قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية كبرياء أنثى (نساء متمردات ج2) للكاتبة منى لطفي الفصل الثامن عشر

رواية كبرياء أنثى (نساء متمردات ج2) للكاتبة منى لطفي الفصل الثامن عشر

رواية كبرياء أنثى (نساء متمردات ج2) للكاتبة منى لطفي الفصل الثامن عشر

- همس، حصّليني على أودتك فوق، نظرت همس الى والدتها التي تكلمت بصرامة وعينيها مليئة بالرجاء قائلة:
- أرجوكِ يا ماما مش عاوزة أتكلم دلوقتي، خليني لما أهدى وأروق وانا هحكيلك كل حاجه.

نظرت اليها راندا بنظرات جدية وقالت بلهجة لا تلين: - همس، هي كلمة واحده. اتفضلي قودامي فوق على أودتك مش هتكلم هنا والشغالين يسمعونا.

أذعنت همس الى أمر والدتها فهي تعلم تمام العلم أن والدتها على قدر انبساطها مع أولادها ومعاملتهم معاملة الأصدقاء إلا أنها عندما يستدعي الأمر فإنها تستخدم سلطتها كأُم بكل حزم وشدّة...

دخلا غرفة همس وما إن أغلقت الأخيرة الباب وراءهما حتى التفتت راندا إليها وهي تقول مشيرة إلى أريكة صغيرة موضوعه بزاوية الغرفة:
- إتفضلي اقعدي واحكي لي بالتفصيل أيه اللي حصل تحت دا وسببه ايه!
أومأت همس برأسها ايجابا وأجابت بصوت مخنوق لشدة الحزن: - حاضر يا ماما انا هقولك كل حاجه...
بعد أن روت همس لوالدتها الموضوع كاملا نظرت الأخيرة إلى ابنتها الجالسة بجوارها وقالت بهدوء:
- إنتِ غلطتِ يا همس!

نظرت همس الى والدتها بدهشة عارمة وشهقت ببكاء مخنوق قائلة والدموع تلمع في عينيها النجلاوين:
- أنا بردو يا ماما؟ انا اللي كدبت وخليت والدي يكدب معايا؟ وكل دا علشان ايه؟ علشان اللعبة بتاعتي ماتضيعش مني؟ أحاطت راندا كتفي ابنتها بذراعها بينما ربتت بيدها الأخرى على كتف همس وهي تقول بحنو:.

- افهميني همس حبيبتي، مراد عمل كدا من يأسه! أنتِ ناسية إن الحادثة أساسا كانت بسبب انه عرف انه خلاص كتب كتابك انت وأسامة إتحدد!

نظرت إليها همس بحيرة وتساؤل فأجابت راندا على سؤالها الصامت وهي تهز برأسها مؤكدة:.

- أيوة يا همس، مراد حكى لي على كل حاجه! أنا قعدت معاه قعدة طويلة أوي قبل كتب كتابكم علشان أتأكد وأفهم! منين انت كنت مصرة على أسامة وأنا كنت معارضة ارتباطك بيه علشان عارفة شعورك من ناحية مراد ومنين انك بسهولة سبتيه؟ كنت خايفة يبقى إحساسك بالشفقة ناحية مراد هو اللي بيحركك، وخوفي دا اللي خلّا مراد يصارحني بكل حاجة، وعرفت انه يوم الحادثة كان معاك وعرف منك انه خلاص كتب الكتاب إتحدد، وإنك لسه مصرّة على الارتباط بأسامة، ولو تفتكري كويس قبل كتب كتابك انت ومراد اللي جه كروتة كروتة وفاجئتونا انكم حددتوه في 24 ساعه. انا سألتك وقلت لك متأكده يا همس؟، جاوبتيني وعينيكي بتلمع انك عمرك ما كنت متأكده من قرار اخدتيه زي ما انت متأكده من قرار ارتباطك بمراد...

ثم جذبتها الى احضانها وتابعت بحنان أمومي: - همس حبيبتي الواحد لما بيحب أوي ويوصل لمرحلة اليأس انه ممكن يبعد عن حبيبه. ممكن ساعتها شخصيته تتبدل 180 درجة ويعمل أي شيء في سبيل انه يضمن انه ما يبعدش عن الانسان اللي بيحبه!

رفعت همس رأسها من حضن والدتها ونظرت اليها قائلة بعينين تغشاهما الدموع: - بس دا ما صارحنيش ولو مرة واحده بس انه بيحبني يا ماما! آه قالي كتير اننا لبعض وانه مش متصور اننا نبعد عن بعض لكن كلمة حب. الكلمة التي بتزغزغ مشاعر الواحد وتخليه القلب دقاته تعلى والجسم يبقى دافي بس من مجرد سماعها عمره ما قالها! ماما انا ما انكرش انى بحب مراد! ويمكن دي مشكلتى، آه انا بحبه وانا مبعرفش أخبي مشاعري وهو عارف انى بحبه وقلتهالو كتير لكن البنت بتحب تسمع كلمة بحبك من حبيبها...

ثم تابعت بابتسامة أسف صغيرة: - عارفة يا ماما، أسامة عمره ما بخل عليّا بيها. كان طول الوقت بيقولهالي وانا للأسف ما كنتش بحس بيها! آه كنت ببقى فرحانه وانا بسمعه بيقولها، وبتكسِف كمان. لكن لأني سمعت كلمة حلوة، إنما الإحساس بالحب نفسه كان معدوم عندي!، كنت بحس ببرود جوايا علشان، كدا لما حصل اللي حصل لمراد واجهت نفسي لأول مرة من ساعة خطوبتي لأسامة. لآقيتني مش هقدر أعيش من غير مراد خصوصا وإنى حسيت إن اللي جرالُه بسبب كلامي معاه في آخر مرة شوفته فيها قبل ما يحصل اللي حصل.

صمتت قليلا لتتابع بعد ذلك ونبرة الصدق تغلف صوتها: - من ناحية تانية يا ماما، أسامة يستاهل واحده تحبه بجد وتبادله مشاعره الصادقة الصريحة، ومش انا اللي اهرب وأدارى في أسامة مستغلة حبه ليا، . علشان كدا صممت انى افسخ خطوبتي لأسامة علشان هو انسان محترم وبجد يستاهل واحده تحبه من قلبها بجد!..

ابتسمت راندا قائلة: - هي دي بنتي اللي انا ربيتها، . بصّي يا همس، إنتِ عارفة ومتأكده زي ما أنا عارفة إن مراد مش بس بيحبك، لا، دا مجنون بيكي! وكون انه ما صارحكيش لغاية دلوقتي بحبه دا باعتراف صريح مباشر منه. ف دا مش معناه انه حبه ليكي تعوّد أو حب امتلاك أو. ، وابتسمت ابتسامة صغيرة متابعة:.

- انه إنت اللعبة بتاعته اللي مش عاوز حد ياخدها منه!، لا حبيبتي في رجالة كتير بيكون عدم نطقهم للكلمة دي عدم إدراك منهم أد ايه الكلمة دي مهمة بالنسبة لحبيبته ولو لفتّي نظره يرد يقولك، أنا كل حاجة بعملها بتثبت حبي ليكي، يعني مش محتاج اقولها!، هو انا يعني لازم أستهجهالك علشان تصدقي انى بحبك؟!..

ابتسمت همس ابتسامة صغيرة فتابعت راندا مربتة على شعرها: - الرجل الشرقي حبيبتي تقيل في التعبير عن عواطفه مش زيينا. ، لا لا احنا بطبعنا عاطفيين ورومانسيين. تلاقيكي على طول. طول ما انت ماشية بتقوليها له لغاية ما بتبقى عاملة زي الأسطوانة المشروخة وتفقد طعمها وبهجتها عنده علشان كدا الست الشاطرة تبقى عارفة تقولها إمتى وتسكت إمتى!، خلّيه يفتقد الكلمة دي، ويحس إنها وحشاه، وفي لحظة معينة بلّي ريقه بيها. يا سلام، عطّشيه عطّشيه وارجعي قوليها له!، عارفة مرة في مرة هتلاقي لا شعوريا بيبادلك نفس الكلمة، الرجل في مجتمعنا عنيد. لو طلبتيها منه مش هيقولها لك بسهولة، دا غير إن الحاجة لو اتطلبت بيبقى طعمها ماسخ مش حلو، غير لما تجيلك كدا من غير ما تطلبيها!

نظرت همس الى والدتها متسائلة: - بس بابا وخالو ادهم وخالو محمود مش كدا؟،
ضحكت راندا قليلا ثم أجابت بغمزة ماكرة من عينها: - علشان عطّشانهم لما نشّفنا ريقهم أنا و طنط تاج و طنط مها فما صدقوا اننا قولناها!، وبالتالي هما اللي بقوا بيقولوها وبكرم حاتمي كمان!

قالت همس مبتسمة من بين دموعها التي سالت من دون شعور منها وهي تكفكفها براحة يدها:
- طيب وأنا اتصرف ازاي دلوقتي؟ للأسف ما طلعتش خبيرة في التعطيش زيّكم؟
أجابت راندا بحماس: - ايوة هو دا الكلام، تتصرفي ازاي؟، أولا تثبتي على موقفك!..
شهقت همس بدهشة وتساءلت بحيرة: - ايه؟ أثبت على موقفي؟ منين يا ماما رافضة إني أسيبه ومنين عاوزانى أتمسك بقراري؟

نظرت اليها راندا بخبث قائلة: - ما انت لازم تعطشيه واحنا بأه هنشّف لك ريقه!
قطبت همس بين حاجبيها قائلة بتساؤل: - انتم؟ انتم مين يا ماما؟..
أجابت راندا بضحكة مرحة: - انا وطنط ريتاج، هو إنت فاكرة إن عملة مراد دي وسكوت خالك ادهم عليها هتعديها تاج كدا بسهولة؟

نظرت اليها همس بحيرة واستفهام بينما راندا تتابع غامزة بخبث: - أنا متأكدة أن طنط تاج هتنشف ريقهم هما الاتنين!
مشيرة بأصبعيها السبابة والوسطى في حين لم تستطع همس كتم ضحكتها التي انطلقت تشاركها راندا بمرح صاخب!..

دخل أدهم الى منزله بعد أن هاتفه مراد مخبراً إيّاه بكل ما حدث بينه وبين همس، لم يجد ريتاج في انتظاره ببهو المنزل أو غرفة الجلوس كما كان متوقّعاً فذهب حيث غرفة سعاد والدتها في الطابق السفلي ليلقي عليها السّلام فوجدها جالسة في كرسيّها العريض بغرفتها والمكسو بقماش فاخر وكانت تصلي، انتظر بهدوء حتى فرغت من صلاتها ثم اتجه إليها مصافحا لها فانفرجت أساريرها لدى رؤيته وهللت قائلة بحبور بينما يميل عليها مقبلا يدها:.

- ادهم حبيبي، حمد لله على السلامة، إتأخرت انهرده في الشغل يعني مش بعادة؟
أجاب أدهم مبتسما ابتسامة خفيفة: - الله يسلمك يا ماما سعاد، أبدا كان ورايا شوية شغل زيادة معرفتش امشي إلا لما أخلصهم الأول...

علّقت بابتسامتها الطيّبة: - ربنا يسهّلك الصعب دايما يا حبيبي يارب...
أجاب أدهم: - ربنا يخليكي يا ماما. ثم استدرك متسائلاً: - هي تاج فوق في أودتنا؟ أصلي ماشوفتهاش من ساعة ما دخلت!

أجابت سعاد ضاحكة: - تاج؟ تاج أنا معرفش إيه اللي حصل لها! كانت زي الفل وبتضحك وفجأة شمس بنتك رجعت من بره وخدتها على جنب ومعرفش ايه اللي جرا بعد كدا؟!، وشوية و مراد ابنك هو كمان رجع من بره راحت تاج واخداه على أودته وما فيش شويّة صغيرين ولاقيته طالع غضبان، قعدت أنادي عليه ما ردّش عليا!، وخد في وشّه وخرج، وهي طلعت على أودتكم فوق، وشمس كل اللي قالتهولي إن مراد وهمس متخانقين!

نظر ادهم الى البعيد وقد شرد قليلا فهو يعلم سرّ غضب ريتاج وخاصة منه!، فهو قد أخفى عنها خبر شفاء إبنهما بل انه ساهم في تأكيد خداع مراد للجميع بصعوبة عودته لإستخدام قدميه ثانية إلا بعد عدة عمليات جراحية!

هو لا ينكر خطؤه في عدم إخبارها ولكنه يعلم تمام العلم أن ريتاج كانت سترفض هذا الخداع ولو من أجل ابنها!، والذي كان يريد إستمالة قلب همس بأي وسيلة وضمان موافقتها على الارتباط به! ولكنه لم يشارك في خطة مراد إلّا بعد ان تأكد من حب همس العميق لإبنه والذي تجلّى بوضوح أثناء مكوث الأخير بالمشفى حيث كانت شبه ملازمة له!، والسؤال الآن هو، تُرى كيف يمتص غضب ريتاج؟..

أفاق من شروده على صوت سعاد وهي تناديه عدة مرات فانتبه اليها قائلا: - ها، بتقولي حاجه يا ماما؟
كررت سعاد كلامها بدهشة: - بتقولي حاجه يا ماما؟ انا بئالي عشر دقايق يا بني بنادى عليك وانت ولا هنا حد! مالك يا ادهم؟ فيه ايه بالظبط؟

أجاب ادهم مربتاً على يدها: - ما تشغليش بالك انت يا ست الكل، أكيد تاج متضايقة من مراد، وتلاقي همس اشتكت لشمس وشمس حكيت لها، انا هطلع أشوف مالها.

ثم استدار متجها ناحية الباب مغادرا الغرفة حينما سمع سعاد تقول: - أدهم.
التفت اليها، فغمزته ماكرة وتابعت: - انت متأكد انك مالاكش يد في الحالة اللي فيها تاج دي؟
هز برأسه نفيا وقال بتلكؤ طفيف: - ما انا لسه راجع من بره قودامك يا أمي أهو...

قالت سعاد وهي تهز بكتفيها علامة الجهل: - والله انا معرفش، بس إحساسي بيقول لي انك ليك يد!، علشان كدا لو ليك دخل في الموضوع اللي انا معرفوش بلاش تتكلم معاها في حاجه دلوقتي، سيبها لغاية ما تروق خالص وبعدين ابقوا اتكلموا سوا.

أجاب ادهم قبل ان يخرج: - اطمني يا أمي، خير ان شاء الله...
وغادر الغرفة متجها الى أعلى حيث متمردته الحسناء!..
دخل ادهم غرفتهما فوجد ريتاج جالسة فوق فراشهما تطالع كتاب ما، ألقى السلام فأجابته بهدوء، وضعت الكتاب من يدها جانبا ثم قامت من مكانها متجهة إلى باب الغرفة بقصد الخروج عندما قطع ادهم عليها الطريق قائلا:
- رايحه فين يا تاج؟
نظرت اليه ببرود وأجابت: - هقولهم يحضروا لك الغدا.

هز برأسه نفيا وهو يقول: - مالوش لزوم، أنا شبعان، خليكي مرتاحة.
حركت كتفيها بلامبالاة وعادت مكانها ثانية حيث أمسكت بكتابها متابعة قراءته، اخرج ادهم ثيابا له من الخزانة واتجه الى الحمام الملحق بغرفتهما للاغتسال، خرج بعد قليل وقد اغتسل وبدل ثيابه ليفاجأ بريتاج على نفس وضعيتها التي تركها عليها.

وقف امام مرآة الزينة حيث مشط شعره ثم وضع الفرشاة جانبا وسار حتى جلس بجوارها فوق الفراش ومال عليها ليرى ماهية الكتاب الذي تقرأه، لم تهتم ريتاج وتركته يفعل ما يحلو له.

اقترب أدهم منها ليقبلها على وجنتها عندما ابتعدت فجأة عن مرمى قبلته ليقطب من تصرفها وزفر عميقا قبل ان يقول:
- تاج حبيبتي ممكن تسمعيني؟
لم تأبه له فمد يده متناولا الكتاب الذي تدعي قراءته وأغلقه واضعا إياه فوق الجارور بجوار السرير وهتف:
- ما انت هتسمعيني يعني هتسمعيني!
لم تجبه وبدلا من ذلك سحبت غطاء الفراش فوقها راقدة على جنبها وقد أولته ظهرها معلّقة ببرود ثلجي:
- انا عاوزة انام!

مد يده ساحبا الغطاء بنزق من فوقها وهو يقول محتدا: - بلاش سياسة البرود دي! حاجه مضايقاكي قوليها لي واحنا نتفاهم فيها لكن تتعاملي معايا بالبرود دا فدا شيء إنتِ عارفة كويس إني ما اقبلوش!

التفتت اليه رافعة نفسها قليلا من فوق الفراش وقالت بحدة نوعا ما: - ما تقبلوش؟! اومال ايه الشيء اللي انت تقبله؟ الكدب والخداع؟
أجاب ادهم وقد بدأ غضبه يعلو: - تاج لو سمحت راعي كلامك!، انا مش عيّل صغير هتضربيني على إيدي! المفروض اننا كبار وواعيين والتفاهم مش بإسلوب السخرية والبرود دا!..

اعتدلت ريتاج في رقدتها لتجلس فوق الفراش وتواجهه كليّة وهي تكرر كلامه ساخرة: - آه صح، تصدق عندك حق! احنا دلوقتي مش زي زمان احنا دلوقتي كبار وعاقلين.
ثم نظرت اليه بقوة متابعة: - والأسلوب اللي انت اتعاملت بيه معايا دا اللي صح؟، ثم تابعت دون ان تعطيه فرصة للإجابة:.

- إنت عارف أنا ايه اللي كان بيحصل لي كل ما كنت بشوف ابني وهو قاعد على كرسي متحرك؟ يا ترى انت مقدر حجم الخوف اللي كنت عايشة فيه لو بس العملية فشلت ولو بنسبة واحد من عشرة في الميّة؟ ولَّا لما أشوف ابني يوم خطوبته اللي بتتمناه أي أم وهو قاعد على كرسي متحرك جنب عروسته اللي كلها حيوية وانطلاق دا عادي بالنسبة لي؟

انسابت دموعها بالرغم منها وتابعت مشيرة الى نفسها: - هو انا خلاص ما بئاليش أي صفة في حياته علشان تخبي عليا حاجه زي دي؟
أجاب أدهم زافرا بيأس: - تاج حبيبتي ما تحسبيهاش كدا...
نظرت اليه بحنق وهمّت بالرد ولكنها تراجعت وبدلا من ذلك أولته ظهرها وتابعت بجمود وهي تمسح دموعها معيدة الغطاء فوقها:
- لو سمحت يا أدهم، مش عاوزة أتكلم في الموضوع دا دلوقتي، أنا تعبانه وعاوزة أنام!..

مال عليها أدهم وربت على كتفها هامسا في أذنها بحب: - وهيجيلك نوم بعيد عن حضني؟، وانتي فاكرة إني أقدر أنام طول ما أنا حاسس انك زعلانة مني؟!

اغمضت عينيها وزفرت بيأس مجيبة دون أن تلتفت إليه: - أرجوك يا ادهم سيبني دلوقتي...
مد ذراعه تحت كتفيها وأدارها ناحيته لتنظر إليه ولكنها أبت أن ترفع عينيها إليه وبدلا من ذلك سلّطت نظراتها على حنجرته حيث تفاحة آدم التي طالما جذبتها فكانت تقبلها مرارا وسمعته وهو يهمس أمام وجهها:.

- تاج حبيبي، انت عارفة اني مش بقدر على زعلك، وبعدين مين يقدر يقول انه مالكيش رأي في حياة مراد أو شمس أو أنا حتى؟، حبيبتي إحنا كلنا ملكية خاصة ليكي إنتِ، أنا ما رضيتش أقولك علشان انا عارف انك كنت هترفضي ان مراد يخدع همس، وأنا موافقتوش إلا لما إتأكدت ان همس بتحبه فعلا، وابنك كان في حالة يأس انها تغيّر رأيها وترجع عن اللي في دماغها وتسيب اسامة، وافتكر انها اول ما تطّمن عليه هتّمّم موضوعها مع اسامة في معاده، علشان كدا فكّر في الحكاية دي. ابنك عاشق لحد اليأس يا تاج، ويأسه دا اللي خلاه يصمم على اللي في دماغه. وأنا حاسس بيه يا تاج وعاذره، لأني لو كنت مكانه كنت ممكن اعمل أي حاجه علشان اضمن انك ما تضيعيش من بين ايديا!، وسبق وعملتها. فاكرة؟

لم تجبه واستمرت متفادية النظر اليه فتابع: - لما ضغطت عليكي في كتب الكتاب والجواز! انا كمان كنت ومازلت عاشق حتى النخاع زي ما بيقولوا!، علشان خاطري يا تاج بلاش زعل، أنا مش هاين عليا أشوف دموعك!

رفعت نظرها اليه اخيرا وأجابت بكل ما أمكنها من هدوء: - خلاص؟، خلّصت كلامك يا ادهم؟
نظر اليها أدهم بترقب منتظرا تكملة كلامها بعد ان أومأ موافقا فقالت: - شوف يا ادهم، إنت وضّحت لي وجهة نظرك، ودا شيء يرجع لك، بس كون انى اقتنع بوجهة النظر دي أو اقتنع بأي سبب يخليك تشارك مراد في خديعته لهمس بصرف النظر بأه انى كنت هقبل كدا او لأ، فأعتقد ان دا شيء يرجع لي انا، ودلوقتي أنا عاوزة أنام!

وبمنتهى البرود أولته ظهرها مبتعدة عن ذراعه بينما طالعها بنظرات مليئة بالدهشة ما لبثت ان تحولت للغيظ وهتف بنزق:
- نامي يا تاج، نامي براحتك.
وأولاها ظهره مدعيا النوم هو الآخر كاتما غيظه بصعوبة بينما داخله يرغي ويزبد!..

- يا بني انا في ايه وانت في ايه؟، بأه أنا جايلك علشان تشوف لي حل مع المجنونة همس ألاقيك تفاجئني وتقول لي انك بتحب وعاوز تخطب! وتطلع مين دي بأه يا سي اسلام ان شاء الله؟

استفهم مراد باستغراب بينما يجلس على كرسي خيزران في حديقة منزل عمه محمود حيث ذهب رأسا الى اسلام ليروي له ما حدث مع همس لكي يجد له مخرجا مما هو فيه، قال اسلام بتلعثم ناظرا بتردد الى مراد جعل الأخير يقطب بين حاجبيه وينظر اليه متسائلا فأجاب اسلام:
- ما هو لازم إنت بالذات تعرف علشان تساعدني! قال مراد مستفهما: - ايش معنى أنا بالذات يعني؟، هي العروسة حد أنا أعرفه؟

إرتبك اسلام قليل فنظر اليه مراد مليا وما لبث ان إبتسم بخبث غامزا بمكر وقال ساخرا:
- ايه، قدرت تقنعها أخيرا ان كون فرق السن بينكم سنة واحده بس مش مشكلة زي ما هي فاهمه؟

صُعق اسلام ورفع رأسه ناظرا بقوة الى مراد سائلا اياه بدهشة: - ايه دا؟، انت كنت عارف طول الوقت دا؟
ضحك مراد وأجاب: - تصدق انك خففت عني شوية! انا جاي لك روحي في مناخيري وانت خليتني اضحك!

ثم مال باتجاهه بينما تفصل بينهما طاولة صغيرة وتابع: - انت فاكر انى مش ملاحظ احساسك ناحية شمس؟ دا من واحنا لسه اطفال كنت لما بزعق لها وتشوفها بتعيّط تتخانق معايا علشانها! فاكر في العيد لما كنا بنجري ورا بعض ووقعت على الارض؟ كنت هتعيّط جنبها من كتر عياطها علشان زعلانه ان فستان العيد بتاعها اتوسخ!، اسلام. انا عمري ما هتمنى لشمس أختي حد أحسن منك! إنت إبن عمها وبتحبها، بس السؤال بأه، إنت فاتحتها في الموضوع دا؟

لم يمهل اسلام ليجيب تساؤله وتابع مراد بتلقائية: - بصراحه انا كنت شاكك من شعورها ناحيتك، لكن من بعد الحادثة وانا ملاحظ انه فيه حاجات اتغيرت. يا ترى تخميني صح ولا غلط؟

أومأ اسلام برأسه موافقا وأجاب وهو يبتسم ابتسامة جانبية وقد لمعت عيناه ببريق لهفة وحب:
- تخمينك صح! وانا طول الوقت دا مستني علشان شمس تتأكد من مشاعرها وانها مش وليدة اللحظة، أو انها اتسرعت من ناحيتي بعد حكاية الحادثة ومشاعرتها خانتها!، لغاية ما انا خلاص ما عادش عندي صبر اكتر من كدا!

هز مراد رأسه لأعلى وأسفل ثم امتدت يده تقبض على تلابيب إسلام فجأة جعلت الأخير يشهق دهشة بينما تحدث مراد بحدة مفتعلة:
- بقولك ايه خلي بالك انت اللي بتتكلم عليها دي تبقى أختي فياريت ماتسوقش فيها. ها؟

حرك اسلام رأسه يمينا ويسارا وقال وهو يحاول ابعاد قبضة مراد عن رقبته: - خلاص يا اخي، هو أنا أي حد ولا بقولك عاوز امشي معاها؟!

أزاح يد مراد عنه بقوة وأكمل قائلا بجدية بالغة: - أنا بحبها!، عارف يعني ايه بحبها؟، وعاوز اتجوزها، ودلوقتي حاليا عاوزك تطلع معايا على عمي ادهم علشان اقوله اني فاتحت بابا وماما وطبعا ما صدقوا لدرجة ان ماما قالت لي انى لو ما كنتش اتحركت كانت هتفاتح هي طنط تاج في انها عاوزة تخطب شمس ليا.

قال مراد بحنق: - يعني أنا في إيه وأنت في إيه؟ أنا جاي لك تشوف صرفة في المجنونة بتاعتي، ألاقيك بتقولي إنك عاوز تخطب أختي أنا مش، ، ثم بتر عبارته وقد لمعت عيناه وقال بحماس من وجد كنزا:
- بس هي دي.
التفت الى اسلام الناظر اليه بذهول وتابع قائلا باندفاع: - انت فعلا لازم تخطب شمس. وخطوبة بس ليه ما نخليها كتب كتاب بالمرة يعني انتو لسه هتدرسوا اخلاق بعض؟

ثم ضحك من دون ان يترك الفرصة لإسلام للتعليق وتابع: - هو دا الحل اللي هيخليني اقدر ارجّع المجنونة بتاعتي!، في حين نظر اليه اسلام بدهشة كمن ينظر الى شخص قد فقد عقله وقطب قائلا بتساؤل:
- ترجّع همس لما أنا أتجوز شمس؟ وبتقول همس المجنونة؟ مراد، هو مين المجنون فيكم بالظبط؟..

- صباح يا صباح، أتت صباح مسرعة تلبية لنداء ادهم عليها ووقفت أمامه قائلة: - أؤمرني يا ادهم بيه، خير؟
أجاب أدهم مقطباً: - هو مافيش حد في البيت ولا إيه؟، الجو ساكت؟!

أجابت صباح بثرثرتها المعهودة وهي تحرّك يديها الاثنتين: - لا يا سي ادهم بيه، ست شمس في أودتها، من ساعة ما رجعت من بره وكان باين عليها إنها متضايقة اوي، وست ريتاج كانت عند ست سعاد في أودتها من شوية، وسي مراد مع سي الأستاذ إسلام في أودة المكتب من قيمة ربع ساعة كدا، أما بقه، ، زفر ادهم بضيق فقد شعر بصداع يخبط في رأسه من ثرثرتها الفظيعة كما انه لدى استيقاظه لم يرى ريتاج بجواره مما جعله يشعر بالغضب من أسلوب التجاهل الذي اعتمدته في التعامل معه...

قال ادهم مقاطعا لها واضعا حد لهذه الثرثارة الصغيرة: - خلاص يا صباح، اعملي لنا قهوة وهاتيها على المكتب، وياريت تقولي لريتاج هانم إنى مستنيها هناك.

أشارت صباح إلى عينيها وهي تقول بابتسامة: - يا سلام بس كدا؟ من عينيا الجوز ومناخيري اللوز يا سي ادهم بيه!
كشّر ادهم وحرّك برأسه يمينا ويسارا يأسا منها ثم اتجه الى غرفة مكتبه ليرى ابنه واسلام...

- اهلا ازيك يا اسلام...
حيّا أدهم إسلام مصافحا له، ثم نظر الى مراد بطرف عينه وقال بهدوء: - ها. عملت ايه يا روميو في حكايتك؟ كلّمت همس؟
أجاب مراد نافيا: - لا يا بوب، ما كلمتهاش.
قال ادهم وهو يشير اليهما بالجلوس: - عمتك كلّمتني، عاتبه عليك علشان اللعبة اللي عملتها عليهم كلهم بما فيهم طبعا همس وبتقول إنها حاولت مع همس كتير لكن همس مصممة على رأيها.

انفعل مراد وانتفض واقفا وهو يقول بحدة: - نجوم السّما أقرب لها من اللي بتفكر فيه، ولما نشوف مين اللي كلمته هتمشي في الآخر، خلّيها متعلقة كدا زي البيت الوقف!

نظر اليه ادهم بصرامة وهتف بقوة: - مراد، إوعى تنسى إنها بنت عمتك، يعني بنت أختي. وفي مقام بنتي بالظبط، واللي مش هرضاه لشمس مش هرضاه لغيرها حتى لو كانت غريبة مش بنت عمتك، وبعدين انت ناسي نزار؟، انت عارف انه وافق عليك علشان بنته عاوزاك وانها صممت انها ترتبط بيك، تفتكر لو عرف باللي انت عملته هيقف ضد بنته؟، ولاما هيصدق ويقف في صفّها لغاية ما يخلصها منك؟

شحب وجه مراد فقد نسي أمر أبيها تماما، أجاب أدهم تساؤله الصامت وهو يزفر بعمق: - شوف يا مراد، احنا مهما كان عيلة واحدة، وما ينفعش أسلوب لوي الدراع دا، هي كلمة واحدة، قودامك فرصة تخلّي همس تغير رأيها، انا هسيبلك كم يوم تحاول فيهم، وإذا أنا سألتها تاني ولاقيتها لسه مصرة على الانفصال. هنفّذ لها رغبتها، وانت وشطارتك بأه الكورة دلوقتي في ملعبك وهمس لسه مراتك، وريني هتحاول تخليها تغير رأيها إزاي!

جلس مراد على كرسيه ثانية وقال محاولا تمالك أعصابه: - معلهش يا والدي سامحنى بس انت عارف انى لما بحس ان همس ممكن تبعد عني بتجنن، عموما فيه حاجه لو تمّت ممكن تساعدني اقدر اخليها تغير كلامها.

تطلع اليه ادهم بتساؤل فأشار مراد الى اسلام بعينيه ان يبدأ بالكلام فتنحنح اسلام قائلا:
- بصراحه يا عمي انا جاي آخد رأي حضرتك في موضوع مهم جدا بالنسبة لي تقدر تقول حياة أو موت!، بابا كان عاوز هو اللي يفاتح حضرتك لكن انا صممت انى انا اللي اتكلم فيه انا، وصمت!

قال ادهم مشجعا اياه على المتابعة: - ايوة يا اسلام انت ايه؟ فيه حاجه في الشغل مش عجباك؟، ترقية او زيادة مرتب مثلا؟..

هز إسلام برأسه نفيا وبقوة وقال: - لا لا لا. يا عمي، حضرتك فهمتنى غلط!، الموضوع مش كدا خالص!، أنا، أنا طالب إيد شمس من حضرتك!

لانت أسارير أدهم وهتف بحبور: - بجد يا إسلام؟، إنت عارف غلاوتك من غلاوة مراد، بس الأول لازم ناخد رأي العروسة، بصراحة يا إسلام لو ما كنتش فاتحتني كنت انا اللي هجيلك أقولك حط حد لحكاية توم وجيري اللي بينك انت وبنت عمك دي، لكن موضوع مراد شغلني!

أجاب اسلام فرحا: - يعني حضرتك موافق يا عمي؟..
قال ادهم بابتسامة ابوية: - أنا مش هلاقي حد أأتمنه على بنتي زيك يا إسلام، ثم قطب متابعا بحيرة وتساؤل: - انما صحيح، لمّا انت تخطب شمس، مراد هيخلّي همس تلغي موضوع الانفصال دا ازاي؟

نظر مراد الى والده وأجاب وهو يزفر بقوة: - ما تشغلش بالك يا بوب انا ليا طريقتي، المهم انت موافق؟

قال ادهم: - يا بني اسلام ابني، واكيد موافق ومرحب كمان بس زي ما قلت قبل كدا مش المهم رأيي أنا. المهم رأي شمس، عموما يا مراد انا عاوزك تهدا شوية. مش كل ما تحس ان ست همس اديتك ضهرها تتجنن وتعمل حاجات خارج نطاق العقل!، سيبها يومين كدا لغاية اعصابها ما تروق، هي محتاجة تقعد مع نفسها شوية وتفكر بالراحة علشان تقتنع ان اللي انت عملته دا كان حرص منك انها ما تبعدش عنك وخوف انها تسيبك!، سيبها يومين براحتها خالص و...

قاطع حديثه صوت طرقات مُلّحة على باب الغرفة استغرب لها ادهم ونادى الطارق سامحا له بالدخول فدخل مندفعاً والذي لم يكن إلا صباح وكانت تتحدث سريعاً فلم يفهم منها شيئا فنهض من مقعده وتوجه اليها قائلا:
- بالراحه يا صباح خدي نفسك الأول، فيه ايه؟

تنفّست صباح عميقا ثم أجابت وهي تحاول تهدئة نفسها واضعة يدها على صدرها: - حضرتك طلبت منى أنادي ست ريتاج، روحت لها عند الست الكبيرة اودتها مالاقيتهومش همّا الاتنين، قلت يمكن في الجنينة. طلعت دوّرت عليهم ما فيش حدّ!، دخلت أدوّر في الصالون قلت يمكن هناك بردو ما شوفتش حدّ و، ،.

قاطعها مراد بفروغ صبر هاتفاً: - هوّ ايه أصله دا يا صباح؟!، فوازير رمضان؟!، ما تنجزي. المهم لاقيتيهم فين؟..

أجابت صباح وهي تبسط كفيها أمامها وقد طغى الخوف و الإرتباك من ردة الفعل على ما ستخبرهم به على نبرات صوتها:
- مالاقيتهومش يا سي مراد!
صرخ ادهم بذهول وحدّة: - إيه؟ إنت بتقولي إيه؟

أعادت صباح عبارتها وقد أوشكت على البكاء: - زي ما بقول لحضرتك كدا!، ست ريتاج والست سعاد مش في الفيلا كلها، حتى أنا رجعت تاني أودة الست الكبيرة أتأكد يمكن كانوا هنا ولا هنا ورجعوا لكن شوفتش حاجة، ولاقيت الورقة دي على السرير في المرة التانية، تقريبا كانت موجودة من الأول وانا اللي ما اخدتش بالي!

رفعت يدها بورقة مطوية فتناولها ادهم من يدها بسرعة كادت تقطعها وفتحها قارئا ما كُتب فيها ولم يلبث أن إعتلت الدهشة ملامحه بينما قطب مراد وهتف بقلق:
- الورقة دي فيها ايه يا بابا؟
نظر ادهم اليه بوجوم فنقل اسلام نظراته بينهما ثم توجه بالحديث لصباح آمراً: - طيب روحي انت يا صباح دلوقتي.
غادرت صباح وهي تدعو قائلة: - ربنا يعتركو فيهم يارب.

بينما علّق مراد: - اتكلم يا بابا أرجوك، الورقة دي فيها ايه؟، طمّني.
أجاب ادهم بجمود: - خُد اقراها.
تناول مراد الورقة وقرأ بصوت عال: - انا محتاجه يومين علشان اهدى فيهم وارتب افكاري، اول ما احس اني بئيت كويسة هرجع، انا اخدت ماما معايا علشان ما اكونش لوحدى وما ينفعش اسيبها تقعد من غيري، تاج!

رفع مراد نظره الى ادهم في حين تحدث اسلام قائلا: - دي عملت زي همس تمام، خدت يومين تفكر فيهم!
قطب ادهم ناظرا اليه فتابع بتلعثم مستنجدا بمراد بعينيه: - مش حضرتك لسه كنت بتقول لمراد يسيب همس يومين تهدى فيهم علشان تعرف تفكر؟ طنط تاج عملت زي ما حضرتك قلت!، وانا شايف انه الحل اللي حضرتك قلته لمراد هو الأنسب، نسيبها لغاية ما تهدى خالص علشان تقدر تفكر!

هتف ادهم بحنق من بين اسنانه بينما يتصاعد بداخله غضب وحشيّ يهدد بالإفلات من عقاله:
- تفكّر براحتها، لكن هنا في بيتها. وقودام عينيا!، لكن تبعد عني لأ.
ابتسم مراد وقال: - صدقتني بأه يا بوب لما قلت لك انى لما بحس ان همس هتبعد عنى بكون عامل زي المجنون؟!، وممكن اعمل أي حاجه علشان ما تبعدش عني ولو لحظة واحده حتى؟!

نظر ادهم إلى الأمام قائلا بعزم: - وتاج مش هتبعد يوم واحد لا عني ولا عن بيتها!، ولازم أرجّعها. بالذوق بالعافية. هترجع!

وغامت عيناه بالذكرى و قد عاد عقله الى الوراء لأكثر من 25 عاما عندما تركته ريتاج بصحبة والدتها بنفس الحجة الواهية أنها تريد وقتا للتفكير وإعادة ترتيب الأوراق!، وكأن الزمن يعيد نفسه!، ولكنه لن يدعها تبتعد عنه ولو للحظات وليس أيام!، فمكانها الوحيد هُنا و بدقة أكثر، مكانها الأوحد بين ذراعيه!..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة