قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية قلبي بنارها مغرم للكاتبة روز أمين الفصل الرابع عشر

رواية قلبي بنارها مغرم للكاتبة روز أمين الفصل الرابع عشر

رواية قلبي بنارها مغرم للكاتبة روز أمين الفصل الرابع عشر

داخل حفل الرجال الذي ما زال قائما، كان يجلس بعقل مشتت وقلب يشعر وكأنه كاد أن يتركه ويهرول إلى صغيرته كي يحتضنها ويضمها إلى صدره بشدة حتى يشعرها بالأمان، أحس بشعور سئ إنتابه من حديثه مع تلك العقرباء المسماة بفايقة، شعر بغدرها وانها تنتوي أن ترد له حقدها علية في إبنته.

إجتاحه شعور بالخوف عليها بجانب شعوره السئ الذي إنتابه منذ أن وجدها بين يداي قاسم وهي تتحرك بجانبه لتبدأ حياة جديدة بعيدا عن أحضانه الحانية التي طالما أغرقها بداخله وحاوطها بحنانه.

شعر به منتصر الجالس بجانبه، أمسك يده مربت عليها بمؤازرة وأردف قائلا بنبرة حنون: هون على نفسك يا زيدان، أني عيشت نفس إحساسك دي يوم دخلة مريم، عشان إكدة حاسس بيك ومجدر اللي إنت فيه يا أخوي، بس عزائك إن بتك بجت في عصمت راچل وأطمنت عليها.
كان يستمع إلى شقيقه، و يومئ له رأسه بصمت تام، حول عتمان بصره إلى نجلية وجد ملامح وجه زيدان يكتسيها الحزن ويخيم عليها
سأله بإهتمام: مالك يا زيدان؟

أجاب والده بنبرة صوت خافته مختنقة: سلامتك يا أبوي، دماغي واچعاني شوي من صوت المزمار.
تحدث إلية عتمان بنبرة حنون بعدما إستشف بفطانته سبب حزنه: طب جوم يا ولدي ريح جتتك في دارك، وأني كلها عشر دجايج وأخلي العريس يسلم على الرچالة ويطلع لعروستة وكل واحد يرچع لدارة وتنفض الليلة.
وكأنه كان ينتظر الإذن من والده فتحرك على الفور بإتجاة منزله أوقفه صوت يزن الجهوري وهو يناديه قائلا بإهتمام: على فين يا عمي؟

إلتفت إلية زيدان وتحدث بهدوء إلى إبن شقيقه الحنون الذي يعتبره إبنه الذي لم يحظي بإنجابه: هروح البيت لجل ما أريح راسي شوي يا ولدي.
ثم وضع كف يده على كتف يزن وتحدث: خليك ويا چدك ومتفتوش لحاله يا يزن، أجف مع العمال بتوع الفراشة والطباخين لحد ما يلموا حالهم وحاسبهم وإديهم بزياده يا ولدي، وأني هبجا أحاسبك، وأكمل مفسرا: ما تفتهومش منهم لعمك قدري، ما أنت خابره زين يدة ناشفة وهيغلبعم وياه في الحساب.

أومأ يزن لعمه قائلا بنبرة مطمأنة: من الناحية دي متشيلش هم يا عمي، چدي مديني فلوس كتير وجالي أحاسبهم وأديهم الطاج طاجين.
هز زيدان رأسه بهدوء وترك يزن وواصل طريقه، رفع يزن بصره وتطلع على شرفة جناح أميرته الجديد والتي سيشاركها قاسم مكوثها به من اليوم، إنخلع قلبه عندما تذكرها وتذكر عيناها وضحكاتها المرحة، أفاق حاله ونهرها على تفكيره بصغيرته التي طالما حلم بضمتها لصدرة لكنها أصبحت من اليوم محرمة عليه.

نظر على قاسم الجالس بجانب جده ويظهر على ملامح وجهه الإرتياح التام، فتنهد وعاد إلى الداخل ليواصل الترحاب بالضيوف ومضايفتهم بشكل يليق بحفل زفاف حفيد النعماني
في مكان جانبي يقف قدري ممسك بهاتفه الجوال الذي تلقي منه مكالمة في الحال بإسم الحاج إدريس، وهو الإسم الذي اطلقه على ماجدة كي لا تكتشف فايقة حقيقة أمر زواجها عليه.

تحدث بإبتسامة وهو يرفع قامته بشموخ: وأني كمان إتوحشتك جوي يا ماچدة، إتوحشت چلعك يا بت.
علي الطرف الأخر اطلقت ماجدة ضحكة خليعة وتحدثت بتشويق لإثارته: دلعي ودلالي موجودين وفي إنتظارك يا سيد الناس، بس إنت تعال وشوف ماجدة هتعمل لك إيه.
قالت كلماتها بدلال أشعلت جسد ذلك الأبله الذي تحدث بإشتياق: يا أبوووووي على حديتك اللي كيف المرهم، من صباحية ربنا هتلاجيني واجف جدامك لجل ما أشوف چلعك لراچلك.

ضحكت وتحدثت بنبرة صوت مثيرة: هستناك على نار الشوق يا سيد الناس، وأكملت بتذكير: بس متنساش وإنت جاي تجيب لي معاك هديتي لتمام المراد
وهنا إقشعرت ملامح وجهه وأنكمشت كحاله الدائم عندما يطلب منه أحدهم إنفاق المال الذي يعشق تكنيزه بشكل مرضي
وتحدث موبخا إياها: أباي عليك يا مرة وعلى طمعك، مهتشبعيش طلبات يا واكلة ناسك.
وأكمل مذكرا إياها: أني مش لسه من سبوع واحد شاري لك خاتم دهب؟

أما تلك الطامعة عاشقة المال وأقتناء الجواهر فقررت ان تستغل ذكائها كأنثي لتهدأت ذاك الثائر وإجباره على الإنصياع لتنفيذ طلباتها التي لا تنتهي
فتحدثت قائلة بنبرة أنثوية مهلكة: ومطمعش ليه، هو أنا متجوزة أي راجل، ده أنا متجوزة سيد الرجاله كلها اللي عايشة في حمايته وتحت جناحة، وبعدين الهدية بتقيس مقام الناس و إنت مقامك عالي، عالي أوي يا مالك القلب والروح،.

وأكملت بدلال اشعلت به كيانه: لما تيجي بكرة هتعرف إن مال الدنيا كله ميسويش الدلع اللي هتشوفه على إدين ماجدة حبيبتك.
إشتعلت نارة من حديثها المشوق وتحدث بضحكة سعيدة: إذا كان إكدة يبجا مش خسارة فيكي الهدية.
أطلقت ماجدة ضحكتها الخليعة من جديد زادت بها من إشتعال ذاك المراهق المتصابي.

دلف زيدان إلى داخل منزله ومنه إلى غرفته، جلس على حافة فراشه و أمال وجهه للأسفل واضع رأسه ببن كفي يداه، وبعد مدة دلفت إلية ورد التي أتت منذ القليل بعدما إطمأنت على وضع صغيرتها وتركتها لإستقبال عريسها
تحركت إليه وجلست بجواره تتحسس يده بإطمئنان متسائلة: مالك يا زيدان، فيك إيه يا أخوي؟

رفع رأسه وما أن رأها حتى إرتمي لداخل أحضانها وكأنه طفل كان تائهه من والدته داخل ساحة معجوئة بالبشر وبلحظة رأها تتحرك بإتجاهه
شعرت ورد بتيهت مشاعره فشددت من ضمته أكثر وتحدثت وهي تتحسس ظهره متسائلة بحنان: مالك بس يا حبيبي، طمني عليك يا نضري.
أخرج تنهيدة شق بها صدر معشوقته وتحدث وهو ما زال داخل أحضانها متشبث: معارفش لو جولت لك اللي چواي هتفهميني ولا لا يا ورد.

أجابته بنبرة مشجعة: جول وخرج اللي چواك وأني أكيد هفهمك يا حبيبي.
خرج من بين أحضانها وتحدث بنبرة حائرة منكسرة: مجادرش اتجبل إن بتي، بت جلبي اللي عشت عمري كلياته وأني شاجج صدري ومخبيها چوة ضلوعي لجل ما أحميها من الدنيي كلياتها
واسترسل حديثه بألم تملك من ملامحه وظهر بداخل عيناه: أچي إنهاردة وبكل بساطة إكدة أسلمها بيدي لراچل غريب لجل ما تنام في حضنة ويقتحم حصونها العالية.

إتسعت عيناها بذهول مما إستمعته منه وتحدثت إلية بعدم تصديق: إيه كلام المخربت اللي عتجولة ده يا راچل، هو أنت كفانا الشر سلمتها لواحد من الشارع؟!
ده چوزها وحلالها يا زيدان
أغمض عيناه بإستسلام وفرك وجهه بكف يده بإرهاق ثم تحدث قائلا: غصب عني يا ورد، مجاديرش أتجبل الفكرة.

تحدثت بمرح كي تخرجه من حالته تلك بعدما إستشعرت مدي حساسية الموضوع بالنسبة له: أباي عليك يا زيدان، مالك جلبتها نكد إكدة يا راجل، ده بدل ما تدعي لها بإن ربنا يهدي سرها ويسعدها ويا چوزها تعمل إكدة!
وبعدين زعلان جوي على بتك، أومال يوم فرحنا مزعلتش عليا ليه؟
ضيق عيناه وأجابها: بس إنت مكتيش بتي يا ورد.

ضمت شفتاها بحزن فتحدث كي يخرجها من حالتها: كنتي حبيبتي وحلمي اللي مصدجت إني أطولة بيدي وأشج صدري واخبيه چواتي
إبتسمت له وبدأت هي بحديث العشاق لتجعله مندمج مع حبيبته كي يتناسي أمر حزنه وبالفعل حدث رويدا رويدا.

أما قاسم فقد خطي بساقيه داخل مسكن الزوجية المخصص لهما بعد إنتهاء حفل الرجال، صوب ببصره إلى باب الغرفة المخصصة لنومهما معا
ساقته قدميه وتحرك بخطي سريعة حتى وصل لغرفتها وطرق الباب بخفة وأنتظر الرد، مر الوقت ولم يستمع إلى صوتها بالسماح له بالدلوف، تنهد بأسي ثم فتح الباب بهدوء وطل عليها برأسه، ثم دلف وأغلق خلفه الباب.

نظر عليها وجدها تجلس على طرف الفراش المخصص لهما منكسة الرأس تنظر لأسفل قدميها ومازالت ترتدي ثوب زفافها الذي جعل منها أميرة في يوم تتويجها
تحرك إليها محمحم لينظف حنجرته وتحدث بنبرة صوت جهورية مخبأ بها مشاعره الجياشة التي تطالبه بالإقتراب: مغيرتيش فستانك لحد دلوك ليه؟
إنتفض جسدها حين إستمعت لنبرة صوته وأجابته بثبات وهدوء حاولت جاهده كي تظهر به: هغيره بعد شوي.

هز رأسه بتفهم وتحرك إلى المنضدة الموضوعة بوسط الغرفة ورفع عنها الغطاء ليتطلع على الطعام المجهز خصيصا لليلتهما المميزة، ثم حول بصره إليها وأردف قائلا بهدوء كي يخرجها من حالتها تلك: طب يلا عشان ناكلوا لجمة سوا.
مليش نفس، كلمات قالتها بإقتضاب ونبرة جامده وهي تتطلع أمامها في اللاشيئ
أجابها بثبات وتأكيد: مهينفعش يا صفا، لازمن تاكلي عشان تصلبي طولك.
نظرت إليه بقوة وتساءلت بنبرة صوت حاده: بالغصب إياك؟!

رد سريع وهو ينظر لداخل عيناها بثبات وقوة وحديث ذات مغزي ومعني: لا، بالرضا يا بت عمي.
إرتبكت لعلمها مقصدة فتحدث هو بنبرة هادئة: لازمن تاكلي عشان نتمموا مهمتنا بسلام من غير ماتتعبي
إنتفض جسدها وأرتعبت وزالت قوتها الواهية التي تتمسك بها لتظهر بذاك الثبات أمامه وتحدثت بنظرات رعب سكنت عيناها: مهمة أيه اللي عتجول عليها دي؟!

وأكملت بنبرة صوت حاده: لا أنت بتحبني ولا أني ريداك و لا حتى طايجاك، يبجي لزمته أيه الموضوع ده من الأساس؟
إستمع إلى كلماتها وحالة من الغضب تملكت من جسدة وأشعلته، شعر بطعنة برجولته وكبريائة من تلك الكلمات الحادة الرافضة لرجولته وتحدث بنبرة حاده صارمة: وهي الحاچات دي بالحب إياك يا دكتورة؟
ضيقت عيناها وتساءلت بإستغراب: أومال بأيه إن شاء الله؟

رد عليها بقوة وصلابة: بالعادات وبالتجاليد، ناسية إياك إن حريم الدار هياچو من النجمة لجل ما يطمنوا عليك؟
وأكمل بإبتسامة ساخرة ونظرة وقحه ذات معني: عاوزه تسوئي سمعتي جدامهم يا صفا؟
أزاحت عنه بصرها خجلا وأقشعر بدنها من وقاحته معها
إقترب منها وتحدث بهدوء وتعقل: إسمعيني زين يا بت الناس، ظروفنا وطبيعة عيلتنا حططنا أنا وإنت في موجف لا نحسد عليه ولازمن نكملو في طريجنا اللي إنجبرنا نمشوا فيه للأخر.

وجهت تساءلها له بنبرة جادة: بس إحنا إتفجنا جبل سابج إن چوازنا مهيكونش أكتر من ورجة مش ملزمين ننفذ اللي مكتوب فيها؟
أجابها بهدوء محاولا إقناعها: إيوة بس أهالينا ميعرفوش عن إتفاجنا ده حاچة، ده غير إن الموضوع ده لازمن يتم يا صفا، ده حلال ربنا وشرعة يا بت الناس
وأكمل بنبرة ذكورية بحتة: أني راچل ولازمن أتمم چوازي عليكي حسب الشرع والأصول، ولازمن تحطي في بالك إن إحنا معيشينش لوحدينا إهني.

وأكمل بوعد صادق أو هكذا خيل له: وأوعدك إني مهجربش منيكي تاني واصل وهكون جد إتفاجي السابج وياكي
إسترسل حديثة وتحدث قائلا وهو يشير إلى تلك المنضدة من جديد: بس تعالي اللول ناكل لجمة مع بعض
رفضت بقوة وهتفت قائلة بنبرة حادة غاضبة: جولت لك معيزاش.

غضب من إسلوبها الحاد وهتف بنبرة أكثر حدة وهو يتناول بغضب منامته الموضوعة بعناية فوق الفراش: إنت حرة، أنا طالع أغير في الصالة على ما تغيري فستانك، عشر دجايج وراجع لك تكوني جاهزة، مفهوم؟
قال كلماته الأمرة وبسرعة البرق إختفي من أمامها، إنتفض داخلها وتحركت سريع مهرولة لتبديل ثيابها قبل عودته.

وقبل إنتهاء العشرة دقائق كان ذاك المتسرع يدق بابها، خطي للداخل وبلحظة إتسعت عيناه بذهول وتسمر مكانه حينما وجدها أمامه بهيئتها المهلكة لرجولته والمحطمه لحصونه الهاوية
فتح فاهه ببلاهه واتسعت عيناه بذهول وهو يراها ترتدي ثوب رقيق قصيرا للغاية ذو حمالات رفيعة وصدر مفتوح يظهر جمال واستدارت نهديها الأبيض بهيئة مهلكة أحرقت روحه بالكامل.

ثوب يظهر أكثر مما يستر كانت قد وضعته لها والدتها فوق الفراش خصيصا لتلك الليلة المميزة لكل فتاة، وأرتدته تلك التائهة دون تفكير أو إدراك منها بأنها وبذاك الثوب ستسكب مادة سريعة الإشتعال فوق نار ذاك القاسم فتلتهب ناره أكثر وأكثر
سال لعابه بشدة حين وجدها أمامه بتلك الهيئه طالقه العنان لشعرها الحريري بلونه البني ذو الطلة الساحرة الخاطفه للأبصار والأنفاس.

تحرك إليها مسلوب الإرادة ودون إدراك منه وكالمسحور وقف مقابلا لتلك التي تفرك يديها بتوتر يظهر له، مرر بصره فوق مفاتنها يتفقدها وهو يبتلع سائل لعابه بطريقه أخجلتها وجعلتها تلعن غبائها الذي جعلها ترتدي ذاك الثوب المثير دون إدراك أو وعي منها وكأنها كانت مغيبة وبلا عقل حين إرتدته.

كالمغيب وضع كفي يداه فوق كتفيها يتلمس بشرتها الحريرية برقة، أثارته نعومة بشرتها اللينة وقربها منه ثم مال بطوله الفارع عليها أذابته رائحة جسدها العطره وأشعلت ناره، وكاد أن ينهال على شفتاها المكتنزة بلونها الوردي لينهل منهما ويشرب ويتذوق من شهدهما المكرر
وضعت يداها سريع على صدره كسد منيع وأبعدته بحده وتحدث كبرياء الأنثي بداخلها: ملوش لزوم لكدة يا ولد عمي.

جاهدت حالها بصعوبة كي تخرج تلك الكلمات الصعبة على قلبها المتيم بغرام ذلك الفارس، فكم من المرات التي تمنت وحلمت بحدوث تلك اللحظة بذاتها ولكن ليست بتلك الطريقه وهات الظروف.

كم تمنت أن يضمها لصدره الحنون ويوشي بجانب اذنها ويسمعها أعذب كلمات الهوي وأجملها، ويجعلها تذوب وتتهاوي بين يداه ليحملها بين ساعدية القويتان ويضمها لصدره ويتحرك بها إلى فراشهما لينعما معا بأولي جولاتهم العشقية الحلال- ولكن للأسف- ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.

ثم نظرت إليه بصلابه مصطنعه بصعوبة وهتفت بنبرة حاده ردا على كلماته المهينه لإنوثتها الذي تفوه بها منذ القليل: وزي ما أنت جولت من إشوي، إنها مهمه ولازمن نخلص منيها
ضيق عيناه ونظر إليها بإستغراب وتحدث بتساؤل وهو يداعب لسانه بشفتاه: بس إكده نبجوا زي الحيوانات يا دكتورة!
نظرت له بصلابه مصطنعه وتحدثت بقوة زائفة وهي ترمقه بنظرة إشمئزاز: وتفتكر إن فيه فرق؟

إستشاط داخله من حديثها الذي جعل الدماء تغلي داخل عروقه وأنتفض العرق الصعيدي بداخله، وتحدث وهو يدفعها بحده ليجعلها تتهاوي، سقطت أثر دفعته القوية فوق الفراش بقوة، رفعت بصرها ونظرت إليه بذهول تستوعب فعلتة بعدما أزاحت بيدها خصلات شعرها الذي تناثر أثر دفعته القوية لها
فتحدث هو بنبرة حاده متوعدا إياها: طبعا فيه فرج يا بت عمي، وفرج كبير جوي كمان، ودالوك هعرفك معاملة الحيوانات كيف بتكون.

إرتعب داخلها وأقدم هو عليها وهو ينتزع عنه ثيابه ويلقي بها أرض بعنف وغضب، لينهي إدعائة لتلك المهمه التي ما أن بدأ بها وغاص حتى تحول غضبه منها وحدته إلى منتهي الحنان والرقة رغم عنه وذلك بعدما لمح رعبها منه بعيناها الفيروزية التي جذبته بطريقة مثيرة حتى أنه شعر وكأنه ولأول مرة يراهما من شدة سحرهما.

قربها من صدره بحنان وضمها إليه وأوشي بجانب اذنها كي يطمئن روعها، مما جعل القشعريرة تسري بداخل جسدها وتخدره: إهدي يا صفا ومتخافيش مني، أني مهأذكيش
وبرغم حديثه اللين إلا أنها ما زالت مرتعبه منكمشة على حالها وتشعر بإهانة لا مثيل لها
إبتعد عنها وتحدث متراجع بنبرة جادة متحاملا على رغبته كثيرا وذلك كي يهدئ من روعها: لو معيزاش جربي دي أني هبعد ومش مهم نتمم الموضوع.

وأكمل بنبرة حنون: وأني كفيل إني أجف جدام اللي عيتكلم ويسأل عن الموضوع دي، أساسا محدش ليه صالح بينا، دي حاچة بيناتنا.
هزت رأسها بإعتراض خشية على والدتها من حديث فايقة التي حتما ستحشر أنفها داخل الموضوع، وأجابته من وسط خجلها القاتل وشعورها بالإهانة الذي ينتابها: خلصني يا قاسم، وزي ما انت جولت من إشوي إحنا معيشينش لحالنا في الدار.

وما أن إستمع لحديثها حتى عاد يتابع ما كان مقبلا عليه غائص في بحر عسلها الذي قاوم الغرق به لكن رغم عنه وجد حاله يغوص ويغوص بمنتهي الإستمتاع واللذة
بعد مدة ليست بالقليلة إعتدل بجانبها ونظر لها بعيون لامعه وتحدث بنبرة حنون وبأنفاس لاهثة متقطعة وهو يتفقد ملامحها بحنان: مبروك يا صفا.
ثم أكمل بتساؤل متلهف عليها: إنت زينة؟
حاسه بحاچة وچعاكي؟

تماسكت كي لا تنفجر دموعها أمامه وتظهر له كم هي هشة، ضعيفه، لم تجيبه ولم تنظر إليه من الأساس وتحركت من جانبه سريع وهي تلملم ثوبها الفاضح وتستر به جسدها وأسرعت هاربة داخل المرحاض وعلى الفور أوصدت الباب خلفها
نظر بجنون على طيفها وهو يلهث بأنفاس متقطعة وشعور غريب عليه يجتاح عالمه ولأول مرة، أهذا هو الزواج؟

حدث حاله بسعادة، ما هذا الشعور الذي إنتابني وتغلغل داخلي وزلزل كامل كياني، كيف لهذة الصغيرة أن تكون بكل تلك الأنوثه المتفجرة وكيف لها أن تنقل لي هذا الشعور الرائع.

أما تلك البريئه معدومة الحظ التي وما أن دلفت لداخل المرحاض وأوصدته حتى جرت إلى صنبور المياه وفتحته كي لا يستمع إلى صوتها الباكي، وبعدها إرتمت على أرضيته بإستسلام وخضوع، وضعت يدها فوق فمها وبدون سابق إنذار إنفجرت دموعها التي جاهدت حالها وهي معه كي لا تنهار وترتمي داخل أحضانه التي طالما حلمت بها وبضمتها إليه،.

بكت حينما تذكرت رائحة جسده العطرة التي تغلغلت داخل أنفها وهزت كيانها، لطالما تخيلتها وتمنتها، بكت على حبيب وحلم ضاع وتقطعت أوصاله، بكت على كرامتها التي دهست تحت قدماه بعقد رسمي وشهادة الجميع علية، وأكمل هو على ما تبقي منها الأن وهو يدك حصونها العالية بلا أدني رحمة أو إنسانية
ضلت تبكي لوقت طويل لا تعلم مدته حتى إستمعت إلى طرقات خفيفة فوق الباب ولصوته المنادي بحنان الذي أربكها: صفا، إنت كويسه؟

مسحت دموعها وتحدثت بنبرة صوت حاولت بها التماسك: أني كويسه، شوي وخارجة.
ثم تحركت إلى حوض الإستحمام ونزعت عنها ثوبها وألقته فوق الأرضية بحده ونزلت تحت صنبور المياه التي إنهمرت فوقها وأختلطت بدموعها المقهورة على شعورها بالخزي والمرارة والخزلان
بعد مده خرجت ترتدي مأزر الحمام (البرنس) وهي خجلة للغايه وممسكة فتحة صدرة تغلقها بكف يدها، وذلك لعدم تذكرها لأخذها ثياب معها للداخل.

نظر إليها بعيون متسعه مزبهلة من شدة جمال تلك البريئة الصافيه التي ما زادها البكاء إلا جمالا، حيث ساعد البكاء مع الماء الساخن على إحمرار أنفها وخديها بطريقة مثيرة، أما شفتاها، فا اه من شفتاها الكنزة فحدث ولا حرج
إبتلع لعابه من هيئتها وتساءل بإهتمام: إنت كويسة؟
هزت رأسها بإيمائة خفيفه وأحالت بصرها عنه، وصلت إلى خزانة الثياب وأختارت منامة محتشمه بأكمام ودلفت إلى المرحاض من جديد.

أما هو فحمل تلك الصنية الموضوعة فوق المنضدة وتحرك بها واضع إياها داخل المطبخ. وتحرك من جديد إلى غرفة النوم
بعد مده خرجت وصففت شعرها وأتجهت إلى التخت أخذت وسادة وأتجهت بها إلى الأريكة
تساءل هو متعجب: بتعملي أيه يا صفا؟!
أجابتة بصوت ضعيف واهن منكسر: زي ما أنت شايف، بچهز نومتي.

تحرك حتى وصل لوقفتها وتحدث بهدوء ونبرة حنون: أني عارف إنك زعلانه مني بسبب اللي حصل بيناتنا من شوي، بس أني بردك معزور يا بت عمي، وأكمل بنبرة طغي عليها الندم فحقا قادته غريزته التي إنتصرت على إنسانيتة ولكن إنتهي الأمر وحدث ما حدث: أني أسف على الطريجة اللي كلمتك بيها وكمان أسف على المعاملة، بس إنت اللي نرفزتيني يا صفا و وصلتيني لكدة.

وأكمل بدعابه كي يخرجها مما هي علية: فيه واحدة بردك تجول لراچلها ليلة دخلتة إنه كيف الحيوان؟
وأكمل متسائلا بعيون حانية ونبرة صوت أشعلت قلبها العاشق: أني حيوان يا صفا؟

كانت ترفع قامتها وتنظر إليه وهي تائهه في سحر عيناه الغميق التي ولأول مرة تراهما عن قرب، حقا حبيبها يمتلك جاذبية لا تقاوم، ثم وضع يده وأمسك خصلة كانت هاربة من شعرها الذي تحول من الحريري إلى الغجري بفضل المياة وأرجعها خلف أذنها وتحدث بهدوء: تعالي نامي چاري على السرير ومتخافيش على حالك مني.
وأكمل بعيون حانية أهلكت حصونها: صدجيني مهجربش منيكي تاني ولا هضايجك.

كانت شاردة داخل عيناه ونبرته الحنون وكأنها تناست أمر حالها وما جري لها على يده منذ القليل
أمسك يدها وسحبها بكل هدوء وتحدث وهو يمددها فوق التخت وكأنها مسلوبة الإرادة: نامي يا صافي.
تمددت وغمرها هو بالغطاء الحريري الصيفي وتحرك إلى الجهه الأخري وتمدد بجوارها، وضع رأسه فوق الوسادة ليقابلها ثم وضع كف يده فوق وجنتها وتلامسها بنعومه أهلكت حصون كلاهما ولكنه نفض من رأسه تلك الأفكار التي إجتاحت رأسه.

وتحدث بنبرة صوت ناعمة: تصبحي على خير يا دكتورة.
حمحمت وأخرجت صوتها بصعوبة بالغة قائلة: وإنت من أهله.
وبعد مدة بسيطة غاصت بنومها من شدة توترها طيلة اليومين المنصرمين وأيضا تعبها، وكأنها كانت تحتاج للهرب من أمام عيناه لتنأي بحالها من براثن عشقه المدمر لقلبها
نظر لها بعيون حزينه وحدث حاله، سامحيني صفا فيما سأفعله، فالعقل تحكمة العادات والتقاليد، أما القلب فحكمة الوحيد هي المشاعر لا غير
سامحيني.

داخل مسكن فارس، خطي بساقيه للداخل حتى وصل لغرفة نومه وفتحها بهدوء ولكنه تفاجئ حين وجدها خالية من وجود مريم، قطب جبينه بإستغراب وتحرك للخارج للبحث عنها وفتح باب غرفة الأطفال فوجدها تتسطح فوق إحدي الأسرة تحتضن صغيرتها التي تغفو بأحضانها.

نظر عليهما وتنهد بحزن وأغلق الباب من جديد ومضي في طريقه للعودة إلى غرفته، ليغفوا لحاله بصحبة أحزانه التي أصابته عندما رأي حبيبته السابقة وما شعره من مرارة عندما رأها أمام عيناه
أما تلك المتسطحه التي اوهمته انها غافية ففتحت عيناها وبدون سابق إنذار إنهمرت دموعها من جديد فوق وجنتها بمرارة وقلب يتمزق على ما وصلت إليه اليوم من إهانة زوجها لها وهو ينظر على إبنة خالته بحالة مخجلة، غير عابئ لوجودها بالمرة.

أما داخل غرفة فايقة
دلف إليها قدري في وقت متأخرا من الليل وذلك لوقوفه مع العمال وهم يضبضبون أشيائهم ليرحلوا، أعطي يزن لكل فريق منهم حساب مهمته وانصرفوا وصعد هو
نظر على حبيبته الجامحة وجدها تغط في ثبات عميق، خلع عنه ثيابه وتوجه إليها مباشرة دون حتى الإغتسال، تمدد بجانبها وبدأ يتحسس جسدها برغبة جامحة.

إنتفضت من نومتها ونظرت إلية بذعر وتحدثت بنبرة حادة بعدما رأت الرغبة داخل عيناه: عاوز أية يا قدري الساعة دي؟
تحدث إليها بنبرة متلهفة وهو يقترب منها أكثر: عاوزك يا فايقة
نفضت يده عنها بعنف وهتفت بنبرة صارمة وملامح وجه مكشعرة: بعد يدك عني وروح إسبح بريحتك دي وأبجا تعالي نام.

وأكملت وهي تتثاوب بنعاس وتتمدد وتعود لوضع نومها من جديد: سيبني أنام واوعاك تجرب مني يا قدري، أني همدانه وتعبانه طول النهار ومصدجت فردت جتتي على السرير
كان يستمع لها والغل ينهش داخل صدره من رفضها المستمر لقربه منها، أحكم قبضة يده بغل فوق ذراعها وتحدث وهو يجبرها على الإلتفاف والنظر إلى وجهه: إنت إية حكايتك اليومين دول يا حرمة، سايجه العوج عليا وشغلالي في اللزرق لية يا بت سنية؟

وأكمل بحدة وهو ينهرها ويهزها بعنف: عليا اليمين لو ما أتعدلتي لتچوز عليكي وأجهرك وسط حريم الدار
جحظت عيناها من هول ما استمعته وتحدثت بفحيح كالأفعي: إتچنيت إياك يا قدري؟
وأشارت على حالها بعدم تصديق: عتجولي أني الحديت دي، ده بت الرچايبة اللي كيف الأرض البور چوزها مرضاش يجهرها ويچيب لها ضرة وجعد بطولة في الدنيي من غير عيل ولا تيل.

وأكملت بكبرياء وتفاخر: جوم أني، فاااايقة بت النعمانية اللي چايبة لك بدل الراچل إتنيين يسدوا عين الشمش تهددني وتجولي إكدة؟
أجابها بفحيح ونبرة رجل مهان على يد إمرأته: وهو بخلفة العيال إياك، روحي شوفي بت الرچايبة اللي عم تتمسخري عليها كيف بتعامل راچلها، دي عاملة خدها مداس ليه لجل ما يمشي ويتعزز عليه.

عشان دي متچوزة زيدان النعماني، مش أي راجل والسلام، جملة عقيمة تفوهت بها فايقة دون وعي وهي ترفع قامتها للأعلي بتفاخر
وكان عقابها صفعة مدوية لطمت بها بشدة من ذلك الغاضب الذي أمسك بمجموعة خصلات من شعرها وبات يهزها بعنف ويتحدث بفحيح كالأسد الذي إنقض على فريسته: وإنت بجا اللي متچوزة راچل والسلام يا واكلة ناسك؟
صرخت بتألم وهو يهزها بعنف من خصلات شعرها وتحدثت بتألم: سيب شعري يا قدري عتخلعه في يدك.

وأكملت بنبرة زائفة كي ترضية ليتركها: أني مجصديش اللي جه في بالك، وأجصدة كيف و إنت في نظري سيد الرچالة كلياتهم
وما أن إستمع لجملتها حتى لانت عضلات جسدة المتشددة و هدأت غضبتة قليلا، لانت قبضة يدة من فوق خصلاتها وتحدث إليها بأنفاس لاهثة وهو يقف: أني داخل الحمام أسبح، أطلع ألاجيكي مستنياني وعلى سنجة عشرة، فهماني يا واكلة ناسك؟

دلف هو للداخل أما هي فمدت يدها و جففت دموعها التي هبطت من ألم صفعته القوية التي علمت على صدغها، وجذبه لخصلات شعرها، . وقفت وتجهزت كما أمرها كي لا تستدعي غضبه مرة أخري
وبعد مدة كان يجاورها الجلوس مبتسم وتحدث إليها: ياااااه، أخيرا نفوخي راج من موضوع چواز قاسم من بت زيدان، حاسس إني ملكت الدنيي كلياتها إنهاردة.

كانت تستمع إلية بملامح وجه مكشعرة مبتعده بنظرها بعيدا عنه فتحدث هو إليها: معترديش عليا ليه يا حرمة، الجطة كلت لسانك إياك؟
وكأنه بحديثه هذا قد ضغط على زر إنفجارها بعدما فقدت صبرها وتحدثت بنبرة غاضبة: إنت عاوز إية مني في ليلتك اللي مفيتاش دي يا قدري، مش كفاية إنك مديت يدك على لأول مره في حياتك وخدتني جبر، لا وكمان مستني مني أرد عليك واتحدت وياك عادي وكأن مفيش حاچة حصلت.

تنهد ووضع يده فوق ساقها مربت عليه وتحدث إليها: وكنتي عوزاني أعملك أيه بعد رفضك ليا بالشكل ده.
تجوم تهددني بإنك تچيب لي ضرة ويوصل بيك الحال إنك تضربني يا قدري؟ جملة تساءلت بها فايقه بنبرة لئيمة
فأجابها بنبرة غائرة: أني مضربتكيش غير لما لجيتك بتتحدتي عن راچل غيري إكدة.

وأكمل بعيون حقا عاشقة وبجنون: أني عشجانك ودايب فيكي دوب يا فايقة. ، وإنت سايجة الدلال عليا بجالك ياما وأني كل مرة أديكي العذر وأجول يا واد أصبر وأتحمل چلعها، بس كل شيئ وليه أخر يا فايقة
نظرت إلية بملامح غاضبة وتحدثت بنبرة صارمة: أول وأخر مرة تعمل فيا إكدة يا قدري، وإلا قسما عظما أسيب لك البيت وأروح أجعد عند أمي، فاهم يا قدري.

إقترب منها وسحبها لداخل أحضانه تحت نفورها منه وتحدث هو: حاضر يا مالكة الروح، بس إنت كمان راعيني شوية عن إكده.
تنفست بهدوء، وهزت له رأسها مجبرة وشدد هو من إحتضانة لها.

في ظهر اليوم التالي داخل منزل الحاج عتمان، دلفت ورد إلى منزل عتمان بجوارها صباح وعلية والعاملات لديها والأقارب وهن يحملن فوق رؤسهن صواني مستديرة يضعن فوقها كل ما لذ وطاب من أكلات شهية وحلوي وفاكهه كما هو العرف في بلدتهم.

وما أن دلفن للداخل حتى قمن بإطلاق الزغاريد العالية، خرجت على أثرها فايقه من المطبخ والتي تحدثت إلى ورد بإبتسامة مزيفه ونبرة تهكمية: مبارك على بتك زينة شباب النعمامية كلاتهم يا سلفتي.
نظرت لها ورد وردت بنفس نبرتها التهكمية: المفروض أني اللي أجول لك مبارك على ولدك بفوزة بست الصبايا يا ام قاسم.

أسكتهما صوت رسمية الجهوري التي أتت من غرفتها قائلة بنبرة صارمة كي توقف تلك المهزلة: چرا لك أيه يا حرمه منك ليها، بدل ما أنتوا جاعدين ترموا على بعضيكم إكده نزلوا الصواني من على روس الحريم اللي واجفة دي
همت صباح وعلية إنزال الصواني وادخلوها إلى المطبخ
وبقي الصنيتان الخاصة بطعام العروسان.

حين أكملت رسمية بنبرة قويه أمره: وإنت يا ورد، خدي صباحية العرسان لفوج و إطلعي إطمني على بتك وخليها تدلي لجل ما تسلم على حريم وبنات العيلة.
أومأت لها بطاعه وأردفت قائلة بنبرة هادئة نالت بها إستحسان رسمية: حاضر يا مرت عمي.

وتحركت حتى إقتربت من الدرج لتصعده ثم ألقت ببصرها على فايقة الواقفة بجانب درابزين الدرج تداري وجهها بكف يدها، وضيقت عيناها مدققه النظر على خدها وتحدثت بنبرة ساخرة بعدما تأكدت ظنونها عندما وجدت علامات لأصابع يد بشرية: سلامة خدك يا أم قاسم؟

إقتربتا عليهما علية وصباح التي تحدثت إلى فايقة بنبرة ساخرة بعدما رأت ظهور أصابع قدري على صدغها: طول عمري واني بسمع عن الكف الخماسي إلى عيلوح رجبة اللي عيتلافاه، أول مرة أشوفة على الطبيعة، وعلى مين؟
علي فايقة المستجوية؟
واكملت ساخرة: هي الجطة كلت عيالها ولا إية ولاد!
ثم اطلقت صباح ضحكة ساخرة، في حين تحدثت عليه قائلة بإستحسان: أهو أني إكدة يدوب إطمنت على قدري أخوي.
ضحكتا صباح وعليه.

أما ورد التي كظمت ضحكتها لعدم إثارت غضب فايقة وذلك لأجل إبنتها، إنسحبت وصعدت لتطمأن على صغيرتها
أما عن فايقة فقد إتخذت نصيبها من الصمت وتحركت لداخل المطبخ بغضب لعدم وجود إجابه لديها، فمنذ الأمس وهي تحاول بكل ما استطاعت إزالة أثار أصابع ذاك الثور ولكنها بائت جميعها بالفشل، فكظمت غيظها من ذاك الثلاثي المرح متوعده لهم برد الصاع صاعين في القريب.

تملل بنومته الهنيئة وفرد ذراعية يتمطئ براحة وما زال مغمض العينين، شعر بإحساس غريب، شعور بالراحة والطمأنينة، هدوء وسكينة تجتاح كيانه بالكامل حتى أنه إستغرب حاله، فهو من الأشخاص الذين يشعرون بمزاج سيئ عند الصباح بدون أسباب.

تمطئ بجسده من جديد وبدأ بفتح عيناه بهدء رويدا وفجأة إتسعت بشدة وانتفض من نومته ورفع قامته مستندا بساعده على الوسادة وبات يدقق النظر لذاك الملاك النائم بجواره، شعر برعشة هزت جسده بالكامل وفرحة لم يعلم مصدرها إقتحمت قلبه
وها هو الان إكتشف سر إستكانت روحه، كان سارح في جمالها الخلاب يحدث حاله، ما أجملك صفا، كم أن رب الكون تفنن وأبدع في خلقك وأظهرك في أبهي صورة.

فاق من شروده على صوت جرس الباب وقرع بسيط فوقه، إبتسم لتلك النائمة وبصوت متحشرج متأثرا من النوم تحدث إليها بهدوء وهو يتلمس خدها المياس: صفا، صفا
نطقت مهمهمة ومازالت مغمضة العينان بوجه مبتسم تظهر عليه علامات الراحة والإستكانة وهي تعتقد بأنها تري حلم جميل تستمع به إلى صوت متيمها: إممممم
شعر بسعادة لا يعرف مصدرها وتحدث إليها مبتسم وهو يستمع مجددا لجرس الباب يقرع: فتحي عنيكي يا صفا، چرس الباب بيضرب.

وما أن إستمعت لنبرة صوته صريحه حتى فتحت عيناها بإتساع غير مصدقة لما أصبحت عليه، إنتفضت من نومتها وسحبت جسدها لأعلي سريع لتجلس وهي تلملم في خصلات شعرها وتمسك بياقة منامتها وتضمها بشده على صدرها وذلك من شدة خجلها، تتهرب بعيناها بعيدا عن مرمي عيناه
فتحدث هو بنبرة حنون مهلكة لقلبها العاشق بإبتسامة سعيدة معجب بخجلها الزائد: صباح الخير يا صفا.

إنتفض قلبها وارتعش من مجرد إستماعها لنطقه إسمها بكل ذاك السحر والحنان، سحرتها هيأته المشعثة من أثار النوم، تحدثت إلية بعيون خجلة تتجنب النظر إلية ونطقت بصوت ناعس: صباح النور.
ثم إنتفضت واقفة وتحدثت بنبرة هادئة: ممكن تفتح الباب على ما أغير هدومي؟
أجابها بهدوء وهو يهم بالوقوف: هدخل الحمام أغسل وشي وأفوج وأطلع أفتح لهم.

تحدثت بنبرة متعجبة من شدة بروده: واللي على الباب إن شاء الله هيجف يستني چنابك أما تفوج حالك؟
و أكملت بنبرة تهكمية: ما تفطر بالمرة وتشرب الجهوة لجل ما تفوج على الاخر!
أطلق قهقه عالية وأرجع رأسه للخلف بطريقة جعلت منه جذاب حد الجنون مما جعلها تبتلع لعابها وتحدث هو بدعابة بعدما تمالك من ضحكاته: وماله لما اللي على الباب يستني، أني أعمل اللي على كيف كيفي إنهاردة.

وتحدث إليها غامزا بدعابة: عريس بجا وإنهاردة صباحيتي.
إبتلعت لعابها وتحركت سريع من أمامة واقفة أمام خزانة ملابسها وفتحتها لتنتقي منها ثوب مناسب مما جعل ذاك القاسم يضحك على هروبها، ودلف إلى المرحاض، وبعد مدة قصيرة خرج وارتدي مأزره ودلفت هي إلى المرحاض
تحرك هو بإتجاة الباب وفتحه فتحدثت ورد بإبتسامة سعيدة: نموسيتكم كحلي يا عريس، كل ده نوم، الحريم راسهم وچعتهم من شيل الصواني فوچ نفوخهم.

تحمحم قائلا بإحراج وهو يتحرك جانبا ليفسح لهم المجال مشيرا بيده في دعوة منه للدلوف: معلش يا مرت عمي، حجك علي، إتفضلوا
سبقت ورد العاملات إلى المطبخ وأنزلن ما يحملن وبدأت ورد برص جميع الأغراض فوق رخامة المطبخ وتحركن النساء إلى الأسفل من جديد مصطحبين الصواني الفارغة واغلقن الباب خلفهن
أما ورد التي إقتربت من وقفة قاسم بمنتصف البرهه وتسائلت متلهفة: وينها عروستك يا عريس؟

أشار لها لداخل الغرفة وهو يهم بالتحرك قائلا: صفا جوة، هدخل اندها لك.
اوقفته بصوتها المعترض وهي تستبق خطوته: خليك إنت يا قاسم، أني داخلالها.

إستغرب من تصرفها وفضل الصمت ودلفت هي للداخل وما هي إلا دقائق قلة إلا وأستمع لصوت زغاريد عالية تصدح من داخل غرفة نومه، وكأنها كانت إشارة منها للنساء الواقفات في الأسفل اللواتي ما إن إستمعن لإشارة ورد حتى إنطلقن جميعهن بإطلاق الزغاريد المهنأة، حينها فهم مغزي موافقتها على إتمام دخوله الشرعي بها.

بعد بضعة دقائق اخري تسمر بوقفته وفتح فاهه من شدة جمالها الأخاذ الذي رأه بام أعينه وهي تجاور والدتها الخروج مرتدية ثوب قصيرا رائع المظهر بلونه، حيث كانت ارضيته باللون الأبيض وبه نقش زهرة رقيقة باللون الزهري، تاركة لشعرها الحريري العنان ليرفرف فوق ظهرها معلنا عن حريته، واضعه بعض مساحيق التجميل الخفيفة جدا والتي جعلت منها أيقونة جمال.

ضحكت ورد بخفة عندما رأت ذاك المتصلب بوقفته وعيناه العاشقة لجمال إبنتها وتحدثت وهي تمسك بيد إبنتها: هاخد منيك عروستك عشر دجايج بس وبعدين هرچعها لك، وأجي أجهز لكم فطور العرايس اللي يستاهل بوجكم
وبالفعل تحركت بضع خطوات ولكن أوقفهما صوت ذاك الغاضب المعترض: على فين العزم إن شاء الله يا صفا هانم؟
إلتفت بوجهها وكادت ان تتحدث لولا صوت والدتها الذي سبقها: هتدلي تسلم على حريم العيلة وتطلع طوالي.

وهتدلي إكدة؟ جملة نطق بها قاسم متهكم بالنظر إلى ملابسها
أجابته ورد بنبرة مطمأنه تحت إستشاطته: ما تجلجش يا قاسم، البيت تحت مفيهوش ولا راچل، چدك خد رچالة البيت كلياتهم وراحوا إستراحة جناين الفاكهه لجل ما يفضوا البيت للحريم اللي هتاجي تبارك.
رد عليها بإعتراض: وده معناته إنها تنزل تجابل الحريم ملط إكدة؟ وبعدين إفرض إن حد من الرچالة رجع على غفله لأي سبب كان، يبجا أيه الحال وجتها يا مرت عم؟

شعرت بالدماء تتدفق بوجهها خجلا من وصفه الوقح، في حين أجابته ورد بنبرة مطمانة: ما تجلجش يا ولدي محدش هياچي، ولجل ما تطمن أني هجف على البوابة وأجفلها بنفسي.
أجابها برفض قاطع وغيرة خارقة: ريحي نفسك يا مرت عمي، مرتي مهتنزلش إكدة لو إنطبجت السما على الأرض.
واشار لها أمرا بنبرة حادة: لو حابة تنزلي بجد، إدخلي غيري خلجاتك دي وإلبسي حاچة حشمة وحطي طرحة فوج راسك.

ومن الغريب والغير متوقع لديه أنه رأي طاعتها داخل عيناها حيث هزت له رأسها بطاعة وتحركت إلى الداخل من جديد بقلب سعيد متراقص فقط لشعورها بإهتمامه به وغيرته عليها وذكرة لكلمة (مرتي)
تحت إستشاطت ورد التي تحدثت إلية بنبرة لائمة: بجا إكدة يا قاسم، أنزلها أني كيف جدام الحريم وشعرها متغطي إكدة، هي مش عروسة إياك ولا أيه.

أجابها بهدوء: عروسة وست العرايس كلياتهم ما مرت عمي، بس تنزل جدام الحريم بإحترامها ولبسها الكامل، أني چوزها ورايد إكدة
طلت عليهم من جديد وكانت حقا بديعة الجمال مما جعله ينظر إليها منبهرا بجمالها، وما ان رأها حتى شعر بإرتياح وسكينة وشعر أيضا برجولته التي تعظمت بفضل إنصياعها لأوامره وطاعته بطريقة أثارته.

وتحركت هي بجانب والدتها ونزلت الدرج بجوارها، وما ان رأتها نساء العائلة التي طال إنتظارهن لها حتى أطلقن الزغاريد المهنأة وتهافت عليها المهئون يتبادلن معها القبل والأحضان كما هو العرف، وتحركت إلى جدتها التي إحتضنتها وهنأتها بحفاوة وأيضا فايقة التي هنأتها بإبتسامة مزيفة خشية من أن تصب رسمية غضبها عليها من جديد كليلة أمس لو عاملتها بقلة تقدير.

تحدثت رسمية إليها وهي تربت فوق كتفها: إطلعي يا بتي على شجتك لچل ما تفطري وتفطري چوزك.
ووجهت باقي حديثها للنساء المتواجدات: وإنتوا يا چماعة، إتفضلوا إجعدوا في المندرة چوة لجل ما تاخدوا واچبكم.
وأشارت إلى ورد مما أشعل قلب فايقة وتحدثت: يلا يا ورد على المطبخ خلي البنات يجيبوا الحلو والساجع للضيوف.

إبتسمت صفا بسعادة وهي تري بوادر رضا جدتها على والدتها وذلك إستشفته من حديث جدتها، ثم تحركت للأعلي عائده من جديد لذلك القاسم
حين تحدثت ورد إلى رسمية بسعادة بالغة: حاضر يا مرت عمي
وهمت لداخل المطبخ بصحبة نجاة، أما تلك الفايقة التي شعرت بنار تسري بجسدها وذلك جراء ما تراه من تغيرات طرأت على رسمية خلال معاملتها لزيدان و ورد، شعرت وكأن البساط يسحب من تحت ساقيها وذلك ما لم تسمح بحدوثه مهما كلفها الأمر.

صعدت صفا من جديد لذلك الذي شعر بالوحدة من مجرد إبتعادها عنه لعدة دقائق فقط.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة