها في عملها: - غريبة انت منظمة في شغلك، غير ما كنت متوقع خالص! نظرت اليه وقالت بهدوء مهني:.

- اللي حصل من شوية دا حضرتك كان من المفاجأة مش اكتر. حضرتك فاجئتني وانا بدور ع الموبايل بتاعي اللي وقع مني تحت المكتب وانا معرفش انت مين بالظبط!

نظر اليها مهدي وقال مبتسما: - ودلوقتي انت عرفت انا مين بس لسه انا معرفش انت مين! او علشان اكون اكتر دقة اسمك ايه؟

قالت برسمية: - لبنى عبد العزيز.
نظر اليها مقطبا وقال: - نعم؟
قالت مدافعة: - لبنى عبد العزيز. اسمي، ايه غريبة؟!
زفر مهدي حانقا وقال: - انت ليه كل حاجه عندك بسؤال وهجوم؟ انا استغربت بس مش اكتر لا علقت ولا حاجه ابدا، عموما اهلا وسهلا، اتفضلي على مكتبك وياريت تشوفي مواعيد انهرده ايه وتبلغيني بيها.

قالت وهي تستدير منصرفة: - حاضر يا فندم.
ناداها قائلا: - استني.
وقفت مولية اياه ظهرها فقام من مجلسه وسار حتى وقف امامها ونظر اليها قائلا: - انت متاكده ان اسمك لبنى عبد العزيز؟
رفعت عينيها اليه قائلة وهي مقطبة بحيرة: - ايوة، ليه فيه حاجه؟
قال وهو ينظر مليا الى عينيها: - اصل مش بس اسمك اللي شبه اسم لبنى عبد العزيز انت كمان عينيكي شبه عينيها! قالت وقد تفاجئت:
- نعم؟

اشار الى عينيها: - دي حقيقة ولا عدسات؟
قالت متسائلة: - هي ايه دي اللي حقيقة ولا عدسات؟
قال وهو يشير الى عينيها: - عينيكي؟! زفرت قائلة بحنق: - أ. مهدي انا ما اسمحش ان حضرتك تتكلم معايا بالاسلوب دا؟
قطب قائلا: اسلوب ايه؟ عادي اوعي تكونى فاكراني بغازلك؟
ثم اطلق ضحكة عالية وقال: - لالالا انت فكرك راح لبعيد دا من باب العلم بالشيء مش اكتر. ها حقيقي ولا عدسات؟

قالت بنزق: - حقيقي، عن اذنك!
هز لها رأسه بالموافقة فخرجت وقد ظهر غضبها في طريقة سيرها بينما ابتسم مهدي متفكها وقال:
- اما نشوف لبنى عبد العزيز دي هتطلع زي ما كنت بتقول يا اسلام ولا هقول جيهان ارحم؟!..

مها حبيبتي ما ينفعش اللي انت عاملاه في نفسك دا. دا شك مش غيرة يا مها؟
قالت ريتاج بحنو لمها الجالسة بجوارها على الاريكة المصنوعه من البامبو في حديقة منزل ادهم وكانت تخفي وجهها بين يديها محاولة وقف دموعها المنهمرة ثم ما لبثت ان رفعت عينين حمراوتين من شدة البكاء وهي تقول:.

- هو السبب يا تاج! تصرفاته هي السبب! مش دا محمود جوزي حبيبي. تصرفاته اتغيرت خالص، هو اللي خلا الشك يملا قلبي من ناحيته وانا متأكده ان شكي دا له اساس!

زفرت ريتاج بيأس ثم قالت: - طيب ولو فعلا طلع شكك دا له اساس هنعمل ايه؟
اشاحت بيدها وهي تتابع: ايه تسيبيهولها كدا؟ ولا تحاربي علشانه؟
اشاحت مها برأسها بعيدا وهي تقول بمرارة: - الخاين مالوش امان! انه يخوني بعد جواز اكتر من 25 سنة يبقى خلاص هو اللي حط النهاية بايده!

زجرتها ريتاج قائلة بحدة: - هو ايه دا؟ انت اتجننت؟ اولا كل اللي في دماغك دي لسه مجرد شكوك، وتاني حاجه بأه ما تزعليش مني محمود لو راح منك يبقى انت السبب!

نظرت اليها مها وقالت وهي تشير الى نفسها بسبابتها بصوت مرتعش: - انا! انا بردو السبب يا تاج؟! ولا هو اللي مش قادر يستحمل ان مراته مريضة ورايح يدور على واحده من دور ولاده!

زفرت ريتاج بيأس وقالت: - ارحميني وافهمي...
ثم نظرت اليها جيدا وقالت بقوة: - مين اللي قال انك تعبانه؟ انت بشهادة الدكتور بتاعك صحتك الحمد لله بئيت زي البومب. وكل شوية التحاليل والفحوصات اللي بتعمليها بتثبت انك ما فيكيش حاجه. يبقى لحد امتى بأه هتفضلي غرقانه في الشفقة على نفسك علشان ابتلاء ربنا ابتلاكي بيه ونجاكي منه؟!

قالت مها بشبه صراخ: - انا؟ انا يا تاج غرقانه في الشفقة على نفسي انا؟

أكدت ريتاج كلامها قائلة: - ايوة انت. مها انا مش بهون باللي جرالك بس الحمد لله ربنا كان رحيم بيك وقمت بالسلامة، كون بأه انك مش قابلة بوضعك بعد العملية فصدقيني انت لو شوفتي نفسك حلوة محمود هيشوفك حلوة. محمود مابعدش عنك علشان صورتك اللي اتغيرت بعد العملية لأ. محمود بعد عنك بعد ما شخصيتك انت اللي اتغيرت بدليل انه فيه عمليات تجميل وممكن تعمليها بره بس هو رافض خوف عليكي وقالك بدل المرة 100 هو راضي بيكي كدا بس تفضلي قودام عينيه، وبعدين البنت اللي انت عاوزاه يمشيها وبتخيريه يا تمشي يا انت اللي تسافري تعيشي عند هَنا بنتك في باريس. البنت دي لو مشيت فيه ألف غيرها! المشكلة لازم تتحل من جذورها...

سكتت قليلا لتدعها تستوعب كلامها ثم تابعت قائلة: - تقدري تقوليلي انت ليه مش بتشتغلي؟
قطبت مها قائلة: - احنا في ايه ولا ايه يا تاج؟

قالت تاج بجدية: - هو هو نفس الموضوع. انت مافيش حاجه شاغله بالك الا محمود وانه اكيد هيتغير بعد اللي جرالك وبئيتي عايشة في رعب انه في يوم من الايام هيسيبك لحد ما واحده زي اللي اسمها سماح دي قدرت انها تدخل بينكم حتى لو بالتفكير!، ليه ما تشتغليش وانت معاكي شهادة ترجمة كبيرة، وما تقوليش البيت والولاد. الولاد كبروا خلاص وبئوا رجالة. ايه المانع انك تشتغلي؟

قالت مها في محاولة واهية للرفض: - اشتغل فين بس يا تاج في السن دا؟
عاجلتها ريتاج بلهفة قائلة: - معانا!
قالت مها مقطبة: - معكم؟، انتم مين؟
قالت تاج بلهفة: - في المجموعه معانا! امسكي قسم الترجمة انت عارفة ان شغلنا مع دول كتير جدا وعندنا فريق ترجمة متكامل انت من بكرة لو توافقي هتكونى رئيسة قسم الترجمة الفورية لامبراطورية شمس الدين، ايه رايك؟

نظرت اليها مها قليلا وقد اعجبتها الفكرة ثم قالت: - معرفش يا تاج.
قالت تاج بهدوء: - لازم حاجه ترجع لك ثقتك في نفسك وتخليكي تبطلي تفكير شوية انه لازم محمود هيسيبك وبعدين محمود نفسه لما يلاقيكي بتشتغلي وثقتك في نفسك رجعت لك صدقيني هيقرب منك اكتر من الاول، بصي خدي.

ومدت اليها يدها بقصاصة مكتوبة تناولتها مها وهي تسأل مقطبه: - ايه دا يا تاج؟
قالت ريتاج: - دا اسم جروب ع الفيس بوك اعضاؤه تقريبا معظمهم اللي مروا بتجربة مرض زي تجربتك وكل واحد فيهم داخل يقول تجربته وازاي قدر يتغلب على المرض وعلى نتايجه، انضمي لهم وانا متأكده انك هتفيدي وتستفيدي...

قالت مها بابتسامة صغيرة: - حاضر يا تاج. ربنا ما يحرمني منك ابدا. انا مش عارفة من غيرك كنت هعمل ايه؟
قالت تاج وهي تحتضنها بين ذراعيها مربته على شعرها: - مها احنا مش عشرة يوم ولا اكتر ولا احنا مجرد اتنين واخدين اخين لا احنا اخوات يا مها. ربنا ما يحرمنا من بعض ابدا يارب.

قالت مها وهي تربت بدورها على كتف ريتاج: - يارب.

ايوة يا بني، خير فيه حاجه؟
دخل رجل شديد الاعتداد بنفسه طويل القامة مفتول الجسم وقال بلهجة هادئة: - مساء الخير يا حاجه. مش دا بردو بيت سماح صفوان؟
هزت السيدة المسنة برأسها المغطى بخمار الصلاة الابيض موافقة وقالت بصوت حان: - ايوة يا بني بس بردو مين حضرتك؟
قال الرجل وقد خلع نظارته الشمسية واضعا اياها في جيب بدلته الرمادية: - ياريت تبلغيها ان رئيسها المباشر عاوزها ضروري!..

سماح، سماح يا بنتي قومي
تقلبت سماح في فراشها وهي تقول بصوت مليء بالنعاس: - ايه بس يا تيته. انا قلت لك انى مش هروح انهرده الشغل بدري، هروح بعد الضهر محمود بيه قالي انه عنده شغل بره وقالي اجي بعد الضهر خير فيه ايه؟

قالت جدتها بلهفة: - فيه جدع مستنيكي بره بيقول انه رئيسك في الشغل!
سكنت حركة سماح وفتحت عينيها وقالت: - ايه؟ رئيسي في الشغل؟، ثم اشرق وجهها بابتسامة وقالت: - معقولة يكون قالي ما اروحش الشغل انهرده بدري علشان يعملها لي مفاجأة وييجي هو؟ اخيرا!

وقفزت بسعادة فوق الفراش فنظرت اليها جدتها بغرابة وقالت: - بسم الله الرحمن الرحيم. ايه يا بنتي مالك؟
قالت سماح بلهفة: - لالا مافيش بصي يا تيته دخليه وضايفيه على ما اغير هدومي واحصلك هوا.
هزت جدتها برأسها موافقة وقالت وهي تسير مغادرة غرفة حفيدتها الضيقة التي تسع بالكاد لسرير فردي وخزانة قديمة للملابس محفور بها مرآة لتستطيع ترتيب شكلها قبل الخروج:
- حاضر يا بنتي شهِّلي انت بس...

ايه المفاجأة الحلوة دي، ، بترت سماح عبارتها عندما تحققت من وجه ضيفها الذي لم يكن سوى، أدهم!

استأذنت جدتها بالذهاب تاركة سماح معه في غرفة الضيوف تاركة باب الحجرة وراءها مشرعا، هز ادهم برأسه لها بينما جلست سماح على الكرسي بعيد نسبيا عن الاريكة التي يجلس عليها ادهم وقالت محاولة تمالك نفسها:
- اهلا ادهم بيه. غريبة ايه المفاجأة دي؟!، كان ادهم يضع ساقا فوق ساق وينظر اليها من تحت جفونه واذ به يُنزل ساقه ويقف ثم يسير بخطوات مدروسة حتى وقف امامها وهو يقول بلهجة رجال الاعمال:.

- عقدك معانا يخلص بعد شهرين. انت هتقدمي استقالتك انهرده والشهرين فترة الانذار احنا متنازلين عنهم!

ابتلعت سماح ريقها بصعوبة وقالت بابتسامة مرتبكة: - غريبة! مين اللي قال لحضرتك انى عاوزة استقيل؟ انا مرتاحه في شغلي...
قاطعها ادهم وهو يميل عليها فجأة ويقول: - اظن الاستقالة اشرف لك من الرفد بتهمة تُخل بشرف، تباطأ قليلا قبل ان يقول:
- المهنة!، قالت بوجه محمر: - انا مش فاهمه حضرتك بتلمح لإيه بالظبط؟، اعتدل ادهم وقال وهو ينظر اليها ببرود:
- سماح استقالتك تكون على مكتب محمود بيه انهرده مش بكرة!

لم يعجبها احساسها بالدونية وهو مشرف عليها كالجبل فوقفت لتستطيع التحدث معه من دون الشعور انها اصغر منه شأنا وقالت بحدة:
- وانا مش هستقيل ولو عاوزين تمشوني يبقى لازم يكون فيه فترة انذار والا يكون رفد تعسفي وهرفع عليكم قضية في مكتب العمل وشوف بأه كفاية اللي الصحافة هتعمله لو وصلها انكم بترفدكم موظفينكم بطريقة تعسفية!

ضحك ادهم عاليا ثم سكت قليلا وقال باعجاب: - برافو. برافو يا سماح.
ثم تابع ببراءة مصطنعه: - وهو كذلك يا سماح، اللي تشوفيه.
ابتعد قليلا فتنفست الصعداء ثم التفت اليها وهو يقول مقطبا: - الا صحيح اخبار، ضيا البساتيني ايه؟
شهقت سماح عاليا فيما تابع ادهم بابتسامة الصياد الذي اوشك على النيل من فريسته:
- شوفتيه بعد اللي حصل بينكم؟
قالت سماح بتلعثم: - انا. انا معرفش حد بالاسم دا؟

قطب ادهم مدعيا الصدق وقال: - ايه دا بجد؟ يمكن؟ يخلق من الاسم اربعين...
ثم رفع عينيه اليها وهو يقول بقوة: - انما غريبة حد ينسى، جوزه؟
شهقت سماح بعنف بينما تابع ادهم ببرود: - اظن الحاجه اللي قاعده بره ماتعرفش ان حفيدتها المصونة اتجوزت عرفي وهي في الجامعه من الاستاذ بتاعها صح؟ واظن كمان لو السيد الوالد وصله حاجه زي كدا هيدفنك حية؟!

ثم ضحك واكمل ساخرا: - بس ايه دا انت تخصص على كدا بأه؟ نفس الطريقة عملتيها مع الاستاذ بتاعك بس هو طلع حويط وخيرك تتجوزوا عرفي ومع اول لمحة ندالة منك باعك واشترى مراته واولاده.

اقترب منها حتى وقف امامها تماما وقال ببرود ثلجي اقشعر له بدنها: - اقسم بالله لو ما كانت الست الكبيرة دي لا كان بئالي تصرف تاني خالص يليق بواحده حقيرة واطية زيك، هي كلمة واحده، الشركة تسيبيها ومحمود بيه تنسي انك في يوم سمعت حتى بالاسم دا ولو عقلك قالك انك تحكي لمحمود حاجه او تعملي عليه أي تمثيلية من بتوعك اقسم بالله العظيم لا اخليكي تندمي على اليوم اللي فكرتي فيه انك تتحدي ادهم شمس الدين وتقفي في طريقه...

وخرج ادهم بقوة فشاهدته جدتها فالقت اليه بالسلام ورافقته حتى غادر ثم لحقت بحفيدتها فصعقت من مرآها وهي ترتعش فوقفت بجوارها وهي تقول بلهفة الام:
- سماح حبيبتي. ايه اللي حصل؟ المدير بتاعك قالك ايه خلاكي تتنفضي كدا؟
قالت سماح وعلامات الكره ترتسم على وجهها مشوهة ملامحها
- زي كل واحد ما معاه قرشين بيدوس على رقابينا، لكن، لأ.

ثم تابعت بقوة: - مش انا يا ادهم يا شمس الدين، لسه اللعبة ما خلصتش والشاطر اللي يضحك في الاخر، واللي في دماغي هوصله هوصله وقريب اووي هدخل بيتك ودراعي في دراع، اخوك!

وارتسمت علامات العزم والتصميم في عينيها،!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة