قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية كبرياء أنثى (نساء متمردات ج2) للكاتبة منى لطفي الفصل الثالث والثلاثون

رواية كبرياء أنثى (نساء متمردات ج2) للكاتبة منى لطفي الفصل الثالث والثلاثون

رواية كبرياء أنثى (نساء متمردات ج2) للكاتبة منى لطفي الفصل الثالث والثلاثون

أنهت لبنى سرد حكايتها كاملا لمهدي كما سبق وسردتها لأدهم وانتظرت سماع تعليقه في ثبات ظاهري بينما لا تستطيع ابعاد القلق والذي رغما عنها احتل دواخلها وبقوة، كثيرا ما رددت في نفسها أنه لا يهمها رأي مهدي عندما يعلم حكايتها، ولكنها تهتم. وبشدة!، هذا ما اكتشفته الآن فقط وهي تنتظر تعليقه على ما سمعه منها، وليس قلقها خوفا من أن يتراجع عن ارتباطه بها بل لأنها لا تريد ان تتغير نظرته لها وأن يراها بصورة الفتاة المستهترة، فقد تبين لها أنها تعيل رأيه بها أهمية قصوى، فسواءا ظل على رغبته في الارتباط بها أم لا فهي لا تريد لرأيه بها أن يتغير أو أن تفقد نظرة الاهتمام والاعجاب التي تبزغ جلية في عينيه والتي لا تخطؤها أي أنثى.

صمت مهدي بعدما انتهت لبنى من روايتها وقد تاه في أحداثها الشائكة فيما شعر بالغضب القوي يعتمل في صدره من هذا النذل طليقها متمنيا أن يراه ولو لمرة واحدة ليعبر له عن رأيه به بطريقة لا ينساها أبدا وكيف وهو سيتأكد أنه سيترك لديه علامة تذكره بنذالته معها وبمن أخذ بثأرها منه العمر كله!

ووسط انفعالاته التي وضحت على ملامح وجهه وبشدة انتبه تذكر مهدي عبارة خاله أدهم من انه في الوقت الذي ترى لبنى فيه أن لا بد له من معرفة حكايتها كاملة فليتأكد انه ذات الوقت الذي قررت فيه لبنى الموافقة على الارتباط به! لتنزل هذه الذكرى بردا وسلاما على قلبه لتطفأ نيران غضبه المستعر...

رفع مهدي عينيه الى لبنى التي كانت تجلس ناظرة الى الأسفل بينما تفرك كفيها بتوتر لم تنتبه إليه في حين تحدث بعد ثوان بهدوء قائلا بجدية بالغة:
- لبنى من الآخر انا بحبك وعاوز أتجوزك. قلتي إيه؟
شهقت لبنى رافعة رأسها الى اعلى ناظرة اليه في ذهول وهي تتمتم مشدوهة: - إ. إيه؟، انت. أنت سمعت اللي انا حكيتهولك؟

هز مهدي كتفيه بلامبالاة ملحوظة وأجابها بثبات: - ايوة سمعت، بس ما غيرش من رأيي في شيء. انا لسه بحبك وعاوز اتجوزك ومستني أعرف ردك.

أجابته لبنى وقد بدأ فمها بالارتعاش رغما عنها بينما غامت عيناها في غلالة رقيقة من الدموع:
- حتى بعد ما عرفت انى...
قاطعها بحسم: - حتى بعد ما عرفت!
لم تستطع الجلوس أكثر من ذلك ونهضت واقفة توليه ظهرها وهي تقول وكأنها تقرر أمرا واقعا والمرارة تقطر من أحرف كلماتها لتصيبها بألم حاد في قلبها:
- بس اهلك مش هيوافقوا يا مهدي.

لم تشعر به وهو يقف حتى أحست بيديه فوق كتفيها ليديرها اليه فتقف مواجهة له ولكنها لم تستطع النظر في عينيه فهربت بنظراتها مسدلة عينيها الى الأسفل بينما تحدث بثبات يناقض خفقات قلبه الذي يقرع بقوة في صدره مانعا نفسه وبصعوبة من دفنها بين ضلوعه لينتزع ما يراه في عينيها من قلق ويجعلها تشعر بما يحمله لها من مشاعر لو أتيحت لها الفرصة للظهور لأغرقتها بالكامل!، قال بثبات ظاهري:.

- المهم عندي رأيك انتي، لبنى ممكن تبصي لي.
لم تستطع النظر اليه فستفضحها عيناها بل وجميع خلجاتها ما ان تنظر الى رمادي عينيه، ابتسم بعذوبة وامتدت اصابعه لترفع وجهها اليه بحنان وأردف وهوينظر اليها بحب:
- انت شايفاني راجل قودامك ولا لأ؟
تفاجأت لبنى من السؤال الذي ألقاه عليها وشهقت لبنى في استهجان لتهتف باندفاع وقوة وقد نسيت خجلها:
- طبعا راجل وما حدش يقدر يقول غير كدا!

وسعت ابتسامة مهدي بينما قضمت لسانها وشردت بنظراتها بعيدا عن عينيه الماكرتين فهي لا تريد اظهار مشاعرها اليه بينما تلاعبت نظرة شقية في عينيه وارتسمت ابتسامة شيطانية على شفتيه وهو يقول مداعبا بينما يدنو بوجهه منها حتى استشعرت انفاسه الدافئة وهي تضرب صفحة وجهها المرمري:.

- وأنا مش شايف قودامي أي واحده غيرك، لا في جمالك ولا في شخصيتك القوية، اللي حصل كدا هو اللي خلّاكي لبنى اللي أنا شايفها قودامي دلوقتي واللي حبيتها ومش مستعد أتنازل عن رغبتي في الارتباط بيها واننا نكمل مع بعض حياتنا سوا بأي حال من الأحوال، و علشان كدا انا مش هخرج من هنا الا لما توافقي على جوازنا. من الآخر وعشان تكوني على نور. هفضل معسكر هنا عندك!

نظرت اليه بنظرات تائهة وهي تهمس بقلق بينما عينيها تدعوه لبث الطمأنينة في قلبها ودحض شكوكها وهواجسها:
- خايفة تندم!

أجاب بحب خالص: - الحالة الوحيدة اللي هندم فيها هي لو سيبتك تضيعي من بين ايديا. غير كدا انا متأكد انى عمر الندم ما هيعرف طريقه ليا، ودلوقتي بقه، ريحيني ربنا يريح قلبك. انا عارف انك يمكن مش بتحبيني ممكن نقول معجبة بيّا وإلا ما كونتيش فتحتيلي قلبك وحكيتي لي، لكن انا متأكد انى هقدر اخليكي تحبيني زي ما انا بحبك. عارفة ليه؟..

نظرت اليه بتساؤل فأردف بوله بينما تتجلى نظرات عشق سرمدي بين رمادي عينيه: - لأن انا مش بس بحبك. لأ. انا بعشقك!
سكتت تنظر اليه لوهلة وقد تخضب وجهها بحمر الخجل ولم تستطع النطق بشيء أمام ما تراه من عشق صاف تنطق به عيناه بل وتعابير وجهه بأكملها، ولم تلبث أن زاغت بنظراتها بعيدا وهي تقول بحياء ممزوج بدلال أنثوي أخذ بلبّه:
- ومين. مين اللي قالك انى مش بحبك؟

كان دور مهدي في أن ينظر اليها هو مشدوها وبذهول كمن فقد النطق للحظات قبل أن يتمتم بغير تصديق فاتحا عينيه على وسعهما:
- انت. انت قصدك تقولي انك...
وسكت مشيرا اليها واليه باصبعه وهو يتابع بذات ذهوله: انك. بتحبيني؟!

ابتسمت بخجل قاضمة على شفتها السفلى بأسنانها اللؤلؤية وهي تهز برأسها الى الأسفل إيجابا في حياء بينما أصبح وجهها ينافس حمرة ثمرة الفراولة الطازجة لشدة الخجل الذي تشعر به، لم يستطع مهدي منع نفسه فسارع باحتضانها بقوة وهي يعتصرها بين ذراعيه مستنشقا رائحتها بتأوه شديد وهو يهتف بصوت عال:
- ياااااه مش ممكن. أنا مش مصدق نفسي. معقولة يا لبنى؟، بتحبيني زي ما بحبك؟، اوعدك حبيبتي انك مش هتندمي أبدا...

ثم أبعدها قليلا عنه ليميل عليها مقبلا جبهتها بحب قبل أن يبتعد عنها وهو يكاد يطير من شدة الفرح بينما تتابعه بعينيها والسعادة ترتسم على جميع خلجاتها ليتجه مهدي مناديا على همس واحلام واحمد بصوت عال جعلهم يأتون إليه ركضا ليقفوا على سبب هتافه المرتفع ليقفوا أمامه بينما يجيب على تساؤلهم الصامت وهو يسلط عيناه على معشوقته الوحيدة بفرحة طاغية ونظراته تلتهم لبنى المتوارية خجلا:.

- لبنى وافقت على جوازنا...
تصاعد صوت التهليل والزغاريد من احلام بينما احتضنته همس مباركة له لتتجه الى لبنى بعد ذلك وتحتويها بين ذراعيها وهي تهنئها مباركة زواجهما بسعادة بالغة...

واظب مراد على الاتصال بهمس وبثّها حبه وأشواقه، كما دأب على ارسال الورود بكافة أنواعها يوميا إليها، سواءا إلى المنزل أو العمل حيث تملأ غرفة مكتبها وتقبع رائحتها المنعشة طوال اليوم، وكانت همس قد عادت الى عملها عملا بنصيحة المحيطين بها وقد استقبلها رفاقها في العمل بحفاوة بالغة ومن بينهم. أسامة ويارا!، واللذان كان حبهما واضحا للعيان وقد قاما بدعوتها هي ومراد لحضور حفل زفافهما الذي أصر اسامة على أن يكون في باخرة نيلية والذي لن يضم سوى أفراد عائلته والمقربون فقط، وقد شددا على حضورهما هي ومراد فلن تنسى يارا قلق همس وهلعها عليها عند اختفائها لذهابها لزيارة ضريح والدتها من دون علم أحد، ولم تكن همس قد صرّحت بما حدث بينها هي ومراد وما آل اليه الحال بينهما فقد متعمدة الكتمان. فهي لن تجاهر بمشاكلها على مرآى ومسمع من الناس.

- مراد ارحمني انت عاوز ايه بالظبط؟، انا مش ممكن هنسى الكلام اللي انت قلته. انت. انت دبحتني يا مراد.

هتفت همس بهذه العبارة من قلب مكلوم وهي تحاول حبس دموعها التي تهدد بالانفجار بينما يقطر الحزن من حروف كلماتها ليقطع نياط قلب عاشقها المجنون، هتف مراد برجاء حار:
- انا دبحت نفسي قبلك يا همسي. ارجوكي يا همس خلينا نتقابل. لازم نتكلم. انا قعدت مع عمى نزار وطنط راندا وقالوا لي لو همس وافقت ترجع همّا مش هيعارضوا. لازم اشوفك يا همس ما ينفعش الكلام في التليفون!

مسحت همس بعنف ما تساقط من دموعها رغما عنها وأجابت بصلابة ورفض تام ناتج عن خوفها من أن تلين أمامه ما أن تراه:
- لا يا مراد، ولو سمحت مش عاوزة اتكلم تاني في الموضوع دا، ويا ريت تبطل تبعت ورد وكمان بلاش تتصل بيا تاني لأني بجد مش هرد عليك!..

صمت تام قابلها على الطرف الاخر من الهاتف فقطبت بحيرة وتوجس وما ان همت بالحديث حتى سمعت صوت مراد يقول بصوت يغلفه البرود والتحد:
- اوكي يا همس. على راحتك!، وانا اوعدك انى ما عدتش هطلب منك أي حاجه تاني. اللي يريحك يا همس!

وسكت هنيهة ليردف بعدها بغموض ونبرة أرسلت القشعريرة في أوصالها وأثارت القلق بداخلها: وانا كمان هعمل اللي يريحني!

- يا ماما حبيبتي ممكن تفهميني انت ليه رافضة لبنى؟
ألقت همس بسؤالها على والدتها بلهجة المترجي داعية الله أن يلهمها اقناعها لتجيبها راندا هاتفة بحدة:
- تاني يا همس؟، هنقول تاني!، لأنها متطلقة وعندها ولد يا همس. وأظن دي مش عاوزالها سؤال!

قالت همس ببرود وإصرار عنيد منها على جعل والدتها توافق على اختيار شقيقها لعروسه:
- وليه يا ماما تحكمي عليها من قبل ما تشوفيها؟، وبعدين ايه اللي عرّفك انها مش مناسبة لمهدي...

وسكتت قليلا لتتابع بعدها ساخرة بحزن وقد غامت عيناها لمرارة الذكرى: - ما انا قودامك أهو يا ماما. اتجوزت ابن خالي ابن الحسب والنسب بعد قصة حب زي قيس وليلى كدا وكانت إيه النتيجة في الآخر؟، رجعت بيتنا وانا متهانة وكرامتى متداس عليها وابني ولا بنتي اللي في بطني اتحكم عليه أنه يعيش بين أب وأم منفصلين. صدقيني يا ماما أهم حاجه الأنسان نفسه...

احاطت راندا كتفي ابنتها بذراعها وعلّقت بحزن بينما يشفق قلب الأم بداخلها على حال ابنتها الحبيبة:
- ليه يا حبيبتي بتقولي كدا؟، كرامتك محفوظة يا قلبي. وبعدين مراد ندم وجالي أنا وباباكي واعتذر ومش بس كدا وكلم مهدي اخوكي وأتأسف له وقال الترضية إلى تطلبوها واللي انت عاوزاه هيعمله بس تسامحيه وترجعي له دا غير انه حاول يكلمك انكم تتقابلوا مرة واتنين وانت اللي رفضتي؟!

ابتسمت همس بأسى على حالها وأجابت ناظرة إلى أمها مرددة عبارتها: - ترضية؟!، عموما سيبك مني انا دلوقتي يا ماما انا عارفة اتصرف مع مراد ازاي. المهم علشان خاطري ما تكسريش بقلب مهدي احنا ما صدقنا رجع مهدي بتاع زمان.

زفرت راندا بحنق ما أن أتت همس على ذكر ارتباط مهدي البائس ذاك في نظرها وهتفت بضجر وهي تشيح بيدها:
- يوه يا همس. خلاص. خلاص.
قالت همس بلهفة وهي تنتظر جوابها بترقب: - يعني موافقة؟!
أجابت راندا وهي ترفع سبابتها امامها بتحذير: - أشوفها الاول وأقعد معها وبعدين اقول رأيي. بس اللي هقوله تقبلوا بيه وما تحاولوش تزنوا عليا تاني مفهوم؟

أومأت همس بالإيجاب عدة مرات وهي تحتضن امها مقبلة اياها على وجنتيها لتقفز من فورها لتسرع الى اخيها لتزف إليه البشرى وهي تهتف بحبور:
- وهو كذلك يا أحلى أم...
لترتسم ابتسامة حنان خالص على شفتي راندا وهي تدعو الله بداخلها أن يصلح حال ابنتها ويعيد المياه الى مجاريها بينها وبين زوجها كي لا يحرم حفيدها من وجوده بين أبويْه...

ذهبت برفقة مها الى عيادة طبيبها الخاص للاطلاع على نتيجة الفحوصات التي كانت قد أجرتها في وقت سابق بناءا على طلبه، كانت تفرك يديها من شدة القلق فقالت مها محاولة بث الطمأنينة فيها:
- تاج حبيبتي ما تقلقيش نفسك ان شاء الله خير...
انصب نظر ريتاج على الطبيب القابع على كرسيه الجلدي وراء مكتبه يطالع صور الاشعة التلفزيونية ونتيجة التحاليل التي طلبها لتهمس بعدها برجاء:.

- ربنا يستر يا مها، انا ما قدرتش اقول حاجه لأدهم وانا متأكده انه هيتجنن لما يعرف انى كشفت وعملت كل دا من وراه بس كنت لازم اعرف انا الاول فيا ايه قبل ما اقوله.

قاطع همسهما صوت الطبيب الذي اعتدل ناظرا اليهما بينما يعدل من وضع نظارته الطبية فوق أرنبة أنفه قائلا بهدوء:
- تحاليلك زي الفل يا مدام ريتاج، بس فيه ادوية انا كتبتهالك لازم تاخديها في مواعيدها بانتظام وتخلي بالك كويس اووي من أي مجهود!

قطبت ريتاج وهي تنظر الى مها بقلق وتساءلت بحيرة: - هو مش حضرتك قلت ان التحاليل كويسة؟، يبقى لازمتها ايه الأدوية يا دكتور؟
نظر اليها الطبيب لترتسم ابتسامة خفيفة على شفتيه اللتان يعلوهما شارب أبيض كث وهو يجيب:
- حضرتك لازم تلتزمي بالأدوية والراحة خصوصا في حالتك. لأنه بيكون فيه حرص أكتر مننا لأنه اسمحيلي في سن زي سنك بيكون قلقنا زايد على. صحة الأم الحامل!

شهقت ريتاج بدهشة وهي تهتف بغير تصديق: - حا، حاااااااامل!
لم تستطع مها كتم ضحكاتها طوال رحلة العودة بينما كانت ريتاج تنهرها تارة وتبتسم بفرح تارة أخرى...

قالت مها الجالسة بجوار ريتاج بينما الأخيرة تقود سيارتها: - معقولة يا ريتاج؟، حامل؟

نهرتها ريتاج بخجل ممزوج بخجل بالرغم منها قائلة: - اسكتي بأه يا مها انا مش عارفة هقول لأدهم والولاد ايه؟، حمل!، وفي السن دا!، أنا ما كنتش مصدقة لأنه من فترة ودورتي الشهرية مش منتظمة فإزاي يحصل حمل؟، لكن الدكتور لما سألته شرح لي وقال لي انه في السن دا طبيعي ممكن تتأخر وتنزل بكميات قليلة. وانا اللي كنت فاكرها انها متأخره عادي ما انا خلاص عديت ال 45 لكن أتاريني حامل ومعرفش!

تساءلت مها: - بس ما حسيتيش بأي تغيير في جسمك ولا أي حاجه؟، انت على كلام الدكتور ماشيه في الرابع؟

ابتسمت ريتاج وألقت بنظرة الى مها قبل ان تعيد انتباهها الى الطريق وهي تجيب: - اقولك وما تضحكيش عليا؟
ثم تابعت والحمرة تلون خديها: - لما كنت بحس بحاجه كدا زي تقريص في بطني أو زي نقر الكتكوت كان بيتهيألي القولون قايم عليا وبيلعب!

انطلقت ضحكات مها عاليا وسط نظرات الغضب من ريتاج وما لبثت مها ان هدأت قائلة: - بس انت كدا يبقى حامل من امتى؟
أجابت ريتاج: - على حساب الدكتور من ليلة الدخلة!
فتحت مها عينيها على وسعهما هاتفة بدهشة: - مييين؟، ليلة الدخلة؟، دخلة مين؟، ودي تبقى ازاي دي؟
ألقت ريتاج نظرة سريعة اليها قبل ان تدخل بسيارتها من بوابة الفيللا الألكترونية وهي تجيب بتلقائية:
- ليلة دخلة ولادي. مراد وشمس!

أوقفت ريتاج السيارة في المرآب الخاص بالمنزل وترجلت تاركة مها وهي تهمس محدثة نفسها بتقطيبة عميقة وكأنها تحاول فك شفرة مسألة غاية في الصعوبة:
- دخلة ولادها؟، ودي تيجي ازاي دي ان شاء الله؟، ليلة دخلة ولادها. هي اللي تحمل؟

سكتت قليلا ثم أردفت بتساؤل: - طيب ما هي كانت ليلة دخلة إسلام ابني بردو وهمس بنت راندا، ما أحملناش ليه؟..
ثم هزت رأسها بيأس من معرفة الاجابة وترجلت لاحقة بريتاج.

تم اللقاء بين راندا وهمس من ناحية ولبنى برفقة ابنها احمد من ناحية أخرى في النادي بينما لم يحضر مهدي بإصرار من لبنى نفسها لرغبتها في مقابلة والدته بمفردها دون ان تشعر انها خاضعة للمراقبة من قِبَله، فهي تريد ان تسير الأمور على سجيتها بينها وبين والدته، وأن ترى كيفية تصرف أمه معها وهذا لن يحدث في حالة وجوده، فهو لا بد سيشكل عنصر ضغط على والدته بشكل أو بآخر فلا تتعامل معها بطبيعية كما تريد هي فلا بد أنها ستراعي وجوده وتتحفظ نوعا ما في كلماتها وتصرفاتها معها الأمر الذي ترفضه هي وبشدة فلا بد لها من أن تقف على رأي والدته الحقيقي في أمر ارتباطهما فهي لا تريد أن تتكرر تجربتها الأليمة مع طليقها مرة أخرى وأن تعاني مجددا مم رفض عائلة زوجها لها مع أن هناك فارقا كبيرا بين مهدي وشريف كالفرق بين الأرض والسماء!

انصاع مهدي لرغبة لبنى ولكن ليس بشكل تام!، فهو في رأيه ليس هناك ما يمنع من ذهابه للنادي في هذا اليوم كأي عضو من أعضائه!..

صافحت راندا لبنى وعينيها تقيمانها بسرعة ثم تحدثت بهدوء قائلة: - حمد لله على سلامة ابنك.
أجابت لبنى مبتسمة: - الله يسلم حضرتك.
نظرت راندا الى أسفل حيث أحمد الذي كان واقفا بجوار والدته يراقبهما في صمت وقالت موجهة حديثها إليه وهي تمد يدها للسلام عليه بابتسامة ناعمة:
- انت بأه احمد؟
هز أحمد رأسه بنعم وأجاب بجدية تفوق سنوات عمره الخمس وهو يناولها كفه الصغير للسلام عليها:
- أيوة انا أحمد.

قبّلته راندا على وجنته وداعبت شعره قائلة: - حمد لله على سلامتك يا حمادة، ربنا يخليك لماما يارب...
قالت همس وهي تبتسم داعية اياهم للجلوس: - انتو واقفين ليه يا جماعه اتفضلوا.
وأشارت الى المقاعد الخيزران الملتفة حول طاولة بيضاء دائرية، فجلس الجميع لتبحث همس بعينيها لثوان حتى وجدت ضالتها فأسرعت بالمناداة قائلة:
- جرسون.

تقدم اليها نادل شاب فطلبت منه عصير برتقال طازج للجميع ثم التفتت الى أحمد قائلة بابتسامة:
- ايه رأيك يا أبو حميد فيه مكان هنا للعب حلو أووي تيجي نروح نشوفه؟
نظر احمد الى والدته بنظرات طفولية متلهفة طالبا السماح منها بذهابه فقالت لبنى بهدوء وابتسامة رقيقة تغلف ملامحها:
- روح مع طنط يا أحمد يا حبيبي بس بلاش شقاوة وما تغلبهاش.
نهضت همس وتناولت يد أحمد الذي كان يتقافز بجانبها فرحا.

التفتت راندا الى لبنى قائلة بهدوء: - اكيد تربية ولد في السن دا وانت لوحدك صعبة اووي خصوصا في ظروف مرضه!
أجابت لبنى بثقة وهدوء: - الحمد لله أحمد بالنسبة للأطفال اللي في سنه ما كانش طفل متعب ولا حاجه وبعدين انا عايشة مع خالة امي الله يرحمها وهي في مقام والدتي، ما سابتنيش لحظة واحده وكانت بتراعي احمد بعينيها، والحمد لله ظروف مرضه مرّت على خير والفضل في دا بعد ربنا لأدهم بيه. أخو حضرتك!..

سكتت لبنى قليلا عندما اقبل النادل حاملا الطلبات ثم انصرف بعد وضعها على الطاولة التي تفصل بينهما...

نظرت راندا اليها بحيرة وتساؤل فأجابتها لبنى عن سؤالها الصامت قائلة: - انا ما كانش متوفر معايا تكاليف العملية كاملة ولجأت له علشان آخد سلفة على مرتبي او قرض لكن هو أمر انى آخد من صندوق الطواريء بتاع الموظفين يعني التكاليف بئيت على حساب الصندوق دا غير أن العملية اتعملت في المستشفى اللي بتتعامل معاه المجموعه وعاملة تأمين صحي عندهم على الموظفين، بجد أنا كنت قربت أنهار لما شوفت ابني بيضيع من بين ايديا وانا مشلولة مش قادرة أعمل له حاجه.

تساءلت راندا مقطبة: - معلهش اسمحي لي في السؤال. باباه راح فين؟، أنا على حد علمي انتم منفصلين ودا أبنه يبقى ازاي ما يساهمش في علاجه؟، هو مش مقتدر ماديا؟

ابتسمت لبنى ابتسامة ساخرة وأجابت: - مش مقتدر ماديًّا؟، حضرتك الفلوس اللي عندهم لو اتحطت جنب الهرم توصله!
رفعت راندا حاجبيها باندهاش وهتفت بتعجب: - اييه؟، يبقى ازاي...
بترت عبارتها عندما سمعت لبنى وهي تجيب بحدة مكبوتة بينما عيناها تبرقان ببريق الغضب المكتوم:.

- لأنه مش عاوز أي شيء يفكّره بفترة من عمره شطبها من حساباته!، حتى لو كان اللي اتشطب دا طفل مريض مالوش أي ذنب في اللي حصل!، واللي حضرتك هتندهشي له أكتر. أن عيلته نفسها متنكرة لأحمد ابني!، أنا عارفة أن فيه أسئلة كتير بتدور في بالك ومهدي كان طلب مني انى ما احكيش حاجه وان دا شيء خاص بينّنا احنا الاتنين بس انا شايفه غير كدا. حضرتك والدته وانتم عيلته يعني المفروض علاقتنا ما يكونش حواليها أي أسئلة دا لو انا فعلا أتعلمت الدرس من تجربتي اللي فاتت ولو عاوزة فعلا عيلة تحضن ابني وتكون عيلتي، علشان كدا انا هحكي لحضرتك كل حاجة من الأول...

مر بعض الوقت قبل ان تعود همس بصحبة احمد الذي كان يلتهم قمع من الآيس كريم الشهي، ما أن اقتربت من مكان جلوسهم حيث تركت والدتها بصحبة لبنى حتى لاحظت انخراطهما في حديث جاد وان تخلله بعض الأبتسامات ما جعلها تطمئن لسيّر الأمور بينهما، همت بالسير حتى وصلت أليهما وهتفت بابتسامة:
- شكلكم نسيتونا والكلام أخدكم.
نظرت راندا اليها بابتسامة قائلة: - لبنى كلامها ما يتشبعش منه.

ثم نقلت نظراتها الى لبنى وهي تردف بابتسامة: - وان شاء الله هنزورها قريب أوي في بيتها عشان نتعرف بالست الجميلة الحاجة أحلام اللي من كتر كلامك عنها يا لبنى شوقتيني أني أشوفها!..

تفاجأت لبنى مما سمعته من راندا فهي وان كانت قد تقبلت ما سردته عليها بسعة صدر ولم تلق اليها بكلمات لاذعة لم تتخيل لبنى أنها قد تصارحها برغبتها بزيارتها ببيتها ومقابلة خالتها فقد شعرت كأنها عروس تطلب منها حماتها المستقبلية تحديد موعد مع عائلتها كي يستطيعوا التقدم لخطبتها رسميًّا!

ارتبكت لبنى قليلا ولم تدر ما تفعل ولكنها لم تقو على الجلوس أكثر من ذلك فنهضت مستأذنة في الأنصراف وهي تقول بابتسامة اعتذار صغيرة:
- معلهش أعذروني هضطر استأذن. أحمد لازم يرتاح شوية، وبعدين أنا سايبه ماما أحلام لوحدها بئالي فترة طويلة...

ثم ألقت إليهم بالتحية مصافحة راندا وهمس اللتان قبّلتا أحمد بودّ وانصرفت لبنى وابنها تاركة راندا وهمس والتي ما ان غابت لبنى عن انظارهما حتى التفتت الى امها متسائلة بلفهة:
- ها. إيه الأخبار يا ماما؟، يا ترى اللي انا فهمته صح؟، انتي وافقت على لبنى مش كدا؟

ابتسمت راندا وأجابت بهدوء: - شوفي يا همس. أنا زي أي أم عاوزة لإبنها واحده يلاقي سعادته معاها، أنا مش هقول أني اقتنعت بلبنى 100% لكن لبنى قدرت تقنعني بنفسها نقدر نقول بنسبة 80% ودا يعتبر انجاز بالنسبة لاحساسي بيها قبل ما أشوفها ورفضي بشدة ليها، دلوقتي انا موافقة انهم ياخدوا فرصتهم بس بشرط. الجواز مش هيتم إلا لما يتأكدوا هما الاتنين كويس أوي من مشاعرهم وأنا اتأكد أن موافقتي دي مش راجعه لتعاطفي معاها علشان الظروف اللي مرّت بيها أو عشان خاطري ابني عاوزها ومتمسك بيها وأنا مش عاوزة أكسره برفضي ليها والمرة دي هخسر ابني بجد، لأنه ممكن جدا موافقتي على لبنى تكون راجعه أني مش عاوزة مهدي يحس أنه كل ما يختار حاجة لمستقبله تتقابل بالرفض!، أول مرة كان السفر واترفض من باباه وبقوة والمرة دي العروسة وتترفض مني وبردو بنفس القوة!، عشان كدا فترة الخطوبة دي هتكون امتحان لمشاعرهم هما الاتنين وفرصة ليا انا كمان اني افكر بحياد خالص في لبنى كزوجة لأبني تحبه وتحافظ عليه وتصونه بعيد عن أي ضغوط.

قالت همس بابتسامة: - وأنا متأكدة أن لبنى هتقدر تقنعك بنفسها بنسبة 100 %، هو خالي ادهم كان عنده حق في اللي قاله!، قال ان لبنى هي اللي هتقدر تقنعك بنفسها مش حد تاني!

ابتسمت راندا ساخرة وعلقت: - ما شاء الله وطالما خالك أدهم بيتنبأ بكل حاجه كدا معرفش يتنبأ انت هتعملي أيه مع جوزك؟، انت عارفة انك داخله على شهرين دلوقتي وانت مقاطعاه؟، أنت خلاص ماشيه في الشهر الرابع في حملك يا همس وهو لسه ما يعرفش!

أجابت همس بينما علامات الامتعاض ظاهرة على وجهها: - لو سمحت يا ماما بلاش نتكلم في الموضوع دا، يعني هو سهل عليا ان مراد ما يكونش جنبي وأنا كدا؟، لكن كل ما آجي أحاول أسامح وأنسى افتكر اللي عمله والكلام اللي قاله. أزاي أقدر أنساه؟، أرجوكي يا ماما بلاش نتكلم في السيرة دي.

قالت راندا وهي تزفر بتعب: - براحتك يا همس. بس خلّي بالك طول ما انت بتفتكري الوحش وتنسي الحلو عمرك ما هتسامحي ولا هتنسي!، أنت فاكرة اللي عمله قبل كدا وناسيه هو عمل ايه وبيعمل ايه دلوقتي علشان تسامحيه!، مراد أنضرب من أخوكي وأنهان مننا ومش بس كدا دا أبوه كمان بهدله ورفع إيده عليه يمكن لأول مرة في حياته!، لكن علشان مراد عارف انه غلطان ما فتحش بؤه بكلمة وبيحاول مع الكل مرة واتنين وتلاتة أنما أنتِ بأه أن شاء الله اللي لسه بتكابري وتعاندي ومش عاوزة تعترفي بغلطك!..

هتفت همس في دهشة: - أنا بردو يا ماما!، أنا بعترف انى غلطت انى طلعت مع اسامة فوق نشوف يارا في شقتها. لكن دا بردو مايستاهلش كمية الاهانات والتجريح اللي مراد وجهولي، ماما انا كنت شايفه قودامي انسان غريب. مش دا مراد اللي انا حبيته واتجوزته!

أجابت راندا بصوت هدأت حدته وبحنان أمومي: - أنا مش بعفي مراد من الغلط بس كل واحد وفيه عيب. ما حدش كامل، جوزك عيبه الغيرة الزيادة واعتقد بعد الفترة دي كلها اتعلم يتحكم في غيرته وانفعالاته لأنه المقابل لكدا انه يخسرك وانا متأكده ان مراد ممكن يقبل أي شيء الا انه يخسرك، أديلو فرصة تانية يا همس. خصوصا أنه بينكم طفل جاي في السكة، لازم يتربى وسطيكم. البيبي دا مالوش دعوه باللي بينكم. حقه عليكم انكم توفّروا له مناخ أسري سليم علشان ما يطلعش معقد وناقم على غيره وحاسس بنقص انه اتولد بين أب وأم منفصلين!، فكري في كلامي كويس يا بنتي...

سكتت همس ناظرة أمامها وقد شردت في حديث والدتها بينما قلب يقرع في صدرها خوفا وقلقا و، أملاً!

- أيه مروّحين؟
تفاجئت لبنى بمهدي واقفا امامها وهو يوجه إليها هذا السؤال بينما هي على بعد خطوات من بوابة النادي فأومأت برأسها ايجابا فيما تهلل وجه أحمد فرحا وهو يهتف بسعادة بالغة:
- عمو مهدي. حضرتك وحشتني أووي.
مال مهدي عليه ليحمله بين ذراعيه ويعتدل واقفا وهو يضع وجهه في مواجهته ويقول بابتسامة بينما يلقى بنظرة خاطفة الى لبنى:.

- أنت اللي وحشتني أكتر يا أبو حميد. أمتى بأه نقعد مع بعض على طول وما تبعدش عن عيني ثانية واحدة؟!..

قاطعته لبنى باضطراب واضح: - ياللا يا احمد يا حبيبي اتأخرنا على تيته احلام.
قال مهدي بحزم لا يقبل النقاش: - هوصّلكم.
أوقف مهدي سيارته أمام البناية السكنية حيث تقطن لبنى والتفت اليها متنهدا بعمق وهو يقول:
- بردو مش عاوزة تقوليلي ماما قالت لك ايه؟
أجابت لبنى وهي تضع يدها على مقبض الباب استعداداً للترجل: - مامتك هتقولك بنفسها. مش عاوزاها تاخد فكرة عني انى طلعت جريت حكيت لك كل حاجة أول ما سيبتها!..

ابتسم مهدي ابتسامة جانبية وقال وعينيه تلمعان بخبث بينما يلقي نظرة الى احمد النائم على الأريكة الخلفية:
- حلو أوي كلمة انك طلعت جريتي تكلميني دي!، طيب علشان خاطري ريحيني بكلمة مش قادر استحمل لغاية ما أعرف منها. أهون عليكي؟!

أجابت لبنى بعناد وهي تتحاشى النظر اليه: - بردو مش هقول حاجه.
تنهد مهدي بعمق قائلا وهو يمسك قبضة الباب من جهته: - ماشي يا لبنى براحتك. خليكي عذِّبي فيّا انت كمان يعني هي جات عليكي!

فتح مهدي بابه وترجل من السيارة تبعته لبنى ثم التفت ليفتح الباب الخلفي ويحمل أحمد الغارق في نومه بينما تقدمته لبنى حيث دخلا البناية وركبا المصعد متجهان الى الطابق حيث شقة لبنى التي تقدمته بعد ان خرجا من المصعد ووضعت المفتاح في الباب وفتحته ثم التفتت اليه وهي تمد يدها لتتناول أحمد عنه فابتعد به عن متناول يدها وهو يقول ببرود:
- انا هحطه في سريره.

ما لبثت ان سمعت صوت خالتها وهي ترحب بمهدي داعية اياه لاحتساء كوب من الشاي ولكنه رفض بلطف معتذرا بينما شعرت لبنى بالحزن لشعورها بأنه رفض دعوة خالتها غضبا منها!

وقف مهدى ناظرا اليها امام الباب وقال ببرود: - ابقي بوسي لي احمد لما يصحى. سلام عليكم.
أجابته بتلعثم طفيف: - قالت انكم ه. هتيجوا تزورونا قريب أوي.
تسمّر مهدي في مكانه للحظة ثم استدار بغتة لينظر اليها وعينيه مفتوحتان على وسعهما بينما تعمدت هي الهرب من نظراته الغي مصدقة لما سمعته أذناه، اقترب منها وهو يتساءل بشك:
- ايه؟، انت قلتي ايه؟

قالت لبنى وهي لا تزال مشيحة بنظرها بعيدا عنه: - اللي انت سمعته. ماماتك هتبقى تحدد المعاد معاك وتبلغهولنا. عن اذنك.
وسارعت باغلاق الباب قبل ان يستفيق من دهشته والتي ما ان انتبه منها حتى سارع بطرق الباب عدة طرقات سريعة بينما كانت لبنى تستند عليه من الداخل فتحدثت من خلف الباب متسائلة بارتباك وهي تقضم شفتيها ترقبا:
- نعم؟!
هتف مهدي بقوة: - لو ما فتحتيش الباب حالا انت اللي تتحملي جناني للآخر!..

خافت لبنى من ردة فعله إذا هي عاندت ورفضت أدخاله، فسحبت نفسا عميقا ثم أدارت مقبض الباب بتمهّل ورهبه، وما ان شعر مهدي بانفتاح الباب حتى سارع بالدخول دافعا اياها الى الداخل وقد أغلق الباب خلفه بدفعة من قدمه في حين تلفتت هي حولها قائلة بتهديد مضطرب وهي تتراجع الى الخلف بينما يقترب منها بنظرات أشاعت في حواسها الفوضى حتى ارتطم ظهرها بالحائط خلفها ورفعت سبابتها قائلة بتهديد:.

- مهدي بلاش جنان. خالتى أحلام جوّه وفي ثانية واحدة...
لتبتر عبارتها شاهقة بقوة وهو يسحبها من يدها المشهرة سبابتها في وجهه لترتطم بصدره القوي ولم يدع لها مجالا للإعتراض ففي لمح البصر كان يميل بوجهه عليها ملتهما شفتيها في قبلة خاطفة ساحقة سرقت أنفاسها ثم يبعدها عنه بنفس السرعه التي سحبها بها وهو يقول بعنف وهو يلهث لألتقاط أنفاسه المتعثرة:.

- اعملي حاسبك هنكون عندكم بكرة ان شاء الله وعلى آخر الاسبوع كتب كتابنا انا خلاص مش هصبر اكتر من كدا!

وكما اقتحم الباب داخلا كالإعصار فاجئها بمغادرته كمرق السهم تاركا إياها وقد وضعت أصابعها على شفتيها تتلمس موضع قبلته بينما عينيها تلمعان بدموع ال فرح وقلبها يرقص مزغردا بين حناياها هاتفا بعشقا أبديّ لمن ملكه بنظرة من. رمادي عينيه!

ترى. ما هي نهاية المطاف بين أبطال كبرياء أنثى؟، ترقبوا الإجابة بين صفحات الفصل الأخير من الرواية غدا بمشيئة الله تعالى وخاااااااتمة أقل ما يقال عنها أنها، نااااااااااااارية!..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة