قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل الحادي والأربعون

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل الحادي والأربعون

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل الحادي والأربعون

كانت منهارة حقاا، شربت وشربت وشربت، حتى ثملت، كان هناك يراقبها بكل شوق، باعين عاشقة، متمنية امتلاك ما تراه، كانت حالتها مذرية، توجه لها. انها ثملة،
ستيفن: كفى ميرنا، ارجوك...
ميرنا: اوووووو، انه انت ايها النذل الحقير...
ستيفن: ارجوك كفى عن الشراب، انك ستعودين لادمانه مرة اخرى، كفى.

ميرنا ببكاء: لماذا، لماذا، لماذا تهتم لامرى، الست انت من تركتنى وحيدة بهذا العالم، تركتنى دون ان تخبرنى ما السبب. لقد احببتك بشدة ستيف، نعم احببتك، لماذا جئت الان، اخبرنىى، لماذا. لماذا. لا احد يحبنى، انه قد احبها هى، اقسم انه احبها، اقسم...
ستيفن بتأثر: اننى احبك ميرنا، احبك جدا، لا تقولى بانه لا احد يحبك...

ميرنا: لو احبتنى يوما بقدر حبى لك، لكنت ظللت بجوارى، اتدرى كم عانيت، كم بكيت، كم كان جرحك غائرا، لا لا تدرى...
ستيفن ك انا تالمت اكثر منك، صدقينى، ومازلت اتالم حتى الان...
ميرنا تحاول النهوض ولكنها سقطت: لا فائدة من هذا الهراء، دعنى اذهب لبيتى...
ستيفن يساعدها: ليس بهذه الحالة سادعك، ساوصلك للبيت
ميرنا: ان شاهدك زوجى سيقتلك، انه عربى...
ستيفن: لقد شاهدته كثيرا، فليشاهدنى مرة ليعلم من انا...

ميرنا: حقا، اذن هل رأيت كم هو وسيم. انه افضل منك...
ستيفن: لا ميرنا انه ليس كذلك، انه يشبهنى قليلا ليس الا، هيا لاوصلك بيتك، حبيبتى، هيا...
اوصلها ستيفن بسيارته، كانت ثملة للغاية، بكت طوال الطريق، نامت اثناء الطريق، وصل لمنزلها، حاول ايقاظها، لم تستيقظ، بل همهمت ببعض كلمات لم يفهما، حملها. ودخل بها المنزل اجلسها على الاريكة واعد لها فنجانا من القهوة، لقد كانت في عالم آخر، لاتدرى اى شئ،.

ستيفن: هيا حبيبتى، تفضلى، علك تستيقظى قليلا...
ميرنا: لا، لا اريد ان استيقظ، لماذاتركتنى ستيفن، لماذا...
ستيفن بتاثر: ليس الان ميرنا، اننى ساذهب الان قبل مجئ زوجك...
ميرنا: هههههه، زوجى؟ ههههه لا لن ياتى...
ستيفن: حسنا، سامكث معك الليلة، هل تمانعين؟

ميرنا: لا حبيبى، لقد اشتقت اليك ستيفن، لقد حطمتنى بغيابك عنى، دمرتنى، حتى جاء آسر. حاول ان ينسينى ما اعانى قليلا، تناسيت، لكننى لم انسك، لقد احببت آسر من خلال حبك انت، انت ستيفن، يا لغبائى...
ستيفن بصوت حنون هامس: اوووه حبيبتى، لو تعلمين ما اعانيه الان من الام فراقك لى...
ميرنا: وانا ايضا، [SIZE= 6 ].

حمل ستيفن ميرنا، وذهب بها الى غرفتها، وحدث ما كان يجب الا يحدث، اما هو صعد لغرفته ليهنأ بنومه قليلا، قام بضبط المنبه ثم نام، هي صعدت لغرفتها، تمنت ان تنال قسطا من الراحة قبل وقت السحر، نامت، ثم استيقظت من اثر السعال، كان الجو باردا جدا، ولم تضبط المدفئة جيدا، حاولت النهوض، لقد عاودها الالم مرة اخرى، قامت بضبط المدفأة. ثم نظرت لوجهها في المرآة، انه شاحب قليلا. وشفاهها تميل الى الزرقة، انه مؤشر ليس بالجيد اذن، اخذت دوائها، لكنه لم يجد نفعا هذه المرة. زال الالم. وبقى السعال، هبطت لتعد لها مشروبا دافئا، كانت متعبة حقا، استيقظ في الوقت المحدد، ثم اغتسل وابدل ملابسه وهبط لاسفل. كان يسمع صوت سعالها وهو على الدرج، توجه الى المطبخ ليجدها، واقفة مستندة على الطاولة بيديها، وتاخذ نفسها بصعوبة قليلا، ذُعر من مظهرها، اسرع نحوها، اقترب منها، لم تشعر به،.

آسر بقلق: سمية، مالك؟
سمية بتعب: معرفش، الكحة، جاتلى، شديدة، شديدة اوى، معرفش
وجد وجهها الشاحب، وعينيها الذابلتين، وشفاهها المائلة للزرقة، ارتعاش يديها، عدم انتظام انفاسها، اصابه بالقلق الشديد
آسر: طيب تعالى قعدى وانا هتصل بباسل ييجى يشوف مالك، تعالى...
سمية مسرعة: لا. لا. ملش لزوم، تلاقية شوي برد وقلب بنزلة شعبية، متقلقش. وبعدين انا لو في حاجة هعرف
آسر: طيب. تعالى اقعدى بس. تعالى...

جلست سمية على الكرسى اما هو. قام باحضار بشكير لها ليدثرها قليلا ثم اعد لها بعض الاعشاب. ثم ناولها اياها، جلس بالكرسى المقابل لها، كان قلقا عليها بشدة، تاملها، ليجد هاتين اليدين الصغيرتين ترتعشان بشدة، وهي تسعل، حرك كرسيه ليكون بجوارها اخذ منها الكوب ليشربها اياه،
سمية: انت تعمل ايه؟ انا هعرف اشربه لوحدى.
آسر: هششش انتى م شايفة ايدك بترتعش ازاى، كده هيتدلق عليكى وتتحرقى، اشربى وانتى ساكتة.

سمية بحرج: حاضر.
اما آسر كان يشربها كطفلته، اما هي كانت تشعر انها بعالم آخر، انه بجانبها ويسقيها بيده، ويقوم بمسح فمها بمنديله، انه هو، يبدو على محياه القلق عليها، انها حقيقة، انتهت من مشروبها الساخن، ثم قال لها بخفة.
آسر: امرى لله هقوم اعمل السحور، س متاخديش على كده.
سمية وهي تحاول النهوض: وعلى ايه، انا هعمله.
آسر: انتى قايمة ليه. قلتلك اقعدى...

حاولت سمية النهوض. ثم اتكئت على الطاولة، شعرت دوخة بسيطة، جلست فجأة مرة اخرى بيد ممسكة براسها. واخرى على بطنها وهي ما زالت تسعل، التفت لها ثم شاهدها كذلك، توجه نحوها مسرعا، امسك بوجهها، انتابتها قشعريرة بجسدها، نظر بعينيها بعمق، وقلق
آسر: انتى مش كويسة ابدا. مالك،؟
سمية: انا. انا، عايزة ادخل الحمام عن اذذنك...

نهضت سمية متوجهة للحمام بخطوات متثاقلة. ساعدها آسر. دخلت بسرعة. ثم اغلقت الباب بوجهه. سمع صوتها بالداخل. انها تاتى بكل شئ بمعدتها، طرق الباب عدة مرات. لم ترد عليه.
آسر بنفاذ صبر: هتفتحى ولا ادخل...
سمية: لا. متدخلش...
آسر: اللهم طولك ياروح، انتى هتجنينى. زانا هروح اتصل بباسل ييجى.
خرجت سمية من الحمام. ان وجهها كوجه الموتى. مسط بيدها، واسندها حتى جلسا على الاريكة قالت له بصوت متقطع قليلا،.

سمية: لا، انا هاخد، الدوا. زوهكون، كويسة، متقولش لحد
آسر: انتى مش شايفة شكلك عامل ازاى، ه انتى فنجان الاعشاب. رجعتيه كله جوه...
سمية بصوت منخفض: بجد، ملوش لازمة، انا هطلع اوضتى. هريح شوية، وهكون كويس عن اذنك...
آسر: سمية، انتى مالك، متدايقة منى،؟
سمية: لا ابدا. وهتدايق ليه، ده انا النهاردة رحانة عشان خاطرك اوى والله، وكنت عايزة اعملك مفاجأة. بس للاسف مكنتش اعرف انك هتيجى...

آسر بابتسامة باهتة: بجد،؟ طيب ايه هى؟
سمية بصوت متعب: هتعرف بس مش دلوقتى، بكرة ان شاء الله عشان ليها حكاية، عن اذنك، انا هطلع...
آسر: استنى. هتطلعى من غيرماتاكلى حاجة؟
سمية ابتسامة جانبية: اديك شوفت شربت قعدت ساعة في الحمام، امال لو اكلت هخرج في العيد ان شاء الله
آسر: ههههه، زمان الحمام اشتكى هههه انتى بتعرفى تهزرى اهه.
سمية تنظر الى الارض بالم: على فكرة الحمام نضيف. وريحته كمان كويسة، فمتقرفش.

آسر بلوم: انا هزر على فكرة، وبعدين اخص عليكى ليه بتقولى كده، يعنى لو مى مكانك تفتكرى ان انا هقرف منها
سمية: بس مى اختك...
آسر: وانتى، سمية، انتى غالية عندى والله...
سمية بابتسامة جانبية: الدم بيحن، ولاد عم بأى.
آسر: طيب يا بنت عمى يلا. عشان تريحى شوية قبل الفجر...
سمية وهى تنهض: لما الفجر يدن صحينى. ماشى.
آسر: انتى رايحة على فين استنى بس.
سمية بعدم فهم: خير؟
حملها بسرعة، كانت خفيفة جدا، تفاجئت ثم استحت.

سمية بتوتر: نزلنى لو سمحت، مينفعش كده. انا تعبانة...
آسر متجاهلا حديثها: ده انتى خفيفة اوى، ايه ده
. [color= Navy ]
كان يشعر بضعفها وهي بين احضانه. كان يحملها ويضمها الى صدره كانها ابنته. حبيبته، لا يدرى، ساوره شعور. جعله يتمنى ان تستمر هذه اللحظة الى مالانهاية. نظر بعينيها ليجدها ناظرة الى اسفل. ووجهها برغم شحوبه يبدو عليه حممرة الخجل الشديد. [/COLOR]
آسر بصصوت منخفض: انتى بتتكسفى على طول كده...

سمية بارتباك وترتر: لا، بس. اصل. يعنى. مش متعودة ان حد يشلنى كده. وكمان حد غريب.
آسر: يعنى انا غريب، ده انا ابن عمك. وكمان زوجك.
سمية: طيب ممكن تنزلنى بأى. ولا هتفضل واقف على باب الاوضة كده
آسر: لا هنزلك في حتة تانية.
سمية بقلق: فين يعنى؟
فتح آسر باب غرفتها بقدمه. ثم دخل. وانزلها برفق على سريرها، رتب لها وسادتها كما كانت ترتبها، ثم جلس بجوارها على كرسى.
آسر: نامى.

سمية بخجل: مش هعرف انام كده، اطلع برة وانا هنام...
آسر: لامش طالع. اقولك على حاجة، انا هقرا قرآن وانا قاعد جمبك ومش هبصلك عشان متتكسفيش انا عارف. ماشى
سمية يطيب انا اقرا الورد ازاى بتاعى. حرام عليك كان فاضلى جزء على الختمة، : طيب
آسر وامسك بمصحفها: ده مصحفك؟
سمية: امم
آسر: طيب. انا هقرا فيه بعد اذنك...
سمية بضيق: طيب
آسر: انتى متدايقة عشان هقرا فيه؟
سمية: لا والله...
آسر: طيب نامى.

سمية: حاضر، بس عللى صوتك، ماشى. وكمان متنساش تتسحر انت متسحرتش.
آسر بابتسامة: حاضر. نامى وريحى...

كان يتلو القرآن بصوت عذب. اخطا في بعض احكام التجويد، لكنها كانت تنبهه، ويبتسم، نامت سمية، اذن الفجر. صلى ثم ايقظها لتصلى. صلت. رفض ان ينام بغرفته، وجلس على الاريكة، اذعنت لطلبه فتوجهت نحو سريرها ونامت، سحب كرسى باتجاه سريرها، وجدها تبكى، بألم، علها تذكرت ابيها وامها واخوتها، علها تشاهدهم في رؤياها الان. اتى بمنديله، ثم كفكف لها دموعها دون ان ينطق ببنت شفة، جلس على الكرسى، اما هي فقد ذهبت الامها بعيدا، امسك بيدها. اخذ يمسح عليها، وضع عليها رأسه، ثم نام، استيقظت صباح لتجد وضعه هكذا، نظرت له بحب وحنان جارف، قامت من سريرها، عاودها السعال مرة اخرى، ذهبت الى الحمام، ثم ابدلت ثيابها، ودخلت غرفتها مرة أخرى، حاولت ايقاظه. كان صوتها محشرج للغاية، ما ان سمع صوتها. ؛تى استيقظ بسرعة،.

سمية: معلش. صوتى ازعجك.
آسر: لا ابدا، بس معقولة الكحة تعمل كده؟
سمية بابتسامة: الحمد لله، معلش لو صوتى دايقك. انا. هنام، فروح اوضتك...
آسر: ياريت كل حاجة تكون زى صوتك يا سمية، ياريت. بس انتى نفسك لسة بردو...
سمية: هيرتاح لوحده، انا عارفة.
آسر: طيب تعالى نامى. وانا هنزل اعمل كام مشوار واجى...
سمية: امانة عليك متقولش لباسل.
آسر: بشرط.
سمية: خير؟
آسر: خللى بالك من نفسك وارتاحى خالص لحد لما اجى، ماشى.

سمية: ماشى...
آسر: طيب في رعاية الله، انا مش هتأخر...
خرج آسر تاركا سمية بمفردها، اما هي فاستيقظت لتجده بجوارها، ذعرت. وانتفضت قائلة،
ميرنا: ستيف، ستيفن. ماذا فعلت بى، ما جاء بك الى هنا...
ستيفن: لم افعل شيئا، انتى من اخبرتنى انك مازلتى تحبيننى، وطلبتى منى ان امكث معك.
ميرنا بارتباك: مستحيل. انت كذاب ومخادع...

ستيفن: ميرنا، لا تخدعى نفسك، انك ما زلت تحبيننى، اعترفى بذلك، لقد لامست ذلك ليلة امس وتاكدت ايضا، عليك ان تنفصلى عنه...
ميرنا: لا لن انفصل عنه لتتركنى مرة اخرى؟ اخرج ستيفن، اخرج...
قبلها ستيفن على رأسها ثم خرج وودعها قائلا،
ستيفن: لن تكونى سعيدة معه...

خرج ستيفن من منزلها بينما هى. ظلت تبكى، لماذا ضعفت امامه هكذا، هل بهذه السهولة تخون زوجها الذي تحدى اهله من اجلها، لماذا، ههى خائنة، لكنه ايضا خائن، ظلت في غرفتها نائمة طوال اليوم، بينما، ذهب الى السوبر ماركت واحضر بعض الاشياء الضرورية للمنزل، ثم ذهب لمكان آخر واحضر منه طلبه ثم غادر، وصل لمنزله، وضع الاغراض بالمطبخ، ثم صعد لغرفتها، وجدها تبكى قليلا. شعرت بالوحدة الشديدة، شعرت بالموت يقترب منها وهي في غربة، لم ترد ان تموت وحدية، اشتاقت لاهلها، تريد ان ترقد بسلام فىوطنها، لم تتحمل وبكت، قلق عليها، توجه نحوها، ما ان شعرت به. حتى ككفكفت دموعها، جلس على طرف السرير. ثم رفع رأسها ونظر لعينيها،.

آسر: بتعيطى ليه طيب،؟ انتى تعبانة
سمية: لا
آسر: طيب مالك،؟
سمية: ولا حاجة...
آسر: انا زعلتك في حاجة...
سمية: لا والله
آسر: طيب بتعيطى ليه؟
سمية: ولا حاجة المهم، انت عايز تعرف المفاجأة ولا لا؟
آسر: مفاجأة ايه؟
سمية: اممم باين عليك نسيت خلاص مش وقته.
آسر: لالا افتكرت خلاص...
سمية تنهض من سريرها: طيب ماشى هجيبهالك. استنى.

فتحت سمية خزانتها، اختلس النظر اليها. ليجدها مرتبة بعناية شديدة، كانت تود ان تاتى بشئ ولكنه كان مرتفعا قليلا، لاحظ آسر، توجه اليها مازحا...
آسر: بيصعب عليا القصيرين. عايزة ايه...
سمية بحرج: الشكمجية اللى فوق.
آسر مد يده ليحضرها: وايه اللى وصلها لهنا، طولتيها ازاى دى...
سمية: دى يمن لما كنا بنرتب الدولاب.
آسر: ايوة، خلاص فهمت، اتفضلى يا ستى، هي دى المفاجأة؟
سمية: لو صبر القاتل.

اتجهت سمية نحو الاريكة الصغيرةالتى توجد بغرفتها، توجه نحوها هناك ثم جلس بجوارها، فتحت شكمجيتها، واخرجت منها علبة من القطيفة السوداء، يبدو عليها القدم الشديد، وكذلك الفخامة، ثم اغلقت شكمجيتها، طلبت ان يعيدها مكانها، اعادها مكانها ثم توجه نحوها مرة أخرى،
آسر: هي دى المفاجأة...
سمية مبتسمة: افتح العلبة وانت تعرف...

أخذ آسر العلبة من سمية ثم فتحها ليجد بها ساعة عريقة من الفضة الخالصة مرصعة بالالماس والاحجار الكريمة، وبجوارها خاتم، من الفضة، تعجب آسر من فخامتها،

سمية: اتفضل هي دى المفاجأة
آسر بانبهار: ايه دى، انتى جبتيها منين، الحاجات دى بتكون فىى المتاحف...
سمية مبتسمة: مهى فعلا كده...
آسر: ايه حكايتها دى...
سمية: دى هدية جدتى الكبيرة ليا...
آسر متعجبا: جدتك؟

سمية مطرقة رأسها: ايوة جدتى سمية. اللىى انا متسمية على اسمها، بس للاسف مش شبهها هههه، تكون جدة بابا وعمو محمود الله يرحمه، والدة جدى وجدك الهدية دى كانت هديتها لجدى الفيومى، كانت جيباها معاها من تركيا، فلما جدو اتوفى، اخدتهم، ومرضيتش تديهم لحد من اولادها. من خوفها وقربها الشديد للحاجات دى خصوصا ان جدو مقلعهمش.

لحد لما توفى، ربنا يرحمه، بس لما ماما خلفتنى. كانت قاعدة معاناا، وكانت كبيرة اوى، وانتوا كنتوا في القاهرة، فترة طفولتى كانت كلها معاها، تعلمت منها حاجات كتير، خصوصا القرآن واذكار الصباح والمساء، في يوم قبل متموت. كنت في تانية ابتدائى، نادتلى وقالتلىى، تعالى يا سمية. هديكى امانة. تخليها معاكى، دى اعز حاجة عندى، قولتلها هتدينى سبحتك يا تيتة، قالتلى لا، هديكى قلبى، وادتنى العلبة دى، وقالتلى حافظى عليها، انتى الوحيدة اللى تستحقيها، عشان ده وراحت مشاورة على قلبى ده ده اللى يستحقها، قولتلها ليه يا تيتة، قالتلى، لما تكبرى هتعرفى، المهم خديها واوعى توريها لحد، وافتكرينى بيها، وحافظى عليها، تيتة توفت بعدها بيومين، فتحت العلبة دى بعد وفاتها، عرفت فيها ايه. مكنتش عارفة قيمتهم. بس حافظت على وعدى ليها، لكن لما كبرت عرفت. هتلاقى الساعة مكتوب عليها اسم جدو الفيومى. والخاتم عليه سمية والفيومى بالتركى، عينتهم، محدش عرف عنهم حاجة، حتى بابا، ودلوقتى هي ليك...

كاانت سمية تتابع حديثها باستمتاع حتى اتت على ذكر وفاة جدتها، غلبتها دموعها وترقرقت على وجنتيهاا، كان يتابع كلامها بصمت، حتى انتهت بنظرة صافية له،
آسر: بس دى بتاعتك وامانة عندك، مش من حقى. اخدهاا، دى بتاعتك
سمية: الهديةة مبتتردش، عشان تفتكرنى بيها بعد كده...
آسر: بس الهدية دى كتيرة عليا اوى، اوى. مش هقدر اردهالك.

سمية: متقولش كده، انت ادتنى حاجات مكنتش من حقى، ودى حاجة بسيطة، دى اغلى حاجة عندى، انا عارفة انك مش هتلبس ولا الساعة ولا الخاتم، بس خليهم عندك. كل متبص ليهم، ادعيلى.
آسر: انا مدتكيش حاجة، يا سمية، وبعدين مين قالك انى مش هلبسها، انت عارفة جوايا ايه؟
سمية: يووه، خدنا الكلام ونسيت الفطار، ها تاكل ايه؟
آسر: نجريسكو...

سمية بتعجب: نعم؟ نجريسكو. لا، انا لسة هقطع الفراخ. واسلقها واعمل البشاميل، اختار حاجة سهلة الفطار مبقاش عليه وقت.
آسر: طيب انتى بتحبيها، بتاكليها يعنى؟
سمية: عادى، بس انا مبكلش دسم...
آسر: هي هتيجى من اكلة يعنى، تعالى بس انزلى...
سمية: يعنى هتخلينى اعملها بردو...
آسر: يووه عليكى، سيبى بس العلبة دى هنا ويلا...

نزلت سمية ببطء على السلم، بينما هو اسرع الى المطبخ وارتدى مريلة المطخ. فدخلت، ثم تفاجئت من منظره،
سمية مبتسمة: ايه ده، انت بتعرف تعمل اكل،؟
آسر: اكيد طبعا، سنين في الغربة هتعمل الواحد كتير، انتى عارفة هدوقك احسن نجريسكو، اقعدى بس...
سمسة: طيب هات اعمل حاجة. اساعدك،؟
آسر: لا.

جلست سمية على الطاولة تراقبه بابتسامة، كان يتحرك بخفة شديدة وبمهارة، يبدو انه ماهر بفن الطبخ، سرحت بخيالها، نزل شعره على نظارته الطبية، اثناء عمله، لم يكن بالطويل، ممااعطااه وسامة وجاذبية، تخيلت لو انهما فعلا زوجين، لو انه فعلا يحبها كما يحب زوجته، لمم تشعر بنظراته التي ياخذها خلسة ليراقبها، ليراقب صفائها ونقائها، بعد كل اهاناته لها وكلامه الجارح، تبتسم بوجهه بصفاء. تمرضه. تخدمه. وتهاديه، يالها من ملاك، لم يعد يشعر بالرراحة الا بجوارها، لا يطمئن الا بدعائها، كلما ابتعد عنها. احتاج قربها بشدة، لماذا يغير عليها هكذا، لماذا لا يفكر بتصرفاته عندها. يغيب عقله، لم يعد هادئا بقربها. سيعترف لها، نعم سيعترف. انتهى ووضع الصنية بالفرن. ثم غسل يديه. وتوجه نحوها، جلس بجوارها،.

آسر: هتدوقى نجريسكو عمرك ما دقتى في حلاوتها.
سمية مبتسمة: متأكدة...
آسرر: يلا نقرا الاذكار او قرآن لحد المغرب...
سمية: قول وانا هقول وراك، ماشى.
آسر: ماشى...
تلا آسر اذكار المساء ثم دعاا وامنت عليه سمية، اذن المغرب. صلا جماعة، ثم، اخرج من الفرن الصينية. كانت رائحتها شهية، قطعها آسر. ثم وضع لسمية بطبقها،
آسر: تاكليه كله...
سمية: لا مقدرش، بجد.
آسر: انتى هتاكليها اساسا، من غير ممقولك...

سمية مبتسمة: ولو تعبتنى هتعمل ايه...
آسر بنظرة ذات معنى: هداويكى يا سمية، ميهمكيش...
سمية بخجل: الشافى هو ربنا.

تناولا افطارهما. كانت تاكل بسعادة. تستشعر لذة الاكل، لا تدرى لماذا هذا المذاق الخاص لللاكل، تُرى لانه من صنع يديه تلك، التي تان بلمستها، انتهت سمية بسرعة من الاكل، اصر عليها آسر لكنها بررت له انها تخاف من تتعبها معدتها مرة أخرى. تركها. ثم صعدت لغرفتها، صعد هو الاخر. طرق الباب عدة طرقات، ثم دخل،
سميةة: كويس انك جيت. ينفع تنسى الهدية، كنت هجبهالك...
آسر: لا منستهاش
سمية متسائلة: معجبتكش؟

آسر وهو يجلس بجوارها على الااريكة: بالعكس، افتحى العلبة، وخدى الخاتم.
سمية: ليه. مش عاجبك.
آسر: اعملى اللى بقولك عليه...
سمية وهى تأخذ الخاتم: حاضر...
آسر مادا لها يده: لبسيهولى.
سمية بتعجب: ايه.؟
آسر: لبسيهولى...
سمية بارتباك: لا اقصد يعنى. هو ذوقه قديم...
آسر: هههههه عارف. لبسيهولى. والله ازعل منك.
سمية: خلاص ماشى.
تناولت الخاتم. بايد مرتعشة وانامل رقيقة، وضعته باصبع آسر،
سمية بخجل: خلاص كده.

آسر بتنهيدة: لا، في حاجة، انا.
سمية: خير؟
آسر: عايز اسالك سؤال...
سمية: خير؟
آسر: عمرك حبيتى قبل كده؟
سمية وقد تغيرت ملامح وجهها: نعم؟..
آسر مبتسما: ايه، متعرفيش يعنى ايه حب.؟
سمية بارتتباك: انا، يعنى، عن اذنك...
آسر بتعجب: رايحة فين؟
سمية بارتباك: رايحة الحمام...
آسر بتنهيدة: طيب...

توجهت الى الحمام، ثم بكت. لماذا يسالها مثل هذا السؤال، ايريد تعذيبها باجابتها، اتقول له انها تحبه هو، لا يوجد سواه قد ملأ قلبها ومشاعرها، فقلبها ينبض بحبه، يتنفس عشقه، قد ادمن وجوده، اتقول له انها احتفظت بقلبها واغلقته لياتى هو دون سابق انذار ويدخله بكل سهولة بل ويستوطنه، اتقول له. انها تعشق صوته، يقشعر بدنها بلمسة من يده، احست اشياء بقربه لا تعلم ما هيتها، قطع تفكيرها. صوته طارقا الباب،.

آسر بقلق: سمية، انتى كويسة؟
سمية وهى تكفكف دموعها: امممم
خرجت سمية من الحمام لتجده واقفا، امسك بيدها،
آسر باهتمام: انا دايقتك بسؤالى؟
سمية بارهاق: لا، بس النجريسكو خدت حقها معايا...
آسر: ههههه، حقك عليا، تعالى عشان او ريكى حاجة...
سمية باستفهام: ايه؟
لم يجبها ولكنه اخذها. على غرفته. ثم اتى بعلبة مغلفة واعطاها اياها،
آسر: اتفضلى
سمية: ايه ده؟
آسر: افتححيها عشان تعرفى؟

فتحت سمية العلبة، ثم وجدت هاتفا نقالا من احدث الموديلات وذى ماركة معروفة، ثمنه يصل لآلاف من الجنيهات. كما اخبرتها نغم من قبل. تعجبت كثيرا.
سمية باستفهام: وده لمين بأى؟
آسر: ليكى.
سمية: ليا انا؟ انا بقالى كام شهر هنا من غيره، ايه اللى جد يعنى؟
آسر بنظرة ذات معنى: هقولك بعدين ايه اللى جد، وبعدين عمو وطنط اكيد واحشينك، صح. كده تكلميهم عادى.

سمية بابتسامة امتنان: متشكرة جدا بس ده غالى اوى، كنت جبت اى موبايل كويس وخاص.
آسر: مفيش حاجة تغلى عليكى، وبعدين ده كله من خير معاليكى ههههه ولا انا غلطان
سمية: كلها كام شهر ويرجعلك خيرك وخير والدك، وتعيش حياتك زى ما انت رسمتها، ان شاء الله
آسر: خلينا في دلوقتى، انتى بجد لازم تروحى لدكتور يا سمية، صحتك مش عجبانى، من ايام العملية وانتى مش مظبوطة...

سمية: ان شاء الله. ربنا يسهل، جزاكم الله خيرا على الموبايل على فكرة...
آسر: واياكم...
سمية: عن اذنك انا هروح اوضتى...
آسر ينهض ليذهب معها: طيب. يلا...
سمية: خليك، انا بأيت كويسة الحمد لله، عن اذنك...
آسر: بس...
سمية مقاطعة: مبسش ولا حاجة انا بأيت كويسة، عن اذنك...
آسر: طيب لو احتجتى حاجة انا موجود...
سمية: حاضر. متشكرة جدا عن اذنك.

ذهبت سمية لغرفتها، صلت العشاء والقيام ونامت، وهو ايضا، ثم آسر بغرفته غارقا بافكاره وبها، كيف لانسانة ان تحمل هذا النقاء، ان عينيها بريئة للغاية. لم ير صدقهما، سمع صوت جرس المنزل، نزل، وفتح الباب ليجد،
آسر: سيف؟
سيف: ازيك يا آسر مش هتقولى اتفضل،؟
آسر بتعجب: لا ابدا، اتفضل، اهلا وسهلا...
دخل سيف المنزل ثم اخذ يتامله ويدقق النظر بارجائه، دخل حجرة المعيشة، بينما آسر كان مستغربا لهذه الزيارة،
آسر: نورت.

سيف يصطنع الهم والحزن: ده نورك، انا جيتلك عشان افضفض معاك. انت عارف ان انا في غربة، ومليش حد هنا، اسف على ازعاجك...
آسر: متقولش كده احنا ولاد بلد واحدة واخوات، الاول تشرب ايه؟
سيف: اى حاجة...
آسر: طيب ثوانى، خد راحتك انت في بيتك...
دخل آسر المطبخ. اما هي افاقت على صوت الجرس، ارتدت اسدال الصلاة ثم نزلت، وجدت آسر في المطبخ. فاتجهت له، سمع صوت سعالها، التفت ورائه ليجدها
آسر: ايه اللى منزلك؟

سمية: سمعت جرس الباب، مين؟
آسر: ده واحد صاحبى متعرفيهوش، اطلعى.
سمية: طيب روح اقعد معاه. وانا هجيبلك الحاجة على هناك...
آسر بحزم: بقولك اطلعى...
سمية: طيب براحتك، انا هعملى حاجة دافية واطلع...
آسر: الماية لسة ساخنة في البويلر، اعمليها واطلعى بسرعة...
سمية بضيق. وهي تعد مشروبها: طيب...
آسر: متدايقيش، بس انا مش عايزه يشوفك، ممكن بأى تطلعى...
سمية: حاضر...

اذن فهو ما زال يخجل منها، ربما صديق ذلك. والد ميرنا، اخوها، ربما، صعدت غرفتها. بينما هو دخل عليه، ثم جلس بجواره.
آسر: نورت، خير مالك؟
سيف بسأم: مخنوق اوى. تعباااان...
آسر بتعجب: خير، يا بنى وحد الله؟
سيف: لا اله الا الله، انا بحب ياآسر...
آسر: ما انا عاررف. كريس صح؟
سيف: لا، بحب واحدة تانية...
آسر: مين؟
سيف: الموضوع كبير، عندك وقت
آسر: اكيد...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة