قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية غرامة غدر للكاتبة شاهندة الفصل الرابع والعشرون

رواية غرامة غدر للكاتبة شاهندة الفصل الرابع والعشرون

رواية غرامة غدر للكاتبة شاهندة الفصل الرابع والعشرون

قالت (رجاء)بغضب:
-اتجوزتيه ازاي ياقمر؟انتِ أكيد اتجننتى.
قالت (قمر):
-اهدى بس ياخالتي واسمعيني، أنا كنت مضطرة. هددني ياأتجوزه يايسجنى ويبعدنى عن تيام.
قالت(رجاء)بحدة:
-السجن كان أهون.
قالت(قمر)بإستنكار:
-انتِ عايزانى أتسجن ياخالتي؟
قالت(رجاء)بإضطراب:.

-لأ طبعا أكيد مش قصدى بس فكرة جوازك منه مرفوضة بالنسبة لى نهائي. ازاي قمر بنت منير الجمال اللى كانت متجوزة حاتم ابني تتجوز حتة جنايني ملوش أصل ولا فصل. ازاي أميرة بس تتجوز صعلوك؟
تراءت صورته أمامها فظهر الحنين بصوتها وهي تقول:
-الراجل بأخلاقه مش بفلوسه ياخالتي وأكرم مش وحش، كفاية انه أنقذ ابني من الموت وآوانا فى بيته.
قالت(رجاء)بحنق:
-وهو الراجل بيتجوز واحدة غصب برضه؟
قالت(قمر)مدافعة على الفور:.

-أكيد معذور كان محتاج زوجة عشان يبعد عنه هند بنت الحاج فاضل وملقاش قدامه وسيلة تخلينى اوافق بيها عليه غير التهديد، لو أي حد مكانه كان عمل كدة وأكتر ياخالتي أي واحد غيره مكنش سابنى كدة حرة وكان سجني انتِ ناسية مين اللى ماتت وتبقاله إيه؟
قالت(رجاء)بحنق:
-لأ مش ناسية بس مش سايبك لله وللوطن. هو سايبك عشان يذلك لانه فاكر انك...
صمتت(رجاء)فعقدت (قمر)حاجبيها قائلة:
-فاكر إنى إيه؟
قالت(رجاء)بإضطراب:.

-مش مهم، المهم انك تاخدى بالك من نفسك ومتخليهوش يقرب منك ولا يلمسك ياقمر.
وجدت نفسها رُغما عنها ترفع أناملها وتتلمس ثغرها، تتذكر قبلاته لتغمض عيناها وذكريات تمر بخاطرها ارتعشت لها خفقات قلبها أفاقت منها على صوت خالتها المستنكر وهي تقول:
-هو لمسك يابنت حنان؟أوعى ياقمر. ابنى مش هيرتاح فى تربته لو كان لمسك.
قالت(قمر)على الفور:
-لأ ياخالتي اطمنى، هو مش طايق يشوفنى أساسا.
لتقول(رجاء)بارتياح:.

-كدة تمام، قوليلى بقى التمثيلية دى هتخلص امتى؟
ياليتها لا تنتهى أبدا، فمجرد اقتران اسمي بإسمه يزيد خفقات القلب فرحا.
صرخ قلبها بتلك العبارة بينما قال لسانها:
-أكيد مش هطول أسبوعين تلاتة بالكتير.
قالت(رجاء):
-طيب. متنسيش تخلينى أكلم تيام عشان اطمن عليه.
قالت(قمر):
-حاضر سلام ياحبيبتي.
قالت(رجاء):
-سلام.

ثم اغلقت الهاتف فزفرت( قمر)بارتياح وقد ازالت عن كاهلها هماً كبيراً حين اخبرت خالتها بأمر زواجها وقد كانت تخشى ردة فعلها ولكنما مرت على خير، استدارت فتجمدت أطرافها حين طالعها (أكرم)الذى يقف مستندا إلى الحائط عاقدا ذراعيه ورامقا إياها بنظرة غامضة أربكتها وأثارت اضطرابها، تتساءل بوجل. ترى هل إستمع إلى محادثتها؟

ليجيبها على الفور وهو يفك عقدة ذراعيه معتدلا. يقترب منها ببطئ فإبتلعت ريقها بصعوبة وهو يقول:
-لسة برضه مبتخبيش حاجة عن خالتك مش كدة؟
هزت رأسها قائلة بإضطراب:
-هي أمي التانية واكيد مش هخبي عنها حاجة.
توقف أمامها قائلا بصوت تسللت إليه بعض المرارة:
-أمك التانية كانت الست فاطمة. ومع ذلك قتلتيها ونسيتيها.
أغمضت عيناها ألما وهي تقول بحسرة:.

-أرجوك كفاية. أنا من يوم ما ماتت وانا مبدوقش النوم، الذنب بيقتلني. ياريتنى اليوم ده كنت صممت على اللى فى دماغى. ياريت كنت انا اللى مكانها وهي عاشت..
لتفتح عيناها وتواجهه بنظرات غشيتها الدموع التى سقطت على وجنتيها تباعا وهي تردف:.

-ماما فاطمة مكنتش أم تانية لية كانت هي امي الأولى، نبع الحنان اللى فتحت عيني عليه، أنا مشفتش امي اللى ولدتنى قالولى ماتت بعد مااتولدت علطول بسبب أزمة ربو شديدة مستحملتهاش زي ماانت عارف، بس وجود ماما فاطمة فى حياتي محسسنيش باليتم، أنا بموت كل يوم وأنا بفكر انى لو مكنتش خرجت اليوم ده من البيت كانت هتبقى عايشة بينا دلوقتي.

كانت حروفها صادقة تماما فأزالت من قلبه ذلك الجزء الناقم عليها لحرمانه من عمته. يدرك من كلماتها أن الحادث كان رُغما عنها وأنها أبدا لم تتعمد ماحدث، ليقول بهدوء:
-قدرها كان انها تموت فى اليوم ده، بسبب عربيتك او من غيرها. كل موت باوان واوانها جه وقته يومها ياقمر.
طالعته بحيرة. هل يخفف عنها الآن؟!

صمت للحظات يتطلع إلى عيونها بدوره يود لو مد انامله ومسح تلك الدموع عن وجنتيها، وجد نفسه يمسح دموعها بالفعل فارتعش ثغرها، تعلقت عيونه به قبل ان يرفع إلى عيناها عيون غائمة بالمشاعر وهو يقول بصوت غامض:
-كنتى بتقوليلها الراجل بأخلاقه مش بفلوسه. لما الراجل فى نظرك بأخلاقه ياقمر اتجوزتي حاتم ليه؟
قالت بنبرة عاتبة:
-جواب السؤال ده عندك ياأكرم، السنين أكيد بتغير حاجات كتير بس مبتمسحش الذاكرة.

قال عاقدا حاجبيه:
-قصدك إيه؟
قالت بألم:
-مش معقولة نسيت انك...
قاطعها صوت حمحمة على الباب قبل ان تقول (سعاد):
-صادق بيه وامنية هانم برة.
قال(اكرم)بهدوء:
-قوليلهم جايين حالا.
غادرت (سعاد)بينما قال(اكرم)ل(قمر):
-لسة مخلصناش كلامنا. يمشوا بس وهنكمل. اتفقنا؟
هزت رأسها فوجدته يمسك يدها بعفوية وهو يغادر الحجرة متجها إلى اصدقائهم تتبعه هي بقلب يخفق بقوة يحتضن مشاعرها برقة كما يحتضن كفه، كفها.
قالت (أمنية)بإمتنان:.

-أنا مش عارفة أشكرك إزاي ياأكرم. وقفتك جنبنا ومجيتك عندنا مع اللوا عبد العزيز والمقدم مراد والحراسة اللى سبتوها قدام البيت، كل ده خوف أهل عصام اللى كانوا بيهددونا عشان نتنازل عن المحضر ومبقوش ييجوا ناحيتنا والنهاردة سمعت انهم هيعزلوا من الشارع بعد مااتحددت جلسة ابنهم الأسبوع الجاي.
قال (أكرم):.

-لا شكر على واجب يامدام أمنية. اللى انتى عملتيه هو اللى يستاهل بجد الشكر، وقفتك قصاد الغلط ومواجهته كان محتاج شجاعة كبيرة منك ومش اي حد يقدر يعمل اللى عملتيه.
أمسك(صادق) بيدها قائلا بفخر:
-مراتي مفيش منها اتنين.
ابتسمت (امنية)بخجل بينما تأملتها(قمر)بحب، تحمد الله ان رزقها صديقة مثلها، ليقول( أكرم):.

-بالمناسبة ياصادق كان مراد كلمني عن الشركة اللى بتشتغل فيها. حابب يعرف تفاصيل أكتر عنها لأنه هيغير ديكور شقته وانا رشحتله الشركة اللى بتشتغل فيها ورشحتك انت بالذات عشان تصممله الديكور.
قال(صادق)ببشر:
-بتتكلم جد؟!
اومأ أكرم برأسه قائلا:
-طبعا بجد ولو عجبه شغلك هيخليك تصمم كمان ديكور الشركة اللى هيفتحها أخوه بعد مارجع من السفر.
ضم(صادق) يد زوجته التى ضغطت على يده بفرح قائلا:.

-شكلها هتحلو يامنمن وهوديكي إسكندرية تصيفي.
قال(اكرم)بإستنكار:
-ده آخر طموحك؟اسكندرية. طب قول شرم.
قال(صادق):
-ياسيدي واحدة واحدة نلف الدنيا كلها.
قالت(قمر):
-ربنا يهنيكم.
قالت(امنية) بحب:
-تسلمي ياقمر.
تأمل( أكرم )نظرتها إليهما، سعيدة هي لا شك من أجلهما ولكن هل تتمنى أن تنال تلك السعادة بدورها كما رأى فى نظراتها أم أنه يُخيّل إليه؟
نفض أفكاره وهو يقول:
-طيب ايه رايك نقوم نكلمه علطول؟
نهض( صادق )قائلا بحماس:.

-معنديش مانع، يلا بينا.
نهض (أكرم)بدوره قائلا:
-يلا بينا.
توجها إلى المكتب ولكنه لم يلبث ان توقف مستديرا ل(قمر)قائلا:
-من فضلك ياقمر خلى سعاد تجيبلنا اتنين قهوة.
شعرت باضطراب وقد فاجأها بتوجيه الحديث إليها لأول مرة منذ مجيئ (صادق)و (أمنية)لزيارتهما، لتتمالك نفسها قائلة بهدوء:
-هعملهم أنا واجيبهملك المكتب.
اكتفى بهزة من رأسه قبل ان يغادر الردهة، لتميل (أمنية)على (قمر)قائلة:.

-من فضلك ياقمر وهعملهم انا. إيه الحكاية؟! هو انا فاتنى حاجة؟
كادت (قمر)ان تقول شيئا ولكن دلوف (سارة)مع (شمس)قاطعها و(سارة)تقول بفرح:
-الزهور اللى عمى أكرم زرعها فى الجنينة فتحت، تعالوا شوفوها.
هزت (قمر)رأسها فغادرت الفتاتان بينما قالت (قمر):
-فاتك كتير. تعالى معايا المطبخ أحكيلك وأنا بعملهم القهوة وبعدين نروح نشوف الزهور.

هزت (امنية)راسها موافقة وهي تنهض وتتبع (قمر)إلى المطبخ وهي فى توق لمعرفة السر وراء تلك المعاملة اللطيفة بين هذان اللذان كانا منذ مدة قليلة فقط، عدوين.

خرجت من حجرة نوم(حافظ وسوزان ) تتلفت ذات اليمين والشمال قبل أن تسرع إلى حجرتها، تدلف إليها وتغلق بابها خلفها بسرعة تستند بظهرها إلى الباب تضم يدها إلى صدرها وتاخذ نفسا عميقا مغمضة عيناها بقوة قبل ان تفتحهما وهي تفتح قبضتها وتقربها إلى وجهها، تتأمل سوار (سوزان)بعيون تلتمع نصرا.
قالت(امنية)بإعجاب:
-الزهور دى جميلة قوى ياقمر، ذوق أكرم يجنن فى اختيار نوعهم.
لمست (قمر)اوراق أقرب زهرة إليها برقة قائلة:.

-زهور التوليب الحمرا.
عادت بذاكرتها إلى الوقت الذى كان اكرم يزرعهم خصيصا من أجلها قائلا لها أنها زهور زُرعت بحب لتُقدم بحب، تتذكر كيف كان يقبل إحدى تلك الزهور قبل ان يضعها فى شعرها قائلا:
-والحب زهرة اودعتها عشقي علها تبوح لكِ بماعجز لساني عن قوله، فقد جعلني جمالك صامتا لا أجد كلمات تستطيع وصف ملائكية ذلك القلب الذى خُلق من أجلي ومن أجلي فقط قُدّ من زهور الجنة.

أغمضت عيناها تُبعد تلك الذكرى عن مخيلتها وهي تتراجع رافضة المزيد من الذكريات التى تؤلم القلب توقاً، ثم فتحتهما على صوت تحذير(أمنية)ولكن بعد فوات الأوان فقد اختل توازنها وسقطت على حوض الزهور، لتشعر بالألم ينتقل من قلبها إلى سائر جسدها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة