قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل الثاني والأربعون

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل الثاني والأربعون

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل الثاني والأربعون

يف: الموضوع بدأ من سنين، المهم. كنت لسة في الكلية، كان زمانى متخرج دلوقتى. المهم حبيت واحدة اصغر منى، وهي كمان حبتنى، قولت لبابا انا عايز اخطبها، قاللى مش من مستواك، وسقطت كذا سنة عشانها، عشان اكون معاها، صارحتها في يوم وقولتها على ظروفى، قالتلى. لو بتحبنى اطلبنى من بابا، طلبتها، بس مش من والدها، من واحد تقدر تقول عليه عمها، المهم. قاللى انت فاشل، وهي متنفعكش، اتجننت، كانت بتحبنى اوى، المهم. تعبت. وهي اتخطبت. وفلكشت الخطوبة، جيتلها في يوم قولتلها، تتجوزينى؟ قالتلى تانى؟ قولتلها ملكيش دعوة بحد لو عيزانى، هنروح نتجوز دلوقتى. من هنا لهنا، وافقت، ضربنا ورقة عرفى، سلمت نفسها ليه بسهولة، حست بالذنب بعدها، وفضلت تزن عليا عشان اكتب عليها رسمى، بينى وبينك مستامنتهاش على سمعتى، ماطلتها وحاولت اهرب منها وطلقتها، فوضت امرها. لله، وبعدت عنى، سمعت انا استشيخت، وبأت تروح دروس في الجامع وحاجات من دى. ندمت حاولت ارجعلها، هي رفضت، في يوم كان في خناقة وضرب نقلو واحد المستشفى اللى هي بتتدرب فيها جابوا اسسمى في الموضوع، كانوا اعداء ليا، هي لما صدقت ومسكت في الموضوع. وقررت انها تنتقمم، وانتقمت ومن يومها وانا هنا، اناا بحبها اوى، ومش عارف، اعيش من غيرها، من كام يوم عرفت انها هنا في امريكا مع جوزها. هتقوللى اتجوزت ازاى وهى!، هقولك معرفش. المهم اتجوزت وجت مع جوزها هنا امريكا، مش عارف اعمل ايه، بحبها اوى، قوللى اعمل ايه؟

لم يجاوبه آسر بل كان يستمع له بذهن مشوش، لا يستوعب ما يقوله، كان متفاجئا من حديثه، كيف لبنت ان تعطى اغلى ما تملك لشخص حقير مثل هذا، كيف لها اان تغش زوجها الحالى، يا لحقارتها، انتبه على سيف،
سيف: ايه يا بنى مالك، انصحنى، اعمل ايه؟

آسر بجدية: اولا الجواز العرفى د حرام ده بيعد زنا وليعاذ بالله، ثانيا انت غلطان لما تخليت عنها، هي دلوقتى مش من حقك. اى نعم هي متستاهلش الشخص ده اكيد. لكن هي تابت لله. عيش حياتك وانساها. وحاول تصلح من نفسك...
سيف: انا بحبها اوى يا آسر، انت مش متخيل...
آسر محاولا التخفيف عنه: يا بنى انت بس اتجه لرنا سبحانه وتعالى وتوب. وقرب منه يا سيف، وانت تنساها...

سيف محاولا استفزازه: حاولتكتير، يمكن انساها، انا بحبها اوى، لو تعرف، اد ايه، مفيش اى حاجة تقدر تنسيهالى...
آسر: يا شيخ متبقاش عبيط كده، دى انسانة رخيصة متضيعش نفسك علشانها...
سيف: تفتكر؟ على العموم ربنا يسهل معلش تعبتك معايا، استئذن انا...
آسر: متقولش كده، خليك نتسحر مع بعض...
سيف: لا معلش، استئذن، مع السلامة...

أوصله لباب المنزل، ثم صعد لغرفة سمية، طرق الباب. لم يجد اجابة، طرقه مرة اخرى. دون اجابة، دخل عليها وجدها، ترتدى اسدال الصلاة. وتصلى، تبسم لها ثم خرج لغرفته هو الاخير وصللى، انقضى الليل جاء وقت السحور، اعد السحور. ثم ذهب ليناديها، وجدها جلسة على السرير تقرأ القرآن، ضحك ثم بادرها،
آسر: انا اعمل السحور وانتى تقرى الورد...
سمية مبتسمة: محسيتش بالوقت معلش...
آسر: طيب يلا، عشان نلحق نتسحر...

سمية: ده انت شيف على كده...
آسر: مش اوى، يلا بس ننزل
تناولا سحورهما سويا، ثم بدء الكلام،
آسر: مسالتينيش عن اللى جالى النهاردة...
سمية: لو عايز تقول براحتك...
آسر: ده واحد معرفة من مصر، بس حكايته حكاية...
سمية احست اننه يريد ان يتحكى: ايه هي حكايته؟

آسر: كان بيحب واحدة معاه، وبعدينن الظروف شائت انم ميتجوزوش، المهم اتجوزاز عرفى وهو طبعا. خلع، وهي انتقمت منه بطريقتها. وبيقول انها تابت خدعت واحد اتجوزته دلوقتى، وهو بيحبها ومش متخيل انها متجوزة واحد تانى، تفتكرى ان الحب ممكن يوصل الانسان ان يغضب ربنا. كده، وان البنت تفرط في نفسها للدرجة دى. وتغش واحد تانى ملوش ذنب،؟

سمية بتعجب: لا طبعا، لان اساسا الحب اللى بيكون بين الواحد والواحدة مفروض يكون في اطار دينى معين واجتماعى كمان يعنى علاقة شرعية، زواج، هو د الحب الصح وبيكون وسيلة لهدف اكبر وهو بناء اسرة مسلمة تخدم الدين. وهو ده الحب نفسه نابع من مصدر اساسى هو حبنا لله عز وجل، وربنا امرنا بالحب د وجعل بينكم مودة ورحمة، فاستحالة يكون الحب يوصل لكده، ممكن الاعلام الفاسد والافلام الخارجة. والروايات اللى دلوقتى بتاخد جوايز هي الى بتشجع الشباب على كده، لكن الحب الحقيقى لا، اسمى بكتير، صعب الانسان يوصفه.

آسر: يااااه، ده انتى حكاية. انتى عارفة الكلام ده منين، وبتقوليلى محبتيش؟
سمية بخجل: لا مش كده، بس عادى يعنى. ده اللى بابا وماما ربونا عليه.
آسر ينظر لها بعمق: سمية، انتى حبيتى قل كده؟
سمية تبلع ريقها ثم تنظر لطبقها: لا.
آسر: بس انا حبيت...
سمية بوجه تكسوه حمرة الخجل: ربنا يباركلك...
آسر: طيب، ادعيلى تحبنى وتنطق...
سمية: ان شاء الله، الحمد لله شبعت...

وحملت صحنها ثم اتجهت ناحية الحوض. فهى لم تعد تحتمل حديثه عن حبيبته وعن حبه، همت بغسل الاوانى. بايد مرتعشة متوترة. فبادرها،
آسر: طيب متسالنيش هي مين؟ انا بحبها اوى، مكنتش فاكر انى ممكن احبها للدرجة دى، لما بشوفها بحس ان الدنيا وقفت، انا هقولك وامرى لله هي مين، هى...

لم تحتمل ان يتفوه باسم حبيبته امامها خانتها يداا. اسقطت ما كان بيدها، وجدها آسر مرتعشة. توجه نحوها، تلملم بقايا صحنها بايد مرتبكة ترفع خصلات شعرها المنسدلة على وجهها، هبط لمستوها، امسك يدها، احست بكهرباءتسرى بجسدها انتزعت منه يداها، نظر لها بقلق،
آسر بقلق: مالك. فيكى ايه،؟
سمية تهرب من عينيه بنظرها: ولا. حاجة. الجو برد ممكن، الطبق فلت منى عادى...
آسر: ايه سرك يا سمية؟
سمية بوجه مصدوم: سر؟

آسر: ايوة، انتى مين، ومن ايه. واي اللى مخليكى كده
سمية: معلش، ابعد شوية عايزه المه ليجرح حد فينا...
آسر جذب يدها: لا، سيبيه. لازم نتكلم، عندى كلام لازم تعرفيه...
انتزعت منه يدها بصعوبة بالغة وبقوة ايضا، لترتطم بقطعة من الزجاج ارضا. ثم تخترق يدها، لتتثبت بها، اطلقت صرخة مكتومة، وجدها قد جرحت يدها، وتنزف كثيرا.
سمية بالم: ياربى هو انا كنت ناقصة، أستغفر الله العظيم، استغفر الله...

آسر بخوف: والله مكنتش اقصد، قومى قومى...
جلست على الكرسى ممسكة بيدها تقبض عليها بشدة علا توقف النزيف، اتى بعلبة الاسعافات الاولية، ووضعها، ثم هم ليخلع القطعة الزجاجية. اوقفته،
آسر: وجعتك؟
سمية بصوت مكتوم: ، استنى. لو كانت جاية في شريان مش هينفع نشيلها كده، استنى...
فحصت سمية ييدها خلال. ثوان معدودة، ثم قالت له،
سمية: هات البن اللى هنا.
آسر: حاضر...

اتى بالبُن ثم وضعه على الطاولة، كانت تثبت يدها بطريقة معينة
آسر: بتعملى ايهه؟
سمية: هشيلها، بس امسكها ماشى...
آسر: ماشى، هتقدرى تشيليها...
سمية: ايوة، بس اول ما اشيلها حط بن مش كتير على الجرح ماشى،؟
آسر: تمام تمام.
بايد مرتعشة انتزعتها سمية فسببت الما شديدا ونزفا كثيرا لحقه آسر ببن ثم ضغط عليها برفق. وقام بتعقيمها، وتطهيرها ورش عليها المسكن، ثم لفها، نظر لها وجد الالم على وجها،.

آسر: اكيد مش هتحتاج خياطة؟
سمية بالم: ايوة...
آسر بندم: أنا. آسف سامحينى مكنتش اقصد...
سمية: مفيش مشكلة، روح اتوضا الفجر هيادن...
آسر: نصلى مع بعض،؟
سمية: هتستنى اغير هدومى،؟
آسر: ايوة...
صعدت سمية. الى غرفتها ابدلت ثيابها. ثم هبطت لاسفل وصلت بجواره، ما ان انتهيا من الصلاة، حنى التفت لها آسر،
آسر: هتكملى صيام؟
سمية: عشان جرح زى ده، هفطر؟
آسر: بس انتى اساسا تعبانة. وكمان يعنى. الجرح مش بسيط...

سمية بتنهيدة: ياريت كل الجروح كده، عن اذنك...

صعدت سمية غرفتها، ثم اغلقتها بالمفتاح، كما اغلقت قلبها، هي لا تريده ان يتوغل في عالمها مرة اخرى. لا تريد ان تفكر بحبه مرة اخرى، من هي ليحبها، انها فتاة بسيطة ,,,,مازال يخجل منها الى الان، ماذا سيفعل ان علم بمرضها، حبها له مجرد حلم صعب التحقيق، سيكون هناك معاملة اخرى، ووجه اخر، استسلمت للنوم، اتى صباح جديد. طرق الباب. ثم هم ليدخل وجده مغلق تفاجأ كثيرا، فتحت له، كانت ترتدى ثياب الخروج، نظر لها متعجبا،.

آسر: انتى رايحة فين؟
سمية: رايحة شغلى...
آسر: بس انا اخدت اجازة، عشانك
سمية: وانا كويسة، عن اذنك...
آسر متعجبا: انتى مالك، كده...
سمية ببرود: ولا حاجة، عن اذنك الباص تحت...
آسر بتعجب: مع السلامة...

تعجب آسر من معاملتها له، انقضى اليوم واتت سمية لتعامله بكل برود، وهو يحاول ان يذيب هذا الثلج دون فائدة، ظلا هكذا عدة ايام، بينما في مصر الوضع مختلف، كانت مى تمكث لدى والدتها فيوسف يسافر لمدة اسبوعين بعمله. وياتى اسبوعين، اصبحت ميرفت اكثر حدة من ذى قبل، باتت تحقد على سمية، اكثر، حاولت مى ان تخفف الوضع مرات، دون جدوى، كانت سمية تطلب محادثتها في كل اتصال تليفونى، تقابل ذلك رافضة متعنتة، اما بالنسبة لخليل، فكان يتصل بها للاطمئنان عليها، كان يطلب منها في كل مرة ان ترسل له اخر التقارير والاشعات والتحاليل، ولكنها كانت تتهرب، قلق عليها كثيرا، كان يحادث آسر ويحاول ان يستشف منه احوالها واخبارها، فيظمئن نوعا ما، هكذ.

مرت ايام عديدة، حتى جاء يوم، كان آسر بغرفة المعيشة وسمية. كانا يتابعان برنامج، دينى. للدكتور محمد العوضى، فقد كانت سمية تستمتع ببرامجه كثيرا، رن جرس الهاتف، اجاب آسر،
آسر: السلام عليكم
ميرنا: الو آسر، ارجوك. تعال، فورا...
آسر مخضوضا: ليه،؟
ميرنا: اانى مريضة بشدة. حاولت ان اتصل بابى. ولكنه لم يجب، ارجوك آسر...
آسر بارتباك: اممم، ماشى ماشى. مع السلامة...

انتبهت سمية لتعابير وجهه، فضلت الا تساله فهى تتحاشا الحديث معه، بينما،
آسر: انا مضطر اخرج...
سميةة: ماشى...
آسر: مش هتاخر، عايزة حاجة من برة...
سمية: سلامتك...
خرج آسر. مسرعا. قاصدا منزله الاخر، ميرنا. يالها من مسكينة طال هذه الفترة لم يتصل بها وكان يتهرب منها دوما، حاول ان يلمح لها بالانفصال كثيرا ولكنها كانت متمسكة به، انه ظلمها، وصل المنزل، دخل مسرعا توجه الى غرف النوم، وجدها ترقد على السرير،.

آسر بقلق: خيرمالك...
ميرنا ببكاء: ان بطنى تؤلمنى كثيرا، واشعر بدوار شديد...
آسر: الم تاخذى مسكنا...
ميرنا: بلى لكن دون جدوى...
آسر: حسنا بدلى ثيابك لنذهب للمشفى...
ميرنا: حسنا، ولكن من فضلك ناولها لى.

ابدلت ميرنا ثيابها. كان يبدو عليها الاغياء الشديد. فجسدها اصبح انحف من ذى قبل، اوصلها للمشفى ثم توجهوا لغرفة الطبيب، فحصها ثم، بينما سمية كان عقلها ياتى ويذهب، هل هو معها، هل تتصل به، وجدت على الطاولة، جواز سفره واقامته، الان هي مجبرة تتصل به، اتصلت به لتجد، كان يقف قلقا، انتهى الطبيب من فحص ميرنا، ثم جلس على مكتبه، يخبرهما، رن هاتفه في ذلك الوقت ثم ضغط زر الاغلاق. ولكن رد دون قصد لتسمع سمية،.

الطبيب: لماذا انت قلقا هكذا، فهو امر طبيعى بالنسبة لها.
آسر: كيف ذلك؟
الطبيب مبتسما: زوجتك. حامل، مبارك لكما...
آسر مصدوما: ماذا قلت، من فضلك تاكد، هذا مستحيل...
ميرنا بقلق: كيف ذلك،؟
الطبيب: انكما متزوجان، وهذا امر بديهى، لا ارى فيه مفاجأة، وجنينكما في شهره اللاول، ساكتب لك بعض الادوية، يجب عليك الراحة التامة والبعد عن اى شئ يضياقك...
ميرنا: حسنا دكتور...

ككانت تستمع لكل كلمة وتبكى، اغلقت الهاتف، لقد رأت الصورة واضحة، عائلة كاملة، وجوده بجوارها يحعله مقصرا في حق ابنه وزوجته، يجب عليها ان تغادر حياته، اما هو كان بعالم آخر. سيكون لديه طفل، ستكون امه ميرنا، ليست سمية، ظل صامتا طوال الطرييق، اما هي كانت فرحة ولكن قلقة، ترى هل هذا ابن آسر ام ستيفن، ذهب بها الى المنزل ثم مكث بجوارها، بعث برسالة لسمية، ثم اغلق هاتفه، كانت الليلة الاولى التي يتسحر بها منفردا دون سمية، انقضى الليل واتى الصباح، وانقضى واتى الليل، سيف. طلب ان يقاابله في امر ضرورى. قابله آسر، وجد على ملامحه الحزن،.

آسر: خير يا بنى مالك، اوع تقول الموضوع اياه تانى؟
سيف: للاسف، بص يا آسر. انا عرفت حاجة مهمة، لازم اقولهالك، مهنش عليا متعرفش...
آسر بقلق: خير؟
سيف: عارف البنت اللى انا كنت متجوزها اسمها ايه؟
آسر بتململ: ايه؟
سيف: سمية...
آسر بتوتر: وفيها ايه؟ عادى...
سيف: اسمها سمية الفيومى...
آسر بعصبية شديدة: يا واطى يا قليل الادب، يا حيوان. انت انسان سافل، غور من وشى، انا استاهل اللى جيت اتكلم معاك...

سيف يمسك يده: اهدى يا آسر انا عارف انها صعبة بس انت عشان صاحبى قولتلك، امبارح انا عرفت انها متجوزاك، وكمان يعنى انتوا لسة كل ده يعنى، عايشين زى الاخوات. تفتكر رضيت بكده ليه، تفتكر كل ما تقربلها تبعد عنك ليه، تفتكر سمية رضيت بوضع الزوجة التانية، ليه، تفتكر وش الملاك اللى هي لبساه. زده حقيقى. ممكن يكون حقيقى، بس وراه ازمة، هي جوازنا، حاولت اكلمها، بس كنت بسيبلها رسالة على الانسرماشين، ولو مش مصدقنى. دى ورقة الجواز بتاعتنا. ودى صورنا، قبل ما سمية، تتغير كده، ودى كمان تسجيلات لينا، كنت بسجلها عشان اسمع صوتها من وقت للتانى عشان تصدق، انا قولت اقولك واخلص ضميرى من ناحيتك لانى بعزك، وبعتبرك زى اخويا، مع السلامة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة