قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية كبرياء أنثى (نساء متمردات ج2) للكاتبة منى لطفي الفصل الثاني

رواية كبرياء أنثى (نساء متمردات ج2) للكاتبة منى لطفي الفصل الثاني

رواية كبرياء أنثى (نساء متمردات ج2) للكاتبة منى لطفي الفصل الثاني

نورت يا اسلام يا حبيبي معلهش مش عارفة مراد ماجاش ليه لا وكمان ادهم وريتاج اتصلوا قبل ما تيجي بمافيش قالوا انهم هيتغدوا بره، انا مش عارفة كل واحد في ناحية بيت دا ولا اوتيل؟ .

كتمت شمس ضحكتها بصعوبة بينما ابتسمت همس لكلام الجدة سعاد وقال اسلام وهو يبتسم:
- معلهش يا جدتي انا مش غريب وبعدين احسن من لو اتغديت لوحدي انت عارفة ان بابا وماما لسه مرجعوش من السفر وعصام باشا في شغله 24 ساعه تقريبا تصدقي اللي صعبان عليا في دا كله داده سعادات بتتعب نفسها وتحضر الغدا بس انا لحقتها انهارده وقولت لها انى هتغدى بره.

أجابت سعاد وهي تتنهد بحزن: - يعني لو كان محمود ابوك ربنا هاداه كدا وما سابش البيت مش كان زمانك انت واخوك لاقيتو اللي يونّسكُم؟ انا مش عارفة هو علشان اشتغل مع ادهم وحس بنفسه لازم يعزِّل؟ ماتتصورش ادهم كان متضايق ازاي ايامها بس علشان ما يزعلوش وافق مش كفاية راندا بس دي مضطرة تروح ما كان جوزها قاعد. وجه موضوع كوثر الله يرحمها بصراحه بعد موتها الاخوات اتفركشوا اومال ايه الام اللي بتلم بردو، ايام ما كانت عايشة ما كانش محمود يقدر يقول عاوز ينقل من هنا، ايه ياللا ايام، ومها ومحمود هيرجعوا من السفر امتى ان شاء الله؟

أجاب اسلام وهو ينظر الى شمس بطرف عينه: - بعد بكرة ان شاء الله. انت عارفة كان منها فسحة لباريس ونفس الوقت يطمنوا على هَنا بعد ما استقرت هناك هي وجوزها وبنوتتهم شهد.

قالت شمس بسعادة: - تصدق هَنا وحشتني اووي من ساعه ما سافرت بئالها 3 سنين بحالهم لا سلام ولا كلام ولا بتعبّرنا. لا وايه جوزها خدها معاه وكملت دراسة بره، كانوا ملهوفين على ايه ما كان استنى لما تخلص دراسة وبعدين يتجوزوا وهي كمان توافق على طول وأقنعت عمي محمود وطنط مها!

هتف اسلام بغيظ: - اصلها حبِّيته اووي واللي بيحب يا بنت عمي بيبقى مش عاوز يبعد عن اللي بيحبه ساعه واحده.

نظرت اليه شمس بلؤم وقالت بابتسامة ماكرة: - الله الله الله انت بئيت رومانسي كدا ليه يا سولي!
ترك الشوكة والسكين من يده بعصبية ليصدرا صوتا عاليا لدى ارتطماهما بالطبق وهتف وهو يزفر بحدة:
- لو سمحت يا شمس بلاش الاسم دا، انا مش اسلام ابن 10 سنين، أنا أد مراد اخوكي وماسك الشغل معه في المجموعة،.

لو حد سمعك يقول ايه؟ المهندس اسلام بأه المهندس سولي؟
قالت سعاد تريد تلطيف الجو وهي ترمق شمس بنظرات حانقة: -معلهش يا اسلام يا حبيبي انت عارف هي مش قصدها هي بس بتحب تعاكسك!

علقت شمس بابتسامة رقيقة جعلته بالرغم منه لا يستطيع الاستمرار في غضبه منها: - معلهش يا اسلام. بس انا متعودة على كدا. غصب عني لساني بيغلط، وبعدين بصراحة وانت صغير كان دمك خفيف عن لما كبرت! كنت بتضحك وتهزر، ايه علشان مسكت الادارة الهندسية في المجموعه خلاص تعمل مدير علينا؟! لالالا ماليش دعوه انا عاوزة اسلام بتاع زمان، طيب عصام اخوك وانا بيتهيالي انه نزل مكشَّر لكن انت على طول بتضحك وانا قلت الحمد لله مع انكم توأم لكن ربنا عّوض طنط مها بضحكك بدل تكشيرة عصام!

قال اسلام وهو يبتسم: - خلاص يا ستي مش هكشَّر! بس ياريت تاخدى بالك انى ما عدتش اسلام بتاع زمان.
اومأت ضاحكة وقالت: - امرك يا فندم.
تابعوا تناول الطعام بينما نظرات سعاد تنتقل بين شمس المنشغلة بالحديث الى همس و اسلام الذي يسترق النظرات الى شمس وابتسامة حانية ترتسم على شفتيه ظنًّا منه انه لا يوجد من يراقبه ولكن نظرات سعاد كانت له بالمرصاد فيما هو لم ينتبه اليها!..

ايوة يا مراد. انا خلصت غدا مع شمس وروحت. لا. مش عارفة هنزل تاني ولا لأ، ايه بس يا مراد بتزعق ليه دلوقتي؟ كل الموضوع انى احتمال أنزل المكتبة عاوزة اشوف كتاب محتاجاه!..

زفرت همس حانقة ثم اكملت بصبر: - حاضر يا مراد لو نزلت تاني مش هروح غير المكتبة، وبعدها هرجع البيت على طول. البيت على طول.

ثم ابعدت الهاتف عن اذنها واعتلت تكشيرة وجهها بينما هو يصرخ بها آمرا اياها بتحديد ان كانت ستذهب الى المكتبة أم لا، سكتت قليلا ثم اجابت بهدوء وهي تحاول تمالك اعصابها:
- مش رايحه يا مراد. ارتاح...
ثم أضافت بمكر عندما وجدته قد هدأ لعدم نزولها ثانية: - عموما انا لازم انام كويس علشان عندي شغل الصبح بدري!

قال مراد بهدوء بعد ان أوشك على فقدان أعصابه كما يحدث دائما اذا ما علم ان همس بمفردها خارج المنزل وكم من مرة حاول اقناع والدها بوضع سائق لها ولكن والدها لا يعطيه أدنى فرصة له لاقتراح أي شيء يخصها! حتى وان كانت العائلة مجتمعه تعلم ان همس ومراد مرتبطين من صغرهما فهو لا يعترف إلا بالرسميات والتي كان مراد يؤجلها حتى تنهي همس دراستها وها هي قد أنهتها، بالإضافة إلى أنها تعمل كمذيعه في برامج اذاعية منذ دخولها الجامعه في سن ال 18 فقد اعلنت وقتها احدى القنوات الفضائية عن حاجتها الى مذيعين ومذيعات شباب فتقدمت همس من دون ان تُعلم أي احد من أسرتها بنيّتها وحالما نجحت في الاختبار واجهت والدها بعزيمة لا تقهر حتى اقتنع ان من حقها ان تخوض التجربة وبالتالي أعطته كلمتها ان عملها لن يجعلها تتقاعس عن دراستها وبالفعل نجحت في كلية الألسن ونالت الليسانس بدرجة جيد جدا مما جعلها فخراً لوالدها هي وشقيقها مهدي الذي يعمل معهم في مجموعتهم بعد ان أنهى دراسة إدارة أعمال في الخارج وشقيقتها الصغرى ريما التي تصغرها بعامين وتدرس بكلية الفنون الجميلة.

ابتسم مراد عندما تذكر عبثهم في أشيائه وهم صغار وكيف كانت ريما وهَنَا يتوارون عندما يمسك بهم خوفا منه ولكن همس كانت تقف أمامه تواجهه مما جعله يزداد يقينا بملاءمتها له، فشخصيتها قوية تذكره بوالدته ريتاج في لمعة عينيها بالتمرد!

أفاق من شروده على ندائها له باسمه فأجاب وهو يغمض عينيه ساندا رأسه على مسند كرسيه في سيارته حيث كان عائدا من مقابلته لأصدقائه وقد وقف بسيارته جانبا لدى اتصاله بها وقال مغمض العينين:
- ايوة يا همس سامعك. لا ما روحتش في حتة كنت بتقولي عاوزة تنامي بدري حلو كويس لكن هتقدمى صباح الخير يا مصر ولا إيه؟، شغل ايه اللي هتصحي له من النجمة دا؟

وما لبث ان اعتدل في جلسته فاتحا عينيه على وسعهما بقوة هادرا بغضب: - نعم! بتقولي ايه؟ همس. انت بتتكلمي بجد؟
أجابت همس بمكر فهي تعلم كيف تتلاعب بأعصابه جيدا وتعلم كيف تكسر واجهته الرخامية التي يحيط نفسه بها:
- أيوة طبعا يا مراد أومال بهزر؟ انا مسافرة بكرة الصبح بدري، المفروض العربية هاتيجي تاخدني ع الفجر المطار ان شاء الله.

هتف بعنف: - والكلام دا فجأة كدا؟ ما قولتليش ليه؟
أجابت همس ببرود: - وأنا بقولك أهو، وبعدين انا بشوفك يعني؟ انت في شغلك ونادر لو اتكلمنا.
قال بنزق: - همس ما تتجنينيش! انا كل يوم بكلمك مرة واتنين كمان.
علقت ساخرة: - مكالمة الصبح روحت الشغل وبالليل رجعت من الشغل بتتمم عليا وخلاص.
قال مراد وقد عقد حاجبيه بريبة: - همس لهجتك مش مريحاني!

أجابت وهي تتنهد بعمق: - ما تشغلش بالك يا مراد، عموما الموضوع جه بسرعة وما كانش بيتهيألي انه بجد.
قال قاطبا بتساؤل: - ليه هو مش سفرك دا تبع البرنامج اللي انت بتذعيه؟
سكتت لا تعلم كيف تشرح الأمر إليه فارتاب من صمتها الطويل وقال آمرا اياها بأجابته:
- همس، ردي عليا، انت مسافرة فين وليه؟

أجابت بعد ان استنشقت نفسا عميقا وقررت إخباره بالأمر دفعة واحده: - انا مسافرة بيروت، قناة لبنانية فضائية عملت استفتاء لأحسن مذيعين شباب للبرامج الشبابية وانا فزت فيها، ورايحة يعملوا معايا لقاء ويمكن امضي معهم عقد عمل.

سكت لوهلة قال بعدها ونبرته هادئة للغاية ولكنها تعلم جيدا انه الهدوء الذي يسبق العاصفة:
- انت هتشتغلي في لبنان؟
أجابته بصبر: - يمكن في الأول هاخد training. يعني تدريب شهر كدا وبعدين ممكن اشتغل معهم بس من هنا. من مصر لانهم هيعملوا مكتب لهم عندنا هنا وعاوزين فريق عمل متكامل.

قال لها بنفس هدوءه: - وهما عرفوكى منين ان شاء الله؟ انت قدمت للمسابقة دي يا همس؟
تنهدت عميقا وأجابت: - لأ. أ. أسامة مخرج البرنامج بتاعي هو اللي قدم بإسمي وبعت لهم تسجيلات ليا واختاروني.

كزَّ على اسنانه حتى كاد ان يطحنهم وهتف وهو يقبض على يديه حتى ابيضت مفاصل أصابعه:
- وال أ. أسامة ( وضغط على حروف اسامة ) يعمل كدا ليه ان شاء الله؟
قالت بتلقائية وقد بدأت أعصابها تتوتر من استجوابه المطول: - عادي يا مراد، أ. اسامة من زمان وهو بيقول لي انى مجتهدة ولازم أطور نفسي انت عارف انا بشتغل معاه من 3 سنين تقريبا يعني مش جدد على بعض.

علّق وهو يتمالك نفسه بصعوبة: - همس...
أجابته وهي شاردة: - هممم.
قال بجدية وحزم: - انا جاي بكرة انا وبابا نطلب ايدك رسمي من عمي نزار!
شهقت همس عاليا هاتفة: - ايييه؟
كرر ببرود يغيظ: - اللي سمعتيه! انا وبابا جايين بكرة نخطبك...
قالت وقد بدأت بالشعور بالغضب: - وليه بكرة بالذات يا مراد؟ ما تخليها بعد ما ارجع من السفر؟!
أجب بتصميم شديد: - لأ. بكرة يا همس، مافيش سفر! مافيش عروسة بتتخطب وهي مسافرة!

قالت وقد بدأت تستعيد هدوءها ثانية فهي تعلم علم اليقين انها اذا عاندته فلن يستجيب لرأيها فقالت ببراءة مصطنعه:
- بس دي مشكلة يا مراد! خلاص بُص. انا هسافر وانتو تعالوا افتحوا كلام مع بابا عادي هو هيقولكم انى مسافرة وهيرد عليكم لما ارجع ان شاء الله وانت عارف طبعا ردي بس هو هيعزز بنته. فكرة مش كدا؟

هدر بغضب صارخا فيها: - انت بتستعبطي يا همس؟ بصي يا همس هي كلمة واحده. انت مش هتسافري. والشغل اذاعه بس دا اللي خلاني اوافق على شغلة المذيعه دي، لكن تقوليلي لبنان وسفر وبرامج تلفزيون ومعرفش ايه لأ والف لأ كمان!، بكرة الساعه 7 بالليل هاجي انا وبابا ونتفق على كل حاجه انا كنت مستني تتخرجي علشان عارف باباكي هيتحجج بإيه لكن انت خلاص اتخرجت يبقى كدا خلاص خلصت. بكرة يا همس!

هتفت همس بحدة لم يعتدها منها: - بص يا مراد، اولا انا اتناقشت في موضوع الشغل الجديد مع بابا وماما وهما متحمسين لي جدا، تاني حاجه انت لو فاكر لما نتجوز هقعد من شغلي ولا هتتحكم فيا وتقعدنى من شغلي تبقى غلطان! إلاَّ شغلي يا مراد، انا ناجحه فيه وعملت لي اسم، مش معنى اني مابرضاش ازعلك في حاجه انى ألغي شخصيتي، دي مش خروجة مع شمس انت رافضها دي حياتي وكياني كله.

قال مراد بغموض: - بمعنى يا همس؟
أجابت وقد هدأت نبراتها: - بمعنى انى مش هسيب شغلي. هسافر بكرة ان شاء الله ولما ارجع نتفق تتقدم امتى!

علق بسخرية: - يااه، لما ترجعي نتفق اتقدم لك امتى! ليه المذيعه المشهورة هتشوف اجندتها الاول واذا كانت فاضية ولا مشغولة؟

ولم يعطها فرصة للرد عليه حيث أردف بتصميم وعناد بالغين: - بصي يا همس انا هتقدم لك بكرة واذا ماكانش بكرة يبقى انسي!
أغمضت عينيها بقهر هي تعلم انه يهددها ويلوى ذراعها ولكن من الواضح ان الوقت قد حان لتضع حدًا لتسلطه معها وتعرِّفه ان لها كرامتها التي لا تسمح لأحد مطلقا بالعبث بها:
- ماشي يا مراد براحتك، هنسى. زي ما انت عاوز!
امسك الهاتف بشدة في يده وهتف بغضب صارخا فيها: - انت بتقولي ايه؟

تنهدت بيأس قائلة: - انت اللي قلت يا مراد مش انا!
أدار محرك سيارته وانطلق بها بسرعة جعلت عجلات السيارة تصدر صريراً مزعجاً وقال بحدة هاتفاً بها:
- انت شكلك اتجننت ومحتاجة تفوقي.
أجابت وهي تسمع صوت سيارات بجواره وقطبت متسائلة: - انت سايق يا مراد؟
لم يجبها. فنادته مطولا ما من مجيب و أخيرا سمعت صوت مكابح شديدة فشعرت بالخوف وصرخت بقلق بالغ:
- مراد؟ ايه اللي حصل؟

وسكتت قليلا حيث ارتابت ان صوت مكابح السيارة العالي قادم من الشارع تحت منزلها فتوجهت الى الشرفة وازاحت الستائر جانبا لتفتح عينيها على وسعهما وهي ترى أسوأ مخاوفها تتحقق أمامها حيث أوقف مراد قد سيارته في عرض الشارع وترجل منها صافقا بابها بعنف ثم رفع عينيه الى شرفتها فلمح طيفها فصرخ بها في الهاتف الذي كان لا يزال يضعه على أذنه:
- انزلي يا همس.

همست بخوف وقد شعرت بالقلق فهي تعلم جنونه: - مراد. بلاش فضايح بابا لو شافك مش هيحصل كويس خليها للصبح نتفاهم تكون روقت!
قال ساخرا: - لا ما الهانم مسافرة الفجر. انزلي يا اطلعلك!
تساءلت بذهول: - تطلع لي؟ انت اتجننت اكيد!
أجاب بتحد قبل ان يغلق الهاتف: - طيب انا هوريكي الجنان اللي على أصله بأه!

واغلق الهاتف ثم توارى عن انظارها فقطبت وانحنت على سور الشرفة تحاول رؤيته لتشهق عاليا عندما واجهته وجها لوجه فوق اغصان الشجرة الكبيرة التي تصل الى شرفتها فامسك بسور شرفتها فشهقت مبتعدة بتلقائية وقفز من السور الى داخل شرفتها وتقدم اليها بينما ابتعدت حتى اصطدمت بحائط الشرفة من وراءها فشهقت بينما احتجزها ساندا يديه على الحائط بجانبها وقال وهو يلهث بينما ينظر اليها ببريق من الغضب القوي:.

- بأه عاوزة تنسي يا همس؟ مش هتقدري تنسي عارفة ليه؟ هزت برأسها نفيا وهي تضع يديها على الحائط بجوارها بينما عينيها متسعتان هلعا وقلقا بينما تابع بعزم قوي قائلا:
- لأني مش هسمح لك تنسي، انت بتاعتي أنا، همس ملك مراد ادهم شمس الدين، واللي لمراد لازم يفضل لمراد!

همست وقد بدأت تتغلب على قلقها وتقترب منه قليلا: - يعني كل دا اللي يهمك يا مراد؟ انت متمسك بيّ علشان من صغرنا قالوا اننا لبعض وخلاص؟ يعني مش عشان عاوزنى علشان انا همس؟ علشان اللعبة اللي قالوا لك عليها من وانت صغير انها بتاعتك مش عاوزها تضيع من ايدك؟

سكتت تلتقط أنفاسها قبل أن تردف بحدة: - ما تتكلم يا مراد؟
أجابها بغموض وبرود: - انت قولتيها يا همس!
شهقت بدهشة وتراجعت حتى اصطدمت بالحائط خلفها وهي تقول في نفسها من دون صوت: - معقول؟ مش ممكن؟ انا كنت فاكراك بتحبني وكنت بديك عذرك انك جاف معايا وبقول الحب اللي جوايا ليك يكفينا احنا الاتنين ولما نبقى مع بعض هعلمك ازاي تقول اللي في قلبك. لكن يطلع الموضوع كله انانية وجبروت وتسلط بس!

قال ببرود وهو يميل ناحيتها بوجهه: - بكرة الساعه 7 يا همس. وإياك شوفي إياك. آجي وتكوني مش موجودة.
أجابت بقوة وهي تضع عينيها في عينيه: - ما تتعبش نفسك يا مراد. لانك حتى لو لاقيتني مش هتفرق كتير!
قطب قائلا بتساؤل: - ازاي يعني مش فاهم؟

قالت له ببرود وقد شمخت برأسها عاليا: - يعني انا رافضة طلبك يا مراد بيه، سواء جيت لاقيتني او مالاقيتنيش الجواب واحد، طلبك مش عندنا!، صمت قليلا ثم قال بهدوء ينذر بهبوب اعصار:
- انت بتهزري صح؟
أجابت وهي تشيح برأسها بعيدا عن عينيه: - لا طبعا مش صح. ودلوقتي يا ريت تنزل علشان مش عاوزة حد يحس بيك ويعمل لي مشكلة!

امسك برأسها بين يديه بقوة فجائية جعلتها تشهق بينما قال من بين اسنانه: - انت بتحلمي يا همس. انا جاي بكرة ويكون الجنان اللي انت قولتيه دا اسمعه منك! بكرة انت فاهمه؟ انا نازل واوعي يا همس آجي بكرة وما الاقيكيش او الاقيكي لسه في جنانك دا، مفهوم؟ الموت بس اللي يقدر يبعدنا عن بعض.

ثم ضحك ساخرا وأردف: - ادعي انى اقع من ع الشجرة وتتقطم رقبتي علشان تخلصي مني لأن غير كدا مالكيش مفر منِّي!

لم يترك لها فرصة الرد عليه وتركها بقوة ثم قفز من فوق سور الشرفة بينما تتابعه عيناها بقلق بالرغم منها وهي تراه ينزل فوق اغصان الشجرة حتى لامست قدماه الارض فتنهدت براحة مغلقة عينيها لتفتحهما لتطالعه وهو يركب سيارته وقد اشار لها بيده مودعا ثم انطلق بسيارته بينما اغمضت عينيها وقد اسندت راسها على الحائط خلفها وهي تضع يدها فوق قلبها الذي تسارعت دقاته وهي تقول بينما عيناها تغيمان بالدموع:.

- مش هينفع يا مراد، خلاص. ما عادش ينفع!..

تحدث مراد الى والده اثناء تناولهم طعام الافطار قائلا: - بالمناسبة يا بوس عاوزك معايا في مشوار انهارده فيا ريت تفضي نفسك.
نظر ادهم الى ابنه الذي يتحدث بهدوء شديد وقال فيما هو يمضغ طعامه: - خير ان شاء الله يا أ. مراد. اعرف يعني. مش لازم اعرف انت عاوزني معاك فين؟
نظر الى ريتاج التي اعتلت ملامحها نظرة غامضة وهي تنظر الى بكرها فقال ادهم مقطبا:
- ما تتكلم يا بني فيه ايه؟

أجاب مراد وهو يتابع تناول افطاره ببرود: - هنروح نطلب ايد همس بنت عمتي راندا رسمي انهارده ان شاء الله
هتف ادهم وقد انفرجت اساريره: - دا احلي خبر سمعته واحلى مشوار هروحه
قالت ريتاج وهي تنظر الى ابنها ببرود: - بيتهيألي مش هينفع انهارده يا ادهم أجلوها لآخر الاسبوع احسن!
رفع مراد نظره فجأة ناظرا الى والدته التي بادلته النظر ببراءة مصطنعه بينما قال ادهم قاطبا:
- وليه ماينفعش انهارده يا تاج؟

كانت سعاد وشمس يتابعان الحوار الدائر فمالت سعاد على أُذن شمس قائلة: - انت فاهمه حاجه يا شموسة؟ أمك مالها مش عاوزة مراد يتقدم لهمس ولا ايه؟
قالت شمس بحيرة: - مش عارفة يا ستُّو انا اتبسطت لما سمعت مراد بيقول هيروح يخطب همس انهارده بس مش عارفة ماما معترضة ليه؟

أصاختا السمع الى أدهم الذي يقول قاطبا جبينه: - مش عارف ليه حاسس ان فيه حاجه بينك وبين والدتك وبتتكلموا بالألغاز!
ثم التفت الى ريتاج التي كانت تحتسي بعضاً من الشاهي وقال متسائلا: فيه إيه يا ريتاج بالظبط؟

وضعت الفنجان فوق الصحن ونظرت اليه قبل ان تنقل نظراتها الى ابنها وأجابت بنبرة تحدٍ:
- ابدا بس اصل يا ادهم ما ينفعش تروحوا تخطبوا العروسة وهي مش موجودة لما ترجع بالسلامة الأول!

قطب ادهم بينما نظر مراد الى والدته وشبح ابتسامة ساخرة ترتسم على وجهه وسمع والده يقول مستفهما:
- هي همس مش موجودة؟ راحت فين يعني؟
قال مراد سابقا أمه في الاجابة فهو يعلم ان همس لا بد انها خابرت والدته ليلة امس بعد ان تركها ولكن ما لا تعلمه والدته انه كلم عمته راندا وطمأنته ان همس لن تسافر:
- ابدا كان عندها تسجيل برنامج في لبنان والمفروض كانت هتسافر انهارده في الفجر لكن خلاص صرفت نظر!

قالت شمس باندفاع: - الندلة الجبانة وماتقوليش! ماشي يا همس بس لما اشوفك.
ثم قامت من مكانها قائلة: - هروح اكلمها حالا أهزئها.
صدح صوت ريتاج قويا: - مش هتلاقيها. همس سافرت انهارده في الفجر وكلمتني لما وصلت طمنتني عليها!
نظر مراد الى والدته بعدم استيعاب أولا مكرر كلامها: - همس سافرت؟!

أومأت ريتاج برأسها ايجابا وقالت: - آه. سافرت. وراندا ماقدرتش تخليها تغير رأيها خصوصا ان نزار في صف بنته ومش شايف سبب انها تلغي السفر طبعا مش هيقولوله انه جناب سعادتك أخيرا اتكرمت واتعطفت وقررت تتقدم رسمي وفي اليوم دا بالذات والا كان نزار حلف انك ما تتجوزها ولا تشوف ضفرها خالص! كل اللي عمتك قدرت عليه انها قالت له انها قلقانه ومش مطمنه لسفرها وطبعا نزار ما اقتنعش وقالها علشان اول مرة تبعد عنها و، بس سافرت!

لم يسفر تعبير مراد عن شيء وتحكم بصعوبة في غضبه فلم يخُنه سوى اهتزاز عضلة فكه مما يدل على عصبيته الشديدة ولكنه لم يظهر أي شيء تدل على غضبه مما قالته والدته التي تابعت قائلة:
- خلي الزيارة لما ترجع بالسلامة.
وضع الشوكة والسكين من يده ومسح فمه بفوطة المائدة ثم نظر الى والدته جيدا قبل ان يوجه حديثه الى والده قائلا:
- انا هسبقكم على المجموعه يا بوس في حاجات لازم اشوفها قبل الوفد الاجنبي ما يوصل.

نهض من مكانه والتفت ليغادر المائدة ولكنه وقف قليلا ونظر من فوق كتفه الى ادهم وريتاج ثم ثبت نظره على والدته وهو يقول:
- وبالنسبة لمشوار انهارده خلاص ما تشغلش بالك بيه يا بوس. انا لاغيته!
وغادر المائدة تاركا وراؤه وجوها تتخبطها الحيرة وهمسا بين جدته وشقيقته قاطعه ادهم بحدة هاتفا بريتاج:
- ريتاج لو سمحت لو خلصت فطارك عاوزك شوية، واسرع مغادرا المائدة بعد ان هز برأسه مستئذنا من سعاد وتبعته ريتاج.

ما ان اغلق باب غرفة المكتب وراءهما حتى التفت الى ريتاج قائلا بحدة: - اقدر اعرف ايه اللي بينك وبين مراد وهمس وراندا انا معرفوش؟ مراد لما قال اننا نروح نخطب همس له انهارده شكلك كنت عارفة ما اتفاجئتيش زيي يبقى ممكن اعرف عرفت منين لان مراد أتفاجأ انك عارفة، فيه ايه يا ريتاج بيدور من ورايا!

تكتفت ريتاج ووقفت امامه قائلة بحدة: - فيه ان ابنك مستبد! مش عاوز البنت تشوف مستقبلها، فاكر انه كفاية انه مراد ادهم شمس الدين يتقدم لها علشان تبوس ايدها وش وضهر وتحمد ربنا على النعمة اللي جاتلها، ما يعرفش ان همس هي اللي هدية من ربنا ليه!

تقدم ادهم منها ووقف امامها ناظرا في عينيها: - انت ليه محسساني ان همس هي بنتك ومراد ابن راندا؟ مراد عمل ايه لدا كله؟
أجابت بنزق: - ابدا، البيه رافض انها تسافر ورافض الشغل الجديد اللي جالها وحاط لها العقدة في المنشار هيروح يتقدم لها انهارده بالذات علشان ما تسافرش لما لاقاها مصممة ع السفر وطبعا كلم راندا هانم اللي نفسها تغمض عين وتفتح عين وتلاقي بنتها متجوزة مراد بصرف النظر عن رغبة بنتها.

قال ادهم ببرود: - انت عارفة وكلنا عارفين ان همس بتحب مراد وبعدين انت بتتكلمي كأن مراد ابنا دا مش هيكون كويس معاها. لا يا ريتاج ابني أي عيلة في البلد تتمنى تناسبه.

قالت ريتاج وهي تشير اليه بسبابتها: - انت السبب في الاستبداد بتاعه دا. المفروض تتكلم معاه وتخليه يعرف انه مافيش حاجه اسمها تؤمر تُطاع، لأ. همس انسانه متعلمة وبتشتغل وناجحة في شغلها ليه ما يساعدهاش ليه عاوز يكبتها ويضيع تعبها وشغلها.

أجاب ادهم بحدة: - بصي يا ريتاج يمكن مراد غلط انه عاند معاها بس هو بردو من حقه انه يخاف على مراته ويوافق او يرفض لو شاف شغلها مش مريح بالنسبة له.

قالت ريتاج وقد تخصرت امامه: - يا سلام وهمس ايه ان شاء الله الجارية اللي اشترتها له مامته؟ بص يا ادهم من الآخر انا مع همس في اللي عملته. وعمري ما هجبرها تعمل حاجه ضد رغبتها زي ابنك ما بيعمل، ولعلمك هي كلمتني امبارح بعد المجنون ابنك ما كلمها (لم تخبر همس ريتاج عن قدوم مراد اليها وتسلقه شرفتها فهي من ناحية تشعر بالخجل ومن ناحية أخرى ومهما فعل مراد فهي لا تريد أن يزداد غضب والدته منه) وانا اللي شجعتها انها تسافر، مراد لازم يعرف انه مش محور الكون، وانها لها شغلها وكيانها وزي هي ما بتهتم بشغله علشان ينجح فيه هو كمان لازم يهتم بشغلها علشان تنجح فيه، ومش هكرر كلامي تاني، انا معها. ضد ابنك وضدك وضد امها المطيورة دي، اللي كل اللي يهمها انها تشوف بنتها عروسة وخلاص زي الست أمينة!

صرخ ادهم غاضبا: - انت مش معقولة يا ريتاج! مراد دا ابنك افهمي. وهمس بنت راندا اختي اللي مش هلاقي احسن منها ولا هي هتلاقي حد تطمن على همس معاه زي مراد.

تكتفت ريتاج وأجابت بشبح ابتسامة ساخرة: - ماجبتش سيرة نزار يعني. مش باباها دا وله رأي؟
هتف ادهم بحنق: - انت عارفة نزار لو جات ساعه الجد مش هيقدر يرفض، هو بس قلقان علشان مراد من النوع الغامض شوية.

أجابت ريتاج ساخرة: - شوية؟ يا اخي دا ابنك دا تعب لي اعصابي انا، فما بالك بالمسكينة همس؟ انا مش عارفة طالع عصبي وعنيد اووي كدا لمين؟ لا وكله كوم وغموضه دا كوم تاني، وشّه قفل مصوجر ما تعرفش تقرا عليه أي حاجه!

أجاب ادهم باستهزاء: - لو على العصبية والدماغ الناشفة انا عارف طبعا جايبه منين لا وابصم بالعشرة كمان!

نظرت اليه ريتاج بنصف عين وقالت: - مش عارفة ليه طريقة كلامك مش مريحاني. انت بتلمح لإيه بالظبط يا أدهم؟ بس هقول ايه ابنك طالع مستبد زيك!

نظر اليها ادهم مليا وقال بغموض: - انا مستبد؟، هزت برأسها ايجابا فهتف بتحد: - ماشي يا تاجي. انا هوريك المستبد هيعمل ايه؟
ثم خلع سترته وقذفها فوق الاريكة العريضة وهو يردف رافعا حاجبه الايمن بمكر: - مستبد. ها؟
تراجعت ريتاج عدة خطوات للخلف وهي ترفع يدها امامها وتقول بابتسامة متشككة بينما يفك هو ربطة عنقه:
- انت بتعمل ايه؟ لا هنتأخر على شغلنا كدا.

رمى ربطة العنق لتلحق بالسترة وفتح أساور قميصه رافعا أكمامه الى ساعديه السمراوين وتقدم منها وهو يواصل:
- ما انا مستبد بقه. يبقى أتأخر، ما اروحش خالص. براحتي. ما هو استبداد بأه!

اصطدمت ريتاج بحافة المكتب خلفها فشهقت ثم رفعت عينيها لتراه ينظر اليها بنظرة غامضة ثم أردف بتساؤل:
- مستبد؟ اممم. أوكي!
شهقت ريتاج عاليا عندما جذب ادهم يدها بقوة ثم سار مغادرا حجرة المكتب بينما تزجره بغضب وهي تقول:
- سيب ايدي يا ادهم ما يصحش عيب كدا.
ولكنه لم يجيبها واتجه ليصعد الدرج بسرعة فكادت ريتاج تقع اكثر من مرة وهتفت ساخطة:.

- يا ادهم مش ممكن احنا مش صغيرين للحركات دي افرض حد شافنا دلوقتي من الخدامين هيقول علينا ايه، بنجري كدا ليه؟

فتعالت ضحكات ادهم واجابها: - حبيبتي المستبد ماحدش يقدر يقول له نص كلمة!، وواصل طريقه الى غرفتهما في الاعلى حيث فتح الباب ودخل واغلقه وراءهما بقدمه ثم تقدم نحو فراشهما الوثير الذي يحتل منتصف الغرفة وألقى بها فوقه، لتشهق عاليا وهي تعتدل جالسة فيما انحسرت تنورة سترتها الى أعلى فخذيها فظهرت بشرتها القشديّة، فزحفت الى الخلف وهي تهتف بتحذير:.

- ادهم بقولك ايه مش. وقته دلوقتي خالص ورانا شغل! فجلس بجوارها ومد يده مداعبا خصلاتها وقال بصوت مبحوح:
- مش انتي قلتِ انى مستبد وابني مستبد؟ خلاص. المستبد بيعمل اللي في مزاجه هو وبس! المستبد الكبير اجازة انهارده، وهيدِّي مراته اجازة اجبارى معاه، والمستبد الصغير هو اللي هيمشي الشغل!

هتفت معترضة: - ماينفعش كدا يا ادهم انت...
لتبتر عبارتها بغتة حين مال عليها ملتهما شفتيها في قبلة طويلة ثم مال فوقها فرفعت ذراعيها محيطة رقبته وداعبت مؤخرة شعره بأناملها ولم تستطع الاعتراض ليجرفها معه في سيل حبهما العاصف...

يعني انت دلوقتي كلمتيني في الشغل وتعالى حالا النادي علشان تقعدي ساكته؟ شمس انا بكلمك فيه ايه؟

قالت شمس ناظرة الى اسلام الجالس أمامها على الطاولة في النادي: - انا مستغربة اووي يا اسلام حصل حاجه انهارده الصبح على الفطار مش عارفة افهمها!

نظر اليها مقطبا وقال: - خير يا شمس ايه اللي حصل؟
قالت بعزم: - هحكيلك...
وروت لإسلام كل ما حدث صباحا على مائدة الافطار، استمع اليها اسلام مليَّا ثم قال بهدوء:
- علشان كدا مراد انهارده كان غريب شوية. يعني هو عمره ما بيَّن أي حاجه بس انهارده تحسي انه عصبيته زايده شوية ومش مستحمل حد ييجي ناحيته ولو بالغلط حتى!

قالت شمس: - طيب ليه ماما مش عاوزة مراد يتقدم لهمس وليه همس سافرت من غير ما تقول لي وليه مراد في الاخر قال لبابا اصرف نظر عن الموضوع كله قصده ايه موضوع انه يتقدم انهارده ولا موضوع ارتباطه بهمس عامة انا متلخبطة يا اسلام!

قال اسلام بحنو: - بصي يا شمس بصرف النظر عن أي حاجه او ليه ومش ليه اللي انا مقتنع بيه حاجه واحده همس عمرها ما هتاخد غير مراد ومراد عمره ما هيرتبط غير بهمس يعاندوا سوا يقربوا يبعدوا هما لبعض وبس.

قالت شمس قاطبة: - غريبة وايه اللي مخليك مقتنع اووي كدا؟

قال ناظرا اليها بطرف عين: - لاني اكتر واحد حاسس بيهم وعارف انهم بيحبوا بعض بس واحد عنيد زي البغل مش عاوز يعترف والتانية زهقت من كتر سكوته لا وجبروته وغروره انا متأكد لو مراد كان طلب منها بطرقة لطيفه شوية انها ما تسافرش علشان خايف عليها وبيغير عليها مش قادر يفوت يوم من غير ما يشوفها لو كان عمل كدا همس كانت في ساعتها اقتنعت لكن البيه ازاي يقول كدا لأ عملها تحدي وطبعا التحدي عمره ما يوصل لشيء ابدا.

نظرت اليه شمس وابتسامة ترتسم على وجهها فقال لها مستغربا: - ايه اللي بيضحكك؟
قالت وهي تميل اليه فوق الطاولة: - انت طلعت رومانسي وانا معرفش، طيب ما تقولي شكلك طبيت ولا إيه؟
قال إسلام بغموض: - وافرضي هتفرحي؟
أجابته: - بصراحه لأ.
أوشكت ابتسامة على الظهور على وجهه ما لبثت ان ماتت عندما سمعها تتابع قائلة: - يعني مراد وهمس وانت وانا ايه لوحدي؟ لالا انا كمان عاوزة اعيش قصة حب زيكم؟

مال باتجاهها ونظر اليها قائلا: - طيب ممكن اعرف مواصفات فارس احلامك ايه؟، قالت وقد شردت بعينيها: - عاوزاه طويل ورياضي ووسيم وشخصيته قوية وحنون ويحتويني عاوزاه زي بابا كدا لما بشوف حبه لماما وازاي مش باين انهم كبروا وأد ايه بيغير عليها ويخاف عليها بقول يا رب ارزقني بانسان زي بابا وطبعا لازم يكون اكبر مني بشوية كويسين كدا!، قال إسلام بنزق:.

- شوية كويسين؟ أد ايه يعني كيلو؟، قالت بحنق: - ايه يا إسلام كيلو ايه! انا قصدي يعني مش اقل من 6 سنين كل ما زاد الفرق بيننا كل ما كانت شخصيته حنونة ويقدر يحتويني ويفهمنى اكتر!، قال اسلام بعصبية مكبوتة:.

- يعني لو اكبر منك بسنة ولا اتنين ماينفعش؟، ضحكت قائلة: - سنة ولا اتنين ايه يا اسلام هنعيَّل؟، قال مرددا كلمتها بحنق شديد: - ن، ايه؟ نعيَّل؟ ليه هو اللي بينهم وبينك سنة ولا اتنين ما بيفهموش وما عندهومش عقل ولا ايه؟، استغربت شمس من غضبه وقالت:.

- جرى ايه يا اسلام انا مش قصدي كدا بس بيكونو عاملين زي المولودين على راس بعض وبعدين علميا ثبت ان الولد والبنت اللي في نفس السن البنت بتكون اكبر عقليا ب 5 سنين، بتكون أنضج من الولد اللي في سنها، علشان كدا انا بفضل فرق السن يكون كبير شوية، ثم تابعت بابتسامة:.

- وبعدين يا سيدي دا رأيي والاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية انت مش مقتنع مش مشكلة اتجوزها انت أدك او حتى اكبر منك براحتك!، كاد إسلام ان يقتلع شعره من جذوره وهو يقول بعصبية مكبوتة:
- يعني انا لو حبيت أي واحده هتفرحي لي؟، هزت برأسها مؤكدة وقالت بابتسامة عريضة:.

- اكيد هفرح لك انت ماتعرفش غلاوتك عندي أد ايه يا اسلام احنا يمكن الفرق بيننا سنة واحده لكن كتير كنت بحس عقلك كبير وكنت بلجأ لك لما تصادفني أي مشكلة والاقيك ادتنى الرأي الصح، بجد يا بختها اللي هتكون من نصيبها!، زفر اسلام بقوة واغمض عينيه قليلا ثم فتحهما ناظرا اليها وقال:.

- فعلا يا بختها! ثم سكت قلياا ناظرا اليها بغموض جعلها تقطب حائرة قبل ان يتناول محموله ومفاتيح سيارته من امامه ويقف وهو يقول بحدة خفيفة و كأنه على عجلة من أمره:
- عن اذنك يا شمس معلهش افتكرت مشوار ضروري لازم اعمله، وغادر مسرعا تاركا اياها وقد اعتلت تقطيبة عميقة جبينها وهي تتسائل ما الذي حدث وجعل إسلام ليس على طبيعته؟..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة